زعمك أن هدهد سليمان ليس طيرا وإنما هو بشر زعم من مزاعم القاديانيين الجاهلين بالدين والعربية المرتدين عن الإسلام .
وهو دلالة صريحة على مبلغ جهل هؤلاء الأحمقية بلغة القرآن الكريم ، وهذا ما سوف نتعرض له بحول الله وقوته في هذا الرد .
قدرة الله وإرادته لا يعجزهما شيء :
إن تصرفات الهدهد وكلامه كان بحسب ما أقدره الله عليه ، وإخبار الله عن حدوث ذلك من الهدهد هو كإخباره عن حدوث ما يشبهه من النملة التي ضحك سليمان من قولها ، ونص الآيات وسياقها قطعي في كون المتكلم عنه هو هدهد من الطير لا بشرا .
يقول الله تعالى :
{ ووَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ }
الطير من جند سليمان يكلمها وتكلمه :
هذه الآيات الكريمة واضحة جدا في أن سليمان عليه السلام قد حشر له جنوده من الجن والإنس والطير .{ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }.
وقد أخبر الله عز وجل عن سليمان أن الله أكرمه بأن علمه منطق الطير {ووَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}، فدل على أن للطير نطقا كان يفهمه سليمان عليه السلام ويحمد الله عليه وعلى ما آتاه من الفضل المبين .
كلام غير الإنسان في القرآن :
أثبت القرآن الكريم النطق والكلام لغير الإنسان في مواضع عديدة ، فمن ذلك :
قوله تعالى : {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ }
قوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }
قوله تعالى : { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }
قوله تعالى : {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا }
ففي هذه الآيات نسبة القول والنطق والتحديث والإخبار والكلام إلى غير الإنسان من الجلود والجوارح والسماء والأرض والدواب .
فهل يقول قائل بعد ذلك أنه لا يتكلم إلا الإنسان ؟!
{قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ }
وأين ذهبت من قوله تعالى : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }
أم أنه لا يسبح الله إلا الإنسان ؟!!وأما بلاغة وصف الهدهد فإنما هي بلاغة القرآن كما في إخبار القرآن عما قاله الناس من مؤمنين وكافرين وما قاله الإنس والجن وغير ذلك مما ورد في القرآن على أعلى درجات الفصاحة والبلاغة المعجزة للإنس والجن ، أم تظن أن القرآن سيخبر عما قاله إنس أو جن أو طير بنفس المستوى من تعبيرهم ؟! إن القرآن يخبر عما وقع تماما ولكن بعبارة أبلغ وأدق وأبين . وهذا من إعجاز القرآن في جميع آياته وقصصه وأخباره .
دخول غير العقلاء في صيغة جمع العقلاء :
ولهذا عندما تفقد سليمان الطير المحشورين له مع جنده من الجن والإنس والطير ولم يجد الهدهد الذي هو أحد جنده سأل عنه وعبر بعبارة( من الغائبين ) تغليبا للعقلاء على غيرهم كما هي العربية الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم كقوله تعالى : {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } فعبر بمن ولم يقل { ما فيها } تغليبا للعقلاء على غيرهم مع أن الأرض أكثر ما فيها من غير العقلاء من الحيوان والجماد وهي كلها ملك لله تعالى .
وأما جمع العقلاء تغليبا فقد جاء في الفاتحة في قوله تعالى { رب العالمين } مع أن العالمين غير مختصة بالإنس والملائكة والجن بل تشمل جميع العوالم من الحيوان والنبات والطير وغير ذلك ، ولكن جاءت هذه الصيغة التي تستعمل في جمع العقلاء تغليبا لهم على غيرهم.
ومن أمثلة ورود صيغة العقلاء مع دخول غير العقلاء فيها قوله تعالى : {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فدخل غير العقلاء في صيغة ( لا يستكبرون ) تغليبا للعقلاء وهم الملائكة .
ومثله قوله تعالى : { بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ }
والأمثلة على ذلك كثيرة وهذا يدل على جهل الأحمقية بالقرآن ولغته .
معرفة الهدهد بحال مملكة سبأ ليس بأعظم من معرفته بملك سليمان عليه السلام
وكما أن الطير والنمل عرفوا سليمان وجنده فلا إشكال حينها أن يعرف الهدهد عن مملكة سبأ ما قد عرف أعظم منه عن نبي الله سليمان وملكه الذي هو أعظم من ملك ملكة سبأ .
فما الغريب أن يعرف الهدهد الأماكن ونحن نشهد القدرة العجيبة للطير في هجرته من بلد إلى بلد وما أودع الله فيه من الأسرار التي تحير العلماء في تهديه إلى بلاد بعيدة شاسعة !! وأما تسمية المملكة بسبأ فهو كتسمية النملة لسليمان : { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }. أم أن النملة تلك كانت بشرا!! ويا أيها النمل كانت بمعنى يا أيها البشر ؟!! ومساكن النمل ما هي إلا مساكن البشر !!! فكيف سيحطمها سليمان ويحطمها جنده وهم لا يشعرون ببيوت الناس التي تتحطم من حولهم وتحتهم ؟!!!
وما العجيب أن يرى الطير ما حوله وأن يقدر الله الهدهد على نقل مشاهداته إلى سليمان عليه السلام ؟! فيكون ذلك إكراما من الله لنبيه عليه السلام الذي سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } فما المانع أن يكون هذا من الملك الذي وهبه الله لسليمان عليه السلام .
ومما سبق يتبين بطلان ما يأتي من شبهات الأحمقية :
لقد بنى القادياني الذي تُرَوِّج بضاعته المزجاة دعواه على الجهالات التالية :
اقتباس:
أولا :
يقول الله تعالى :{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} (62) سورة الأحزاب.
سنة الله في خلقه لا يبدلها رب العالمين .و منها أن الحيوانات لا تتكلم أبدا .حتى أن ابن كثير يقول في تفسيره في هذا المقام ما معناه : من ظن أن الحيوانات كانت تتكلم في زمن ما , فهو فهم الرعاع .
بل لكل مخلوق لغته وكلامه ونطقه وتسبيحه الخاص به ، وقد علم الله سليمان منطق الطير كما سبق بيانه .
اقتباس:
2- ليس في الأرض كائن عاقل يتكلم غير بني الإنسان .لذلك تقرأ في سورة الرحمن قول الحق تعالى : {خَلَقَ الْإِنسَانَ} (3) سورة الرحمن{عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (4) سورة الرحمن.
فليس هناك كائن علمه الله البيان سوى الإنسان .
تعليم الله الإنسان البيان لا ينفي البيان عن غير الإنسان كالملائكة مثلا ، فقولك أن الله لم يعلم البيان سوى الإنسان خطأ ظاهر ، وأما علاقة هذا بالهدهد فباطلة لأن الهدهد لم يكن يتكلم بلغة البشر وإنما يتكلم بمنطق الطير الذي علمه الله سليمان عليه السلام .
اقتباس:
قول الله تعالى :{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} (20) سورة النمل.ورود كلمة الهدهد معرفة بالألف و اللام .فلا يعقل أن يكون سيدنا سليمان يتحكم في هدهد واحد فقط من ضمن هداهد الأرض آنذاك .
و لو تعلق الأمر بهدهد طائر من بين آلاف الهداهد لقال نبي الله سليمان : مالي لا أرى الهدهد رقم 1215 .على سبيل المثال .
الألف واللام في كلمة ( الهدهد ) للعهد الذهني ، فكيف إذا كان قد ذكر ( الطير ) وكان الهدهد أحد الطير ، فيكون مجيء (أل) العهدية في كلمة ( الهدهد ) أوضح وأبين في الدلالة على أنه هدهد معين من جنس الهداهد .
ومن أمثله ذلك : قوله تعالى { إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } فالغار معهود ذهني لم يسبق له ذكر في هذه الآيات ، أم لا بد أن يحدد رقم الغار أيضا باعتبار أن هناك غيران كثيرة؟!!
وفي هذا يقول صاحب كتاب الحيوان : "قُلنا: إنّ اللّه تعالى لم يقل: وتَفَقّدَ الطَّير فقال ما لي لا أرى هدهداً من عُرْض الهداهد، فلم يوقع قولَه على الهداهد جُملة، ولا على واحدٍ منها غير مقصودٍ إليه، ولم يذهب إلى الجنس عامَّة، ولكِنَّهُ قالَ: " وَتَفَقّدَ الطّيرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الهُدْهُدَ " فأدخَلَ في الاسم الألفَ واللام، فجعله معرفة فدلَّ بذلك القصد على أنَّه ذلك الهدهدُ بعينه"
اقتباس:
عبارة (( من الغائبين )) . الغائبين جمع مذكر سالم للعاقل . و لو تعلق الأمر بجمع طيور غير عاقلة , لقال : أم كان من الغائبة .
كما تقول الطيور الجارحة و ليس الجارحين .
فهذا دليل جهله بالعربية ، فإن استعمال جمع المذكر السالم للعاقل ودخول غير العقلاء فيه تغليبا للعقلاء كثير في القرآن وفي كلام العرب ، وقد سبق بيان أمثلة منه بحمد الله تعالى .
اقتباس:
3- قوله تعالى :{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} (22) سورة النمل.
كلمة (( فقال )) , يعود الضمير المستتر فيها على الهدهد بلا خلاف .
و قال , من القول .و القول يقتضي البيان . و الإنسان هو الكائن الوحيد الذي علمه الله البيان . فكان لزاما أن يكون هدهد سليمان بشرا .
البيان غير مختص بالإنسان فقد أعطاه الله الملائكة ومن شاء من خلقه ، وأنطق كل شيء وجعل جميع المخلوقات مسبحة بحمده ، وهذا يبطل هذا المدعى .
ومن جميل ما ينقل هنا قول صاحب كتاب الحيوان : " فإن قال الخصم: ما نعرف كلامَ الذِّئب، ولا معرفة الغُراب، ولا علمَ الهدهد، قلنا: نحن ناسٌ نؤمن بأَنَّ عيسى عليه السلام خُلِق من غير ذكرٍ وإنَّما خُلق من أُنثى؛ وأنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ خُلقا من غير ذكرٍ وأنثى، وأنَّ عيسى تكلَّم في المهد، وأنَّ يحيى بن زكريَّا نطق بالحكمةِ في الصِّبا، وأنَّ عقيماً ألقَحَ، وأنَّ عاقراً ولدت؛ وبأَشياءَ كثيرةٍ خرجت خارجيةً من نَسَقِ العادة، فالسّبب الذي به عرَفنا أنّه قد كان لذلك الهدهد مقدارٌ من المعرفة، دونَ ما توهَّمتم وفوق ما مع الهدهد، ومتى سأَلتمونا عن الحجَّة فالسبيل واحدة،"
اقتباس:
4- هذا الهدهد , كائن عاقل :
لقول سليمان , عليه السلام : من الغائبين .
-لكون هذا الهدهد يخاطب نبي الله , فيذكره أنه لا يعلم الغيب . (( أحطت بما لم تحط به )).
سبق الجواب عليه وتوضيح أن إدراك الهدهد هو بحسبه وبإقدار الله له وإرادة الله لذلك. وسبق الكلام على كلمة { الغائبين }.
اقتباس:
5- علم الهدهد بالمكان و بدقة :
و لو كان طائرا , فإنه لا يعرف إسم أي مكان هو يحلق في سمائه . فأنى له أن يعرف أنه يحلق في سبأ أو في نيويورك أو في اليابان ؟.
عدم القدرة على معرفة الاسم لا تمنع معرفة المكان ، ويمكن أن يكون الهدهد عين المكان لسليمان بدلالة غير التسمية أو يكون الله أقدر الهدهد على معرفة التسمية كما أقدره على بقية تلك الأفعال .
اقتباس:
6-ثقته في نفسه :و جئتك من سبأ بنبأ يقين . (( يقين )) أي أنه متأكد مما أتى به نبي الله .بينما كثير من البشر لا يثقون في أقوالهم و محاكماتهم للأشياء و المعتقدات .
هذا كلام لا يستحق الرد ولا وزن له .
اقتباس:
7- {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} (23) سورة النمل.
هنا يقدم هذا الهدهد تلخيصا للحالة السياسية للقوم . نظام ملكي . و هو يعرف حتى الملكة .و لو كان طائرا غير عاقل , لما عرف نظام الحكم ,و لا فرق بين الملكة و الخادمة أو الجارية أو....
و هو صاحب نظر ثاقب , و خبرة كبيرة . فقد قيم حالها جيدا .(( و أوتيت من كل شيء )) .
و وصف عرشها بالعظمة .فهل يكون هذا لغير العاقل ؟.
هذا كله ليس بأعجب من معرفة النمل والطير لملك سليمان الذي هو أعظم من ملك ملكة سبأ ، كما أن إقدار الله للهدهد على ذلك غير ممتنع .
اقتباس:
8-{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (24) سورة النمل.
يلخص الهدهد هنا الحالة الدينية للقوم . فيحكم عليهم بأنهم يعبدون الشمس .
و لو كان طائرا غير عاقل , فمن يدريه أنهم يقومون بحركات رياضية أم أن حركاتهم تلك هي بنية العبادة ؟.
مثل سابقه .
اقتباس:
9- ثم يختم بكلمة التوحيد الخالص لله تعالى . في كلام يعجز العقلاء من العلماء . فمن يستطيع أن يصيغ كلمات كتلك التي جاءت في كتاب الله الحكيم .
تكرار لما سبق .
اقتباس:
10- {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (27) سورة النمل.
هل الطيور و الحيوانات تكذب ؟.
الصادقين , جمع مذكر سالم للعاقل .
سبق الكلام على الجمع المذكر السالم وورده لغير العقلاء تغليبا للعقلاء عليهم .
ونسبة الصدق والكذب إلى الهدهد حسب مطابقة ما أخبر به للواقع وهذه المطابقة قد تتحقق وقد لا تتحقق ، ووقوع بعض التصرفات من الحيوان في إظهارها أمرا ما على خلاف ما هو عليه معروف كتغير ألوانها وتخفيها على هيئات غريبة مخالفة لحقيقتها ، والله أعلم .
اقتباس:
11-{اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} (28) سورة النمل.
لاحظ جيدا (( فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ)) . نبي الله يحكم الهدهد في تصرف القوم . أنظر ماذا يرجعون . فهل يصح تولي الطيور غير العاقلة , النظر في أمور البشر و في تصرفاتهم ؟.
ليس في هذا تحكيما للهدهد وإنما أمرٌ له بنقل مشاهداته لا غير ، وهذا من كرامة الله لسليمان عليه السلام وعظيم قدرة الله تعالى وحكيم إرادته .
ومما يبطل كون الهدهد بشرا ما يلي :
أن كلمة الهدهد لا تطلق إلا على الطير ، فكيف يطلق الهدهد على بشر ؟ وما البلاغة في ذلك ؟ ولا يوجد في العربية إطلاق الهدهد على البشر ، فبأي لغة يتحدث هذا الأحمقي !! أم أنه يرى أيضا أن النملة هي امرأة وأن النمل قومها ؟!
أن ذكر الهدهد جاء أثناء تفقد سليمان عليه السلام للطير ، { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ }، فسؤاله عن الهدهد كان أثناء تفقد الطير ، وهذا صريح في كونه أحد أفراد الطير لا البشر!!
أن سليمان توعد الهدهد بالذبح وهذا فيه إشارة إلى أنه من الحيوان وليس من الإنس ولا الجن . { لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ }
أن الهدهد مكث غير بعيد مع أنه جاء من بلد بعيد ، ولو كان بشرا لما استطاع أن يقطع هذه المسافة بتلك السرعة ، ولو كان بشرا لكان تأخره بالأشهر وليس بالأيام. ولو كان جنا لكن قد وصل أسرع من ذلك ، فدل على أنه طير وأنه حين تفقده سليمان كان الهدهد في طريق العودة ، والله أعلم .
أن سليمان أمر الهدهد بإلقاء كتابه إليهم خفية بدلالة أمره له أن يتولى عنهم وينظر ما يرجعون به ، وهذا يناسب إلقاء الطير الكتاب إليهم وهو يطير فوقهم ثم يتولى دون أن ينتبهوا له . ولو كان بشرا لكان من الصعب جدا أن يدخل إلى قصر الملكة ويتخطى من فيه ويلقي الكتاب ويتولى عنهم ويراقبهم ويفعل كل ذلك خفية .
كل ذلك مما لعله أن يشفي بعض مرضى العقول من هؤلاء الجهلة الذين انتشروا كالجرب في مواقع الانترنت ، يخبطون في القرآن بالجهل والهوى وهم يدعون الاعتصام به ، وأي قرآن يعتصمون به وهم يجهلون لغته ويعتدون على بلاغته ويغيرون على جلال معانيه بسخف تفسيرهم الساذج السفيه !!!
إن بلية هؤلاء الجهلة المفتأتين على القرآن الكريم راجع إلى مرض في الأنفس والعقول وجهل باللغة العربية ، فكيف يصلح حال من هذه حاله ؟!!
Bookmarks