أن تكون فلسطيني..
أن تكون فلسطيني..
وأن تولد للوطن يتيماً ,وأنو تولد طفلاً رضاعه الصمود والثبات , وتفتح عينيك على أمل بطعم الألم , وتصرخ أول صرخة معلناً ولادة بطل جديد وشوكة جديدة في حلق عدوك , إنها حتماً معجزة ..
وأن تكون فلسطيني فتلك أسطورة جديدة مكتوبة بالدم , تحكي رواية قلبٍ صلب في المحن , يوقن بأن حياته في دار البقاء مهما طال الزمن , وتشق طريقك لتخرج عن خط المنطق وتحلق أكثر مما يحلّقون فهدفك أسمى من جلّ أهدافهم القذرة , فهم زرعوا الشوك في سبيلك الطاهر الذي أبيت إلا أن تفجره بركاناً من خلفك لتلقّنهم درساً مفاده ألا مكان لرؤوسهم إلا في التراب ,, فأين هم منك !!
هم ربما بالحزن أغرقوك وحق الحياة سلبوك وعن الأحباب والخلاّن فرّقوك ,ولكنهم لا يدرون أنهم صنعوا منك بطلاً , يدفع الثمن غالياً لينال سعادته الحقيقية , ويشعر بمتعة تضحيته في سبيل الدين والوطن ..
فلا قيمة لصواريخهم أو بنادقهم ولا لطائراتهم , هم أجبن من أن يقفوا أمامك أيها الجبل الشامخ .
أن تكون فلسطيني لها معانٍ أكثر , وأحلاها معنى الشهادة ..
فأن تكون فلسطيني يعني أنك تحمل روحك على كفيّك في كل وقت و أينما ذهبت ,فهي سعادة و أيّما سعادة حينما تقدّم روحك رخيصة في سبيل الله .
أنت تعرف طريقك حق المعرفة , و تؤمن بأنك عابر سبيل في الحياة , تنتظرك هدية بصماتك التي تركتها وستتركها , تلك البصمات التي أذاقت عدوك الويل ثم الويل..
إنها أرض الرباط وأرض الله المقدسة , إنها أرضك حيث للذنوب شكل آخر فيها , فلا يؤرق ليلك – أيها الفلسطيني – عصيان ربك , لا يؤرقه الخمر والسُكر , لا تنام الليل في القصور الشامخات والبزخ المزيف , ولا تتاجر بأرواح البشر وأموالهم , إن ما يؤرقك حقاً هو أنك لم تُذِق العدو بعد ما يستحقه , وأنك لم تبت دوماً وفي كل لحظة على ثغور وطنك لحمايته , وما يؤرقك أن أقصاك الحزين ما زال في الأسر قابع ..
تلك هي ذنوبهم , تلك هي آلامهم وتلك هي مآسيهم.. فهل تسمعون !!!
إنهم ينتظرون لقاء ربهم بابتسامة الإيمان لا بجبن ولا خوف , كيف لا وهم الأطهر والأنقى ..
فأن تكون فلسطيني ... حقاً إنها أجمل نعمة .
بقلم : رهام ن
Bookmarks