المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسلمت لله 5
خاتمة الرسالة الفلسفية لأبو بكر الرازى [رسائل فلسفية لأبي بكر الرازي ص111]: ((فهذا ما أَرَدْنَا أن نُودِع في هذه المقالة. ولِوَاهِبِ العقلِ الحمدُ بلا نهايةٍ كما هو أهلُه ومستحقُّه. وصلَّى الله على المصطفين مِن عباده والخيِّراتِ مِن إمائه. نُجزَ كِتابُ السيرة الفلسفية. واللهُ تعالى المحمودُ على كُلِّ حالٍ دائمًا أبدًا سرمدًا)). اهـ وقال في ختام رسالته الموسومة بالطب الروحاني [رسائله ص95-96] عن الموت: ((إنِّي قد بَيَّنْتُ أنه ليس للخوف مِن الموت - على رَأْىِ مَنْ لَمْ يَجعل للإنسان حالةً وعاقبةً يَصير إليها بعد موته - وَجْهٌ. وأقول: إنه يجب أيضًا في الرأي الآخر - وهو الرأيُ الذي يَجعل لِمَنْ مات حالةً وعاقبةً يصير إليها بعد الموت - أن لا يخاف مِن الموت الإنسانُ الخيِّرُ الفاضلُ المُكَمِّلُ لِأَداءِ ما فَرَضَتْ عليه الشريعةُ المُحِقَّةُ، لأنها قد وَعَدَتْهُ الفوز والراحة والوصول إلى النعيم الدائم. فإنْ شَكَّ شاكٌّ في هذه الشريعة، ولَمْ يَعْرِفها ولَمْ يَتَيَقَّنْ صحَّتها، فليس له إلا البحث والنظر جهده وطاقته. فإنْ أَفرغَ وسعَه وجهده غير مقصِّرٍ ولا وانٍ، فإنه لا يكاد يُعدَم الصواب. فإنْ عُدِمَه - ولا يكاد يكون ذلك - فالله تعالى أَوْلَى بالصفح عنه والغفران له. إذ كان غير مطالَبٍ بما ليس في الوسع، بل تكليفه وتحميله عز وجل لعباده دون ذلك كثيرًا. وإذ قد أتينا على قصد كتابنا هذا وبلغنا آخر غرضنا فيه، فإنَّا خاتمون كلامنا بالشكر لربنا عزَّ وجل. الحمد لله واهبِ كُلِّ نعمةٍ وكاشفِ كُلِّ غُمَّةٍ حمدًا بلا نهايةٍ كما هو أهله ومستحقُّه)). اهـ
وقال في رسالته التي كَتَبَها لأحد تلاميذه والموسومة بأخلاق الطبيب [أخلاق الطبيب ص41]: ((ويَتَّكِلُ الطبيبُ في علاجه على الله تعالى، ويتوقَّع البرء مِنه، ولا يحسب قوته وعمله، ويعتمد في كُلِّ أموره عليه. فإذا فَعَلَ بِضِدِّ ذلك ونَظَرَ إلى نفسه وقُوَّتِه في الصناعة وحذقه، حَرَمَه الله البرء)). اهـ