صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 103

الموضوع: الخير و الشر في الالحاد و القوانين الإنسانية

  1. #16

    افتراضي

    يا human_pulse
    الإدعاء ليس طريقا للتعرف على الحق من الباطل أو الخير من الشر لذلك طرحت السؤال بشكل مباشر و بدون مراوغة .. قد أقول لك إن الحياة و عدم الانتحار شر و باطل و لا أخلاقي لأن الانسان يفسد الطبيعة بحياته و يعذب نفسه أيضا بالمشاكل و الأمراض و الفقر و و و .. أو أقول لك إن المعز و الأسود كانوا أصدقاء هيركولس إبن الإله زوس و لكنهم كانوا غير أوفياء فسأل الابن أباه ان يمسخهم حياوانات و يعطي الامتياز للأسود لأنهم على الأقل كانوا يلعبون مع هيركولس كرة المخ أيام العطلة (أو أقول لك إن المادة عاقلة و حكيمة تخلق و تبدع ثم تموت فيرث الصخور و الجبال تلك العلوم و الحكمة على كوكب خارج الكون في كون آخر و هكذا تتكرر العملية)!! ثم أقول لك إن هذا حق.

    الحق و الخير لا نصل اليه بالادعاءات و لا تقول لي إن العرب يذهبون الى أمريكا لأنهم يعرفون الخير أو إن الياباني ينتحر لأن الانتحار حق و هو يعرفه .. ثم إنني لا أريد أن أسمع منك مبادئ جاءت من الاسلام ك "لا ضرر و لا ضرار" "أحب لأخيك ما تحب لنفسك".... الخ

    ما معنى الخير ؟ ما معنى الشر ؟ ما معنى الحق؟ ما معنى الباطل؟ ... وفق أي المقاييس تحدد هذا و بأي ميزان و بأي ظوابط و على أي أساس و على أي مبدأ !!؟؟

    أرجوا الإجابة
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  2. #17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة human_pulse مشاهدة المشاركة
    على فكره لو أختصرت النداء وقلت يا لا مسلم لكان ذلك أبلغ لأن دنيانا تزخر بالتصنيفات.
    المشكلة أن وضع معايير لكل شيء صعب حتى بالنسبة للمسلمين ولو رجعت إلى عصر الجدل والكلام فلربما اتفقت معي على أن هذه المواضيع لا تقبل التبسيط. ليت أن الحياة بسيطة نتعامل معها بسذاجة الأطفال.
    مع احترامي لرأيك

    قولك هذا لا يدل على أن الإسلام ليس موجودا و بالنسبة القوانين الوضعية التي لم تحترم

    هنا نتحث عن القاعدة الأساسية حتى وان لم نكن ملتزمين بها فالمسلم الغربي قد يكون أفضل لو أسلم

    كنت في البداية أرى ما تراه لكن لا غرابة ان أخذوا بعض التعاليم من الأديان ونسبوها الى البحث العلمي

    لا يعني هذا العلماني أكثر ايمانا وانسانية من المسلم

  3. #18

    افتراضي

    الحديث عن الخير والشر ذكرني ببعض المناسبات التي شهدتها عندما كنت أعيش بين ظهراني اللامسلمين (في الثمانينات) فلقد صادف أن كان هناك مجاعة في بعض الدول الأفريقية ورأيت كيف هبت المنظمات الخيرية لعمل حملات جمع تبرعات مكثفة وواسعة النطاق - لم أرى مثيلا لها في دار الإسلام - من أجل مساعدة المتضررين من المجاعة ولم يكن لدين المتبرع أو المستفيد من التبرع أي اعتبار. كانت العملية برمتها إنسانية بحتة. وأكثر من ذلك أن أبرز الموسيقيين تواطئوا تواطأً إيجابياً بديعاً من أجل أحياء حفلات يذهب ريعها للمتضررين من المجاعة وأصدروا تلك الأهزوجة الجماعية الرائعة بعنوان We Are The World التي ما زالت تسم ذلك الحدث.
    طبعا مثل هذه الأعمال الخيرية لا تعتبر عند البعض "كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مئة حبه" بل "كسراب بقيعة" ومع هذا فقد حققت الهدف الخيري المرجو منها وأنقذت الكثيرين بعيداً عن الأدلجة والمؤدلجين.
    آنذاك رأيت الفرق بين فعل الخير على نطاق عالمي وبين الخير المبطن في نصوص يتحفظها البعض من أجل التبجح والتباهي على الآخرين لا من أجل التنفيذ وإن نفذوا منها شيئا فإن أثره يبقى محصوراً في حدود ضيقه تعكس ضيق أفق ذلك البعض .
    وعلى ذكر المنظمات الخيرية الإنسانية فإنها جميعاً قد أتت من بنات أفكار الغرب ولا أستبعد أن ينظر إليها البعض من زاوية "كل محدثة بدعه وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار" ولكنها من كل النواحي مصدر خير حتى من ناحية تحريضها اللامباشر للدول الأسلامية على أن يحاكوها عن طريق تأسيس منظمات خيرية أسلامية كمنظمة الهلال الأحمر والتي جاءت كتقليد لمنظمة الصليب الأحمر، وهو تقليد فيه خير أيضا ولكنه خير سبقنا به عكاشة.
    وحسب ما سمعت فإن المساعدات التي قدمتها منظمات إنسانية لا أسلامية كانت هي الأبكر والأكبر والأكثر فعالية عند حدوث كارثة تسونامي وكذلك عند وقوع كوارث أخرى كالزلازل التي ضربت دول أسلامية.
    وقد لا يخفى على المتسائلين عن معنى الخير لدى الغير جهود نشطاء حقوق الإنسان الذين يأتون إلى فلسطين ويعرضون أنفسهم للخطر من أجل التعبير عن رفضهم لسياسة إسرائيل العنصرية ومناصرة المستضعفين بقدر ما يستطيعون بينما نكتفي نحن بمتابعة نشرات الأخبار أو جهود أولئك الذين يبذلون ما بوسعهم من أجل فضح الأساليب التي فيها تجاوز لحقوق الإنسان في معتقل جوانتانامو وغير ذلك. هل يجد المتسائلون في مثل هذه الأمثلة ما يعينهم على تكوين انطباع أفضل عن الأخرين؟
    وبودي لو أنني سمعت ولو لمرة واحده أن منظمة خيرية أسلامية قد مدت يد العون للمحتاجين من غير المسلمين. لكن وصف هذه المنظمات بالإسلامية يدل بوضوح على أن الخير من المسلمين محصوراً فيما بينهم (زيتنا في عجيننا) وليس عاماً للبشر أجمعين. ولا غرابة فهذا ما تأكده أغلب النصوص الدينية.
    التعديل الأخير تم 04-28-2008 الساعة 03:22 PM
    خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

  4. #19

    افتراضي

    الاقتباس من يحي:
    "الإدعاء ليس طريقا للتعرف على الحق من الباطل أو الخير من الشر لذلك طرحت السؤال بشكل مباشر و بدون مراوغة ..
    وهل هناك شكل آخر لطرح الأسئلة؟
    المهم أن الردود لا ينبغي أن تأخذ شكل الإصرار على الرفض والعناد. أنا أجبتك على تساؤلاتك ولم يكن جوابي لك مرضيا وآمل أن لا تكون النية المبيتة وراء التساؤلات هي المحاولة – عبثاً - لمصادرة الخير من الغير. الآن جاء دورك لتجيب على أسألتك وبشكل مباشر و بدون مراوغة أيضا
    (لتكمل معروفك) حتى يتخذ الموضوع طابع الحوار بدل الاختبار، فلا يكفي أن تنثر الأسئلة - بسذاجة - على الناس من على المنبر:
    ما معنى الخير ؟ ما معنى الشر ؟ ما معنى الحق؟ ما معنى الباطل؟ ... وفق أي المقاييس تحدد هذا و بأي ميزان و بأي ضوابط و على أي أساس و على أي مبدأ !!؟؟

    وحبذا خلال الإجابة أن توضح الفرق بين الميزان والمقياس وبين المبدأ والأساس ؟ ليصبح السؤال على مستوى من المعقولية والبيان.
    خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جاء الامير الوليد واعطى عمدة نيويورك عشرة ملايين دولار .. فرفض العمدة اخذها بحجة انتقاده لسياسة أمريكا تجاه إسرائيل. - شوف لك هالحجة المعيبة في حق العمدة الحقير !! - الامر الذي جعل عضوة الكونجرس الأمريكي سنثيا ماكيني ترسل خطابا أرسلته إلى الأمير الوليد تعتذر فيه عن رفض عمدة نيويورك رودلف جولياني تبرع الوليد بالمبلغ.
    فان الدول الغربية الاستعمارية بعد سيطرتها على دول وشعوب العالم وانتهابها لثرواتهم .. صارت دولا غنية جدا على حساب الشعوب الاخرى ..
    ولا تحتاج لاي مساعدة مالية او مادية منهم .. وها هي هذه الدول الغربية الاستعمارية بهذه الاعمال تحاول رد بعض ما انتهبته منهم اليهم

    وإن كان شعب الولايات المتحدة قدم مساعدات طارئة وشحيحة في كارثة تسونامي .. فانه يقدم ثلاثة مليارات دولار سنويا لدولة الاغتصاب وماكنة القتل والتشريد والهمجية والوحشية تشجيعا لها على اجرامها بحق الشعب الففلسطيني الاعزل

    فالخير عند الكفار مجرد فكرة .. لا تقوم على اساس انساني ..بل تقوم على اساس دعائي وتبشيري وللمصلحة فقط في آن واحد " ادفع دولارا تقتل مسلما " ..
    التعديل الأخير تم 04-28-2008 الساعة 08:33 PM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  6. #21

    افتراضي

    لماذا تقوم كثير من المؤسسات الإنسانية بتقديم المعونات والاغذية والأدوية للدول المنكوبة مثل ما حدث في تسونامي
    لنقرا ما كتبه الاستاذ مصطفى عبد الحليم


    (أطفال أندونسيون بمخيم للإيواء يتزاحمون لتلقي مساعدات

    تعتزم منظمات إسلامية في بريطانيا بناء قرى للأطفال الأيتام في المناطق التي تضررت بجنوب آسيا جراء الزلزال وموجات تسونامي العاتية التي تبعته أواخر ديسمبر 2004، وسط دعوات بمواجهة النفوذ المتزايد للبعثات التنصيرية المسيحية بالمنطقة المنكوبة.

    وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" الجمعة 14-1-2005، قال إحتشام هبة الله المتحدث باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا: "تعتزم المنظمات الخيرية الإسلامية بالتعاون مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية بناء قرى أطفال للعناية بهؤلاء الذين فقدوا أسرهم جراء الزلزال...لا ينبغي ترك غير المسلمين يسيئون استغلال أوقات النوائب التي تحل بالمسلمين".

    وتدعم جمعيات إسلامية عديدة مشروع بناء قرى الأطفال، منها الرابطة الإسلامية في بريطانيا، ومجلس مسلمي بريطانيا، واتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في بريطانيا وأيرلندا المعروف اختصارا باسم "فوسيس"، والجمعية البريطانية الإسلامية.

    وجاء حديث هبة الله لـ"إسلام أون لاين.نت" بعد نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا يوم 13-1-2005 كشف عن أن منظمة "وورلد هيلب" (المساعدة العالمية) التنصيرية الأمريكية تعتزم نقل 300 طفل مسلم من إقليم آتشيه في إندونيسيا إلى دار مسيحية لرعاية الأيتام في العاصمة جاكرتا. لكن جماعة "المساعدة العالمية" قالت بعد ساعات من نشر التقرير في "واشنطن بوست" إن الحكومة الإندونيسية رفضت السماح لها بنقل الأطفال.

    وبعد أن ضربت موجات تسونامي آتشيه سارعت بعض منظمات الإغاثة المسيحية إلى تقديم المساعدات مستغلة ذلك في القيام بأنشطة تنصيرية في المناطق ذات الأغلبية المسلمة.

    وقلل هبة الله من شأن التقارير التي تحدثت عن عملية تنصير واسعة في المناطق المسلمة التي تضررت جراء طوفان آسيا. كما سلط الضوء على التعاون بين المنظمات المسلمة والمسيحية في مساعدة الناجين من الكارثة.

    واستشهد المتحدث باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا بالتعاون بين منظمة "الإغاثة الإسلامية" وهي واحدة من كبرى الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم، وكنيسة أمريكية تسعى إلى تقديم معونات للتخفيف من معاناة منكوبي تسونامي.

    جهود التنصير مستمرة

    غير أن عددا من المنظمات المسيحية التي سارعت إلى المنطقة المنكوبة في آسيا أعلنت وبشكل صريح عن قيامها بتقديم المعونات إلى جانب تلقين المنكوبين معلومات عن المسيحية.

    ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية الجمعة عن وليام سوهاندا المسئول بمنظمة "نور الحب لآتشيه" المسيحية التي تساعد في توزيع المواد الغذائية في باندا آتشيه عاصمة إقليم آتشيه: "نفضل أن نلبي الحاجات المادية أولا... كما أننا نريد أن نطلعهم على القيم المسيحية". وأغلبية سكان إقليم آتشيه من المسلمين مثل بقية إندونيسيا.

    أما رجل الدين الإنجيلي الأمريكي مارك كوزينسكي فقال: إنه "من المستحيل الفصل بين الأنشطة الإغاثية والإنجيل... هؤلاء الناس يحتاجون الغذاء لكنهم يحتاجون أيضا للمسيح".

    ونقلت الوكالة الأمريكية عن كوزينسكي إقراره أنه تلقى تنبيهات تحثه على التقليل من حدة رسائله التنصيرية.

    تبن وخطف

    وكان "جان إيجلاند" وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون الإنسانية وتنسيق عمليات الإغاثة الطارئة قد أشار يوم 13-1-2005 إلى محاولات فردية لتبني وخطف "يتامى تسونامي المسلمين" وتنصيرهم. لكنه شدد على ضرورة وقف هذه الأعمال على الفور.

    وثمة مخاوف من اندلاع أعمال عنف طائفي في آتشيه التي يوجد بها 5 كنائس.

    وقال "إدي روبل" وهو مسيحي من ولاية "نورث كارولينا" الأمريكية ويقوم بأعمال تطوعية في آتشيه: "في أي وقت توجد فيه طائفة مسلمة قوية ومخاوف بشأن التنصير، سيحدث صراع".

    جهود إسلامية محلية

    من ناحيتها، واصلت المنظمات الإسلامية في آتشيه عملياتها الإغاثية وكثفتها، حيث أقامت مستوصفات طبية وفتحت أبواب المدارس، وهي تقدم الجزء الأكبر من المواد الغذائية والأدوية لعشرات الآلاف من المنكوبين، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس" في نشرتها الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

    وأضافت الوكالة أن منتسبي منظمة "جبهة المدافعين الإسلاميين" الإندونيسية قضوا الجانب الأكبر من الأسبوع الحالي يستخرجون الجثث من بين الأنقاض.

    كما كان للأحزاب الإسلامية دور واضح في إغاثة منكوبي الزلزال وما أعقبه من موجات عاتية، من أبرزها حزب العدالة والرفاه، وهو حزب سياسي حاز على شعبية واسعة بإندونيسيا بفضل دعوته للفضيلة والنزاهة الحكومية.

    ووصل قرابة ألفي متطوع من منتسبي الحزب إلى المنطقة بعد أيام من وقوع الكارثة. وأصبح من المألوف رؤيتهم يقودون السيارات الإغاثية في أنحاء باندا آتشيه أو وهم يفرغون حمولات المساعدات الإنسانية.)

    فهذه هي عادتهم واساليبهم القذرة
    استغلال النكبات من اجل التنصير
    عجبا لملحد لا ينتحر



  7. #22

    افتراضي

    صور من تجاوزات المنظمات الإنسانية الدولية
    د. محمد بن عبد الله السلومي
    السائحون على الكوارث [1] :

    تقوم المنظمات العالمية المعنية بالعمل داخل بلادها أو خارجها بأعمال إنسانية جيدة في مجالات الإغاثة والإسعاف والجوانب الصحية .
    ولا شك أن لبعضها آثاراً إيجابية في مناطق الاحتياج وأماكن الكوارث والأزمات .
    ومن المعلوم أن معظم المنظمات العالمية إن لم يكن كلها تحتفظ بأهداف خاصة غير الأهداف المعلنة ، وقد تعمل بهما معاً .
    إن المشكلة التي تواجه تلك المؤسسات هي ما يتعلق بتنفيذ الأهداف الخفية ؛ لأن معظم مناطق الأزمات والكوارث ومواقع اللاجئين تعتبر في البلاد الإسلامية أو مناطق للأقليات المسلمة ؛ حيث تشكل حوالي 70% من عموم مناطق الاحتياج في العالم .
    وتتعمد الكثير من المنظمات العمل المنظم والقوي لتغيير الأديان والثقافات ؛ وهذا يتعارض مع النظام الدولي المعلن والقوانين المنظمة لأعمال المؤسسات والمنظمات الإنسانية .
    من هنا تبرز ضرورة إيراد بعض الصور الموجزة عن الأيدي البيضاء هل هي بريئة دوماً ؟ وذلك كما تساءلت مجلة الأوروبية - كما سيأتي - التي رصدت بعض هذه الصور نقلاً عن بعض الخبراء الألمان وغيرهم .
    كما أن صاحب كتاب ( سادة الفقر ) ( غراهام هانكوك ) قد كشف من خلال خبرته وعمله بجوار بعض الهيئات والمنظمات الدولية الشيء الكثير ؛ حيث وصف هذا الباحث الذي عمل مراسلاً لصحيفة ( الإيكونومست ) الاقتصادية اللندنية في شرق أفريقيا ، ومحرراً ( لجريدة الدولي الجديد ) الإنجليزية ، ومحرراً لمجلة ( المرشد لأفريقيا ) كما عمل في عدد من البلدان النامية مما أتاح له فرص مراقبة أنشطة وكالات الغوث عن كثب ، وفي ظروف مختلفة وأحوال عديدة ، ورغم أنه نال جائزة على جهوده في مجاعة إثيوبيا عام 1984/ 1985م ؛ إلا أنه أبصر حقيقة هذه الوكالات وأعمالها وسلوك كثير من كبار العاملين ، ويعتبر هذا الكتاب أول كتاب يأتي موثقاً وعارضاً لحقائق صناعة العون والإغاثة التي كانت في أوائل التسعينيات تصرف ما لا يقل عن ( 60 ) مليار دولار سنوياً [2] من البلدان الغنية إلى البلدان الفقيرة .
    وإنه لمن المناسب حقاً إيراد نماذج من تجاوزات بعض المنظمات الإنسانية التي حدثت ، والتي لا تقل خطورة في ذاتها أو أعمالها وآثارها المباشرة وغير المباشرة عن أخطاء قد تكون حدثت من قبل بعض فروع أو أحد منسوبي المؤسسات الخيرية الإسلامية ، ومع ذلك لم يكن التشهير ، أو المصادرة والإغلاق من نصيبها .
    إن ما تقوم به بعض المنظمات الإنسانية الدولية في داخل أمريكا أو في أنحاء متفرقة من العالم ، ولا سيما في مواقع الأزمات والحروب والصراعات يعتبر من المخجل حقاً أنْ يقع من مؤسسات معنيةٍ بالدرجة الأولى بحقوق الإنسان ، ومن ذلك على سبيل المثال : 1 - مليار دولار من التبرعات لتغطية فضائح القسس الجنسية في أمريكا .
    2 - استغلال الإغاثة في تغيير الدين والثقافة .
    3 - توزيع الأطعمة والأدوية الفاسدة .
    4 - الفساد الإداري والمالي وقصص استغلال الضرائب .
    5 - الجنس مقابل الغذاء .
    1 - مليار دولار من التبرعات لتغطية فضائح القسس الجنسية في أمريكا في عام 2002م : استدعى البابا ( يوحنا بولس الثاني ) كبار رجال كنيسة الروم الكاثوليك في الولايات المتحدة إلى الفاتيكان في روما ، لبحث ما تكشّف أخيراً من ضلوع بعض القساوسة الأمريكيين في فضائح جنسية هزت بشدة صورة الكنيسة هناك .
    وقال الفاتيكان : إن الاجتماع مع الكرادلة الأمريكيين ربما يُعقد في وقت لاحق .
    ويخضع أسقفا ( نيويورك ) و ( بوسطن ) ؛ صاحبا أكبر منصبين في الكنيسة الأمريكية لضغوط كبيرة من أجل تقديم استقالتيهما لما يقال عن ضلوعهما في محاولة للتستر على تورُّط بعض القساوسة في فضائح جنسية ، كما اتُّهم أسقف ميلووكي بحجب معلومات عن فضائح جنسية مماثلة .
    ويواجه بعض رجالات كنيسة الروم الكاثوليك في عدة دول اتهامات مماثلة بالضلوع في فضائح جنسية ، وكان البابا قد ندد علناً الشهر الماضي لأول مرة بالقساوسة المتهمين .
    * مصداقية الكنيسة : واتُّهم كذلك رئيس أساقفة ( بوسطن ) الكاردينال ( برنارد لو ) البالغ من العمر 70 عاماً ، بأنه كان على علم بأن عدداً من القساوسة في أبرشيته يتحرشون بالأطفال جنسياً بشكل مستمر ، ولكنه لم يقم بتأديبهم بل اكتفى بنقلهم إلى أبرشية أخرى ، حيث زادوا من ممارساتهم على ضحايا جدد .
    وهناك فضائح مماثلة في كل من ( سانت لويس ) و ( فلوريدا ) و ( كاليفورنيا ) و ( فيلادلفيا ) و ( ديترويت ) .
    وقال مراسل الـ » بي .
    بي .
    سي « : إن المشكلة أثرت على مصداقية الكنيسة ، ومن الواضح أن الفاتيكان يريد أن يتخذ الخطوات اللازمة .
    ولم يحضر الكاردينال القداس الأخير في الشهر الماضي في كاتدرائيته لتجمع عدد من المحتجين خارجها هو الأمر الذي أعاق المراسم .
    * انتقادات شديدة : ويواجه نحو ( 3000 ) من القساوسة اتهامات بالتحرش الجنسي بالأطفال ، وقد وجهت انتقادات شديدة للكاردينال لعدم معاقبة القس السابق في ( بوسطن ) ، ( جون جيوجان ) الذي يعتقد بأنه تحرش بنحو ( 100 ) مائة شخص خلال عشرين عاماً ، بل اكتفى بنقله إلى أبرشية أخرى .
    وقد كلفت هذه الفضائح الكنسية مبالغ طائلة وصلت إلى ( مليار دولار ) ، حيث اضطرت لعقد تسوية خارج المحكمة في عدد من القضايا ، وذكر أن عدداً من الأبرشيات قد أفلست تماماً بسبب الفضائح [3] !!
    2 - استغلال الإغاثة في تغيير الدين والثقافة : تعمد بعض المنظمات غير الحكومية انتهاج سياسة المنح الدراسية لطلاب الدول الفقيرة لأهداف سياسية أو ثقافية ، وتعتبر منظمة سورس الأمريكية من أقوى المنظمات في هذا المجال ، حتى تعرضت المؤسسة لمشاكل إدارية وسياسية مع الاتحاد السوفييتي لهذا السبب .
    وعند التأمل في سياسة المنح الدراسية والمساعدات الأكاديمية التي ترعاها حكومات الدول الصناعية ، أو المؤسسات غير الحكومية في تلك الدول للطلاب والأكاديميين من دول العالم الثالث ، تبرز ملاحظات دقيقة .
    فلا جدال أن الدول النامية والفقيرة حصدت مكاسب من ورائها ، ولكن ثمارها لم تكن جيدة دوماً ، فثمة اتهام شائع يلاحق هذه السياسة بأنها أداة للتبعية الثقافية والغزو الفكري ، كما أنها تتحمل جانباً من المسؤولية عن ظاهرة » نزوح الأدمغة « إلى العالم الصناعي ، حيث يجري اصطفاء نخبتهم للعمل في الصوامع العلمية والتقنية الغربية لقاء حوافز لا يحلمون بها في بلادهم ، وهذا ما يسمى ( استقطاب الكفاءات ) .
    وزيادة على ذلك ؛ فإن الدول المقدمة للمنح الدراسية تكون قد وظفت في الواقع سفراء جيدين لها في بلدان العالم الثالث ؛ فهم مؤهلون بشكل مرموق ، وسرعان ما يرتقون إلى قمة الهرم الاجتماعي والسياسي والوظيفي والاقتصادي في دولهم والمكاسب هنا تكون مركبة .
    من جانب آخر تكون هذه الدول الصناعية قد أَثْرت رصيدها المعلوماتي والبحثي عن العالم الثالث عبر ذلك الكم الهائل من الدراسات والرسائل الأكاديمية التي تعدها الصفوة العلمية القادمة من ذلك العالم ، فترسو في خزائن المعاهد الغربية لتشكل من ثَمَّ قواعد معلومات ، وأرضية أبحاث فائقة الجودة تمكن من فهم هذا العالم النامي عن كثب ، والتعامل معه بالطريقة الأمثل في مسارات المصالح كلها .
    وبعيداً عن أشكال المساعدات الحكومية وما يلفها ، تجدر مراجعة أنماط المساعدات التي تقدمها المنظمات غير الحكومية وخاصة أن القطاع غير الحكومي سلطة لا يستهان بها في عالم اليوم ، وعناصر قوة هذه السلطة تتمثل أساساً في بنيتها التخصصية الكفؤة ؛ فهي تغطي كافة المجالات والاهتمامات ، وفي قدرتها التمويلية العالية التي تتمتع بها ، وهي مستفيدة من التسهيلات وحرية الحركة القائمة في البلدان الغربية ، وفي امتداداتها العالمية عبر البحار مع اعتبار الغرب مركزاً للتحرك ومحوراً له .
    النظرة السائدة إلى المنظمات غير الحكومية على جانبي الأطلسي ترى فيها أذرعة ممتدة للعالم الغربي باعتبارها أحد العناصر المشكِّلة لنسيجه العام .
    فالتي تعنى منها بشؤون الأسرة أو المرأة أو حقوق الإنسان مثلاً ، غالباً ما تروج للتصورات الغربية الخاصة بهذه القضايا ، بل ويعمل بعضها على تكوين دوائر نخبوية ومؤسسات تابعة في العالم الإسلامي تتبنى النظرة ذاتها ، وبذلك تتم العولمة الثقافية والفكرية ، وعولمة القيم التي قد تتعارض مع دين وثقافة البلدان المستهدفة [4] .
    يعتبر تغيير الدين أو التنصير من الأنشطة الملازمة لأي عمل إغاثي في العالم الثالث عامة أو الدول الفقيرة على وجه الخصوص ، وفي ذلك يشير غراهام هانكوك صاحب كتاب ( سادة الفقر ) عن جوانب من استغلال الإغاثة لتغيير الأديان والثقافة بقوله : » لقد كنت كصحفي في إثيوبيا في إحدى الكوارث ، لكنَّ الصحفيين ليسو وحدهم الذين يصطفون للسياحة على الكارثة ؛ فهناك الوكالات التطوعية مثل الفاو ، واليونسيف ، برنامج الغذاء العالمي ، وبجوارهم جميعاً مجلس الكنائس العالمي ؛ وكما يقول المؤلف : » فقد أرسل ممثليه بوجوههم الرمادية يبعثون كميات مناسبة من الوجوم والوقار والإخلاص للعمل ، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة قد وجد لنفسه فرصة ليرى بنفسه كيف يبدو الأطفال الجوعى ، وأن تؤخذ له صور وهو يعمل ذلك « .
    ينقل ( غراهام هانكوك ) عن ( نيد أنغستروم ) الذي كان رئيساً لمنظمة رؤية العالم ( watch World ) قوله : » إننا نحلل أي مشروع أو برنامج نقوم بتنفيذه للتأكد بأن ذلك البرنامج يمثل الجانب التنصيري ( الدعوة ) فيه مكوناً مهماً ، إننا لا نستطيع أن نطعم الناس ثم نتركهم يذهبون إلى جهنم « .
    ويضيف الكاتب بناء على شهادات عيان لمنظمات إغاثية تعمل مع منظمة ( رؤية العالم ) أن العاملين في رؤية العالم عادة ما يستخدمون التهديد بوقف الطعام لإجبار اللاجئين من السلفادور لحضور القداس البروتستانتي .
    ويشير الكاتب إلى أنه أينما اختلط الدين بالعمل الإغاثي فإن تكاليف بشرية يجب أن تدفع .
    وكذلك في كثير من الأحيان فإن تصرفات بعض العاملين في هذه المنظمات تغضب المغاثين ، ومن ذلك ما حدث في الصومال عندما أضاعت منظمة ( A.
    I.
    C ) ومنظمة ( رؤية العالم ) دولارات المانحين بتعيينها لجماعة من المسيحيين المتطرفين للإشراف على برامجها في معسكرات للاجئين ، والتي أقيمت في أعقاب الحرب على الحدود مع أثيوبيا .
    فبالإضافة إلى معاداة وإغضاب المسلمين الذين يعملون في أوساطهم ، فقد كان هؤلاء الناس صغار السن وعديمي التدريب والخبرة [5] .
    يستطرد غراهام هانكوك قائلاً : " لقد أحدث ( روبرت سميث ) أحد العاملين في منظمة ( رؤية العالم ) في الصومال ارتباكاً وحيرة وسط متعهدي المواد والمعدات بتوقيعه لكل المكاتبات التلكسية بعبارة : ( بارك الله في روبرت ) .
    كما أن إحدى الممرضات التي عملت مع منظمة ( A.
    I.
    C ) في مشروع بناء مظلات بمواد مستوردة لم تعامل جيداً بالمبيدات ، فانهارت بفعل الأرضة ، وقد استقالت الممرضة ؛ لأن المشرفين على المعسكر غير مدربين على مثل هذا النوع من العمل .
    ويضيف الكاتب أن بعض العاملين يضع التبشير في مقام أعلى من إدارة المتطلبات المادية للاجئين ، مما أدى إلى وقوع كثير من الأخطاء الفادحة ، ومن ذلك » أن إحدى المنظمات الأمريكية طلبت مبلغ مائة ألف دولار لمؤن ومعدات للمعسكر ، ثم ألغت ذلك عندما اتضح أن الميزانية قد استهلكت بصورة رديئة ، والأسوأ من ذلك أن المسيحيين المنصِّرين المشاركين في إحدى العمليات الصحية لجهلهم في بعض الجوانب الطبية اختاروا لتوفير النفقات إلغاء العمل الجاري في المجال الصحي والذي كان متضمناً كل الجرعات المنشطة في المرحلة الثانية لحملة تطعيم للأطفال ، قامت تلك المنظمة بجولاتها الأولى في أحد عشر معسكراً .
    نتيجة لذلك أصبح آلاف الأطفال الذين تناولوا الجرعة الأولى أكثر تعرضاً للوبائيات المميتة مما لو تركوا دون الجرعة الأولى « [6] .
    وفي سياق آخر ذكر ستان جوثري Guthrie Stan أن مجموعة من النصارى العرب المقيمين في الولايات المتحدة قاموا بإنشاء منظمة تسمى ( المعونة الصحية للشرق الأوسط ) واختصارها HOME ، وتضم هذه المجموعة 60 عضواً يعملون من خلال مهام طبية قصيرة الأمد في الشرق ؛ وذلك من خلال إرسال المساعدات الطبية إلى المناطق المحتاجة ، ولا يقف دورهم عند علاج المرضى فحسب ، بل يعقب الدكتور عصام رعد أحد أفراد المنظمة : واجبنا تجاه أولئك هو الحد من موت الأفراد على غير النصرانية ! [7] .
    أياً كان الأمر ؛ فبالإضافة إلى ذلك كله فإن بعض هذه المنظمات مسؤولة إلى حد ما عن تشجيع بروز » نخب معزولة « عن سياقها المجتمعي والتاريخي والحضاري ؛ فهي نخب تنتمي نظرياً فقط إلى مجتمعها وأمتها ؛ بينما تستنشق هواءها ، وتستقي غذاءها من بيئات غربية ، ويمارس بعضها احتكار الحقيقة ، وقد تعيش في أبراج عاجية بعيداً عن هموم مجتمعها وتحديات أمنها .
    ومع ذلك كله لا يجوز وصف هذه المؤسسات بالنعوت السلبية من حيث المبدأ ، ولا على سبيل التعميم أو إغفال جوانبها الإيجابية ، ولكننا نلاحظ تجاهل كثير منها للقيم والخصوصيات الحضارية والثقافية غير الأوروبية أو الأمريكية ، ولا سيما عندما تنشط وتتحرك في عالم الجنوب .
    مما يوحي باعتبارها التجربة المدنية الغربية بمثابة المثل الأعلى لما ينبغي أن تكون عليه أمم العالم الأخرى .
    أو أن هذه التجربة تمثل قمة الرقي الذي حازته الإنسانية في تاريخها الطويل .
    وهنا تلتقي هذه المنظمات مع فرانسيس فوكوياما ونظريته » نهاية التاريخ « بل ومن هذا الوجه فقد لاحقت هذه الفئة من المنظمات تهمة ممارسة الوصاية على الآخرين [8] ، وفي حالات عديدة تبرز مرامي بعيدة لتقديم المعونات مثل نشر المعتقد وكسب الأتباع ، وتغيير الخارطة الاجتماعية والعبث بالتناقضات الداخلية للشعوب المستهدفة .
    * تنصير المسلمين .. تفتتح أمريكا كليات ومعاهد ومدارس للدعوة وأصول التبشير النصراني في أراضيها بشكل مستمر ، لا للحفاظ على هويتهم الدينية ؛ فهذا له مؤسساته وكنائسه وإعلامه ، ولكن الكليات التي تفتتح والمؤتمرات التي تنظم إنما هي متخصصة في تبديل الأديان واختراق المجتمعات خارج أمريكا .
    تلك الجمعيات التي يراد لها الهداية إلى المسيحية !! وهي موجهة للشعوب المسلمة بوسائل قوية وحديثة ومدروسة ، وليعمل الخريجون بعد ذلك في المؤسسات الإغاثية العالمية ، أو تحت غطاء آخر .
    وعلى سبيل المثال فإن ما تقوم به ( جامعة كولمبيا الدولية ) بأمريكا يوضح الدور المتخصص ؛ حيث تقوم الجامعة المذكورة بإعداد دروس خاصة في التنكر والتخفي لتيسير تنصير المسلمين وهو ما تسميه بعض المجلات الأمريكية ( الحرب الصليبية الحذرة ) ، وهذا ما نشرته مجلة ( الأم جونز ) الأمريكية في شهر يونيو 2002م ، وقد وصل عدد المنصرين لهذا الغرض ( 3000 ) منصر لتنصير المسلمين فقط ينتشرون في ( 50 ) دولة إسلامية .
    ويقول ( ديفيد كاشين ) أستاذ الدراسات الثقافية في الجامعة المذكورة ؛ الذي يرتدي الملابس الإسلامية ويتواصل مع الذين اعتنقوا النصرانية : ( نحن نعتبر الإسلام هو الجبهة الأخيرة !! ) ويقول : ( إن المسيح أجَّل عودته طيلة ألفي سنة ؛ لأننا لم ننجز المهمة الموكلة إلينا !! ) .
    كما يقول الدارسون في جامعة كولمبيا من تلاميذ الأستاذ ( ريك لون ) إن أي ضرر بسبب عملهم لا يقارن بالهدف الذي يسعون إليه والمتمثل في تقويض الإسلام قائلين : ( إذا لم تتح الفرصة للمسلمين كي يعيشوا تجربة المسيح فسوف يذهبون إلى الجحيم !! ) وذلك رداً على الناقدين لهم بأن أعمالهم التبشيرية تتسبب في تعطيل توصيل المعونات الإغاثية وتؤجج مشاعر الكراهية تجاه الغربيين .
    المنصرون يكثفون جهودهم في كل مكان يستطيعون الوصول إليه من العالم الإسلامي ، وهم يتعلمون منهج ( السياقية ) ، وخلاصتها أن يضع المنصر نفسه في سياق المجتمع الذي يخاطبه ؛ فيجب عليهم أن يتحولوا إلى مسلمين في مظهرهم حتى يصلوا إلى مفاتيح قلوب المسلمين ؛ فقد يظهرون بأسماء مسلمة ويطلقون لحاهم ويرتدون الجلابيب ، والنساء يرتدين الحجاب ، وليس هناك ما يمنع أن يؤدي المنصرون الصلوات مع المسلمين أو أن يصوموا خلال شهر رمضان .
    وما أسهل أن يشاركوا المسلمين في عيدي الأضحى والفطر ، فهذا ( روبرت تلفرسون ) الذي يعمل مديراً لمنظمة ( كير ) للإغاثة حينما خدم مع قوات المارينز الأمريكية في الصومال في بداية التسعينيات ، كانت هناك ( 200 ) منظمة تعمل من أجل السيطرة على المجاعة التي هددت ذلك البلد المنغمس في الحرب ، يقول : ( غير أن المنصرين تسببوا في تدهور الموقف ، وذلك حينما ظهروا في مراكز توزيع الطعام ، وتصرفوا على نحو أقنع الناس بأن عملية الإغاثة من خلال الطعام مرتبطة بالتنصير ؛ حيث أدى ذلك إلى كارثة ؛ فقد تزاحم الصوماليون لسرقة الطعام ، ثم أشعلوا النار في الحافلات ) [9] .
    لقد اجتمع المنصرون في عام 1977م في ( بال ) بسويسرا بشأن تنصير العالم ، وفي عام 1978م اجتمع المنصرون الأمريكان في ولاية ( كلورادوا ) بزعامة ( 150 ) منصراً من أشهر المنصرين ، وقدموا ( 40 ) دراسة حول الإسلام وعلاقته بالمسيحية ، وكان الهدف المعلن هو تنصير المسلمين في العالم ، ورصدوا لذلك ألف مليون ( مليار ) دولار ، وأنشؤوا لذلك معهد ( زويمر ) لتخريج المنصرين تخليداً لذكرى أحد المبشرين الكبار الذي كان مقره في ( البحرين ) في أوائل القرن العشرين ، والذي ترأس مؤتمر المبشرين بالقاهرة في عام 1906م .
    وفي عام 1995م عقد اجتماع باسم ( مؤتمر المجلس العام لتنصير العالم ) عقده المجلس العام لتنصير العالم sultation on world Evangelizatiom ) ( Global con قام بدعوة 500 شخصية مختارة ، كل منها قادرة على تعبئة شبكات تنصيرية جديدة ، وهي الأخرى بدورها قادرة على تعبئة 10 آلاف شخص آخر لهم القدرة على تعبئة 200 ألف إرسالية تنصيرية جديدة مع حلول عام 2000م ، كما تم اختيار 500 منسق مناطق جغرافية لتنسيق شؤون التنصير ، ودعوة 250 متخصصاً قومياً يعملون في إقامة دراسات تنصيرية دائمة في بلادهم ، ودعوة 550 قساً ملتزماً بتعبئة جماهيره لدعم التنصير المحلي والعالمي ، ودعوة 300 متخصص في وضع نماذج مبتكرة لأعمال تنصيرية مشتركة وشبكات تعاون تنصيرية ، ودعوة 300 متخصص في تنصير المدن ومتخصص في إنشاء الكنائس ، ودعوة ما يزيد عن 500 رجل دين متخصص في إقامة المقدسات الدينية الجماهيرية ، ودعوة ما يزيد عن 100 متفرغ ومتخصص في التنصير الإذاعي ، ودعوة 300 زعيم متميز في ترجمة وتوزيع وإنتاج الإعلام التنصيري ، إضافة لدعوة ما يزيد عن 300 زعيم نصراني يعمل في تغذية الجهود الساعية لإقامة كنائس في بلادهم [10] .
    وأخيراً ماذا يعني برنامج المنح الدراسية الذي يتبناه ( جورج شورس ) ومؤسسته العملاقة ( المجتمع المفتوح ) ؟ خاصة في جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية ، وبلاد البلقان الإسلامية ، ولا سيما أن المنح لفئات متميزة من المسلمين وبأعداد كثيرة تصل إلى الآلاف .
    3 - توزيع الأطعمة والأدوية الفاسدة : يقول ( غراهام هانكوك ) في كتابه : ( سادة الفقر ) : » إن الغذاء المقدم من المجموعة الأوروبية كهدية عادة ما تصحبه كثير من الشكاوى من المنتفعين ، بناء على قول عضو البرلمان الأوروبي ( ريتشارد بالف ) الذي قال : » إنه من غير المقبول تماماً أن نقوم بتصدير غذاء لا نأكله نحن أنفسنا « ، ويضيف الكاتب : في » أعقاب انتشار الإشعاع الصادر عن حادث تشرنوبيل في روسيا عام 1986م ، تحولت كميات من الأغذية الملوثة التي تعتبر غير قانونية في أوروبا إلى شحنات إغاثة ؛ فقد تم إغلاق مصنع أغذية في البحر الأحمر بعد أن استخدم دقيقاً إيطالياً من قمح يوناني ملوث بالإشعاع « .
    علاوة على ذلك » في عام 1988م ، أجبرت مجموعة من الدول الأفريقية المسحوقة لرفض أغذية من المجموعة الأوروبية ؛ لأنه ثبت أنها ملوثة تلوثاً خطيراً « .
    وينقل الكاتب ما قاله ( لاري سايمون ) المسؤول عن أوكسفام أمريكا : » في أوقات الكارثة تتدحرج إلينا كل أنواع القاذورات « ؛ حيث قامت إحدى المنظمات التطوعية الأمريكية الخاصة الغذاء للجوعى بشحن ( 19 ) طناً من الأدوية والأغذية المنقذة للحياة إلى كمبوديا إبان المجاعة الكبرى 1979 - 1980م ، فكان الغذاء قديماً لدرجة أن أصحاب حدائق الحيوان رفضوا إعطاءه لحيواناتهم .
    كما أن فعالية الأدوية كانت منتهية قبل خمس عشرة سنة !! قامت منظمات الإغاثة بشحن ( 800 ) حقيبة من أغذية الأطفال الفاسدة إلى معسكرات اللاجئين في هندوراس ؛ كما شحنت ( 15 ) ألف طن من الأغذية الأوروبية إلى مناطق موزمبيق المتأثرة بالمجاعة في أفريقيا ، وعند وصول تلك الشحنة وجد أنها قديمة ومليئة بالحبوب المكسرة والأوساخ والطين وغير صالحة للاستهلاك .
    ومثال آخر شحنة من الذرة الشامية ( 26 ) ألف طن أرسلت كمساعدة إلى النيجر تبين بعد فحصها أنها لا يمكن أن تكون مقبولة حتى كغذاء للحيوانات .
    في سنة 1982م رفضت جيبوتي التي خربها الجفاف شحنة إغاثة من السوق الأوروبية ( 974 ) ألف طن التي كانت مصممة على فرض شحنتها الغذائية على الأفريقيين الجائعين بأي طريقة ، وأخيراً قبلت زائير الشحنة نفسها بعد عامين في 1984م .
    في المغرب أُوقف عام 1983م استخدام ( 240 ) طناً من الشحوم لصناعة الصابون ، تبين أن الزيت يحتوي على أربعة أضعاف لأعلى معدل جرثومي مسموح به ، وفي نفس العام أتلفت تونس ( 354 ) طناً من زيت شحوم أخرى أكثر خطورة لاحتوائه على نسبة عالية من البروكسيد ولتلوثه بالديدان .
    في حين أن الشحوم الأوروبية التي سمح ببيعها إلى ليبيا وهي دولة بترولية في عام 1986م وبسعر مخفض ( 16 ) بنساً كانت سليمة ؛ في صفقة تقدر بسبعة ملايين جنيه متضمنة ( 700 ) طن من لحوم مخفضة السعر [11] .
    وقد ذكرت مجلة الأوروبية الصادرة في بريطانيا تقريراً عن بعض هذه الأخطاء ، وأن الدوافع للمساعدات تنعش إمبراطورية العقاقير الدوائية ، وأوردت بعض الإحصائيات ، فقالت : وصلت إلى البوسنة و الهرسك خلال الحرب الطاحنة في التسعينيات مساعدات دوائية وطبية يعود تاريخ تصنيعها إلى الحرب العالمية الثانية ؛ حيث تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن 60% من الأدوية التي وصلت إلى البوسنة والهرسك خلال سنوات الحرب الأخيرة لم تكن صالحة ، وحسب بيانات المنظمة فإن ( 17 ) ألف طن منها لم يكن صالحاً أو موافقاً للمعايير العالمية ، وأن المتبرعين بها قد ربحوا ( 25 ) مليون دولار هي نفقات التخلص منها في بلادهم .
    كما بلغت كلفة إتلاف المساعدات الدوائية غير الصالحة التي وصلت إلى البوسنة والهرسك خلال سنوات الحرب ( 1992 - 1996م ) قرابة ( 34 ) مليون دولار ، بينما كانت قيمة هذه الأدوية الفاسدة في الكشوف الرسمية ( 17 ) مليار دولار حسب تقديرات منظمة أطباء بلا حدود .
    منظمة ( مشروع الأمل ) الأمريكية تبرعت لمتضرري حرب كوسوفا في ربيع عام 1999م بأدوية قيمتها المعلنة مليون ونصف المليون دولار ، وعند فتح الصناديق في الميدان اكتشفت فرق الإغاثة أنها لم تكن أكثر من مواد تجميل وأقراص لتخفيف آلام الرأس .
    كما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن نصف الأدوية التي وصلت إلى متضرري حرب كوسوفا في عام 1999م على هيئة مساعدات لم تكن صالحة بعد أن انتهت مدة صلاحيتها أو قاربت على الانتهاء .
    إن حملات جمع التبرعات الدوائية التي كانت تجري لصالح البلدان المنكوبة في العالم الإسلامي ، كانت مناسبة انتهزتها بعض الشركات لتخليص مستودعاتها من العقاقير الدوائية الكاسدة والمتقادمة وغير المجدية [12] .
    وفي عام 2002م أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق برنامج الغداء العالمي التابع لهيئة الأمم المتحدة 12 ألف طن من الذرة المعدّلة وراثياً إلى زامبيا للتخفيف من آثار المجاعة ، وعندما اكتشفت الحكومة الزامبية ذلك رفضت هذه المساعدات ، وقال الرئيس الزامبي : يفضل أن يجوع الزامبيون ولا يأكلوا أطعمة معدلة وراثياً ! [13] .
    وبعد أيام قلائل قبلت خمس دول إفريقية هذه المواد الغذائية المعدلة وراثياً بسبب شدة المجاعة ! [14] .
    4 - الفساد الإداري والمالي وقصص الضرائب : إن البيانات التي توردها الهيئات الحكومية في أوروبا عن المساعدات للدول الفقيرة والنامية تثير الإعجاب للوهلة الأولى ، ولكن بعض العارفين ببواطن الأمور وخلفياتها يثيرون الكثير من الشكوك حول جدوى هذه المساعدات التنموية ومصداقية القائمين عليها .
    كما أن الأعمال الإنسانية تزدهر في البلدان الأوروبية بشكل ملموس ، وهناك تنافس كبير وحالة اندفاع لمكافحة الثالوث الفتاك ؛ ( الفقر ، والجوع ، والمرض ) ولكن جهود المنظمات غير الحكومية في هذا المضمار ليست هي الأخرى بمنأى عن النقد الذي يكون لاذعاً أحياناً .
    الناقدون لديهم حججهم الجديرة بالاهتمام ؛ فإذا كانت المساعدات الحكومية مقدمة إلى البلدان الفقيرة على هيئة قروض مثلاً ، فإن سدادها يتوجب غالباً مع استيفاء خدمة الدين ، أي مع إضافة الفائدة الربوية ، وتعتبر هذه القروض متسببة في تدمير اقتصاديات الكثير من دول العالم الثالث ، والتي باتت تكافح وتبذل خلاصة عائدها السنوي لخدمة الدِّين وحده .
    ومن الواضح أن قضية الديون تزداد مع الأيام تفاقماً ، مما أدى إلى تعميق الهوة بين الدول الصناعية الدائنة والدول المستدينة ، ويقود الأمر أحياناً إلى خضوع المستدين للدائن حتى في قراره السياسي والاقتصادي .
    وفي كل الأحوال ؛ فإن تلك الديون التراكمية تؤدي إلى مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية ، كما أن هناك من يرى أن الهبات المالية وتوفير القروض وشتى وسائل المساعدات الأخرى بما فيها هبات المنظمات غير الحكومية لا يمكن فصلها عن السياق السياسي والمصالح الاقتصادية ، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن كوريا الشمالية التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية منذ تعرضها لسلسلة من الكوارث الطبيعية والتدهور الاقتصادي منذ عام 1995م قد اتهمت أمريكا باستغلال المساعدات الإنسانية لتحقيق مآرب سياسية [15] ، بل قد يكون لهذه المساعدات خلفيات دينية وأيديولوجية وتاريخية .
    والتساؤلات المطروحة في هذا المجال معروفة للجميع ؛ فهل كانت موسكو ستحصل على مساعدات هائلة من واشنطن وعواصم أوروبا الغربية كما حدث في مطلع التسعينيات ، لو كان شعار المطرقة والمنجل مرفوعاً فوق الميدان الأحمر ؟ وهل كنا سنسمع عن دول مانحة للمساعدات للسلطة الفلسطينية بدون المصافحة التاريخية بين عرفات و رابين في ساحة البيت الأبيض عام 1993م ؟ وهل كانت كوريا الشمالية ستحصل على شحنات البترول الأمريكية لسد حاجتها من الطاقة إذا لم توافق على الرقابة على برنامجها النووي لتحقيق التوازن بينها وبين كوريا الجنوبية الموالية لأمريكا ؟ من يطرح تساؤلات كهذه لا بد أن يلاحظ أن » الشرعية الدولية « تمارس عملية تجويع لشعوب وذرف الدموع على شعوب أخرى .
    ويحسن هنا ذكر قول الرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي عام 1961م حين قال : » إن المعونة الأجنبية وسيلة يمكن للولايات المتحدة الأمريكية عن طريقها أن تثبت مركز النفوذ والسيطرة حول العالم « ، وبعد سبع سنوات أضاف الرئيس الأمريكي نيكسون قائلاً : » دعونا نتذكر بأن الهدف الرئيسي من المعونة ليس هو مساعدة الأمم الأخرى ، بل مساعدة أنفسنا أيضاً « [16] .
    لقد أورد مؤلف كتاب سادة الفقر ( غراهام هانكوك ) نماذج متعددة عن سوء استخدام هذه الأموال ، وكيف تعود بطريقة أو بأخرى إلى الدول المانحة ، أي أن هذه الدول تأخذ باليمين ما تعطيه باليسار ، ومنها على سبيل المثال أن برنامج ( الجوع الأمريكي ) تَسلَّم هبات تصل إلى حوالي سبعة ملايين دولار في عام 1985م ، لم يصل منها سوى ربع مليون فقط كمعونات لمنظمات تعمل في حقل الإغاثة في تلك البلدان المنكوبة ، وأنفق كل المتبقي في الولايات المتحدة الأمريكية تحت بنود مثل الدعم العام ، وقد وصلت نفقات الهاتف إلى نصف مليون دولار في السنة ، وهناك مئات الأمثلة على ما يحدث من سرقة الأموال باسم الدول المنكوبة [17] .
    * وتؤكد مجلة أوروبية بعض هذه الجوانب قائلة : ووفقاً لهذا فلا بأس من الإنصات إلى من يؤكدون بأن المساعدات المادية يمكن أن تكون عرضة للتوظيف السياسي الذي يفقدها براءتها ويجعلها مجرد أداة استعمارية ، وعلى حد تعبير الألمانيين ( روبرت مان ) و ( فرنر بوكات ) فإن من يقف في المعسكر الخطأ أيديولوجياً يتوجب عليه أن يأخذ في الحسبان أن ما سيتلقاه من مساعدات وتبرعات سيكون أقلَّها ، إن لم يكن لا شيء مطلقاً ، والخبيران يشيران هنا إلى ممارسة شائعة في سوق التبرعات الألماني .
    إن هذا لا يعني أن الهبات المالية تبذل فقط للأصدقاء ، أو كأثمان لمواقف معينة ، وإنما يمكن أن تقدَّم على هيئة حبوب منومة لأمم منكوبة وجائعة ، ولشعوب وقعت ضحية لظلم شركات المجموعة الدولية في صناعته بقصد منها أو بدون قصد ، ويكفي هنا الإشارة إلى إنشاء الأمم المتحدة لوكالة » غوث اللاجئين الفلسطينيين « ( أونروا ) بعد أن اكتملت عمليات تشريدهم القسرية عن بلادهم ، أو ملاحظة التناقض بين تمرير المذابح الصربية البشعة ضد مسلمي البوسنة على مدى سنوات ، وتقديم مساعدات للضحايا البوسنيين كانت مجرد خبز وخيام وعقاقير دوائية مشكوك في جدواها .
    كما أن المساعدات التي قدمتها ( الصناعات الدوائية الألمانية ) خلال حرب كوسوفا في 1999م من المخزون الفائض عن احتياجات السوق المحلي أعفتها من 16% من الضرائب المترتبة على أرباحها ، كما تؤكد مصادر الصندوق الألماني للصحة الدوائية .
    تقول دراسة صدرت في أغسطس 1999م عن معهد الصحة العامة التابع لجامعة هارفارد الأمريكية إن نصف المساعدات الأمريكية من الأدوية لكل من هاييتي و أرمينيا و تنزانيا لم تكن تحتاجها هذه البلدان بالفعل ، ولم تكن مدرجة على قوائم العقاقير المطلوبة .
    ويبدو أن دوافع التخلص من الضرائب هو السبب .

    ومن المسائل الجديرة بالاهتمام أن أي منظمة غير حكومية تحصل على الدعم اللازم لنشاطها من قواعدها الجماهيرية المتفاعلة معها ، ومن المؤسسات الحكومية أو المنظمات الدولية المعنية بالإضافة إلى قاعدتها الوقفية ، ويتم ذلك كله باسم القضية التي تعنى بها المنظمة ، في حين يصعب تحديد ما إذا كانت الأموال المرصودة لهذه القضايا قد صرفت فعلاً لصالحها بالشكل المطلوب ، وكم من الأموال قد حسمت للنفقات الإدارية الباهظة وتوسيع أملاك المؤسسة ، وكم تبقّى للقضية الجوهرية .
    وليس جديداً أن بعض المؤسسات المشتغلة في المجال الإنساني تجني عوائد مالية عالية جراء إيداع رؤوس الأمول الطائلة المجموعة في الحسابات المصرفية الخاصة بالمؤسسة ، وقد يجري تأخير إنفاق التبرعات المجموعة ، طمعاً في تحصيل الفائدة الربوية العالية التي تعود على المؤسسة ، حتى في أحلك الظروف التي تتطلب سرعة التحرك .
    هناك ممارسات سلبية يصعب غض الطرف عنها تقوم بها بعض المنظمات غير الحكومية خلال تقديمها للمساعدات منها الانتقائية ، والتمييز ، والاستغلال ، وغير ذلك من التصرفات التي لا تعكس رغبة المتبرع الذي أناب المؤسسة لتقدم تبرعه للمحتاجين .
    قليلاً ما يجري الالتفات إلى التوظيف الاقتصادي النفعي للمساعدات ؛ فالسياسات التنموية التي تعتمدها الدول الصناعية يمكنها أن تتماشى مع مصالحها الذاتية ، مثل تعزيز المكانة الدولية وإنعاش التجارة الخارجية ، ولهذا لا يستغرب عندما نجد الفريق الذي يقدم المساعدات الحكومية لدولة فقيرة أو المساعدات غير الحكومية ، وخاصة من المؤسسات الخيرية المرتبطة ببعض رجال المال والأعمال ؛ حيث يكون مصحوباً أو متبوعاً بطوابير من رجال الأعمال الذين يتحسسون السوق ويعقدون الصفقات ويروجون لبضائعهم .
    ليست المساعدات الإنسانية هي أفضل المنافذ الاستثمارية التجارية إلى البلدان المدمَّرة جراء الكوارث والحروب أو الكيانات السياسية الناشئة ، وخاصة أن هذه البلدان هي في واقع الأمر سوق مغرية تحتاج إلى الإعمار أو إعادة الإعمار وهيكلة البنية التحتية مجدداً ، كما تبحث عن موردين ومستثمرين وشركاء وفي ظل أطماع غزو الأسواق الواعدة يمكن القول إن المساعدة الاقتصادية خير تمهيد للشراكة التجارية على أساس علاقة » منتج ومستهلك « [18] .
    ويضرب غراهام هانكوك مثلاً لاستغلال قوانين الضرائب بقوله : » تسلمت منظمة ( مآب انترناشونال ) من شركة ( ويتون بالينوس ) منحة قدرها ( 17 ) مليون دولار قيمة مُنظِّمات لضربات القلب من هيئة ( المستشفى الأمريكي للإمداد ) وبذلك تكون شركة ( ويتون بالينوس ) قد تخلصت من الضرائب في منطقة عملياتها التي كان قد تقرر إلغاؤها ، علاوة على أن هذه المنظمة سببت مشاكل لدول العالم الثالث التي استقبلتها ، منها قابلية معظم هذه الوحدات لتنظيم ضربات القلب لخسارة البطاريات وبعض صور سوء الاستخدام الذي يهدد الحياة [19] .
    ويلاحظ في هذه العملية أن الشركة التي باعت الأجهزة تخلصت من الضرائب ، كما أن المنظمة أعفيت أيضاً من كل الضرائب الصادرة من دولتها ، وأعفيت من الجمارك والضرائب في الدولة المضيفة لأجهزة لا تصلح .
    أما الشركات والمؤسسات الاقتصادية فلها مساعداتها ، ولأن هذه الأطراف تتحرك بدافع الربح والخسارة ، وفي مربع السوق والتجارة ، فإن نصيبها من الشكوك كان الأوفر على الإطلاق ، إذ لا تزيد أهداف بعض المؤسسات التجارية من وراء تقديمها المساعدات على أهداف الترويج الدعائي وكسب الأسواق الجديدة والتخلص من النفايات والبضائع المكدسة والآلات المتقادمة التي تحتاج إلى نفقات عالية للتخلص منها وأحياناً للتخلص من الضرائب .
    كما تهدف هذه الشركات إلى كسب الاهتمام والبقاء في دائرة الضوء وتلميع الذات ، لنجاح العلاقات العامة ، وهو تلميع لا بد منه لقبول المؤسسة ومنتجاتها من قبل الزبائن حول العالم ، وهنا تكون المساعدات والتبرعات بوابة العبور .
    ومثال ذلك ما تقدم به مؤخراً » بل غيتس Gates Bill « من تبرع سخي للهند بلغ ( 100 ) مليون دولار للأعمال الخيرية في الهند ، حيث خصص هذا التبرع لمكافحة مرض نقص المناعة ( الإيدز ) .
    ولنا أيضاً أن نتساءل كما تساءلت صحيفة الحياة : هل كسب بيل غيتس حرب الهند من خلال تجارة المعلومات والتجارة الألكترونية ؟ لقد بدا » بل غيتس « في زيارته الأخيرة للهند أواخر عام 2002م ، وهو المؤسس الأسطوري لشركة ( مايكروسوفت ) العملاقة كأنه جنرال كسب معركة كبيرة .
    استطاع » بل غيتس « إقناع مهندسي الكومبيوتر الهنود باستخدام نظام تشغيل الكومبيوتر » ويندوز « الذي تنتجه شركته ، ونجح مؤقتاً في القضاء على خطر منافسة نظام التشغيل لينوكس ( Linux ) .
    يتميز ( لينوكس ) بأنه أرخص من ويندوز بمرات عدة ، وتتيح شفافيته - أي أن شفرته مفتوحة - لأي مبرمج أن يصنع به ما يشاء من تطبيقات ، وبرامج ، وأدوات معلوماتية ، وبالطريقة التي تناسب احتياجاته وظروفه .
    لقد استطاع الرجل الأغنى في العالم قيادة حملة دعائية ناجحة ، ولا سيما أنه أعلن أنه سوف تستثمر مؤسسته ( 400 ) مليون دولار في الهند [20] .
    5 - الجنس مقابل الغذاء في عام 2002م : ومن صور الأخطاء الفادحة للمنظمات الدولية ؛ صورة أخرى تعتبر من الظواهر التي قل ما يتم الحديث عنها رغم انتشارها في بلدان عديدة ، وهذه الصورة تبرز من خلال ما كتبت عنه بعض الصحف بعنوان : كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة يحقق في اتهامات » الجنس مقابل الغذاء « في مخيمات اللاجئين ، وهذا يعتبر من أقذر أنواع الاستغلال والإرهاب البشع ، وضحايا هذا الأمر لا تتجاوز أعمارهن الثالثة عشرة ، فقد قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمر بالتحقيق بشكل دقيق بقدر المستطاع وفي أسرع وقت ممكن في شكاوى الاستغلال الجنسي للأطفال في مخيمات اللاجئين التي أقامتها الأمم المتحدة في بعض دول غرب أفريقيا .
    وجاء الأمر الذي أصدره عنان في أعقاب بيان مشترك للمفوض الأعلى للاجئين ومنظمة ( أنقذوا الأطفال ) الخيرية البريطانية جاء فيه أن الأطفال ولاجئين آخرين في غينيا و ليبريا و سيراليون شهدوا أن ( 70 ) شخصاً من ضمنهم جنود لحفظ السلام بالأمم المتحدة و ( 40 ) منظمة للمساعدات الإنسانية متورطون في عمليات استغلال جنسي للاجئين في المخيمات .
    وجاء في تقرير المنظمتين أيضاً : ( إن عدد الاتهامات مع ذلك لا يدع مجالاً للشك في أن هناك مشكلة خطيرة تتمثل في الاستغلال الجنسي ؛ وتطلب مزيداً من المبادرات والتحقيقات ) ، وفي نيويورك قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ماري أوكابي : ( إن عنان طلب اتخاذ المبادرات الملائمة بهدف تعزيز حماية النساء والأطفال كلما اقتضت الضرورة ذلك ) .
    وأوضحت المتحدثة : أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة يوجد بالفعل في المنطقة ( للكشف ) عن صحة الاتهامات التي ستكون إن ثبتت صحتها أخطر حالة من حالات استغلال الأطفال يتورط فيها موظفون في وكالات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وعسكريون من قوة حفظ السلام الدولية .
    وقالت أيضاً : إن عنان سيتصرف بصرامة مع مرتكبي هذه الجريمة إذا أسفرت التحقيقات عن وقوعها فعلاً ، وجاء في تقرير المنظمتين أنهما تحدثتا مع ( 1500 ) طفلة ، وأن شهاداتهن أفادت أن موظفي منظمات المساعدة في بعض مخيمات للاجئين طلبوا ممارسة الفاحشة معهن مقابل منحهن نقوداً وهدايا وأغذية ، وتتراوح أعمار معظم الفتيات اللاتي تعرضن للاستغلال بين ( 13 ) و ( 18 ) عاماً في حين صادق الرجال البنات الأصغر سناً بهدف الوصول إلى أخواتهن الأكبر عمراً ، وأمهاتهن .
    وأشار التقرير إلى أن الآباء والأمهات كانوا يعلمون بهذا الاستغلال الجنسي ، ولكنهم لا يملكون سوى الإذعان من أجل الحصول على طعام ، وشجع بعض الأهل بناتهم على ممارسة الفاحشة ليحصلوا على نقود ، وأوضحت المنظمتان أن رجالاً مارسوا الفاحشة مع بنات قاصرات ، وأكد التقرير أن تقييم الوضع أظهر أن أولئك الذين يستغلون الأطفال هم غالباً رجال في موقع السلطة ولهم نفوذ نسبي ، وهم إما يتحكمون في توزيع السلع والخدمات ، أو يملكون ثروة أو دخلاً مرتفعاً ، وأضاف أن النفوذ والسلطة يستخدمان مقابل الفاحشة ، وأوضح التقرير أن الموظفين الدوليين والمحليين من المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة هم كما أفادت الشهادات أكثر مستغلي الأطفال جنسياً .
    كما أفادت بعض المصادر المطلعة أن نقاشاً حاداً دار في مركز المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مقرها ( جنيف ) ، شارك فيه ممثلون عن ( 30 ) دولة ، عبروا عن صدمتهم واستيائهم الشديد إزاء هذا التصرف ، وطالبوا باتخاذ إجراءات فورية لوقف الاعتداء الجنسي على الفتيات القاصرات !! [21] .
    ولسائل أن يقول : أين العقوبات ؟ وأين قوة الحملات وصرامة الإجراءات ؟ وهل تم تجميد أرصدة تلك المؤسسات العالمية الكبيرة أو الصغيرة منها ؟ وهل تم تصنيفها مع منظمات الإرهاب والاستغلال ؟
    ________________________
    (1) تعتبر مصادر هذا الموضوع من المصادر النادرة ، ويرغب الكاتب من القراء تزويده بأي معلومات تفيد إثراء هذا الموضوع أو موضوع تمويل المنظمات الخيرية الإنسانية لحركات التمرد والانفصال والإرهاب على البريد الإليكتروني :khyr2002@yahoo.
    com فهو يعد كتاباً بعنوان (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب) .
    (2) المصدر : كتاب سادة الفقر غراهام هانكوك ، ص 8 .
    (3) المصدر : انظر عن هذه القضية مجلة النوزويك الأمريكية في أعداد متفرقة وعناوين متعددة في التواريخ التالية : في 5/3/2002م ، 23/4/2002م ، 30/4/2002م ، وانظر بعنوان : (قمة الكرادلة الأمريكيين في الفاتيكان تخرق مبدأ الغفران في حال الشذوذ الجنسي) صحيفة الحياة في 11/ 2/1423هـ الموافق 24/4/2002م ، وانظر بعنوان : (بابا الفاتيكان يطلب التحقيق في فضائح القسس الجنسية) مجلة الكوثر بتاريخ 4/1423هـ الموافق 6/2002م ، وانظر صحيفة الشرق الأوسط في 24/2/1423هـ الموافق 7/5/2002م .
    (4) للمزيد عن استقطاب الكفاءات وبعض أسرار المساعدات ، انظر مجلة الأوروبية العدد 27 ، الصادرة في شهر 6/1422هـ الموافق شهر 9/2001م .
    (5) المصدر : كتاب سادة الفقر ص210 .
    (6) المصدر : سادة الفقر ص 16-17 .
    (7) Stan Guthrie, Mission to day 95,pp 21 - 24 .
    (8) للتوسع في هذا الموضوع انظر مجلة الأوروبية العدد 27 الصادرة في شهر 6/1422هـ الموافق شهر 9/2001م .
    (9) انظر المزيد عن جامعة كولمبيا والحرب الصليبية الحذرة في مجلة المجلة في 24/5/1423هـ الموافق 3/8/2002 م من مقال للأستاذ فهمي هويدي .
    (10) مجلة الصراط المستقيم الصادرة في أمريكا ، العدد 61 ، نقلاً عن : Luis bush,''Global Consultation on world Evengalization by the year 2000 and beyand'' Int Jrnal of frontier Missions, 11181-186, 1994 .
    (11) المصدر : كتاب سادة الفقر ، ص 20 - 22 ، غراهام هانكوك .
    (12) المصدر : مجلة الأوروبية ، العدد 27 الصادرة في جمادى الثانية 1422هـ الموافق سبتمبر 2001م .
    (13) net .
    Aljazeera ، 22/8/2002م .
    (14) المصدر السابق ، 22/8/2002م .
    (15) المصدر : عن كوريا الشمالية صحيفة الاقتصادية في 13/10/1423هـ الموافق 17/12/ 2002م .
    (16) المصدر : سادة الفقر ص 76 ، غراهام هانكوك .
    (17) المصدر : كتاب سادة الفقر ، ص 14 .
    (18) انظر لمزيد عن هذه المعلومات التي تم نقلها من مجلة الأوروبية ، العدد 27 الصادرة في شهر 6/1422 هـ الموافق شهر 9/2001م .
    (19) انظر كتاب سادة الفقر ، ص23 ، غراهام هانكوك .
    (20) المصدر : صحيفة الحياة في 5/10/1423هـ الموافق 9/12/2002م .
    (21) المصدر صحيفة الجزيرة في 17/12/1422هـ الموافق 1/3/2002م ، وانظر مجلة المجلة عدد (1155) .
    عجبا لملحد لا ينتحر



  8. #23

    افتراضي

    الاقتباس من يحي:
    ...............................
    قد أقول لك إن الحياة و عدم الانتحار شر و باطل
    ولو قلت ذلك لما اندهشت. الحقيقة أن كثير من النصوص في التراث الإسلامي تصور الحياة كشيء دنيء تافه لهذا سميت دنيا
    والدنيا مذمومة عند علماء الدين لذا فقد أفرد أبو حامد الغزالي في كتابه أحياء علوم الدين فصل كامل في ذم الدنيا
    http://www.ghazali.org/ihya/arabic/j3-k06.doc
    وفي هذا الفصل يورد الغزالي تلك الأحاديث التي تقول بأن الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله و الأحاديث التي تُشَبّه الدنيا بالشاة الميتة (جيفة) والأحاديث التي تقول أن محمد وقف على مزبلة فقال هلموا إلى الدنيا وأخذ خرقا قد بليت على تلك المزبلة وعظاما قد نخرت فقال هذه الدنيا

    ومما يؤثر عن الإمام الشافعي أنه قال:
    ومن يذق الدنيا فإني طعمتها** وسيق إلينا عذبها وعذابها
    فلم أرها إلا غرورا وباطلا** كما لاح في ظهر الفلاة سرابها
    وما هي إلا جيفة مستحيلة** عليها كلاب همهن اجتذابها
    فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها** وإن تجتذبها نازعتك كلابها

    ربما أن هذا من أحد الأسباب التي تجعل المتطرفين في التدين على طرف نقيض مع الحياة.
    التعديل الأخير تم 04-29-2008 الساعة 02:09 PM
    خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

  9. #24

    افتراضي

    الاقتباس من يحي:
    " أو أقول لك إن المعز و الأسود كانوا أصدقاء هيركولس..... و يعطي الامتياز للأسود لأنهم على الأقل كانوا يلعبون مع هيركولس كرة المخ "
    لا. بالنسبة للماعز فإن زوس أعطى الامتياز للتيوس. فضلهم بـ (السكسوكة) كما سمعت والعهدة على الراوي.
    وفي روياه أنه لم يعطي الامتياز لأحد فكل صنف من الحيوان يلعب دوره - من خلال التفاعل مع بقية الأصناف - في الحفاظ على التوازن في الـ Ecosystem. فالميزة إذن للتكامل بين الأجزاء وليس لجزء مخصوص.
    وخلاصة القول أني لم أجد في المثال الذي ضربت أي صلة بالتساؤلات التي نثرت.
    خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

  10. افتراضي

    أخى العزيز يحى أظن أنه كان ينبغى لك أن تتساءل عن المرجعية اللادينية فى تصور قيم مثل الحق والخير ...

    الزميل human_pulse ...

    هل يمكن أن تشرح لى فضلا ما هو المصدر المطلق للخير فى اللادينية ... ولا تقل لى انها المشاعر الانسانية الفياضة وغيرها من المصطلحات التى لا قيمة لها فى الحقيقة ولا تعبر عن أى جوهر ...

    المشاعر النبيلة فى المجتمعات اللادينية والحث على مساعدة البائسين فى الأرض باسم الانسانية المعذبة لماذا لم تنقذ الملايين من التشرد والفقر فى مجاهل أفريقيا ولازلنا نرى هذه الصورة البائسة لأناس هم من البشر ... ؟

    ولا تحاول أن تتساءل عن رد فعل حكام العرب والمسلمين لأنها ليست مقياسا ... ولا حتى عن التصرفات النسبية لبعض الأشخاص لآن كل هذا لا يعبر عن الاسلام فى جوهره ... ولآن هناك الكثير من النصوص سواء فى القرآن أوالسنة والتى تحض على فعل الخير من منطلق الحب الخالص لله العلى وليس لأى دافع آخر ...

    صدقنى أو لا تصدقنى المصدر المطلق للخير فى اللادينية معدوم ولن تجد أى مبرر لذلك ...

    أنا لا أنكر الخيرية فى الفكر اللادينى ... ولكنها لا تستند الى أى قيمة مطلقة ... وهذا هو ما أتحداك لاثباته ...

    ما لفت انتباهى فى ردك هو تطرقك لقضية الشمس والأرض وسجود الشمس ... من قال لك ان الاسلام اقر ان الشمس تغرب تحت العرش ... ؟

    أقرأ الحديث جيدا وستجد أنه لا توجد كلمة تغرب فى أى رواية ... ونص الحديث هو ...

    (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعى من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) ...

    وبصرف النظر عن ما لا تدركه من معانى الحديث ... فان الحديث لا يحتمل أى معنى يمكن أن يقال عنه أنه يناقض الحقائق اليقينية فى شىء ...

    هل تعلم أنه قد ظهر الآن فريق من العلماء يعرفون باسم

    Neo-geocentric Scientists

    أى علماء النموذج الأرضى (المتأخرين/ المعاصرين) ... ويؤيدون فى نموذجهم بأدلتهم الجديدة النموذج الأرضى القائل بثبات الأرض ودوران الشمس ...

    والسؤال هنا ما الذى يفيده ظهور مثل هؤلاء العلماء ؟

    الذى يفيده أن العلم نسبى وليس مطلق ... وأن ما تظن أنه من الحقائق اليقينية اليوم ... هو غدا يمثل أحد نظريات العلم لا أكثر ...

    يقول الفيزيائى المعاصر بول ديفس ... اليوم لا يشك عالم فى كون الشمس مركز المجموعة الشمسية ... وأن الأرض هى التى تدور وليس السماء ... ولكنه يستدرك قائلاً ... لن نتمكن أبدًا من التأكد من صحة هذا التصور مهما بدا دقيقًا فليس لنا أن نستبعد كليٌّا أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف فى المستقبل ...

    ويقول الفيلسوف الانجليزى الأمريكى والتر ستيس (ليس من الأصوب أن تقول ... إن الشمس تظل ساكنة ... وإن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس ... إلا أن كوبرنكس قد برهن على أنه من الأبسط رياضيٌّا أن نقول إن الشمس هى المركز ... ومن ثم فلو أراد إنسان فى يومنا الراهن أن (يشذّ) ويتفوه بأنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ) ...

    تحياتى ...
    التعديل الأخير تم 04-30-2008 الساعة 04:36 AM

  11. #26

    افتراضي

    لا أحد يختلف في نزعة الخير والشر في الإنسان سواء كان متدينا مسلما أو ملحدا

    نحن لا نقدر تفسير مثل هذه الأشياء بدون ما ندرك أبعادها السياسية نعم الشعوب المتقدمة صناعيا تدفع المعونات الى الشعوب

    الفقيرة ليس حبا فيهم ولا بدافع الإنسانية قد يراد من ذلك أهذاف أخرى لتكريس التبعية والهيمنة الدولية في قانون المصالح

    الرأسمالية المادية ولتحسين صورة المستعمر على الجرائم التي ارتكبها ولازال يرتكبها رغم ادعاء حقوق الإنسان والجمعيات

    الخيرية ليست الا الوجه الأخر للفكر المادي المتجلي في الرأسمالية الظالمة .

  12. #27

    افتراضي

    الأقتباس من heshamtoubar :
    هل يمكن أن تشرح لى فضلا ما هو المصدر المطلق للخير فى اللادينية؟ ..... ولا تقل لى انها المشاعر الانسانية............... ................ وهذا هو ما أتحداك لاثباته
    [SIZE="5"][COLOR="Indigo"][B]الحقيقة أنني قلت ذلك. قلت " والخير في حقيقته ينبثق أولاً من الشعور الإنساني تجاه الناس وليس من الطمع في عشر حسنات مقابل الحسنة الواحدة ولا من كثرة الموازين والضوابط (وهي في كل الملل) فلقد رأينا عبر التاريخ من يجيدون تجاوزها مع ترديد النصوص التي توصي بها". لم يكن عندي وصي يملي علي كيف أجيب فقلت ذلك.
    ولا داعي لأن تتحدى أحد فالمصادر المطلقة لا وجود لها إلا في أذهان من يؤمنون بها. فكل ما في الحياة نسبي.
    ولا أعتقد أن البشر يختلفون في تعريف الخير والشر وإن اختلفوا في تصنيف بعض الأمور من حيث كونها تؤدي إلى المصلحة (الخير) أو المضرة (الشر). ومهما أجهد المرء ذهنه فلن يجد تعريف يختلف عما قدمت آنفا.
    التعديل الأخير تم 05-28-2008 الساعة 02:50 PM
    خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

  13. #28

    افتراضي

    الأقتباس من heshamtoubar :
    هل يمكن أن تشرح لى فضلا ما هو المصدر المطلق للخير فى اللادينية؟ ..... ولا تقل لى انها المشاعر الانسانية............... وهذا هو ما أتحداك لاثباته.
    ازدواجية الخير والشر قديمه قدم الحياة ذاتها. وحسب ما يحكي القرآن فإن قابيل قتل هابيل والحياة لما تزل بعد عذراء ولسبب سخيف ولا يبرر القتل حتى في عرف الذين لا يتبجحون بمصادرهم المطلقة. والقتل شر فهل أقترفه قابيل لغياب المصادر المطلقة وهو الذي من المفترض أن يكون قد تلقى العلم اليقيني بما يحويه من قيم مطلقة من أبيه الذي هبط لتوه من العالم الآخر؟!
    ازدواجية الخير والشر مزروعة في ذات الفطرة البشرية. أنت تعلم ذلك من مصادرك التي تصفها بالمطلقة " فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " والآخرون يدركون ذلك لأنه – دون مبالغات أو تهويل – إحدى حقائق الوجود البسيطة. والتجربة الشخصية قد توجه الإنسان ناحية الشر وقد توجهه أيضا ناحية الخير أكثر مما تفعل مجلدات الوعظ والإرشاد (فهذه جاءت من فكر بشري حتى ولو نسبت إلى السماء). كما أن لثقافة البيئة والتي تمثل تجارب الأجيال السالفة بالغ التأثير في توجهات المرء.
    وعلى ذكر الثقافة فلو درسنا الشعر الجاهلي مقارنة بشعر العصر العباسي مثلا من ناحية علاقة معانيه بالخير والشر والقيم الفاضلة عموما وحسب موازينكم لوجدنا أن الشعر الجاهلي يخلوا من الشركيات ومما يدعى بالزندقة والهرطقة والسفسطة والمجون مما تزخر به النصوص الشعرية في العصر العباسي رغم تداول الناس آنذاك للنصوص الدينية التي تمثل المصادر المطلقة.والحقيقة أن النظر إلى الحياة من خلال المطلق لا تؤدي إلا إلى شتى أنواع الإخفاقات – على مستوى الأمة – ومزيد من الفصام مع الواقع. على أن مثل هذه النتائج لا تتبلور إلا على مدى زمن طويل مما يجعل الناشئة (المتدينين) يخفقون في الربط بين النتائج والأسباب. غير أن هناك أحداث أتت فيها مثل هذه النتائج بشكل مباشر وسريع نذكر منها:
    1. عام 1979 احتلت مجموعة من المتدينين بزعامة المدعو جهيمان العتيبي الحرم المكي بحجة أن المهدي المنتظر كان بصحبتهم ولا بد من مبايعته بين الركن والمقام. كانوا على يقين حسب المصادر المطلقة أنهم على حق وأن الله سينصرهم من أجل تحقيق النبوءات التي جاءت بها الأحاديث وسفكت بسبب ذلك دماء وحدثت بلبلة ولم يأتي نصر الله. وهؤلاء لم يكونوا مجرد جهلة بل كانوا على علاقة وثيقة بمشائخ السعودية، تلقوا العلم منهم مشافهة ومما كانوا يكتبون.
    2. عمليات القاعدة التي حدثت بنيويورك وغيرها لم تأتي هكذا كنزوات بل كانت مرتكزة على المصادر المطلقة وعلى فتاوى ممن تفقهوا في الدين واقترفت تحت مسمى الجهاد. وكان اليقين الذي يدعمها مستمد من النصوص المطلقة "إن تنصروا الله ينصركم". وماذا كانت النتائج؟ اجتيحت معسكراتهم بأفغانستان وتعرضوا للاعتقال والتعذيب واختفى قادتهم! ما أتى نصرالله ولم يعد بإمكانهم التلاؤم مجددا مع مجتمعاتهم
    3. ممارسات الجماعات الجهادية بالجزائر من وحشية حيث كانوا يقتحمون البيوت تحت جنح الظلام ويقتلوا كافة أفراد العائلة بالسكاكين والسواطير أو الفؤوس لمجرد انحرافات طفيفة باللباس أو السلوك لبعض أفراد العائلة. هذه الممارسات كانت مبنية على المصادر المطلقة! فأي نصر أدركته هذه الجماعات بمثل هذه الوحشية المقدسة؟

    المأساة أنك إذا واجهت مثل هذه العقليات بالواقع بعد تحققها من انهزامها لأجابوك بتلك العبارات المضللة :من اجتهد فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ونحن اجتهدنا فأخطأنا !!!!!

    ولعل في المقالات التالية ما يوضح كيف أن النظر إلى الحياة من خلال المعتقدات المطلقة يرسخ الأزمات المعاصرة ويؤدي إلى خلق مزيد من الإشكالات :

    http://www.alriyadh.com/2008/05/08/article340789.html
    http://www.alriyadh.com/2008/05/15/article342803.html
    التعديل الأخير تم 05-28-2008 الساعة 03:03 PM
    خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لولا ان فعل الخير يحقق لهذا الكافر مصلحة - معنوية او مادية - لما اقدم على فعل الخير
    فهل تراه يقدم على ذلك فيما لو تحقق من ان المضرة ستلحقه جراء فعله للخير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة human_pulse مشاهدة المشاركة
    ازدواجية الخير والشر قديمه قدم الحياة ذاتها. وحسب ما يحكي القرآن فإن قابيل قتل هابيل والحياة لما تزل بعد عذراء ولسبب سخيف ولا يبرر القتل حتى في عرف الذين لا يتبجحون بمصادرهم المطلقة. والقتل شر فهل أقترفه قابيل لغياب المصادر المطلقة وهو الذي من المفترض أن يكون قد تلقى العلم اليقيني بما يحويه من قيم مطلقة من أبيه الذي هبط لتوه من العالم الآخر؟!
    [/]
    وهل عندما يسبح واحد في عكس التيار معناه غياب البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة human_pulse مشاهدة المشاركة
    ازدواجية الخير والشر مزروعة في ذات الفطرة البشرية. أنت تعلم ذلك من مصادرك التي تصفها بالمطلقة " فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " والآخرون يدركون ذلك لأنه – دون مبالغات أو تهويل – إحدى حقائق الوجود البسيطة. والتجربة الشخصية قد توجه الإنسان ناحية الشر وقد توجهه أيضا ناحية الخير أكثر مما تفعل مجلدات الوعظ والإرشاد (فهذه جاءت من فكر بشري حتى ولو نسبت إلى السماء). كما أن لثقافة البيئة والتي تمثل تجارب الأجيال السالفة بالغ التأثير في توجهات المرء.
    [/]
    فما الذي جعل من يغزو اخاه او يئد ابنته او يعبد صنم من تمر او حجر او يشرب الخمر وما الى ذلك .. ينقلب الى النقيض تماما وتغيّرت شخصيته في لمح البصر فتراه يتبع الاخوة حقيقة ويترك شرب الخمر ويهجر كل هذه الجاهليات ويحاربها بكل حزم واصرار وعزيمة
    ولذلك فالشخص الذي لا يستطيع ان يكون مثلهم في احداث هذا التغيير الجذري فيه من السلبي والشر الى الايجابي والخير فهو شخص فاقد للعزيمة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة human_pulse مشاهدة المشاركة
    [B]
    وعلى ذكر الثقافة فلو درسنا الشعر الجاهلي مقارنة بشعر العصر العباسي مثلا من ناحية علاقة معانيه بالخير والشر والقيم الفاضلة عموما وحسب موازينكم لوجدنا أن الشعر الجاهلي يخلوا من الشركيات ومما يدعى بالزندقة والهرطقة والسفسطة والمجون مما تزخر به النصوص الشعرية في العصر العباسي رغم تداول الناس آنذاك للنصوص الدينية التي تمثل المصادر المطلقة.B]
    هل صار عندك ابو نواس هو شعراء العصر العباسي لتعمم كلامك عن هذا العصر الذهبي وشعرائه العظام
    ثم هل انت لا تعرف الفرق بين عدد الجاهليين في عصر الجاهلية وعدد المسلمين في العصر العباسي فيخرج من بينهم شاعر ماجن انتهى امره الى التوبة والصلاح

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة human_pulse مشاهدة المشاركة
    [B]والحقيقة أن النظر إلى الحياة من خلال المطلق لا تؤدي إلا إلى شتى أنواع الإخفاقات – على مستوى الأمة – ومزيد من الفصام مع الواقع. ]
    والحقيقة أن النظر إلى الحياة لا يجوز ان يكون الا من خلال المطلق
    لكن قد تختلف الافهام وقد تختلف درجات الالتزام ويظل هذا المطلق هو الحكم والمعيار
    التعديل الأخير تم 05-28-2008 الساعة 04:12 PM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة human_pulse مشاهدة المشاركة
    [B]هذه الممارسات كانت مبنية على المصادر المطلقة! فأي نصر أدركته هذه الجماعات بمثل هذه الوحشية المقدسة؟ ][/COLOR]
    هل انت بوق اعلامي للغرب
    وتدعي انك بلا وصي وانت غارق حتى الذيل في اوحالهم
    فلا تتهم الا بدليل

    المأساة أنك إذا واجهت مثل هذه العقليات بالواقع بعد تحققها من انهزامها لأجابوك بتلك العبارات المضللة :من اجتهد فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ونحن اجتهدنا فأخطأنا !!!!!
    وارى مداخلتك كلها تعج بالالفاظ الدنيئة والساقطة
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ايهما الاصل : الخير ام الشر ؟ ..
    بواسطة الورّاق في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2012, 01:12 PM
  2. تنبيه: بل الشر يهدم الالحاد واللادينية ايضا
    بواسطة noname في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-11-2012, 02:54 PM
  3. الخير و الشر
    بواسطة مازن2007 في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 01-11-2011, 06:21 PM
  4. مادي يعترف : الخير والشر غير موجودان في قاموس الالحاد .. موقفه محير
    بواسطة طالب العفو في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-15-2010, 10:28 PM
  5. مناقشة الخير و الشر في الحياة
    بواسطة رائد الخير في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-17-2008, 01:21 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء