السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الإخوة الأحباب ... وفي استاذنا الغيورعلى إخوانِِهِ أبومريم
وبارك الله في الأخ الحبيب محي الدين , ونسأل الله تعالى أن يجزاه عنا خير الجزاء ....
أخي الكريم محيي الدين .... اسمح لي أخي أن الخِّص ما استفدتهُ انا شخصياً من نقد الإخوة وتوجيهِهِم معك ....
فأرى أننا قد خرجنا بِفوائِد طيِّبة :
1- عدم الترويج لعنوان الشُبهة....
2- اختيار المكان الذي يتِم فيهِ وضع رد الشُبهة .... فمنتدى التوحيد لمخاطبة العلمانيين و اللادينيين وليْس لِمخاطبةِ النصارى .... ولِذا فالإكثار من وضعِ الشبهات هنا ليْس في محلِّهِ ...
ولِذا فيُشرِّفني ويُشرِّف كل مسلم أن تنشر ردك على الشبهة عِندنا في منتديات حُراس العقيدة لمحاربة التنصير , ودرء شُبهات النصارى .... وتقبل منا نقد المحب للمحب , واسمح لنا أن نكون معك وعليك لله ....!http://www.imanway1.com/horras/index.php
3- عدم التأصيل للشُبهةِ ... إن كان الرد مازال قابِلاً للإضافة والمُباحثة , وهذا لا يُقلل من علمك أخي , ولا يعني ضعف ردِّك .... وإن وجب النُصح , بل إني حقيقة وجدتُك إجمالاً ما قصّرت في ردِّ الشبهات .... ولا يعيبك نصحي , ونصح الإخوة في شيء , كيف وقد كان عالم فذّ انتُقِد بمِثل ذلِك وهو الإمام فخر الدين الرازي , بل واتُّهِم بانه حين أصّل للشُبْهةِ فإنّهُ ما أجزل الرد , فها هو الحافظ ابن حجر يقول عنه فى لسان الميزان:
"وكان يُعاب بإيراد الشبهة الشديدة، ويُقَصِّر فى حلها، حتى قال بعض المغاربة: "يُورد الشُبَه نقداً ويحلها نسيئة".
____________
والآن أنتقِل إلى نُقطة أخرى وهي تحديد قيمةِ الشُبهة ومن يُحدِّد إن كانت تافِهة أو تستحِق الرد أو لا تستحِق ...!!
فإن كان الحكم على درء الشُبهةِ هو مقياس الإستِحقاق , تستحِق الرد او لا تستحِق .... فعلى اي اساس كان المقياس ؟!!... تستحِق حسب مقياس العامة أم حسْب مِقياس العلماء ومن آتاهم الله القُدرة على البحثِ و الإستِنباط والإجتِهاد ؟!!!
بل إن هذا المقياس سيتفاوت بين العلماء وحدهُم تفاوُتاً ما بعدهُ تفاوُت , من بين من سيراها شبهة جادة , وبين من يرى سذاجة الشبهة او ربما سذاجة قائِلِها ...
في الحقيقة حسب هذا القوْل وحسْب هذا المِقياس ...
فلا يوجد أي شُبهة ولو واحِدة منذ رسالة النبي محمد صلى اللهُ عليْهِ وسلّم إلى اليوم تستحِق عناء الرد .. لأنها كلها غير صحيحة ...
ولكِن تبقى الشُبهة .... شبهة عِنْد العوام ... كائِن ما كان نظرتُك لها يا أخي الأستاذ ويا أخي الباحِث ويا أساتِذتي المُثقّفين ... وبإشتِباهُ أمرِها على العامة فُرِض على العلماءِ درْءُها مهما كانت تفاهتُها ...!!!
________________________
أخواني الكرِام ... اسمحوا لي بالعتبى
1- فلم أجِد في أكثرِ رسائِلِكم الترفُّقِ و الترقُّق مع أخيكم ... وخفض الجناح له ... بل بمجرد ان ظهر رده المخالف لرأي الأستاذ أبومريم , إذ يتحول الأسلوب تماماً في الرسائِل التالية المُمتلِئة بصبِّ جام الغضب .... وقد قال صلى الله عليه وسلم " يا عائشة إن الله رفيق يُحِبُّ الرِّفْقَ , ويُعْطي على الرفق ما لا يُعْطي على العُنْفِ , ومالا يُعْطي على ما سِواهُ " ....الرفق في الأمر كله يا إخوان الدرب ... مادخل الرفق على أمر إلا زانه ... وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه و لا نُزِع من شيء إلا شانه" , فكم ودِدتُ لو أن الرفق كان في رسالة إخواننا الأولى والثانية ..... والأخيرة ....
حقيقة تخيّلتُ نفسي مكان الأخ مُحيي الدين .... فلا أعلم مُبرِّراً لِأجد كل هذا الغضب المُستعِر و النقد لأخٍ نسأل الله أن لا يجِف قلمُهُ وعطائُه وأن لا يهِن أو ييأس من نقدِكم .... ويعلمُ الله أني ما أعرِفُهُ ...!!! , ونتمى أن يُكمِل جِهادُهُ في المكانٍ المُخصص لِذلِك ...
الموعِظة الحسنة يا أخوة تمحو الجفا والاعتراض ، لقد أجدتُم في توضيحِ كثيرٍ من الأمور له وللقارىء الكريم , ومع ذلِك فأرى أغلبكم - إن لم يكن كلكم - قد أغلظتم على أخيكم بل نعتموه بأوصاف لا تليق بين أخوينِ إن تناجيا , فما بالكم بها على العام ؟؟!!!! ...
أساتِذتنا أنا معكم وعليكم لوجه الله , وحبي في هذا المنتدى وغيرتي على رِجالِه , وخوفي أن أصمِت وأكتُم كلِمة حق جالت في خاطِري , تجعلني أتكلّم وأعتب ...!!!
_________________
أخيراً أخونا الأستاذ أبومريم , حقيقة أعتز بِك استاذا ومُعلِّماً , وكما أنظُر إليك استاذاً ومُعلِّماً , فأنا أنظُر إليك أخاً مُتفهِّماً عدالة أخيهِ ومحبته فيكَ فيُهديك ما يراهُ ... وكما أخذت على الاخ الحبيب أمور , أخذتُ عليكَ أيضاً أموراً .... ولست أنا من يوضع في مكان الحكم والأخذ والرد ... وإن كنت أقلُّكُم عِلْماً , فأنا من أمة محمد ...." فذكِّر"
وإليْك أخي ما أهديك إياهُ بقلب مُحِب , وإهداءُ أخٍ لأخيهِ , وأسأل الله أن يكون وقعُها على صدْرٍ رحِب يتسِع لنقد الإخوان , ورحِم الله من هداني عيوبي وأخطائي ...
1- أولاً : كيف يا أخي الكريم , واستاذنا الفاضِل يطلُب مُسلِم من مُسلِم ان يُناظِره على الملاً ؟!!! , هل تقدحُ في عقيدتِه ؟!!... لا تقدح , فعلاما المناظرة إذاً ؟!!!! , أعلم أن المناظرة هي تقديمُ اوراقِ الحُجة , ولكِن هل فرغنا من مناظرة المُخالفين لنتفرغ لمناظرة بعضِنا البعض ؟!!!.... ما تناظر علمائنا إلا فيما يُبنى عليه عقائِد ... وما تناظروا وأضاعوا وقتهم بالتحدي في غيْرِ ذلِك ....!!!! , إن طلب المناظرة والإنتِصار للرأي بين المُسلِم والمُسلِم إن لم تكُن لتصحيح عقيدة , فالبراءةُ منها واجِبة ...!!
2- أستاذنا الكريم , لفظ مِثل جاهِل , وغبي , و .... و ....و .. علّمتمونا أنه لا يصِح في الدعوة , ولا يصِحُّ من أخ لأخيهِ , إن تناجيا , فما بالُنا هكذا على العام , وما بالُنا إن كنت في موضِع النُصحِ و الإرشاد ؟!!.. لأخٍ لك في الله .....! وإن خالفك ألف مرة , فهل تظُن - وأنت أعلم مني بطبيعةِ المُحاوِر- أن رِسالتك ستصِله ؟!!!... ثم بعد ذلِك نتعجب أنه لم يرضخ لما نقول ؟!!! ونتّهِمه بالعناد؟!! ... أخي الحبيب لا يُفرض حق أبداً بالعُنف ...!!!
3- أخي الكريم تحتجُّ على أخيك , بِخبرٍ منسوبٍ للإمام أحمد بن حنبل رحِمهُ الله , وتُعنِّفهُ لأنه لم يُعِر اهتِماماً بمقولة الإمام , حتى ليظُن الظان أن الأخ قد خالف الإمام أحمد .. !!!
وحين حاولتُ تتبُّع حُجّتِك عن مقولةِ الإمام أحمد فوجدتُ حجتك بارك الله فيك مبنيّةٌ على أن "الإمام أحمد قد جرّح الحارث المحاسبي وذلِك لأنه : ألف كتباً في رد الشبهات وأصّل للشبهة ورد عليها " .... ثم بِما ان الإمام أحمد رأى ذلِك , فأنت ترى أنهُ لا يحِق لأخيكَ الإعتِراض طرفة عيْن ...!! , فما يقولهُ الإمام أحمد "نصٌّ قاِطع " , وإن أتاك برأي ابن تيمية , فهو عالِمٌ تأخر في الزمان , وإن بنى حُجته على ابن تيمية اتهمته بالجهل والجدال , و.... , و.... وقد علّمتنا أستاذنا الحبيب .. أن كُلٌّ يؤْخّذُ مِنهُ ويُرَدُّ إلا صاحِبُ هذا القبر ...
ولكِن بغض النظر عن حجية مقولة إمامنا إمام علم الحديث ..الإمام أحمد ... فهل سعادتك تأكدت وأيقنت ان هذا ما قالهُ الإمام أحمد لكي يكون سيفاً قاطِعاً تحتجُّ بِهِ على أخيك؟!!!
أسألُك أخي الكريم :
هل أنت على يقين أن ما قالهُ الإمام أحمد كان بحجة ان الحارِثَ كتب كتباً في رد الشبهات؟!!! .. لا والله ....
إن الإمام أحمد جرّحهُ لما هو أكبر مِن ذلِك , وليس لأنه رد الشبهات ..!!!
4- أخي الكريم ... تجريحُ الأقران لا يؤخذُُ بِهِ في علم الجرحِ والتعديل ولا يعبأ به إذا كان بغير حجة , فلا يعيبُ أخوكَ أن لايقبل جرح ومطعن الإمام أحمد في الحارِث ... وإلا فعليك أن تقبل جرح ابن معين في الشافعي , كما قبِلت جرح أحمد في الحارث المحاسبي.... بل و الحارِث المحاسبي كان إمامً ورِعاً عالِماً بالحديثِ , وإلا فعلى من ياخُذ مِن الحارِثِ عِلْمهُ أن يقبل جرح الحارث في أحمد ومالك ..!!!!
5- أستاذُنا الكريم حفِظهُ الله ... إن مصدرك عن الإمام أحمد هو كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي , وأنت أعلم مني بحال هذا الكِتاب , وما نُقِل فيه من الأخبار غثِّها وسمينِها , فهل يصِحُّ الخبرُ منه للمحجّة ؟!!!!.... مِن هذا الكِتاب انتقل خبر ان الإمام أحمد رفض الحارِث لأجل أنه ألف كِتاباً رد فيهِ شبهات المُعتزِلة .... في حين ان الإمام الغزالي كتب هذا الخبر تحت عِنوان " ذمُّ عِلْمِ الكلام " ... إذاً الموضوع أكبر من رد الشبهات .... بل هو موضوع يتعلّق بعقيدة من يرُد الشبهات ....!!!
6- أخيراً أختِم بإزالةِ اللبْسِ بما سطّرهُ شيخُ الإسلام ابن تيْمِية حين يؤكِّد ان تجريح الإمام أحمد للحارِث ليس لأنهُ رد الشبهات , فيقول عن الغزالي اثناء نقلِهِ ما قالهُ الغزالي ....
" وقال ( وقال أحمد بن حنبل : لا يفلح صاحب الكلام أبدا ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل ) قال : ( وبالغ فيه حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة وقال : ويحك ألست تحكي بدعتهم أولا ثم ترد عليهم ؟ ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث )
تعليق ابن تيمية
قلت : هجران أحمد للحارث لم يكن لهذا السبب الذي ذكره أبو حامد وإنما هجره لأنه كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة على صحة طريق الحركات وصحة طريق التركيب ولم يوافقهم على نفي الصفات مطلقا بل كان هو وأصحابه يثبتون أن الله فوق الخلق عال على العالم موصوف بالصفات ويقررون ذلك بالعقل وإن كان مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات الله تعالى من الأفعال وغيرها مما يتعلق بمشيئته واختياره وعلى ذلك بنى كلامه في مسألة القرآن
وهذا هو المعروف عند من له خبرة بكلام أحمد من أصحابه وغيرهم من علماء أهل الحديث والسنة ولأبي عبد الله الحسين والد أبي القاسم الخرقي صاحب المختصر المشهور - كتاب في قصص من هجره أحمد سال فيه لأبي بكر المروذي عن ذلك فأجابه عن قصصهم واحدا واحدا
وقد ذكر ذلك أيضا أبو بكر الخلال في كتاب السنة وقد ذكر ذلك ابن خزيمة وغيره ممن يعرف حقيقة هذه الأمور وكذلك السري السقطي كان يحذر الجنيد بن محمد من شقاشق الحارث ثم ذكر غير واحد أن الحارث رجع عن ذلك كما ذكره معمر بن زياد في أخبار شيوخ أهل المعرفة والتصوف وذكر أبو بكر الكلاباذي في كتاب التعرف لمذاهب التصوف عن الحارث المحاسبي أنه كان يقول : إن الله يتكلم بصوت وهذا يناقض قول ابن كلاب
وأبو حامد ليس له من الخبرة والآثار النبوية والسلفية ما لأهل المعرفة بذلك الذين يتميزون بين صحيحه وسقيمه ولهذا يذكر في كتبه من الأحاديث والآثار الموضوعة والمكذوبة ما لو علم أنها موضوعة لم يذكرها
وأحمد رضي الله عنه قد رد على الجهمية وغيرهم بالأدلة السمعية والعقلية وذكر من كلامهم وحججهم ما لم يذكره غيره بل استوفى حكاية مذهبهم وحججهم أتم استيفاء ثم أبطل ذلك بالشرع والعقل
وقد نقل أبو حامد في كتابه ما ذكر أنه سمعه من بعض الحنابلة وهو أن أحمد لم يتأول إلا ثلاث أحاديث وهذا غلط على أحمد وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع وتبين ما في هذا الكلام وتوابعه من الصواب والخطأ نقلا وتوجيها ولو اقتصر أبو حامد على ما نقله من كتاب ابن عبد البر عن الأئمة لم يكن فيه شيء من هذا الخطأ فإن ابن عبد البر وأمثاله أعلم بالآثار من هؤلاء ولكن لعله نقل ذلك من كلام أب طالب أو غيره.
ونظير هذا ما ذكره أبو المعالي في كتابه أصول الفقه المسمى بالبرهان لما ذكر مذهب الناس في القياس العقلي والشرعي فقال : ( القياس فيما ذكره أصحاب المذاهب ينقسم إلى شرعي وعقلي ثم الناظرون في الأصول والمنكرون تفرقوا على مذاهب فذهب بعضهم إلى رد القياسين وقال القائلون : هذا مذهب منكري النظر وقال قائلون بالقياس العقلي والسمعي وهذا مذهب الأصوليين والقياسيين من الفقهاء وذهب ذاهبون إلى القول بالقياس العقلي وجحد القياس الشرعي وهذا مذهب النظام وطوائف من الرافضة والإباضية والأزارقة ومعظم فرق الخوارج إلا النجدات وصار صائرون إلى النهي عن القياس النظري والأمر بالقياس الشرعي
وقال ( وهذا مذهب أحمد بن حنبل والمقتصدين من أتباعه وليس ينكرون إفضاء النظر العقلي إلى العلم ولكن ينهون عن ملابسته والاشتغال به )
مِن مُحِبٍ غيور:
د.أمير عبدالله
مدير منتديات حراس العقيدة
Bookmarks