النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: اليهود وحمى السنة السابعة

  1. Exclamation اليهود وحمى السنة السابعة

    شريف عبد العزيز

    مفكرة الإسلام: كان صراع اليهود ضد المسلمين والعرب خلال العقود السابقة يمثل برنامجًا ذا مراحل محددة، مرتبة ترتيبًا زمنيًا معينًا على طريق تحقيق الحلم اليهودي، وهو إقامة دولة إسرائيل الكبرى، والتي تمتد من النيل إلى الفرات، وتشمل الأماكن المقدسة عند المسلمين مثل المدينة النبوية.



    والمتأمل في سيرة ذلك الصراع منذ بدياته يلمح توافقًا غريبًا في أهم حلقات هذا الصراع، ففي كل عقد من عقود هذا الصراع المرير والذي جاوزت عقوده العشرة، كانت السنة السابعة هي سنة التميز وسنة النقلة في هذه المرحلة ذلك لأن الرقم (7) رقم مقدس عند اليهود، والسنة السابعة في كل عقد متميزة، والجيل السابع دائمًا متميز، والألف السابعة في التاريخ هو آخر وأفضل أيام الدنيا.



    وباستقراء أحداث هذا الصراع الطويل نلحظ هذا الأمر بصورة تخرج عن إطار المصادفة أو العشوائية، بل هو ترتيب وتخطيط على أرفع مستوى يقع بقدر الله عز وجل السابق الذي جعل لكل شيء سببًا، ويتضح ذلك جليًا بتجميع الأحداث المتتابعة والمعلومات المتناثرة في تواريخ المراحل المهمة على طريق السير نحو تحقيق أطماع اليهود التوسعية منذ بداية عمل الصهيونية في العصر الحديث، وذلك على النحو التالي:



    ـ في سنة 1897م: عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية وحضره سدنة الصهيونية وأقطابها، وفي هذا المؤتمر تم إقرار دستور إقامة الدولة اليهودية والذي أعده "هرتزل" مع التأكيد على الصبغة اليهودية لهذه الدولة، وفي نهاية المؤتمر قررت عصابة المتآمرين تأسيس وطن لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام، أي توافق عليه دول المجتمع الدولي، وقد كلف حكماء صهيون تيودور هرتزل ليقوم بالاتصال بالهيئات الدولية وزعماء الدول من أجل حشد القوى اللازمة لتحقيق هذا الهدف، وبالفعل حاول هرتزل إقناع الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني بالفكرة ولكنه فشل، وأرسل رسالة إلى يوسف ضياء الخالدي كبير نواب العرب في مجلس المبعوثات العثماني محاولاً تضليله وبيان الفوائد التي ستعود على العرب إن هم أعطوا لليهود وطنًا في فلسطين، وعندما رفض السلطان عبد الحميد الثاني اتصل هرتزل بخديوي مصر للتنازل عن العريش لليهود فرفض مجرد الفكرة أو الاجتماع معهم.



    ـ في سنة 1907م: دخل المشروع الصهيوني حيز التنفيذ العملي ببدء تهجير اليهود وفق برنامج منظم إلى أرض فلسطين، وقد استغلت الصهيونية الدولية مؤتمرًا عقده عام 1907 ممثلون عن إنجلترا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا في لندن على مستوى أساتذة الجامعات والخبراء في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحربية استغلوه بشدة وتسلطوا على قراراته لتخرج متفقة مع الأماني والطموحات الصهيونية، ومن أهم القرارات التي تمخض عنها المؤتمر والتي جاءت لصالح الصهيونية العالمية:



    1ـ أهمية السيطرة على البحر الأبيض المتوسط والذي يمثل شريان المواصلات بين الشرق والغرب.



    2ـ استبعاد أي خطر على الاستعمار في أي من المستعمرات عدا البحر الأبيض التي يمكن فيها الخطر على الاستعمار، لذلك فإن على الدول الاستعمارية ذات المصلحة المشتركة أن تبقي وضع هذه المنطقة على ما هو عليه مجزأة متأخرة، وأن تُبقي شعبها على ما هو فيه من تفكك وجهل.



    3ـ يجب فصل الجزء الإفريقي عن الجزء الآسيوي في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، وذلك بإقامة حاجز بشري قوي وغريب في منطقة الجسر البري الذي يربط آسيا وإفريقيا على مقربة من قناة السويس، لتكون قوة صديقة للاستعمار وعدوة لسكان المنطقة.



    وقد وجد الاستعمار في الصهيونية ضالته المنشودة لإقامة ذلك الحاجز البشري، ووجدت الصهيونية العالمية في الاستعمار خير صديق يعاونها على تحقيق أهدافها الإجرامية ضد شعب فلسطين والأمة الإسلامية، ولتحقيق هذه الأهداف نشطت المخابرات الأوروبية والأمريكية داخل المنطقة لتهيئة الأجواء وتمهيد المنطقة بانقلابات عسكرية والتخلص من كافة العوائق التي تحول دون تحقيقها([1]).



