النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أفعال العباد الاختيارية .. جواب سؤال ..

  1. افتراضي أفعال العباد الاختيارية .. جواب سؤال ..

    إذا كان كل شيء في الكون لا يكون إلا بإرادة الله عز و جل ، فكيف نفهم مع ذلك وجود أفعالٍ اختياريةٍ للعبد ؟ و كيف نفهم مسؤوليته عنها رغم ذلك ؟


    الجواب :


    يجب على كل مؤمنٍ أن يؤمنَ بمشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة لكل شيء حتى الأفعال الاختيارية ، و لا تعارض بين أن يكون للعبد إرادةٌ و للرب إرادة ، لأن إرادة الله عز و جل هي القاهرة ، قال تعالى ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) " الأنعام : 18 "

    فهو سبحانه بإرادته القاهرة أراد أن يكون للعباد أفعالٌ اختيارية ، و لو شاء لجعل كلَّ أفعالهم اضطرارية ، و لجعلهم مكرهين على أعمالهم ، كما أنهم مكرهون على أصل وجودهم ، و لكنه أراد أن يكون للإنسان إرادةٌ على بعض أعماله ، و هذه الإرادة تابعةٌ لإرادة الله عز و جل ، كما قال ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) " التكوير : 28-29 "

    فأفعال العباد تكون بإرادتهم التي خلقها الله لهم ، فلا مانع أبدًا أن يخلق الله شيئًا ثم يجعله سببًا في وجود مخلوق آخر ، كما يخلق الله عز و جل الولد من أبٍ و أم ، فهل كون الأب و الأم مخلوقيْن يمنع من كونهما سببًا في حدوث الولد ؟

    و هل كون الولد مخلوقًا ينفي مسؤولية أبويه عنه ؟ أو يمنع أن ينسب إليهما ؟

    في ضوء هذا المثال السابق تستطيع أن تفهم العلاقة بين إرادة العبد و إرادة الرب ، و مسؤولية العبد عن أفعاله في نفس الوقت .

    فالفعل كالولد يتكون بسبب قدرة الإنسان و إرادته ، فهل كون قدرة الإنسان و إرادته مخلوقتين يمنع كونهما سببًا في حدوث الفعل ؟

    و هل كون الفعل مخلوقًا يمنع مسؤولية الإنسان عنه ؟ أو يمنع نسبته إليه ؟

    و الكل واقع بمشيئة الله و خلقه لهم ، فهو الذي شاء وجود الأب و الأم و وجود الولد منهما ، و هو الذي شاء وجود إرادة الإنسان و قدرته و وجود الفعل الاختياري بهما .

    ( الإيمان بالقضاء و القدر و أثره في السلوك - د. ياسر برهامي حفظه الله - صفحة 114 فما بعدها ) .
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حيث الأقصى
    المشاركات
    140
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم

    كما أنهم مكرهون على أصل وجودهم ، و لكنه أراد أن يكون للإنسان إرادةٌ على بعض أعماله
    السؤال، هل نحن مكرهون على الاختيار ؟ وهل الاختيار او المشيئة الخاصة بالانسان هي الامانة التي عرضها الله سبحانه وتعالى: إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } . ...؟
    لا اله الا الله....محمد رسول الله


    www.islamstory.com

  3. افتراضي

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    الأخت الكريمة :
    هذا رد على أحد العلمانيين و هو طريقة في الرد :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين حامد مشاهدة المشاركة
    أفعال العباد نوعان :

    الأول : أفعال لا اختيار لهم فيها ، كمثل خفقان القلب و حركة الأمعاء و ما شابه ، فهذه لا يخالف ذو عقل أن العبد لا اختيار له فيها ، لكن الكفار ينسبون حدوث هذه الأفعال إلى الطبيعة الصماء أو الصدفة التي قلما تتكرر أو لا شيء ، أما المسلمون فيقولون عن هذه الأمور أنها أثر لفعل الله عز و جل .. و هنا يعرف الجميع أيهما هو الصواب فإن الحق واضح و الطريق لائح و المنادي صائح !!

    النوع الثاني من أفعال العباد : و هو ما يحدث باختيار العبد ، كأن يأكل و يشرب و يؤمن و يكفر و ما شابه ذلك ، فهذه الأفعال أفردتُ لبيانها موضوعًا مستقلًا : أفعال العباد الاختيارية .. جواب سؤال ..

    و من أراد أن يتابع هنا فيُقال له : الفعل من العبد كالولد من الأب .. الولد لا يكون إلا بعد مباشرة الأب و إرادته .. الولد مخلوقٌ لله لا للأب ..

    فمن جمع في ذهنه حقيقة أن الأب يُنسب إليه الولد و يكون مسؤولًا عنه و حقيقة أن الله عز و جل خلق الولد و أباه ؛ فليس بعسير عليه أن يفهم أن العبد يفعل الفعل باختياره فينسب إليه و يكون مسؤولًا عنه و الله عز و جل خلق هذا الفعل .

    " وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "

    و هنا يأتي السؤال : هل العبد يستطيع تغيير ما علمه الله و كتبه قبل خلق الخلق ؟؟!

    من يريد أن يغير شيئًا فعليه أن يعلم هذا الذي كتبه الله قبل خلق الخلق حتى يغيره .. و من هنا تنقسم الأمور المكتوبة إلى قسمين :

    الأمور التي علم العبد ما كتب الله عليه فيها كالأمور التي مضت من حياته : فلا يستطيع العبد تغييرها حتى إن علمها ، و لو كان المرء ملحدًا و سألناه : هل تستطيع تغيير يوم مولدك مثلًا ؟!! لأجاب بالنفي .

    الأمور التي لم يعلم العبد ما كتب الله عليه فيها كالأمور المستقبلية مثلًا :

    هذه الأمور لا يستطيع العبد تغييرها لأنه لا يعلم ما كُتب عليه حتى يغيره .. و لذا لما احتجّ الكفار بأن الله كتب عليهم أنهم يكونون كفارًا مشركين رد الله عز و جل عليهم هذه الحجة الباطلة بكونهم لا علم لهم بما كتبه الله عليهم حتى يدعوا أنهم لا يستطيعون تغييره :

    ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ ).

    فهذا وجه في الرد على السؤال و هو : أن الذي يسأل عن التغيير لا يعلم ما كُتب عليه أصلًا حتى يغيره ..

    و الوجه الثاني - و الوجوه كثيرة - للرد : قال السعدي رحمه الله ( الله تعالى لم يجبر العباد على أفعالهم، بل جعل أفعالهم تبعا لاختيارهم، فإن شاءوا فعلوا، وإن شاءوا كفوا. وهذا أمر مشاهد لا ينكره إلا من كابر، وأنكر المحسوسات، فإن كل أحد يفرق بين الحركة الاختيارية والحركة القسرية، وإن كان الجميع داخلا في مشيئة الله، ومندرجا تحت إرادته. ) .

    فالله عز و جل كتب الأفعال الاختيارية بعلمه ما سيختاره العبد ، و كون الاختيار معلومًا لا يعني أنه غير موجود ..

    هنا يسأل الملحد : فكيف يكون الاختيار موجودًا و قد كان معلومًا من الله عز و جل ؟؟

    فنقول : استغرابك هذا منبعه أنك تقيس علم الله عز و جل على علمك ، و المسلمون بل العقلاء كلهم يعرفون أن علم الله عز و جل غير علم العبد ، و المسلمون بل العقلاء كلهم يعرفون أن عدم معرفة كيفية علم الله لا يعني عدم وجود هذا العلم . ) .

    طريقة أخرى في الرد :

    عندنا الأدلة التي تدل على ثبوت الاختيار للعبد .. فمن قال إنهم مكرهون على اختيارهم فعليه بالدليل .. فما دليله ؟؟
    إن قال : علم الله المسبق .. فالجواب : و ماذا تعرف عن علم الله و كيفيته حتى تستدل به ؟؟ و كيف تقيس علم الله و كيفيته على علمك ؟؟

    و هكذا لن يأتي أحد بدليل على الإكراه أبدًا في الأفعال الاختيارية .
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تعليقات: جواب سؤال لـ (أبوحب الله)
    بواسطة أميمة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-05-2012, 01:02 AM
  2. سؤال لا جواب له
    بواسطة أمازيغي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 50
    آخر مشاركة: 02-10-2011, 06:57 AM
  3. سؤال و جواب الأضحية وأحكامها
    بواسطة قتيبة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-30-2008, 08:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء