كان سلفي من أهل العلم ... تعلم من الدين ما علموه إياه على منهج سلفنا الصالح ، رغم صغر سنة فهو شاب بالثاني والعشرين من عمره إلا أنه نبغ في نهمة للعلم الديني المرافق للعمل ، فقه من الدين مالم يفقهوا كثيرون ممن هم في سنه فقد خط حياته على منهاج أهل التقوى لكن للأسف كل هذا كان يا مكان .
أصبح اليوم يتخبط بين ما يقوله له الشيخ الفلان و الشيخ علان وكلكهم يجتهدون ، وعندما أمتحنه الله في إيمانه ظل يقاوم الطوفان القادم إليه من أصدقائه ، لكن لم يثبت قدماه في الأرض فجرفته تيارات الشبهات ودسائس المنصرين و المتمشيخيين .
أنا لا ألومه وحده ، لكن ألوم أيضاً ذالك الشيخ الذي أحفظه القرآن ولم يجعله يعيه فكان يحمل القرآن في صدره ولا يفقه منه سوى كلمات صماء ، فذهبت لذة قيام الليل هباء منثوراً ، ولم تعد تهزة كلمات القرآن التي يرتلها بصوته الذي تهتز له قلوب الجبابرة العظام .
عندما سأل شيخه الوقور من على المنبر : كيف يهديني الله ...؟
قال له : أنت مبتدع ، وما أراك إلا قد ضللت
لم يفقه شيخنا الوقور أنه حتى الملائكة تسأل وأن رسولنا الكريم سُؤال أعظم من ذالك وأجاب ، فمن منا لا يعلم قصة الفتى الذي دخل على النبي يسأله حبه للزنا فأجاب .
ندائي هنا لمن لبس عبائته وجلس على منبره ... أردموا الفجوة بين اللحاء و بين الشباب ، ولا تجعلوا الدين خطبة جمعة فقط أو حي على الجهاد ، أو حتى سياسه تتقربوا بها للكرسي بأسم حب الشباب ،أنا لا أخاف على هؤلاء الشباب شبه يتلقونها أو دين يحفظوه دون وعي و إدراك فيكونوا كالاسفنج يتشرب ما يدس إليهم دون إدراك بل أخاف عليكم من قول رب العزة لعابد بني إسرائيل الهمام ، وبه أبدوا يا ملائكة العذاب .
عيناي تدمع وقلبي يكاد يتفطر وهو ينظر عاجز لا يحمل سوى قلب أمتلاء إيمان بأن الاسلام دين لكل من أراد الحق وبحث عنها ، كل سائل يبحث عن الحقيقه التي لا توجد إلا به ، لكل حائر عرف أن الدين ليس حجاب و صلاة وصيام هو منهج حياة يبدأ بإشراقه شمس الصباح الباكر ولا ينتهي حتى بلذة قيام الليل أو لبس حجاب .
أختم حديثي لكم يا رواد المنابر العظام ومتبعين سنة النبي العدنان ... إن كان النبي بيننا اليوم هل كان سيجيب عن أسئلتنا أم كان سيقول أذهبوا فما أنتم إلا كفار .
عبير أحمد ....