النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: موقع ميزان العقل للبحث عن الحق

  1. #1

    افتراضي موقع ميزان العقل للبحث عن الحق

    فتح موقع جديد لمناقشة مشكلة العقل و سبيل الوصول اٍلى الحقيقة.

    الموقع بالانجليزية و قريبا ان شاء الله بالعربية:
    http://www.mindscale.org

    ملاحظة: موضوع المشكلة مفتوح للأخوة المسلمين أن يضيفوا فيه أو يغيروا شيئا يتعارض مع الاسلام/المنطق.

    توصيف المشكلة:

    يعاني الإنسان من مشكلة أساسية وهي فقدانه لشيء متوفر لجميع المخلوقات الأخرى. هذا الشيء هو: القانون الصحيح المناسب لطريقة تكوينه. فنحن نلاحظ أن هناك قانوناً متكاملاً يحكم جميع جوانب أي كائن آخر غير الإنسان. فنجد مثلاً أن الفيلة لها نظام اجتماعي يقول بأن قطيع الفيلة الصحراوية تقوده أكبر فيلة أنثى بالعمر. ويعرف القندس كيف يستفيد من ذنبه في صناعة السدود لأنه لا يستطيع العيش إلا في تلك البيئة. ونجد أن النحل يوظف بعضه ليكون مكيفاً للمملكة. ونجد النمل عنده قانون صارم عند التعامل مع النملة المصابة أو المجنونة.

    وقد أدرك الإنسان هذه المشكلة من قدم الزمان، ولمن يكن له في كثير من الحالات إلا أن يخترع ذلك القانون بنفسه حسب خبراته وقيمه وقدراته الذهنية، ثم تحول الأمر إلى إيجاد قوانين تحكم الدول يضعها فئة من الناس المفكرين التابعين لتلك الدول من أجل الوصول إلى أفضل نتائج ممكنة من التجمعات الإنسانية الموجودة في تلك الدول.

    وهنا ظهرت مشكلة كبيرة جداً، وهي الخلاف في وجهات النظر حول هذا القانون والقيم التي يعتمد عليها، وحصلت الحروب والمجازر والمعارك ولاتزال تحصل. وكل ذلك بسبب وجود هذا الخلاف بين الناس في تحديد القيم والقوانين التي تعتمد على تلك القيم.

    في سبيل حل هذه المشكلة العظيمة جداً بدأنا نفكر لنعرف سبب المشكلة وطريقة حلها. وفيما يلي المحاكمة العقلية التي وصلنا لها لتحليل المشكلة والحل.

    لنقل أن هناك شخصان مختلفان في قضية ما، فكيف نعلم أيهما على الحق وأيهما على الباطل؟

    أولاً، لماذا نريد أن نعرف الحق؟ لأن الحق هو الذي يودي بنا إلى النجاة في هذا العالم.

    فعلينا أن نعرّف الحق والباطل أولاً. الحق هو اللفظ الذي يصف الحقيقة ولا يخرج عنها في شيء. والباطل هو كل شيء غير الحق. والحقيقة هي ما نبحث عنه لنعتمد عليه في وصولنا إلى السعادة والنجاة من التعاسة في هذا العالم، باختصار: الحقيقة هي الأشياء والقوانين التي وجدت في السابق (حقيقة تاريخية) أو موجودة الآن (حقيقة مشاهدة)، أو ستوجد في المستقبل (حقيقة تنبؤية).

    هنا يوجد مسألة: اللفظ الواصف عبارة عن استعمال للغة. والتكلم باللغة وفهمها يعتمد على الكثير من العوامل، ولكن العامل الأهم هو الثقافة السابقة. فكل إنسان يفسر الكلام بطريقة تناسب علومه ومبادئه وعقائده السابقة، لأنه أصلاً لن يفهم أي معلومة جديدة إن لم تجد لها مكاناً في عقله بدون أن تتعارض مع أي مسلمات موجودة في العقل سابقاً، وإن ثبت أنها صحيحة ومخالفة للمسلمات التي في العقل، وجب على الإنسان أن يتفحص مسلماته مرة أخرى إن كان يريد حياة مستقرة ومنطقية. وبالتالي: فعندما نقول أن قولاً ما يصف الحقيقة فنعني بذلك أنه يصف الحقيقة حسب التفسير المتعارف عليه للكلمات التي استعملت في وصف الحقيقة. وهنا تظهر الحاجة لوجود لغة دقيقة وكثيرة المفردات وأشخاص يفهمون هذه اللغة بشكل دقيق ويستطيعون التعبير فيها وفهم تعابيرها. ولذلك فإنه سيتم اعتماد اللغة العربية والإنجليزية معاً من أجل تبادل الأفكار.

    لنعد إلى المحاكمة، كيف نعلم أيهما على الحق وأيهما على الباطل؟

    هناك من يقول بأن معرفة الحق من الباطل يكون بالعقل، وآخرين يقولون بأنه يعرف بالقلب، وبعضهم يقولون بأنه لا يمكن معرفته، وبعضهم يقول بأنه يمكن معرفته من خلال التواصل مع المخلوقات الأخرى، وبعضهم يقول بأنه يجب الوصول إلى طريقة للسفر عبر الزمن، وهناك الكثير من الأفكار الأخرى التي تخرج كل فترة من الزمن.

    هل اتضحت المشكلة الآن؟ المشكلة بكل بساطة أن البشر مختلفون حتى في معرفة كيفية الوصول إلى حل لاختلافاتهم. فجميع البشر تقريباً يسعون لمعرفة الحقيقة ولكنهم أصلاً مختلفون في طريقة تحديد الحقيقة.

    ولكن ما هي الطرق الأكثر نجاحاً حتى الآن؟ الإجابة بكل وضوح: العقل. لأنها الطريقة المستعملة في الوصول إلى جميع العلوم التطبيقية التي نستعملها حالياً في سياراتنا وطياراتنا وكل مخترع اخترعه الإنسان. أما الطرق الآخرى فكانت إما تنفي إمكانية الوصول أو لم ينتج عنها لحد الآن أي نتائج واقعية ملموسة يمكن اعتمادها وتكرارها. بل كثيراً ما نجد الأشخاص يدّعون علمهم بالحق ولكنهم لا يستطيعون أن يدلوا الآخرين على طريقة علمهم بهذا الحق.

    ولاستخدام العقل في الوصول إلى الحق ميزات لا يجهلها أحد، وأهمها أنها تستطيع توحيد العلماء مع الوقت، وهذا ما نشاهده بشكل واضح في العالم، حيث أنه حتى لو اختلف علماء الفيزياء مثلاً في قضية ما، فإن الاستمرار في استخدام العقل والبحث والتحري يوصل دائماً إلى الوصول إلى رأي موحد غالب.

    ولكن هناك مشكلة في العقل وهي أنه مهما وصلنا إلى درجة من العلم والاتحاد على فكرة معينة فلن نستطيع أن نعلم بأنه ليس هناك شيء أصح مما وصلنا إليه. لأن العقل يبني فقط على اساس ما وصلنا من العلم، ولو كان علمنا ناقص فهذا يعني أن عقولنا ستخرج بنتائج وقرارات قد تكون خاطئة تماماً. وهناك مشكلة أخرى غير النقص في العلم وإنما هي الخطأ في العلم. وبشكل مختصر، إن كان العقل يعتمد على العلم، فإن العقل السليم لا يخرج عن العلم في شيء، ومن الثابت عقلاً بأن العلم قد يكون غلطاً وقد يكون ناقصاً. وليس هناك ضمان بأنه لا يوجد علوم أخرى غير التي نعلمها الآن حول أي قضية مهما صغرت أو كبرت.

    وهناك مشكلة أخرى في العقل، وهو أن العقل نفسه يمكن أن يكون مختلاً. وهذا الاختلال يتراوح بين العديد من الدرجات. فقد يكون الاختلال شديداً لدرجة أن يكون الإنسان مجنوناً فاقداً للوعي بأهم الحقائق حولنا. وقد يكون العقل مختلاً في بعض الأشياء البسيطة كأن ينسى العقل أنه يعتمد على العلم، ويتعود على الحكم على الأشياء التي لا يعلمها. وهذه الظاهرة منتشرة جداً حتى بين العلماء.

    وهنا يتضح لنا عاملان للمشكلة: أولاً: العلم، وثانياً: العقل نفسه. كل من هذين العاملين يؤثر تأثيراً مباشراً في معرفة الحق والباطل.

    بالنسبة للعلم: فإن وجود الكذب والمبالغة والتقليل وأنصاف الحقائق منتشرة بين الناس، وهي تسبب الكثير من الخلافات والتي ليس لها أصل ولا حقيقة، وبعضها سببت حروباً قاتلة مدمرة، حتى بين أكثر الشعوب تطوراً وتقدماً.

    وبالنسبة للعقل: فإن وجود عقول عندها شهادات وبنفس الوقت تعاني من مشاكل واضحة في تعارضها مع الواقع هو من أكبر مصادر العلوم الفاسدة التي تسبب كل ما يحصل الآن بين الناس.

    ومن أجل الوصول إلى الحق فيجب أولاً أن نحصل على العلم الصحيح والعقل السليم وتعتمد في تشغيل عقلك على العلم الصحيح فقط.

    بالنسبة للعلم، فهناك طرق معروفة ومشهورة في التحقق من العلم وانتقاله. ويستخدم هذا العلم في أجهزة المخابرات العالمية كلها.

    أما العقل، فنحن بالكاد نجد طريقة لتقييم العقل نفسه وتحديد درجة سلامته. وهذا هو الهدف من هذا الموقع. مقياس العقل.

    ما هو مقياس سلامة العقل؟

    وجدنا بعد تفكير وتبادل كثير وطويل للآراء بأن مقياس العقل لا يمكن الحصول عليه أبداً مهما بذل البشر الجهود من أجل ذلك. لأنهم سيستعملون عقولهم في الوصول إلى مقياس العقل. وهذه عبارة عن حلقة مفرغة. فكيف يمكن لهم أن يصلوا إلى قناعة تامة بسلامة تفكيرهم وهم أصلاً لم يصلوا بعد إلى المقياس الصحيح للسلامة؟ وإذا وصولوا إلى المقياس فكيف يتأكدون من أن تفكيرهم كان سليماً أثناء وصولهم إلى المقياس وهم لم يكن عندهم مقياس أصلاً؟

    وهناك مشكلة أخرى وهي أن جميع ما يمكن أن يصل إليه العقل في الحقيقة والواقع يمكن الشك فيه. وهذا يعني أن هذا البحث لن يكون له نهاية أبداً إن أردنا أن نصل إلى حل جذري وكامل.

    ولهذا، فإننا وصلنا إلى نقطة مهمة جداً وهي أنه إن كان لهذا العالم خالقاً حكيماً قادراً، فالمقياس الوحيد للعقل الممكن هو عبارة عن رسالة مكتوبة تأتي من الخالق، وتحتوي على القواعد والأمثلة الكافية لتصحيح العقل الإنساني بالاعتماد على المبادئ البسيطة للإدراك الإنساني. وإذا لم تأتي مثل هذه الرسالة فلن يكون هناك سلام في هذا العالم.

    وهنا يجب أولاً تعريف المبادئ البسيطة للإدراك الإنساني، لأننا وجدنا بأن هناك الكثير من الناس الذين يخطئون في هذه المبادئ أصلاً مع أنهم قد يكونون على مرتبة عالية من العلم الإنساني أو المادي، أو في مكانة عالية اجتماعياً.

    ومن أجل الوصول إلى هذه القواعد تم اعتماد طريقة الاحصاء. حيث تم اختبار هذه القواعد مع كثير من الناس ومن أطراف الأرض كلها بهدف معرفة القواعد التي يشترك فيها الإنسان ليحدد بشكل بسيط الحق من الباطل وخاصة فيما يتعلق بالوصول إلى المعلومات والتحقق منها، لأننا بصدد استعمال هذه القواعد فقط من أجل التحقق من الرسالة الإلهية التي ستحل مشكلة مقياس العقل بشكل كامل، وذلك إن كانت فعلاً موجودة.

    وقد تم التوصل إلى هذه القواعد وهي مرتبة حسب الأهمية:

    1. لا يمكن التأكد من صحة معلومة ما بشكل كامل، وبالتالي فلكل معلومة احتمال صحة

    2. احتمال صحة معلومة ما يعتمد على الملاحظة التاريخية للمرات التي حصل ما تدل عليه المعلومة في السابق، ونحن نعتبر المعلومات التالية معلومات صحيحة عالمياً:

    1. المتناقضات بشكل مباشر لا تحصل في نفس سياق التناقض (مثلاً: لا يكون الشيء موجوداً وغير موجود في نفس اللحظة الزمنية)
    2. لكل شيء سبب
    3. إذا كان هناك زمن، فالأسباب تأتي قبل المسببات
    4. إذا كان هناك زمن وفراغ، فلا يمكن لأي شيء أن يتواجد في مكانين مختلفين في نفس اللحظة الزمنية
    3. جميع البشر يسعون للسعادة ويحذرون التعاسة وهو الدافع وراء أعمال البشر، ولكل إنسان طريقة الوصول إلى السعادة اعتمدها من المعلومات التي حصل عليها في رحلة حياته وهذه المعلومات يجب التحقق منها حسب المنهج نفسه الذي نتكلم عنه الآن حتى يسلم الإنسان من العيش في الباطل وهو يعتقد أن على حق

    4. أهمية المعلومة هي المعيار الذي يعبر عن مدى ارتباط صحة هذه المعلومة بتحقق أو فشل السير في طريق السعادة عند الإنسان

    5. لكل عمل نقوم به في هذا العالم تكلفة، وأقلها الوقت اللازم لهذا العمل

    6. عندما تدعو الحاجة لاتخاذ قرار ما بعمل شيء ما، فيجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بالاعتماد على قاعدة التوازن بين الأهمية والاحتمالية والتكلفة، وهي كالتالي: إذا جاءت معلومات حول حصول أو امتناع شيء له أهمية حسب اعتبارات السعادة الخاصة بالإنسان فإنه يجب التحقق من احتمالية هذه المعلومات بالمستوى المناسب لأهمية الشيء الذي تتحدث عنه المعلومات ضمن التكاليف الممكنة لهذا التحقق والتي يجب أيضاً أن تكون مناسبة لأهمية هذا الشيء. فإن زادت أهمية الشيء كان ذلك مبرراً لارتفاع التكاليف الممكن بذلها في سبيل التحقق من المعلومات التي تتكلم عن هذا الشيء المهم وذلك بهدف الحصول على نسبة صحة مناسبة.

    7. وعندما يتم التحقق من المعلومات الخاصة بشيء مهم بيحث يستلزم منا القيام بعمل ما، فيجب اتباع الطريقة التالية في تنفيذ هذا العمل:

    1. تحديد إمكانية العمل: ممكن، وواجب، ومستحيل، ويتم الإكمال فقط عندما يكون ممكناً
    2. تحديد الطريقة: بالاعتماد على الخبرات القديمة يتم تحديد مراحل الوصول إلى الهدف
    3. تحديد احتمالية الطريقة: من خلال الطريقة ومن خلال قوانين الاحتمالات المعروفة يتم تحديد الاحتمال النهائي للنجاح من خلال هذه الطريقة
    4. كلما كانت أهمية القرار أعلى كلما وجب دراسة الطرق الممكنة أكثر والسعي للوصول إلى طريقة أكثر احتمالاً في النجاح
    5. وبعد تحديد الطريقة يتم البداية بالتنفيذ
    6. أثناء التنفيذ يجب أن يراجع الإنسان مجريات الأمور والمتغيرات ليحدد هل ما زال القرار بنفس الأهمية وهل مازالت الطريقة لها نفس الاحتمالية وهل مازال

    بعد أن حددنا هذه القواعد، نريد أن نفتح الحوار مع جميع الناس حول هذه النقاط، لأنها لو كانت حقاً فهذا يعني أننا انتهينا من جزء كبير من المشكلة وبقي لنا أن ننتظر رسالة من الخالق والتي يجب أن تكون متماشية مع هذه القواعد إن كانت فعلاً هي القواعد العامة الصحيحة الأساسية لبني البشر وإن كانت فعلاً تلك هي رسالة الخالق الذي يريد أن يتم خلق الإنسان الناقص. وبعدها سننظر في صحة عقولنا من خلال ملاحظة قبول عقولنا لما في تلك الرسالة أو رفض عقولنا لها. فإن قبلت عقولنا الرسالة فهذا دليل على أن العقل سليم.
    التعديل الأخير تم 12-01-2007 الساعة 09:53 PM
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  2. #2

    افتراضي

    تم تعديل النص ...

    توصيف المشكلة:

    يعاني الإنسان من مشكلة أساسية وهي فقدانه لشيء متوفر لجميع المخلوقات الأخرى. هذا الشيء هو: القانون الصحيح المناسب لطريقة تكوينه. فنحن نلاحظ أن هناك قانوناً متكاملاً يحكم جميع جوانب أي كائن آخر غير الإنسان. فنجد مثلاً أن الفيلة لها نظام اجتماعي يقول بأن قطيع الفيلة الصحراوية تقوده أكبر فيلة أنثى بالعمر. ويعرف القندس كيف يستفيد من ذنبه في صناعة السدود لأنه لا يستطيع العيش إلا في تلك البيئة. ونجد أن النحل يوظف بعضه ليكون مكيفاً للمملكة. ونجد النمل عنده قانون صارم عند التعامل مع النملة المصابة أو المجنونة.

    وقد أدرك الإنسان هذه المشكلة من قدم الزمان، ولم يكن له في كثير من الحالات إلا أن يخترع ذلك القانون بنفسه حسب خبراته وقيمه وقدراته الذهنية، ثم تحول الأمر إلى إيجاد قوانين تحكم الدول يضعها فئة من الناس المفكرين المنتمين لتلك الدول من أجل الوصول إلى أفضل نتائج ممكنة من ظروف التجمعات الإنسانية الموجودة في تلك الدول.

    وهنا ظهرت مشكلة كبيرة جداً، وهي الخلاف في وجهات النظر حول هذا القانون والقيم التي يعتمد عليها، وحصلت الحروب والمجازر والمعارك ولاتزال تحصل. وكل ذلك بسبب وجود هذا الخلاف بين الناس في تحديد القيم والقوانين التي تعتمد على تلك القيم. حيث يختار كل مجتمع أسلوب الحياة التي يرغب به، ومع الزمن يتطور هذا الأسلوب أو تختلف الظروف بحيث يصبح أسلوب حياة شعب معين يتناقض مع أسلوب حياة شعب آخر، وخاصة عندما يكون هناك تقاطع في الموارد المتوفرة كالمكان والزمان والثروات وغير ذلك. فيخرج من كل شعب جماعة تدعي حرصها على مصلحة ذلك الشعب، وتنادي من أجل حشر القوات والجيوش من أجل إجبار الشعب الآخر ليغير أسلوب حياته بحيث يحافظ الشعب الأول على أسلوب حياته وقيمه وقوانينه كما يراها أصلح وأفضل وأحسن. وبعد فترة من الزمن يظهر شيء عجيب، وهو أن ذلك الشعب نفسه يكتشف بأن أسلوب حياته أسلوب غير جيد فيبدأ بالتغير وينسى من قتل في سبيل ذلك النظام البائد وينسى من ظلم بسبب السعي للمحافظة على ذلك النظام الذي اتضح فيما بعد بأنه نظام فاسد، ولازال العالم في تغير مستمر، حتى أننا نرى الدولة الواحدة تتعاقب عليها الأحزاب الحاكمة فتتناقض أحكامهم وآراؤهم. ومن هذا نجد أن اختلاف هذه القيم والآراء والقوانين هو أصل كل فساد وظلم في هذا العالم. ولو نظرنا في الماضي والحاضر فسنعرف بأن المستقبل لن يتضمن اجتماع الناس على قانون واحد كما سنجد في هذا المقال.

    في سبيل حل هذه المشكلة العظيمة جداً بدأنا نفكر لنعرف سبب المشكلة وطريقة حلها. وفيما يلي المحاكمة العقلية التي وصلنا لها لتحليل المشكلة والحل.

    لنقل أن هناك شخصان مختلفان في قضية ما، فكيف نعلم أيهما على الحق وأيهما على الباطل؟

    أولاً، لماذا نريد أن نعرف الحق؟ لأن الحق هو الذي يودي بنا إلى النجاة في هذا العالم. واتباع الحق هو ما يدعيه كلا الطرفين، ولا يوجد عاقل لا يقول بأنه يجب اتباع الحق المعبر عن الحقيقة وترك الباطل المعبر عن أي شيء غير الحقيقة.

    ولكن ما هو تعريف الحق والباطل؟. الحق هو اللفظ اللغوي الذي يصف الحقيقة ولا يخرج عنها في شيء. والباطل هو كل شيء غير الحق. والحقيقة هي ما نبحث عنه لنعتمد عليه في وصولنا إلى السعادة والنجاة من التعاسة في هذا العالم، باختصار: الحقيقة هي الأشياء والقوانين التي وجدت في السابق (حقيقة تاريخية) أو موجودة الآن (حقيقة مشاهدة)، أو ستوجد في المستقبل (حقيقة تنبؤية).

    هنا يوجد مسألة: اللفظ اللغوي هو استعمال لللغة. والتكلم باللغة وفهمها يعتمد على الكثير من العوامل، ولكن العامل الأهم هو الثقافة السابقة. فكل إنسان يفسر الكلام بطريقة تناسب علومه ومبادئه وعقائده السابقة، لأنه أصلاً لن يفهم أي معلومة جديدة إن لم تجد لها مكاناً في عقله بدون أن تتعارض مع أي مسلمات موجودة في العقل سابقاً، وإن ثبت أنها صحيحة ومخالفة للمسلمات التي في العقل، وجب على الإنسان أن يتفحص مسلماته مرة أخرى إن كان يريد حياة مستقرة ومنطقية. وبالتالي: فعندما نقول أن قولاً ما يصف الحقيقة فنعني بذلك أنه يصف الحقيقة حسب التفسير المتعارف عليه للكلمات التي استعملت في وصف الحقيقة. وهنا تظهر الحاجة لوجود لغة دقيقة وكثيرة المفردات وأشخاص يفهمون هذه اللغة بشكل دقيق ويستطيعون التعبير فيها وفهم تعابيرها. ولذلك فإنه سيتم اعتماد اللغة العربية والإنجليزية معاً من أجل تبادل الأفكار.

    لنعد إلى المحاكمة، كيف نعلم أيهما على الحق وأيهما على الباطل؟

    هناك من يقول بأن معرفة الحق من الباطل يكون بالعقل، وآخرين يقولون بأنه يعرف بالقلب، وبعضهم يقولون بأنه لا يمكن معرفته، وبعضهم يقول بأنه يمكن معرفته من خلال التواصل مع المخلوقات الأخرى، وبعضهم يقول بأنه يجب الوصول إلى طريقة للسفر عبر الزمن، وهناك الكثير من الأفكار الأخرى التي تخرج كل فترة من الزمن.

    هل اتضحت المشكلة الآن؟ المشكلة بكل بساطة أن البشر مختلفون حتى في معرفة كيفية الوصول إلى حل لاختلافاتهم. فجميع البشر تقريباً يسعون لمعرفة الحقيقة ولكنهم أصلاً مختلفون في طريقة تحديد الحقيقة.

    ولكن ما هي الطرق الأكثر نجاحاً حتى الآن؟ الإجابة بكل وضوح: العقل. لأنها الطريقة المستعملة في الوصول إلى جميع العلوم التطبيقية التي نستعملها حالياً في سياراتنا وطياراتنا وكل مخترع اخترعه الإنسان. أما الطرق الآخرى فكانت إما تنفي إمكانية الوصول أو لم ينتج عنها لحد الآن أي نتائج واقعية ملموسة يمكن اعتمادها وتكرارها. بل كثيراً ما نجد الأشخاص يدّعون علمهم بالحق ولكنهم لا يستطيعون أن يدلوا الآخرين على طريقة علمهم بهذا الحق.

    ولاستخدام العقل في الوصول إلى الحق ميزات لا يجهلها أحد، وأهمها أنها تستطيع توحيد العلماء مع الوقت، وهذا ما نشاهده بشكل واضح في العالم، حيث أنه حتى لو اختلف علماء الفيزياء مثلاً في قضية ما، فإن الاستمرار في استخدام العقل والبحث والتحري يوصل دائماً إلى الوصول إلى رأي موحد غالب.

    ولكن هناك مشكلة في العقل وهي أنه مهما وصلنا إلى درجة من العلم والاتحاد على فكرة معينة فلن نستطيع أن نعلم بأنه ليس هناك شيء أصح مما وصلنا إليه. لأن العقل يبني فقط على اساس ما وصلنا من العلم، ولو كان علمنا ناقص فهذا يعني أن عقولنا ستخرج بنتائج وقرارات قد تكون خاطئة تماماً. وهناك مشكلة أخرى غير النقص في العلم وإنما هي الخطأ في العلم. وبشكل مختصر، إن كان العقل يعتمد على العلم، فإن العقل السليم لا يخرج عن العلم في شيء، ومن الثابت عقلاً بأن العلم قد يكون غلطاً وقد يكون ناقصاً. وليس هناك ضمان بأنه لا يوجد علوم أخرى غير التي نعلمها الآن حول أي قضية مهما صغرت أو كبرت.

    وهناك مشكلة أخرى في العقل، وهو أن العقل نفسه يمكن أن يكون مختلاً. وهذا الاختلال يتراوح بين العديد من الدرجات. فقد يكون الاختلال شديداً لدرجة أن يكون الإنسان مجنوناً فاقداً للوعي بأهم الحقائق حولنا. وقد يكون العقل مختلاً في بعض الأشياء البسيطة كأن ينسى العقل أنه يعتمد على العلم، ويتعود على الحكم على الأشياء التي لا يعلمها. وهذه الظاهرة منتشرة جداً حتى بين العلماء.

    وهنا يتضح لنا عاملان للمشكلة: أولاً: العلم، وثانياً: العقل نفسه. كل من هذين العاملين يؤثر تأثيراً مباشراً في معرفة الحق والباطل.

    بالنسبة للعلم: فإن وجود الكذب والمبالغة والتقليل وأنصاف الحقائق منتشرة بين الناس، وهي تسبب الكثير من الخلافات والتي ليس لها أصل ولا حقيقة، وبعضها سببت حروباً قاتلة مدمرة، حتى بين أكثر الشعوب تطوراً وتقدماً.

    وبالنسبة للعقل: فإن وجود عقول عندها شهادات وبنفس الوقت تعاني من مشاكل واضحة في تعارضها مع الواقع هو من أكبر مصادر العلوم الفاسدة التي تسبب كل ما يحصل الآن بين الناس.

    ومن أجل الوصول إلى الحق فيجب أولاً أن نحصل على العلم الصحيح والعقل السليم وتعتمد في تشغيل عقلك على العلم الصحيح فقط.

    بالنسبة للعلم، فهناك طرق معروفة ومشهورة في التحقق من العلم وانتقاله. ويستخدم هذا العلم في أجهزة المخابرات العالمية كلها.

    أما العقل، فنحن بالكاد (بصعوبة بالغة) نجد طريقة لتقييم العقل نفسه وتحديد درجة سلامته. وهذا هو الهدف من هذا الموقع. مقياس العقل.

    ما هو مقياس سلامة العقل؟

    وجدنا بعد تفكير وتبادل كثير وطويل للآراء بأن مقياس العقل لا يمكن الحصول عليه أبداً مهما بذل البشر الجهود من أجل ذلك. لأنهم سيستعملون عقولهم في الوصول إلى مقياس العقل. وهذه عبارة عن حلقة مفرغة. فكيف يمكن لهم أن يصلوا إلى قناعة تامة بسلامة تفكيرهم وهم أصلاً لم يصلوا بعد إلى المقياس الصحيح للسلامة؟ وإذا وصولوا إلى المقياس فكيف يتأكدون من أن تفكيرهم كان سليماً أثناء وصولهم إلى المقياس وهم لم يكن عندهم مقياس أصلاً؟

    وهناك مشكلة أخرى وهي أن جميع ما يمكن أن يصل إليه العقل في الحقيقة والواقع يمكن الشك فيه. وهذا يعني أن هذا البحث لن يكون له نهاية أبداً إن أردنا أن نصل إلى حل جذري وكامل.

    ولهذا، فإننا وصلنا إلى نقطة مهمة جداً وهي أنه إن كان لهذا العالم خالقاً حكيماً قادراً، فالمقياس الوحيد للعقل الممكن هو عبارة عن رسالة مكتوبة تأتي من الخالق، وتحتوي على القواعد والأمثلة الكافية لتصحيح العقل الإنساني بالاعتماد على المبادئ البسيطة للإدراك الإنساني. وإذا لم تأتي مثل هذه الرسالة فلن يكون هناك سلام في هذا العالم.

    وهنا يجب أولاً تعريف المبادئ البسيطة للإدراك الإنساني، لأننا وجدنا بأن هناك الكثير من الناس الذين يخطئون في هذه المبادئ أصلاً مع أنهم قد يكونون على مرتبة عالية من العلم الإنساني أو المادي، أو في مكانة عالية اجتماعياً.

    ومن أجل الوصول إلى هذه القواعد تم اعتماد طريقة الاحصاء. حيث تم اختبار هذه القواعد مع كثير من الناس ومن أطراف الأرض كلها بهدف معرفة القواعد التي يشترك فيها الإنسان ليحدد بشكل بسيط الحق من الباطل وخاصة فيما يتعلق بالوصول إلى المعلومات والتحقق منها، لأننا بصدد استعمال هذه القواعد فقط من أجل التحقق من الرسالة الإلهية التي ستحل مشكلة مقياس العقل بشكل كامل، وذلك إن كانت فعلاً موجودة.

    وقد تم التوصل إلى هذه القواعد وهي مرتبة حسب الأهمية:





    1. لا يجوز الإثبات إلا بدليل

    2. لا يجوز النفي حتى يثبت الحصر ويثبت التنافي ويثبت المنافي

    3. لا يمكن التأكد من صحة معلومة ما بشكل كامل، وبالتالي فلكل معلومة احتمال صحة

    4. احتمال صحة معلومة ما يعتمد على الملاحظة التاريخية للمرات التي حصل ما تدل عليه المعلومة في السابق، ونحن نعتبر المعلومات التالية معلومات صحيحة عالمياً:

    1. المتناقضات بشكل مباشر لا تحصل في نفس سياق التناقض (مثلاً: لا يكون الشيء موجوداً وغير موجود في نفس اللحظة الزمنية)
    2. لكل شيء سبب
    3. إذا كان هناك زمن، فالأسباب تأتي قبل المسببات
    4. إذا كان هناك زمن وفراغ، فلا يمكن لأي شيء أن يتواجد في مكانين مختلفين في نفس اللحظة الزمنية

    5. جميع البشر يسعون للسعادة ويحذرون التعاسة وهو الدافع وراء أعمال البشر، ولكل إنسان طريقة الوصول إلى السعادة اعتمدها من المعلومات التي حصل عليها في رحلة حياته وهذه المعلومات يجب التحقق منها حسب المنهج نفسه الذي نتكلم عنه الآن حتى يسلم الإنسان من العيش في الباطل وهو يعتقد أن على حق

    6. أهمية المعلومة هي المعيار الذي يعبر عن مدى ارتباط صحة هذه المعلومة بتحقق أو فشل السير في طريق السعادة عند الإنسان

    7. لكل عمل نقوم به في هذا العالم تكلفة، وأقلها الوقت اللازم لهذا العمل

    8. عندما تدعو الحاجة لاتخاذ قرار ما بعمل شيء ما، فيجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بالاعتماد على قاعدة التوازن بين الأهمية والاحتمالية والتكلفة، وهي كالتالي: إذا جاءت معلومات حول حصول أو امتناع شيء له أهمية حسب اعتبارات السعادة الخاصة بالإنسان فإنه يجب التحقق من احتمالية هذه المعلومات بالمستوى المناسب لأهمية الشيء الذي تتحدث عنه المعلومات ضمن التكاليف الممكنة لهذا التحقق والتي يجب أيضاً أن تكون مناسبة لأهمية هذا الشيء. فإن زادت أهمية الشيء كان ذلك مبرراً لارتفاع التكاليف الممكن بذلها في سبيل التحقق من المعلومات التي تتكلم عن هذا الشيء المهم وذلك بهدف الحصول على نسبة صحة مناسبة.

    9. وعندما يتم التحقق من المعلومات الخاصة بشيء مهم بحيث يستلزم منا القيام بعمل ما، فيجب اتباع الطريقة التالية في تنفيذ هذا العمل:

    1. تحديد إمكانية العمل: ممكن، وواجب، ومستحيل، ويتم الإكمال فقط عندما يكون ممكناً
    2. تحديد الطريقة: بالاعتماد على الخبرات القديمة يتم تحديد مراحل الوصول إلى الهدف
    3. تحديد احتمالية الطريقة: من خلال الطريقة ومن خلال قوانين الاحتمالات المعروفة يتم تحديد الاحتمال النهائي للنجاح من خلال هذه الطريقة
    4. كلما كانت أهمية القرار أعلى كلما وجب دراسة الطرق الممكنة أكثر والسعي للوصول إلى طريقة أكثر احتمالاً في النجاح
    5. وبعد تحديد الطريقة يتم البداية بالتنفيذ
    6. أثناء التنفيذ يجب أن يراجع الإنسان مجريات الأمور والمتغيرات ليحدد هل ما زال القرار بنفس الأهمية وهل مازالت الطريقة لها نفس الاحتمالية ...

    بعد أن حددنا هذه القواعد، نريد أن نفتح الحوار مع جميع الناس حول هذه النقاط، لأنها لو كانت حقاً فهذا يعني أننا انتهينا من جزء كبير من المشكلة وبقي لنا أن ننتظر رسالة من الخالق والتي يجب أن تكون متماشية مع هذه القواعد إن كانت فعلاً هي القواعد العامة الصحيحة الأساسية لبني البشر وإن كانت فعلاً تلك هي رسالة الخالق الذي يريد أن يتم خلق الإنسان الناقص. وبعدها سننظر في صحة عقولنا من خلال ملاحظة قبول عقولنا لما في تلك الرسالة أو رفض عقولنا لها. فإن قبلت عقولنا الرسالة فهذا دليل على أن العقل سليم.

    والحقيقة نحن نحس بخيبة أمل أن نبحث في مثل هذه القضية والتي نتجت عن تخلي الإنسانية عن الاهتمام بالعقل وصحة المعلومات وهما ما يميز البشر عن الحيوانات، ولذلك كثيراً ما نجد أن الإنسان يقل مستواه الأخلاقي والفكري عن مستوى كثير من البهائم والحيوانات.
    التعديل الأخير تم 12-02-2007 الساعة 10:20 PM
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. زعم محدودية قدرة العقل لاتلزم العقل بالايمان بل العكس....!
    بواسطة أسلاك شائكة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 03-18-2013, 12:45 AM
  2. "كليات العالم" في ميزان العقل - نقد وتحليل
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-21-2010, 02:46 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء