تحياتي
لقد شدني ان ارى موضوع عن الشيوعية بمنتدى التوحيد
فقررت ان اتصفح الموضوع
ولعل من المفيد ان نطرح بعض القضايا للنقاش سواء قبلناها او رفضناها لكن المهم ان لا نحجب عقولنا عن النقاش الفعال والبناء والهادف
انا أسف للقول ان العديد من المشاركات لم تكن بمستوى يسمح للإنسان المتعطش للمعرفة ان يدخل لها للنقاش
وقد اخترت ان ارد من خلال مداخلة د. هشام التي لمست بها نقاش اكثر من المهاترات والردح
فليتسع صدر د.هشام لي وليناقش من احب واراد وعلم
وبما أن الرفيق الأحمر قد مضى يحكي ويسترسل لا تعوقه الأدلة والبراهين ، ولم يخلد بباله أن يتوقف ليذكر دليلاً أو برهانًا ، فلا جرم علينا أن نحكي أيضًا ..
مع اني لا اتفق مع هذا التبرير وارى به "الغاية تبرر الوسيلة" لكن بما انك تقبله فلا بأس
والقضية بيننا والشيوعيين ليست اقتصادية ، فإنك لا تجد خيرًا جاءت به الشيوعية إلا وفي الإسلام ما هو خير منه وأحسن تفصيلاً ، ولا تجد شرًا حذرت منه إلا والإسلام قد حذر منه ونهى عنه .
ان الشيوعية جزء من التراث البشري اي انها ليست منظومة مقولات من كوكب اخر لذا من الطبيعي ان ترى تراكم الجيد من كل التراث البشري - بما فيه الدين الاسلامي والفلسفة الاسلامية - في الشيوعية وهذا يؤخذ لها لا عليها. فالاسلام اخذ عن التراث البشري ما اخذ من قصص الخلق الى قصص الفراعنة الى حضارات الشرق الى الديانات السابقة....حتى الممارسات الدينية لعبدة الأصنام - طبعاً بعد ان ادخل عليها التعديلات التي تناسب ديانة توحيدية - مثل الحج والطواف حول الكعبة......... وهذا ايضاً ينطبق على المسيحية واليهودية وديانات غير توحيدية مختلفة. فهل يؤخذ على الاسلام اعتماده ما رأه مناسباً من التراث الانساني السابق؟؟
ان اي نظام او نظرية ثورية تقدمية لا بد ان تبني على اساس سابق غير تقدمي وغير ثوري فالفكر ليس وحي الهي يسقط على من اأُصطفي لهذا الغرض انما هو تفاعل بين القديم والمستحدث بل اقول هو صراع لكن بمفهوم صراع التطوير والبناء
اما عن المقارنة بين الشيوعية والاسلام فلا مكان لها هنا فالشيوعية نظام، نظرية، حركة لكنها ليست دين اي لا نص مقدس بالنظرية العلمية ويمكن ان يتم رفض مقولات وافكار لماركس اذا ثبت انها غير صحيحة دون ان يعني ذلك ان النظرية تنهار عكس الأديان التي اذا ثبت بطلان بند من بنودها فلا قائمة لها بعده!!! فلا يمكن المقارن بين مجموعة من النصوص الاجتماعية والروحية وبين نظرية علمية!!
الشيوعية ليست دين!!!!!!!!!!وبالتالي لا كلام مقدس بها. فالشيوعيين الأوائل الذين عُرفوا بالطوباويين كانوا اناس أخيار سعوا لبناء الشيوعية والمجتمع المثالي لكنهم افتقدوا الادوات اللازمة للتغيير، ومع ماركس وانجلز بداءت مرحلة الشيوعية العلمية.
ألا يعلم من خلق !
فإننا إذا جئنا للشيوعية وجدنا أنه لابد من تحطيم رأس المال والعلاقات الرأسمالية التي تقوم على الاحتكار والاستغلال ، وذلك بنزع ملكية المصنع والأرض ووسائل الإنتاج ووسائل الإعلام ، وإدارتها من جهة الحكومة لصالح الشعب العامل ، وهذا يقتضي أن تتولى الطبقة العاملة (البروليتاريا) الحكم حتى تنجز رسالتها ، وتقضي على الطبقة البورجوازية ، وتحقق مجتمعًا لاطبقيًا ، ثم يصبح الإنتاج من الكثرة الوفرة بحيث يأخذ كل واحد حسب حاجته ، ويعمل كل واحد حسب طاقته في مجتمع نموذجي تسود فيه الإنسانية ويختفي الطمع !
تلك أمانيهم !
حسناً لنقل ان تلك امانيهم هل ترى بهذه الجملة ما يتعارض مع الاسلام؟؟ الا تريد كمسلم ان تقضي على الظلم ووان يأخذ كل انسان حاجته؟ ألم تقل ان كل خير في الشيوعية موجود بالاسلام؟ فما مشكلة هذه الأماني لم تعجبك؟
لكن الواقع اختلف كثيرًا عن الحلم ، ليس فقط بسبب سوء التطبيق (وإن كان سوء التطبيق له دور) ، لكن أيضًا بسبب ثغرات فادحة في النظرية ..
جميل
اسمح لي ان استبق تعليقك بهذه الأسطر
في كتاب
اسئلة واجوبة عن الشيوعية تم تبسيط مفهوم الشيوعية بشكل عملي حيث قال الكتاب:
ان الشيوعية كمصطلح تشير الى 3 ظواهر اجتماعية:
1- النظرية الشيوعية، التي تعبر عن " الاحتجاج النشيط ضد الاستغلال وحرمان جماهير الكادحين من حقوقهم وضد الظلم الناتج عن نظام الملكية الخاصة"
2- الشيوعية حركة جماهيرية موجهة ضد نظام الملكية الخاصة المستغِل من اجل بناء مجتمع من الكادحين تعم فيه الحرية والمساواة
3- النظام الشيوعي ذاته كنظام اقتصادي اجتماعي سياسي جديد، ينطلق من تحويل وسائل الانتاج الاساسية الى ملكية الشعب وانتقال السلطة الى ايدي الكادحين وبالتالي يعني التغيير الجذري للعلاقات الاجتماعية كلها.
الشيوعية كلمة اصلها لاتيني وتعني المشترك اي كل شي مشترك الآرض والمعامل والعمل (لينين)
الشيوعية تعمل ضد نظام التملك الظالم لكنها لا تحرم الانسان الفرد من حق الملكية الخاصة لما ينتج كما يروج اعداء الشيوعية ماركس وانجلز كتبا في البيان الشيوعي : " نحن لا نريد ابداً ولا بشكل من الأشكال، محو هذا التملك الشخصي لمنتجات العمل، هذا التملك الضروري لحفظ الحياة البشرية وتكثيرها، فأن هذا العمل لا ييترك اقل فائض يتسلط المرء بواسطته على عمل غيره. اما الذي نريده فهو محو اسلوب التملك الكئيب المظلم الذي يجعل العامل لا يحيا الا لأجل انماء الرأسمال، ولا يحيا الا بمقدار ما تتطلبه مصالح الطبقة الحاكمة فقط"
بكلمات اخرى، الشيوعية تحارب ان يستغل انسان فائض قيمة عمل انسان اخر، تحارب ان يعمل انسان من اجل ان يثرى انسان اخر... لنعطي مثال توضيحي، اذا عمل عامل 8 ساعات باليوم وانتج ما قيمته دينار فيجب ان يقبض دينار اما اذا قبض 10 قروش فذلك يعني انه لم يحصل على قيمة عمله الحقيقية وان صاحب العمل قد سرق هذا الفائض!!!! فهل ترى بهذا ظلماً لأي كان؟ انا ارى فيه تحقيق لعدالة انسانية!!!!!
فالشيوعية جاءت ومعها مجتمع الخوف من السلطة ،
لا ادري ما الذي تقصده هنا اي انها تخيف الناس؟؟ ام ترهبهم؟ حسناً فليكن لكن أليس هذا ما تقوم به اي سلطة - بوعي او بدون وعي - ان تضع الحدود والقوانين وتعمل على تحقيقها!!!
وجهاز الحزب الذي يتكون من ملايين تحول إلى طبقة من المنتفعين لها مصلحة في البقاء مستمتعة بكل مميزات الحزب ، وبجكم إغراء المصلحة أصبح من الممكن لهذه الطبقة أن تخون المباديء الشيوعية بمثل ما يخونها عضو البرلمان الرأسمالي ، تساعدها الدكتاتورية ومراكز القوة المتربعة فيها ، ويعينها انعدام الوازع الديني وعدم الخوف من حساب الله .
اتفق معك بالقسم الأول لكن لنسأل انفسنا هل كل مسلم يخاف حساب الله ولديه الوازع الديني؟
من المنطقي ان تقول لي لا فقط المسلم " الحقيقي" وهناك العديد من المسلمين الذين قد يسرقون ويفسدون ثم يقومون لتأدية الصلاة بوقتها!!! فهل تتوقع من كل من حمل لواء الشيوعية ان يكون كارل ماركس؟ انا اقول لك ان حتى كارل ماركس قد يكون قد "تقاعس" عن ان يكون شيوعياً وهذا لا يعيبه " فالكمال لله وحده" فاذا اتفقنا على قاعدة الكمال هذه يكون من الطبيعي ان نتوقع ان الكثيرين قد يستغلوا النظام ليتسلقوا الى السلطة!!! ألم يفعل آل أمية ذلك؟ ومع ذلك اعتبرتهم ممثلين للخلافة الاسلامية. لنكيل بمكيال واحد حتى لا نفتري فنقع بالمحظور!!
وفي وجود الخوف من السلطة الحاكمة وغياب الوازع الديني تدهورت الأخلاق ، وظهر غول البيروقراطية ، وصارت السلعة التي كان يسرقها رأسمالي واحد يشترك في سرقتها جيش من الموظفين ؛ من البائع إلى المتعهد إلى المفتش إلى مدير الجمعية الاستهلاكية إلى موظفي الجمعية التعاونية .. إلخ ..
وتسربت المكاسب الشيوعية من هذا الغربال المليء بالخروق .
ولجأ النظام إلى فكرة الحوافز والمكافآت لإثارة النفوس التي تكاسلت عن الجد والحماس ، ولكنه لم يفعل أكثر من الترقيع الخارجي ، فلم تثر الحوافز إلا طمع من يأخذ وحسد من لم يأخذ ، فسببت المزيد من الفشل في الإنتاج والتحاقد بين الأفراد .
وماهو مفقود في نظام مادي ليس هو المكافأة المادية ، ولكن تلك الشرارة الداخلية التي يطلقها الإيمان في كفالة قوانين إلهية لا تميز بين حاكم ومحكوم ، إنما تحكم الكل شريعة الله العادلة المطلقة .
يا د. هشام
التطبيق الاشتراكي - الذي انا اقر انه فشل بتبيق النظرية - دام 70 -80 سنة ووقع بالكثير من الأخطاء بلا شك
لكني اطالبك بقراءة كلماتك السابقة وان تسأل نفسك هل وقع الأسلام خلال 1000 سنة من سلطته بها او لم يقع؟
ألم يوجد فساد ومؤامرات وسرقة في تطبيق الحكم الاسلامي.؟؟؟ الجواب البديهي بلى كان هناك الكثير الكثير لكن هل برأيك فساد التطبيق يعني فساد النظرية؟ اي فساد الاسم كدين بهذه الحالة؟؟؟
وقد وقعت الشيوعية في تناقض أساسي بين كونها فكرًا بدعو إلى التضحية والبذل من أجل الأخرين ، وكونها فكرًا محرومًا من الحافز الديني والمبدأ الروحي ..
فالدين - كما هو معلوم - يمد الإنسان بأعظم طاقة للتضحية والبناء والكفاح بلا حدود ..
وعن طيب خاطر ..
وهكذا أصبح الفكر الشيوعي المادي يطالب بالولاء والتضحية والكفاح ، ثم يجعله مستحيلاً بالفكر والنظرية !
وخطأ هذا الفكر أنه تصور أن ثلاث وجبات ومصروف يد وكساء ودواء يمكن أن تكون عزاءًا كافيًا لإنسان يعلم أنه ولد ليموت ..
إنسان كتب عليه أن يتألم وحده
ويمرض وحده
ويشيخ وحده
ويموت وحده
!!
وهذا وهم كبير !
هذا وهم كبير
من حيث انه ابعد ما يكون عن الشيوعية
لا يمكنك ان تلبس الشيوعية ثوباً ليس لها!!!!
الشيوعي انسان يناضل من اجل الخلاص الجمعي ولا يسعى للخلاص الفردي وحافزه ليس مادياً ولا ينتظر مكافئته على انه يحترم انسانيته ويسعى لتحريرها !!!!!!!
في الاسلام هناك حوافز منها الجنة و7 حورية وانهار من العسل والخمر..................
فهل دفع ذلك كم مليون مسلم ان يدافعوا عن شرف ارضهم الاسلامية المحتلة في فلسطين والعراق وسوريا وووو
فهل عمل الحافز الديني على دفعهم الى اقامة الخلافة الأسلامية ولو على ارض مكة؟؟؟
فعن اي حافز ديني تتحدث؟
الشيوعية تعزز مفهوم الخلاص الجمعي للناس بأن تربط بين البشر وتؤلف قلوبهم دون تمييز ديني او جنسي او عرقي... وتشجع الشيوعيين على ان لا يضعوا ابنائهم تحت اقدامهم ليعلوا الى الجنة بل تدعوهم للتضحية بأنفسهم من اجل صنع حياة افضل للبشر!!! فهل في هذا ما يُغضب انسان؟؟
فكيف للمرء أن يقاسى مرارة الحياة بلا هدف سوى أن يكون ألعوبة لصدفة أزلية حمقاء عمياء ، لا منتهى له فيها يزيد على أن يكون جيفة منتنة بقفر من الأرض تتحلل حتى لا يكاد يبقى منها شيء ثم لا حساب ولا عقاب ولا أمل ولا رجاء بعد كل تلك الحياة المليئة بالأسقام وقساوة العيش ..
ابن خلدون قال:
الناس صنفان موتى بحياتهم واحياء ببطون الأرض
الشيوعييون من لصنف لذي اختار ان لا يموت وان لا يبقى متفرجاً على الظلم
انت تعمل "خير" لأن هناك حساب وعقاب
والشيوعي يعمل "خير" لأنه يرى بذلك نهج حياة قررها وتبعها
فما معنى هذه الحياة حتى يصبر عليها ويصابر على شدائدها وصعابها ؟
الحياة اسمى من ان نختزلها بمقولة من هذا النوع
وما الذي يدفع شيوعيًا ماديًا ملحدًا لأن ينشب بأظفاره فيها تمسكا بعيش ساعة لا يصفو كدرها ولا يحلو مرها ؟
الانسان
الذي يعتبره الشيوعيين وحدة واحدة لا تقبل التجزئة
اي لا يهمني ان اموت وانا ادافع عنك سواء كنت ذكر او انثى اسود او ابيض طويل او قصير مسلم او شيوعي المهم انك اولاً انسان. السبب الوحيد الذي يدفعني لمحاربتك اذا كنت تستغل عمل انسان اخر!!!
ولماذا يحسن المرء إلى الآخرين ، أو يجزي الإحسان بالإحسان ، ويلتزم حسن الأخلاق ويجتنب مرذولها وسيئها إذا كان ذلك كله إلى عبث ولهو مغرق في السفه والفوضى ؟
هذا الفهم المغلوط للشيوعية هو ما يحجب عنك الرؤية
كما قلت سابقاً الشيوعي لا يقوم بعمل " الخير" لينال الجزاء ويتفادى العقاب بل لأنه مقتنع ان هذا واجبه كأنسان ويرى فيه طريق خلاص البشرية من الظلم . وهذا اكثر "ثواباً" ممن يقوم بعمل "الخير" تجنباً للعقاب وطلباً للجزاء!!!
وقدر لو أن الناس آمنوا بالشيوعية دينًا ،
اذا أمنوا بالشيوعية ديناً فقد اخطءوا الفهم
فالشيوعية لن تكون دين وماركس لم يكن نبياً
وكفروا بكل ما عداها ، كيف سيعمرون حينها خراب أرواحهم بلذاذات الجسد التي يمحوها سراعًا عالم النسيان ، ويذهب ذكراها بما يتبعه من شقاء الحياة وشدائد عيشها ؟
فأي شقاء للروح ذلك الشقاء ؟!
وأي استعباد للجسد ذلك الاستعباد ؟!
يا اخي
توخى الحقيقة بكلماتك
ولو من منطلق انك مسلم
لا يجوز ان نحرف ونشوه من يختلف معنا لنثبت وجهة نظرنا
فهذا يضعف موقف الاسلام الذي تمثله ويضعف موقفك الشخصي كمسلم
ان ما تقوله لا صلة له بالشيوعية
وفكر ما شئت أن تفكر في مجتمع آلهته هي المنفعة الشخصية ،
هذا هو النظام الرأسمالي الذي يحاربه الشيوعيين
وعقيدته أن لا حساب ولا عقاب إلا ما تواضع عليه المجتمع في هذه الحياة التي بلا معنى يعقبها كما لا معنى لها تحمله ، وما هؤلاء الذين تواضعوا على قانونهم إلا أفراد سبقوهم فقيدوهم بما افترعوه من رأي ، فأي عاصم ورادع من عدوان الإنسان على الإنسان وتمرده على كل قانون ، وأي زاجر عن كل خبيث من سلوك أو خلق ؟
والحمد لله على نعمة الإسلام .[/center][/QUOTE]
ارجو ان لا تُقص اجنحة ردي فأنا التزم بقوانين المنتدى واناقش عقلاً بعقل وللنقاش تتمة
Bookmarks