بسم الله الرحمن الرحيم ..
يتوكأ بعض الجهلة على هذه الغزوة وما رواه الامام مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال "من يردهم عنا وله الجنة" ليقولوا ان محمد صلى الله عليه وسلم ليس شجاع!! وانه كان يستنجد بالصحابة بعد ان احاطه الاعداء من كل جانب .
ولو نظرنا للغباء!! من عدة جوانب مختلفة سنجد ان هؤلاء لا تحركهم عقولهم بقدر ما تحركهم مشاعرهم وحقدهم على الاسلام والمسلمين ,
فالغزوة لاتشير الى ذلك من قريب او من بعيد!! بل نجد النبى صلى الله عليه وسلم فى افضل صور الشجاعة الممكن تخيلها لرجل فى سنه! , فقد رمى بالحجارة حتى رمى لشقة , وأصيبت رباعيته (سنته) وشج فى وجهه , وجعل الدم يسيل على وجهه فيمسحه وهو يقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ ومع ذلك لم يهرب من الحرب مثلًا كما يفعل الجبناء ولم يفر ولم تظهر عليه اى اثار للجبن او الخوف بل انه كان فى امر جلل ومصاب اصابات بالغة ومع ذلك كان يحمس اصحابه ويدعوهم الى الحرب والانتصار , ويساعدهم على رمى العدو !
يقول النبى يوم أن خالف الرماة أمره صلى الله عليه وسلم ، وسيطر الكافرون على المعركة و لم يتزحزح النبي صلى الله عليه وسلم من موقفه ، بل وقف موقف القائد البطل ، والصحابة من حوله يتساقطون كأوراق الشجر!! وحاصره المشركين ، ولم يكن معه الا القليل من الصحابة ، وبرز منهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، حينما دعاه رسول الله فناوله النبال وقال له : ( ارم يا سعد، فداك أبي وأمي ) رواه البخاري . لا اعرف كيف يفهم هؤلاء الملاحدة ؟ ايفهمون بالمقلوب؟؟ يمكن!!
وقد جاءت فى الروايات الصحيحة ان فاطمة رضى الله عنها جاءت تغسل عنه الدم وعلىّ يسكب الماء بٍالمجنّ , ولما رأت ان الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك.
ثم ان كلام محمد صلى الله عليه وسلم لايمكن ان نستنتج منه انه خائف مثلًا ويريد النصرة من غيره , ولو كان الامر كذلك لوجدناه هرب مثلًا ولم يستمر فى القتال بعد كل الاصابات التى لاقاها , بل انه يريد اعادة المسلمين لجو المعركة وهذه صفة من صفات القائد الشجاع .
ثم انه لو كان غير شجاع هل كان خرج يوم بدر ؟؟ ان يوم بدر كان فى قلة قليلة من الفرسان والاسلحة وكان يعلم جيدًا ان قريش كانت فى كامل عدتها وعددها . الحقيقة من يريد ان يقول ان محمد صلى الله عليه وسلم كان غير شجاع فسيرة الرجل تقف له بالمرصاد ولاننسى مثلًا ما حدث عندما استظل عليه الصلاة والسلام تحت ظل شجرة لينام القائلة ، وكان متعباً من أثر إحدى الغزوات ، وقد علق سيفه على غصن الشجرة ، وبينما هو كذلك إذ أقبل عليه أحد المشركين ، آخذاً بسيفه ، قائلاً له: من يمنعك مني؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم بدون خوف وبدون تردد قائلًا: الله! ثم قام وأخذ رسول الله السيف بشجاعة وقوة، وقال للمشرك من يمنعك مني؟ فأجاب قائلاً لرسول الله: كن خير آخذ !! . ايشير هذا الموقف الى انه غير شجاع؟
واسمع على رضى الله عنه يقول : " كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه "( الامام احمد ).
ولما أصاب الصحابة يوم حنين من الأذى والهزيمة ما أصابهم ، فر بعضهم من أرض المعركة ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفر ، فلقد كان على بغلته و أبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بصوت عالٍ: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) رواه البخاري و مسلم .
ثم انه لو لم يكن شجاعًا أكان استمر فى دعوته بعدما لاقاه من الايذاء الشديد ؟ لاقى محمد صلى الله عليه وسلم من إيذاء الكفار أنواعًا كثيرة . من ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص قائًلا : بينما النبى صلى الله عليه وسلم يصلى فى حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن ابى معيط فوضع ثوبه فى عنقه فخنقه خنقًا شديدًا , فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه , ودفعه عن النبى صلى الله عليه وسلم وقال لهم : أتقتلون رجلًا أن يقول ربى الله؟ .
ومنه ايضًا ما رواه عبد الله بن عمر قائلًا : بينما النبى صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش , جاء عقبة بن ابى معيط بسلا جزور فقذفه على ظهر النبى صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه , فجاءت فاطمة رضى الله عنها فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك .
منه ايضًا ما رواه الطبرى أن بعضهم عمد إلى قبضة من التراب فنثرها على رأسه وهو يسير فى بعض سكك مكة , وعاد الى بيته والتراب على رأسه , فقامت إليه إحدى بناته تغسل عنه التراب وهى تبكى ورسول الله يقول لها : يابنية لا تبكى !! , فإن الله مانع أباك .
والحقيقة لا انسى قول النبى صلى الله عليه وسلم لصحابته بعد ان تجرع كل منهم ألوانًا من العذاب فقال لهم وهو محمر الوجه!! : لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط من حديد !! ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه . وليُتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف إلا الله .. فكيف يقول كل ذلك ان كان جبانًا او غير مقدامًا ؟؟ وكيف يجهر بدعوته ان كان غير شجاع ؟؟ وكيف يستمر على مبدأه ان كان غير شجاع ؟؟ الم تتسائلون يومًا لماذا كل هذا العذاب الذى لقيه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه ان كانت دعوته باطله ؟؟
شكرًا
Bookmarks