المسيح عليه السلام وغلام أحمد القادياني
جمع بين نقيضين !
مقدمة
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مسبب الأسباب , ويا مفتح الأبواب , ويا دليل الحائرين , توكلت عليك يارب العالمين , وأفوض أمري إلى الله, إن الله بصير بالعباد .
أما بعد ,,
فلقد خرجت علينا هذه الأيام , إحدى القنوات الفضائية , تدعو إلى الإسلام على الطريقة القاديانية أو الغلامية الأحمدية , وهى التي تدعى إم تي إيه MTA3 أي تليفزيون المسلم الأحمدي , وتبث بعدة لغات منها العربية , كما أنهم قاموا بنشر تعاليمهم عبر شبكة المعلومات من خلال إنشاء موقع الجماعة الأحمدية باللغة العربية على شبكة المعلومات الدولية , وهذا ما يدعونا للرد على هذه الطائفة الغلامية القاديانية التي تزعم الإسلام , والإسلام منها بريء !
ويبدو أن أتباع الغلامية القاديانية قد أخذوا مبدأ التقية من الروافض , فهم قد استطاعوا بمكرهم خداع بعض البسطاء من المسلمين عن طريق الرد على النصارى من خلال قناتهم العربية الفضائية , وظن بعض البسطاء أن هؤلاء يحملون راية الإسلام ويدافعون عنه , ولا يعلمون أن هؤلاء الغلامية وأمثالهم كانوا على الدوام يحملون راية النفاق والتكذيب لمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته !
ولهذا , رأيت أن أعرض شبهات الغلامية القاديانية وأبين وجهتها ثم أبين زيفها وبطلانها , ثم في النهاية أعرض بعض الفتاوى التي حكمت بكفر الغلامية القاديانية .
ولم أتعرض لنشأة الغلامية القاديانية , فلقد كفانا علماء الإسلام ذلك , وأظهروا لنا أن الغلامية القاديانية ما هى إلا دعوة منحرفة عن الدين يحميها المستعمر ويشجعها .
ولقد رأيت أن أقوم بنشر هذا البحث في منتدى التوحيد , الذي ندين له بالكثير , فأسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء , وأود أن أبين : أني لن أقبل الحوار مع أتباع الغلامية القاديانية إلا بعد الإنتهاء من عرض البحث , وأرجو من السادة المشرفين عدم السماح لأحد بالمقاطعة حتى يتم نشر البحث كاملا .
كما أتوجه بالشكر من خلال منبر منتدى التوحيد , إلى قناة الحكمة الفضائية والقائمين عليها , فلقد قامت القناة في الفترة الأخيرة , بالرد على أتباع الغلامية القاديانية , فجزاها الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
وأتوجه بالشكر إلى فضيلة الدكتور / جمال المركبي – حفظه الله – الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية , على مجهوده الطيب المبارك في الرد على أتباع الغلامية القاديانية من خلال مجلة التوحيد على مدار الأشهر الثلاثة السابقة , وكذلك من خلال قناة الحكمة الفضائية .
* إن الدين عند الله الإسلام
إن الله سبحانه وتعالى ارتضى للبشرية منذ نشأتها دينًا واحدًا , وهو الإسلام , قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }آل عمران19 . وقال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85 .
هذا الدين أرسل الله به المرسلين جميعًا , من أدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام , قال تعالى : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }الشورى13 .
هذا الدين الذي جاء به محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم واضحًا جليًا , محفوظًا بحفظ كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9. فهو الدين الخالد , الذي استجابت وتستجيب له ملايين البشر , إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , ومنابع هذه الرسالة الخاتمة , من قرآن وسنة , ستظل تمد البشرية , والحياة والأحياء , بالحق الذي لا مرية فيه .
* نتوءات على جسد الإسلام
وعبر هذا الزمن الطويل , منذ بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بهذه الرسالة , والإسلام ينتشر , وتعلوا راياته , وتظهر منافعه , وتتأكد حاجة البشرية إلى هدايته ونظامه, وإن كان بين الحين والحين , تتسلل إليه عناصر غريبة عنه , في نشأتها ومنزعها ، أو تنبت في حقلة نابتة لا ينزعها إليه عرق , وتكون هذه وتلك فتنة , ما تلبث أن يظهر اعواجاجها , وتبين غرابتها , وتناقضها مع هذا الدين وتلك الرسالة .
وعبر القرون الاسلامية تعاني الأمة الإسلامية من تلك النتوءات , التي تظهر في جسمها وتعيش على حسابها , مما يتطلب أن تنتبه إليه , وأن تكون على يقظة تامة لتدفع هذا الغريب عنها .
* أصل دعوى الفرق الباطلة
يقول الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني فى تعليقه على حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : " يكون في أخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم وآباؤكم فإياكم وإياهم , لا يضلونكم ولا يفتنوكم " ما نصه :
( وإن من أبرز علاماتهم أنهم حين يبدأون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى عليه الصلاة والسلام , فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهى ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام , ويتظاهرون بالإيمان بها , ثم سرعان ما يتأولونها , ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته , بأن المقصود نزول مثيل عيسى ! وأنه غلام أحمد القاديانى ! و لهم من مثل هذا التأويل الكثير والكثير جدًا , مما جعلنا نقطع بأنهم طائفة من الباطنية الملحدة ) ( شرح العقيدة الطحاوية - محمد ناصر الدين الألبانى ص22-23 ) .
* إدعاء غلام أحمد (1839-1908م ) أنه المسيح عليه السلام
يقول غلام أحمد : " محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي هو أول كليم , وسيد الأنبياء لقمع الفراعنة الأخرين ... فكان لا بد أن يكون بعد هذا النبي الذي هو في تصرفاته مثل الكليم ( يقصد موسى عليه السلام ) ولكنه أفضل منه , من يرث قوة مثل المسيح وطبعه وخاصيته , ويكون نزوله في مدة تقارب المدة التي كانت بين الكليم الأول والمسيح ابن مريم , يعني في القرن الرابع عشر الهجري وقد نزل هذا المسيح وكان نزوله روحانيا (يقصد أنه هو المسيح ) " ( " فتح إسلام ص 6- 7 " من كتابات غلام أحمد ).
ويقول أيضًا في كتابه " توضيح المرام " ص 4 : " وأنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام على طريقة الاستعارة بقدوم مثيل المسيح , وأن هذا العاجز هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام " .
يتبع .....
Bookmarks