النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المشكل في المسألة الشيوعية عند الرفاق الجدد(نظرات سريعة)

  1. #1

    افتراضي المشكل في المسألة الشيوعية عند الرفاق الجدد(نظرات سريعة)

    كانت هذه النقاط تعليقات من جولة طويلة في منتدى للشيوعيين ....والتي أحالتني على هذا المنتدى بحواراته الساخنة...

    أسأل الله للجميع التوفيق والسداد...ولي الهداية والثبات...



    المشكل في المسألة الشيوعية عند الرفاق الجدد...

    _تبدأ المشكلة في الفكرة الشيوعية في الديار الإسلامية حين تصطدم الشيوعية بأصوليتها الماركسية ‏وتمسكها بالأفكار الطوباوية التي لاتتنازل عن التعرض لما هو أقدس المطلقات في التفكير ‏المسلم..الدين...بما فيه من فضيلة..

    .وهي تصدم مع العالم كله في نقطة الفطرة أو ‏الغريزة أو العقل الجمعي اللاواعي والذي سيتجاهل فيه المشروع الشيوعي (حتما ‏وضرورة) التعدديات المختلفة وهذا مايجعل المشروع ضعيفا من أساسه لأنه مشروع ‏صدامي أكثر منه توفيقي...وشعاراتي أكثر منه تطبيقي.‏


    النقطة الأولى في قضية الصدام مع الأخلاقية والتبشير بالدعوة الشيوعية..‏
    الدعوة الشيوعية فكرتها إنسانية جميلة في داخلها...بالغة الجمال والطوباوية ...بل إن ‏الممارسة الشيوعية داخل كتب المنظرين هي ممارسة أخلاقية أكثر منها واقعية وإن بدت ‏واقعية جدا في البيان الشيوعي..أو إن بدت تجديدا طفرة في تنظيم سلوك الجماعات..

    ‏فكرة الأممية بحد ذاتها فكرة عالية جدا ...ومغرية لأكثر الناس...مغرية حتى للعقل الجمعي ‏‏...مغرية حتى للأقليات... ولكنها حين تصف نفسها ‏باللا أخلاقية (أو تضع الأخلاق في مصاف النسبيات لاالمطلقات ) فإنها هنا أي ‏الماركسية تغالط نفسها حين تطالب الشيوعيين أن يمارسوا الأخلاقية وهي معدومة..‏



    إن تغييب مفهوم الدار الآخرة...الدين...رقابة الله تعالى...الوازع الضمير...وغيرها من ‏الأدبيات الدينية يعني بالضرورة تغييب عنصر مهم جدا في التبشير بالشيوعية وهو ‏ملامسة الاهتمام الفردي...أو إشباع الرغبة الفردية في الحصول على المقابل..وهو ‏المعدوم في النظام الشيوعي والذي يتم كبته عن طريق الانسجام مع السيستم (بالطيب ‏أو بالغصب).. وهذا مالم يتحقق في الدول الشيوعية الكبرى...‏

    لابد للشيوعي إن أراد إنجاح دعوته أن لايتجاهل حضور المفهوم الديني في العقل ‏المسلم..ومطلقيته ...أولا...وجوهريته ثانيا...والمحاولات الشنيعة التي رافقت تطبيق ‏التجربة الشيوعية في البلاد الاسلامية والمسيحية أفرزت ما لم يكن في حسبان الشيوعية ‏أصلا ..وهو ردة الفعل الأصولية الممانعة والتي تتخذ من الجذور الأخلاقية والفعل ‏الخيري أساسا في ممارستها....بخلاف السيستم الشيوعي حيث تنبع العدالة الاجتماعية ‏من قوة الدولة...وتكاتف الجماعة...وهذا بحد ذاته شيء رائع جميل...وأراه ما جاء به ‏القرآن الكريم (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا ‏بالمعروف ونهوا عن المنكر)..‏


    ولكن السيستم الشيوعي في أساسه تنقصه أشياء كثيرة لكي يكون جميلا بالمعيار ‏الشعاراتي الذي يحمله ويبشر به:‏


    ‏_المرجعية الأخلاقية ...نسبية الأخلاقية في المشروع الشيوعي تجعله في مأزق دائم ‏لاينتهي..

