«رحلتي إلى الإيمان» كتاب جديد صدر بموسكو لباحث ومفكر روسي اعتنق الإسلام
تاريخ النشر:يوم الجمعة ,14 مارس 2008 1:28 أ.م.

موسكو - الشرق [القطرية] :
«فالنتين بروساكوف» أستاذ جامعي روسي المولد، من أصل يهودي، لم تكن تعجبه الشيوعية فهاجر إلى الولايات المتحدة هاربا من جحيم الشيوعية وراغبا بنعيم الديمقراطية الغربية، حيث عاش هناك 20 عاما وأثناء إقامته هناك صدم بالديمقراطية الغربية وظهر له زيفها، فعاد إلى موطنه الأصلي روسيا. وبعد تمعن وتفكير قرر أن يعتنق الإسلام فقد وجد فيه السعادة والحلول لكل مشاكل البشرية.
بروساكوف عرف عنه انتقاده الشديد لإسرائيل ولأكذوبة الشعب المختار، وقد انعكس ذلك بوضوح من خلال كتاباته وأطروحاته، لاسيما أنه يعد من كبار الكتاب الروس، الذين تحظى كتاباتهم ومؤلفاتهم بشعبية كبيرة في روسيا. ومؤخرا دشن بروساكوف بموسكو كتابه (رحلتي إلى الإيمان) باللغة الروسية، الذي يشرح من خلاله تجربته مع الشيوعية ورؤيته للديمقراطية الغربية، ولماذا اختار الإسلام في النهاية، وهو الكتاب الذي أصدره المجلس الإسلامي الروسي.
حيث يستعرض بروساكوف في كتابه نبذة عن حياته، مشيراً إلى أنه كاتب وصحفي عاش مرحلة الاتحاد السوفييتي وثار عليه وحُكم عليه بالسجن وبعد خروجه سُمح له بالسفر ليرحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم يعود إلى روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي مكتسباً الجنسية الأمريكية، ومحاولاً أن يجد نفسه بعد ما عاش أيديولوجية الشرق والغرب ولكنه لم يجد نفسه إلا في الإسلام فاعتنقه وليصبح أحد الأدباء المدافعين عن الإسلام.
وفي الكتاب يشير الكاتب إلى تجاربه المتنوعة وما صادفه في مشوار حياته من مواقف وما شاهده كصحفي نشيط من وقائع تاريخية سمحت له بأن يملك القدرة على قراءة الأحداث قراءة واقعية دون أي رتوش، كما عرض لنشاط بعض القادة في العالم الإسلامي أمثال رئيس وزراء ماليزيا السابق "مهاتير محمد".
ويشير إلى رحلته عام 1973 لمدينة القدس كمراسل صحفي لمحطة راديو "الحرية" حيث يوجد مقر البعثة الدينية الروسية، مستعرضاً أوصاف مدينة القدس وما تتمتع به مدينة للسلام.
ويتحدث عن دور الإسلام في التاريخ الروسي ونشاط المسلمين الروسي، موضحاً أن اتحاد الدول الإسلامية من شأنه أن يجعل منها قوة لا يستهان بها، خاصة في روسيا، مشيراً إلى أن روسيا مع الإسلام إنما تعني الانتصار، انتصارنا!.
ثم يستطرد في كتابه بعرض مقتطفات لبعض الروايات التي جاءت عن حقبة الحرب العالمية الثانية، وإن بعض هذه الروايات تُشير إلى وجود اليهود داخل صفوف القيادة الألمانية بل منهم من كان قريب الصلة بـ "هتلر" كما استعرض لمحات من الحياة في ظل الاتحاد السوفييتي ومدى سيطرة الاستخبارات السوفييتية حتى على عقول وعقائد المواطنين.
كما لم ينس الكاتب عرض تجربته في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً عمق العلاقة التي تربط بين الولايات المتحدة واليهود منذ بداية القرن العشرين وأنها علاقة لا انفصام لها، منتقداً بشدة طريقة تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع العالم الإسلامي حتى مع مسلمي الولايات المتحدة.
وقد عُُرف عن بروساكوف اهتمامه بدراسة المشروع الصهيوني ومصير إسرائيل، حيث كان ذلك علامة بارزة لمؤلفاته المختلفة، كما أنه معروف بانتقاده الشديد لإسرائيل، متوقعاً فشل هذا المشروع وزوال إسرائيل خلال عام 2025، حيث يوضح أنه عند دراسة قيام إسرائيل نجد أنها عانت من مشاكل جدية خلال نشأتها وأن هذه المشاكل لم يتم التغلب عليها حتى الآن ومازالت قائمة، مشيراً إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن يعود المهاجرون السوفييت على أوطانهم الأصلية، إدراكاً منهم أنهم لا يرغبون في ربط مستقبلهم ومستقبل أبنائهم بمصير إسرائيل الغامض والمحفوف بالمخاطر.
وفي هذا الإطار يشير المؤلف إلى ما ذكره الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، خلال عام 1999، من أن نهاية إسرائيل قريبة، مستدلاً في ذلك بدليل قرآني ودليل تاريخي، ومشيراً إلى أن الدليل القرآني يكمن في أن الله يغير الأقوام كل أربعين سنة، ودليله التاريخي هو عندما خضع المسلمون لحكم الصليبيين أربعين عاماً، ثم قاوموهم حتى تحقق لهم النصر، وفيما يخص إسرائيل أشار بروساكوف ما ذكره الشيخ أحمد ياسين، إلى أنه منذ عام 1948 لم تظهر إية مقاومة ضد اليهود حتى عام 1987 بداية المقاومة الفلسطينية، التي بدأت حتى خارج فلسطين في سوريا ولبنان، أي بعد مرور أربعين عاماً.
وأردف بتأكيد زعيم حماس الروحي بأن المقاومة الفلسطينية قد كشفت الحقيقة المخيفة للصهيونية وأنه بعد أربعين عاماً أخرى نتوقع أن تندثر إسرائيل تماماً بإرادة الله.
ويتناول المؤلف مصير إسرائيل ليس فقط من وجهة نظر قادة المقاومة الفلسطينية بل تطرق إلى بعض اليهود الذين يشككون في شرعية إسرائيل، موضحاً أن كثيراً منهم يرى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه إسرائيل لا تكمن في شراسة المقاومة، بل تبقى رهينة المشكلة السكانية " القنبلة الديمجرافية للشعب الفلسطيني" التي ليس لدى اليهود سلاح يمكنه أن يقضي عليها.
ثم استعرض في كتابه مقتطفات من تقرير أعده "إسرائيل هاريل"، الذي أسس مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، الذي حذر فيه من تدهور الوضع السكاني لليهود في مقابل الفلسطينيين، الأمر الذي يُنذر بخطر فادح على إسرائيل بحلول عام 2025 حيث أشار إلى الوضع الديمجرافي العربي ونظيره اليهودي في فلسطين على النحو التالي:
أولاً الوضع الديمجرافي العربي:
إنه مع حلول عام 2025 أن من المتوقع أن يوجد في إسرائيل (غرب نهر الأردن) 15 مليون نسمة نصفهم من العرب، مشيراً إلى أن هذه النسبة العربية لا يمكن السماح بها، حيث إن نسبة العرب في حدود ما قبل 1967 20 في بالمائة وأن التزايد في السكان العرب داخل إسرائيل يزيد بمقدار 3 بالمائة عن اليهود والمؤشر الحالي، يشير إلى أن العرب في تزايد مستمر.
كما يشير إلى دراسة قام بها "أرتون سوفير" البروفيسور بجامعة حيفا، من سكان بدو النقب يتضاعف كل 12 عاماً وأن البدو حالياً يمثلون ربع سكان النقب.
ويقول إن العرب يمثلون الآن أقلية في الدولة الديمقراطية (20 بالمائة)، لذلك فإنهم يمكنهم إعاقة تحقيق رغبات الأكثرية، خاصة إذا كان لديهم إيماناً بأن كل هذه الأرض ملكهم وحدهم ودون غيرهم وأننا سوف نشهد هذه الأقلية وهي تتحول من 20 بالمائة إلى 30 بالمائة حتى تتحول إسرائيل لدولة عربية بحتة.
ثانياً الوضع الديمجرافي اليهودي:
إن الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل هو الوضع الديمجرافي خارج حدودها، مشيراً إلى أنه اليهود بعد عام 1945 (وبعد الهولوكوست) كان تعداد اليهود 13 مليوناً والآن تقلص العدد إلى 12 مليوناً، في الوقت الذي تزايد فيه المصريون ثلاث مرات.
ويتوقع التقرير اختفاء يهود الولايات المتحدة تماماً بعد مرور 30 عاماً، ذلك وفق نسب التزايد المشار إليها، مشيراً إلى ما يمكن أن تواجهه إسرائيل في حال تحرر الإدارة الأمريكية من ضغط اللوبي اليهودي.
أيضا أورد بروسكوف إلى أن أحد البراهين التي تؤكد شكوك الكثير من سكان إسرائيل على مستقبل ووجود إسرائيل هو كتاب التاريخ الذي يتم تدريسه في المدارس الإسرائيلية، موضحاً وجود كتابين لتاريخ إسرائيل الأول للتلاميذ اليهود والآخر للتلاميذ العرب.
حيث يقول إن الكتاب المخصص للتلاميذ العرب يذكر أنه بعد إعلان وجود إسرائيل تم احتلال كافة الأراضي وهاجر العرب بيوتهم وأصبحوا لاجئين ومع نهاية الحرب تم توقيع اتفاق هدنة بين الدول العربية وإسرائيل. وإن الكتاب المخصص لليهود يذكر أنه في الرابع عشر من مايو عام 1948 قام "ديفيد بن جوريون" بإعلان قيام دولة إسرائيل وفي نفس اليوم أعلنت كل من السعودية ومصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق الحرب على إسرائيل ولكن إسرائيل صمدت في هذه الحرب التي سميت بعد ذلك بحرب الاستقلال.
ويرى الكاتب أن ظهور كتابين بهذا الشكل إنما هو تعبيرا عن روح انهزامية داخل إسرائيل متفقاً في ذلك مع وزير التخطيط الإسرائيلي ليبرمان. حيث إن الكثير مما يجري على ارض الميعاد ليس كما خطط له الصهاينة الأوائل وأن تغييرات جديدة قد طرأت على خططهم الاستعمارية.
ويشير الكاتب إلى أن الروح الانهزامية تزداد وتقوى، وأن فلسطين آجلاً أو عاجلا سوف تصبح دولة واحدة موحدة وأن المشروع الصهيوني محكوم عليه بالفشل والزوال.
الجدير بالذكر أن بروساكوف كان أستاذا لوزيرة الخارجية الأمريكية الحالية كونداليزا رايس، حيث قام بتعليمها اللغة الروسية أثناء دراستها الجامعية بأمريكا.
http://www.alkutubiyeen.com/vb/showthread.php?t=126