المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد
الزميل سمير ,
المشكلة انك عاجز حتى على استيعاب ما تنقله من تفاسير. فكل ما سبق هو تفسير لقوله (
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) على انه القرآن.. و ليس معنى ذلك أن (
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) هو وصف محصور في تلاوته للقرآن. فأنت تعتقد أن (الصفات التي وصف الله بها نبيه
هي مقتصرة على المناسبة التي ذكرت فيها) وهذا خطأ ساذج مع احترامي.. ما نقلته من تفاسير هو عن المناسبة التي ذكرت فيها صفة من صفات النبي
. وحتى أبين لك قصور فهمك إليك هذا المثل: قال تعلى (
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) حسب منطقك ستحصر الوحي وعصمة التبليغ في الآيات التي تتحدث عن وحدانية الله وستبحث عن التفاسير التي تتحدث عن تلك الآيات.. طبعاً لن يسقط في هذا الخلط إلا من فقد التمييز بالكلية ...
إن قلتُ لك مثلاً : (شريكك لا يسرق .. وما حصلتَ عليه إنما هو نصيبك) هل ستفهم أن أمانة شريكك مقتصرة على نصيبك؟
ولو قلت لك: (أن النبي
لا ينطق عن الهوى, وما سمعه النجاشي من آيات ما هو إلا وحي يوحى) .. لن تستطيع أن تنقد الجملة لغوياً التي لا تحصر بأي حالة عصمة النبي فيما سمعه النجاشي ... كذلك إذا قلت لك (أن النبي
لا ينطق عن الهوى, وما القرآن إلا وحي يوحى) لا يحق لك أن تحصر عصمته في القرآن. إذاً كل التفاسير التي نقلتها لا اعتراض عليها لكن الاعتراض هو على حصرك لعصمة النبي
في المناسبة التي ذكرت فيها. (
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) هو وصف عام لا يمكنك أن تحصره في المناسبة التي ذكرت فيها .. هذا بغض النظر عن المقصود من قوله تعالى (
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
ثانياً:
ما تستنتجه من الآية 3 عليك أن تستنتجه من الآية 2 أيضاً. قال تعالى:
النجم (
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} ) (
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} )
فإذا قلتَ أن عدم نطق النبي
عن الهوى
مقتصر على تلاوته للقرآن ..
هذا يعني انك تتهم النبي
انه يتبع الهوى في كل ما ينطق به من غير القرآن (وهذه طامة كبرى)
وللزمك القول أيضاً أن النبي
ضل و غوى في كل فعل صدر منه ما عدى تلاوته للقرآن.
لا مفر..
إذا قلت أن (
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2}) وصف عام.
عليك أن تقبل أيضاً أن (
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى {3}) هو وصف عام لا يقتصر على تلاوة القران.
المغالطة الثالثة:
سأفترض معك جدلاً أن الآية تعني (وما ينطق عن الهوى
حين ينطق بالقرآن) ..
كيف استنتجتَ بعد ذلك أن السنة ليست وحيا؟
إذاً عنوان مداخلتك يقول بكل سذاجة وبساطة ( بما أن الآية تخبرنا أن القرآن وحي من عند الله إذاً السنة لا علاقة لها بالوحي) !!
هل بهذا المستوى تريد أن تنكر حجية السنة؟
رابعاً:لم تنتبه أن الله قال (
عَبَسَ وَتَوَلَّى) ولم يقل (نطق وتكلم حسب هواه وتولى) ! فهل كنت تنوي التدليس على القارئ أم انك لا تجيد القراءة ؟ أما السماح للذين استأذنوه بالقعود هو سماحٌ من قاضى حكم بظاهر الأمر. وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى {3}) ولا تنسى أن تضع دائما الآية (3) أمام (2) وما تستنتجه من هته يسري على تلك. ثم إن الأمثلة التي سقتها هي دليل ضدك, إذا كان الله يعاتب نبيه حتى على تقاسيم وجهه فكيف تأتي أنت و تدعي أنه يتكلم حسب هواه كل الوقت باستثناء تلاوته للقران؟
لاحظ أن حصر العصمة في القرآن هو طعن في عصمة كل فعل آخر فعله النبي . إذاً لا يمكنك أن تجمع بين النقيضين:
1- إما أن تقول أن الآية تحصر عصمة النبي في تلاوته للقرآن وبالتالي يصبح كل فعل آخر صدر منه
هو إتباع للهوى وضلال.
2- أو تقول أن الآية لا تحصر العصمة فقط في تلاوة القرآن وتبليغه وبالتالي يصبح كل تفسيرك كلام فارغ.
خامساً: خير وسيلة لفضح نفاق منكر السنة هو سؤاله عن موقفه في حالة تواجده بين الصحابة:
هل سيصلي مثلما أمره النبي
أم سيرفض ويقول له كما يقول
منطق العضو سمير : (ما أدراني انك لا تنطق عن الهوى الآن؟)
وهل سيأتمر عن قناعة بأي أمرٍ أمرَ به النبي
.. أم سيكون مع المنافقين ؟
تقول في ملخص كلامك:
بالنسبة للسؤال الأول, كما سبق ذكره: وصف النبي
بصفة لا يعني أن تلك الصفة مقتصرة فقط على المناسبة التي ذكرت فيها. وحتى لو قبلنا ذلك جدلاً, لا يحق لك أن تستنتج أن (السنة ليست وحيا لان النبي لا ينطق عن الهوى حين ينطق بالقرآن) بذلك يكون تدليسك مركب.
سؤالك الثاني والثالث بني على نفس الافتراض: أن كل وحي نطق به النبي كان عن طريق جبريل.. عليك أن تثبت ذلك أولاً قبل أن تسأل هل جبريل يلقن النبي
كل كلمة ينطق بها.. وحتى لو سايرتك جدلاً فعليك أن تثبت الاستحالة (بما انك تستغرب من الأمر)! ما هو وجه الغرابة إذا كنت أصلاً تؤمن أن كل كلمة تنطق بها -وأنت لست بنبي- يكتبها ملاك؟ ربما تجهل قوله تعالى (
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
لاحظ انه حتى بعد مسايرتك -من باب التنازل مع الخصم- لم نصل إلا إلى نتيجة واحدة وهي أن أخطائك مركبة علاوة على جهلك بالقرآن الكريم.
ثم تسأل (وإذا لم يكن مقترنا معه طيلة حياته ، فهل كان يتكلم في غيابه ؟ ). السؤال يدل مرة أخرى على جهلك بآية تخبرنا عن الطرق التي يوحي الله بها إلى رسله: (
الشورى {51} وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) لكنك يا سيد سمير تخالف كلام الله وافترضت أن كل وحي لابد أن يتم عن طريق ملاك.. ثم بنيت كل مداخلته على أساس جهلك بما يقوله الله في الشورى {51}.
النتيجة: إذا كان تفسيرك العجيب لكلام الله في سورة النجم أوصلك إلى نتيجة تناقض حقيقة ذكرها الله في سورة الشورى..
هذا يعني أن تفسيرك - المبني على افتراضات ما انزل الله بها من سلطان- هو تفسير خاطئ.
.
Bookmarks