فيلم Kingdom Of Heavens ..هل بدأ العبث بتاريخنا ؟

[حازم]

الفارس ..الذي علّم صلاح الدين الفروسية ..

..

ما يفرزه دوما صراع الأمم والحضارات هو قوة عظمى تتقمس دور الريادة والقيادة والسيطرة على الجميع إنها حين ذلك تمتلك حق فرض ما تريد على من تريد ..تمتلك حق فرض ثقافتها وفكرها وتراثها والحقائق التي تراها بعينها فقط ..هي كذلك الحال دائما.. وعلى الأمم" المصروعة" المهزومة أن تنقاد وتنصاع لتلك القوة في كل صغيرة وكبيرة .. تصبح أمة مغلوب على أمرها همّها فقط لقمة العيش أو العيش في سلام ...>>

لعل ما يعزينا كأمة تقوم بدور العبودية حاليا بإتقان وحرفية كبيرة جدا ..هو ذلك التاريخ المجيد الذي لا زلنا نمتلكه صافيا سليما من أي شائبة كانت ..يزخر ببطولات وأمجاد وصولات وجولات يمتليء عزا وسؤددا وريادة وسيادة ..يعج حضارة وتقدما ورفعة في مختلف ميادين الحياة ..نغار عليه ونفديه بكل ما أوتينا لأنه سبيلنا لحاضر ننتظره دليلنا لمستقبل نريده وخبرنا عمن قضوا من قبلنا وكانوا لنا خير قدوة وخير مرشد ودليل .>>

لطالما تجاهلت الحضارة الغربية حضارتين عظيمتين هما حضارة الصين العظيمة والحضارة العربية الإسلامية ..ولربما كان خيرا لنا أن نسوها أو تناسوها لكيلا يعبثوا فيها كما يعبثون بأي شيء بمنتهى التكبر والتجبر ..>>

هوليود صاحبة أضخم صناعة سينمائية في العالم تتجرأ وتخطو خطوتها للمساس بتاريخنا والتلاعب بما يمثله لنا ..>>

5/6/2005 في هذا التاريخ سيتم افتتاح عرض لفلم مملكة السماء Kingdom Of Heavens يؤرخ لتلك الحقبة من التاريخ والتي دارت فيها الحروب الصليبية بين المسلمين والصليبيين لتحرير القدس ..يقوم الفلم على شخصيات حقيقية هي باليان إيلين وهو فارس صليبي تولى الدفاع عن القدس عام 1187 والقائد المسلم الفذ صلاح الدين الأيوبي ...>>

>>

هاهم يتجرأون ليفرضوا علينا ثقافتهم الأمريكية ولكنتهم الأمريكية ولغتهم الأمريكية ..تعابيرهم وملامحهم المؤمركة وحتى فروسيتهم المؤمركة ..يفرضوها ليسقطوها قسرا فوق تلك الشخصيات التاريخية العظيمة والتي تمتليء نكهة عربية مسلمة أصيلة ....>>

تباينت الآراء حول الفلم وحول دقة التفاصيل التي يسردها وظهرت كثير من المخاوف ..لماذا الآن يعرض فلم ليؤرخ صراع ديني بين الصليبين والمسلمين كيف سيكون وقعه على أفراد المجتمع الأمريكي ..خاصة وأن جورج بوش بعد أحداث 11 سبتمبر صرح أنه حرب صليبية ضد الإرهاب وكذلك رأي المحللون أن أسامة بن لادن أراد أن يظهر بمظر صلاح الدين البطل المحرر ..فلماذا الآن يا هوليوود .>>

الفلم مليء بالإثارة والأكشن والتي تتجلى في القتال الدائر بين كلا الخصمين العنيدين القائد صلاح الدين وغريمه ..وطبعا القوة والبطولة لذاك الغريم المؤمرك .. و لا يخلو الفلم من الرومانسية ..فلابد للبطل الأمريكي من حبيبة سواء تطلب ذلك السرد التاريخي أم لا .>>

المضحك المبكي والمثير للسخرية هو إظهار صلاح الدين في دور من يتعلم الفروسية من غريمه حيث يشكره في أحد المشاهد على هذا الفضل الذي منه عليه ..في حين أن فكرة الفروسية في أصلها ظهرت في الدولة الإسلامية وكما أنه يظهر الدولة الصليبية على أنها متسامحة بينما التاريخ يؤكد عكس ذلك تماما حيث أنها كانت تمييزية وعدوانية ضد ألأديان الأخرى .>>

يقوم بدور القائد صلاح الدين الممثل السوري غسان مسعود والذي عبر في لقاء معه في جريدة السفير عن حقيقة تخوفه من أن يمس هذا الفلم المسلمين بأي صورة وصرح أنه لم يجد ذلك ..وعلى ما يبدو فإن الأمر أعمق من مجرد إساءة واضحة فنعم الفلم لم يمس الدين بشكل مباشر غير أن تشويه التاريخ وإظهاره على غير حقيقته التي كان عليها لوحده كاف ليعتبر تعدي علينا وعلى تاريخنا ويمسنا في أهم ما نمتلك ..ألا وهو التاريخ .>>

يقول أحد القساوسة المؤيد للفلم أنه لا يعتقد بوجود أي إعتراضا لدى المسيحين على الفلم بينما يؤكد لنا أنه "لا أعتقد أن هناك ما ينبغي أن يعترض عليه المسلمون ">>

هكذا يريدون منا باستسلام شديد أن نقبل بكل ما يحدث دون إعتراض أن نصمت أمام ذاك الشرخ الذي يتبدى بيننا كحضارة عملاقة عظيمة ذات تاريخ مجيد مضيء ألقى بظلاله على البشرية جمعاء لأي دين دانت من جهة وبالحضارة الغربية من جهة أخرى تلك الحضارة التي شكّل تاريخنا الكثير من حاضرها وإزدهاره.

بقي أن نقول أن كلفة الفلم كبيرة جدا ومتعوب عليه خاصة في ما يتعلق بإخراج المعارك الدائرة بين المسلمين والصليبين ..فمشكورة يا هوليود ..ألف شكر .


منقول

[مجدي]

لا تستغرب ممن لا يمنعه شيء من الكذب الكذب , ولكن استغرب ممن يغير تاريخ نفسه بنفسه من المستغربين.
فهم اخطر من الاعداء ,دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها.

[hamed lellah]

الفلم فيه كذبة كبيرة حيث في نهايته و بعد أن يتفق الطرفان على تسليم القدس بدون دماء يسأل الفارس الفرنجي صلاح الدين عما تعني له هذه المدينة فيقول: لا شيء ...

و بعد ذلك مباشرة يلتفت إلى جيشه ليقول لهم أن هذه المدينة تعني كل شيء !!

فيظهرون صلاح الدين الأيوبي بمظر البراجماتي السياسي الكاذب الذي لا يقيم وزنا حقيقيا للدين و لكنه يستغله لقيادة شعبه فيما يراه هو الأصلح.

يعني أن صلاح الدين الأيوبي كان بالحقيقة شخصا لا دينيا !!!

و الرسالة المبطنة في الفلم لا تختلف عن باقي النتاج الغربي الإلحادي: إن الدين هو المشكلة ...