أحيانا حبُّك أحيانا*

الشيخ محمد صالح الفرفور رحمه الله.

أحيانا حُبُّكَ يا مُختارُ أحيانـــــا
[وأصبحَ الحفلُ من ذكراكنشوانا
مهما كتمتُ لظى شوقٍ يُؤرّقُني
قد يَفضَحُ القلبَ دمعُ العينِ أحيانا
يا قلبُ أنتَ جنيتَ الحبَّ من صِغَرٍ
وَشَبَّ فيك فذُق يا قلبُ أشجانا
تدعو المدامعَ كي تُذري سحائبَها
وتسكبَ الدمعَ تهطالاً وغدرانا
ماذا تجودُ عيونٌ جهدَ طاقتها
إذ قد تأججتِ الأحشاءُ نيرانـا
لو أملكُ الطرفَ ما أسبلتُ قطرةَ مـا
لكنّ دمعي كموجِ البحرِ طُغيانا
يهُزُني طرباً ذِكراكُمُ أبداً
كما يهُزُ نسيمُ الصـبحِ أفنانـــــــا
صهباءُ حُبِّكَ حلّت فاز شاربُها
بالوصل منك وبالجناتِ غفرانا
يا ساقيَ القومِ صِرفاً من سُلافَتِها
بالله أترعْ كؤوسَ الحب دهقانا
لا تخجلنّ لشـــيبٍ حلّ ساحتنـا
فحبّنا أزلٌ شـِـيبَـاً وشُبَانـــــــا
ومن يكن حبه من يوم قال بلى
لم يخشَ في الكون لا إنساً ولا جانا
يُبقِي الهوى نِضوَ أشلاءٍ متيّمةٍ
لكن حبّك يا مختار أفنانا

* * *





في الفرس قد سجدوا للنار مُسعرةً
والروم قد عبدوا صلباً وأوثانـــا
والعُرْبُ قد وَأَدُوُا عار البناتِ وقد
جاروا عليهن تضليلاً وبهتانـــــا
حرّمتَ وأدَ التي لا ذنبَ تعرفُهُ
ولا أتت دهرَها بَغيـاً وعُدوانــــا
رفعتَ من شأنها والكلُّ يمقـُتُها
حتى جعلت لها من ذُلِهـا شانـــــا
حررت بالدين أعناقاً قد انسجنت
تحت الخنوع وتحت الذل أزمانـا
قالت قريش أيا للعُرْبِ تسويةً
هل يستوي عجمٌ مع نسل قحطانا
نحِّ الصعاليك واسترشد غطارِفنا
يأتيك كـلّ كريـمِ القـومِ مذعانــا
واجعل لنا ميزةً عن أهل صفتكم
وهل يُسَوِّي طريرُ القوم عريانـا
أجبتَ تبّت يدا عمي أبي لهـــــبٍ
منا بلالٌ وزد فــي الآل سلمانـــا
إنّــا عبيدٌ وربُّ العرش بارئنـا
وإنّ أكرمنــا للــــــــه أتقانـــــــا
والله لو لم تكن في الحرب مسعِرَها
تذودُ عنهم صناديداً وفرسانـا
لم يطلبوا الموتَ في هيجاءَ طاحنةٍ
ولم يهزّوا على الأعداء مُرانا
ولا أتى عمرُ في نِصف صفقتهِ
ولا تخلّلَ راعي الغارِ عُريانـا
أنعِم بهم صحبة غرّاً ميامنة
ذادوا عن الدين فرساناً وركبانا
الشاهرين على الإلحاد سيفَهُمُ
والحاملين إلى الإنصاف قرآنا

* * *




ما غَرّكَ المالُ والدنيا مزخرفة
ولا فُتنت بجاهٍ عزﱠ أو هانا
بل هيمنت روحك العظمى مرفرفة
فأعنقوا لك أرواحاً وأبدانا
وما القيـادةُ إلا روح قـائــدهـــــــا
تسمو على الشعبِ إيثاراً وإيمانا
أتيتَهم بكتاب الـلــــــه معجـــــزة
أخجلتَ قسّاً وسحباناً وحسانـــــا
ألقى لبيدُ عصاه حين أعجـــــــزه
قــولٌ بليـغٌ بآيــات لعمرانـــــــــا
ولم تَجُد بَعدُ في شعرٍ قريحتـــُـــهُ
شتانَ شعرٌ وآيُ اللـــــه شتانــــا
ذاك البيانُ الذي تبقى عجائبـــُـــهُ
رغمَ الأنوفِ وإنْ شانوه بُهتانــا
لا تعذلوني إذا ما الحــبُّ تيَّمني
فالوجد أضرمَ في الأحشاء نيرانا
ماذا أقـول لفخـر الكائنـات ومَـنْ
حَبَاهُ مولاهُ قرآنــــاً وتِبيانـــــا
يا ليت شعري وهل يحظى بروضتكم
عبدٌ غدا في المديح اليوم حسَّانــــا
وهل يُمرِّغُ خدَّاً عند أرجلكم
ويسكبُ الدمعَ فوق الترب هتَّانا
عليك مني صلاةٌ كلما طلعتْ
شمسٌ وغردتِ الأطيارُ ألحانا
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه وأتباعه أجمعين.


لا تنسونا من صالح دعائكم.