اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجم الاحمر
بالنسبه للدين
ان الدين ايا كان ماهو الا انعكاس خيالي في اذهان الناس للقوى الخارجية التي تسيطر عليهم في حياتهم اليومية, وهو انعكاس تتخذ فية القوى الارضية شكل القوى غير الارضية . في بداية التأيخ كانت مواد هذا الانعكاس بالدرجة الاولى قوى الطبيعية التي تمر في التطور اللاحق عند مختلف الشعوب عبر مختلف انواع التجسيدات المبقشة,...ان الصور الخيالية التي انعكست فيها, بادىء ذي بدء, القوى السحية للطبيعة فقط اكسبت الان مستلزمات اجتماعية وصارت ممثلة لقوى تأريخية . وفي درجة تطورية لاحقة انتقلت مجمل المستلزمات الطبيعية و الاجتماعية لتعدد الالهة الى اله واحد كلي الجبروت ماهو, بدوره, الا انعكاس لانسان تجريدي. وهكذا اظهرت الوحدانية التي كانت من الناحية التأريخية اخر نتاج للفلسفة اليونانية المبتذلة في عصر لاحق ووجدت تجسيدا ً جاهزا ً لها في الاله اليهودي القومي الصف يهوا. وبهذا الشكل المريح في الاستعمال و المتكيف لكل شيء يستطيع ان يواصل وجودة كشكل مباشر, أي شعوين لموقف البشر من القوى الغريبة, الطبيعية و الاجتماعية, المهيمنة عليهم طالما انهم باقون في الواقع تحت سلطة هذة القوى. ولكننا رأينا مراراً ان ما يسيط على الناس في المجتمع البرجوازي المعاصر, كقوة غريبة عليهم, هو العلاقات الاقتصادية التي خلقوها بأنفسهم, ووسائل الانتاج التي صنعوها بأنفسهم. و هكذا يظل قائما ً الاساس الفعلي للانعكاس الديني للواقع, و مع هذا الاساس يضل باقيا ً انعكاسه في الدين. ومع ان الاقتصاد السياسي البرجوازي يقدم بعض الفهم للصلة السببية لسيطرة القوى الغريبة هذة, الا ان الحال لايتغي قيد انملة من جراء ذلك. ان الاقتصاد السياسي البرجوازي عاجز عن درء الازمات عموما و عن حماية الرأسمالي من الخسائر ومن الديون الميئوس منها و من الافلاس و عن تخليص العامل من البطالة و البوس . و لايزال مستعملا ً حتى الان القول المأثور : الانسا يظن واللة ( أي سيطرة قوى اسلوب الانتاج الراسمالي الغريبة عن الانسان) يقدر. ان المعرفة و حدها, حتى اذا سارت ابعد و اعمق من ادراكالاقتصاد الساسي البرجوازي, غي كافية لاخضاع القوى الاجتماعية لسيطة المجتمع. فأن ذلك يتطلب بالدجة الاولى فعلا اجتماعيا ً. وعندما يتحقق هذا الفعل, عندما يضع المجتمع يده على مجمل وسائل الانتاج و يوجهها بموجب التخطيط, و يحرر بذلك نفسه وجميع افاده من العبودية التي تفرضها عليهم الان وسائل الانتاج التي صنعوها بانفسهم ولكنها تعارضهم كقوة غيبة قاهة و عندما سيتمكن الانسان بالتالي ليس من ان يظن فقط بل وان يقد ايضا ً. عند ذاك تختفي اخر قوة غريبة لاتزال حتى الان تنعكس في الدين, ويختي معها الانعكاس الديني نفسه, لسبب بسيط هو انه لن يعود هناك ما يعكسه
بالنسبة للاتحاد السوفيتي يمكنك ان تحاسبني منذ قيام الثوه الشيوعيه الى وفات ستالين اما من اتوا بعد ستالين فهم انتهازيين و لا لي اي علاقه بهم.
الايكفي ماسببته الاديان من ويلات للبشريه؟؟!!!
قديمًا قالوا : إن الأرض محمولة على قرن ثور ..
- حسنٌ ، فما هو الزالزال ؟
قالوا : هو اهتزاز الأرض حين ينقلها الثور من قرنه الأيمن إلى الأيسر !
- فما هو الرعد ؟
قالوا : هو صوت خواره المتقطع !
- فما هو المد والجزر ؟
قالوا : آثار شهيقه وزفيره حين يرسل أنفاسه ويستردها فوق صفحة الماء !
وهكذا . . .
إن هذا التفكير "الثوري" لا يعجز عن التعليل لما يعتقد .
والرفيق الأحمر يمضي يعلل ويفسر ويشرح نشأة الأديان في "ثورية" لا تخطئها العين .. وهو لم يعجز في موقف عن التعليل لشيوعية التي سكنت في ذهنه واستبدت به ، ويصف كأنما شهد بداية الكون وبداية الأديان .
وبما أن الرفيق الأحمر قد مضى يحكي ويسترسل لا تعوقه الأدلة والبراهين ، ولم يخلد بباله أن يتوقف ليذكر دليلاً أو برهانًا ، فلا جرم علينا أن نحكي أيضًا ..
والقضية بيننا والشيوعيين ليست اقتصادية ، فإنك لا تجد خيرًا جاءت به الشيوعية إلا وفي الإسلام ما هو خير منه وأحسن تفصيلاً ، ولا تجد شرًا حذرت منه إلا والإسلام قد حذر منه ونهى عنه .
ألا يعلم من خلق !
فإننا إذا جئنا للشيوعية وجدنا أنه لابد من تحطيم رأس المال والعلاقات الرأسمالية التي تقوم على الاحتكار والاستغلال ، وذلك بنزع ملكية المصنع والأرض ووسائل الإنتاج ووسائل الإعلام ، وإدارتها من جهة الحكومة لصالح الشعب العامل ، وهذا يقتضي أن تتولى الطبقة العاملة (البروليتاريا) الحكم حتى تنجز رسالتها ، وتقضي على الطبقة البورجوازية ، وتحقق مجتمعًا لاطبقيًا ، ثم يصبح الإنتاج من الكثرة الوفرة بحيث يأخذ كل واحد حسب حاجته ، ويعمل كل واحد حسب طاقته في مجتمع نموذجي تسود فيه الإنسانية ويختفي الطمع !
تلك أمانيهم !
لكن الواقع اختلف كثيرًا عن الحلم ، ليس فقط بسبب سوء التطبيق (وإن كان سوء التطبيق له دور) ، لكن أيضًا بسبب ثغرات فادحة في النظرية ..
فالشيوعية جاءت ومعها مجتمع الخوف من السلطة ، وجهاز الحزب الذي يتكون من ملايين تحول إلى طبقة من المنتفعين لها مصلحة في البقاء مستمتعة بكل مميزات الحزب ، وبجكم إغراء المصلحة أصبح من الممكن لهذه الطبقة أن تخون المباديء الشيوعية بمثل ما يخونها عضو البرلمان الرأسمالي ، تساعدها الدكتاتورية ومراكز القوة المتربعة فيها ، ويعينها انعدام الوازع الديني وعدم الخوف من حساب الله .
وفي وجود الخوف من السلطة الحاكمة وغياب الوازع الديني تدهورت الأخلاق ، وظهر غول البيروقراطية ، وصارت السلعة التي كان يسرقها رأسمالي واحد يشترك في سرقتها جيش من الموظفين ؛ من البائع إلى المتعهد إلى المفتش إلى مدير الجمعية الاستهلاكية إلى موظفي الجمعية التعاونية .. إلخ ..
وتسربت المكاسب الشيوعية من هذا الغربال المليء بالخروق .
ولجأ النظام إلى فكرة الحوافز والمكافآت لإثارة النفوس التي تكاسلت عن الجد والحماس ، ولكنه لم يفعل أكثر من الترقيع الخارجي ، فلم تثر الحوافز إلا طمع من يأخذ وحسد من لم يأخذ ، فسببت المزيد من الفشل في الإنتاج والتحاقد بين الأفراد .
وماهو مفقود في نظام مادي ليس هو المكافأة المادية ، ولكن تلك الشرارة الداخلية التي يطلقها الإيمان في كفالة قوانين إلهية لا تميز بين حاكم ومحكوم ، إنما تحكم الكل شريعة الله العادلة المطلقة .
وقد وقعت الشيوعية في تناقض أساسي بين كونها فكرًا بدعو إلى التضحية والبذل من أجل الأخرين ، وكونها فكرًا محرومًا من الحافز الديني والمبدأ الروحي ..
فالدين - كما هو معلوم - يمد الإنسان بأعظم طاقة للتضحية والبناء والكفاح بلا حدود ..
وعن طيب خاطر ..
وهكذا أصبح الفكر الشيوعي المادي يطالب بالولاء والتضحية والكفاح ، ثم يجعله مستحيلاً بالفكر والنظرية !
وخطأ هذا الفكر أنه تصور أن ثلاث وجبات ومصروف يد وكساء ودواء يمكن أن تكون عزاءًا كافيًا لإنسان يعلم أنه ولد ليموت ..
إنسان كتب عليه أن يتألم وحده
ويمرض وحده
ويشيخ وحده
ويموت وحده
!!
وهذا وهم كبير !
فكيف للمرء أن يقاسى مرارة الحياة بلا هدف سوى أن يكون ألعوبة لصدفة أزلية حمقاء عمياء ، لا منتهى له فيها يزيد على أن يكون جيفة منتنة بقفر من الأرض تتحلل حتى لا يكاد يبقى منها شيء ثم لا حساب ولا عقاب ولا أمل ولا رجاء بعد كل تلك الحياة المليئة بالأسقام وقساوة العيش ..
فما معنى هذه الحياة حتى يصبر عليها ويصابر على شدائدها وصعابها ؟
وما الذي يدفع شيوعيًا ماديًا ملحدًا لأن ينشب بأظفاره فيها تمسكا بعيش ساعة لا يصفو كدرها ولا يحلو مرها ؟
ولماذا يحسن المرء إلى الآخرين ، أو يجزي الإحسان بالإحسان ، ويلتزم حسن الأخلاق ويجتنب مرذولها وسيئها إذا كان ذلك كله إلى عبث ولهو مغرق في السفه والفوضى ؟
وقدر لو أن الناس آمنوا بالشيوعية دينًا ، وكفروا بكل ما عداها ، كيف سيعمرون حينها خراب أرواحهم بلذاذات الجسد التي يمحوها سراعًا عالم النسيان ، ويذهب ذكراها بما يتبعه من شقاء الحياة وشدائد عيشها ؟
فأي شقاء للروح ذلك الشقاء ؟!
وأي استعباد للجسد ذلك الاستعباد ؟!
وفكر ما شئت أن تفكر في مجتمع آلهته هي المنفعة الشخصية ، وعقيدته أن لا حساب ولا عقاب إلا ما تواضع عليه المجتمع في هذه الحياة التي بلا معنى يعقبها كما لا معنى لها تحمله ، وما هؤلاء الذين تواضعوا على قانونهم إلا أفراد سبقوهم فقيدوهم بما افترعوه من رأي ، فأي عاصم ورادع من عدوان الإنسان على الإنسان وتمرده على كل قانون ، وأي زاجر عن كل خبيث من سلوك أو خلق ؟
والحمد لله على نعمة الإسلام .