أرجوزة على لسان العلمانيين وأجهزة الأمن

أبـلغ رجال الأمن حتى يزحفوا فـهـا هـنـا جماعة تطرّفوا

مـن الأصـوليين أعداء الوطن أخـطـر من جميع عباد الوثن

قـد نـأمـن الهندوس واليهودا وقد نقـيـم مـعهم عـــــــهودا

إلا أولاء، فـأذاهـم يُـحْـذرُ فهـم عـلينا من يهودَ أخطرُ

عـــرفـتـهـم باللحن والسمـــات ومجـمـل الأعمال والصفات

إذا ما دعى الداعي إلى الصلاة هبّـوا لـهـا في خفة القطاة

حـتى صلاة الفجر في المساجد والنـاس بـيـن راقد وراكد

غايـتـهـم بــــها رئاءُ النــــــاس فمن يطيق ذا السلوك القاسي؟

أعـفـوْا لحاهم زعموها سنة ْ يدنـيـهـم اتـباعها للــــــجنة ْ

ومنـهـم الحليق كي لا يعرفا للأمن فهو خصمهم مهما صفا

لكـنـهم مهما اختفوْا وضللوا علــــيـهـمُ ألف دليل يوصِل

أعمـالـهم تكشفهم وتفضحُ ما في الوعـا على الوعاء ينضح

حيـاتـهـم أساسها التزمتُ وفكـرهـم قـوامـه التعنت

تـشـدَّدوا في الدين وهو يسرُ وكـل فـرد فـي السلوك حر

دعـواهـمُ في نصره عريضة لـكـنْ قـلوبُهم هي المريضة

كـم رغـبوا في نهجه ورهبوا تـعـصـباً وبئس ما تعصبوا

إذا دُعـوا لـحفل لهو ٍ راقص أبَـوْا، بـلا ذوق، إباءَ ناكص

فـمـا لهم في الفن من خلاق إذ حُـرمـوا الـحلوَ من المذاق

والـرقص عندهم حرامٌ منكرُ كـذا قـضى الجمودُ والتحجر

وحـرَّموا ما ساد عرْفَ الناس مـن عـهـد شيخنا أبي نواس

وأنـكـروا فـوائـد البنوك.. كـأنـنـا في الزمن المملوكي

نـاسـيـن مـا حتمه التغيُّر والـديـن، مـثل غيره، يُطوَّر

وخـالـفوا مفتينا الطنطاوي* مـجـددَ الـزمـان في الفتاوي

الـشـرع فـي يـده كالعجينة لا كـالألـي عـقـولهم سجينة

لم يلتفت للشكل بل للجوهر ولم يضيق مثل شيخ الأزهر**

ومـا عـلـيـنـا من مخالفيه وقـوفـنـا بـجـنـبه يكفيه

وكـلـمـا رد عـلـيه العلما زادوه شـهـرة كـنجم السينما

فـهـو بنا شيخُ شيوخ العصر مَـن مـثـله من نجباء مصر؟

وشـدَّدوا عـلى ذوي المزاج ِ ورفـقـة الأنـس بليل ٍ داج ِ

وقـاومـوا نـفوذ أهل الكيفِ فـحـق أن يـؤدَّبـوا بالسيف

حـتـى الدخان عندهم ممنوعُ فـمـا لـهـم بـطـيبه ولوع

هـمُّـهـم الـدعوة والدراسة دومـاً ومـزج الدين بالسياسة

يـؤذنـون فـي أماكن العملْ من غير خوفٍ أو حياءٍ أو خجل

والـنـاس فـيهم تاركو الصلاةِ فـكـيف يُؤذوْنَ مدى الأوقات

بـيـوتـهـم تـحفل بالدلائل عـلـى انـتمائهم بدون حائل

سـتـجـد السواك والمصاحفا والـكـتـب فيها تالداً وطارفا

مـن الـبـخاريِّ وشرح مسلم إلـى ابـن تـيـميةَ وابن القيم

وأدوات قـوة الأبـدان بـزعـم دعـم قـوة الإيـمان

وكـم لـديـهـم كتب مُضلة والاعـتـراف سـيـد الأدلـة

أشـد فـي الـفتك من البارود رسـائـل الـبـناء والمودودي

وكـتـب الـقـطبين كالظلالِ والـقـرضـاوي بعد والغزالي

ومـثـلـهـا رسائل ابن باز وعـلـمـاء الـشـام والحجاز

وربـمـا وجـدت لـلـترابي وهـو كـبـير زمرة الإرهاب

وقـد ترى من كتب الغنوشي وتـلـك كـالهروين والحشيش

كـما ترى "شُعْبَهم" المشاغبة إحدى قواهم في النزال الضاربة

نـسـاؤهـم يزهَين بالحجاب والـبعض يصررن على النقاب

أشـكـالـهن ترعب الصغارا وتـقـلـق الـيهود والنصارى

فـكـيف يخفون على المباحث وكـل شـيءٍ ظـاهر للباحث

تـاريـخـهـم أسود كالقِطران حـسـبـهمُ الجهاد في الأفغان

كم قاتلوا السوفييت في الجبال لـيـظهروا في مظهر الأبطال

وقـبـلهم أخوانُ سوء جاهدوا فـوق فلسطينَ وفيها استشهدوا

وهـيـأوا الـشـبـاب للقتال وحـفـظـوهـم سورة الأنفال

وشـاركـوا بـالـدم في القناةِ تـغـطـيـة منهم لفصل آتِ

فـكـل فـعـل مـنهمُ مردودُ مـهـمـا يكنْ ظاهرُه المحمود

والـيـوم للبوسنة قد تحمسو ا كـأنـهـم لـلـمسلمين حرس

وذاك شـأنـهمْ على الإطلاق إن شِـيـك مـسلم بواق الواق

وذاك، والله، هـو الـجـنونُ ولـلـجـنـون عـندهم فنون

فـهـم مـع الجهاد في كشمير وفـي الـفـلـبـين بلا نكير

أمـا فـلـسـطين فهم رجالها وإن تـنـادى بـالـسلام آلها

قـد أيـدوا الـفتية من حماس دون مـبـالاة ولا احـتـراس

وأحرجوا الوفود في المفاوضة ووقـفـوا في جبهة المعارضة

واتـهـمـوا مـسيرة السلام بـأنهـا ليست سوى استسلام

وأعـلـنـوا الـجهاد والكفاحا ومـا اقتنوا غير الحصى سلاحا

وسـحـروا بـالـكلم الشبابا يُخـيِّلـونـهـا لهـــــــم حرابا

وخـدروهـم بـصلاح الدين وأنهـم غـداً إلــــــى حـطين

وهيجوهم بالفتاوى الصاعقة بـطـرد إسرائيل تلك السارقة

لا بـد من تحرير كل الأرض فـرضٌ علينا يا له من فرض!

مـن فرَّط اليوم ببعض أرضه ضـحَّـى غـداً بدينه وعرضه

تـلـك فـتاويهم لتأليب القوى لـكـي يحاربوا طواحين الهوا

كـأنـهـم إذا سفيننا اضطربْ أرشـد من جميع حكام العرب!

فتـش تراهم خلف كل حادثة تـحدث في الأرض وكل كارثة

وكـل مـا يـقلق أهل الغرب فــــهـم وراءه بـغـيـر رَيْب

وإن يـكـن في جزر الهاوائي أو خـلـلاً فـي مركب الفضاء

والله لـولا خـشـيـة العزال لـقـلـتُ هم محركو الزلزال*

فـي كـل مـعهدٍ وكل جامعة أسـمـاؤهم هي النجومُ اللامعة

يـكـتـسـحون يوم الانتخابِ أصـوات الاتـحـاد لـلطلاب

وكـم تـدخـلنا بدعوى الأمن بـحـذف كل اسم لهم ذي شأن

لكـنـهـم يحظون في النهاية ولـم يـوَصّـل مـكرُنا للغاية

وفـي نـوادي هـيئة التدريس لـهـم مـن الأعضاء للرئيس

قـد أثـروا في الشيب والشباب وفـتـنـوا الـشيوخ كالطلاب

أراهـمُ يـسـتـخدمون الجِنا والـسـحـر أيـضاً أتقنوه فنا

وكـم تـظـاهروا بفعل الخير ومـدِ أيـديـهـم لـنفع الغير

وأنشـأوا المسجد والمستوصفا ونـشـروا مع الكتاب المصحفا

وأسـسـوا مـدارسـاً لـلجيل لـكـي يـقـودوه من العقول

وأشـربـوه الدين والأخلاقا وجـنـبـوه الـكـفر والنفاقا

لا تعجبوا أن تجدوا من وُلدِنا فـيـهـا، نـربيهم بغير جهدنا

قـد سـرقوا أبناءنا من وكرنا لـيـجـعلوا منهم خصوم فكرنا

* * *