الكلام واضح ..
ولا إشكال هنا إلا من كثرة السنانير الوهمية
والتى تصيد مجموعة من الأرجل فى بركة عكرة !
الأخ الحبيب أحمد منصور وضح وبيّن وجه اعتراضه بتفصيل دقيق من منظور اصطلاحى منطقى ، يؤكد على ضرورة الإستعانة بالفواصل المفروضة بين استخدام الألفاظ ، ولا مشاحاة فى الرأى من هذا المدخل ، ولا أرى أى حاجة لنافلةِ قولٍ -فضلاً عن الضرورة- لتحويل هذا العرض الدقيق إلى مخالفة عقدية أو فكرية تخرج عن حدود الإستخدام المنضبط للألفاظ بشكل عام ، بل فكرة الرجل بقديدها ولحمها وشحمها تقع على محور الضبط الإصطلاحى ولا غير !
الفريق الآخر بزعامة زين الدكاترة هشام عزمى يؤصل لفكرته من مفهوم "رد فعلى" محض يعتمد فى صياغته بشكل كبير على دفع الافتراضات الوهمية التى يلزمه بها المخالف فى حواره وقد يفتح من خلالها باباً عميقاً للجدال ، من شأنه تمييع كل ثابت والإطاحة بأى مرجعية تعطى مفهوماً انسانياً عقلانياً مشتركاً للحقيقة !
ومما لا شك فيه أنه لا يوجد ما يسمى بـ "نسبية الحقيقة" تبعاً لـ نسبية الأفهام" ، فالأفهام ليست طرفاً فى تأصيل الحقائق ولا علاقة لها بوجود الشئ أو عدمه ، ولا يمكن أن يكون أى منهما دليل على وجود / نفى الآخر ، بمعنى أن عدم الفهم أو تشعبه واختلافه لا يعنى أن الحق مفقود بينهم ، أو أنهم جميعاً يمثلون الحقيقة فى مجموعها وتم توزيعها عليهم بقدر أفهامهم يوم العيد ، كما أنه لا يعنى أيضاً ومن باب أولى أن عدم الإدراك يعنى العدم ، فالموجودات لا يؤثر فى كينونتها عدم إدراكها لأى مانع ، وفى الوقت نفسه فإن الحقيقة فى وجودها المجرد لا تستقى شرعيتها من القدرة على فهمها أو ادراكها ، فهى موجودة مقررة وإن تناثرت حولها جثث الحمقى والمغفلين !
وأخيراً ..
وصف الحقيقة بأنها مطلقة فيه نظر قد يؤدى بالبعض إلى لخبطة بين حدود الألفاظ ، ولكن يبقى التركيز هنا له محل آخر ، وأراه من الأهمية بمكان قد يلى زبد الخلاف حول ما سواه ، وهو مفهوم النسبية الذى استبدل الثوابت وصار كالأميبا التى تبتلع أى منهجية علمية أو محاولة جادة للتعامل مع البديهيات ، حتى تحول العلم إلى بزرميط ، وصار الحوار حول قضية ما أشبه بالحرث فى الماء ، وقد وصل الأمر بالمشاغبين لإلزام المحاور بأن يثبت له وجود نفسه (بالدليل) أولاً .. قبل أن يشرعا فى الزعيق حول وجود الآخرين !
Sms للزميل العقل والمفهومية :
من الواضح أنك فيلسوف كبير .. ومحترف كلام فاضى ، ورأيتها فرصة لأبشرك أن محاولة تشبيك الإنسانية تحت سطح بركة من الرغى لن يصل بك إلى مبتغاك من تحقيق الأمن الفكرى فى ربوع العالم ، وربما سبب رسالتى إليك إننا افتقدناك فى الموضوعات الجادة حول مصير العقل وكيفية منعه من التحول إلى أنتيكة متحفية تعانى من تراكم الغبار ، ويقينى أنك تملك أداة جيدة للفصل بين المتشابكات ، وقدرة على الإستقراء قد تنفعك بالخير ، لكنك تريد أن تبقى فى مرحلة الرغى دون محاولة صادقة للفهم !
ما تفهمه عن الدين فيه أخطاء شنيعة قابلة للإنهيار .. فهلا انتبهت وسألت عن الصواب وحاورت بشكل جاد !
ثم إن هذا الموضوع سيجلس مع أم قشعم تحت نور الشمس !
الملحدون حمقى إلى أن يثبت أنه لا عكس !!
Bookmarks