الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

السجائر لا تفطر الصائم ! .. والجن كائنات مجهرية ! .. و"هدهد" سليمان ليس بهدهد ولا من الطير ! .. وبولس "اسم الدلع" لإبليس ! .. هذه بعض الدعاوى "الخنفشارية" .

وقد أخبر الصادق المصدوق - صلوات ربى وسلامه عليه - بأنه سيأتى على الناس سنوات خدّاعات ينطق فيها الرُّوَيْبِضة : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة.

والقصة مشهورة .. أفتى "رويبضة" في كل شىء : ما سُئل عنه وما لم يُسأل .. فاحتال عليه بعضهم بسؤال عن لفظة مخترعة لوقتها : "الخنفشار" .. فانطلق المتعالم يفتى : قال الشاعر : ... وقال فلان : ... وفي الحديث : ... قالوا : حسبك ! كذبت على هؤلاء فلا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .. صار وصف "خنفشارى" عَلمًا على كل مَن تكلم بغير علم أو تصدى لما لا يحسن .

ومع "الإنترنت" - منبر مَن لا منبر له - زاد ظهور "الخنفشاريين" وشاعت سفاسفهم .

خصصنا هذا القسم نصيحة للخنفشاريين أو لمن رددوا دعاواهم .. فإما استجابةً فالفضل لله وحده .. وإما عنادًا وعزةً بالإثم فسياط الحق ملهبة ظهور المكابرين والحمد لله وحده .

ليست مهمة هذا القسم تفنيد دعاوى الملاحدة ، فهذه محلها قسم "المذاهب الفكرية" .. وليست مهمته عرض حجج الإسلام وفضح مماحكات أعدائه ، فهذه مهمة قسم "الحوار عن الإسلام" .. وإنما مهمته : النصح لمرددى "الخنفشاريات" المنتسبين إلى الإسلام خاصة ..

لا يقتصر القسم على خنفشاريات فرقة بعينها معروفة باسمها .. يشترط فقط فى الدعوى : خنفشارية طبيعتها ، وانتساب قائلها إلى الإسلام .

{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [الإسراء/36] .