النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الإرادة

  1. افتراضي الإرادة

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    جاء في كتاب شَرْحُ العـَقِيـدَةِ الـوَاسِطِـيَّةِ
    لشيخِ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيميَّة
    تأليف
    العلاَّمة محمد خليل هرَّاس
    وأما أهل الحق؛ فيقولون: إن الإرادة على نوعين:
    1- إرادة كونية ترادفها المشيئة، وهما تتعلَّقان بكل ما يشاء الله فعله وإحداثه، فهو سبحانه إذا أراد شيئًا وشاءه؛ كان عقب إرادته لـه؛
    كما قال تعـالى :  إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
    وفي الحديث الصحيح:
    ((ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن).
    2- وإرادة شرعية تتعلق بما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه، وهي المذكورة في مثل قولـه تعالى:  يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ.
    ولا تلازم بين الإرادتين؛ بل قد تتعلَّق كل منهما بما لا تتعلق به الأخرى، فبينهما عمومٌ وخصوصٌ من وجه.
    فالإرادة الكونية أعمُّ من جهة تعلُّقها بما لا يحبُّه الله ويرضاه من الكفر والمعاصي، وأخصُّ من جهة أنها لا تتعلق بمثل إيمان الكافر وطاعة الفاسق.
    والإرادة الشرعية أعمُّ من جهة تعلُّقها بكل مأمور به واقعًا كان أو غير واقع، وأخصُّ من جهة أن الواقع بالإرادة الكونية قد يكون غير مأمور به.
    والحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معًا في مثل إيمان المؤمن، وطاعة المطيع.
    وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر، ومعصية العاصي.
    وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر، وطاعة العاصي.

    أطلب من الإخوة الكرام شرح هذه المقطع جملة جملة شرحا مبسطا حتى يتيسر لي الفهم إن شاء الله من قول الشيخ حفظه الله: ولا تلازم بين الإرادتين.... وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر، وطاعة العاصي.

    وبارك الله فيكم

  2. افتراضي

    والحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معًا في مثل إيمان المؤمن، وطاعة المطيع.
    وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر، ومعصية العاصي.
    وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر، وطاعة العاصي.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي محمد
    السلام عليكم
    ردد معي :
    1 - أساس الارادة ( المشيئة ) الكونية : التحقق ، اي لزوم وقوعها ، فلا يمكن حدوث شيء في الكون على غير مراده سبحانه ، و لذلك سميت بالكونية . هذا اولا تمام لحد الآن .
    2 - أساس الارادة ( المشيئة ) الشرعية : الحب ، أي ما يحبه الله ، هو يأمر به شرعا ( في الشرع ) ، فلا يشرع لنا الله شيئا او يفرضه الا كان يحبه . تمام .
    اذن لا تلازم ، لان اساسهما يختلف هنا فالاولي اساسها حتمية الوقوع ، اما الثانية فأساسها حب الله تعالى لما يشاء فيأمر به شرعا .
    طيب نأتي الآن لضرب المثل للتبسيط و ليتضح الامر أكثر :
    خذ عندك مثلين هما :
    1 - أبو بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه :
    نقول هنا أنه قد اجتمعت في حقه المشيئتان ، لماذا ؟
    لأن الله أراد كونا أن يؤمن أبو بكر بالاسلام و قد كان و تحقق ذلك ، بدليل موته مؤمنا ، بل صديقا شهيدا .(كونية)
    و أراد له الايمان و أحبه له و دعاه اليه و ارسل اليه رسوله (شرعية)
    2 - أبو جهل لعنه الله :
    اراد الله شرعا لابي جهل ان يؤمن و احب ذلك له شرعا و دعاه الى الايمان ( الارادة الشرعية)
    فكان ان كفر و مات على الكفر (ارادة كونية = التحقق = قدر له ذلك و لا يسأل عما يفعل فله الحجة البالغة )
    هنا الارادتان اجتمعتا في مثل ايمان المؤمن (اي ابو بكر هنا ) فالله احب له ان يؤمن ( ارادة شرعية ) و كان ان مات على الايمان (ارادة كونية ) فالعبرة بالخواتيم كما تعلم نسأل الله حسن الخاتمة .
    اذن اجتمعتا في حق المؤمن ، اليس كذلك .
    و اما الكافر الذي يموت على الكفر فقد دعاه ربه الى الايمان و احب له ذلك (ارادة شرعية )
    فلم يؤمن (ارادة كونية واقعة هنا = انفردت في حقه )
    اذن انفردت الشرعية في حقه بان احب له الايمان فلم يؤمن لان هذا - عياذا بالله - قد سبق له تقدير الكفر لعلم ربه به.
    و انفردت الكونية في كفر الكافر بموته عليه
    اذن :
    المؤمن الذي مات على الايمان :
    الارادة الشرعية : دعي الى الايمان
    الارادة الكونية : قدر له الايمان و الموت عليه
    اذن اجتمعتا في اتجاه واحد .
    الكافر الذي مات على كفره :
    الارادة الشرعية : دعي الى الايمان
    الارادة الكونية : قدر له الكفر و الموت عليه
    اذن اختلفتا في الاتجاه .

    * ان كان هناك غموضا في التعبير او ماشابه فراجعني من فضلك ، او لمزيد استيضاح و شكرا
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
    أَنَا وَمَنِ
    اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ

  3. افتراضي

    السلام عليكم

    ورد في تفسير : زاد المسير

    تفسير آية 7 من سورة الزمر مانصه :

    إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)

    { إِن تكفُروا فإنَّ الله غنيٌّ عنكم } أي : عن إِيمانكم وعبادتكم { ولا يَرْضَى لِعباده الكُفْرَ } فيه قولان : أحدهما : لا يرضاه للمؤمِنين قاله ابن عباس .
    والثاني : لا يرضاه لأحَد وإِن وقع بإرادته ، وفرقٌ بين الإِرادة والرِّضى . وقد أشرنا إِلى هذا في [ البقرة : 205 ] عند قوله : { والله لا يحب الفساد } .
    { وإِنْ تشكُروا يَرْضَهُ لَكُم } أي : يرضى ذلك الشُّكر لكم { إِنَّه عَلِيمٌ بذاتِ الصُّدور } أي : بما في القلوب .

    تعليق :

    قلت : المقصود هنا بالارادة : أي ( الكونية )
    أما الرضى فهي الشرعية )

    ـــــــــــــــــــ

    البقرة آية 205 :

    وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)



    قوله تعالى : { والله لا يحب الفساد } قال ابن عباس : لا يرضى بالمعاصي . وقد احتجت المعتزلة بهذه الآية ، فأجاب أصحابنا بأجوبة . منها : أنه لا يحبه ديناً ، ولا يريده شرعاً ، فأما أنه لم يرده وجوداً؛ فلا . والثاني : أنه لا يحبه للمؤمنين دون الكافرين ، والثالث : أن الإرادة معنى غير المحبة ، فان الإنسان قد يتناول المرَّ ، ويريد بط الجرح ، ولا يحب شيئاً من ذلك . وإذا بان في المعقول الفرق بين الإرادة والمحبة؛ بطل ادعاؤهم التساوي بينهما ، وهذا جواب معتمد . وفي معنى هذه ؛
    الآية قوله تعالى : { ولايرضى لعباده الكفر } [ الزمر : 7 ] .
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
    أَنَا وَمَنِ
    اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ

  4. #4

    افتراضي

    بالإضافة إلى ما نقله الأخ الحبيب شريف المنشاوي جزاه الله خيرا ، يمكن تسهيل تصور المسألة من خلال ما يلي :

    الإرادة الكونية يتبعها الخلق والإيجاد وهو ما يدل عليه كلمة ( كن فيكون ) وهذا يشمل إيجاد الخير والشر .
    الإرادة الشرعية هي الدين الذي أمر الله به وهو فعل الطاعات وترك المنهيات ، وهذا لا يستجيب له كل أحد .

    فبالنظر إلى أيهما أعم من الآخر سننظر إلى اعتبارين :
    الأول : أيهما أعم من الآخر من جهة شموله الخير والشر ؟
    فسنجد أن الإرادة الكونية تشمل الجميع ، بينما الإرادة الشرعية خاصة بالدين الذي هو خير فلا تشمل الإرادة الشرعية إلا الخير.

    الثاني : أيهما أعم من جهة وقوع المراد أو عدم وقوعه ؟
    فسنجد أن الإرادة الكونية خاصة بما وقع ووجد لأن كل ما يقول الله له : (كن) فإنه يكون . بينما الإرادة الشرعية تشمل ما يقع من الطاعات من الطائعين وما لا يقع من الطاعات من الكافرين والعصاة فتكون شاملة لما يقع وما لا يقع من الطاعات .

    إذن :
    كل ما وجد فهو مراد كونا ، وما لم يقع فهو غير مراد كونا ، بغض النظر عن هذا المراد أهو خير أم شر .

    كل ما شرعه الله فهو مراد شرعا ، بغض النظر عن امثال العبد له أو عدم امتثاله له .

    فإذا تحققت الإرادة الشرعية تحققت معها الإرادة الكونية ، وذلك عند طاعة العبد لشرع الله .
    ولا يلزم إذا تحققت الإرادة الكونية أن تكون معها الإرادة الشرعية فقد يكون المراد كونا غير مراد شرعا كوجود المعاصي موجودة بالإرادة الكونية التي هي مشيئة الله تعالى ، ولكنها غير مرادة شرعا ولا مأمورا بها .
    التعديل الأخير تم 01-13-2008 الساعة 01:32 PM

  5. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
    بارك الله فيكما وزادكما علما على علم بإذنه تعالى.
    بناء على ما فهمته منكم، حاولت وضع بعض الأشكال حتى يتضح المقام أكثر، ولا أدري أأصبت في هذه الأشكال أم لا ؟؟
    ما رأيكم؟
    الملف في المرفقات.
    بارك الله فيكم
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  6. افتراضي

    جزى الله خيرا الاخ الحبيب الفاضل ناصر الشريعة خير الجزاء
    ـــــــــــ
    الاخ الحبيب محمد :
    السلام عليكم
    ما مثلته بالمستطيلات صحيح ، و اتضح لي أنك فاهم حتى من قبل الشرح (هههههههههه)

    عموما لو مثلتهما بدائرتين متقاطعتين لا ستغلال المساحة المتقاطعة في التمثيل عن المشترك بينهما - من حيث العموم و الخصوص - لكان افضل
    او يتم تمثيلهما عن طريق عمل جدول افقي و رأسي ، و ليكن مثلا الافقي : مؤمن ... كافر ، و الرأسي : ايمان ... كفر ، و دعك من : معصية و طاعة فهما تابعان او ان شئت ضعهما ضمن الرأسي على ان تضع في الافقي مقابلهما : العاصي و المطيع ، فيكون الاحداثي الناتج من تلاقي الافقي مع الرأسي اجتماع المشيئتان او انفرادهما .
    و المهم في الموضوع ان الكونية لا تتعلق بـ - لا تتوقف في تحققها على - :
    -الايمان من عدمه
    - الطاعة او العصيان
    و انما يتعلقان بالشرعية من حيث حب الله تعالى للايمان و الطاعة و بغضه للكفر و المعصية .
    و هذا الموقف كله فيما يخص - في اتجاه - المكلفين من الجن و الانس ، لما سبق لهما من الله في تقديره الاختيار لهما . أما غيرهما من ملائكة او غيره من مخلوقات الله فلا .
    التعديل الأخير تم 01-14-2008 الساعة 05:31 AM

  7. #7

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وجزاكما الله خيرا وبارك فيكما .

    الشرح والأشكال التي في الملف المرفق جيدة وصحيحة ، واقتراح أخي شريف لأن تكون الأشكال على دائرتين أفضل ، لأن هناك جزءا متحدا بين الإرادة الكونية والشرعية وهو وقوع الطاعات من المطيع ، فلأجل الوقوع تكون كونية ، ولأجل الطاعات تكون شرعية.

    وتختص دائرة الإرادة الكونية بكل ما يقع مما لا يحبه الله ويرضاه من الكفر والفسق.
    بينما تختص دائرة الإرادة الشرعية بكل ما يأمر الله به ويرضاه مما لم يقع من العبد.
    وتشمل المساحة المتقاطعة من الدائرتين : ما يقع من العبد من الطاعات.
    فهذا الشكل سيكون أوضح وأبين .

  8. افتراضي

    بارك الله فيكما.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: الإرادة و القدر
    بواسطة اسم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-25-2012, 01:38 PM
  2. تنبيه: رسالة من جمعة الإرادة .... لكن إلى الإسلاميين
    بواسطة lo9man في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-05-2011, 05:35 AM
  3. ابن تيمية : جبر بتوسط الإرادة ! ما المراد ؟
    بواسطة حيادي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-19-2010, 06:16 AM
  4. الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-28-2009, 12:06 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء