النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات

  1. #1

    افتراضي أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات


    أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات

    عبد الرحمن بن صالح السديس

    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين ، وآله ، وصحبه ، والتابعين ، أما بعد :
    فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة ، والمسألة في باب الاعتقاد ، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان ! فإلى الله المفر .

    وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية ، وأتبعها إن شاء الله ببعض النقول النافعة نفعني الله ، وإياك بما نقول ونسمع .

    قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/140:
    [في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ ..]

    وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
    هذا لضعف علمه ، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب ؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا ؛ لأنه قد رسخ في العلم ، فلا تستفزه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة .
    والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه ، بل يقوى علمه ويقينه بردها ، ومعرفة بطلانها ، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة ، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا .

    والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
    جيش شهوات الغي .
    وجيش شبهات الباطل .
    فأيما قلب صغا إليها ، وركن إليها تشربها ، وامتلأ بها ، فينضح لسانه ، وجوارحه بموجبها ،
    فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك ، والشبهات ، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه ؛ وإنما ذلك من عدم علمه ، ويقينه ، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ : لا تجعل قلبك للإيرادات ، والشبهات مثل السفنجة ، فيتشربها فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال .
    فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
    وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر ، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس ، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك ، بل يجاوز نظره إلى باطنها ، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها .
    ومثال هذا: الدرهم الزائف ، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة ، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك ؛ فيطلع على زيفه .
    فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف ، والمعنى كالنحاس الذي تحته ، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله .
    وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر ، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب ، والمقالة بلفظ ، ويردها بعينها بلفظ آخر ، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله ، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح .

    قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
    شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50) :
    المعتصم هو :كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، إذا أشكل عليك أمر ، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر ؛ فاعتصم بحبل الله ، وبكتابه ، وحسبك حسبك .
    وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)

    كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، فكل ما يعارض الحق فهو باطل .
    وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة ، ما يلزم .
    المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع .
    اعتصم بالحق ، واثبت على الحق ، واطرح كل ما خالفه .
    أحببت أؤكد على هذا ، فهو ينفع المسلم ، ويريح باله ، عند ورود الشبهات على قلبه ، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه ، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام ، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت ، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر ، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
    كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل ، فإن الآن أصبح الناس في فتنة ، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم ، المبتدع يتكلم ، والملحد يتكلم ، يطرح الشبهات ، المبتدع المعروف بالبدعة ، والمتسنن الذي ينتسب للسنة ، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار ، وتوجهات فيحملها ، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات ، أو السلوكيات .
    ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة ، وطرحه ، وعرضه ، وكلامه = يكذب انتسابه ، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة ، وفيما ينشره نشرا خاصا ، أو عاما ، فحذار من الاغترار به ، فكل من يتضامن معه ، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه ..اهـ [ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].

    فتمسك أخي المسلم بهذه التوجيهات تجد الراحة في الدين والدنيا والآخرة .
    والله اعلم .

  2. #2

    افتراضي ضابط لنشر مناظرات الشيخ أحمد ديدات ، وما شابه ذلك من مناظرات أهل البدع والأهواء

    وصيَّةٌ : ’’ لا تجْعَلْ قلبَكَ للشُّبهات مثل السفنجة ‘‘
    الشيخ د.محمد الخضيري


    السلام عليكم ورحمة الله , أنا لدي مجموعة مناظرات بين الداعية أحمد ديدات - رحمة الله - وبين علماء مسيحيين يطعنون في دين الإسلام والنبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن .
    والداعية - رحمه الله - رد عليهم بلسان صادق ؛ لسان الحق ، لسان الإنسان العاقل الذي لا يقبل التفاهات وأعجزهم بكلامه وقد ثارت الدماء حتى رؤوسهم بسبب عجزهم عن توضيح أوهامهم حول كون المسيح ابن الله وغير ذلك من الأباطيل ... ولكنني حين مشاهدتي للمناظرات سمعت القسيسين يتحدثون بلغة إن غفل عنها المسلم أو لم يتنبه لهدفها فربما تقنعه بالديانة المسيحية وذلك للمسلمين ضعاف الإيمان , ومن باب الحيطة ألغيت كل المشاركات - من جانبي - المتعلقة بهذا الموضوع في إحدى المنتديات ؛ وحذفت كل شيء حتى أتحقق جيداً من فضيلتكم , فماذا ترون جزاكم الله خيراً
    ؟

    الجواب
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من وآلاه و بعد :
    و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    أخي الكريم :
    اعلم أن الله تبارك وتعالى لم يُنعم على عبده نعمة أتمّ ولا أعظم عليه من نعمته عليه بالهداية لصراطه المستقيم، وتوفيقه للإسلام وللسنة والجماعة ، فكم من محروم من هذه النعمة ، وقد أعطاك الله تبارك وتعالى إياها تفضلاً و إحساناً بدون استحقاق منك عليه جل وتعالى فاعرف لهذه النعمة قدرها.
    وقد استشعر الصحابة والسلف الصالح عظيم منّة الله عليهم بتوفيقه لهم وهدايتهإياهم إلى السنة بعد أن هداهم للإسلام:
    فعن معاوية بن قرة أن سالم بن عبد الله حدثه عن ابن عمر قال: ما فرحتُ بشيء من الإسلام أشد فرحاً بأنّ قلبي لم يدخله شيءٌ من هذه الأهواء .
    وقال أبو العالية : ما أدري أي الغُنمين عليَّ أعظم : إذْ أخرجني الله من الشرك إلى الإسلام أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوى .
    اللالكائي : 1/130 .
    و لتحذر – رعاك الله وسددك – من الشبهات فهي أمراض معدية يجب التوقي من الإصابة بها فـ ((القلوب ضعيفة والشُبَه خطافة)) .
    سير أعلام النبلاء : 7/261 .

    و لا يجوز الخوض مع الكفار أو مع أهل البدع في مناظرات لاسيما لمن لا علمَ لديه و لا سلاح .
    ولذلك فالواجب على المسلم ألا يجعل من قلبه مسكناً للشبه، قال ابن تيمية لتلميذه ابن القيم ناصحاً: (( لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أَشْربتَ قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقراً للشبهات أو كما قال )) .
    مفتاح دار السعادة : 140 .
    و من هنا نوصيك بأمرين :
    الأمر الأول : الحرص على العلم دينك لا سيما ما يهم مسائل التوحيد و ما تحتاجه في يومك وليلتك ، قال تبارك وتعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) [محمد : 19] .
    الأمر الثاني : البعد عن سماع الشبهات و تقصدها ، و ما أجمل هذا المثل الذي ضربه ابن القيم – رحمه الله – حيثُ يقول : ( يكون حال السائر إلى الله والدار الآخرة مع الشبه حال المسافر تعرض له الآفات من العقارب والحيات وغيرها، فما عرض له منها في طريقه قتله، وما لا فلا يتّبعه ولا يبحث عنه إذ لو فعل ذلك لانقطع عن سفره وضل الطريق ) .
    مدارج السالكين:2/314 .
    و المجادلة و تتبع الشبه للرد عليها يكون للمتمكنين من العلم و الإيمان و لهذا لا أرى لك بث تلك المناظرات على العامة أو ضعاف الإيمان ، و يمكن لك أن تنقل هذه المناظرات إلى مواقع النصارى ، ومنتدياتهم ؛ حتى تؤثر عليهم و تكون سبباً في هدايتهم ، أو تشكيكهم في النصرانية المحرفة .
    وفقك الله وسددك و بارك فيك .
    و صلى الله وسلم على محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين .

    المصـــدر

  3. #3

    افتراضي الاطلاع على الشبهات ودعوة أهل البدع ، ليس لكل من هب ودب !!


    كتبه الأستاذ / متعلم

    إن الاطلاع على الكتابات ضد الإسلام وعلى الشبهات ليس متروكاً لكل من هب ودب ..

    إن الشرع الحكيم لم يترك هذا الأمر هملاً بلا ضوابط ولا قواعد .. ولكن وضع لذلك القواعد التى تنظمه .. والتى لو تأملتها لسبحت من له الخلق والأمر .

    إن الاطلاع على الشبهات ليس متاحاً لأى مسلم .. وإنما عليه بدء الطريق من أوله ..

    أولاً : على المسلم .. على وعليك وعلى جميع المسلمين .. البدء بتعلم القدر الأدنى من الدين الصحيح .. وخاصة العقيدة الصافية ..

    ثانياً : يباح له التدرج بعد ذلك فى الاطلاع على الشبهات ، ولكن ليس من كتب المعادين ، وإنما يطلع عليها من كتب علماء الإسلام التى تعرضت لهذه الشبهات وردت عليها .. أى أن الإباحة هى لقراءة الشبهة مع الرد عليها .. وليس لمجرد الشبهة دون الرد ..

    ثالثاً : يباح بعد ذلك لمن أتقن الاطلاع على الشبهات فى كتب المعادين دون رد عليها .. لأنه سيكون فى هذه الحالة بفضل الله قادراً على الرد على هذه الشبهات .. بما حصن به نفسه فى المرحلة الأولى .. وبما تدرب عليه عملياً فى الثانية ..

    وهذا الذى قرره الشرع وفصله العلماء .. هو العقل عينه والحكمة نفسها .. لأنه ليس من العقل والحكمة أبداً أن يتعرض المرء لشبهات المخالفين دون امتلاك العلم الكافى لدحضها .. ليس من العقل أن يخرج المرء وهو أعزل لعدوه المجهز بالأسلحة الفتاكة ..

    وأما من يقول : إن عقيدتى راسخة ولن تثنيها الشبهات أبداً مهما كان قوتها ..

    فنقول : حاله كحال من : ألقاه فى اليم مكتوفاً .. وقال : إياك إياك أن تبتل بالماء !

    ليس من الحكمة أن تضعنى فى غرفة مملوءة بالجراثيم ، ثم تطلب منى ألا يصيبنى المرض ، بحجة أنى صحيح معافى !

    معذرة أخى إن كنت أطلت عليك .. لكنها نفثة مصدور ! .. أبثها للكثيرين ! ..

    تالله لقد رأيت من يتصدى لمجادلة النصارى والملاحدة وهو لا يواظب على الصلاة فى جماعة !

    وتالله لقد رأيت من يتصدى لذلك وهو لا يحسن كيف يتوضأ !

    ولا أدرى .. هل المطلوب من المسلم أن يتصدى للرد على الشبهات قبل أن يلتزم هو بإسلامه شخصياً ؟ ..

    هل انعكست المسألة وانقلب الحال ؟

    إن الوضع السليم أن يلتزم المسلم بدينه .. ثم لمن امتلك العلم الكافى ـ وحده ـ وسلك طريقه أن يتصدى لدعوة غير المسلمين ونقد أديانهم .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. *( كتاب الروح لابن القيم )*
    بواسطة انصر النبى محمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-08-2014, 05:33 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-09-2008, 09:33 AM
  3. أين أجد كتاب إختيارات ابن تيمية لبرهان الدين ابن القيم !
    بواسطة حامل المسك في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-01-2006, 09:57 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء