تعرفنا في الدليل الأول على أمرين :
الأول : وهو حدوث شيء , أو وجود شيء لم يكن موجودا" من قبل ( خلق الأرض والإنسان والحيوان والنبات والحشرات والطيور).
الثاني : تميز هذه المخلوقات بالدقة المتناهية التي تنفي احتمال تكوينه بطريقه عشوائية.
وسنعطي أمثلة للدقة المتناهية في الخلق فيما بعد , ويكفينا مؤقتاً التفكر في جسم الإنسان ووظائف أعضاءه من كبد وكلى ومخ وعين وأعصاب ومعدة تحتوي على سائل للهضم وأمعاء رفيعة لامتصاص الطعام وأوردة وشعيرات دموية ورئة يتم فيها تبادل للهواء, ولو انتقلنا للحيوان وبديع خلقه وللطيور وإعجاز الرحمن في خلقها .
كل هذا لا يأتي من الصدفة والعشوائية, أن تنقسم خلية بمفردها , فتتكون العين بها مئات الآلاف من العدسات وقنوات دمعية لتلطف العين وتغسلها بمادة لا يمكن أن تكون صنعتها يد الجهل والمصادفة, وتتكون الكليتين بما تحويان من مرشحات , ويتكون الكبد ليتخلص من السموم والمرارة لتفرز عصارة لهضم الدهون, والفم الذي به أنواع مختلفة من الأسنان لوظائف مختلفة وغدد لعابية لتفرز لعاب , يبلل الطعام ويساعد على الهضم وله درجة قلوية معينة فيلا يسبب تآكل للآسنان , ويتم التعادل بوضع حامض في المعدة . ... هل كل هذا , من صنع المصادفة ؟؟
سندرس بعض الأمثلة بالتفصيل, ولكن وددت ذكر أمثلة سريعة قبل عرض أهم شبهه للملحدين ومنكري وجود الله تعالى.
-------------------------------------------------------
ولكن من أين يأتي الإنكار ؟؟
غالبا" يأتي الإنكار من شبهة تنبع دائما" من الأمر الأول !!
وهو :
إن كان هناك خالق للكون , فمن هو خالق الخالق ؟؟ .
إن كان نتيجة تطبيق قانون السبب , يجب أن يكون هناك فاعل خلق الأرض والإنسان , فحسب نفس القانون ما السبب في وجود الخالق.
وهذه هي أقوى شبهات الإلحاد , أو هي في الغالب الباب الذي يدخل منه الإلحاد ويصرف الأشخاص عن النظر في باقي أدلة وجود الله تعالى .
سنرد بعون الله تعالى على هذا الأمر كما يلي :
إن ذهبت إلى جزيرة منعزلة , وسلكت في الوصول لها طريق لم يعهده أحد ولم يمر فيه أحد من قبل , وفور نزولك إلى الجزيرة , وجدت هناك مبنى مكون من عدة طوابق , دخلت فوجدت فيه غرف ونوافذ وسلالم و أثاث .
هل يكون عندك شك في أن هناك من سبقك وأتى إلى هذا المكان ؟؟
بالطبع من الواضح أنك ستقر وتعترف أن هذا المبنى من صنع عمال مهرة , ولكنك لا تعلم كيف أتوا إلى هذا المكان .
فجهلنا بصانع البيت , لا ينكر اعترافنا أن هناك من أنشأ هذا المبنى ونظمه وأسسه .
ومن غير الممكن أن نقول , طالما أنا لا أعلم كيف أتى العمال المهرة ليبنوا هذا البيت هنا , فأنا سأقول هذا البيت بدون صانع .
وابدأ أكون النظريات فأقول : تجمعت الحجارة فقامت الرياح , فرتبتها , فأمطرت السماء مع وجود عاصفة , مع تتطاير بعض تراب الأسمنت من سفينة قريبه تحترق , فاجتمعت الأجزاء فتكون المبنى .
أما الأخشاب , فقد تطايرت الأشجار واصطدمت ببعضها , فتقطعت وتشكلك في شكل النوافذ , أما الزجاج فقد تأججت النار على التراب فصنعت زجاجاً تطاير , وأكمل النوافذ .
إلى آخره من الاحتمالات المبنية على فكرة , يراد إثباتها.
وإن حدث وقال لك شخص , أكيد يوجد من أنشأ هذا المبنى بنظامه وهندسته وتصميمه , قلت له , ومن أين جاء الصانع , فطالما لا أعلم عنه شيئا" , إذن المبنى من صنع الصدفة .
هل هذا منطق سليم ؟؟
أم المنطق السليم يقول
يوجد صانع للمنزل ولكنني لا أعلمه , وسأبحث عن معلومات عنه ؟؟
نفس المثال , نضربه على نطاق ضيق
عندك غرفة وأحكمت إغلاقها بعدة أقفال , الغرفة بها سرير ودولاب ملابس.
دخلت غرفتك بعد غيابك عنها , فوجت فيها مكتب تم وضعه في منتصفها , وعلى المكتب جهاز كمبيوتر .
الآن أنت لا تعلم
1- من الذي وضع المكتب.
2- كيف دخل إلى الغرفة المحكمة .
فهل تقول :
1- المكتب وجهاز الكمبيوتر أنشأتهم الصدفة , أم
2- هناك من وضعهم ولكنني أجهل بعض الأمور , مثل كيف تمكن من الدخول , وسأبحث عن إشارات لذلك , أو سأنتظر وأراقب الغرفة .
إجابتك على السؤال ستحدد , هل حسب الدقة المتواجدة في الخلق والتي سنعطي عليها أمثله , سنقول:
1- جاء كل هذا بالصدفة والعشوائية.
2- هناك خالق قادر وحكيم ولكن هناك بعض الأمور لا نعلمها وننتظر رسالاته لنعلم عنه ما يريد أن يعلمنا .
أنا أقول إن هناك خالق لهذا الكون بدقته وبديع مكوناته , من بحار وأنهار ومجرات وحيوان ونبات , ولكن معلوماتنا عن الخالق العظيم الذي يتسم بالقدرة والعلم محدودة , فكل ما نعلمه هو ما أخبرنا به تعالى عن نفسه , ولن نبلغ مقدار الله تعالى , لنحكم على الخالق لكل هذا الكون بالعقل الصغير الذي وضعه فينا , ولن نحارب الله تعالى ونحن لا نقدر على جوع أو عطش أو على قليل من البول نحتبسهم , فأين نحن من الخالق وأين قدرتنا وعقولنا من خالق الكون .
يتبع ......... الحمد لله رب العالمين.
Bookmarks