    فالفعل القمعي +شن الحروب+ الأنفاق الضخم على التسليح + الإرهاب ‏كلها قد تكون أمور مبررة جدا

    وهي في جوهرها تناقض العدالة الاجتماعية التي ‏جاءت الشيوعية لأجلها...من سيبقى وفقا لنظرية التطور؟ الأقوى؟ الشعوب؟ أعضاء ‏الحزب؟
    كلها أشياء لاترى في مرآة العدالة الاجتماعية الشيوعية وهذا مايجعلها بلا ‏مرجعية أخلاقية ...كأنها تقسم على الصفر المطلق..على اللاشيء...وحين تقسم على ‏اللاشيء فإن الناتج هو كمية غير معرفة..مبهمة ومخيفة.‏


    ‏_التعددية ، وهي العملة الأثقل في ميزان القوى المبشرة الآن..وهي التي تخدم وتعد ‏باستمرارية واحترام الجانب الثقافي في التجربة الإنسانية، وباعتبار أن التجربة الإنسانية ‏كلها ثقافة ...فإن التعددية تعني احترام الإنسان من حيث هو تجربة متكاملة ...من ‏الصعب جدا انتزاعها من جذورها وإحلالها في إصيص مهما كان مناسبا ومرفها ...‏


    لايمكن للشيوعي أن ينجح وهو يضع الإلحاد مبدأً لا يمكن التجادل فيه أو التنازل عنه ‏في المشروع الشيوعي...وهو الشيء الذي أعاق تقدم الحلم الشيوعي في البلدان العربية ‏...وجعل المشروع الإسلامي يقوم كحركة ممانعة لحركة التقدمية اليسارية في عهد الملك ‏فيصل رحمه الله..ماالذي كان السر في ذلك؟

    بالتأكيد المصلحة الأمريكية استفادت بشكل كبير من هذه الممانعة.....بلا ‏شك...

    ولكن ماهو العامل الفاعل في المشروع الأمريكي المستبطن داخل الإسلامية ‏والمضاد للشيوعية ؟ ألم يكن الإلحاد كجوهر للتجربة الماركسية الشيوعية؟ مخيف ومنذر ‏للمسلم البسيط بانتزاع ثقافته وأصوله؟ ‏

    الكل كان يكره أمريكا ...كل المسلمين...كل العرب...ولكن لم يكن لدى أي منهم ‏الاستعداد لمحبة الاتحاد السوفياتي.. ولالتقبله حتى هذه اللحظة.....رغم كل المغريات والوعود الفردوسية ‏الشيوعية...لاحظ ان كل العالم العربي بعد الاستعمار وبعد احلال الكيان الصهيوني ‏بالقوة الأمريكية كان بروليتاريا غاضبة بإمكانها بسهولة ان تعتنق أفكار الحزب ‏الشيوعي...على الأقل مقابل القوة الأمريكية..مع ذلك لم ينتج ذلك إلا الممانعة ‏الإسلامية في شكل الرابطة أولا...وحركات الجهاد لاحقا...ماالذي كان يدفع كل ‏ذلك ؟ ألم يكن الجذر المقدس الذي تجاهلته الشيوعية وحقّرته اعتبرته أفيونا للشعوب؟

    الحق أن الدين لم يكن أفيونا..ولكنه كان جينا لن يمكن التغلب عليه بمجرد السخرية منه أو ‏تجاهله أو حتى إعطائه الحد الأدنى من الإشباع...لأنه جين يقظ...نشط...ومقلق... ‏ينهض ضد كل الاتجاهات...‏


    ‏_الدافعية للإبداع...فالسيستم الشيوعي يفتقر للعامل الدافع للإبداع سوى وعدي : ‏الفردوسية العادلة (نهاية التاريخ على الطريقة الشيوعية) والتقدمية ..‏

    وهذان الدافعان قويان جبّاران لو لم يكن هناك شيء مزعج جدا اسمه الفردانية...الرغبة ‏الإنسانوية الملحة في التميّزالمفرد ..والتي لايشبعها الشعور الجمعي بالفردوسية والتقدمية في ‏غياب الشعور بالدافع الداخلي (الضمير الأخلاقي) وغياب الوعد الخارجي (الله ‏سبحانه وتعالى وعالم مابعد الموت)...‏

    وهكذا سينشغل السيستم لاحقا إما في خلق مصارف لائقة لنزعة الفردانية أو قمع الفردانية .


    ‏_الاتكاء على الجذر اللاواعي في التجربة الإنسانية..فرديا أو جماعيا...وهو ماأعني به ‏تجربة الأسلاف...لأن التجربة التجديدية من أي نوع ستواجه أكبر صعوبة على ‏الإطلاق ..واجهها الأنبياء والمصلحون والتجديديون والتي هي (الآبائية) ... ومحاولة ‏تجاهل هذا القاسم المشترك ف كل الأديان والشعوب بوعود التقدمية يعني تجاهلا لأهم ‏مقومات التجربة الحاضرة...وهو الماضي...‏


    لذلك أستحضر الآن قدرة النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة هذه الآبائية ليس ‏بتسفيه الآباء والأجداد قبل التذكير بأصالة دعوته وأنها امتداد لدعوة النبي إبراهيم عليه ‏الصلاة والسلام...وهذا ماكان يؤكد عليه القرآن الكريم دائما...مسألة (الفطرة) أي ‏أصالة التوحيد في التجربة الإنسانية....ومسألة (الامتدادية) أي أنني لم آت بشيء ‏جديد او مناقض لما أنتم عليه....إنما أتيت لأنفض الغبار عن ميراث الأنبياء من آدم ‏عليه السلام وحتى عيسى عليه السلام...‏

    هذه الامتدادية كانت كاسحة...وعبقرية جدا وداعبت حتى غير المسلمين من أهل ‏الكتاب ...وحيث لم يكن هناك ملحدون في ذلك الوقت...فالطريف أنه لم يقاوم هذه ‏الامتدادية الثقافية في الإسلام سوى الطبقة البرجوازية المادية ...طبقة (نموت ونحيا وما ‏يهلكنا إلا الدهر) والتي كانت تستفيد جدا من التفرقة الطبقية الهائلة والقبلية في ‏الإثراء...

    ويمكن ان أقول بنظرة بسيطة في تاريخ ماقبل الإسلام أن الطبقة البرجوازية ‏الجاهلية (طبقة رجال الأعمال) كانت تكرس المادية (التي تكرسها الشيوعية الآن ) ‏لمزيد من الإثراء والمصلحة والإصرار على ضرورة التباين الطبقي..‏

    ثورة الإسلام التي أتت ضد السيستم الجاهلي استفادت جيدا من بشاعة الارتباط بين ‏المادية والظلم الاجتماعي... وتتبعت حتى قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أي ‏محاولة للأخلاقية والسمو الإنساني عن هذه النزعة...حرب الفجار وحلف الفضول ‏كنموذجين للنزعة الأنتي مادية والتي استمرت حتى بعد انتشار الشرك في الجزيرة في ‏شكل محاولات من المتحنفين في مكة توّجت ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم...‏

    إن التجربة الإسلامية على عظم ثغراتها في تاريخها الممتد الى الان إلا أنها توغلت في قلب المسلم بواسطة الدافع ‏الخارجي المرهّب والمرغّب ...أعني أن بناء التجربة الإسلامية على أساس إيماني...وليس ‏مادي...يجعل من السهل جدا اللجوء إلى الإيمان لحل الإشكالات التي قد تكون ‏عويصة جدا..‏

    صحيح أن دور الدين أو ما أفضل أنا تسميته ب(تشويه الدين أو ابتسار الدين) قد ‏يكون تخديريا في مراحل كثيرة من التاريخ الإسلامي... إلا أنه على الأقل ‏أخلاقي...مشبع ..ومقبول في العقل اللاواعي الجمعي..والإسلام في (ممارساته) يتشابه كثيرا مع الاشتراكية في أخلاقية العدالة وضرورتها وضرورة القتال من أجلها وتحريم الإثراء الفاحش...ولكن ليس لدوافع مادية....وانما لدوافع ايمانية...هنا يتحقق الهدف الذي لن يتحقق مع الشيوعي مادام معاديا للإيمان....
    أن ‏مايفرق الإسلام عن الشيوعية هو الجوهر...حيث الإسلام في جوهره إيماني ‏أخلاقي...بينما الشيوعية في جوهرها مادية منفعية...

    وهنا على الشيوعيين أن لايطلبوا ‏من المسلمين التخلي عن( ذواتهم الفردية) في سبيل تحقيق ذات مجتمعية تقدمية كبرى..‏مهما كانت المكاسب المترتبة على هذه التقدمية...


    _التجربة الشيوعية أخيرا لاتملك تاريخا مشرقا أو تجربة طهرانية واقعة تصلح لأن تكون ‏فاعلة في الذات الحاضرة ك(نستالوجيا ) جميلة يمكن أن تكون فردوسا مفقودا..‏

    بخلاف التجربة الإسلامية التي شهدت على امتداد القرون الطويلة نستالوجيات متعددة ‏تؤكد للذات الحاضرة أن تحقيق الفردوس واستعادة الفردوس المفقود ممكن جدا عند ‏توفر شروط التجربة...

    هذا وإن كان مثاليا للغاية إلا أنه هو...مايجعل الذات الإسلامية ‏الحاضرة في حالة أمل وتحفز دائمة...

    وسيستغرق الأمر بالتجربة الشيوعية طويلا إلى أن ‏تكوّن الفرد وتحل إشكالات الفرد ومن ثم تكوّن التجربة الطهرانية التي ستتكىء عليها ‏في التاريخ المقبل..
    هذا لو كتب لها ان تنعتق من الزواج النكد بينها وبين الفعل القمعي ‏المنفعي والحاضر بلا انتهاء في الشعور الجمعي العالمي ضدها...‏

    طبعا هذا على النطاق العالمي..

    اما على نطاق المسلمين فالتحدي أكبر بكثير لأن ‏المسلمين والعرب بعدانقضاء الألفية الثانية لم يعودوا هم المسلمين والعرب بعد انهيار الخلافة ‏العثمانية وانجلاء الاستعمار..

    واللذين اعتمدا سياسة الإفقار والتجهيل لخلق عبودية ‏منظمة في الجماهير ...الجمهور الإسلامي الآن أكثر وعيا وأكثر صعوبة وتعقيدا...

    تجربة اليسار العربي عليها ‏أن تنعتق من بوتقة 1918 وتوظّف إمكانات وتجارب ما بعد الحداثة ومن ضمنها ‏التجربة الإسلامية الراديكالية (التي مازالت تحقّرها وتعتبرها قوة رجعية )لخلق إبداع جديد يناسب العقل العربي والنزعة الإنسانوية ‏الأنتي أمريكانية الجديدة ويراعي التعددية والفروقات الأممية الموجودة...‏
    وماذلك على الله بعزيز.

    .‏
    المشكل الأكبر في تنزيل التجربة الشيوعية الأممية على الجماهير الإسلامية يكمن في عدم ‏مراعاتها للفروق الثقافية...
    من الصعب جدا تجاهل أن الخطاب الماركسي ولد في ألمانيا ‏الكاثوليكية في بدايات او منتصف القرن التاسع عشر..ومن الصعب جدا تجاهل ‏ظروف ولادة التجربة...والتي تحتم عند محاولة تنزيلها في أطار ثقافي مختلف (او مغاير في ‏اكثر الاحيان) مراعاة فروق التجربة..‏

    الأسرة البرجوازية التي عبر عنها ماركس بأنها اداة إعادة تصنيع للبرجوازية يجب ‏التخلص منها بتحطيم نمط العائلة البرجوازية المعروف واستبداله ربما بنموذج النيوكلير ‏فاميلي او نموذج العائلة الجماعية المشابهة لنمط العائلة البدائية المشاعية..‏

    لاشك ان ماكان يتحدث عنه ماركس هو أسرة غربية...وربما غربية ألمانية يضا ليست ‏انغليزية ولا امريكية ولا فرنسية..كيف يمكن لهذه العائلة ان تأتي مع علاّتها لتشابه ‏العائلة المسلمة ومن ثم يطالبني اليساري العربي بالتخلص منها؟

    مايحصل في خطاب الشيوعيين الجدد عن العائلة العربية والمسلمة هو غير سليم...فوق المعقول....وغير ‏عادل وهو من ضمن امتدادات تجاهل الشيوعية للفروقات الثقافية التي تحدثت سابقا ‏فيها عن التجربة الإيمانية الجمعية والنستالوجيا التاريخية...

    ربما كانت مطالبة الشيوعية ‏بتحطيم نمط العائلة البرجوازي هو ماشكل أكبر الممانعات في الموقف الإسلامي على ‏الإطلاق...لأن العائلة مثلها مثل الدين في العقل الإسلامي....جوهرية ولايمكن التنازل ‏عنها...‏


    سبق وقرأت في مطالبات اليساريين التوانسة بخصوص المراة ورأيتها أكثر اعتدالا في ‏موقفها من المرأة واحتياجات المرأة ومطالبات اليسار للمرأة..وكيف يمكن مواجهة ‏القوى الرجعية (كما يعبّر عن القوى الأصيلة والإسلامية دائما) بعمل تناسق بين المطالبة ‏اليسارية وموقف الجمهور...

    يعني باختصار كانوا يقولون: نحن لانريد أن نحطم العائلة ولكن نريد أن ‏نخلق الظروف المناسبة لعمل المراة لأنها كائن منتج لابد ان تدخل في المنظومة ‏الانتاجية...بالتالي تنتج حضانات الاطفال الجماعية ليتم التقليل من دور البيت وتعظيم ‏دور الدولة والسيستم أكثر...

    حسنا....هذه تجربة ناجحة بلا شك في نظري ونتائجها على المدى ‏الطويل مع لتطبيق السليم ستكون سيستم متناسق لأبعد الحدود...‏

    ولكن سيظل هناك مالم يفكر فيه...وهو النزعات الفردانية التي تقفز في كل مرحلة ‏وتطالب بإشباعها..‏

    بمعنى...نزعة تكوين العائلة المسلمة التي تقوم على الإيمان والبر والتواصل الرحمي ‏المجتمعي ستغيب حتما في سيستم غير إيماني (وهو المعلوم بالضرورة من الشيوعية) ‏والأهم منه ستحل النزعة المادية النفعية محل الرغائب الروحية..محل العلاقات ‏الاجتماعية اللامادية..

    نعم..السيستم سيوجد حل مستمر لكل المشكلات المترتبة على ‏غياب هذه النزعات...سوف تنشأ مثل محاضن الأطفال دور للعجزة والمسنين ورعاية ‏فائقة (مثلما يحصل في الغرب الأمريكاني الآن) وسيعيش الإنسان في رغد مستمر آمنا ‏قوت يومه آمن في سربه معافى في بدنه حتى يغادر الحياة الدنيا...‏

    ولكن...‏
    ولكن...‏
    سيظل هناك لشيء المفقود الذي لن تستطيع الماكينة ولا التكنولوجيا ولا الآي تي ‏صناعته أو اختراعه ...أو حتى تعويضه ...وهو الروح..‏

    الشعور المفقود في السيستم الشيوعي هو مايكتسبه الطفل في العائلة المسلمة ويحافظ ‏عليه حتى الموت ..عبر امتداد العلائق التي تريد الشيوعية أن تحيدها وتجعلها كمالية ‏واختيارية...بينما هي في الإسلام أساسية وفقدانها يعني فقدان جوهر الإسلام..‏

    الروح وحدها...وهي المجال الذي لايعترف الشيوعي بوجوده فضلا عن تأثيره...هو ‏مايضمن للتجربة الاسلامية الخلود رغم كثرة ثغراتها وسقطاتها...

    وحيث ان الشيوعية ‏رغم تماسك تجربتها وعمقها الشديد...إلا أن فقدانها لعنصر الروح جعل منها مشروعا ‏لميكنة الإنسان بدلا من أنسنته...هذا أولا...

    وثانيا جعل منها مشروعا جماليا بلا ‏جماليات...أي مشروع ذو شعارات خلابة وفاتنة تخالف نفسها من داخل أصول ‏تفكيرها.....‏

    وثالثا وهو الأهم في نظري جعل من الشيوعية مشروعا لانتزاع الإنسان من تجربته ‏الطويلة كإنسان وإحلاله بالقسر وقوة السيستم في وضع السوبر الآلي تارة...او تنزيله ‏إلى مرحلة الكائن البدائي الجماعي تارة أخرى..‏

    أنا أنظر بإعجاب إلى النشاطات الشيوعية (الآن ) والتي تقوم سلميا وبشكل منظم بخلق ‏توازن داخل دولها...ولكن السؤال ماذا لو تمكن السيستم الشيوعي من الوصول ‏وتكوين سلطة و القبض على موارد الدولة وتكونت الدولة الشمولية التي يحلم بها ‏الشيوعيون..؟

    أظن أن الثمن سيكون فادحا (على مستوى الأمم)...وأن من سيدفع الثمن وحدهم ‏هم المستضعفون والمضحوك عليهم دون غيرهم...‏

    من دفع ثمن حرب الارهاب داخل السيستم الآمريكاني الأمبريالي؟أليسوا هم فقراء الأمة الأمريكية ‏والمهاجرون غير الشرعيون والمكسيكان ..؟

    .السؤال هل لو كانت الحكومة الامريكية ‏شيوعية..هل كانت ستقوم بالحرب اللااخلاقية على العراق وافغانستان؟
    هل سيكون التوسع الاستعماري اللااخلاقي بدوافع احلال الديموقراطية حراما في سيستم شيوعي؟

    هل ستكون الشيوعيةاليسارية اكثر اخلاقية من الامبريالية الفاشية الامريكية؟

    الجواب في تخيلي لا...لأن مجالي العراق وافغانساتان مجالان خصبان للثورة وحيثما وجد الظلم فهناك موطني وبقية الكلام الذي يقول انه يجدر بالحرب ان تشتعل...والحرب ‏ستكون هناك شرعية تماما كما هي شرعية في العقل الامريكاني الان..الفرق هو في ‏التسميات فقط...‏

    إذن أظن ان ترديد الشعارات أمر هين وسهل...وأن التطبيق مجال لاتنتصر فيه غير ‏الواقعية ...والإنسان...من حيث هو إنسان...‏

    الحلم اليساري جميل....ولكنه بدأ وسيظل (من بين كل الأحلام) حلما...

    والاحلام لاتقفز خارج الرؤوس...ولاتسكن خارج الكتب ...

    بارك الله فيكم...
    التعديل الأخير تم 11-06-2007 الساعة 01:39 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الدهماء الجدد، المثقفون الجدد!
    بواسطة واسطة العقد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 07-13-2012, 07:01 AM
  2. المشكل مع أبي
    بواسطة la-kamorra في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 08-22-2010, 09:56 AM
  3. الصين الشيوعية والتركستان المسلمة !!
    بواسطة doktortash في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-08-2009, 02:21 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء