إخوتي الأفاضل
قرأت فيما قرأت في القرآن الكريم الآية التالية
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات14
وعند بحثي عن تفسير الآية في التفسير الميسر وجدت مايلي :
قالت الأعراب (وهم البدو): آمنا بالله ورسوله إيمانًا كاملا قل لهم -أيها النبي-: لا تدَّعوا لأنفسكم الإيمان الكامل, ولكن قولوا: أسلمنا, ولم يدخل بعدُ الإيمان في قلوبكم, وإن تطيعوا الله ورسوله لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئًا. إن الله غفور لمن تاب مِن ذنوبه, رحيم به
وفي تفسير الجلالين وجدت مايلي :
(قالت الأعراب) نفر من بني أسد (آمنا) صدقنا بقلوبنا (قل) لهم (لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) انقدنا ظاهرا (ولما) لم (يدخل الإيمان في قلوبكم) إلى الآن لكنه يتوقع منكم (وإن تطيعوا الله ورسوله) بالإيمان وغيره (لا يلتكم) بالهمزة وتركه بابداله ألفا لا ينقصكم (من أعمالكم) من ثوابها (شيئا إن الله غفور) للمؤمنين (رحيم) بهم
والملاحظ إخوتي من هذه الآية أن المجتمع الإسلامي ليس على درجة واحدة من التوحيد فهناك على الأقل قسمان المؤمنون والمسلمون
وعلى العموم فإن كل المدينين بالديانة الإسلامية سيكونون مسلمين في البداية ومن ثم فإن بعضهم "وليس كلهم" سيدخل الإيمان في قلبه ويصبح من المؤمنين
إذاً أخوتي نجد أن طائفة المسلمين أكبر بكثير من طائفة المؤمنين لأن الأولى تحتوي الثانية
فيصبح لدينا النتيجة التالية :
كل مؤمن مسلم ....... وليس كل مسلم مؤمن
بالطبع هذه النتيجة صحيحة لان للإيمان شروط أصعب من شروط الإسلام فيكفي الإنسان لكي يكون مسلماً أن ينطق الشهادة ويمارس الشعائر الإسلامية ولكن الإيمان يحتاج إلى رسوخ الدين في القلب والترفع عن الشهوات التي تطلقها النفس الأمّارة بالسوء أي هو الإيمان بالقلب والإعتقاد بالعقل والممارسة بالفعل
أسأل هنا .... هل نحن مؤمنون ....؟؟
الجواب لا ... لا نستطيع أن نجزم بذلك أبداً ...... نستطيع أن نقول بأننا مسلمون ولكن الإيمان هذه حكاية لا نجرؤ على القول بها أليس كذلك......؟؟
نصل الآن إخوتي إلى نقطة هامة وهي الخطاب
من المعروف أن الخطاب إذا وجه للعامة فالخاصة ملزمون به أي كأن أقول يا أيها الناس فيصبح الخطاب موجهاً لجميع الناس مسلمين ومسيحيين ويهود وكفرة ومشركين وإلخ .... أما إن وجه الخطاب للخاصة فلا تلزم العامة به ... كأن أقول يا أيها المسلمون فيصبح الخطاب موجهاً للمسلمين فقط وليس لبقية الناس شأن به فأنا أتكلم مع طائفة خصصتها عن العموم أليس كذلك
إن كنا اتفقنا على السابق ولا أظن أننا لم نتفق فهذا ما يفرضه المنطق السليم في فهم الاشياء نكون قد وصلنا الآن للسؤال الذي أريد طرحة وهو
بمطالعة الآية الكريمة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185} البقرة من 183 إلى 185
نجد أن الخطاب في هذه الآية قد وجّه لطائفة خاصة وهي طائفة المؤمنين ولم يشمل الخطاب الطائفة الأشمل وهي طائفة المسلمين
إذاً لماذا يقوم المسلمون بمخالفة قرآنهم وكلام إلههم ويصومون طالما أن الله نهى عن تعذيب النفس بدون أمر إلهي والله قد خصص المؤمنين بالصيام ولم يخصص المسلمين
أرجو الإجابة عن سؤالي هذا لأعرف إن كان يجب علي الصيام أم لا ولكن أرجو أن تكون الحجج عقلية مقنعة مستشهدين بآيات من التنزيل الكريم ولكم جزيل الشكر
Bookmarks