السلام عليكم و رحمة الله
أخي الحبيب الموحد ناصر التوحيد
أشكر جزيل الشكر على ردك الجميل أعلاه و جزاك الله خيرا كثيرا .. و لكنني أختلف معك في بعض النقاط.
يخلق الله مواد و أسباب و مسببات تتعامل بعضها البعض .. للانسان فقط .. هذا كلام جميل و لكن لا دليل عليه لا من القرآن و لا من الواقع المشاهد المليئ بالأسباب و المسببات كنشوء الجنين في بطن الأم و هطول المطر و كسب المعرفة و الحركة و كثير من الأشياء التي نعلمها أو لا نعلمها.
هل تظن ان نهاية الخلق مثلا تحتاج عند الله الى ان يخلق الله مواد و أسباب و مسببات تتعامل بعضها البعض .. سؤال في محله و مشكور على طرحه و الاجابة واضحة أن الله جل في علاه لا يحتاج إلى أي شيء لفعل أي شيء و لكن الأشياء هي التي تحتاج فلا مانع أن تحتاج نهاية الخلق إلى شيء أو أشياء كوصول تمدد الكون الى نقطة الظغط الأخيرة لينفجر من جديد أو شيء من هذا القبيل ..
هم وقعوا في ذلك بدون دليل ..ونحن نقول بما نقول من انكار الصدفة بدليل .. نعم أخي الكريم فهم وقعوا في خطأ جسيم لإنكارهم و جود الخالق الأول العليم الحكيم بدون دليل و لكن ما يؤسفني أنك أنت أيضا وقعت في نفس الخطأ إلا أنني أفهم أنه هناك فرق بين منكري الأول و منكري الصدفة! فوجود الخالق ليس دليلا على عدم حدوث شيء اسمه الصدفة و قد تسأل هل الله يحتاج للصدفة لخلق الكون؟ لا طبعا ... و لكن لم لا نطرح نفس السؤال و نقول هل الله يحتاج للحيوانات المنوية لخلق الجنين في بطن أمه أو هل يحتاج الله لأشعة الشمس في المياه لينتج البخار لينزل الله المطر؟ لا طبعا .. إنه يخلق ما يشاء كيفما شاء.
إرادته ما اقتضت أن يحدث ذلك عن طريق ما يسمى الصدفة .. ولا إرادته تلزم أن يحدث ذلك عن طريق ما يسمى الصدفة .. و ما الدليل؟
شكرا و يبقى سؤالي الأخير بدون جواب :
هل هناك آية من القرأن الكريم و اضحة الدلالة و المعنى تثبت بأن المادة ليست أزلية؟ أليس من الممكن أن تكون أزلية المادة غير أزلية الله ؟
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
Bookmarks