بسم الله ..
مراقبنا الحبيب رقم ثلاثة اللبيب الأريب الأديب ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الرفيق أبو نضال ..
السلام على من اتبع الهدى ..
هل فعلاً أخطأتُ عندما وصفت الشيوعيين بالكبر والتعالي ؟
الواقع أني لم أقل إلا ما كتبته أنت نفسك عدة مرات - مرة بعد مرة - في مشاركاتك الأولى عن الشيوعي الذي يعمل الخير دون مقابل أو حافز خلافًا للمسلم الذي يطمع في حوريات الجنة وأنهار الخمر والعسل !
فإن لم يكن هذا هو عين التباهي والتعالي ، فما التباهي والتعالي إذن ؟
وكأنك بهذه الكلمات تعيّر المسلمين بأنهم عبارة عن حثالة يطمعون في شهوات وملذات جسدية رخيصة يبذلون لأجلها الخير ، وبدونها لا يصبح للمسلم البحت قيمة ولا وزن في ميزان أهل الخير ..
أما الشيوعي فهو شخص نقي طاهر لا يسعى إلى الحوريات الفاتنات ولا أنهار الخمر والعسل الذي يلهث وراءها المسلمون !
وعليه فالشيوعي أرقى وأسمى من المسلم الشهواني الطماع !
إن لم يكن هذا هو ذروة الكبر والتعالى والعظمة والنرجسية ، فماذا إذن ؟
وكما قلت لك سابقًا :
وقد تكون الشيوعية تدعو للعدل والإنسانية والبذل والعطاء للآخرين والتضحية من أجل الضعفاء والمقهورين كما يصفون ، لكنا لا نرى فيها شيئًا من هذا ، وما قلنا فيها إلا ما تقول هي عن نفسها ..
إنما ترجمنا مبادئها من لغة الأغلاط والدعاوى إلى لغة النقد ، وبيناها كما هي ، لم نبعد ، ولم نتعسف ، ولم نتمحل ، ولم نتكلف ..
وما زدنا على أن قلنا : هذه هذه ، فإن يغضب الأسود على من يصف سواده فليغضب قبل ذلك على وجهه !
هذا كلامي ، وذاك كلامك ..
فلم تتهمني بأني أتنبأ وأطلع على الضمائر ؟
وعجبًا لمن يتهم غيره بما هو واقع فيه !
نعم ..
ألم تصفني في بداية مداخلتك :
"فلإذا بي اجد شخصاً اصابه التوتر والقلق وكأني احمل عليه بندقية"
؟؟
ماذا تسمي هذا ؟
أليس من الأفضل أن يترفع كلانا عن هذه الحيل النفسية الرخيصة ؟
..
ثم أنكرت قولي (( ثم جئتنا على شبكة الانترنت تتبجح بأنك في غنى عن جنته ونعيمه الآخروي الذي كتبه للمتقين !
)) قائلا:
لا اذكر اني قلت اي كلمة لها علاقة بالخلق والخالق
فلا ترميني بما لم اقل يا دكتور
رغم أن هذا مفهوم من كونك تعمل الخير دون طمع في حوريات الجنة وأنهار الخمر والعسل ..
وهذا كلام ينسحب على جميع نعم الجنة ..
فكونك لا تسعى للجنة يفيد غناك عنها واستغنائك عن نعيمها ..
أليس هذا معنى كلامك ؟
أم أنك تقصد بكلامك شيئًا آخر غير معناه ؟
..
ثم كنت قد سقتُ كلامًا حول من له الحق في تحديد الخير والشر وتوصيفهما أثبت فيه أن هذا الحق هو لله وحده لأنه :
واسع عليم قد أحاط بكل شيء علمًا ..
وغني عن المصالح والأغراض والحاجات ..
بخلاف أي بشري أو مجموعة من البشر لا تملك العلم الواسع المطلق كالله ..
ولا يمكن أن ننزها عن الأغراض والمصالح والمنافع المادية ..
لهذا مفهوم الله للخير والشر هو الذي يجب أن يتبع ..
ولابد لشرعه الذي أنزله أن يسود !
لأن تشريعات البشر تخطيء دومًا : إما لقلة العلم والخبرة ؛ أو لغلبة المصالح والمنافع .
هل فهمت قصدي ؟
أما ما ذكرته عن امتلاك المعرفة المطلقة وممارسة دور السلطة المطلقة والخليفة كامل الأوصاف ، فهو لا يعدو أن يكون ضربًا من الحشو واللغو والثرثرة والغرغرة !
فالمعلوم من دين الإسلام أن الحكم كله لله ..
وان الحاكم إنما يستمد شرعيته من الحكم بما أنزل الله ..
وأنه هو نفسه خاضع للشريعة كما تخضع لها الجماهير ..
أرجو أن يكون الكلام واضحًا مفهومًا هذه المرة !
..
أما قتل العراقي للكويتي والسعودي لليمني وغيره ، فكما ذكرت لك من قبل أننا متعبدون بالشرع ..
فمن خالف ، عرفناه وميزناه وأنكرناه ..
أما قتل السوفيت للأفغان ودك قراهم وتكسير عظامهم ، فهو من عمل البشر الذين حددوا الخير والشر ..
فإن قالوا القتل خير كان كذلك ..
وإن قالوا شر كان كذلك ..
وكله حسب المنافع والمصالح والأغراض .
والحق هو أن يكون هناك معيار مطلق وقانون مطلق للخير والشر لا يخضع لأهواء البشر ورغباتهم ..
أن يخضع الكل لله الواحد رب العالمين .
..
كلمة أخيرة تتعلق بقولك أن المؤمن كذلك يشعر داخله بالرضا عن النفس عند فعل الخير ..
وهذا حق لا مرية فيه ولا نزاع !
إنما الفرق بين المسلم والملحد هو أن المسلم يعلم أنه إنما يفعل ذلك لله وبفضل الله وهدايته وبركته ..
فلا يتكبر ولا يتجبر ..
ولا يتعالى على غيره ..
أما الملحد فيعتقد في قرارة نفسه أنه أسمى وأرقى من المسلم الشهواني الذي يطمع في الحوريات الفاتنات وأنهار الخمر والعسل ..
فينمو داخله الإعجاب بالنفس وبما هو عليه من الطهارة والنقاء والصفاء !
ويخرج على المسلمين متباهيًا بذلك ..
ويكرره عدة مرات في كلامه ..
والله المستعان .
Bookmarks