    ـ في سنة 1917م: كانت اللطمة الغادرة وأولى الخطوات الكبرى على طريق إقامة كيان صهيوني في فلسطين عندما أصدرت بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى وعدًا ليهود العالم بإعطائهم فلسطين لتكون وطنًا لهم، وذلك على لسان وزير خارجيتها "آرثر جيمس بالفور" في 2 نوفمبر 1917 وقد تأخر إصداره لنهاية العام حتى تعرض على الرئيس الأمريكي ولسون والذي وافق عليه بلا تردد، وكذلك وافقت عليه فرنسا وإيطاليا.



    وإلى القارئ نص الوعد الذي يكشف عن دور أوروبا عمومًا وإنجلترا خصوصًا في اغتصاب فلسطين:



    [عزيزي اللورد روتشيلد زعيم الطائفة اليهودية الإنجليزية يسرني أن أنقل إليكم باسم حكومة جلالة الملك هذا التصريح المتضمن عطفها على الأماني الصهيونية التي عرضت على الوزارة وحازت قبولها، وإن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل كل مساعيها لتسهيل الوصول إلى هذا الهدف].



    وقد فتح هذا الوعد الباب على مصراعيه ليهود العالم حتى يهاجروا إلى فلسطين وذلك تحت مظلة الدعم السياسي التام من أقوى دول العالم وقتها وهي بريطانيا.



    والعجيب أن هذا الوعد المشئوم قد صدر في وقت كانت فيه قوات الثورة العربية بقيادة فيصل وأبيه الشريف حسين تتقدم من الحجاز لتريق دماء إخوانهم في العقيدة من العثمانيين على أرض الشام، وذلك لمصلحة القوات البريطانية الصليبية التي كانت تتقدم من مصر نحو القدس وبالفعل في شهر ديسمبر 1917م دخلت الجيوش الإنجليزية بقيادة "اللنبي" القدس وترجل "اللنبي" قائلاً: "اليوم انتهت الحروب الصليبية"، وقد دقت أجراس الكنائس في أوربا في هذا اليوم فرحًا بذلك ودعا بابا روما الكاثوليك في العالم بأسره لأن يقدموا الشكر لله بمناسبة احتلال بيت المقدس.



    ـ في سنة 1927م: تم بالفعل وبمعاونة الاستعمار البريطاني الانتهاء من تهيئة المساحة التي ستأخذ طابع الوطن في فلسطين، وقد أحكم الصهاينة السيطرة عليها بالشراء أو بالاغتصاب أو المصادرة خلال تعاون وثيق بين مكر اليهود وحقد الإنجليز، ومن بعدها أسفر اليهود عن وجههم الكالح، فبعد أن كانوا يحاولون خديعة العرب بأنهم لا يضمرون لهم شرًا تغيرت لهجتهم وأساليبهم، فأعلن جابوتنسكي زعيم الحزب اليهودي الإصلاحي الدعوة إلى اليهود ليتسلحوا وأن يسلكوا طريق العنف والقوة لتحقيق أهدافهم وتشجع اليهود وطالبوا صراحة بحائط البراق الشريف وساروا في جماعات كبيرة يوم 15 أغسطس سنة 1928 إلى حائط البراق ورفعوا عليه العلم اليهودي وهم يهتفون الحائط حائطنا، وأخذ الميجور الإنجليزي ساندرس وهو بالمناسبة يهودي الديانة في توزيع السلاح على الصهاينة وإدماجهم في الفرق النظامية، مما أدى لاشتعال الانتفاضة الشعبية في فلسطين، وعمت الثورة والكفاح المسلح شتى أرجاء الأرض المباركة.



    في سنة 1937: وصلت لجنة "بيل" الملكية الإنجليزية للتحقيق في أحداث القتال المحتدم على أرض فلسطين منذ عدة سنوات وسبل إخماد هذه الثورة المتصاعدة، وأعدت هذه اللجنة تقريرًا نشر في يوليو سنة 1937م ينادي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود مع وضع القدس تحت وصاية دولية وضم القسم العربي إلى إمارة شرقي الأردن، وبالتالي كان هذا التقرير هو الإرهاصة الأولى للقرار الجائر الذي سيصدر من الأمم المتحدة بعد ذلك بعشر سنوات، وفي نفس السنة بدأت المنظمة الصهيونية العالمية المعروفة باسم الوكالة اليهودية في تطبيق فكرة التجنيد الإجباري لكل يهودي قادر على حمل السلاح شابًا كان أو فتاة، كبيرًا كان أو صغيرًا، وبالفعل تم تشكيل عصابة الهاجانا أو حراس المستعمرات الصهيونية في فلسطين، وكانت هذه العصابة هي نواة ما يسمى بجيش الدفاع اليهودي.



    وأخذ اليهود في تكديس السلاح والعتاد استعدادًا ليوم الصدام المتوقع مع الفلسطينيين، ذلك لأن الإنجليز المحتلين لفلسطين هم الذين كانوا يتولون قمع الثورات الفلسطينية ومحاربة المجاهدين بالمنطقة، وبالتالي كان على اليهود الاستعداد ليوم رحيل الإنجليز ليواصلوا هم محاربة الفلسطينيين، وهو ما سيحدث بعد ذلك أيام حرب 1948.



    ـ في سنة 1947م: استطاعت كل من إنجلترا وأمريكا أن تستدرج القضية الفلسطينية ومعها الدول العربية إلى أروقة المنظمة الدولية أو هيئة الأمم المتحدة، حيث كواليس ودهاليز لا يحسن العرب فهم قواعد العمل بها وما يجري فيها من مؤامرات وأحلاف ومصالح، والعجيب أن رئيس وفد الصهاينة لهيئة الأمم المتحدة كان الإرهابي الدموي مناحم بيجن، زعيم عصابة الأرجون الإرهابية وقائد مذبحة دير ياسين، وتم تكوين لجنة لبحث قضية فلسطين، وكان أغلب أعضائها من المتعاطفين مع الصهاينة مثل الدكتور بانش مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومندوب جواتيمالا، وقد اقترحت هذه اللجنة تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، بحيث تكون الدولة اليهودية المقترحة تشمل 56.47% من مجموع أراضي فلسطين، على حين تكون الدولة العربية 42.88% من تلك الأراضي، أما منطقة القدس فتخضع لإشراف دولي وتشمل 0.65%، مع العلم أن التقسيم المقترح كان مطابقًا لما حددته الوكالة اليهودية ولم يكن ذلك كمطلب نهائي بالقطع، وإنما كخطوة مرحلية نحو التهام فلسطين كلها.



    وتحت ضغط الولايات المتحدة الأمريكية والتي اشترت قهرًا ثلاثة أصوات: صوت هاييتي وليبيريا وسيام [تايلاند الآن] وافقت ما تسمى هيئة الأمم المتحدة بأغلبية 25 صوتًا ضد 13 صوتًا على قرار التقسيم وذلك في 29 نوفمبر 1947، واضطرت الدول العربية لقبول هذا التقسيم الصريح والاعتراف بقيام ما يسمى بالدولة اليهودية.



    وقد أتبع هذا القرار الجائر انتفاضة فلسطينية عارمة ومعارك في كل مكان من أنحاء فلسطين في القدس وحيفا ويافا ورام الله بين الفلسطينيين من جانب والإنجليز والصهاينة من جانب آخر، وبعد ذلك ودون سابق إنذار أعلنت إنجلترا انسحابها من فلسطين في 14 مايو سنة 1948م بعد أن سلمت زمام الأمور فيها، وعلى الفور وفي نفس الساعة التي غادر فيها المندوب السامي البريطاني القدس إلى بلاده أعلن "بن جوريون" إقامة دولة إسرائيل وبعد 11 دقيقة فقط من هذا الإعلان، قام الرئيس الأمريكي ترومان بإعلان اعتراف أمريكا بقيام دولة الصهاينة، مما يؤكد على تنظيم الأمر قبل ذلك بمدة.



    اندلعت المظاهرات العارمة في جميع أنحاء الدول العربية، وتحت وطأة الضغط الشعبي اضطرت الجيوش العربية ضعيفة التسليح والتجهيز لدخول فلسطين لمحاربة اليهود ولكن هيهات هيهات، فالجيوش العربية مجتمعة تبلغ عشرين ألفًا بسلاح فاسد وقادة إنجليز، في حين العصابات اليهودية أكثر من سبعين ألفًا مجهزة بأحدث العتاد الذي كان يرد من أوروبا وأمريكا فور تصنيعه، والنتيجة كانت كارثة عامة على فلسطين وأهلها إذ أدت هذه الحرب لضياع معظم أراضي فلسطين لصالح اليهود، وأجزاء كبيرة من أراضي الدولة المقترحة للفلسطينيين طبقًا لقرار الأمم المتحدة ضاعت بعد دخول الجيوش العربية بسبب الخيانة والعمالة وانعدام التنظيم، وأصبح الفلسطينيون وحدهم في الساحة أمام الجزارين الصهاينة الذين أطلقوا لأحقادهم ورغباتهم المكبوتة العنان، فقاموا بعشرات المذابح بحق الفلسطينيين العزل، واتبعوا سياسة الأرض المذبوح أهلها لإحكام سيطرتهم على ما تبقى من فلسطين، هذا كله والعالم المتحضر يسمع ويرى.



    ـ في سنة 1957م: وفيه وصل الصهاينة بكيانهم الغاصب على أرض فلسطين إلى المياه الحرة وانفتحوا على العالم عبر خليج العقبة بعد أن استولوا على قرية (أم الرشراش) المصرية، وغيروا اسمها إلى آخر عبري قديم وهو إيلة أو إيلات كما هو معروف، وذلك بعد أن استغل الصهاينة نتائج حرب السويس والعدوان الثلاثي على مصر، ومن ميناء إيلات انطلق اليهود عبر البحر الأحمر ووصلوا إلى شرق إفريقيا وجنوب آسيا.



    ـ في سنة 1967م: قفز اليهود قفزتهم الكبرى، وضربوا أقوى ضربة في المنطقة خارج الحدود الدولية لدولتهم المزعومة، وذلك في حرب الأيام الست أو نكسة 67 ـ كما يحلو للبعض أن يطلق عليها ـ وفيها استولى اليهود بالقوة الغاشمة على سيناء كاملة وعلى الضفة الغربية من الأردن، وعلى قطاع غزة، وعلى هضبة الجولان السورية، وتحكم سيطرتها على هذه المناطق.



    وقد استغل اليهود الحالة المزرية التي عليها الحكومات العربية وقادتها والضغط الشديد على الحركات الإسلامية خاصة في مصر وسوريا، واستغلوا أيضًا حرب اليمن التي تورطت فيها عدة أطراف عربية واستنزفت الكثير من الموارد البشرية والمادية للدول العربية.



    كما استغل اليهود أيضًا حالة الخواء الديني التي عليها شعوب المنطقة التي انتشر فيها الفساد الأخلاقي والانحلال والفجور بسبب التضييق على الدعوة ورجالها، واستغلوا كل هذه الأحداث لتحقيق ضربتهم الموجعة للمنطقة بأسرها، وقد سارع اليهود وأعلنوا عن توحيد القدس الشرقية والغربية وإعلانها عاصمة أبدية غير قابلة للتفاوض، ودخل اليهود المسجد الأقصى وهم يصرخون بكل وقاحة وحقد دفين موروث عبر السنين "خيبر... خيبر..." ويهزجون "محمد مات وخلف بنات" استهزاءً بالعرب والمسلمين وضعفهم وهزيمتهم.



    لقد كانت نتائج هذه الكارثة كبيرة ومؤلمة للغاية بالنسبة للجيوش العربية وقادتها وأيضًا بالنسبة للشعوب ومن هذه النتائج:



    1ـ تدمير سلاح الطيران المصري والأردني والسوري حيث دمرت 393 طائرة من أصل 416 وهي ما زالت على الأرض خلال الثمانين الدقيقة الأولى من المعركة.



    2ـ تدمير 80% من عتاد الجيش المصري الذي كان يمثل وقتها أقوى الجيوش العربية.



    3ـ استشهاد عشرة آلاف مقاتل مصري وستة آلاف أردني وألف سوري ووقوع عشرات الآلاف جرحى.



    4ـ تشريد نصف مليون فلسطيني وتبعثرهم في دول المنطقة، بعد أن صادر اليهود أراضيهم، وفتح المجال لليهود على مصراعيه في بناء المستوطنات أو المغتصبات في كل هذه المناطق المحتلة.



    5ـ أفول نجم زعيم العرب وقتها جمال عبد الناصر وانخفاض سقف المطالب العربية، فبعد المناداة بتحرير كامل التراب الفلسطيني أصبح الحديث عن تحرير الأراضي المحتلة سنة 67 وطوت صفحة التحرير الشامل لفلسطين وطرد اليهود من كل أراضيها للأبد.



    6ـ أما الإيجابية الوحيدة لهذه الكارثة العامة فقد تمثلت في إيقاظ الأمة الإسلامية والعربية من غفلتها الطويلة وعودتها للتمسك بالإسلام، ولربما كان الوعي الحقيقي للأمة كان قد بدأ بشكل بارز بعد هذه الحرب.



    ـ في سنة 1977م: نجح اليهود في إحداث أكبر صدع في بنيان المواجهة العربية بعد أن نجحوا في استدراج الرئيس المصري السادات لتوقيع اتفاقية سلام [كامب ديفيد] منفردًا عن باقي دول المنطقة، مما أدى لانتهاء حقبة التضامن العربي ضد اليهود، وأيضًا تنهي حالة الحرب القائمة منذ سنة 48، وقد ردت الدول العربية على هذه الخطوة من الجانب المصري بقطع العلاقات مع مصر وطردها من جامعة الدول العربية، وتشكلت جبهة الصمود والتحدي من باقي دول الطوق سوريا ولبنان والأردن.



    وقد حققت اليهود مكاسب ضخمة من هذه الاتفاقية ربما تفوق ما حققته عسكريًا، وتركت آثارًا مهمة وخطيرة على المنطقة بأسرها ما زالت قائمة حتى الآن، ومن أهم النتائج التي حققها اليهود من هذه الاتفاقية:



    1ـ إخراج القوة المصرية التي تعد الأخطر والأكبر على اليهود من ساحة الصراع، وبالتالي أمن اليهود على الحدود الغربية لكيانهم الغاصب من أي تهديد وعدوان، حتى أن الرئيس المصري السادات كان يردد مرارًا: إن حرب أكتوبر 73 هي آخر الحروب ضد إسرائيل، وهذا التحييد للجانب المصري والقوة المصرية أدى لاختلال ميزان القوى في المنطقة ورجحان كفة الجانب اليهودي على باقي دول المنطقة قليلة السكان وضعيفة العتاد.



    2ـ إحداث حالة شديدة من الشقاق والخلاف بين الدول العربية من جانب، ومصر من جانب، وانصدعت الوحدة العربية، وطردت مصر من جامعة الدول العربية، وسحب السفراء العرب من القاهرة، واندلعت حرب كلامية طاحنة بين الأطراف العربية عمقت الخلافات وأذكت الصراعات وجددت الأحقاد القديمة وانشغل العرب بأنفسهم لفترة طويلة.



    3ـ تفرغ اليهود بعد هذه الاتفاقية للجانب اللبناني الذي كان يمثل النقطة الرئيسة بل الوحيدة للعمل الفدائي الفلسطيني ضد اليهود، ذلك أن حركة فتح وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية قد أخرجت عمدًا من الجبهة الأردنية بعد أحداث أيلول الأسود سنة 70، وكذلك ضيق عليها بشدة من الجانب السوري والمصري حتى من قبل توقيع الاتفاقية المشئومة، وكان الفلسطينيون مسيطرين على جنوب لبنان تمامًا، وتمدهم المخيمات الفلسطينية هناك بأعداد متزايدة من المجاهدين، الذين كبدوا الصهاينة خسائر كبيرة بعمليات جريئة وذلك انطلاقًا من الجانب اللبناني، وبالفعل فبعد توقيع هذه الاتفاقية بقليل اجتاحت القوات الصهيونية المدعومة بأحدث الأسلحة الأمريكية جنوب لبنان وسيطرت عليه كله، ثم انسحبت منه تحت الضغط الدولي وأبقت الشريط الحدودي الفاصل بينها وبين لبنان تحت سيطرتها وقد وضعته تحت قيادة الضابط اللبناني المنشق "سعد حداد" العميل المخلص لليهود، وزادت الضغوط بشدة على العمل الفدائي في لبنان.



    4ـ كانت اتفاقية كامب ديفيد فاتحة التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين؛ فرغم الرفض العربي الصارخ لمعاهدة كامب ديفيد عند توقيعها، إلا أن الأيام قد كشفت عن فصول متتابعة من مسلسل التطبيع، وأخذت مكاتب المصالح الإسرائيلية تفتتح تباعًا في عواصم الدول العربية وأصبح من الطبيعي جدًا رؤية الصهاينة في أجزاء كثيرة من العالم العربي.



    ـ وفي سنة 1987م: نجحت دولة الصهاينة في إتمام مشروعها النووي العسكري والذي سرعان ما تكشفت أخباره عمدًا على يد الخبير النووي اليهودي [فانونو] وبذلك دخلت إسرائيل نادي الدول النووية، وأصبحت القوة النووية السادسة على مستوى العالم، وهذه النقلة النوعية والكبيرة في ميدان التسليح أعطى اليهود ميزة إضافية وتفوقًا عسكريًا على دول المنطقة، وبهذا فرض اليهود واقع الهيمنة ومارسوا الابتزاز السياسي والعسكري بكل صوره على دول المنطقة تحت ضغط الإرهاب النووي، وأصبح مفاعل ديمونة فزاعة العرب وشعوب المنطقة كلها.



    وفي نفس الوقت عملت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا على منع وصول التقنية النووية لشعوب المنطقة وبالأحرى أي بلد مسلم باستثناء باكستان، وفرضت على دول المنطقة المعاهدة تلو الأخرى لمنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة لتظل كفة اليهود راجحة في ميزان القوى وحلبة الصراع مع دول المنطقة.



    ـ وفي سنة 1997م: أعلن اليهود عن انتهائهم من التحضيرات الخاصة ببناء هيكل سليمان الثالث واستكمال أدوات الطقوس والشعائر الخاصة به، ونستطيع أن نقول إن سنة 97 هي سنة الهيكل الثالث، حيث يبلغ الهوس والتطرف الصهيوني فيه مداه عند اليهود فأعلنوا فيه عن أمور في غاية الخطورة، والعرب عنها غافلون من ذلك:



    1ـ وضع التصميم الهندسي لهذا الهيكل على يد مستشارين هندسيين على أعلى مستوى من التقنية العالمية من يهود أمريكا.



    2ـ تجهيز الأحجار اللازمة لبناء الهيكل وتقدر بستة ملايين حجر تم تقطيعها وصقلها في صحراء النقب بواسطة أجهزة وآلات حديثة جدًا تملكها عائلة "ليفي" اليهودية الثرية، وبلغ الهوس مداه باليهود عندما قلعوا حجارة الأرصفة من بعض شوارع القدس الكبرى لما اشتموا من هذه الأحجار مسحة توراتية بزعمهم الباطل.



    3ـ تم إعداد جيل من الكهنة الشباب في أكاديمية تلمودية بالقدس يكون دورهم خدمة الهيكل عند بنائه وأداء الطقوس والشعائر الخاصة باليهود في هذا الهيكل واستخدام أدوات العبادة وجمع الأواني النحاسية لتلقي دماء الذبائح وكئوس حفظ السوائل المقدسة وأبواق النداء للطقوس وهكذا.



    4ـ قام يهود العالم في عدة أماكن بتصنيع الشمعدان السباعي المقدس الذي يعتبر أعظم رمز ديني عند اليهود، وهو يرمز لأيام الخليقة السبعة في التوراة، ولهذا اتخذه اليهود رمزًا رسميًا للدولة الإسرائيلية.



    واليهود يعتقدون أن قداسة الهيكل لا تكتمل إلا بإيقاد الشمعدان داخله، وقد قام المليونير اليهودي المصري "موسى فرج" بتخصيص مبلغ 15 مليون دولار لتصنيع الشمعدان ومعه خيمة الاجتماع أو خيمة العهد التي يعتقد اليهود بضرورة وضعها في الهيكل؛ لأنها ترمز إلى الخيمة التي اجتمع فيها موسى عليه السلام مع الملائكة بزعمهم، وقد صنعت الخيمة ومعها الشمعدان من الذهب الخالص، وأعلن "ألمرت" وكان وقتها عمدة بلدية القدس عن وصول الشمعدان والخيمة إلى القدس في أغسطس سنة 1997.



    5ـ وأخيرًا قام اليهود بإنجاز ما يطلق عليه اليهود المذبح المقدس، وهو أهم أجزاء الهيكل وقد أعلنت منظمة حركة إعادة الهيكل عن انتهائها من بناء هذا المذبح في منطقة قريبة من البحر الميت وذلك في شهر نوفمبر سنة 1997، وقد شاركت الشركة الإسرائيلية للصناعات المعدنية في بناءه بطول ثلاثين مترًا على نفس الهيئة التي يعتقد اليهود أن المذبح القديم على هيئتها، وفي هذا المذبح ستذبح البقرة الحمراء التي يعتقد اليهود أن ذبحها سيطهرهم من رجسهم وآثامهم عبر القرون، وبالمناسبة هذه البقرة قد أعلنوا أيضًا عن ميلادها سنة 97 في مزرعة كفار حيديم بإسرائيل.



    ـ في سنة 2007م: نجح اليهود في شق الصف الفلسطيني لأول مرة منذ بداية الصراع الصهيوني الفلسطيني في الأرض المقدسة، بعد أن تسببوا في حرب أهلية طاحنة بين حركة حماس الإسلامية وصاحبة الشعبية الإسلامية الجارفة بالأراضي الفلسطينية، والحركة الأم في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وبين حركة فتح العلمانية صاحبة التاريخ الذاهب في مقاومة الاحتلال، وقد استخدمت إسرائيل عملائها داخل فتح وهم كثر أمثال دحلان وأبو شبيك والمدهون وغيرهم من أجل إشعال فتيل هذه الحرب المأساوية التي راح ضحيتها الكثير من أبناء فلسطين الصابرة وأسفرت عن شقاق بعيد الأثر وحكومتين في آن واحد الأولى شرعية منتخبة من الشعب الفلسطيني وهي حكومة حماس في غزة، وأخرى طارئة مدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا ومرفوضة شعبيًا وهي حكومة فتح في الضفة الغربية، بعدها تعرضت غزة لأسوأ مظاهر الاضطهاد والحصار ومورس بحق أهلها أشد أنواع الظلم والتضييق، والمستفيد الأول والأخير والوحيد هم اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة.



    ثم حقق اليهود نقلة نوعية في الصراع على هوية القدس، وسعى اليهود لطمس معالم القدس الإسلامية وصبغها بصبغة يهودية كاملة، وذلك في مؤتمر أنابوليس بولاية ميرلاند الأمريكية في أواخر شهر نوفمبر سنة 2007، وحضره ممثلون عن العديد من الدول العربية، وفي المؤتمر تم التأكيد على يهودية دولة إسرائيل، وأن القدس هي العاصمة الأبدية لهذه الدولة العبرية وإسقاط حق العودة بالكلية لملايين اللاجئين الفلسطينيين المبعثرين في دول المنطقة، وأيضًا حقق اليهود مكاسب سياسية كثيرة من هذا المؤتمر المشئوم.



    ومن خلال هذا السرد التاريخي لأهم أحداث الصراع العربي الإسرائيلي يتضح لنا وبجلاء يخرج عن حيز المصادفة أو لي عنق الحدث التاريخي، أن اليهود يعملون وفق مخطط منظم ومرسوم بدقة يبذلون فيه أقصى جهدهم ويأخذون فيه بكل سبب من أجل الوصول لغايتهم الذين يلهجون بها في كل موطن، ولا يعرفون هزلاً ولا لهوًا ولا غفلة على طريق تحقيق هذا الهدف، ولقد برهن اليهود ولا يزالون يبرهون على أن المعاني العقدية عندهم لابد أن تترجم إلى وقائع عملية، حتى أنهم يخططون ويعملون ثم يقفزون قفزة كبيرة في العام السابع من كل عقد؛ ليؤكدوا عن عقدية سعيهم وتورانيتهم التي تحكم كل خطوة يخطونها.



    وأخيرًا وبعد هذا السرد يبقى أن نسأل أنفسنا سؤالا هامًا: ماذا نحن فاعلون أمام كل هذه الأحداث؟ ثم ماذا نحن قائلون لربنا عز وجل إذا وقفنا بين يديه وسألنا عن هذا كله؟





    ------------------




    ([1]) راجع: حبال من رمل، لولبركين إيفلاند مسئول المخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط (1950ـ 1980)، ولعبة الأمم كوبلان.
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
    أَنَا وَمَنِ
    اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولا زالت الجراح تتفتّح ..
    ولن تندمل الجراح وتلتئم .. ما دامت فلسطين تبكي وتنوح ..وما دام الاحتلال على أرضها موجود .. وما دام شعب فلسطين تثخنه الجراح ودمه مسفوح ويكتم آهاته ولا يريد بها أن يبوح ..


    عذراً فلسطين إذ لم نحمل القضبا***ولم نقد نحوك المهرية النجبا


    عذراً فإن سيوف القوم قد صدأت***وخيلهم لم تعد تستمريء التعب


    عذراً فإن السيوف اليوم وأسفاً***تخالها العين في أغمادها حطبا


    عذراً فإن عتاق الخيل منهكة***قد أورثتها سياط الغاصب الوصبا


    عذراً فلسطين إن الذل قيدنا***فكيف نبقي عليك الدر و الذهبا


    عذراً فذا الدر يشوى خلف والده***بنار صهيون لا يدري لها سببا


    عذراً فذا طفلكم يشكي فجيعته***فلم يجد بيننا أماً له وأبا


    عذراً فقومك قد ماتت شهامتهم***وثلم الذل منهم صارماً عضبا


    وحسرتاه على الأقصى يدنسه***قرد ويهتز في ساحاته طربا


    قد كان فيما مضى عزاً فواكبدي***أضحى أسيراً رهين القلب مغتصبا


    كأنه لم يكن مسرى الرسول ولم***يصلي فيه يؤم الصفوة النجبا


    كأنه ما أتى الفاروق يعتقه***يوماً وما وطئت أقدامه النقبا


    كأنه لم يأذن للصلاة به***بلال يوماً ففاض الدمع منسكبا


    كأنما الأرض قد أخفت معالمهم***ومزقت ما حووا من عزة اربا


    لهفي على القدس كم جاس الظلوم بها***وكم تقاسي صروف الدهر والنوبا


    تعيث فيها اليهود الغتم مفسدة***وتزرع الشر والإرهاب والشغبا


    يستأسد القرد فيها بعد خسته***ويرفع الهامة الخنزير مغتصبا


    كم أشعلوا نارهم فيها وكم هدموا***من منزل وأهانوا والداً حدبا


    وكم أسالوا دموع المؤمنات ضحاً***وكم ظلوم بغى أو غاصب غصبا


    وكم أداروا كؤوس الموت مترعة***فأيتموا طفلة أو شردوا عزبا


    صبراً فما اسود دم ذا الليل جانبه***إلا ليؤذن أن الفجر قد قربا


    إن استضاء بنار الحرب جمعهم***فعن قليل سيُغشى جمعنا اللهبا


    لن نستكيل ولن نرضى بها بدلا***غداً نرد آذان الحق والسلبا


    غدا نعيد فلسطين التي عهدت***من قبل خمسين عاماً دوحة وربا


    غداً نعيد لها التكبير تسمعه***أذن الدنى ونعيد الفقه والأدبا


    غدا نعيد لها الزيتون نغرسه***غرساً ونزرع فيها التين والعنبا
    ---
    ولا عذر لاحد مقبول الا بعد ان نرى الاحتلال يزول
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عسى أن نتخذ اليهود المحاربين نموذجا في التنظيم والاتحاد ... فهم متحدون كل من موقعه،، متحدون حتى في احترام السنوات السابعة من كل عقد .. وهذا دليل على مخطط محكم جدا لا سبيل للخلاص منه إلا إذا تخلصنا من العملاء.

    شكرا جزيلا أخي المنشاوي على هذا المقال الجميل جعله الله في ميزان حسناتك.
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  4. افتراضي

    جزى الله الأخ شريف المنشاوي خير الجزاء

    هل نفهم أن القدر يطاوع مخططاتهم فنجحت وما زالت خططهم تنجح في السنة المطلوبة ؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslimah مشاهدة المشاركة
    جزى الله الأخ شريف المنشاوي خير الجزاء

    هل نفهم أن القدر يطاوع مخططاتهم فنجحت وما زالت خططهم تنجح في السنة المطلوبة ؟
    وحتى لو كانت الإجابة هي نعم .. لكن ذلك إلى حين .. ليذوقوا بعد ذلك وبال أمرهم ونتيجة إجرامهم وظلمهم وكيدهم وكفرهم
    فسنة الله جارية عليهم في كل ذلك الامر والمصير ومراحلها مؤرخة قرآنيا , حيث صورها القرآن الكريم في سورة الإسراء ..

    قال الله تعالى
    وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيراً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً *
    ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً


    المرحلة الاولى التي تمت وانتهت :

    قال تعالى : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ... : ....
    لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ...
    وهذا الفساد الذي ينشرونه في الأرض هو وسيلتهم للعلو في هذه الأرض

    فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

    وذلك عن طريق نبوخذ نصر وجيشه نتيجة إفسادتهم الأولى

    ونحن الان نشهد الإفساد الثاني لليهود في فلسطين.. وهو المرحلة التي نمر بها منذ أكثر من قرن وذكرته سورة الاسراء :
    ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا
    ثم تفيد التراخي في الزمن
    حيث انهم بعد زمن طويل أصبحوا من أصحاب الأموال والبنين ومن الأكثر نفيرا واستنفارا..
    وصارت لهم دولة .. كما كانت لهم دولة زمن داود وسليمان .. وبعد موتهما بدأ الفساد الأول
    فكان مصيرها الدمار والزوال
    لانهم فسدوا وأفسدوا واقاموا الشرور والآثام
    فقام وتم الافساد الاول وتم العقاب الاول عليه
    وهنا يحذرهم الله :
    إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها

    والمرحلة التي نمر بها منذ أكثر من نصف قرن هي :
    وقال تعالى : وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
    فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا : أي من قبائل مختلطة ومشتتة

    قال تعالى : فإذا جاء وعد الآخرة ..: وقت الإفسادة الثانية وموعد مجيء عذابهم وقت عقوبة المرة الآخرة
    ليسوؤا وجوهكم ...: ليجعلها الفاتحون المحررون بادية آثار المساءة فيها إن شاء الله تعالى بظهور الحزن والكآبة فيها وبدو آثار الذلة والمسكنة والصغار عليها .
    وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ...: وسيقوم الفاتحون المحررون بدخول المسجد الأقصى وبيت المقدس

    وليتبروا ما علوا تتبيرا : ليدمروا ما دنسه اليهود في هذه الارض المقدسة وليهلكوا ما استولوا عليه طوال مدة علوهم
    وسيكون هذا العقاب أشد على اليهود من العقاب الاول .. الاول يدمرهم والثاني يسوؤهم ويدمرهم
    وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلون
    وهؤلاء البهت يستعجلون حتفهم .. وهو على الأبواب بمشيئة الله تعالى .. وذلك بالجهاد لتحريره وتطهيره وكامل الأرض المقدسة من دنس ورجس وظلم وإجرام وفساد وإفساد اليهود .. ويعود الحق الى أصحابه فوق ثرى فلسطين والأرض المقدسة .. وما علينا إلا الأخذ بالأسباب ... وما النصر إلا من عند الله .. والله ناصر دينه وأهل دينه ومنجز وعده وناصر عبده ومحقق لكلماته .. ولو كره الكافرون .


    وإن عدتم عدنا :
    وإن عدتم الى الفساد والإفساد .. عدنا الى عذابكم ومعاقبتكم وهي التي فيها نهايتهم
    وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكون عليه اليهود في نهاية المطاف (( تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله)

    وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا : مكانا حابسا لا يستطيعون منه خروجا.
    وهذه هي نهاية النهاية لهم
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  6. افتراضي

    أكرمك الله أخي ناصر التوحيد

    نعم هم إلى زوال وندعو الله أن يقر أعيننا بذلك اليوم عاجلاً غير آجل

    كتاب الله يؤكد ذلك كما تفضلت وهنا أيضاً :

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1748

    وكتابهم أيضاً يؤكد ذلك :
    http://www.alhawali.com/index.cfm?me...nt&contentID=3

    الرقم 7 والبقر والقتل من تخاريفهم وطباعهم

    والله غالب على أمره

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أرى ان المسألة ليست مسألة قدر ،، فهم يتعمدون إلى إحداث إنجازات كثيرة في السنوات السابعة من كل عقد، فحينما تحل عليهم السنة السابعة يبذلون جهدا مضاعفا لذلك.
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: (حتى يبلغ أسفل الأرض السابعة لهبط على الله)
    بواسطة hasanmajdy في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-03-2014, 06:12 PM
  2. التفطير النموذجي في الدمام نموذج رآئع وجهد جبار ( تقرير مصور )
    بواسطة ساكتون في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-08-2013, 05:27 PM
  3. الحلقة السابعة من سلسلة التعريف بالمسجد الأقصى (المدارس)
    بواسطة فجر الأقصى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-19-2009, 08:49 PM
  4. رسالة من السجن لفتاة في السابعة عشرة من العمر !!!
    بواسطة ISLAMIC SERVICE في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-25-2006, 07:57 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء