الأنسان والأيمان والمعجزات
الله خلق الأنسان من جسم ونفس وروح وزوده بالحواس لكى يتصل بالعوالم التى خلقها الله
ثم أرسل الله الرسل للأنسان ليهديه ولكى يعرف الله ويعبده قال تعالى"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين والأديان الثلاثة تتدرج بالأنسان للمعرفة بالله فاليهود يخلطون بين عبادة الله وعبادة الأصنام وإيمانهم غير صادق بالله فقد عبدوا العجل بعد أن أنقذهم موسى وعبر بهم البحر
والمسيحيه قد عبدوا نبيهم المرسل من الله عيسى وخلطوه بالله وجاء الأسلام وهو الدين النقى كما يريد الله وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
والأنسان هو معجزة الله نظرا لما يحتويه من كل علوم الله فالجسد مدرسه العلوم الدنيوية كل جزأ فيه آيه ومدرسة فمن الأبصار يتعلم الأنسان منه التصوير والعدسات ونقل الصوره من الشبكية وتحويلها إلى إشارات وكهرباء وتمريرها بأعصاب كالأسلاك للمخ للرؤيه الملونه والمجسمه ومن هذا ظهرت الكاميرا والرقمية والفيديو كما أن السمع آيه بتركيبه من بوق الأستقبال وتمريرالصوت الى الطبلة وتحويل الصوت الى حركة وتناغم الصوت داخل صيوان طويل ملتف والأعصاب التى تنقل الصوت من مناطق فيه والمخ الذى يميز بين الصوت الردىء والصوت الجميل والأفضل حاسة للصوت يصير عالما بالموسيقى وتسجيل الصوت يالذاكرة لتذكره هذا كله من علم الله الذى خلقه فى الأنسان منذ ملايين السنين ولم نعرفه الا فى جيلنا هذا بعد أن تقدم فهم علوم الله وما نعلمه عن مخلوقات الله الأخرى كالخفاش وكيف أنه يرسل الأصوات ويستقبل ردودها لكى يميز طريقه فى الظلام بدون أن يستخدم نظره وبعد معرفتنا أستنتجنا الرادار وبالحمام الزاجل وكيف أنه يطير الى مسافات بعيده مستخدما خريطة تتبع مغناطيسية الأرض ليتعرف على طريقه وغيره الكثير فى مجال علوم الطبيعه ولازلنا عاجزين عن أبسط الأمور كيف يتكلم النمل لماذا لكل نوع من الحيوانات له لغه ولانفهمها ويولد منهم الصغير ويتعلمها بينما يعجز الأنسان وهو المفكر أن يتعلمها كل هذه الأمور تدور فى فلك الجسم للأنسان والحيوان ولاتتعداه الكون والطبيعه والمجرات كلها علوم المادة وننتقل الآن للنفس التى هى الأنسان لأن الجسد مجرد رداء يخلع ويبقى الأنسان كما هو فالنفس لها كل حواس الجسم ولكن بدرجات أعلى ولها حواس أخرى لانعلمها لأن كل معلوماتنا العلمية عن الجسم فقط أى عالم المادة فحواس النفس خلقها الله لكى تتصل بالعوالم السبع وكان هذا الأتصال قائما عندما خلق الله آدم وبعد المعصيه انخفضت درجه الحواس الى ما نحن عليه الآن قال تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }التين5 والله يريد أن نرقيها بالعبادة الى درجات أعلى كل بمجهوده بالصلاة لتزكية النفس قال تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها فالعبادة مهمتها رفع درجات النفس لتستعيد علوها قال تعالى" هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب43 وهذه النفس باقية تنتقل بعد الموته الصغرى الى عالم الملكوت الى الدرجه المناسبه لها فى أى من السبع عوالم المتطابقة فى ذات المكان والتى يختلف فى الدرجات وهذه الحياة الأخرى خير وأبقى وتظل الى يوم الدين يوم الحساب وتختلف المقايس فيها عن عالمنا فلا مأكل ولامشرب وكأنها حلم واقعى وقد وضح لنا رسول الله فى المعراج كيف أنه أنتقل من سماء الى أخرى وأنه رأى من سبقونا موجودين فى هذه العوالم وأنه كلمهم ووجد موسى يصلى فى قبره وناقشه فى عدد الصلوات ومعنى ذلك تطابق الأماكن فإن مسكنه الذى له شكل آخر فى الحياة الآخره هو نفسه لدينا فى عالمنا المادى مكان القبر الذى وضع فيه جسده فى حياتنا الدنيا ونجد بأن علوم النفس والتى هى بتزكية النفس بالصلاة وعلوها بالتقوى هى أوسع مجالا لأنها تخص الحقيقة وأعلى بكثير من علوم الجسد أو الطبيعيات ونجد بأن الله خلق الأنسان مؤهل لها ولكن لابد أن يبذل الجهد ليرقيها مبتدآ بالأسلام ويتدرج الى الأيمان ومن عنده حبه خردل من الأيمان لنقل الجبل إمن مكانه لأن الأسلاس هو الأسلام والعمل بالشريعه ليكون هناك طهاره للجسم والنفس وهذه هى أول مرحله ثم بالصلاة والعباده والتقوى ينتقل الأنسان الى الأيمان حتى يمكنه التحقق
إن الأنسان الذى خلقه الله أصى بالحواس الأعلى المودعه بالنفس يحتاج فقط الى إزاله حجب الجسد والنفس حتى يجلوا البصيره فتعمل الحواس الأعلى والله يساعد الأنسان ليستعيد وظائف حواسه العليا ليتصل بعالم الملكوت وهنا يتلقى الأنوار لتنير روحه ويعلم الحقيقة أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
و الإنسان فى العادة يسعى الى اكتشاف ما حوله ونجد بأن الغرب قد قطع أشواط كبيرة فى اكتشاف علوم الماديات أما الشرق فشأنه علوم النفس والروح فهذا تخصصه وقد ظهرت الرسالات لديه
وقد سعى الأنسان لاستكشاف عالم الجن لأنه عالم موجود معنا ومطابق لنا لكن بتردد مختلف فهم يشاهدوننا ويسمعونا ويعلمون عنا كل شىء ولانعلم عنهم شيئا وقد حاول بعض من الناس الأتصال بهم فى مجالات محدودة وأستخدامهم وكان ذلك بالتسخير وكان نتيجه هذه المحاولات التعب للطرفين قال تعالى" وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6
كما تكون جمعيات روحانيه للاتصال بأرواح من سبقونا وقد إستخدم علماء الطبيعه أجهزه معقده لتصوير الأرواح وكتبوا أبحاثهم فى كتب أهمها "الأنسان روح لاجسد" للدكتور رؤوف عبيد وكانت أبسط أنواع الأتصال هى مايسمى "بالأويجا" وهى قطعه خفيفه من كرتون أو خشب خفيف تنزلق على عجل ويلمس كل شخص سطح هذه القطعه قتستطيع الروح أن تحرك القطعه بعد أن تستخدم وسط أثيرى تكون عليها من الأكتوبلازم الناتج من أتصال شخصين فتحركها على أحرف لتعطى كلمات وجمل لتبادل الحديث وكل هذه الوسائل من أفكار الناس لرغبتهم فى الأتصال بهذه الأرواح للحصول على معلومات منها ولديهم وسائل أخرى كالوسيط وهو أنسان متميز بالحس الأعلى وما قصدته فقط هو عرض أفكار الآخرين المهتمين فى هذا المجال وليس هذا موضوعنا
ونعود الى موضوعنا بأن الأيمان فقط هو الوسيلة الصحيحة لذلك فإن العبادة هى عمليه غسيل لتطهير الجسد والتزكية للنفس بتزكيتها لترقيتها حتى مرحلة الأيمان فيشاهد ويسمع ويتصل بعالم الملكوت عالم الملائكة والروح
قال تعالى"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ }الأنعام75
وهذا العالم فيه الملائكة وأرواح خاضعة الى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق ولذلك فإن الناس التى لا تتطهر ولا تعبد الله الواحد لا يمكن أن تتصل بهذا العوالم وحتى لو كانوا موهوبين بالحواس الأعلى بسبب عالم الجن الذى يحيط بنا فلا يستطيعوا أن يتعدوه ويكون فقط إتصالهم به فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الأعراف30 لذلك فلأنسان المؤمن يصل الى بر الأمان فى رعاية من الله وعندما يكون متصلا بعالم الملكوت تكون روحه مدعومه من الله بالنور فيصبح من الصالحين
5847- قال الله تعالى: عبدى أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني. عن أنس.‏
1752- إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته
التخريج (مفصلا): صحيح البخاري عن أبي هريرة
ونظرا لأن المادة مسخرة بأمر الله والتى نعبر عنه بقوانين المادة فإن الذى صنع القوانين قادر على تغييرها كما يشاء فنجد ما نسميه الكرامات للصالحين كما عرفنا ما عرفناه بمعجزات للأنبياء وإن فكرنا فيها نجد أنها لاتخضع لأى قانون ويكفى معجزة إنشقاق البحر لموسى عليه السلام ووالتى لايمكن لأى عالم أن يفسر ماحدث بأى نظريه ولايخضع هذا لأى قانون
وعلى هذا نجد بأن من آمن بالله وإتقاه تكون له الكرامات من الله وقبلها يكون مطلعا على الحقائق