النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: فقه السياسة وسياسة الفقه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي فقه السياسة وسياسة الفقه

    في مرات عديدة، وبعد التعبير عن بعض المواقف والآراء من مجريات الأحداث، تلقيت مثل هذا السؤال: هل هذه فتوى دينية أو رأي سياسي؟ هل هذا موقف شرعي أو موقف سياسي؟
    ويأتي جوابي تلقائيا: هما معا، رأي فقهي سياسي، أو موقف سياسي شرعي.
    وعلى سبيل المثال، فقد خضنا بالمغرب منذ بضع سنوات معركة طويلة وحامية حول تعديل "مدونة الأحوال الشخصية"، وفي أي اتجاه وبأي مرجعية يجب أن يكون هذا التعديل.
    وكانت المعركة دائرة أساسا بين التيار الإسلامي بمرجعية فقهية اجتهادية، والتيار الحداثي العلماني بمرجعية غربية تقليدية.
    وقد انتهى الأمر -كما هو معلوم- بتدخل الملك محمد السادس وتبنيه لمواد وصياغات تراعي لهؤلاء بمقدار ولهؤلاء بمقدار. وقد اعتبرنا أن "مدونة الأسرة" الجديدة، وإن كانت قد خضعت لضغوط لا نرتضيها ولا نقبل نتائجها، فإنها على الجملة لم تتجاوز -أو لم تكد تتجاوز- "الخطوط الحمراء"، مع تضمنها إيجابيات كثيرة من الوجهة الإسلامية التجديدية، فضلا عن الإيجابيات التي لم تكن محل نزاع.
    ومن هنا أعلنا قبولها والترحيب بها، واكتفينا بالتعبير عن تحفظات محدودة عليها. وقد كان الآخرون يتوقعون -ويتمنون- أن نعلن رفضها والاعتراض عليها، ولهم في ذلك منافع ومآرب.. لم نمكنهم من تحقيقها.
    يومها كان يسألني كثير من الناس: هل قبولكم للمدونة الجديدة موقف شرعي أو موقف سياسي؟
    بعد ذلك، كانت لنا معركة أخرى مختلفة تماما في ظاهرها، ولكنها هي هي في باطنها.
    فحينما قررت الدولة المغربية الشروع في تدريس اللغة الأمازيغية بصفة رسمية، ظهرت عدة مبادرات -سريعة ومكثفة- لكي تتقرر كتابتها بالحرف اللاتيني، أو على الأصح بالحرف الفرنسي.
    وقمنا بمناهضة شديدة لهذا التوجه الذي يريد إبعاد الأمازيغية عن الثقافة العربية الإسلامية وإلحاقها بالثقافة الغربية، وتمسكنا بضرورة اعتماد الكتابة العربية التي كتبت بها الأمازيغية وتآخت معها منذ قرون وقرون.
    وسرعان ما حسمت المسألة لصالح حل وسط، وهو اعتماد الكتابة "القديمة الجديدة" المسماة "تيفيناغ".
    وقد سكتنا عن هذا الخيار وسلمنا به، وإن كنا في الحقيقة لا نرتضيه ولا نراه صوابا، غير أنه أراحنا من خطر الفرنسة على اللغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية.
    وهنا أيضا أثير التساؤل: هل هذا الموقف ناجم عن حكم شرعي أم هو سياسة؟
    ومؤخرا، حين كتبت مقالا تضمن ما سميته "رؤية فقهية سياسية"، انهالت علي التساؤلات عن طبيعة ما كتبته، وهل هو فتوى دينية أم وجهة نظر سياسية؟ وهل هو موقف سياسي بأدوات فقهية، أم هي فتوى فقهية في ثوب سياسي؟!

    الدين والسياسة

    هناك قولة معروفة تروى عن بعض الأئمة وهي "من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق".
    ومعناها أن الخوض في التصوف ومقالاته ومقاماته بدون علم وفقه، وبدون ضوابط علمية فقهية، يوصل إلى التيه والهذيان فالزندقة، كما أن الاشتغال النظري بالفقه ومسائله وأدواته من غير تربية وتزكية والتزام، يفضي إلى التلاعب بالفقه وأحكامه، عبر التحايل والتكسب والترخص بكل وجه.. وذلك هو الفسق، أو تلك أبوابه.
    ومنذ نحو عشر سنين، كنت نسجت على منوال هذه القولة عبارة قلت فيها "من تدين ولم يتسيس فقد ترهبن، ومن تسيس ولم يتدين فقد تعلمن، ومن جمع بينهما فقد تمكن".
    فالتدين المنقطع المتباعد عن السياسة وعن شؤون المجتمع وشؤون الأمة وشؤون الخلق، هو نوع من الرهبانية، والسياسة المنقطعة المجردة من الدين والتدين هي نوع من العلمانية، وإنما الدين سياسة الخلق بالحق.
    وقد صنف الإمام الغزالي في "الإحياء" طبقات السياسة والسياسيين إلى أربع مراتب، أعلاها مرتبة الأنبياء وسياسة الأنبياء، ثم سياسة الأمراء، ثم سياسة العلماء، ثم سياسة الوعاظ والدعاة.
    وإنما كانت سياسة الأنبياء هي المرتبة الأولى والعليا لأنها جامعة لكل المراتب الأخرى ومتضمنة لها وزائدة عليها، فضلا عن عصمتها وتمام رشدها.
    فالسياسة الحقة هي كل تدبير وكل عمل من شأنه أن يؤمن للناس دنياهم وآخرتهم، ويكونون معه وبه أكثر صلاحا وأقل فسادا، وأكثر عدلا وأقل ظلما، وأكثر سعادة وأقل شقاوة.
    وقد قرر علماء المقاصد أن الأنبياء إنما بعثوا لتحصيل المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها.
    وكل فقه للدين لا يراعي هذه القاعدة الكبرى، ولا ينظر ولا يجتهد من خلالها، فهو قاصر مقصر، ومتنكب لطريق الأنبياء وحائد عن سياستهم التي تقيم الحق وتنفع الخلق.
    وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون"، فالأنبياء هم أول السياسيين وهم قدوة السياسيين.
    ومن أشهر الأنبياء الذين ساسوا بني إسرائيل، موسى وأخوه هارون عليهما الصلاة والسلام.
    وقد حكى القرآن الكريم جوانب من سياستهما لبني إسرائيل، ومعاناتهما من أجل هدايتهم واستصلاحهم.
    من ذلك أنه لما غاب موسى عن قومه لبضعة أسابيع واستخلف عليهم هارون، سرعان ما جنح أكثرهم إلى الشرك والانحراف ومعصية النبي الغائب عنهم والنبي الحاضر فيهم.
    وكان على هارون أن يواجه الموقف ويجتهد له اجتهاده ويسوسه بسياسته، على الأقل إلى حين عودة موسى.
    وعامة المفسرين على أنه كان أمام خيارين: أحدهما يمثل الصرامة المبدئية وهو أن يواجه المفسدين والمنحرفين، مستعينا بمن بقي معه من المؤمنين الصالحين، وهو خيار يمكن أن يصل إلى حد الاقتتال، مع ما في ذلك من تعميق العداوة والفرقة، وقد كاد المفسدون أن يقتلوا هارون نفسه لمجرد إنكاره عليهم!
    والخيار الثاني الذي كان أمامه هو الليونة والمسايسة إلى حين عودة موسى، وفي هذا الخيار المؤقت حفظ للجماعة وحقن لدمائها.

    وقد اختار هارون المسلك الثاني، وهو الاختيار الذي أغضب موسى قبل أن يشرح له هارون ملابسات هذا الاجتهاد وحكمته، كما جاء في قوله في سورة الأعراف {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني..} وقوله في سورة طه {إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}.
    ويلاحظ أن القرآن الكريم لم يخطّئ هارون في اجتهاده وسياسته، ولا موسى في غضبه واحتجاجه عليه ولومه إياه.
    والذي يبدو لي -والله أعلم- أن كلا منهما قد فعل ما كان ضروريا في حقه، فهارون حافظ على قومه وجماعته من الاقتتال وتعميق الفرقة والعداوة، بنوع من المهادنة المؤقتة لأهل الباطل "عبدة العجل"، وموسى غضب واحتج وواجه المبطلين، غيرة على الدين وذبا عن التوحيد، تصحيحا وتثبيتا للمبادئ والأصول، خاصة أنه كان الأعلى مكانة والأنفذ كلمة في قومه.
    وقد شرح العلامة ابن عاشور وجهة نظر كل من موسى وهارون عليهما السلام، فقال عن موقف هارون "وهذا اجتهاد منه في سياسة الأمة، إذ تعارضت عنده مصلحتان: مصلحة حفظ العقيدة، ومصلحة حفظ الجامعة من الهرج -وفي أثنائها حفظ الأنفس والأموال والأخوة بين الأمة- فرجح الثانية. وإنما رجحها لأنه رآها أدوم، فإن مصلحة حفظ العقيدة يستدرك فواتها الوقتي برجوع موسى وإبطاله عبادة العجل، حيث غيروا عكوفهم على العجل برجوع موسى، بخلاف مصلحة حفظ الأنفس والأموال واجتماع الكلمة، إذا انثلمت عسر تداركها".
    وأما موقف موسى الغاضب الرافض لاجتهاد أخيه وخليفته، فراجع إلى "أن حفظ الأصل الأصيل للشريعة أهم من حفظ الأصول المتفرعة عليه، لأن مصلحة صلاح الاعتقاد هي أم المصالح التي بها صلاح الاجتماع.." (انظر تفسيره لسورة طه).
    وفي تقديري أن لا حاجة بنا إلى ما ذهب إليه الشيخ الجليل وغيره من المفاضلة والترجيح بين الموقفين لأن كلا منهما جاء في وقته وأدى وظيفته، فلولا سياسة هارون لما وجد موسى من يغضب عليه ويحتج ولا ما يستدرك، ولولا سياسة موسى لما أبقى السامري أحدا يعبد الله مع هارون.
    الربانيون السياسيون في مواضع متعددة ذكر القرآن الكريم "الربانيين" باعتبارهم صنفا نموذجيا رفيعا في العلم والعمل. من ذلك قوله تعالى في سورة المائدة {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار}.

    وقال أيضا عن بني إسرائيل {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار}، وجاءت صفة "الربانيين" بصيغة الأمر في قوله سبحانه في سورة آل عمران {ولكن كونوا ربانيين}. فمن هم الربانيون؟ وبأي شيء هم ربانيون؟

    لا خلاف في أن كلمة "الربانيين" فردها "رباني"، والرباني، قيل: نسبة إلى الرب، لأنهم يتأسون بصفات الرب في تدبيره شؤون عباده. وقيل: نسبة إلى الربان.
    وفي الحالتين فإن مرجع الكلمة إلى فعل ربّ يرب، الذي يعني الرعاية والإصلاح والتعهد.
    ولعل شيخ المفسرين واللغويين الإمام ابن جرير الطبري هو خير من نعول عليه في بيان معنى الرباني والربانيين. قال رحمه الله عند تفسير آية آل عمران: "قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب في "الربانيين" أنهم جمع رباني، المنسوب إلى الربان الذي يرب الناس، وهو الذي يصلح أمورهم ويربها ويقوم بها.. فالربانيون إذا هم عماد الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا.
    ولذلك قال مجاهد "وهم فوق الأحبار"، لأن الأحبار هم العلماء، والرباني: الجامع إلى العلم والفقه البصر بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية وما يصلحهم في دنياهم ودينهم".
    وقال رحمه الله عند الآية 44 من سورة المائدة "والربانيون.. هم العلماء الحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم..".
    فالفقه الإسلامي -فقه الأنبياء والربانيين- ليس كما يتصوره البعض، صخورا شامخة صماء، أو صحراء مهيبة جرداء، بل هو فقه المصلحة والحكمة، وفقه الرأفة والرحمة، وفقه الكياسة والسياسة.
    وإذا كان بعض علمائنا في هذا العصر قد نقل عنه لعن السياسة والسياسيين، فلا شك أنه إنما قصد الساسة الشيطانيين وليس الساسة الربانيين.

    د. أحمد الريسوني
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  2. افتراضي

    جاء في مدونة الأسرة المغربية ما يلي:

    المادة 24
    الولاية حق للمرأة، تمارسه الراشدة حسب اختيارها ومصلحتها.
    المادة 25
    للراشدة أن تعقد زواجها بنفسها، أو تفوض ذلك لأبيها أو لأحد أقاربها.


    هل يمكن أن نقبل كمسلمين بهذه المدونة التي تحوي هذه الطامة أم أن هذا يدخل في باب فقه الواقع أو السياسة الشرعية ؟
    عندما قبل د. أحمد الريسوني هذه المدونة , هل قدر حجم الالتباس الذي سيحصل عند المغاربة و الذي حصل بالفعل و رأيت كيف أصبحت النساء يتزوجن بدون ولي؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله_مسلم مشاهدة المشاركة
    جاء في مدونة الأسرة المغربية ما يلي:

    المادة 24
    الولاية حق للمرأة، تمارسه الراشدة حسب اختيارها ومصلحتها.
    المادة 25
    للراشدة أن تعقد زواجها بنفسها، أو تفوض ذلك لأبيها أو لأحد أقاربها.


    هل يمكن أن نقبل كمسلمين بهذه المدونة التي تحوي هذه الطامة أم أن هذا يدخل في باب فقه الواقع أو السياسة الشرعية ؟
    عندما قبل د. أحمد الريسوني هذه المدونة , هل قدر حجم الالتباس الذي سيحصل عند المغاربة و الذي حصل بالفعل و رأيت كيف أصبحت النساء يتزوجن بدون ولي؟
    هذا لا يدخل لا في باب فقه الواقع ولا السياسة الشرعية ..
    هذا يدخل في باب (...) حتى في التشريعات .. ولا حول ولا قوة الا بالله

    مراقب 2
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  4. #4

    افتراضي

    لا يجد المرء نفسه موافقًا لكلام الدكتور أحمد الريسوني فهذا المسلك خطير جدًا ، وقد كانت له نظائر في السنة النبوية الشريفة (انظر سبب نزول سورة الكافرين) نتعلم منها ونستفيد .

    ومن أهم مخاطر هذا المنحى هو التلبيس على المخلصين الذين يحبون الدين بحق ويريدون اتباعه ، فموافقة أهل الدين والعلم على شيء من الباطل ولو من باب السياسة أو المجاملة يجعل المخلصين يظنون أن هذا هو الحق ، فإن جاء من يبين لهم الصواب عاندوه وعارضوه بحجة أن فلان وفلان من أهل العلم قبلوا بكذا وكذا .. وهكذا تنشأ شبهة فادحة لدى العوام من الناس .

    أليس يحذرنا القرآن الكريم من هذا المسلك : { ودوا لو تدهنوا فيدهنون } ؟
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    دعوات تجديدية ودعوات شعوبية ودعوات تلفيقية
    تلتها محاولات لشرعنة ذلك !!!


    نعم
    وقد حذرنا القرآن الكريم من هذه المسالك

    في سورة الأعراف {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني..}
    استضعفوه , وكادوا يقتلونه ... وهذا لمن خشي القتل عند تغيير المنكر فله ان يسكت عنه ..
    اما انه يهادن ويقر ويبرر .. فهذا مما حذرنا القرآن الكريم منه
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    لا يجد المرء نفسه موافقًا لكلام الدكتور أحمد الريسوني فهذا المسلك خطير جدًا ، وقد كانت له نظائر في السنة النبوية الشريفة (انظر سبب نزول سورة الكافرين) نتعلم منها ونستفيد .

    ومن أهم مخاطر هذا المنحى هو التلبيس على المخلصين الذين يحبون الدين بحق ويريدون اتباعه ، فموافقة أهل الدين والعلم على شيء من الباطل ولو من باب السياسة أو المجاملة يجعل المخلصين يظنون أن هذا هو الحق ، فإن جاء من يبين لهم الصواب عاندوه وعارضوه بحجة أن فلان وفلان من أهل العلم قبلوا بكذا وكذا .. وهكذا تنشأ شبهة فادحة لدى العوام من الناس .

    أليس يحذرنا القرآن الكريم من هذا المسلك : { ودوا لو تدهنوا فيدهنون } ؟
    هذا ما حدت بالضبط أخي د. هشام
    فلي زميل في العمل أحبه في الله و هو من دافع و يدافع عن الإسلام ضد العلمانيين و الشيوعيين باستماتة و ثبات, لكنه مع الأسف من اللذين التبس عليهم الأمر في شأن فقه الواقع و أخد بفتوى القرضاوي في استحلال القروض البنكية الربوية لاقتناء مسكن و غيرها من الفتاوى كما أنه زكى لي المدونة لقبولها من طرف بعض العلماء،
    فعندما أعارضه فانه يحتج لي بكون هذا العالم معروف على الصعيد العالمي و ر رئيس لكذا و كذا
    و من تم قلت قولة الشيخ الألباني رحمه الله "من السياسة ترك السياسة" حيث أني وجدت أنه للخوض في السياسة أو أن تتلقفك وسائل الإعلام لابد من تقديم قربان أو قرابين في شكل تنازلات عن شيء من الدين و لا حول ولا قوة إلا بالله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أولا يا إخوة التوحيد الشيخ أحمد الريسوني أعرفه شخصيا ، وهو أحد العلماء الأفاضل الثقات ، ولا يجوز التجريح في الرجل واتهامه بالعمالة الغربية والتياسة العلمانية أو أن نقيس حالته بما طلب كفار مكة من رسول الله في مسألة الدين والعقيدة .. بدون أن نعرف أبعاد فقهه والمناخ السائد في المغرب فأهل مكة أدرى بشعابها ... وقد تخالفه في هذا فئة وتوافقه أخرى

    ا
    لمادة 24
    الولاية حق للمرأة، تمارسه الراشدة حسب اختيارها ومصلحتها.
    المادة 25
    للراشدة أن تعقد زواجها بنفسها، أو تفوض ذلك لأبيها أو لأحد أقاربها.
    المدونة يا سيدي الفاضل ليست كلها مطابقة لمبادئ الإسلام ، الشيخ الريسوني في مقاله قال التالي:

    وكانت المعركة دائرة أساسا بين التيار الإسلامي بمرجعية فقهية اجتهادية، والتيار الحداثي العلماني بمرجعية غربية تقليدية.

    وقد انتهى الأمر -كما هو معلوم- بتدخل الملك محمد السادس وتبنيه لمواد وصياغات تراعي لهؤلاء بمقدار ولهؤلاء بمقدار.
    وقد اعتبرنا أن "مدونة الأسرة" الجديدة، وإن كانت قد خضعت لضغوط لا نرتضيها ولا نقبل نتائجها، فإنها على الجملة لم تتجاوز -أو لم تكد تتجاوز- "الخطوط الحمراء"، مع تضمنها إيجابيات كثيرة من الوجهة الإسلامية التجديدية، فضلا عن الإيجابيات التي لم تكن محل نزاع.
    ومن هنا أعلنا قبولها والترحيب بها، واكتفينا بالتعبير عن تحفظات محدودة عليها. وقد كان الآخرون يتوقعون -ويتمنون- أن نعلن رفضها والاعتراض عليها، ولهم في ذلك منافع ومآرب.. لم نمكنهم من تحقيقها.
    إذن اتضحت لنا الفكرة أن في المدونة ما هو موافق للإسلام وفيه ما هو مخالف ،، وأخي عبد الله المسلم أنت مغربي وتعرف جيدا ماذا كانت نصوص هذه المدونة قبل دخول التيار الإسلامي ومطالبته بتغيير بنود كثيرة فيها ، فعلى الأقل تم تغيير الكثير من الأشياء فيها ، وتخيل سيدي الفاضل لو أنها خرجت ببنودها التي لم تُحذف لكانت طامة كبرى...
    ثانيا: الكل يعلم أن التيار العلماني يتصيد الفرص لجعل الملك ضد التيار الإسلامي ودائما يعمد إلى دس السم في العسل ، وله في ذلك منافع منها خلو الساحة السياسية له وبالتالي ضمان أغلبية في البرلمان وبالتالي تشريعات علمانية جديدة ترى النور بكل سهولة ، وتصور معي لو رُفضت المدونة بالجملة من قبل التيار الإسلامي ، لما بقي هناك تيار إٍسلامي على الساحة ، ولشدد الخناق على الحركات الإٍسلامية هناك وبزغت الزاوايا الصوفية ... ألا تتذكر معي أيام كان الريسوني رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح الدعوية؟ ، حينما سُئل في إحدى المقابلات عن ما هي الشروط والصفات التي ينبغي أن تتوفر في أمير للمؤمنين في الإسلام ، وحينما أجاب إجابة وافية كافية ، بدأت الصحف العلمانية تصطاد في الماء العكر وبلغه أن القصر الملكي لم يعجبه كلامه ، فاضطر إلى الإستقالة وترك الحركة الدعوية التي أسسها لكي لا يشدد عليها الخناق بسببه.. فالأمر ليس بالهين يا أخي ودرء المفسدة أولى من جلب المصلحة.

    و
    رأيت كيف أصبحت النساء يتزوجن بدون ولي؟
    صراحة منذ خروج المدونة لم أر نساءا تزوجن بدون ولي ، بل كل النساء اللائي أعرف عائلاتهن تزوجن بإذن أولياء أمورهن... فالشعب مازالت تحكمه مبادئه الإسلامية ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد من تتزوج بدون ولي ،، وهذه المدونة التي بها سلبيات وإيجابيات خير من تلك التي كانت سوف تخرج علينا بسلبيات فقط.

    أخد بفتوى القرضاوي في استحلال القروض البنكية الربوية لاقتناء مسكن و غيرها من الفتاوى كما أنه زكى لي المدونة لقبولها من طرف بعض العلماء،
    القرضاوي حينما جاء إلى المغرب ، جائته أسئلة كثيرة حول الاقتراض الربوي وأنه لا توجد بنوك إٍسلامية ، وبعض السائلين ضخموا له الوضع وقالوا أنهم يتعرضون للإبتزاز من طرف أرباب العقارات في الكراء وغيره... والرجل لا يعيش في المغرب فأصدر فتواه الفقهية ، وجمهور أهل العلم قالوا بجواز الإقتراض الربوي إن كان المحتاج في حاجة ماسة كالمرض وغيره ... لكن فقهاء المغرب الذين هم أعلم بمجتمعهم ، وأبرزهم الشيخ الروكي ، قالوا أن الأمر ليس بهذا السوء الذي صوره السائلون وبالتالي فالإقتراض من البنوك الربوية حرام ...
    فينبغي أن تُفهم صاحبك فتوى القرضاوي ، أنه لم يجز ذلك إلا بشروط ..
    بعض العلماء الذي قبلوا بالمدونة لم يقبلوها جملة وتفصيلا بل قالوا أنهم يتحفظون ولا يوافقون على بعض بنودها وهذا يجب أن يفهمه صاحبك...

    والمدونة مما لا شك فيه أنها تحتوي على تجاوزات ، وأنا عن نفسي لا أقبل أن يحكمني نظام علماني وإنما الحاكمية لله عز وجل.

    { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

    ومن أعدل من الله في حكمه، وأصدقُ في بيانه، وأحكم في تشريعه لقومٍ يصدّقون بالعليّ الحكيم ؟

    تقبل الله منا ومنكم إخوتي في الله، الصيام والقيام ، وكل عام وأنتم بخير .
    التعديل الأخير تم 09-14-2007 الساعة 06:14 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. جريدة هيسبريس الإلكترونية وسياسة دس السم في العسل
    بواسطة ابن عبد البر الصغير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 03-15-2013, 01:53 AM
  2. الرد على كل من يقول الدين ليس له دخل في السياسة!!!!!
    بواسطة ابو مريم ومعاذ في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-23-2011, 08:57 PM
  3. جريدة السياسة الالكترونية
    بواسطة المطمئن بالله في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-07-2009, 04:42 AM
  4. بشرى طيبة .. دورة في علم الفقه من البداية شرح كتاب عمدة الفقه
    بواسطة محبة الفقه في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-30-2009, 07:43 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء