صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 33

الموضوع: نعم...نحن ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة وإن رغمت أنوف!!

  1. #1

    افتراضي نعم...نحن ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة وإن رغمت أنوف!!

    نعم...نحن ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة وإن رغمت أنوف!!
    كتبه / أبو عبد المعز
    المصـــدر

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
    وبعد:
    فقد لاحظت أن كثيرا من أعداء الحق يتهمون المسلمين بأنهم يقولون عن أنفسهم "نحن أصحاب الحقيقة المطلقة ومذاهب مخالفينا باطل وزور.."وقد يجد المسلم حرجا في نفسه، وضيقا من تشنيع خصمه، فيستعظم أن يكون وحده على حق وملايير الناس على باطل...وقد يتلكأ أو يتنازل بعض تنازل وفي ذلك هلاكه قطعا..

    نعم..

    ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة وإن رغمت أنوف!!

    قال الحق جل وعلا:
    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }يونس32
    وقال أهل الأهواء بمختلف صنوفهم:
    "لا يحق لأحد أو لجماعة أن تدعي امتلاكها للحقيقة المطلقة"
    هذا هو سلاحهم الجديد الذي يشهرونه ،تلوكه ألسنتهم وقد جاؤوا من شتى النحل:
    -فمنهم فلول البلشفية/ الماركسية/الداروينية الذين كانوا نظريا يعتقدون الجدل والتطور فلا شيء يثبت على حال ولا حقيقة تستقر ،أقول "نظريا" لأنهم عمليا كانوا من أكثر الناس جمودا على عقيدتهم..فالماركسية هي العلم الذي لا علم غيرها،وتفسيرهم للتاريخ هو التفسيرالذي لا يعول إلا عليه،وكل ما عدا ذلك اديولوجية وفكر بورجوازي..وقد بلوناهم قديما في الحوار فكان" المناضل" منهم يكتفي بوصف فكرة خصمه بأنها امبريالية ورجعية وينهي الحوار منتفشا كالطاووس!.
    -ومنهم حشود المتأمركين/البراجماتيين/البرلمانيين..وهؤلاء في خاصتهم أبعد الناس عن نسبية المعرفة رغم صراخهم بها وإلا أي تفسير يعطى لمذهبهم عن نهاية التاريخ، وأي مسوغ يقدم لسعيهم لإدخال "نمط العيش الأمريكي"في كل ركن من أركان المعمور،ويحاربون بلا هوادة كل من تسول له نفسه أن يعيش على نحو مغاير،وقد يقصفون شعبا بعيدا عنهم بآلاف الأميال لا لشيء إلا لأنه لا يحب لبس "الجينز "ولا الذهاب إلى السينما ،ولا الوقوف كل صباح أمام المرآة ليحلق ذقنه !!
    يقصفونهم بلا رحمة ويقولون هؤلاء يدعون امتلاك الحقيقة المطلقة فلا مكان لهم في عصرنا!!
    -ومنهم الشذوذيون/الشهوانيون/الكلبيون.
    وهؤلاء لا علاقة لهم بفكر أو فلسفة وإنما مصلحتهم في اضطراب المعايير وتمييع الموازين حتى لا ينكر على واحد منهم شذوذا ولا انحرافا..ويصرخ في وجهك :الشذوذ هو عن قاعدة ،والقواعد نسبية متعددة فلماذا تصفني بالشذوذ!!
    -ومنهم غيرهم...

    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }يونس32
    الآية تدحض مزاعمهم في نسبية الحقيقة بصورة حجاجية منيفة لا يعارضها إلا مكابر:
    اشتملت الآية على أمرين:
    -التنبيه على وجود حقيقة واحدة أجمع عليها العقلاء إلا من كابر منهم.
    -تكذيب مذهب " نسبية المعرفة" نهائيا ودحضه استنادا على ما شهد به الخصم قبل قليل...فإما أن يتناقض مدعي النسبية و إما أن يتخلى عن باطله...
    بيان ذلك :
    صاحب مذهب النسبية يدعي أنه لا حقيقة مطلقة أبدا وكل حقيقة هي بالضرورة تاريخية، يعني تنشأ لظروف ثم تختفي لظروف أخرى ،ولا يمكن للحقيقة أن تخرج عن التاريخ فتكون حقيقة في كل زمان ومكان...هذا المذهب شبيه ببيت العنكبوت فحصاة صغيرة تخربه ..يكفي أن نبرهن له عن وجود حقيقة واحدة مطلقة ليصبح مذهبه متهافتا..
    فيقال لبعض الإسلاميين الذين يقولون بنسبية المعرفة:هل الله حق أم باطل؟أم هو حق من وجه وباطل من وجه؟أم هوحق في عصر وباطل في عصر آخر؟
    الجواب على السؤال حاسم جدا:
    فلا فرصة للتلاعب بالأفكار أو العبث بالكلمات.
    هو الكفر أو الإسلام ولا جواب غير ذلك أبدا...
    فإن أقر أن الله حق، وأن عبادته حق في السماء والأرض، وفي الماضي والمستقبل فقد أقر بوجود حقيقة مطلقة وانهار مذهبه لأنه لا يمكن أن يجمع في مذهبه بين الثبات والتغير ..
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ...
    القرآن ينفي "المنطقة الرمادية"ويؤسس ثنائية حادة:إما حق وإما باطل...أما شيء حق وباطل في آن واحد، أو لا حق ولا باطل فهذا لا يوجد..
    أقول لا يوجد احترازا من الظهور...فقد يظهرللمرء الشيء حقا وباطلا في آن واحد، وهذا ما يسمى بالاشتباه وليس معدودا من نسبية المعرفة في شيء...ولسان حال المرء يقول:
    نعم اختلط علي الحق والباطل ولكن بالتأكيد هنا حق أو باطل عرفه من عرفه وجهله من جهله...
    خلاصة المسألة:
    -الحقائق مطلقة مثل وجود الله واستحقاقه للعبادة ووجود نفس من يقول بالنسبية .-من المضحك جدا أن يدعي النسبي أنه هو نفسه نسبي لأنه عندما قال"أنا"فقد جعل كل ما عداه لا-أنا فكيف تجوز النسبية هنا!-
    -وجود الحقائق لا يعني معرفتها فقد يخفيها اتباع الهوى أو كسل الذهن أو تقليد الآباء أو دقة الحقيقة في ذاتها...واختلاف الناس فيها خطأ حقا، ولا ينبغي اتخاذ هذا الخطأ مذهبا يأتي على الأخضر واليابس فنزعم أن تعدد أخطاء الناس دليل على تعدد الحقيقة نفسها...
    ولنتذكر دائما الجغرافية المعرفية القرآنية:إما أن تكون في إقليم الحق أو في أقاليم الباطل.
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ..
    هذه أيضا حقيقة مطلقة!

    قضي الأمر إلى الأبد.!!
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  2. #2

    افتراضي

    قضية النسبية صار لها من المداخل والمخارج ما الله به عليم ..

    ولكى نتابع أثر السقوط فلابد لنا من وقفة على شفا الجرف لنفهم كيف يتشكل المنزلق !
    فحين تذوب الأصول وتتلاشى الثوابت يسبح الإنسان فى محيطه المعرفى ولا شئ سواه ، فيستحسن ما يحويه الإطار الذى يرقد بداخله جالساً القرفصاء ، ويستقبح كل ما خرج عن حدوده ، ثم إن المسألة ليست فى الفهم أو الإدراك ، بل بشكل حصرى فى مادة الإستحسان ، فآلات الإدراك واحدة تحدث الحس المطلوب بثبات متكرر لا نقصان فيه ، وهذا هو مزلق المنكرين الجاحدين ، أولئك الذين يزعمون أنهم متوقفون فى وجود الإله لأنهم لا يملكون إدراكاً يؤهلهم للحكم على هذا الوجود بكفاءة تورثهم اليقين ، فحدوث الفهم واليقين بنفس آلة الإدراك عند المؤمنين والمنصفين من بنى جلدتهم شاهد على أنهم يعانون من عقدة "الإستحسان" ولا يفتقدون للدليل الإدراكى ، فالإدراك حادث لا محالة .. ثم إنه مذبوح على مقصلة الإستحسان الشخصى وهوة المحيط المعرفى المحدود !

    وحين ينتصب الإستحسان ليكون ملكاً على الآلات والأفهام فإنه يخلق داخل الكون أكواناً .. وتصبح الناس جزائر منعزلة لا رابط بينها إلا الشكل المميز والقدرة على الزعيق ، فكما يتسحسن الإنسان يستحسن غيره .. ويستحسن معهم غيرهم ، والنتيجة أنهم فى فضاء واحد يسبحون ولا أمل فى اللقاء إلا اصطداماً أو نتيجة لتوافق لحظى مكانى يقاس بحجم المنفعة !

    فحين تغيب الحقيقة لا يملك الناس إلا أن ينسبوا لأنفسهم مصدر الحقائق ، ويجعلوا من أفهامهم منارات لتقييم الحقائق وتحويلها لعملة يمكن تداولها بسعر صرف جديد مع كل يوم جديد !

    نسبية الحقيقة فتحت لنا نسبية الأخلاق وأفرزت لنا نسبية الخير والشر ..
    وكأن الإنسان لم يعد يعلم أنه يكذب على نفسه حتى الثمالة !
    الملحدون حمقى إلى أن يثبت أنه لا عكس !!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    1,073
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    [CENTER]نعم...نحن ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة وإن رغمت أنوف!!
    -وجود الحقائق لا يعني معرفتها فقد يخفيها اتباع الهوى أو كسل الذهن أو تقليد الآباء أو دقة الحقيقة في ذاتها...واختلاف الناس فيها خطأ حقا، ولا ينبغي اتخاذ هذا الخطأ مذهبا يأتي على الأخضر واليابس فنزعم أن تعدد أخطاء الناس دليل على تعدد الحقيقة نفسها...
    ما شـاء الله كلام رائق كالشهد

    ومقولة الحقيقة نسبية هي فعلا مقولة ذاتية الهدم فكلمة الحقيقة نسبية هي تقرير لحقيقة فلماذا لا يكون هذا التقرير هو نفسه نسبي ايضا
    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ "146 الأعراف
    [SIZE=4]مقالاتي في نقد الإلحاد واللادينية
    مناظرة مع الأدمن الملحد سمير سامي
    حلقاتي على اليوتيوب
    للتواصل معي عبر الفيس بوك

  4. افتراضي

    للحق وجها واحد وللباطل اوجه عديده
    لمن يرى ان النسبية فى كل شئ فانه ذات رؤية عشوائية ذات رؤية غير واضحة ولعجزه وتلخبط فكره يجعل النسبية الحقيقة حلا لهذا التلخبط فاذا ادرك ما فى الكون من نظام ومن اتقان وابداع فاعتقد انه من تامل هذا سيصل الى عدم وجود ما يسمى بنسبية الحقيقة التى يبنى عليها اشياء خطيرة كنسبية الاخلاق وهذا فى حد ذاته دعوة للتسيب ودعوة للانحلال الخلقى فالمرتشى يرى ما يفعله صحيحه فى نظرته بينما اخرى يراه العكس واذا وضعنا النسبية فسنقول ان الاثنان وجهة نظرهم صحيحة وبالتالى نسبية الحقيقة تعمل على افقاد الحقيقة محتواه لتجعله مشوها ليس اكثر ولا اقل
    تحياتى يا دكتور هشام وجزاك الله خير
    التعديل الأخير تم 11-21-2007 الساعة 11:08 PM
    { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ }
    " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا"

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نعم
    نحن المسلمين نملك الحقيقة المطلقة
    فقد علمناها من الحق المطلق
    التعديل الأخير تم 11-21-2007 الساعة 11:39 PM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  6. افتراضي

    أعتقد - والله أعلم - أن الموضوع هو عاطفي أكثر منه أي شئ أخر. وللأسف هذا لا وزن له في التقييم الموضوعي. وأعتقد أن للموضوع محاذير عظيمة سقط فيها صاحبه كنتيجة للتخلي عن الموضوعية.

    أولا: لم يُعرف صاحب الموضوع ماذا يقصد بــ "الحقيقة المطلقة". ومادام الأمر كذلك كفى هذا لوحده أن يهدم الموضوع برمته، وننتهي في هذا المكان.

    ===***===

    ثانيًا: هل "الحقيقة" تشمل الغيب، والإجابة هي (نعم) فهذا موضع الإختلاف، وطالما هي مطلقة وجب أن تشمله كله، ويكون قد كفر بصريح القرآن - حيث قال - جلّ ذكره:
    (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا)
    إلا بإستثناء كمي (فالإطلاع يكون جزئيا) ونوعي (في غيب دون آخر) مع التخصيص (للرسل).

    وكذلك العلم بالغيب كله يتطلب علم إحاطة وإحصاء، وعندها يعارض قول الحق عزّ وجلّ:
    (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمه إِلَّا بِمَا شَاءَ)


    وهنا يكون كلامه "نحن ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة وإن رغمت أنوف!!" فيه تطاول على مشيئة الله، الذي إشترط سبحانه أن الإحاطة (حتى بالعلوم الجزئية) لا تتم إلا بمشيئته.

    وسيدنا إبراهيم عليه السلام لوكان عنده العلم المطلق لما طلب من ربه ما يطمئن قلبه:
    (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

    فقبل إحياء الطيور كان عليه السلام يؤمن وبعدها أصبح يعلم. إلا إذا كان صاحب الموضوع قد نال من العلم ما لم ينله الخليل عليه السلام، وهذا ما لا أؤمن به.


    كذلك العلم المطلق ينفي حقيقة الإيمان؛ فعندما نقول على شئ إننا نؤمن به فهذا يعني وصلنا خبره دون حقيقته، بمعنى أننا (((نعتقد))) في حقيقته فنصدقها .. ولا نحيط بها فنعلمها. وبالعكس لا نقول على شئ نعلمه يقينًا أننا "نعتقده" أو "نؤمن به". إلا أنه وجب الذكر أنه هناك إعتقاد مبني على جهل وكذب (وهذا دأب أهل الضلال) وإعتقاد مبني على علم وتحرٍ للحق (بهذا المنطوق ننسب العلم المطلق لله سبحانه ولأنفسنا الإعتقاد والإيمان، وللإسلام الرسالة .. وشتان بين المنطوقين). وهنا وجب التذكير بقول الحق عزّ وجلّ:
    (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
    وفي هذه الآية الكريمة مدح الحق عزّ وجلّ عباده الذين يؤمنون بالغيب - أي الذين وصلهم خبره فصدقوه (وليس الذين يعلمون الغيب وخبروه).

    ولا نقول إلا كما قال ربنا - (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).

    عموما كما ذكرت آنفًا - عليه أن يعرف معنى "الحقيقة المطلقة" وأن يُعرف معنى "الإمتلاك" الذي لا ينفي الإيمان!



    والله سبحانه أعلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نحن نمتلك الحقيقة المطلقة التي لا تدحض لاننا ناخذها من المصدر الحق
    وكونها حقيقة فبديهي اننا نؤمن بها ونتبعها بل ونخالف ما يخالفها .. لان ما يخالفها هو باطل وخطا على اليقين
    والحقيقة متى علمناها صارت واقعا ملموسا ولو كانت في علم الغيب .. فقد اعلمنا بها عالم الغيب
    فالعلم بالحقيقة المطلقة والعلم بالغيب جاء بالاستناد إلى البرهان اليقيني
    التعديل الأخير تم 11-22-2007 الساعة 01:25 AM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر التوحيد مشاهدة المشاركة
    نحن نمتلك الحقيقة المطلقة التي لا تدحض لاننا ناخذها من المصدر الحق
    وكونها حقيقة فبديهي اننا نؤمن بها ونتبعها بل ونخالف ما يخالفها .. لان ما يخالفها هو باطل وخطا على اليقين
    والحقيقة متى علمناها صارت واقعا ملموسا ولو كانت في علم الغيب .. فقد اعلمنا بها عالم الغيب
    فالعلم بالحقيقة المطلقة والعلم بالغيب جاء بالاستناد إلى البرهان اليقيني
    أخي الكريم ناصر التوحيد،،
    إن كان ما كتبه هو رد على كلامي أعلاه .. فإنني أستغرب لماذا تجاوزت:
    عموما كما ذكرت آنفًا - عليه أن يعرف معنى "الحقيقة المطلقة" وأن يُعرف معنى "الإمتلاك" الذي لا ينفي الإيمان!
    فبدأت كلامك بــ:
    نحن نمتلك الحقيقة المطلقة التي ...
    كون أن الله هو العليم (صاحب العلم المطلق) فهذا أنا (((مؤمن به))) - وربما أكثر منك. أما كون أنك تتدعي أنك أنت صاحب "الحقيقة المطلقة" (بعد تعريفها طبعًا) فهذا أمر يمكن التأكد منه وبسهولة.

    عليه أرجو تعريف "الحقيقة المطلقة" .. ثم إقناعي بــ"إمتلاكها" ... طبعًا بالدليل وليس عن طريق المصادرة.

    سأنتظر ردك إذًا.
    ====
    على الهامش كلامك في الإقتباس به العديد من المغالطات مبنية عن طريق المصادرة على المطلوب.

    فقول مثل "وكونها حقيقة فبديهي اننا نؤمن"
    أجمعت فيه بين المصادرة واللامعنى.

    فإن كان كل ما يلزمك لإثبات الحقيقة (بل والمطلقة منها) يعتمد على القول "وكونها حقيقة" - أي المصادرة على المطلوب - فهذا يعني على الأقل التأكيد على ما ذكرته سابقًا:

    أعتقد - والله أعلم - أن الموضوع هو عاطفي أكثر منه أي شئ أخر.
    وبأنه عاطفي أقصد - حقيقة خلوه من الدليل، والإعتماد على الأحكام المسبقة عند غير المخالفين.

    واللامعنى في قولك:
    "وكونها حقيقة فبديهي اننا نؤمن"
    ينتج من كونك تتكلم عن "إمتلاك حقيقة مطلقة" ثم تقول أنك تؤمن بها. دعني أسألك:
    هل أنت تعرف أسمك أم تؤمن به؟
    هل أنت تعرف أين تسكن أم أنت تؤمن بأنك تسكن في بيتكم؟
    هل تعرف وزنك أم تؤمن بأن وزنك كذا وكذا؟
    .....
    ومن ناحية أخرى ...
    لنفرض أن إبنك أنهى مرحلة التعليم (ما قبل الجامعي) بإمتياز ولم يدخل الجامعة بعد .
    هل تقول أنت تعلم أنه سينجح في الجامعة بإمتياز أم تقول أنا مؤمن بشدة (أو لدي إعتقاد راسخ) بأنه سيكون كذلك.

    إذًا لا نقول على شئ نعلمه حقيقةً أننا نؤمن به. وفي المثال السابق بنيت "إيمانك" بنجاح إبنك في الجامعة (علم مستقبلي غيب) على علم صادق (حقيقة وقعت). وليس العكس كما تقول أنت.

    وكذلك في أمور الإعتقاد. فأنا أؤمن أن ما نعتقده هو الحق؛ إعتقادًا نبنيه على ما لدينا من العلم؛ وليس العكس. ولو كان الأمر بالعكس - أي بالمصادرة - لكنا نحن وأهل الباطل سواء.

    عموما وجب التذكير بأنه بعد ظهور العلامات الكبرى للساعة لا ينفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت قبل. فظهور العلامات الكبرى هو علم أكيد بوقوعها وليس "الإيمان" بأنها ستحدث.

    أكرر أخي الكريم طلبي:

    عليه أرجو تعريف "الحقيقة المطلقة" .. ثم إقناعي بــ"إمتلاكها" ... طبعًا بالدليل وليس عن طريق المصادرة.
    التعديل الأخير تم 11-22-2007 الساعة 10:48 AM

  9. افتراضي

    نعم الأخ أحمد المنصور يركز على مسألة التعاريف ، فما معنى *الحقيقة المطلقة* ،، هل هي تشمل علم الغيب ، أي كل الغيب مما أعلمنا الله به في الوحي ؟؟ أم تقصدون بها شيئا آخر ؟؟
    ولماذا سميت ب *مطلقة* ؟؟؟؟

    لو حذفتم تلك الأخيرة لكان أفضل ،، لأننا نعلم اننا نمتلك الحقيقة ، بمعناها الفلسفي العقدي ، أي الدين الحق والرسالة التي لا يأتيها الباطل ...

    أما إضافة مطلقة فهذا أراه والله أعلم ليس صائبا لتعقد المفهوم ، وللملاحظات التي لاحظها الأخ احمد.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هنا الفرق بين المعنى الذي اذهب اليه والمعنى الذي يذهب اليه من يخالفني .. مع ان كلامي واضحا :
    نحن نمتلك الحقيقة المطلقة التي لا تدحض لاننا ناخذها من المصدر الحق .
    فربطي بين الحقيقة وبين امتلاكها جاء لان مصدر هذه الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى
    وكون الحقيقة من الله والعلم بها وامتلاكها منا يعني انها حقيقة مطلقة ...
    لان الحقيقة المطلقة لا يمكن دحضها باي طريق
    فالحقيقة المطلقة هي الاعلام الالهي لواقع قائم او سيقوم ..
    ومن ينكرها فلا بد وان يكون انكاره بلا اي دليل

    وكونها حقيقة الهية فبديهي اننا نؤمن بها ونتبعها بل ونخالف ما يخالفها .. لان ما يخالفها هو باطل وخطا على اليقين
    وفرق بين ان اتنبا او اتوقع امرا فقد اخطئ واحتمال الخطا مني في ذلك ممكن ..وبين ان ياتيني من مصدر عالم بما سيكون .. ( وهو الله سبحانه )
    فهنا متى علمت ذلك اتبعته بلا ادنى شك ..

    والحقيقة متى علمناها صارت واقعا ملموسا ولو كانت في علم الغيب .. فقد اعلمنا بها عالم الغيب

    فالمعرفة التي تاتيني عن طريق ديني هي واقع قائم .. يجب ان ترتقي معرفتي بها من مجرد كونها معلومة او معرفة لتصير مفهوما اي له معنى وجودي قائم

    على سبيل المثال : يوجد هنا عضو اظن انه نصراني من اسلوب ومضمون كتابته وهو ذاك العضو واحد شكاك الذي يدعي انه مسلم ثم يقول انه لا يتقبل حكما شرعيا الهيا .. ظننت به ذلك لعدة اسباب اهمها انه يجهل ان الاسلام يعني الاستسلام لله والانقياد لاوامره واتباع احكامه .. ( حتى ولو خالفت ما تهواه نفسي ) . واصراره بعد البيان والتفهيم له يعني انه معاند والعناد من صفة اهل الكفر . ثم انني اعلم ( بالتجربة ) ان النصراني يكذب .. فبولس رسوله يكذب لاجل تمجيد الله ولا يرى ان الكذب اثما لو فعل ذلك .. فهو يتبع بولس الذي يقول (فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ) رومية7:3... فلا عجب أن نري سلوك كهذا منه
    لكن هذه تظل ظنا وليست حقيقة عندي .. لانني لا اعلم البرهان اليقيني عليها
    اما لو جاءني خبر من مصدر عالم به وبحقيقته عندها سيتحول ظني الى حقيقة
    ومتى كان مصدر الحقيقة هو الله سبحانه فهي حقيقة مطلقة لا يمكن دحضها .. وان كان يمكن لمن يريد ولاي سبب ان ينكرها ولكن عندما نطالبه بالدليل على انكاره لا نجد عنده دليلا
    التعديل الأخير تم 11-22-2007 الساعة 06:30 PM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  11. #11

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

    الحقيقة المطلقة هي الإسلام ، ووصفها بالمطلقة يقابل وصف البعض الحقيقة بأنها نسبية ، فالإسلام حقيقة مطلقة صحيحة دومًا لا تخطيء أبدًا وغير قابلة للخطأ على أي مستوى ؛ لأنها من لدن العليم الخبير ، وهذا لا ينازع فيه مسلم .

    أما أصحاب الحقيقة النسبية فيزعمون أنه لا حقيقة مطلقة بل ما هو حقيقة عندك ليس حقيقة عندي والحقيقة شيء نسبي يختلف من شخص لآخر ، وهذا يؤدي إلى ميوعة لا شك فيها ، فيصبح وجود الله ونبوة الرسول والجنة والنار واليوم الآخر مجرد أمور نسبية لا قطع ولا حسم فيه وهذا باطل بالضرورة !

    أما امتلاكنا الحقيقة المطلقة فلا يخرج عن كوننا أهل الإسلام وأتباعه كقول أحدهم هذا صاحب فكر متميز أو يمتلك فكرًا جديدًا ، فلا يخرج عن مألوف الكلام أن نقول أننا أصحاب الإسلام وأننا نمتلك دينًا قيمًا هو الحقيقة المطلقة .

    وصاحب المقال الأصلي الأستاذ أبو عبد المعز لغوي بارع ومن أهل العلم بتفسير القرآن وصاحب فكر نقدي موسوعي تشهد له كتاباته في الملتقيات العلمية المتخصصة ومكانته العلمية عندي فوق الشبهات .. أحسبه كذلك والله حسيبه .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  12. #12

    افتراضي

    كذلك لاحظ أن الموضوع برمته رد على الدعاة إلى نسبية الحقيقة الذين يشنعون على المسلمين لأنهم - أي المسلمين - ينكرون نسبية الحقيقة ويقولون بالحقيقة المطلقة التي من عند الله .

    وكونها مطلقة يعني أنها صحيحة دومًا وبإطلاق ، بخلاف النسبية التي تختلف من شخص لآخر .

    واقرأ مشاركة أخينا الفاضل المراقب وتعقيب الأستاذ السرداب جزاهما الله خيرًا فكلاهما في صلب الموضوع .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  13. #13

    افتراضي

    مراقب 3 بصراحه خساره حصر مجهوداتك في مطارده المشاغبين والسكوت عن الكتابه

    ما شاء الله مداخلتك متميزه جدا وفيها فائده
    ألا كل شئ ما خلا الله باطل . . وكل نعيم لا محالة زائل

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    وصاحب المقال الأصلي الأستاذ أبو عبد المعز لغوي بارع ومن أهل العلم بتفسير القرآن وصاحب فكر نقدي موسوعي تشهد له كتاباته في الملتقيات العلمية المتخصصة ومكانته العلمية عندي فوق الشبهات .. أحسبه كذلك والله حسيبه .
    هل صاحب المقال هو أبو عبد المعز فركوس العلامة الفقيه المالكي الجزائري ؟؟ فهذا جبل من جبال العلم في الجزائر حفظه الله .
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  15. افتراضي

    تحية طيبة،
    فقط أوجه ملاحظة إلى من يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ويحصرها بالإسلام، فأقول له:
    ما هو مصدر الحقائق والأحكام في الإسلام؟
    المعروف هو القرآن والسنة المحمدية، (على أقل تقدير هما أول مصدرين وأهم مصدرين)أي النص الديني، وطبعا القرآن عند عموم المسلمين هو نص محفوظ غير محرف، على خلاف السنة المحمدية التي دخل إليها الوضع والتحريف،
    وبما أن لغة النص هي اللغة العربية وهي لغة حمالة أوجه،
    وبما أننا نفهم النص عن طريق هذه اللغة وأننا نختلف في فهمنا بها ، بدليل اختلاف علماء الدين في الأصول و الفروع،
    فعليه، لو سلمنا أن هناك حقيقة مطلقة، وأنها نازلة من السماء ومتجسدة في الإسلام، (بمعنى سلمنا أن هناك حقيقة مطلقة جاء بها الإسلام) فالسؤال يبقى: (أليست الأداة اللغوية وهي الوسيلة لمعرفة هذه الحقيقة المطلقة من النص هي على الأقل من تُسبب النسبية في المعرفة والفهم؟)

    وأظنني قرأت أو سمعت عن قاعدة أصولية تقول: القرآن قطعي الصدور ظني الدلال، والسنة ظنية الصدور ظنية الدلالة،
    وأعتقد أن سبب قولهم هذا هو ما ذكرته من النسبية أو الظنية في فهم النص.

    ولا ننسى أن أعظم حقيقة عند المسلمين هي وجود الله، ولكن ما هي دلالة كلمة (الله)، بمعنى أنك عندما تعتقد امتلاكك هذه الحقيقة المطلقة يجب عليك أن تعرف مضمونها ، على أقل تقدير معرفة عامة، وهنا أيضا سيأتي الخلاف في الفهم ، فنرى علماء المسلمين قد كانت لهم اختلافات بل وصراعات في تحديد صفات الله. فإنك لا تستطيع أن تؤمن بشيء لا تعلم عنه شيئا، وإذا كانت المعلومات التي يُعتمد عليها (وهي كلام العلماء) مختلفة فكيف ستجزم بأن هذا الفهم هو الحقيقة المطلقة؟
    فعندما تقول مثلا: (أؤمن بالله وهو حقيقة مطلقة) لا يمكنك أن تقول أنني أمتلك الحقيقة المطلقة، لأنك لا تمتلك معرفة الله، وجميع المسلمين متفقون على الاسم دون المضمون، و لا يمكنك أن تجعل الحقيقة المطلقة مجرد اسم أو لفظ.
    أما لو قلت: نعم أنا لا ادعي معرفة الله، ولكني أقول إن وجوده هو حقيقة مطلقة، فالاعتراض السابق يبقى قائما، لأنكم عندما تختلفون في مفهومكم للفظة (الله) ويأتي أحدكم ليقول: أنا أمتلك الحقيقة المطلقة أقول له أن تمتلك فهمك للفظة الله، ولا يحق لك أن تقول أن الله وفق مفهومي هو الموجود، لأن غيرك من المسلمين سيقول بوجود مفهوم آخر لله.

    خلاصة الأمر هي:
    ان المسلمين - أو عموما أي دين آخر - لا يستطيعون ادعاء معرفة أو تحديد أو امتلاك الحقيقة المطلقة لأسباب على الرغم من إيمانهم بوجودها(والكلام هنا مركز على المسلمين، لأن صاحب المقال والمدعي بامتلاك الحقيقة المطلقة هنا مسلم) :
    1- المصدر الأول للحقيقة المطلقة عند المسلمين (وهو نصوص القرآن) ظني الدلالة.
    2- المصدر الثاني للحقيقة المطلقة عند المسلمين (وهو نصوص السنة المحمدية) ظني الصدور وظني الدلالة.
    3- الأداة التي بواسطتها نعرف الحقيقة المطلقة من النص هي اللغة، واللغة عموما والعربية بوجه خاص حمالة أوجه، لذلك سيكون هناك اختلاف في فهم ذات النص ومضمونه(أو الحقيقة المطلقة)، ولا ننسى فالعبرة بالمضمون وليس فقط بالألفاظ.

    هذا فهمي ومعرفتي للقضية، والله أعلم بالحق، فأنا ممن يقول بنسبية المعرفة، بمعنى قد يكون كلامي السابق صحيحا أو غير صحيح،
    والعبرة بقوة الدليل.

    تقبلوا تحياتي.
    التعديل الأخير تم 11-22-2007 الساعة 11:40 PM

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: الحقيقة المطلقة!
    بواسطة تائب جديد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 111
    آخر مشاركة: 04-25-2012, 12:09 PM
  2. تعليقات: على موضوع الحقيقة المطلقة
    بواسطة أبو عثمان في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 50
    آخر مشاركة: 04-13-2012, 02:08 PM
  3. تنبيه: آدم أبو البشر وإن رغمت أنوف
    بواسطة اخت مسلمة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 07-05-2010, 06:52 AM
  4. القيم الإنسانية بين الحقيقة المطلقة والنسبية الخلقية
    بواسطة ساري فرح في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 03-04-2010, 03:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء