المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kira
ما أزال أحاول في التفكير في حل التناقض المنطقي في تلك الجملة.. لكن، لأبشرك لست من أهل القنوط.. فلكل سؤال صحيح حل قويم..
حسنًا هذا الكلام مشجع وحسن.
أولاً الصبر شرط ضروري لمن يريد أن يبحث ويتقصى ولا غنى عنه للعالم والباحث. والصبر فضيلة مدحها ربنا سبحانه وتعالى في غير موضع.
ثانيًا: قولك "فلكل سؤال صحيح حل قويم" فيه إشارة طيبة لفهم متزن. وفي الحقيقة هذا ما أريد أن أصل إليه مع تعديل طفيف. والتعديل هو:
"لكل سؤال خاطئ حلول غير قيمة"
وهذا هو مربط الفرس. فعلينا الحذر الشديد في صياغة الأفكار،، وبما أن الأفكار تصاغ حسب أسئلة تسبقها .. عليه النتيجة الحتمية هي ... (((علينا الحذر الشديد في صياغة تلك الأسئلة))) وعندها فقط يكون ما تفضلت به:
"فلكل سؤال صحيح حل قويم"
=====
نحن قد لا نعرف الإجابة عن سؤال ما (وحتى في الأمور اليومية) فهذا طبيعي جدًا. وطبيعيًا أيضًا قد لا نعرفه إطلاقًا (وهذا يحدث كل يوم حتى على مقاعد الدراسة وفي مراكز البحوث)،، ولكن المشكلة تبدأ حينما بشكل خاطئ ولامشروع بسحب إجابات ونتائج،، ثم نبي عليها علمًا وإستفسارات!!!!
وهنا تكون الحالة: "لكل سؤال خاطئ حلول غير قيمة".
في الأمور التي تتعلق بما وراء الطبيعة،، الأهمية تكون لتقديرنا لما نجهل لا لعلمنا به. فمن طبيعة هذه الأشياء أنها غييبة؛ إذًا محاولة إحلال الغيب بالعلم محكوم عليها بالفشل مسبقًا وستولد ميتة. (ولو كان الأمر كذلك لكفاك البحث في النت لكي تجد الأجابة - إذًا المشكلة ليست مشكلة غياب معلومة لديك).
وهذا بالضبط ما يميز الباحث عن غيره من الناس،، فالباحث كالذي يسير في منطقة ملغمة، يهمه - في كل مرة - أي يضع قدمه بشكل آمن. أما غيره فيرى هذه المساحة كاملة للإستغلال - والفرق واضح وكبير. وهذا بالضبط ما أريد لفت إنتباهك إليه، لأنه لن يستقيم معك شئ طالما لا ترى هذه الألغام وتتعامل معها. وهنا إما أن تعرف فتسير وتتقدم؛ وإما تجهل فتتوقف وتتراجع. كل الخيارات الأخرى متروكة للإنتحاريين الذين يسمعون القول فلا يتبعون أحسنه.
=====
لنرجع الآن إلى كلامك؛ تقول أيها الفاضل:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kira
هو أنه كعدم لن يكون موجودا حتى نبدأ بداية مطلقة،
لاحظ أنك من جديد تستعمل جملة ليس لها أي معنى،، وبها الكثير من الأخطأ المنطقية. وتريد أن تسحب منها نتانج. أقول لك: توقف - هنا ألغام.
لا تتحرك حتى تصيغ الجملة بشكل صحيح،، إلا إذا كنت إنتحاريًا.
=====
تقول أيها الفاضل:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kira
أعنيه في ظرف ذلك العدم هو سلب الوجود (negation (existence،
نعم، ولكن هذا مجرد وجود ذهني .. طالما تعتبره هكذا فلا مشكلة، ولكن أن ترجع وتسحبه على الوجود الفعلي فهذا غير مشرع. لأنك ستصل إلى نتائج - في الحقيقة - هي من بنات أفكارك ولا علاقة لها بالموجود (وربما حتى بالمعقول).
سأعطيك مثلا: لنفرض أنك تريد أن تشرح لشخص أعمى (منذ الولادة) معنى الألوان. ماذا ستفعل،، ستحاول أن تجد تناظرات يعرفها هو وتشرح له عليها - وهذا جيد. ولكن لنقل بوضوح أن ما تشرحه له لا علاقة له إطلاقًا بواقع الألوان.
ومشكلتنا هنا هي أكبر، فنحن العميان الذين يريدون أن يشرحوا لأنفسهم بأنفسهم معنى الألوان. والسؤال هل يجوز لنا وضع تصور ثم معاملته معاملة حقيقية؟ الإجابة بالطبع لا!
=====
تقول أيها الفاضل:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kira
بمعنى آخر أن أحصل على حيز أو شيء مسلوب المادة و مسلوب الزمكان .. هو ضرب من المستحيل ولذلك ما نسمية بالعدم أو الفراغ التام الكلي هو معدوم ومستحيل الوجود ،، لعل هذا ما أستطيع أن أشرحه في هذه المسألة، ولعلي أيضا -كما أحس وأنا اكتب بأني فسرت الماء بعد الجهد بالماء-
هذا كلام صحيح وجيد. ويقودك بالضرورة إلى نتيجة حتمية مفادها أن تصور العدم: "هو ضرب من المستحيل"؛ (وهذا ما تفضلت بذكره) وهذا يقودنا بدوره إلى نتيجة حتمية أخرى: " أن لا نبي على ذلك أي نتائج". إنتهى نقطة. (وللأسف أنت فعلت العكس)
=====
تقول أيها الفاضل:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kira
مقدمة: بما أن العدم معدوم ولا يمكن تصور وجوده
نتيجة: لم يسبق كوننا الحالي عدم مطلق - قد يكون فراغا كونيا أو نحوه لكنه ليس بالمطلق تماما.
القول: " أن العدم معدوم"
هو قول لا معنى له، وقد وضحت لك ذلك فأرجو عدم الرجوع إليه حتى تثبت وجهة صحته وإلا سنكون كمن يحرث في الماء.
القول: "ولا يمكن تصور وجوده"
جملة صيحية، ونتيجة مهمة جدًا. ولكن للأسف قفزت عليها حين قلت:
"نتيجة: لم يسبق كوننا الحالي عدم مطلق"
فهذه نتيجة غير مشروعة وغير منطقية لعدة أسباب (لاحظ أنني إستعملت "غير مشروعة" وغير منطقية" ولم أستعمل "صحيحة" أو "خاطئة").
أولا: لا علاقة لها بالمقدمة - فعدم القدرة على التصور لا يعني نفي شئ أو إثباته.
ثانيُا: تقول "يسبق" فجعلت هناك زمنا في اللازمن، وبالتالي أصبحت هذه الجملة لا معنى لها.
ثالتا: قسمت العدم إلى مطلق وغير مطلق. وهذا تقسيم غريب.
رابعًا: إستخلصت من ذلك نتجية " قد يكون فراغا كونيا أو نحوه لكنه ليس بالمطلق تماما."
نتجة لا معنى لها. من عدة وجوه. أهمها أنك حصرت الحلول الممكنة فيما تعرفه - أي أن الزمكان يجب أن يوجد في الزمكان.
وهنا عليّ أن أنصحك أن تتواضع للعلم .. وتفترض وجود شئ لا تعرفه وخارج عن تصورك. وكلامي هذا ليس مجرد نصيحة، ولكنه من قواعد البحث العلمي، لكي تحصر الحلول يجب عليك أن تثبت قضعًا عدم وجود غيرها.
كون أنك لا تتصور غير ذلك لا يعطيك الحق إطلاقًا في الحصر. هل تتذكر مثل الأعمى - فهو أيضًا لا يستطيع تصور الألوان - فهل الألوان معدومة؟؟
أعتقد أنك تعرف الأجابة .. وأهديك قول الحق عزّ وجلّ لتتتدبره وتتفكره:
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)
هذه الآية تحمل دروسا عظيمة لمن يتدبرها. لاحظ في الآية الكريمة أن العلم بالغيب مشترط بالوحي (التبليغ)، لماذا؟ لأنه خارج عن التصور. الدليل: "مثل الأعمى والبصير".
أخيرًا .. إن وجدت صعوبة في فهم كلامي أو الإقتناع به .. فما عليك إلا المحاولة في إصلاح الصياغة للجمل التي بينت لك فساد منطوقها .. وكلما حاولت أكثر زدت إقتناعًا أنك تسير في إتجاه خاطئ.
أيضًا أنصحك أن تبحث عن شخص أعمي (منذ الولادة) وأن تحاول أن تشرح له "معنى" الألوان. أنت تعرف أن الألوان موجودة ولا تحتاج للدليل، ولكن كيف تثبت للأعمي ذلك (وهذا غيب بالنسبة له) إن لم يصدقك هو فيما تقول (وهذا ما توحيه أنت له).
مع تحياتي.
=====
Bookmarks