صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 27

الموضوع: الوجه الآخر للدكتور طه حسين

  1. افتراضي الوجه الآخر للدكتور طه حسين

    (1من ؟ )

    طه حسين أسم لامع في سماء الأدب العربي المعاصر ، فاقت شهرته الوطن العربي إلى العالم بأسره بعدما صدر كتابه ( في الشعر الجاهلي )

    لكن عميدنا أخذ حقاً لا يستحقه وإذا عرف السبب بطل العجب فنحن العرب خير من يمتدح وأسرع من يذم دون أن نعرف لماذا مدحنا ولما ذممنا ، المهم أن نجد الممدوح ممدوحاً لنمدحه أو مذموماً لنذمه ، ولا زلنا على هذا الحال حتى كتابة هذه الأسطر ، ولعلنا في نقل حقائق تاريخية عن هذه الشخصية نساهم في تعرية أمتنا العربية المبجلة قبل أن نعري شخوصها.

    ومما حز في نفسي أن يتم اختيار نجيب محفوظ لجائزة نوبل حتى نصفق له ولأدبه الجنسي الماجن بينما يرحل الدكتور نجيب الكيلاني ولا أجد من يتحدث عنه وللحق وجدت في أحد الصحف السعودية وفي أحدى صفحاتها الداخلية سطراً واحداً يخبرنا برحيل هذا الأديب العملاق لا لشيء إلا أنه يعد أديبً إسلامي حسب تصنيفاتهم .
    لنعد إلى عميدنا العربي
    قدم فضيلة الشيخ خليل حسنين الطالب بالقسم العالي بالأزهر بلاغاً إلى النيابة بتاريخ 30مايو لسنة 1926 م ضد الدكتور طه حسين الأستاذ بالجامعة المصرية وتلاه البلاغ الثاني تقدم به شيخ الجامع الأزهر بتاريخ 5 يونيو لسنة 1926 م ثم البلاغ الثالث مقدم من عضو مجلس النواب عبدالحميد البنان بتاريخ 14 سبتمبر 1926 م .
    التهم المقدمة ضد الدكتور طه حسين حول نشره كتاب أسماه في الشعر الجاهلي والذي يحتوي على طعن صريح في القرآن الكريم وفي الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبه الشريف والطعن في الدين الإسلامي والذي هيج به المتدينين وأخل في النظم العامة بدعوته للفوضى .
    حيث ذكر في كتابه ( في الشعر الجاهلي ) الصفحة 26 ما نصه [ للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهود والقرآن والتوراة من جهة أخرى] انتهى النص

    وفي نفس الكتاب تكلم عن القراءات السبع للقرآن والثابتة لدى المسلمين وزعم إنها قراءات للعرب استحدثوها لتسهيل قرأت القرآن
    وفي الصفحة 27 طعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم ما نصه ( ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليين وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه إلى قريش فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون صفوة بني هاشم وأن يكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصي وأن تكون قصي صفوة قريش وقريش صفوة مضر ، ومضر صفوة عدنان ، وعدنان صفوة العرب ، والعرب صفوة الإنسانية كلها ) انتهى النص من الكتاب

    كذالك أنكر أن للإسلام أولية في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم وهذا نص قوله في الصفحة80 ( أما المسلمون فقد أرادوا أن يثبتوا أن للإسلام أولية في بلاد العرب ، كانت قبل أن يبعث النبي وأن خلاصة الدين الإسلامي وصفوته هي خلاصة الدين الحق الذي أو حاه الله إلى الأنبياء من قبل ) وفي الصفحة 81 قال ( وشاعت في العرب أثناء ظهور الإسلام وبعده فكرة يجدد دين إبراهيم ومن هنا أخذوا يعتقدون أن دين إبراهيم هذا قد كان دين العرب في عصر من العصور ، ثم أعرضت عنه لما أضلها به المضلون وانصرفت إلى عبادة الأوثان ) أنتهى النص

    ومن ما يثير العجب كذالك أن كتاب الدكتور طه حسين ( الشعر الجاهلي ) لم يكن من بنات أفكار طه حسين !!!

    ويعود الفضل في انكشاف أمر هذه السرقة التاريخية إلى تلميذه ، الأستاذ محمود محمد شاكر .

    وهنا يحدثكم الأستاذ محمود محمد شاكر بلسانه .

    ( قال لي وهو يبتسم أي المرحوم أحمد تيمور باشا – اقرأ هذه !!! . فإذا فيها مقالة للأعجمي المستشرق مرجليوث ، تستغرق في نحو اثنتين وثلاثين صفحة من هذه المجلة [المجلة الأسيوية الناطقة باللغة الإنجليزية في عدد يوليو 1925 م ]

    بعنوان نشأة الشعر العربي وكنت خبيراً بهذا الأعجمي التكوين ، التكوين البدني والعقلي منذ قرأت كتابه عن محمد رسول صلى الله عليه وسلم ، أخذت المجلة وانصرفت وقرأت المقالة وزاد الأعجمي سقوطاً على سقوطه ، كان كل ما أراد أن يقوله : أنه يشك في صحة الشعر الجاهلي ، لا بل أن هذا الشعر الجاهلي الذي نعرفه هو في الحقيقة شعر إسلامي وضعه الرواة المسلمون في الإسلام ونسبوه إلى أهل الجاهلية وسخفاً في خلال ذالك كثيراُ . ولأني عرفت حقيقة الأستشراق لم ألق بالاً إلى هذا الذي قرأت وعندي الذي عندي من هذا الفرق الواضح بين الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي ) انتهى النص

    ثم يضيف الأستاذ محمود محمد شاكر ( كان ما كان ، ودخلنا الجامعة وبدأ الدكتور طه حسين يلقي محاضراته التي عرفت بكتاب [ في الشعر الجاهلي ] ومحاضرة بعد محاضرة وفي كل مرة يرتد ألي رجع هذا الكلام الأعجمي الذي غاص في يم النسيان وثارت نفسي وعندي الذي عندي من المعرفة بخبيئة هذا الذي يقوله الدكتور طه حسين ، وعندي الذي عندي من هذا الإحساس المتوهج بمذاق الشعر الجاهلي كما وصفته آنفاً والذي استخرجته بالتذوق وبالمقارنة بينه وبين الشعر الأموي والعباسي . وأخذني ما خذني من الغيظ وما هو أكبر من الغيظ ، وما هو أكبر وأشنع من الغيظ ولكني بقيت زمناً لا أستطيع أن أتكلم .

    والسبب في ذالك [ الأدب ] الذي كان يؤدب به الآباء الأبناء ، فكان التلميذ يهاب أن يكلم أستاذه ) انتهى النص

    وهنا يصف الأستاذ محمود محمد شاكر اليوم الذي واجه فيه أستاذه الدكتور طه حسين .

    (ضللت أتجرع الغيظ بحتاً ، وأنا أصغي إلى الدكتور طه حسين في محاضراته ولكني لا أستطيع أن أتكلم ... لا أستطيع أن أناظره كفاحاً وجهاً لوجه وكل ما أقوله فإنما أقوله في غيبته لا في مشهده ، تتابعت المحاضرات وكل يوم يزداد وضوحاً هذا السطو العريان على مقالة مرجليوث ويزداد في نفسي وضوح الفرق بين طريقتي في الإحساس بالشعر الجاهلي وبين هذه الطريق التي يسلكها الدكتور طه حسين في تزييف هذا الشعر .

    وفي اليوم التالي جاءت اللحظة الفاصلة في حياتي فبعد المحاضرة طلبت من الدكتور طه حسين أن يأذن لي في الحديث فأذن لي مبتهجاً أو هكذا ظننت وبدأت حديثي عن هذا الأسلوب الذي أسماه منهجاً وعن تطبيقه لهذا المنهج في محاضراته وعن هذا الشك الذي أصطنعه ما هو ؟ وكيف هو ؟ وبدأت أدلل أن الذي يقوله عن المنهج وعن الشك غامض وأنه مخالف لما يقوله ديكارت وأن تطبيقه منهجه هذا قائم على التسليم تسليماً لم يدخله الشك بروايات في الكتب هي بذاتها محفوفة بالشك . وفوجئ طلبة قسم اللغة العربية بما ذكرت ولما كدت أفرغ من كلامي انتهرني الدكتور طه وقام وقمنا لنخرج وانصرف عني كل زملائي الذين استنكروا غضاباً ما واجهت به الدكتور طه ولم يبقى معي إلا محمود محمد الخضيري .

    وبعد قليل أرسل الدكتور يناديني فدخلت عليه فجعل يعاتبني يقسوا حيناً ويرفق أحياناً وأنا صامت لا أستطيع أن أرد . لم أستطع أن أكاشفه بأن محاضرته التي نسمعها كلها مسلوخة من مقالة مرجليوث لأنها مكاشفة جارحة من صغير إلى كبير ولكني كنت أعلم أنه يعلم من خلال ما أسمع من حديثه ، ومن صوته ، ومن كلماته ، ومن حركاته أيضاً !

    وكتمان هذه الحقيقة في نفسي يزيدني عجزاً عن الرد عن الاعتذار إليه أيضاً وهو ما كان يرمي إليه ، ولم أول صامتاً مطرقاً حتى وجدت نفسي كأني أبكي من ذل العجز فقمت فجأة وخرجت غير مودع ولا مبالي بشي .

    ومن يومئذ لم أكف عن مناقشة الدكتور في المحاضرات أحياناً بغير هيبة ، ولم يكف هو عن استدعائي بعد المحاضرات فيأخذني يميناً وشمالاً في المحاورة وأنا ملتزم بالإعراض عن ذكر سطوه على مقالة مرجليوث صارفاً همي كله إلى موضوع المنهج والشك وإلى ضرورة قراءة الشعر الجاهلي والأموي والعباسي قراءة متذوقة مستوعبة ليستبين الفرق بين الشعر الجاهلي والإسلامي أو ألتماس الشبه لتقرير أنه باطل النسبة وأنه موضوع في الإسلام ومن خلال روايات في الكتب هي ذاتها محتاجة إلى النظر والتفسير ، ولكن من يومئذ أيضاً لم أكف عن إذاعة الحقيقة التي اكتمها في حديثي مع الدكتور طه ، وهي أنه سطا سطواً كريهاً على مقالة المستشرق الأعجمي فكان بلا شك يبلغه ما أذيعه بين زملائي .

    وطال الصراع غير المتكافئ بيني وبين الدكتور طه زماناً إلى أن جاء الذي عزمت فيه على أن أفارق مصر كلها لا الجامعة وحدها غير مبال بإتمام دراستي الجامعية طالباً للعزلة حتى أستبين لنفسي وجه الحق في قضية الشعر الجاهلي بعد أن صارت عندي قضية متشعبة كل التشعب .

    ثم زاد الأمر عندي بشاعة فظعت بها حين نشر كتابه في الأدب الجاهلي [ حذف منه فصل ، وأضيف إليه فصول وغير عنوانه بعض التغيير ]

    كان أبشع ما في الكتاب الفصل الأول الذي زاده بعنوان [ الكتاب الأول : الأدب وتاريخه ] لأنه جاء تسويغاً لهذا السطو وزيادة في هذا الادعاء بأنه قد أمتلك ما سطا عليه امتلاكاً لا ريبة فيه ! واستعلاء أيضاً ودلالة صريحة على أنه لا يبالي أقل مبالاة بكل ما سمعه من أنه سطا على مقالة مرجليوث بين أسوار الجامعة ولا بالكتب التي ألفت وطبعة في نقد كتابه والتي كشفت هذا السطو بالدليل والبرهان مع أن الأمر لا يحتاج إلى برهان أو دليل وجميعها كتب يقرأها الناس كيف يكون هذا ؟ !!

    وبأي جراءة يستطيع طه أن يلقى الناس ؟ !

    أي احتقار هذا للناس وأي استهزاء بهم وبقولهم هو أبشع من هذا ؟ !! لا أدري ) انتهى النص

    ولم يقف الدكتور طه حسين إلى هذا الحد من استحقار الغير بل تدرج به الأمر حتى وصل إلى أبعد من مرجليوث لقد وصل هذه المرة إلى السطو على كتاب محمود محمد شاكر ( المتنبي ) والذي كتبه في عدد خاص من مجلة المقتطف بمناسبة مرور ألف عام على رحيل المتنبي حيث نشر في عام 1936 م وبعد أقل من عام نشر الدكتور طه حسين كتابه [ مع المتنبي ] الذي يعده الأستاذ محمود محمد شاكر حاشية على ثلاثة كتب هي كتاب الأستاذ محمود محمد شاكر المتنبي وكتاب للدكتور عبدالوهاب عزام وكتاب للمستشرق بلاشير .

    ويحدثنا الأستاذ محمود محمد شاكر عن هذه الواقعة بلسانه ( في سنة 1935 م كان الدكتور طه حسين في قمة مجده الذي حازه بالضجة التي ثارت حول كتابه في الشعر الجاهلي وأنه كان يروح ويغدو على ذراها يملآه الزهو والخيلاء ويميد به العجب !! [ في هذا العام كتب الدكتور طه حسين مقالات عن جيل محمود محمد شاكر ويصفه بأنه جيل مفرغ من ثقافة أمته]

    ويقول الأستاذ محمود محمد شاكر .

    أنني حين قرأت شهادة الدكتور طه حسين على جيلنا المفرغ من ثقافة أمته في سنة 1935 م توهمت بحسن الضن أنه سوف يبدأ عهداً جديداً في تفكيره وأنه سيفارق السنة التي سنها هو والأساتذة الكبار أعني سنة السطو وسنة التلخيص ولما فرغت من قراءة آخر مقالاته سنة 1935 م وجدت أنه يحاول أن يسلك طريق تذوق الشعر . وجاء أسبوع الاحتفال بمرور ألف سنة على وفاة أبي الطيب المتنبي بدار الجمعية الجغرافية سنة 1936 م .

    وقبل ذالك بأيام كان قارئ الدكتور طه حسين المصاحب له قد لقيني في الطريق فأخبرني أن صاحبه يعني طه حسين يرى أن المتنبي [ لقيط لغية ] فاستكبرت ذالك واستنكرته مستعيذاً بالله من سوء ما أسمع.

    كنت لم ألق الدكتور طه حسين منذ فارقت الجامعة سنة 1928 م حتى كان أسبوع هذا الاحتفال ، وفي أول يوم من الأسبوع بدأ الدكتور محاضرته واستفتحها قائلاً :

    ( لقد شك بعض الناس في نسب المتنبي ، وأنا أو افقه على هذا الشك )

    يقول الأستاذ محمود شاكر : فكرت أقوم من فوري لأرد عليه ولأعلمه أني حاضر غير غائب . فقد غاظني زهوه وخيلائه وعنجهيته وهو يرتل ألفاظه ترتيلاً ليجمع أنظار الناس إلى مخرج كلماته كعادته في الزهو . وكان في جواري أحد الأساتذة المقربين إليه فأحس بما هممت به فأمسكني وقال :

    لا تعجل !

    فقلت له :

    إذاً فأبلغ طه حسين أن موافقته أو مخالفته لا تعني عندي قرشاً ماسحاً تتلافظه الأيدي في الأسواق لأنه لفاظة لا تصلح للتداول

    وانتهت المحاضرة .

    وعند انصرافي رآني أستاذنا عبدالحميد العبادي رحمه الله فأقبل وأخذ بيدي وخرجنا من القاعة وإذا نحن فجأة خلف الباب خلف الدكتور طه حسين حين انصرافه .

    فعزم علي أستاذنا العبادي أن أسلم على الدكتور فا ستعلن غضبي وأبيت ، ولكن لم أكد حتى سمعته يقول للدكتور طه حسين

    - هذا محمود شاكر يا دكتور

    - فوقفت والتفت التفاته يسيره ومددت يدي فسلمت وغلبني الحياء والخجل مما لقيني به من فرط البشاشة و الحفاوة

    ثم أخبرني أنه قرأ كتابي كله وجاء بثناء لم أكن أتوقعه ، وطال وأفاض وغمرني ثناؤه حتى ساخت بي الأرض فمات لساني في فمي فلم أستطع أن أنبس بحرف حتى فرغ وهو آخذ بيدي لا يرسلها إلى أن ركب

    - وافترقنا

    لم أرتح إلى هذه الحفاوة المفرطة ولا إلى حديثه المسهب الذي يرشح ثناء وإطراء ورابني من أمره لأني أعرفه

    فلما لقيت الشيخ مصطفى عبدالرزاق في داره بعد أيام وكان قد ذكرني بكلمته التي ألقاها في أسبوع المتنبي بثثت الشيخ ما في نفسي من الارتياب في أمر الدكتور وأني مقبلاً على تجرع أحد فعلاته !

    فاستنكر الشيخ حديثي استنكاراً شديداً وغضب مزوراً عن كلامي وقال :

    لا تكن سيء الضن بأستاذك وأمسك عليك لسانك وأوهامك !

    وكل ما سمعه الشيخ مني سرعان ما تحقق على الوجه الذي فصلته تفصيلاً صريحاً وكان ما كان ورجعت حليمة إلى عادتها القديمة كما يقال في المثل بل هي لم تفارق عادتها قط ولا تملك أن تفارقها .

    ففي يناير سنة 1937 م أي بعد أقل من عام منذ ظهور كتابي كان ما توقعته كالذي حدثت به الشيخ حيث نشرت لجنة التأليف والترجمة والنشر كتاب الدكتور طه حسين مع المتنبي في جزءان كبيران وهذا الكتاب هو حاشية كبرى على ثلاثة كتب أولها كتابي ثم كتاب الأستاذ عبدالوهاب عزام ثم كتاب بلاشير عن المتنبي !!!

    ونحن هنا لا نفخر بأننا أو من كتب تاريخ المتنبي على هذا الوضع الذي تراه في كتابنا ولكنا نقر ذالك إقراراً للحق وبياناً للذي فعله الدكتور طه حسين أخذ آراءنا فأفسدها ووضعها في غير موضعها واستغلها بغير حقها وأخرج كتابه على غرار كتابنا

    غير متهيب و لا متورع من مذمة أو أثم

    أغراه في ذالك ما يعلم من عظيم شهرته وبعيد صيته وما يعلم مما نحن فيه من الخفاء والصمت وقلة الاكتراث بالدعاية الملفقة لأنفسنا ) أنتهى النص

    وللحديث بقية نبدأها من ردت فعل الأستاذ محمود محمد شاكر على سرقة كتابه ونكمل كشف الوجه الآخر لعميد الأدب العربي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله لك على هذا المجهود الطيب ولو امكن اخى ان تضيف بحثك هذا الى سلسلة كشف الشخصيات
    وهذا رابط موضوع طه حسين
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1200


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيراً يا أخ قاهر
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

  4. افتراضي

    أخي الكريم حازم
    حقيقة الموضوع طويل ويتضمن شهادات معاصريه مع بعض التعليق من قبلنا
    لذالك أن كنت ترى نقله فيمكن نقل الموضوع من قبلكم وأكمل هناك

  5. افتراضي

    أخي الكريم الجندي
    وجزآك الله خير الجزاء بدعوتنا لنساهم معكم في هذا المنتدى المبارك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حسنا اخى فلتكمل على بركة الله الموضوع ثم بعد ان تنتهى انقله كاملا ان شئت او تضع رابط الموضوع

  7. افتراضي

    (2- ؟ )

    وفي ردت فعل الأستاذ محمود محمد شاكر على سرقة طه حسين لكتابه كتب اثنتي عشر مقالة نشرها في صحيفة البلاغ

    ونترك الأستاذ محمود محمد شاكر يحدثنا بلسانه :
    ( في 13 فبراير سنة 1937 م كتبت المقالة الأولى من المقالات التي جعلت عنوانها [ بيني وبين طه ] وحين بدأت اكتب كنت حددت طريقي تحديداً كاملاً هو أن أواجه الدكتور طه بثلاثة حقائق :
    الحقيقة الأولى : أنه في أكثر أعماله يسطو على أعمال الناس سطواً عرياناً أحياناًُ أو متلفعاً بالتذاكي والاستعلاء والعجب أحياناً أخرى .
    الحقيقة الثانية : أنه لا بصر له في الشعر و لا يحسن تذوقه على الوجه الذي يتيح للكاتب أن يستخرج دفائنه وبواطنه دون أن يقع في التدليس والتلفيق .
    الحقيقة الثالثة : أن منطقه في كلامه كله مختل وأنه يستره بالتكرار والترداد والثرثرة .
    ويكمل الأستاذ محمود محمد شاكر حديثه :
    وإذا كان غيري قد قبل راضياً بما يفعله الدكتور بجهده ونصبه ومعاناته أو قبل ذالك صامتاً على مضض اتقاء لمعرة لسانه أو هيبة لما حازه من المجد والذكر والصيت أو مخافة من سوء ضن الناس به أو رجاء لخير يتوقعه على يديه فإني أبيت ... أبيت في سنة 1937 م أن أستخذي لهذا السطو والإرهاب الثقافي وأخذت هذه المقالة الأولى وذهبت إلى دار صحيفة البلاغ إلى أستاذنا إبراهيم عبدالقادر المازني وسألته أن يقدمني إلى صاحب [البلاغ] عبدالقادر حمزة باشا ولم أذكر له شيئاً مما أريده فقدمني ‘ليه وانصرف ، وبعد حديث قصير عرفته بنفسي ، أخرجت المقالة ومددت يدي بها إليه ، وقرأ العنوان
    [ بيني وبين طه ] والأسطر الأولى ثم نظر إلي وقال بهدوئه الركين :
    [ قد قرأت عدد المقتطف ولكني لم أرى كتاب الدكتور طه ، ثم عاد يقرأ حتى فرغ . ثم وضع المقال أمامه على المكتب وقال :
    لماذا كل هذا العنف ؟!
    فبدأت أحدثه عن أولية أمري مع الدكتور طه في الجامعة حتى بلغت ما كان منه يوم دار الجمعية الجغرافية وما أفضيت به من شكوكي إلى الشيخ مصطفى عبدالرزاق وما تحقق من هذه الشكوك بتأليفه كتاب [مع المتنبي] وكان حسن استماعه لي وإصغائه يزيدني عنفاً في الحديث فلما بلغت الغاية وسكت .

    قال لي :

    ألا تخاف الدكتور طه ؟!

    فقلت :
    إني لا أهابه بل أنا أعرفه ، وأعرف أنه إذا ما قرأ المقالة الأولى وما بعدها سوف يعرف ما عندي والذي عندي من أدلة سطوه على آخرين سوف يمنعه أن يتكلم ولو تكلم فما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء ثمرة !
    فضحك وقال يالك من مخاصم عنيد !

    ثم قال :
    سأنشر كل ما كتبته ولكني أحب كذا وكذا !

    نصيحة ضمنت بعضها أول المقالة الثانية .

    وكنت حريصاً منذ أول ما كتبت أن أكشف في مقالاتي الأولى عن أساليبه المتنوعة الماهرة في السطو العريان وعن أساليبه أيضاً في السطو الخفي الذي يحاول بالثرثرة البارعة أن يجعل ما سطا عليه يبدو كأنه رأي ما ارتآه هو بعد بحث ودرس وتنقيب وتحقيق إلى آخر ألفاظه التي يغري الناس بها عن الحقيقة . ومع ذالك فأنا أستطيع أن أقول :

    إن الذي ذكرته منها بلا تفصيل في مقالاتي هو جماع أساليبه التي درب عليها من قبل في كتابيه : كتاب [في الشعر الجاهلي] وهو الحاشية الصغرى على مقالة [مرجليوث] وفي توأمة المعدل بعد أن علت به السن وهو كتاب[في الأدب الجاهلي] وهو الحاشية الكبرى على المقالة .
    ومضيت أكتب أسبوعاً بعد أسبوع في البلاغ بعنوان واحد هو [بيني وبين طه] من بلاغ يوم السبت 2 من ذي الحجة سنة 1355 الموافق 3 فبراير سنة 1937 إلى أن كان اليوم الأخير من صفر سنة 1356 الموافق 10 مايو 1937 لم أكد أفرغ من كتابة المقالة الثانية عشر حتى جاءني نعي أستاذي وصديقي مصطفى صادق الرافعي رحمه الله فا نهدم في نفسي كل ما كان قائماً وذهب الدكتور طه وكتابه جميعاً من نفسي تحت الهدم .

    وكذالك لم يكن مقدراً لي أن أتمم هذه المقالات على الوجه الجامع لأني لم أتجاوز في نقدي كتاب الدكتور طه الصفحة الثانية والتسعين من 711 صفحة . أنتهى النص

    كتب الأستاذ محمود محمد شاكر قصته مع الدكتور طه حسين بعنوان ( لمحة من فساد حياتنا الأدبية )

    ويقول الأستاذ محمود محمد شاكر ( فاقرأ غير مأمور ما كتبته في المقالات الثلاث فستعلم علم اليقين أن حياتنا الأدبية والثقافية والفكرية عامة والسفه المؤدي إلى انتقاص عري العقل عروة عروة حتى أثمرت هذه الثمرة اليانعة النضيرة التي تتحلى بها حياتنا الأدبية اليوم [1977] وتتميز تميزاً ظاهراً في كتابة الكتاب وبحث الباحثين لا يكاد واحدنا يستثني نفسه فهو جليس صاحب الكير [الحداد] إن لم تحرقه ناره ناله من شره .

    أما الآن فإني أتلفت إلى الأيام الغابرة البعيدة حين كنت أشفق من مغبة السنن التي سنها الأساتذة الكبار [ تلخيص ] أفكار عالم آخر ، ويقضي أحدهم عمره كله في هذا التلخيص دون أن يشعر بأنه محفوف بالأخطار ودون أن يستنكف أن ينسب إلى نفسه نسبة تجعله عند الناس كاتباً ومؤلفاً وصاحب فكر ، هذا ضرب من التدليس كريه ، ومع ذالك فهو أهون من السطو المجرد حين يعمد الساطي إلى ما سطا عليه فيمزقه ثم يغرقه ويغرق في ثرثرة طاغية ليخفي معالم ما سطا عليه وليصبح عند الناس صاحب فكر ورأي ومذهب يعرف به وينسب كل فضله له ومع ذالك فهذا أيضاً أهون من الاستخفاف بتراث متكامل بلا سبب وبلا بحث ، وبلا نظر ثم دعوة من يعلمون علماً جازماً أنه غير مطيقاً لما أطاقوا دعوته إلى الاستخفاف به كما استخفوا ومع ذالك فهذا أهون مما فعلوه وسنوه من سنة الإرهاب الثقافي الذي جعل ألفاظ القديم والجديد والتقليد والتجديد والتخلف والتقدم والجمود والتحرر وثقافة الماضي وثقافة العصر سياطاً ملهب بعضها سياط حث وتخويف لمن أطاع وأتى وبعضها سياط عذاب لمن خاف وأبى .
    أتلفت اليوم ما أشفقت منه قديماً من فعل الأساتذة الكبار لقد ذهبوا بعد أن تركوا من حيث أرادوا أو لم يريدوا ، حياة أدبية وثقافية قد فسدت فساداً وبيلاً على مدى نصف قرن وتجددت الأساليب وتنوعت وصار السطو على أعمال الناس أمراً مألوفاً غير مستنكر يعيش في الناس طليقاً عليه طيلسان البحث العلمي وعالمية الثقافة والثقافة الإنسانية وإن لم يكن محصوله إلا ترديداً لقضايا غريبة صاغها غرباء صياغة مطابقة لمناهجهم ومنابتهم ونظراتهم في كل قضية واختلط الحابل بالنابل .
    قل ذالك في الأدب والفلسفة والتاريخ والفن أو ما شئت فإنه صادق صدقاً لا يتخلف فالأديب مصور بقلم غيره والفيلسوف مفكر بعقل سواه ، والمؤرخ ناقد للأحداث بنظر غريب عن تاريخه والفنان نابض قلبه بنبض أجنبي عن تراث فنه ) انتهى النص .

    من وجهة نظري
    وبعد أن قرأنا شهادة الأستاذ محمود محمد شاكر لابد أن نذكر رائنا في الأستاذ محمود شاكر حيث اعتقد رغم كل ما فعله لم يكن إيجابياً بالشكل المطلوب ولعل له بعض العذر عندما كان تلميذاً يجلس في مدرج الجامعة لينهل من علم أستاذه الدكتور طه حسين ، حيث يمنعه من التصريح التأدب مع أستاذه والذي ذكره في قوله السابق وكذالك أن الدكتور طه حسين صاحب فضل على الأستاذ محمود محمد شاكر بمساعدته ليلتحق بالكليات الأدبية حيث يقول الأستاذ محمود محمد شاكر ( وللدكتور طه حسين علي يداً لا أنساها ، كان مدير الجامعة يومئذ أحمد لطفي السيد يرى أن لا حق لحامل بكلوريا القسم العلمي في
    الالتحاق بالكليات الأدبية ملتزماً بذالك بظاهر الألفاظ فاستطاع الدكتور طه أن يحطم هذا العائق بشهادته لي وبإصراره أيضاً فدخلت يومئذ بفضله قسم اللغة العربية وحفظ الجميل أدب لا ينبغي التهاون فيه ) انتهى النص .

    لكن لا يمكن أن نقتنع بالمبرر الذي ذكره الأستاذ محمود محمد شاكر حتى يتوقف عن أكمال مقالاته النقدية [بيني وبين طه] بسبب وفاة صديقه مصطفى صادق الرافعي خصوصاً أن صاحب صحيفة البلاغ عبدالقادر حمزة باشا قد شرع الأبواب أمام الأستاذ شاكر ليجلد به الدكتور طه حسين ولو لم يكن مقتنعاً أو راغباً بذالك لما وافق على نشر المقالات
    لذالك سبب توقف الأستاذ شاكر عن نشر المقالة الثانية عشر من وجهة نظري الخاصة كان في عدم وجود ردة فعل معاكسة من قبل الدكتور طه حسين وربما لم تحدث تلك المقالات ردت فعل في الشارع الثقافي والسبب فارق المكانة بين الدكتور طه حسين والأستاذ محمود محمد شاكر فربما كان الأستاذ شاكر مغموراً وهذا ما استوحيته .
    وهذا أن دل أنما يدل على ذكاء الدكتور طه حسين ورزانته في عدم الانجرار خلف تلك المقالات التي لن يكون له وقع أن تم تجاهلها وهذا ما حدث بالفعل ، وكان الأحرى بالأستاذ شاكر عدم الركون إلى اليأس والصبر واستغلال تلك الصحيفة فربما لو استمر أكثر سيخرج المارد من قمقمه الذي يتحصن به وهي مكانته في الشارع المصري وسطوته وخشية الكتاب من تسلط لسانه مما يقلل من مكانتهم ويدخلهم في صراع لا يرون داعياً له ، فلو تم ذالك وجر رجله في مناوشات صحفية ستكون الغلبة للأستاذ شاكر الذي يتضح تمكنه من الشعر الجاهلي خصوصاً والشعر الإسلامي عموماً ، كذالك شخصية طه حسين من النوع المداهن وهذا ما سيتضح لاحقاً عندما نستمر بتعريته أكثر والشخصية المداهنة وأن امتلكت زمام الأمور دائماً هي للجبن أقرب.

    وحتى لا نحمل الأستاذ شاكر أكثر فليس هو الوحيد الذي تصدى للدكتور طه حسين بل كثير من الأقلام التي لها وزنها من أمثال فريد وجدي ومحمد عرفه والرافعي والغمراوي ولطفي جمعة و رشيد رضا ومحب الدين الخطيب .
    وكذالك الدكتور محمد محمد حسين أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة الإسكندرية ويعد باحث أكاديمي متخصص له باع طويل وهذا ما يجعل رائه له قيمة كبيرة لذالك سيكون شاهدنا الثاني على الدكتور طه حسين من خلال كتاب مستقبل الثقافة في مصر والذي يقول عنه الدكتور محمد حسين أنه هذا الكتاب شديد الخطر ...........

  8. افتراضي

    (3 - ؟ )
    الدكتور محمد محمد حسين يقول عن كتاب طه حسين ( مستقبل الثقافة في مصر )
    [ أما كتاب مستقبل الثقافة في مصر فقد ظهر سنة 1938 م حين كان الناس يكثرون من التحدث عن مستقبل مصر بعد المعاهدة التي عقدتها مع انجلترا سنة 1936 م فأراد المؤلف أن يرسم للناس سبل النهضة التعليمية في عهد نهضتها واستقلالها كما يقول في مقدمة كتابه !!!
    وهذا الكتاب شديد الخطر وترجع خطورته إلى أن صاحبه شغل مناصب كبيرة في الدولة مكنته من تنفيذ برامجه وإرساء أسس تنفيذها على الأقل فقد كان عميداً لكلية الآداب بالقاهرة ، وكان مديراً عاماً للثقافة بوزارة المعارف وكان مستشاراً فنياً بها ، وكان مديراً لجامعة الإسكندرية وكان آخر الأمر وزيراً للتربية والتعليم ، ثم أن شهرته وكثرة المعجبين به وتأثر الكثرة الكبيرة من تلاميذه بآرائه ومناهجه وافتتانهم بها قد زاد في خطورة أثره ، ولم يكن هذا الإعجاب والافتتان به وبآرائه راجعاً إلى شخصه وحده وإلى ما أحيط به من دعاية ، ولكنه يرجع أيضاً إلى ظروف البيئة .
    ويمكن رد ما حواه الكتاب إلى ثلاثة أصول هي :
    1- الدعوة إلى حمل مصر على الحضارة الغربية وطبعها بها وقطع ما يربطها بقديمها وبإسلامها
    2- الدعوة إلى أقامة الوطنية وشئون الحكم على أساس مدني لا دخل فيه للدين و بعبارة أصرح دفع مصر إلى طريق ينتهي بها إلى أن تصبح حكومتها لا دينية
    3- الدعوة إلى إخضاع اللغة العربية لسنة التطور ودفعها إلى طريق ينتهي باللغة الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم إلى أن تصبح لغة دينية فحسب كالسريانية والقبطية واللاتينية واليونانية
    حيث يرى الدكتور طه حسين أن سبيل النهضة واضح بين مستقيم ليس فيه عوج ولا التواء وهو أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب
    حيث يرد مؤلف الكتاب طه حسين على خصوم الحضارة الأوربية ممن يشفقون على كياننا الديني فيقول :
    أن الحياة الأوربية ليست أثماً كلها ، ففيها خير كثير .
    ويستدل على ذالك بأنها حققت للأوربيين رقياً لا شك فيه والإثم الخالص لا يمكن من الرقي
    ويرد عليهم أيضاً بأن الحضارة الإسلامية الرائعة لم يأت بها المسلمون من بلاد العرب وإنما أتوا ببعضها من هذه البلاد وببعضها الآخر من مجوس الفرس وببعضها الآخر من نصارى الروم ، وقد احتمل المسلمين راضين أو كارهين زندقة الزنادقة ومجون الماجنين قاوموا ذالك في الحدود المعقولة ولكنهم لم يرفضوا الحضارة الأجنبية التي أنتجت تلك الزندقة وهذا المجون انتهى النص .
    ويضيف الدكتور محمد حسين [ لذالك فالمؤلف ( طه حسين ) لا يطالب بإلغاء المدارس الأجنبية في مصر ، بل يقرر أن نافر من ذالك أشد النفور ، لا لأن التزاماتنا الدولية تحول بيننا وبين ذالك ، بل لأن حاجتنا تدعو إلى الاحتفاظ بهذه المدارس والمعاهد
    وقد مهد المؤلف ( طه حسين ) لما أراد أن يذهب إليه من اتخاذ الحضارة الأوربية طريقاً لها فبدأ بالفقرة الثانية من كتابه متسائلاً :
    أمصر من الشرق أم من الغرب ؟ !!
    وأخذ يستعرض تاريخ مصر منذ أقدم عصورها موازناً بين ما كان من إقرار الفراعنة للمستعمرات اليونانية قبل الألف الأولى قبل المسيح وبين ما كان من نفور المصريين من الفرس وثورتهم عليهم . وانتهى من ذالك إلى قوله :
    ومعنى هذا كله آخر الأمر بديهي ، يبتسم الأوربي حين ننبئه به لأنه عنده من الأوليات ، ولكن المصري والشرقي العربي يلقيانه بشيء من الإنكار والازورار ، يختلف باختلاف حضهما من الثقافة والعلم وهو :
    أن العقل المصري منذ عصوره الأولى عقل أن تأثر بشيء فإنما يتأثر بالبحر الأبيض المتوسط ، وإن تبادل المنافع على اختلافها فإنما يتبادلها مع شعوب البحر الأبيض المتوسط . انتهى النص
    ويحلل الدكتور محمد حسين كلام طه حسين قائلاً [ إذاً فالعقل المصري القديم ليس عقلاً شرقياً ، إذا فهم من الشرق الصين واليابان والهند وما يتصل بها من الأقطار .
    وقد نشأ هذا العقل المصري في مصر متأثراً بالظروف الطبيعية والإنسانية التي أحاطت بمصر وعملت على تكوينها ... فإذا لم يكن بد من أن نلتمس أسرة للعقل المصري نقره فيها فهي أسرة الشعوب التي عاشت حول بحر الروم .
    وفي السبيل على التدليل على اعتبار صلات مصر بالغرب أوثق من صلاتها بالشرق كثيراً ما جآر الدكتور طه حسين على التاريخ كي يقيم مذهبه الذي يزعمه ولا مانع عنده من قلب الحقائق وذالك في مثل تصويره العرب غزاة ، دخلاء لا يطمئن إليهم المصريون في الوقت الذي يصورهم فيه مطمئنين إلى الفتح اليوناني لا ينكرونه ولا يتمردون عليه ، فيقول الدكتور طه حسين في العرب :
    ( والتاريخ يحدثنا كذالك بان رضاها ( يعني مصر ) عن السلطان العربي بعد الفتح لم يبرأ من السخط ولم يخلص من المقاومة والثورة وبأنها لم تهدأ ولم تطمئن إلا حين أخذت تسترد شخصيتها المستقلة في ضل ابن طولون وفي ضل الدول المختلفة التي قامت بعده ) ثم يقول الدكتور طه حسين عن الفتح اليوناني ( فلما كان فتح الإسكندر للبلاد الشرقية واستقرار خلفائه في هذه البلاد اشتد اتصال الشرق بحضارة اليونان ، واشتد اتصال مصر بهذه الحضارة بنوع خاص وأصبحت مصر دولة يونانية أو كاليونانية ، وأصبحت الإسكندرية عاصمة من عواصم اليونان الكبرى في الأرض )
    ويمعن الدكتور طه حسين في التضليل والتزييف والتزوير فيحاول أن يبين أن الإسلام لم يخرج المصري عن مصريته ولا ينبغي له أن يفعل وقيس ذالك بالمسيحية التي لم تخرج الأوربي عن خصائصه الأوربية .
    ثم يعقد مقارنة بين الإسلام والمسيحية ليصل منها إلى ما يريد أن يدعيه من تقاربهما واتفاقهما في التأثر بالفكر اليوناني ولينتهي من ذالك إلى تأكيد وحدة الحضارة في حوض البحر الأبيض المتوسط ويختم ذالك بقوله ( ولا ينبغي أن يفهم المصري أن الكلمة التي قالها إسماعيل وجعل بها مصر جزءاً من أوربا قد كانت فناً من فنون التمدح ولوناً من ألوان المفاخرة ، وإنما كانت مصر دائماً جزءاً من أوربا في كل ما يتصل بالحياة العقلية والثقافية على اختلاف فروعها وألوانها ) !!!
    ويقرر الدكتور طه حسين بعد ذالك كله أن سبيل الحضارة الغربية هو السبيل الذي لابد لنا من سلوكه والمعنى فيه لا لأن تاريخنا يؤيد هذا المذهب في زعمه ، ولا لأن مصلحتنا تقتضي ذالك على ما يدعي ولكن لأن التزاماتنا الدولية في المعاهدة التي يسميها ( معاهدة الاستقلال ) تجبرنا على ذالك ، فيقول الدكتور طه حسين [ بل نحن قد خطونا أبعد جداً مما ذكرت فالتزامنا أمام أوربا أن تذهب مذهبها في الحكم ، وتسير سيرها في الإدارة ونسلك طريقها في التشريع . التزامنا بهذا كله أمام أوربا . هل كان إمضاء ( معاهدة الاستقلال ) . ومعاهدة إلغاء الامتيازات إلا التزاماً صريحاً قاطعاً أمام العالم المتحضر بأننا نسير مسيرة الأوربيين في الحكم والإدارة والتشريع ؟ فلو هممنا الآن آن نعود إدراجنا وأن نحيي النظم العتيقة لما وجدنا إلى ذالك سبيلا ولوجدنا أمامنا عقبات لا تجتاز ولا تذلل ]
    وفي أعماق الدكتور طه حسين جرح غائر من الأزهر لمواقفه منه بدءاً من رسوبه وفشله في الحصول على شهادة العالمية منه ثم تصدي الأزهر له بسبب كتابه ( في الشعر الجاهلي ) لهذا ينضح كتاب ( مستقبل الثقافة في مصر ) حقداً وعداوة على للأزهر .
    وأول ما ينبغي أن يزال عند طه حسين هو الأزهر .
    فهو يتحدث عنه أول ما يتحدث في الفقرة السابقة من كتابه فيصوره أثراً من مخلفات العهود المتأخرة المنحطة ومشكلة المشاكل التي تتطلب حلاً وذالك حين يقول ( وقد استبقينا الأزهر الشريف نفسه ولكن أزمة الأزهر الشريف متصلة منذ عهد إسماعيل أو قبله ولم تنته بعد وما أضنها ستنتهي اليوم أو غداً ولكنها ستستمر صراعاً بين القديم والحديث حتى تنتهي إلى مستقر لها في يوم من الأيام .
    ويحتل مؤلف الكتاب طه حسين لذالك الأزهر الذي لا يستطيع المجاهرة بإلغائه لأن وقت ذالك لم يحن بعد فيطالب بأن تشرف الدولة على التعليم الابتدائي والثانوي فيه ما دام مصراً على أن يستقل بهما بنفسه .
    ومؤلف الكتاب طه حسين لا يخفي هدفه هذه المرة ولكنه يصرح به في بوضوح :
    فجل ما يضايقه في الأزهر هو فهمه الإسلامي للوطنية . والذي يهدف إليه طه حسين هو أن يدخل في أدمغة أبنائه ويروض تلاميذه وخريجيه على فهم الوطنية فهماً إقليمياً حيث يقول طه حسين [ ولابد من تطور طويل دقيق قبل أن يصل الأزهر إلى الملائمة بين تفكيره وبين التفكير الحديث والنتيجة الطبيعية لهذا أننا إذا تركنا الصبية والأحداث للتعليم الأزهري الخالص لم نشملهم بعناية الدولة ورعايتها وملاحظتها الدقيقة المتصلة عرضناهم لأن يصاغوا صيغة قديمة ويكونوا تكويناً قديماً وباعدنا بينهم وبين الحياة الحديثة التي لابد لهم من الاتصال بها والاشتراك فيها وعرضناهم لطائفة غير قليلة من المصاعب التي تقوم سبيلهم حين يرشدون وحين ينهضون بأعباء الحياة العملية فالمصلحة الوطنية العامة من جهة ومصلحة التلاميذ والطلاب الأزهريين من جهة أخرى تقتضيان إشراف وزارة المعارف على التعليم الأولي والثانوي في الأزهر .
    ويختم طه حسين مشاريعه البعيدة المدى بالدعوة إلى إنشاء معهد الدراسات الإسلامية بكلية الآداب ينافس الأزهر الذي لا سبيل إلى السيطرة عليه والتحكم في توجيهه والطلب نفسه ليس بدعاً ولكن البدع الخطير هو السبب الذي بنى عليه الدعوة حين قال الدكتور طه حسين ( وليس من شك أن طبيعة الحياة المصرية تقتضي أن تعنى كلية الآداب عناية خاصة بالدراسات الإسلامية على نحو علمي صحيح )
    والدكتور طه حسين لا يريد أن ينشئ هذه الدراسات في كلية الآداب بوصفها إحدى كليات الجامعة في بلد إسلامي ولكنه يريد أن ينشئها لتدريس الإسلام على النحو الذي يسميه ( نحواً علمياً صحيحاً ) والذي فسره بعد ذالك مباشرة حين مضى يقول ( لأن كلية الآداب متصلة بالحياة العلمية الأوربية وهي تعرف جهود المستشرقين في الدراسات الإسلامية ) .
    أما الهدف الثالث الذي كان يهدف إليه طه حسين من كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) : فهو تطوير اللغة العربية حتى يصبح الفرق بين لغة الكتابة والأدب وبين لغة القرآن مثل الفرق بين الفرنسية واللاتينية !!! .
    يقول الدكتور طه حسين ( أن اللغة العربية عسيرة لأن نحوها مازال قديماً عسيراً ولأن كتابتها ما زالت قديمة وعسيرة ) .
    ويقول في تقرير له قدمه إلى نجيب الهلالي حين كان وزيراً للمعارف سنة 1935 م : ( الناس مجمعون على أن تعليم اللغة العربية وآدابها في حاجة شديدة إلى الإصلاح ) ويقول أيضاً ( ولسنا نزعم أن الأمر يقتضي أحداث ثورة عنيفة على القديم وتغيير العلوم اللغوية والأدبية فجأة وفي شيء يشبه الطفرة ) .
    ولا يكتفي طه حسين بالدعوة إلى إصلاح قواعد اللغة العربية بل هو يريد كما يقول ( أن نعمد إلى إصلاح أعمق من هذا الإصلاح يتناول الكتابة والقراءة ويعصم الناس "إلى حد بعيد من الخطأ حين يكتبون وحين يقرؤون ) .
    والأهداف الخطيرة للدكتور طه حسين تدور حول ما يسميه مشكلة اللغة العربية فيقول الدكتور طه حسين ( والمشكلة تأتي في نظري مما يضفي عليه رجال الدين من قداسة باعتبارها لغة دينية ).
    فهو يريد أن يعتبرها لغة وطنية أولاً قبل كل شيء فهي في رأي الدكتور طه حسين ملك لنا نتصرف فيها كما نشاء ولاحق لرجال الدين في أن يفرضوا وصايتهم عليها في أن يقوموا دونها للمحافظة عليها !!! .
    وأخطر ما في هذه الفقرة هو قول الدكتور طه حسين (وفي الأرض أمم متدينة كما يقولون وليست أقل منا إيثاراً لدينها ولا احتفاظاً به ولا حرصاً عليه ولكنها تقبل من غير مشقة ولا جهد أن تكون لغتها الطبيعية المألوفة التي تفكر بها وتصطنعها لتأدية أغراضها ولها في الوقت نفسه لغتها الدينية الخاصة التي تقرأ بها كتبها المقدسة وتؤدي صلاتها . فاللاتينية مثلاً هي اللغة الدينية لفريق من النصارى واليونانية هي اللغة الدينية لفريق آخر والقبطية هي اللغة الدينية لفريق ثالث والسريانية هي اللغة الدينية لفريق رابع ) .
    ومن هذا ترى أن الدكتور طه حسين لا يرى بأساً من أن تتطور لغة الكتابة الأدبية في العربية حتى يصبح الفرق بين اللغة الفرنسية واللغة اللاتينية وهنا فيما يبدو هو سبب آخر يضاف على الأسباب السابقة التي تدفع الدكتور طه حسين في كتابه إلى مهاجمة الأزهر والمطالبة بعزله عن الوصاية على اللغة العربية . انتهى النص


    وهنا سنورد شيئاً من ما قاله زعيم حزب مصر الفتاة المرحوم بأذن الله تعالى أحمد حسين عن موقف طه حسين من الأزهر ومدرس العلوم الدينية علماً أن هذا الرجل سنستشهد به عن عند التطرق لحياة طه حسين الشخصية ( زوجته ، تنصره )

    يقول أحمد حسين [ لم يكن بيني وبين الدكتور طه حسين أي خصومة فضلاً عن عداء ، وأنا لا أنافسه على لقب حصل عليه في حياته ، وليست لي أدنى رغبة في التنقيص من قدره بعد وفاته فها أنا ذا أقرر وبأعلى صوتي أن طه حسين كان وسيبقى أحد أعلام مصر الموهوبين ، ومن مفاخر مصر بحكم ما انتهى إليه .
    ولكني من ناحية آخري أرفض كل ما كان يمثله طه حسين ويرمز إليه وينطق به حتى صار وزيراً ، وأشهد أن كل كلمة نطق بها طه حسين أو كتبها إلا وقصد بها التخريب والتدمير لمقوماتنا كشرقيين مسلمين وأدهش أنه بعد هذا التحول الذي انتهى إليه طه حسين في شيخوخته ، فلم يقل حرفاً واحداً عن آرائه السابقة مما يدلنا نحن شخصياً على أنه كان مرتبطاً مع آخرين لقول ما قال ورغبة في ( إبقاء الطابق مستوراً ) . فلم يتعرض لهذه الأقوال بحرف واحد ، وهو أمر شاذ وغير طبيعي بالنسبة لكاتب كبير والله تعالى أعلم ] .

    وتحت عنوان ( هجوم على الأزهر وفروعه ) يقول أحمد حسين [ وإذا كان التعبير السابق يعد ثورة على الإسلام من قائله ، فقد أبى هذا القائل إلا أن يقوم بالدور الذي رسم له فراح يعمل على تقويض الأزهر وكل المؤسسات التي انبثقت عنه وأثبتت نجاحاً منقطع النظير كمدرسة دار العلوم التي أخرجت مدرسين للغة العربية لا مثيل لهم من قبل أو من بعد ، نادى طه حسين بوجوب إغلاق هذه المدرسة وشقيقتها مدرسة القضاء الشرعي ، فقد كان الشرط الأساسي في طلابها حفظ القرآن الكريم وهو ما يعتبر ه طه حسين منتهى التخلف ، وأنشأ في كلية الآداب البديل لدار العلوم وهو قسم اللغة العربية الذي يستغني فيه عن حفظ القرآن بتعلم اللغة اللاتينية لغة ( الكتاب المقدس ) .
    وقد شاء الله العلي القدير الذي أنا مدين له كأي كائن آخر بكل شيء ، شاء العلي القدير أن أشهد فجيعة طه حسين في تنفيذ مخططه ، فقد كتبت عام 1930 م وحضرت إحدى محاضرات طه حسين في فصوله الجانبية ، وكان فصلاً لقسم ( الليسانس ) الذي سيتخرج طلابه بعد قليل ليكونوا مدرسين للغة العربية ، ودعاء طه حسين أحد طلابه اللامعين ، يقرأ فإذا به يرتكب غلطة فاحشة من مثل رفع الاسم بعد حرف من حرف الجر وطلب منه طه حسين إعادة القراءة فإذا به يكرر نفس الغلطة الفاحشة واستوقفه طه حسين وسأله :
    ما هي حروف الجر ؟
    وأجاب الشاب بطريقة لا يحسد عليها ، وطلب منه طه حسين أن يعيد القراءة فطالع كما اعتاد أن يطلع وانفجر طه حسين ، وإني لأتصور الآن انفجاره لم يكن على الطالب ولكنه كان على جهوده الضائعة إذ لم تستطع اللاتينية أن تمكن أستاذاً سوف يعلم العربية أن ينطق كما ينطق بالعربية ، ولكن طه حسين كان لا يزال ماضياً في منهاجه ، أن على مصر أن تقطع كل صلاتها بالعروبة وبالإسلام ، فثقافتها أوربية رضيت أو لم ترضى ، وهي أقرب إلى الإغريق ، ويجب أن تنقل الحضارة الغربية بحلوها ومرها وخيرها وشرها ذالك هو قدر مصر الذي لا فكاك منه وتأييداً لذالك فكان يسفر إلى فرنسا ليقيم مع أهل زوجته بضعة شهور .

    سنكمل لاحقاً شهادة أحمد حسين حول طه حسين

  9. افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي قاهر على هذا المجهود القيم والمهم وجعله الله في ميزانك

    الحقيقة طه حسين من أكبر أكذوبات هذا العصر ومن أكبر المصائب التي صنعت للطعن في ثوابت هذه الأمة ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

    بارك الله فيك أخي وسددك ووفقك
    وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شي *** يسرك في القيامة أن تراه

  10. افتراضي

    شكراً أخي أبو إبراهيم
    الواجب علينا المساهمة في نشر تلك الجهود المباركة التي تصدت له ولفكره البغيض
    وللأسف أن أمثاله كثر ومنهم من تلبس برداء الدين مثل الشيخ محمد عبده
    لذالك الواجب تعرية هذه الشخصيات التي أتخذت لها مكاناً بارزاً من تاريخ أمتنا الغالية
    التعديل الأخير تم 04-12-2005 الساعة 02:12 PM

  11. افتراضي

    (3 - ؟ )
    الدكتور محمد محمد حسين يقول عن كتاب طه حسين ( مستقبل الثقافة في مصر )
    [ أما كتاب مستقبل الثقافة في مصر فقد ظهر سنة 1938 م حين كان الناس يكثرون من التحدث عن مستقبل مصر بعد المعاهدة التي عقدتها مع انجلترا سنة 1936 م فأراد المؤلف أن يرسم للناس سبل النهضة التعليمية في عهد نهضتها واستقلالها كما يقول في مقدمة كتابه !!!
    وهذا الكتاب شديد الخطر وترجع خطورته إلى أن صاحبه شغل مناصب كبيرة في الدولة مكنته من تنفيذ برامجه وإرساء أسس تنفيذها على الأقل فقد كان عميداً لكلية الآداب بالقاهرة ، وكان مديراً عاماً للثقافة بوزارة المعارف وكان مستشاراً فنياً بها ، وكان مديراً لجامعة الإسكندرية وكان آخر الأمر وزيراً للتربية والتعليم ، ثم أن شهرته وكثرة المعجبين به وتأثر الكثرة الكبيرة من تلاميذه بآرائه ومناهجه وافتتانهم بها قد زاد في خطورة أثره ، ولم يكن هذا الإعجاب والافتتان به وبآرائه راجعاً إلى شخصه وحده وإلى ما أحيط به من دعاية ، ولكنه يرجع أيضاً إلى ظروف البيئة .
    ويمكن رد ما حواه الكتاب إلى ثلاثة أصول هي :
    1- الدعوة إلى حمل مصر على الحضارة الغربية وطبعها بها وقطع ما يربطها بقديمها وبإسلامها
    2- الدعوة إلى أقامة الوطنية وشئون الحكم على أساس مدني لا دخل فيه للدين و بعبارة أصرح دفع مصر إلى طريق ينتهي بها إلى أن تصبح حكومتها لا دينية
    3- الدعوة إلى إخضاع اللغة العربية لسنة التطور ودفعها إلى طريق ينتهي باللغة الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم إلى أن تصبح لغة دينية فحسب كالسريانية والقبطية واللاتينية واليونانية
    حيث يرى الدكتور طه حسين أن سبيل النهضة واضح بين مستقيم ليس فيه عوج ولا التواء وهو أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب
    حيث يرد مؤلف الكتاب طه حسين على خصوم الحضارة الأوربية ممن يشفقون على كياننا الديني فيقول :
    أن الحياة الأوربية ليست أثماً كلها ، ففيها خير كثير .
    ويستدل على ذالك بأنها حققت للأوربيين رقياً لا شك فيه والإثم الخالص لا يمكن من الرقي
    ويرد عليهم أيضاً بأن الحضارة الإسلامية الرائعة لم يأت بها المسلمون من بلاد العرب وإنما أتوا ببعضها من هذه البلاد وببعضها الآخر من مجوس الفرس وببعضها الآخر من نصارى الروم ، وقد احتمل المسلمين راضين أو كارهين زندقة الزنادقة ومجون الماجنين قاوموا ذالك في الحدود المعقولة ولكنهم لم يرفضوا الحضارة الأجنبية التي أنتجت تلك الزندقة وهذا المجون انتهى النص .
    ويضيف الدكتور محمد حسين [ لذالك فالمؤلف ( طه حسين ) لا يطالب بإلغاء المدارس الأجنبية في مصر ، بل يقرر أن نافر من ذالك أشد النفور ، لا لأن التزاماتنا الدولية تحول بيننا وبين ذالك ، بل لأن حاجتنا تدعو إلى الاحتفاظ بهذه المدارس والمعاهد
    وقد مهد المؤلف ( طه حسين ) لما أراد أن يذهب إليه من اتخاذ الحضارة الأوربية طريقاً لها فبدأ بالفقرة الثانية من كتابه متسائلاً :
    أمصر من الشرق أم من الغرب ؟ !!
    وأخذ يستعرض تاريخ مصر منذ أقدم عصورها موازناً بين ما كان من إقرار الفراعنة للمستعمرات اليونانية قبل الألف الأولى قبل المسيح وبين ما كان من نفور المصريين من الفرس وثورتهم عليهم . وانتهى من ذالك إلى قوله :
    ومعنى هذا كله آخر الأمر بديهي ، يبتسم الأوربي حين ننبئه به لأنه عنده من الأوليات ، ولكن المصري والشرقي العربي يلقيانه بشيء من الإنكار والازورار ، يختلف باختلاف حضهما من الثقافة والعلم وهو :
    أن العقل المصري منذ عصوره الأولى عقل أن تأثر بشيء فإنما يتأثر بالبحر الأبيض المتوسط ، وإن تبادل المنافع على اختلافها فإنما يتبادلها مع شعوب البحر الأبيض المتوسط . انتهى النص
    ويحلل الدكتور محمد حسين كلام طه حسين قائلاً [ إذاً فالعقل المصري القديم ليس عقلاً شرقياً ، إذا فهم من الشرق الصين واليابان والهند وما يتصل بها من الأقطار .
    وقد نشأ هذا العقل المصري في مصر متأثراً بالظروف الطبيعية والإنسانية التي أحاطت بمصر وعملت على تكوينها ... فإذا لم يكن بد من أن نلتمس أسرة للعقل المصري نقره فيها فهي أسرة الشعوب التي عاشت حول بحر الروم .
    وفي السبيل على التدليل على اعتبار صلات مصر بالغرب أوثق من صلاتها بالشرق كثيراً ما جآر الدكتور طه حسين على التاريخ كي يقيم مذهبه الذي يزعمه ولا مانع عنده من قلب الحقائق وذالك في مثل تصويره العرب غزاة ، دخلاء لا يطمئن إليهم المصريون في الوقت الذي يصورهم فيه مطمئنين إلى الفتح اليوناني لا ينكرونه ولا يتمردون عليه ، فيقول الدكتور طه حسين في العرب :
    ( والتاريخ يحدثنا كذالك بان رضاها ( يعني مصر ) عن السلطان العربي بعد الفتح لم يبرأ من السخط ولم يخلص من المقاومة والثورة وبأنها لم تهدأ ولم تطمئن إلا حين أخذت تسترد شخصيتها المستقلة في ضل ابن طولون وفي ضل الدول المختلفة التي قامت بعده ) ثم يقول الدكتور طه حسين عن الفتح اليوناني ( فلما كان فتح الإسكندر للبلاد الشرقية واستقرار خلفائه في هذه البلاد اشتد اتصال الشرق بحضارة اليونان ، واشتد اتصال مصر بهذه الحضارة بنوع خاص وأصبحت مصر دولة يونانية أو كاليونانية ، وأصبحت الإسكندرية عاصمة من عواصم اليونان الكبرى في الأرض )
    ويمعن الدكتور طه حسين في التضليل والتزييف والتزوير فيحاول أن يبين أن الإسلام لم يخرج المصري عن مصريته ولا ينبغي له أن يفعل وقيس ذالك بالمسيحية التي لم تخرج الأوربي عن خصائصه الأوربية .
    ثم يعقد مقارنة بين الإسلام والمسيحية ليصل منها إلى ما يريد أن يدعيه من تقاربهما واتفاقهما في التأثر بالفكر اليوناني ولينتهي من ذالك إلى تأكيد وحدة الحضارة في حوض البحر الأبيض المتوسط ويختم ذالك بقوله ( ولا ينبغي أن يفهم المصري أن الكلمة التي قالها إسماعيل وجعل بها مصر جزءاً من أوربا قد كانت فناً من فنون التمدح ولوناً من ألوان المفاخرة ، وإنما كانت مصر دائماً جزءاً من أوربا في كل ما يتصل بالحياة العقلية والثقافية على اختلاف فروعها وألوانها ) !!!
    ويقرر الدكتور طه حسين بعد ذالك كله أن سبيل الحضارة الغربية هو السبيل الذي لابد لنا من سلوكه والمعنى فيه لا لأن تاريخنا يؤيد هذا المذهب في زعمه ، ولا لأن مصلحتنا تقتضي ذالك على ما يدعي ولكن لأن التزاماتنا الدولية في المعاهدة التي يسميها ( معاهدة الاستقلال ) تجبرنا على ذالك ، فيقول الدكتور طه حسين [ بل نحن قد خطونا أبعد جداً مما ذكرت فالتزامنا أمام أوربا أن تذهب مذهبها في الحكم ، وتسير سيرها في الإدارة ونسلك طريقها في التشريع . التزامنا بهذا كله أمام أوربا . هل كان إمضاء ( معاهدة الاستقلال ) . ومعاهدة إلغاء الامتيازات إلا التزاماً صريحاً قاطعاً أمام العالم المتحضر بأننا نسير مسيرة الأوربيين في الحكم والإدارة والتشريع ؟ فلو هممنا الآن آن نعود إدراجنا وأن نحيي النظم العتيقة لما وجدنا إلى ذالك سبيلا ولوجدنا أمامنا عقبات لا تجتاز ولا تذلل ]
    وفي أعماق الدكتور طه حسين جرح غائر من الأزهر لمواقفه منه بدءاً من رسوبه وفشله في الحصول على شهادة العالمية منه ثم تصدي الأزهر له بسبب كتابه ( في الشعر الجاهلي ) لهذا ينضح كتاب ( مستقبل الثقافة في مصر ) حقداً وعداوة على للأزهر .
    وأول ما ينبغي أن يزال عند طه حسين هو الأزهر .
    فهو يتحدث عنه أول ما يتحدث في الفقرة السابقة من كتابه فيصوره أثراً من مخلفات العهود المتأخرة المنحطة ومشكلة المشاكل التي تتطلب حلاً وذالك حين يقول ( وقد استبقينا الأزهر الشريف نفسه ولكن أزمة الأزهر الشريف متصلة منذ عهد إسماعيل أو قبله ولم تنته بعد وما أضنها ستنتهي اليوم أو غداً ولكنها ستستمر صراعاً بين القديم والحديث حتى تنتهي إلى مستقر لها في يوم من الأيام .
    ويحتل مؤلف الكتاب طه حسين لذالك الأزهر الذي لا يستطيع المجاهرة بإلغائه لأن وقت ذالك لم يحن بعد فيطالب بأن تشرف الدولة على التعليم الابتدائي والثانوي فيه ما دام مصراً على أن يستقل بهما بنفسه .
    ومؤلف الكتاب طه حسين لا يخفي هدفه هذه المرة ولكنه يصرح به في بوضوح :
    فجل ما يضايقه في الأزهر هو فهمه الإسلامي للوطنية . والذي يهدف إليه طه حسين هو أن يدخل في أدمغة أبنائه ويروض تلاميذه وخريجيه على فهم الوطنية فهماً إقليمياً حيث يقول طه حسين [ ولابد من تطور طويل دقيق قبل أن يصل الأزهر إلى الملائمة بين تفكيره وبين التفكير الحديث والنتيجة الطبيعية لهذا أننا إذا تركنا الصبية والأحداث للتعليم الأزهري الخالص لم نشملهم بعناية الدولة ورعايتها وملاحظتها الدقيقة المتصلة عرضناهم لأن يصاغوا صيغة قديمة ويكونوا تكويناً قديماً وباعدنا بينهم وبين الحياة الحديثة التي لابد لهم من الاتصال بها والاشتراك فيها وعرضناهم لطائفة غير قليلة من المصاعب التي تقوم سبيلهم حين يرشدون وحين ينهضون بأعباء الحياة العملية فالمصلحة الوطنية العامة من جهة ومصلحة التلاميذ والطلاب الأزهريين من جهة أخرى تقتضيان إشراف وزارة المعارف على التعليم الأولي والثانوي في الأزهر .
    ويختم طه حسين مشاريعه البعيدة المدى بالدعوة إلى إنشاء معهد الدراسات الإسلامية بكلية الآداب ينافس الأزهر الذي لا سبيل إلى السيطرة عليه والتحكم في توجيهه والطلب نفسه ليس بدعاً ولكن البدع الخطير هو السبب الذي بنى عليه الدعوة حين قال الدكتور طه حسين ( وليس من شك أن طبيعة الحياة المصرية تقتضي أن تعنى كلية الآداب عناية خاصة بالدراسات الإسلامية على نحو علمي صحيح )
    والدكتور طه حسين لا يريد أن ينشئ هذه الدراسات في كلية الآداب بوصفها إحدى كليات الجامعة في بلد إسلامي ولكنه يريد أن ينشئها لتدريس الإسلام على النحو الذي يسميه ( نحواً علمياً صحيحاً ) والذي فسره بعد ذالك مباشرة حين مضى يقول ( لأن كلية الآداب متصلة بالحياة العلمية الأوربية وهي تعرف جهود المستشرقين في الدراسات الإسلامية ) .
    أما الهدف الثالث الذي كان يهدف إليه طه حسين من كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) : فهو تطوير اللغة العربية حتى يصبح الفرق بين لغة الكتابة والأدب وبين لغة القرآن مثل الفرق بين الفرنسية واللاتينية !!! .
    يقول الدكتور طه حسين ( أن اللغة العربية عسيرة لأن نحوها مازال قديماً عسيراً ولأن كتابتها ما زالت قديمة وعسيرة ) .
    ويقول في تقرير له قدمه إلى نجيب الهلالي حين كان وزيراً للمعارف سنة 1935 م : ( الناس مجمعون على أن تعليم اللغة العربية وآدابها في حاجة شديدة إلى الإصلاح ) ويقول أيضاً ( ولسنا نزعم أن الأمر يقتضي أحداث ثورة عنيفة على القديم وتغيير العلوم اللغوية والأدبية فجأة وفي شيء يشبه الطفرة ) .
    ولا يكتفي طه حسين بالدعوة إلى إصلاح قواعد اللغة العربية بل هو يريد كما يقول ( أن نعمد إلى إصلاح أعمق من هذا الإصلاح يتناول الكتابة والقراءة ويعصم الناس "إلى حد بعيد من الخطأ حين يكتبون وحين يقرؤون ) .
    والأهداف الخطيرة للدكتور طه حسين تدور حول ما يسميه مشكلة اللغة العربية فيقول الدكتور طه حسين ( والمشكلة تأتي في نظري مما يضفي عليه رجال الدين من قداسة باعتبارها لغة دينية ).
    فهو يريد أن يعتبرها لغة وطنية أولاً قبل كل شيء فهي في رأي الدكتور طه حسين ملك لنا نتصرف فيها كما نشاء ولاحق لرجال الدين في أن يفرضوا وصايتهم عليها في أن يقوموا دونها للمحافظة عليها !!! .
    وأخطر ما في هذه الفقرة هو قول الدكتور طه حسين (وفي الأرض أمم متدينة كما يقولون وليست أقل منا إيثاراً لدينها ولا احتفاظاً به ولا حرصاً عليه ولكنها تقبل من غير مشقة ولا جهد أن تكون لغتها الطبيعية المألوفة التي تفكر بها وتصطنعها لتأدية أغراضها ولها في الوقت نفسه لغتها الدينية الخاصة التي تقرأ بها كتبها المقدسة وتؤدي صلاتها . فاللاتينية مثلاً هي اللغة الدينية لفريق من النصارى واليونانية هي اللغة الدينية لفريق آخر والقبطية هي اللغة الدينية لفريق ثالث والسريانية هي اللغة الدينية لفريق رابع ) .
    ومن هذا ترى أن الدكتور طه حسين لا يرى بأساً من أن تتطور لغة الكتابة الأدبية في العربية حتى يصبح الفرق بين اللغة الفرنسية واللغة اللاتينية وهنا فيما يبدو هو سبب آخر يضاف على الأسباب السابقة التي تدفع الدكتور طه حسين في كتابه إلى مهاجمة الأزهر والمطالبة بعزله عن الوصاية على اللغة العربية . انتهى النص


    وهنا سنورد شيئاً من ما قاله زعيم حزب مصر الفتاة المرحوم بأذن الله تعالى أحمد حسين عن موقف طه حسين من الأزهر ومدرس العلوم الدينية علماً أن هذا الرجل سنستشهد به عن عند التطرق لحياة طه حسين الشخصية ( زوجته ، تنصره )

    يقول أحمد حسين [ لم يكن بيني وبين الدكتور طه حسين أي خصومة فضلاً عن عداء ، وأنا لا أنافسه على لقب حصل عليه في حياته ، وليست لي أدنى رغبة في التنقيص من قدره بعد وفاته فها أنا ذا أقرر وبأعلى صوتي أن طه حسين كان وسيبقى أحد أعلام مصر الموهوبين ، ومن مفاخر مصر بحكم ما انتهى إليه .
    ولكني من ناحية آخري أرفض كل ما كان يمثله طه حسين ويرمز إليه وينطق به حتى صار وزيراً ، وأشهد أن كل كلمة نطق بها طه حسين أو كتبها إلا وقصد بها التخريب والتدمير لمقوماتنا كشرقيين مسلمين وأدهش أنه بعد هذا التحول الذي انتهى إليه طه حسين في شيخوخته ، فلم يقل حرفاً واحداً عن آرائه السابقة مما يدلنا نحن شخصياً على أنه كان مرتبطاً مع آخرين لقول ما قال ورغبة في ( إبقاء الطابق مستوراً ) . فلم يتعرض لهذه الأقوال بحرف واحد ، وهو أمر شاذ وغير طبيعي بالنسبة لكاتب كبير والله تعالى أعلم ] .

    وتحت عنوان ( هجوم على الأزهر وفروعه ) يقول أحمد حسين [ وإذا كان التعبير السابق يعد ثورة على الإسلام من قائله ، فقد أبى هذا القائل إلا أن يقوم بالدور الذي رسم له فراح يعمل على تقويض الأزهر وكل المؤسسات التي انبثقت عنه وأثبتت نجاحاً منقطع النظير كمدرسة دار العلوم التي أخرجت مدرسين للغة العربية لا مثيل لهم من قبل أو من بعد ، نادى طه حسين بوجوب إغلاق هذه المدرسة وشقيقتها مدرسة القضاء الشرعي ، فقد كان الشرط الأساسي في طلابها حفظ القرآن الكريم وهو ما يعتبر ه طه حسين منتهى التخلف ، وأنشأ في كلية الآداب البديل لدار العلوم وهو قسم اللغة العربية الذي يستغني فيه عن حفظ القرآن بتعلم اللغة اللاتينية لغة ( الكتاب المقدس ) .
    وقد شاء الله العلي القدير الذي أنا مدين له كأي كائن آخر بكل شيء ، شاء العلي القدير أن أشهد فجيعة طه حسين في تنفيذ مخططه ، فقد كتبت عام 1930 م وحضرت إحدى محاضرات طه حسين في فصوله الجانبية ، وكان فصلاً لقسم ( الليسانس ) الذي سيتخرج طلابه بعد قليل ليكونوا مدرسين للغة العربية ، ودعاء طه حسين أحد طلابه اللامعين ، يقرأ فإذا به يرتكب غلطة فاحشة من مثل رفع الاسم بعد حرف من حرف الجر وطلب منه طه حسين إعادة القراءة فإذا به يكرر نفس الغلطة الفاحشة واستوقفه طه حسين وسأله :
    ما هي حروف الجر ؟
    وأجاب الشاب بطريقة لا يحسد عليها ، وطلب منه طه حسين أن يعيد القراءة فطالع كما اعتاد أن يطلع وانفجر طه حسين ، وإني لأتصور الآن انفجاره لم يكن على الطالب ولكنه كان على جهوده الضائعة إذ لم تستطع اللاتينية أن تمكن أستاذاً سوف يعلم العربية أن ينطق كما ينطق بالعربية ، ولكن طه حسين كان لا يزال ماضياً في منهاجه ، أن على مصر أن تقطع كل صلاتها بالعروبة وبالإسلام ، فثقافتها أوربية رضيت أو لم ترضى ، وهي أقرب إلى الإغريق ، ويجب أن تنقل الحضارة الغربية بحلوها ومرها وخيرها وشرها ذالك هو قدر مصر الذي لا فكاك منه وتأييداً لذالك فكان يسفر إلى فرنسا ليقيم مع أهل زوجته بضعة شهور .

    سنكمل لاحقاً شهادة أحمد حسين حول طه حسين

  12. افتراضي

    ( 4 - ؟ )

    واقعة ( اعتناق طه حسين للنصرانية )
    وتحت هذا العنوان يقول المرحوم أحمد حسين :
    [ وقد ذكر الأستاذ فريد شحاتة موضع سر طه حسين لأربعين سنة ، ومن يقرأ له ويكتب له وينفذ في أخصب سنوات حياته واقعة ضخمة طويلة عريضة وليتصور الكثيرون ، أن الخوض فيها قد يعني التعصب الديني أو يجرح شعور زوجة طه حسين ، أما نحن الذين لا تنطوي نفسيتنا على ذروة التعصب الديني وحيث نؤمن بالإسلام كدين يعلو على سائر الأديان فإن بعض المسيحيين المؤمنين الصادقين يحتلون في نفوسنا مكانة لا يحتلها مسلم فلا التعصب الديني يؤلف شيئاً في حياتنا ولا الخوف من جرح إحساس السيدة زوجة الدكتور طه حسين لسبب بسيط جداً وهو إجلالنا في صدق وإخلاص للسيدة الفاضلة ... ]
    ويقول أحمد حسين ما قاله الأستاذ فريد شحاته سكرتير طه حسين طوال أربعين عاماً [ إن الدكتور طه حسين قد اعتنق النصرانية وأقيمت الطقوس المؤدية إلى ذالك في كنيسة قروية بفرنسا ... ]
    ويضيف[ ونريد قبل أن نمحص هذه الرواية أن نقرر بداءة ذي بدء أن الإنسان الوحيد في هذه الدنيا الذي يمكن أن يكون لتكذيبه وزن في هذه القضية هي شريكة حياته التي تنصر طه حسين من أجلها .
    أما بالنسبة لطه حسين نفسه أن تكذيبه لهذه الرواية لا ينفع في قليل أو كثير ، فا الرجل الذي قالها هو رجل عمره الأوحد ، والمسئولية لا تقل عن كاهل طه حسين لمجرد أن يقول أن الرجل الذي اصطفاه من دون العالمين قد كذب عليه هذه الكذبة الكبرى بكل هذه البساطة وقديماً قالوا شاهداك قتلاك ]
    ويضيف أحمد حسين
    [ وقبل أن ننتقل إلى فرنسا حيث جرت أحداث الفيلم فنحن نتوقف أمام عمل يشهد له بالقدرة والنبوغ والعبقرية ولكنه في ذات الوقت يقطع بأنه لا يحترم المبادئ ، ولا يقيم وزناً للقيم التي تعارف عليها البشر وأن كل الذي يعنيه هو إثبات ذاته من خلال الخروج على المألوف وما تواضع عليه المجتمع .
    أما هذا الحدث فهو كتابته في جريدتين ، وفي حالة حرب دائمة وكان كل طرف من الطرفين يعتبر الآخر كافراً ، ومع ذالك كانت كلتا الجريدتين تفسح صدرها لهذا الطالب الأزهري الكفيف ، ويعتبره لطفي السيد تلميذاً نابهاً حيث كان يعتبر عبدالعزيز جاويش رئيس تحرير ( اللواء ) تلميذاً له ، وهذه الواقعة تدل على اقتدار طه حسين طه حسين وذكائه ولكنها في نفس الوقت تقطع بثورته على القيم السائدة فإذا أضفنا ذالك أنه خصص بعض مقالاته للهجوم على مصطفى المنفلوطي الذي كان هو نموذج التقدمية التي حمل لوائها فيما بعد نرى أنه كان ستاراً لغيره ممن يريدون النكاية بالمنفلوطي دون أن يجدوا في أنفسهم الشجاعة فاستخدموا هذا الفتى الضرير الذي لم تنقصه الشجاعة في تحدي الجماهير وكل الذي يهمه هو إثبات ذاته وقدرته وقد كان في هجومه على المنفلوطي يحصي عليه استعمال تركيب وألفاظ أبعد ما تكون عن استعمالات اللغة العربية وغني عن البيان أنه ما كان لشاب مبتدئ فوق كونه كفيفاً أن يخوض مثل هذه المعركة اللغوية إزاء شيخ من فحولها وقيل أن محمد صادق عنبر ( وهو فحل من فحول العربية ) هو الذي كان يزود طه حسين بمادة مقالاته .
    هذا الموقف المبكر جداً يتلخص :
    - في عدم التقيد بأي قيم .
    - الشجاعة في تحدي الجماهير.
    - الاستعداد ليكون ستاراً لغيره
    هذه العناصر التي ضلت تلازم طه حسين القسم الأكبر من حياته فنحن نراه على سبيل المثال بعد رجوعه قطباً من أقطاب الأحرار الدستوريين ثم نراه يتحول قطباً من أقطاب الوفد ، وهو وضع انفرد به طه حسين . فقد شاهدت مصر أقطاباً يخرجون من الوفد ليصبحوا من معارضيه وربما اشد معارضيه ولكنها لم تجد أبداً في كل حياتها إنساناً عارض الوفد ثم أصبح من أقطابه حتى ليدخل الوزارة .
    ولكن طه حسين كان هذا الإنسان الفذ الذي خاصم الوفد أشد الخصام عندما كان الوفد هو القوة الشعبية الساحقة في مصر ثم أصبح من أقطابه دون أن يرى في ذالك أي حرج

    عودة إلى الطالب طه حسين في فرنسا
    تحت هذا العنوان يقول أحمد حسين [ نرى أمامنا طالباً فقيراً ضريراً ومسلماً ديناً . فيجب أن نتساءل أي فرنسية هذه التي يمكن أن تتزوجه !!!
    فنرى استحالة الأمر تقريباً ( لا على الإطلاق بطبيعة الحال ) ولنا أن نتصور أن تكون قد أحبته بالرغم من كل شيء وليس في الحب منطق ذالك متصور من غير شك ، ولكن الزواج الذي هو ربط مصير ، وهو في الدرجة الأولى ربط بين أسرتين ، فمسألة الحب لا تكفي ، إذ يصبح للأسرة شروطها ، حقاً قد تخرج الفتاة عن رغبة أسرتها ، وتتمرد في سبيل من تحب ولكن في هذه الحالة تسقط الأسرة العضو المتمرد عليها ، ولكن في حالة الدكتور طه حسين ، قد تزوج بمباركة الأسرة كلها بما في ذالك عم الزوجة الذي يقال أنه أحد القساوسة أي ابن بار من أبناء الكنيسة المسيحية .
    ويكون المطلوب منا أن نلغي عقولنا ، ونتصور أنه منذ سبعين سنة تقريباً حيث كانت فرنسا تعتبر نفسها حامية المسيحية ، قد تزوجت فتاة فرنسية مسيحية ، ومن أسرة ممعنة في المسيحية ، شاباً مصرياً كفيفاً مسلماً ، وتم ذالك بمباركة الأسرة كلها بما فيها ذالك القسيس ومرة أخرى أقول :
    أن تصديق هذه الصورة لا يكون ألا بإلغاء عقولنا وتكون رواية الأخ فريد شحاته أقرب الناس إلى طه حسين أربعين سنة هي الرواية الوحيدة التي تفسر لنا هذا الذي حدث ، فلابد أن يكون أشخاص ذوي نفوذ قد أشرفوا على العملية كلها ومولوها ، وتحدثوا عن الدور الخطير الذي سوف يقوم به هذا الشاب الذي ( وأن كان ضريراً ) فهو مقتدر وسوف يعهد له بدور خطير في حياة مصر ، وبغير هذا الضمان والتمويل المالي بمبالغ باهظة ، مع الوعد بتقديم مبالغ أكثر ، وأن يعتنق طه حسين النصرانية كا تأكيد لذالك كله ، وهو الذي يفسر لنا لماذا تم الزواج بموافقة الأسرة كلها ؟؟؟
    ولماذا وافقوا على أن تسافر الزوجة إلى المجهول إلى إفريقيا مع شاب فقير ضرير ؟؟؟
    إنها قصة لو لم تكن حدثت بالفعل لما صدقها إنسان و لا تعليل لها إلا أنها من نوع قصص المبشرين الذين قصدوا مجاهل إفريقيا ]
    ويضيف أحمد حسين [ ولما كنا بنعمة من الله من المؤمنين فلا يمكن أن نقطع بشيء لم تراه أعيننا ولم نكن عليه من الشاهدين فلندع المسئولية عن الرواية للأستاذ فريد شحاته ، ولنقف منها موقفاً محايداً لا يصدق ولا يكذب ولنتحدث عما رأيناه وعاصرناه وعقلناه وهو يجمع كله على أن طه حسين بدأ منذ الدقيقة الأولى لوصوله إلى مصر حرباً شعوا على الإسلام والمؤسسات الإسلامية وأتخذ لنفسه رفيقاً يقرأ ويكتب له ويقوده وكان هذا الرفيق مسيحياً !!!
    وأستمر كذالك أربعين سنة ثم حدث الافتراق بعد هذا العمر المديد .
    سنرى في هذا المنعطف سينهج طه حسين نهجاً جديداً إسلامياً أما حملته على الإسلام لاقتلاعه من جذوره ، فعندما شرع يلقي محاضراته على طلابه منكراً الشعر الجاهلي ، وليس يهمنا ما قاله طه حسين عن الشعر الجاهلي في قليل أو كثير ، ولكنه عندما أصدر كتابه عن الشعر الجاهلي أقحم في جملة تنفي عنه الإسلام والعلم معا وهي العبارة التي قال فيها ( للقرآن أن يحدثنا والتوراة أن يحدثنا عن وجود إبراهيم وإسماعيل ولكن ذالك لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي )
    وهذه العبارة تنفي عن طه حسين صفته كمسلم بطريقة قاطعة لا تحتمل الجدل ، فما كان لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينفي أن ينفي عن القرآن أنه يقول غير الحق ، ولا يستطيع طه حسين أن يدعي أنه يتحدث بلغة العلم ، فكون إسماعيل أب العرب المستعربة مسألة لم يتحدث عنها القرآن فحسب بل تحدث عنها أقدم كتاب في العالم وهو ( العهد القديم ) ولا يعرف العرب المستعربة أباً آخر غير إسماعيل يتناقلون ذالك أباً عن جد ويتوارثون آثار الرجل وأبيه وهو زمزم والحطيم والكعبة ، بل ويتوارثون بطريق متواتر مناسك عبادة أورثها أبوهم إسماعيل وأبوه ، ولا يوجد ولم يوجد قول على مر العصور ينكر ذالك ، فإذا قال قائل بعد ذالك أن كل هذا لا يثبت الوجود التاريخي فإن العلم براء من القائل ...]


    ويضيف أحمد حسين [ وهكذا باستطاعتنا بعيداً عن الزعم باعتناقه للمسيحية أن نقرر الحقائق الآتية :
    1- أن تزوج بفرنسية تحمل اسماً مسيحياً رضيت أن تتبعه إلى مصر رغم فقره وكونه ضريراً
    2- أن ذالك لم يؤثر على علاقته بأسرة زوجته المسيحية جداً إلى درجة أن أحد أقطابها قسيس في كنيسة
    3- اتخذ ملازماً له إنساناً مسيحياً
    4- جعل ديدنه الهجوم على الإسلام ومؤسساته وترويج آراء المستشرقين من يهود ونصارى ممن استقدمهم وملأ بهم كلية الآداب
    وفي في إثارة هذا الموضوع لي عديداً من الدوافع والأسباب :
    أولاً : أن قائل هذه الواقعة ( فريد شحاته ) جدير بكل تقدير وإعزاز من كل من يقدر طه حسين أياما كان الأمر قد انتهى بينه وبين طه حسين فإن يضل إنسان إلى جواره ثلاثين عاماً أو أكثر يقرأ له ويكتب له حتى وهو يصدر أخطر القرارات باعتباره وزيراً ، مثل هذا الشخص قد أفترى على طه حسين !!!
    فإذا كان هذا الشخص قد أفترى على طه حسين فعليه هو وحده يقع وزر ما قاله وعلى طه حسين أن يتحمل مسئولية هذا القول الذي صدر عن صفيه وخليله لأكثر من ثلاثين سنة .
    ثانياً : أن هذا الموضوع سوف يثار على أوسع نطاق بعد أن يزول جيلنا وجيل من تتلمذوا على يد طه حسين ويجيء جيل قد خلت نفسه من الحساسية وسوف تصادفهم هذه الرواية وسوف يرون فيها خير تفسير لمسلك طه حسين في شبابه بعد عودته من فرنسا وسيعجبون كيف خلت مصر ممن يناقشون هذا القول الذي قاله أقرب المقربين إلى طه حسين ، ولما كانت مجلة الثقافة هي وثيقة الأجيال القادمة عما يقال في عصرنا فقد أحببت أن لا تخلوا من هذا البحث
    ثالثاً : على أن الأمر الذي يهمن في الدرجة الأولى هو أن أبصر الشباب ، أن الرغبة في التقدم لا تعني بحال طرح الدين جانباً ، فأعظم ما تحقق في حياتنا كان في ضل الدين ، وأعظم ما حققته أوربا وأمريكا في القرنيين الثامن والتاسع عشر كان باسم الدين واليوم وأوربا بشرقها وغربها تتدهور فلا تصرفها عن الدين ، ونحن إذا أردنا أن نعود لعزنا ومجدنا فسيكون ذالك عن طريق الدين ، فالدين بمعنى الإيمان بالغيب وأن الحياة الدنيا ليست كل شيء في حياة الإنسان وإنما ثمة حياة أخرى خير وأبقى وأن هناك إلهاً يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنه سوف يحاسب الإنسان أي إنسان على ما قدمت يداه أن خير فخير وأن شر فشر ، هذا الاعتقاد الذي هو جوهر الدين أي دين هو سر الحضارة .

    ونكمل شهادة الأستاذ أحمد حسين والتي فيها تعليقات على بعض أقوال زوجة طه حسين

  13. افتراضي

    ( 5 - ؟ )

    نكمل شهادة أحمد حسين حيث يقول [ وأنا أعرض لطه حسين ، ووصفته أنه في الشطر الأول من حياته يمثل هذه الفترة المرفوضة من حياتنا فترة الجري خلف أوربا وآراء أوربا باعتبار أن ذالك هو سبيلنا إلى التقدم والتحضر
    إلا من نحن معشر المسلمين وحسبك أن تعلم أن كلمة ( سافون ) الفرنسية ليست سوى ( الصابون ) بالعربية ، وما الصابون إلا صنو النظافة التي لم تعرفها أوربا إلا من خلالنا فنحن عندما نريد أن ننهض ونتقدم فما علينا إلا أن نغترف من تراثنا
    أم طه حسين في شبابه قد تأثر بالمبادئ السارية في أوربا من الدعوة إلى العلمانية أي فصل الدين عن الدولة ، وعدم أخذ الدين في الاعتبار عند مناقشة أي أمر من الأمور الدنيوية .انتهى النص

    وعندما ظهر كتاب ( معك ) الذي روت فيه مدام سوزان طه حسين ذكرياتها مع الدكتور طه حسين كتب المرحوم أحمد حسين
    مقاله نشرها في مجلة الثقافة المصرية وجعل عنوانها ( لقد حسمت القضية وتحدد موقف طه حسين في تاريخ مصر )
    ويقصد قضية اعتناق طه حسين للنصرانية .
    لأنه كما قال سابقاً في تعليقه على رواية الأستاذ فريد شحاته والتي تحدث فيها عن تعميد طه حسين في أحد الكنائس ليعتنق النصرانية بقوله ( الإنسان الوحيد في هذه الدنيا الذي يمكن أن يكون لتكذيبه وزن في هذه القضية هي شريكة حياته التي تنصر طه حسين من أجلها )
    لذالك يقول أحمد حسين [ فطلبت من أبني أن يحصل على الكتاب ( يقصد كتاب معك ) لا أطالعه لأزداد معرفة بحياة طه حسين الخاصة من شريكة حياته ، فقد رددت في مقال سابق رواية ذكرها الأستاذ فريد شحاته سكرتير طه حسين وموضع سره بعد أخيه الأستاذ توفيق شحاته لعشرات من السنين وقدرت أن مدام طه حسين لابد أنها ستتحدث عن هذه الرواية بالنفي أو الإثبات ، فهي صاحبة الشأن الأول والأخير بالنسبة لهذه الرواية التي تقول :
    أن طه حسين في شبابه المبكر وهو طالب في فرنسا قد تعمد ليكون مسيحياً ليظفر بزواج زوجته .
    ومنذ بضعة شهور صدر كتاب طويل عريض باللغة الفرنسية ألفته السيدة الفاضلة ( مدام سوزان طه حسين ) أي زوجة عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين ، وأنا أكتب كلمة ( مدام ) بدلاً من كلمة زوجة لأحقق الغرض الذي ألفت من أجله الكتاب لتعلن عن نفسها مسيحية فرنسية كانت تؤدي في مصر رسالة فرنسا ، وقد أدتها بأمانة تهنأ وتشكر عليها من كل وطني فرنسي .
    وعندما يقول فريد شحاته روايته عن طه حسين فإن عدم الوقوف أمامها ، فضلاً عن تجاهلها لا يكون من العلم والمعرفة في قليل أو كثير .
    ومن هنا فقد عرضت الرواية في مقالي ولم أشأ أن أصدقها أو أكذبها فالقطع بصدق الرواية أو كذبها لا يكون ألا بدليل أو على الأقل مرجح عقلي يميل بالقضية نحو هذا الجانب أو ذاك وأشهد أنني لم أجد هذا المرجح فوقفت عند ترديد الرواية ] انتهى النص
    وينقل أحمد حسين نصوصاً من كتاب ( مدام طه حسين معك ) ليوضح بها قضيته ...
    النص الأول .....................
    تقول مدام طه حسين [ ثم يأتي يوم آخر لأقول فيه لأهلي إنني أريد الزواج من هذا الشاب وكان ما كنت أنتظره من رد الفعل :
    كيف ... ومن أجنبي وأعمى وفوق ذالك كله مسلم ، لا شك أنني جننت تماماً ، ربما كان الأمر جنوناً ، لكني كنت قد اخترت حياة
    رائعة اخترت من يدرس ؟!...... لقد قالت لي صديقة عزيزة ذات يوم : لقد كان عليك أن تضطلعي بهذه الرسالة ]
    ويقول أحمد حسين ( تتلخص رسالتها فيما نذر نفسها من أجلها عشرات من أمثالها من الشبان والفتيات وهو أن يهبوا أنفسهم ويهبن أنفسهن للتبشير المسيحي فيخدمن المرضى والعجزة ويساعدن الفقراء باسم السيد المسيح ، وقد تكاثر هذا الطراز في أوربا في أو أخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، ولقد كان بينهم أشخاص إنسانيون فعلاً يخدمون في صدق وإخلاص ويضحون في بأنفسهم في سبيل الخير ومنهم السيدة سوزان على وجه التحقيق ، فعندما تزوجت هذا الطالب المصري الفقير الأعمى المسلم وجاءت معه إلى مصر كانت تضحي بكل شيء تماماً كأي مبشر شاب أو مبشرة ممن كانوا يقتحمون أو يقتحمن غابات إفريقيا بكل وحوشها وأوبئتها ومتوحشيها من بني البشر لا لشيء إلا لأنهم أو لأنهن يحملن رسالة ، وهكذا كانت السيدة سوزان عندما قبلت أن تتزوج من ستين سنة هذا الطالب المسلم الأعمى وأن تصحبه إلى مصر فلم يكن يدور في خلدها أنه سيصل إلى ما وصل إليه من مجد وسؤدد ، فزواجها كان تضحية بكل المقاييس وأني لأحني رأسي لهذه الفدائية والتضحية بكل شيء من أجل ما يعتقد الإنسان أنه رسالته ] انتهى النص
    ويتحدث عن حقيقة العلاقة بين طه حسين وزوجته سوزان [ لم يكن زواج السيدة الفاضلة لطه حسين عن حب ولا عن ما هو قريب من الحب وما قد يلتبس به في بعض الأحيان من نزوات المراهقة ولا يتصور متصور أن ذالك استنتاج مني ولكنه صريح قول السيدة الفاضلة كتبته بلغتها التي تخاطب بها مواطنيها من الفرنسيين وترجم إلى اللغة العربية ]
    تقول زوجة طه حسين ( ص 16 )
    ( وذات يوم يقول لي طه حسين اغفري لي ، لابد أن أقول لك ذالك فأنا أحبك ... وصرخت وقد أذهلتني المفاجأة ( بفضاضه ) ... ولكني لا أحبك ... وكنت أعني الحب بين الرجل والمرأة ولا شك )
    ويعلق أحمد حسين على هذا النص بقوله [ فأنت ترى أن بعد ستين سنة من الزواج فإن السيدة الفاضلة ( ولها احترامي لصدقها وأمانتها وكرهها للنفاق ) ترى ضرورة ذكر هذه الواقعة ، وكيف أنها ذهلت من المفاجأة !!!
    ولم يكفها هذا التعبير فوصفت ردها بأنه كان ( فضاً ) ولم يخرج عن تقرير الواقع ، ولكني لا أحبك
    وتضيف السيدة الفاضلة الملاحظة الدقيقة : ( كنت أعني بالحب بين الرجل والمرأة) ولا شك لم تقل : أن هناك الحب للمسيح ومن أجل المسيح ولكن هذا ما فعلته بالفعل ومن هنا كان الوحيد الذي فهم هذا الزواج وشجع عليه حسب قولها في الكتاب هو عمها القس المسيحي ]
    ثم يذكر أحمد حسين رسالة زوجة طه حسين فيقول أما رسالة السيدة الفاضلة وأنها إعلاء لشأن المسيحية في بلاد إسلامية ، فلن نستمدها من كون السيدة ضلت على مسيحيتها طوال مدة زواجها ولكن من هذا الكتاب ذي الثلاثمائة من الصفحات ونيفا وكأنه كشف حساب عن حياتها التي عاشتها وأنها لم تكن من هذا الحب الذي يقوم به بين الرجل والمرأة فأول سطور هذا الكتاب من سفر أشعيا وهذا نصها :
    ( وأسير العمى في طريق لم يعرفوها ... في مسالك لم يدروها ... أمشيهم ... أجعل الظلمة أمامهم نوراً ) أشعيا 42/16
    ويقول أحمد حسين :
    والكتاب بعد ذالك ( معك ) لا يعدو أن يكون سطوراً وكلمات قليلة كلما كانت في مصر ، ثم صفحات وصفحات عن كل شبر في أوربا أو بالأحرى ما يزورونه في أوربا ، هنا ترى كل شيء يوصف بإسهاب ، وقوائم بأسماء كل من يقابلون من قساوسة وأساقفة ورهبان ، ولا أضن أن أسقف السيدة الفاضلة اسم دير أو كنيسة أو كتدرائية زارتها مع زوجها العزيز ، ولا أن قساً قدم لها احترام في أي يوم من الأيام في أي مكان من الأمكنة إلا وتراه مسجلاً ومثبتاً في هذا الكتاب الذي أعود لأكرر كأنه كشف حساب وكأنما تقول السيدة الفاضلة في يوم الدينونة ( هاؤم اقرأوا كتابيه ) فهي لا تذكر إلا رجال دين مسيحي وإلا كنائس وأديرة ، ولن تجد في الكتاب كله إشارة إلى مسجد واحد لفت نظر السيدة صاحبة الرسالة حتى مسجد محمد علي الذي هو عنوان تلك القاهرة ويأخذ بلب الأجانب من السواح . وحتى بعد أن سافروا على أسبانيا ( والسيدة لا تعرف الأندلس ) وصفت الكثير مما رأت ولكنها لم تقل كلمة واحدة عن شيء يسمى ( مسجد قرطبة ) الذي يعتبر من أعظم الآثار التي يقف أمامها ملايين السواح مذهولين ، وإذا كان الكتاب ذو الثلاثمائة صفحة قد حوى كما قدمت لك من قبل سطور قليلة عن الذكريات في مصر فإن الأغلب في هذه الذكريات عن القسس والأساقفة والأب فلان والمستشرقين ( اليهود ) الذين كانوا يزورونهم وأرجوك ألا تتصور أنني أضع اليهود داخل أقواس هو نوع من التجني بل هو محاولة لتخفيف هذا النص ( ص 140 ) [ أما القلق العميق فقد عرفته القاهرة لحظة تهديد العلمين في حين أصاب الذعر اليهود فساعد طه حسين بعضاً منهم على الرحيل ومنهم تيجرمان ]

    ويضيف أحمد حسين :
    وهكذا لا تذكر إلا المعالم والأشخاص والأماكن المسيحية ، وقد فكرت في نقل بعض السطور لإبراز هذا المعنى فوجدت أن ذالك معناه أن أنقل الكتاب كله فكأن السيدة الجليلة تخشى أن يتهمها أحد لا أقول بانسلاخها من المسيحية بل لقلة حماسها للمسيحية ولعل هذا الحماس كان يتصاعد على مر الزمن وخاصة بعد أن تحول طه حسين إلى التراث الإسلامي في أخريات حياته .

    فرنسا قبل كل شيء وفوق كل شيء
    تحت هذا العنوان يقول أحمد حسين :
    وإذا كان احتفاظ مدام سوزان بمسيحيتها أمر يقره الإسلام فقد أباح التزوج بكتابية فإن ما لا يسمح به الإسلام على وجه التحقيق أن تضل الكتابية على ولاؤها لمجتمعها القديم حتى ولو دخل في صراع عدواني لمجتمع زوجها المسلم ومدام طه حسين ظل ولاؤها لفرنسا حتى بعد أن جاءت لتسحق مصر وتذلها ، ومرة أخرى لا يتصور متصور أنني أقول هذا القول على سبيل الاستنتاج من أنها عاشت ستين سنة مع اللغة العربية دون أن تعرف هذه اللغة وعاشت في مصر خمسين سنة دون أن ينفذ إلى بيتها إحدى أغاني أم كلثوم أو عبدالوهاب أو سيد درويش حيث لا تجد في الكتاب أي أشارة عن قرب أو عن بعد لشيء من هذا ( الرجس ) حيث ترى الأحاديث المستفيضة عن موسيقى ( باخ ) وكل صنوف الموسيقى الغربية والأوبرا والمسرحيات الفرنسية بل وكانت تقام حفلات لهذه الموسيقى الغربية وكان العازف ( أعمى ) في بعض المناسبات ...
    أن هذه السيدة ظلت تعتبر نفسها خلال خمسين سنة فرنسية مسيحية تؤدي رسالة .
    فالكتاب لا يخلو من إقرار صريح وقاطع في أن فرنسا لا تخطئ أبداً .

    الرسالة
    يكتب أحمد حسين تحت هذا العنوان
    [ وأحسب أنه لم يعد هناك شك في تمسك سوزان طه حسين ليس فقط بمسيحيتها بل بفرنسيتها وأن ذالك كان يتزايد كلما قوي طه حسين وعلا صيته حتى أنها أصدرت هذا الكتاب ليكون ذروة ذالك بعد وفاة طه حسين وصيرورته إلى ما صار إليه فما هي الرسالة التي قبلت السيدة الفاضلة سوزان أن تتزوج الأجنبي الأعمى وفوق ذالك مسلم ؟!
    ولن تجد صعوبة في تحديد هذه الرسالة فهي مبثوثة في كل صفحة بل في كل سطر ولكننا كالعهد بنا لا نسمح لأنفسنا بالاستنتاج ولكننا ننقل نصين أو ثلاثة من عشرات النصوص الصريحة القاطعة ( ص 143 )
    ( فأصدر مجلة الكاتب المصري ، كانت هذه المجلة تستجيب للهدف الذي لم يتخل عنه أبداً وهو أن يقيم أكثر ما يمكن القيام به من الصلات بين الثقافة الغربية ومصر والعالم العربي ) وتقول :
    ( كان البرفسور جاك بيرك يقول لي قبل فترة من الوقت [ لقد أراد طه حسين أن يقرب الشرق من الغرب ، أما أنا فأريد أن أقرب الغرب من الشرق )
    وتقول أيضاً ( ص 37 ) : ( ويقص علي بكثير من التهكم وقائع إحدى جلسات الجمعية الملكية الجديدة للدراسات التاريخية إذ لم يكن بالطبع على اتفاق مع اتجاهات الأكثرية : يجب الاهتمام حصراً بمصر الإسلامية أما ما تبقى من العالم فلا يهمنا ، لا تهمنا مصر الفرعونية والهلينية أو الرومانية هل نحن مستقلون ؟! وكنت أثور غضباً )

    ويعلق أحمد حسين على هذا بقوله :
    أي أن الدكتور كان يحدثها متهكماً وكانت هي تفور غضباً عندما يقال أنه يجب الاهتمام فقط بمصر الإسلامية .

    ويختم أحمد حسين مقالته عن طه حسين بهذه الأسطر :
    وبعد فأحسب أنه من الفضول أن أثبت ما هو ثابت بل لما صدر الكتاب لإثباته ، وهو أن طه حسين كان يحيا في بيته وخاصة في النصف الأول من حياته كمستشرق مشبع بالعطف على مصر ولكن هواه الأكبر مع فرنسا والإغريق والثقافة الأوربية ( بخيرها وشرها بحلو ها ومرها ... إلى آخر ما كان يقول )
    وأعود فأؤكد ما سبق أن أقررته وهو أنه أي كان شأن الدكتور طه حسين وكان أثره في جيله ، فهو ينتمي لهذه الفترة المرفوضة في حياتنا فترة الاحتلال البريطاني حيث تنازعت الثقافتان الإنجليزية والفرنسية ، وامتلأت مصر بالمستشرقين والمبشرين الذين بعد أن فشلوا في تحويل مسلم عن الإسلام لخصوا جهودهم في محاولة النيل من الإسلام والثقافة والعربية ، واعتبار ذالك كله مظهر الرجعية والجمود والتخلف واعتبار التقدم بحذق أساطير الإغريق والرومان والتعلق بأذيال فرنسا ، وهو ما أصيح بأعلى صوتي مرفوض ...


    ونكمل التعرية بشهادة الشيخ محمد الغزالي
    والتي يقول فيها عندما يقارن بين طه حسين والعقاد
    ( إن الموازنة المجردة تخدش قدر العقاد )

  14. افتراضي

    ( 6 - ؟ )

    يقول الشيخ محمد الغزالي [ قرأت للدكتور طه حسين ، واستمعت له ، ودار بيني وبينه حوار قصير مرة أو مرتين فصد عني وصددت عنه !!!
    أسلوب الرجل منساب رائق وأداوه جيد معجب ، وهو بين أقرانه قد يدانيهم أو يساويهم ويستحيل أن يتقدم عليهم ... بل عندما أوازن بينه وبين العقاد من الناحية العلمية أجد العقاد أعمق فكراً وأغزر مادة وأقوم قيلا ، وأكاد أقول :
    إن الموازنة المجردة تخدش قدر العقاد ...
    وأسلوب زكي مبارك أرشق عبارة وأنصع بياناً من أسلوب الدكتور طه حسين ، ولولا أن الرجل قتله الإدمان لكان له شأن أفضل

    ودون غمط لمكانة الدكتور الأدبية نقول :
    إنه واحد من الأدباء المشهورين في القرن الماضي له وعليه ... وحسبه هذا ...

    بيد أنني لاحظت أن هناك إصراراً على جعل الرجل عميد الأدب العربي ، وإمام الفكر الجديد ، وأنه زعيم النهضة الأدبية الحديثة
    ولم أبذل جهداً مذكوراً لأدرك السبب
    إن السبب ، لا يعود إلى الوزن الفني أو التقدير الشخصي
    السبب يعود إلى دعم المبادئ التي حملها الرجل ، وكلف بخدمتها طول عمره ، إنه مات بيد أن ما قاله يجب أن يبقى ، وأن يدرس ، وأن يكون معيار التقديم !!!

    تدبر هذه العبارة للدكتور العميد :
    إن الدين الإسلامي يجب أن يعلم فقط كجزء من التاريخ القومي !!!
    لا كدين إلهي نزل يبين الشرائع للبشر ، فالقوانين الدينية لم تعد تصلح في الحضارة الحديثة كأساس للأخلاق والأحكام ، ولذالك لا يجوز أن يبقى الإسلام في صميم الحياة السياسية !!!
    أو يتخذ كمنطلق لتجديد الأمة !!!
    فالأمة تتجدد بمعزل عن الدين .
    ويمكن الرجوع لمثل كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) لتجد أشباهاً لهذه العبارات السامة .
    ويشاء القدر أن تقع عيني على هذه العبارة وقد قررت ( إسرائيل ) وقف الطيران في شركة العال يوم السبت احتراماً لتعاليم اليهودية !
    إن كان الإسلام وحده يجب إبعاده عن الحياة العامة !!!
    أما الأديان الأخرى فلتقم باسمها دول ولترسم هداها سياسات !!!

    وظاهر أن الدكتور طه حسين كان ترجماناً أميناً لأهداف لم تعد خافية على أحد عندما طالب بإقصاء الإسلام وأخلاقه وأحكامه وعدم قبوله أساساً تنطلق الأمة منه وتحيى وفق شرائعه وشعائره !!!

    قائل هذا الكلام يجب أن يكون عميد الأدب العربي في حياته وبعد مماته ، وأن تشتغل الصحافة والمسارح بحديث طويل عن عبقريته ، ليكون علماً في رأسه نار كما يقول العرب قديماً ...

    أما العقاد وإسلامياته الكثيرة فيجب دفنه ودفنها معه :
    ومع أن الرجل حارب الشيوعية والنازية وسائر النظم المستبدة وساند الديمقراطية مساندة مخلصة جبارة فإن العالم ( الحر ) ينبغي أن يهيل على ذكراه التراب ، ليكون عبرة لكل من يتحدث في الإسلام ولو بالقلم فكيف إذا كان حديثاً بالفكر والشعور والدعوة والسلوك والمخاصمة والكفاح
    هذا هو الخصم الجدير بالفناء والازدراء

    والقوى التي تعمل دائبة على تخليد الدكتور طه حسين وتجديد فكره وإعلاء شأنه معروفة لدينا ، ونريد أن نكشف عنها ، إذ لا معنى لبقائها في جحورها تلدغ ثم تستخفي ، وتنال منا باسم حرية العلم ، وهي لا تعرف من الحرية إلا لوناً وحيداً ، كيف تضرب الإسلام وتطفئ جذوته وتميت صحوته .
    ذالك أن الريح تعصف اليوم ضدنا أكثر مما كانت يوم ألف الدكتور طه ضد ديننا وتراثنا ، لقد أقامت اليهودية على أنقاضنا دولة تريد اجتياح حاضرنا ومستقبلنا ، وهي تربي النساء والأطفال لتحقق هذه الغاية ، وتعتبر المدرسة ثكنة العسكرية ، والثكنة معبداً دينياً ، والتوارة ديناً ودولة .
    أما الصليبية العالمية فإني أكتفي بنقل عبارات للشيخ ( عبدالله كنون ) سجلها في أحد زيارته لأوربا
    قال :
    ( أذكر للاعتبار أني كنت في إسبانيا ذات مرة ، وصادف وجودي في غرناطة يوم الإثنين وهو يوم تعطل فيه الصحف الإسبانية ولا تصدر فيه إلا جريدة واحدة تسمى صحيفة الإثنين ، فأخذت هذه الجريدة لأنظر فيها من أنباء اليوم ... فإذا داخلها ملحق صغير للأطفال يكاد يستغرقه كله مقال رئيسي بعنوان ( محمد النبي المزيف ) كتب لغة سهلة مبسطة ، ولكنها مليئة بالهزء والسخرية !!!
    وقد بني المقال على فكرة أن القرآن مقتبس من التوراة والإنجيل اقتباساً منشوهاً ، لأن صاحبه على حد تعبير الكاتب كان أمياً لا يعرف قراءة ولا كتابة ، وإنما تلقف ما ضمنه كتابه من أفواه اليهود الذين كانوا يسكنون جزيرة العرب ، ومن بعض الرهبان الذين لقيهم في أثناء رحلته إلى الشام !!!
    وهكذا يعمل النصارى على تنشئة أبنائهم منذ الصغر على احترام عقيدتهم وحدها.
    ويرابط الكاثوليك في حصن غرناطة مستأنفين إلى اليوم مطاردة الإسلام حتى في نشرات الأطفال بعد أن أجلوا أتباعه من هذا الحصن قبل بضعة قرون )

    هذا ما سجله الأديب في كتابه اللطيف ( جولات في الفكر الإسلامي )

    ومن حق القارئ أن يتساءل :
    إذا كانوا يربون أولادهم على هذا الغرار فكيف نربي نحن أولادنا ؟؟؟
    وما هي المناهج التي أخترها عميد الأدب العربي عندما كان وزيراً للتربية والتعليم ، أو اختارها أمثاله لتخريج أجيال تعرف دينها ونبيها وتاريخها وتراثها ؟؟؟
    ويعلم أولو النهى وذوو الإنصاف أن الإسلام مخترع الحريات الدينية منذ العصور الوسطى ، وصانع المجتمعات البعيدة عن التعصب الأعمى ... وأنه قدم للعالم الحضارة الإسلامية نتاج جهود مشتركة وتعاون صالح بين الكثرة المسلمة والقلة اليهودية أو النصرانية .
    حتى جاء الاستعمار الحديث فشرع يشحن أفئدة الطوائف الدينية في العالم الإسلامي بالحقد والغش على إخوانهم الطيبين ، ويختلق حكايات مفتراة عن ظلم الأكثرية للأقليات الدينية ، ويغري نفراً من الغلاة بمطالب مجنونة لا حصيلة لها إلا زرع الفتن

    ويقول الشيخ (عبدالله كنون) في هذا المجال :
    ( أحب أن أوضح هذه النقطة التي أصاب العالم الإسلامي منها خطر كبير ، ذالك أن هذه الأقليات إن كانت تتمتع بجميع الحقوق ، ويتوفر لها ما ليس لأقلية أخرى في بلد غير إسلامي ، إلا أنها لا تقنع إل بالهيمنة على أجهزة الحكم والقوانين الدستورية ، واستطاعت بذالك إحكام سيطرتها على الدول التي تنتمي إليها .
    أن بعض هذه الدول كان في دستورها أن دين الدولة هو الإسلام ، فحذف هذا البند من الدستور إرضاء لأقلية متحكمة ، وهو أمر لا نظير له في العالم أن تنقاد الأكثرية لحكم الأقلية .
    ولا نذكر هنا الأقليات الإسلامية الكبيرة في الهند والصين والاتحاد السوفيتي ، وإنما نذكر الأقلية الكاثوليكية في المملكة المتحدة البريطانية ، وهي أقلية تبلغ أربعة ملايين – تزيد انجلترا قليلا عن خمسين مليوناً من البروتستانت – ونسأل :
    هل دار بخلد هذه الأقلية أن تتحكم في الكثرة المخالفة لها في المذهب ؟
    هل فكرت في معارضة الملكة عندما تؤدي القسم التقليدي على حماية الكنيسة الإنجيلية والإخلاص لها عندما ترتقي العرش ؟
    ويطرد التساؤل عند الكلام على الأقليات الدينية في ألمانيا وهولندا وسويسرا وغيرها .
    ولا نريد أن نقتبس أكثر من ذالك ، وإنما نريد المضي فيما بدأنا به ، وإشعار الذاهلين بخطورة الثقافات المؤذية بل القاتلة التي روجها يوما ما أدباء ضعاف الخلق مرض الإيمان ... فلما قضوا وتراجع مدهم أتى من يحاول استحياء فكرهم وتلميع أسمائهم حتى يقع الأغرار في شركهم ، ويستقر الأمر للاستعمار الصهيوني والصليبي على سواء ، على حساب الإسلام

    ويحزنني أن أقول إن الدكتور طه حسين انتصر في معارك كثيرة لأن خصومه لم يكونوا على شيء ، فمن نيف وأربعين سنة أمر الدكتور وكان عميداً لكلية الآداب بالقاهرة بقبول طالبات في الكلية لأول مرة في تاريخ التعليم العالي الجامعي
    وانفجرت مراجل الغضب عند الأزهريين وزلزلت الأرض زلزالها ، فقد كان إلحاق النساء بالتعليم العالي شيئاً إداً .
    والواقع أن جماهير من المتدينين تستنكر على النساء التعليم في أي مرحلة .
    ولو أنها غضبت لأن التعليم مختلط ، وينبغي تخصيص كليات للبنات لكانت على حق .
    وفتحت بعد ذالك بعشرين سنة كليات للفتيات في الأزهر ، لقد استيقظ بعد ما فاته القطار ... إن التدين القاصر ينيل أعداءه مكاسب كبيرة دون جهد يبذلونه .


    اكتفيت بهذا القدر والذي يخص موضوعنا من قول الشيخ محمد الغزالي
    وسنتكلم عن أخطر دراسة قام بها الباحث الأستاذ أنور الجندي عن طه حسين

  15. افتراضي

    ( 7 - ؟ )

    يقول الأستاذ أنور الجندي متحدثاً عن كتابه ( طه حسين حياته وفكره في ميزان الإسلام )
    [ أن طه حسين في كتابنا هذا لا يحاسب من خلال كتاب واحد وإنما من خلال فكره كله ومن خلال مفاهيمه العامة التي تمثلها فلسفة واضحة كشف عنها في بعض كتبه وفي بعض مقالاته خلال أكثر من خمسين عاماً ]

    ويقول أيضاً [ ولا نريد أن نتعجل الحكم على الرجل وآثاره وإنما نود أن نضئ الطريق إلى فهمه بتقديم الوقائع والوثائق المتصلة بحياته وفكره على النحو العلمي الصحيح حتى يجئ الحكم منصفاً عادلاً غير مشوب بشيء من التحامل أو التحيز

    إننا لا نتهم طه حسين بشيء ولا نحكم عليه إلا بعد أن نستعرض وقائع حياته ومفاهيمه وآراءه بالأدلة والأسانيد والوثائق ]

    يقول الأستاذ أنور الجندي بعنوان أزهري فاشل [ ولقد كانت فترة إقامته في الأزهر فترة دقيقة كان موزعاً فيها بين الحلقات يختار منها ويعرض ولا يستقر في أيها إلا حلقة الأدب والشعر ولذالك كانت ثقافته في العلوم الإسلامية قاصرة بحيث لم يتمكن من توفير فكرة كاملة عن الإسلام
    وقد عرف طه حسين في الأزهر دروس الأدب ولم يقبل على دروس الفقه والعقائد
    وسرعان ما ضاق صدره بالأساتذة لأنه لم يصبر على دقائق المسائل وضل الخلاف يتسع بينه وبين مشايخه حتى أغلق الباب بينه وبينهم واحداً واحداً ولقد ساء ضنه بالأزهر وشيوخه الذين أعرضوا عنه لسوء بادرته وجفوته لهم وقد تأثر بالمستشرقين في الغض من شأن المشايخ وإحراجهم بالأسئلة المضللة والرد عليهم في عنف وفي سخرية وذالك كله وارد في كتابه الأيام
    وسوء موقفه من أساتذته واضح لا ريب فيه بأكثر من صورة وحادثة ولعل هذه الجفوة هي التي دفعت أساتذته إلى إحراجه في امتحان العالمية حين عجز عن الإجابة على سؤال يسير ]

    ويذكر الأستاذ أنور ما قاله الدكتور محمد غلاب : إن التاريخ يسجل بالخط العريض أن الدكتور تقدم لامتحان الشهادة النهائية ( العالمية) ظناً أنه على كل شيء من العلم فلما جاء أمام لجنة الامتحان وسئل ونوقش أخفق إخفاقاً لم يشهد التاريخ مثله فنكص على عقبه وخرج لا يلوي على شيء ولا يزال الذين تقدم للامتحان بين أيديهم أحيا يرزقون ومن ذالك الوقت أخذ يحارب الأزهر

    ولما كتب الدكتور طه حسين يبرر تركه للأزهر بقوله ( وشعرنا نحن تلاميذ الشيخ المرصفي أن طرق الأزهر عتيقة وشعرت أن الأزهر لم يعد يشبع ما في نفسي من الأغراض الأدبية فتركته والتحقت بالجامعة )
    فيرد عليه الأستاذ حسن الشقرا فيقول ( ومن هنا يفهم القارئ أن السر في إخراج الدكتور طه من الأزهر عدم كفاية الأزهر لسد مطامعه الأدبية وهذا كذب صراح على التاريخ وجرأة مفضوحة على الحق والتاريخ يسجل بالخط العريض أن الدكتور تقدم للامتحان في الشهادة العالمية فلما جاء أمام اللجنة وسئل ونوقش أخفق أخفاقاً لم يشهد التاريخ مثله فنكص على عقبه وخرج ومنذ ذالك الوقت أخذ يحارب الأزهر ويغض من قدر أساطين المسلمين )

    يقول الأستاذ أنور الجندي [ وقد أشار طه حسين في أحاديثه التي أفاض فيها أواخر حياته إلى مسألة إسقاطه في امتحان العالمية وقال لأن شيخ الأزهر سليم البشري طلب إلى اللجنة أن تسقطني في الامتحان ومصدر ذالك أني هجوته بشعر نشر في الصحف ]
    ويدحض الأستاذ أنور الجندي قول الدكتور طه حسين قائلاً [ ولكن الذين يعرفون الوقائع يشهدون بأن طه حسين سئل عن شيء صغير مما يعرفه الطلاب في أوائل الدراسة الأزهرية فعجز عنه ]

    صنع في فرنسا
    ترك طه حسين الأزهر إلى الجامعة المصرية القديمة من عام 1908 م إلى عام 1714 م وتقدم برسالته عن ذكرى أبي العلاء وهي أول رسالة دكتوراه في الجامعة المصرية القديمة .
    ثم سافر إلى أوربا والتحق بجامعة مونبليه ودرس الأدب الفرنسي واللغات الفرنسية واليونانية واللاتينية ثم عاد إلى مصر فأقام بها فترة ثم عاد إلى جامعة باريس حيث حصل على الليسانس سنة 1916 م وأحرز الدكتوراه عن أبن خلدون عام 1917 م
    ثم عاد إلى القاهرة .
    يقول الأستاذ أنور الجندي [ نعم كان للرحلة إلى أوربا أثرها البعيد والعميق في التكوين الثقافي والاجتماعي لطه حسين حتى يمكن أن يقال أنها خلقته خلقاً جديداً وأسلمته ولاء جديداً ضل مؤمناً به مدافعاً عنه إلى أن غرغرة الروح .
    ولقد أنتجت الرحلة إلى أوربا آثاراً متعددة أهمها
    1- الاتصال ببيئات المستشرقين وتبني مفاهيمهم ومعطياتهم وقد بلغ الدكتور طه حسين في هذا الاتجاه مبلغاً جعل الناس تضن أنه واحد من المستشرقين وكان يقول أنه ورث عقلاً يونانياً عن أجداده القدامى !!!
    كان يشير دائماً بشيء من الرضا إلى ما كان يقال من أنه سفير فرنسا في مصر أو سفير الثقافة اللاتينية ( اليونانية الوثنية والفرنسية العلمانية ) في البلاد العربية

    2- الإعجاب بفرنسا والولاء لها وهو إعجاب وولاء يصل به إلى أن يرجح كفتها على حقوق أمته ويقف مع فرنسا مدافعاً بينما تضرب بقنابلها دمشق ويهاجم المجاهدين في المغرب ويصفهم بالبداوة
    3- التأثر الشديد بثقافة الثورة الفرنسية ومطامعها بينما الثورة الفرنسية هي عمل اليهودية العالمية للسيطرة على المجتمع الأوربي والفكر الغربي ويبدو ذالك واضحاً في إعجابه بفولتير وديدرو وروسو وغيرهم
    4- أتساع الخصومة مع الفكر الإسلامي والأزهر وذالك من طبيعة الأمور حيث لم يدع ميداناً للإسلام فيه رأي إلا قال فيه رأي الاستشراف وأثار شبهاته ودفع الناس دفعاً إلى الدخول في بوتقة التغريب وقد بلغ ذالك أقصى مدى حين دعا إلى الأخذ بالحضارة الأوربية خيرها وشرها حلوها ومرها وما يحمد منها وما يعاب
    5- بعث الأدب الشعوبي والفكر الباطني والوثني والمجوسي القديم وذالك من طبيعة الهدف الذي حمل لواءه ومن شأن الأمانة التي حملها للتغريب والغزو الثقافي ]
    ويضيف الأستاذ أنور الجندي بقوله [ لقد ذهب أحمد حسن الزيات ومصطفى عبدالرزاق وزكي مبارك ولكنهم لم يجدوا من العناية ما وجده طه حسين .
    أما الزيات فقد كانت أمانته للأدب العربي ولأمته قوية وعميقة ، أما مصطفى عبدالرزاق كان لا يزال يحتفظ بباريس بعمامته بينما ألقى طه حسين عمامته في البحر بعد قيام السفينة في مشهد درامي مثير وأهدى قفطانه إلى راقصة فرنسية!!!
    أما زكي مبارك فقد عارض منهجهم في رسالته وأصر على رأيه وتابعهم في القليل وخالفهم في أمر اللغة العربية أما طه حسين فقد استجاب لهم استجابة كاملة حتى قال ماسينون إننا حين نقرأ طه حسين نقول هذه بضاعتنا ردت إلينا )

    لقد عرف طه حسين طلائع المستشرقين في الجامعة المصرية القديمة ثم ألقى بنفسه في أحضانهم عندما سافر إلى فرنسا للدراسة بها في الفترة مابين 1914 م إلى 1919 م حيث تتلمذ على أيديهم .
    فقد تتلمذ طه حسين على ( نيلينو ) و ( جويدى ) و ( دور كايم ) و ( كازنوفا ) الذي كانت له صلات بدوائر الاستعمار وله اتصال بالكنيسة .
    دور كايم وكازنوفا وماسينيون عملوا على صياغة فكر طه حسين ليكون غربياً خالصاً وصاغته البيئة الاجتماعية من الناحية الأخرى على نحو جعل أمانته للغرب ولفرنسا أكبر من أمانته للعرب وللإسلام بل جعلته يقدم بلاده للغرب لتكون تابعة في الفكر ضناً منه أن ذالك قد يحررها من الاستعمار السياسي والعسكري بينما هو بما قدم إنما استهدف أن يصهر أمته وفكرها في بوتقة الغرب احتواء وتبعية ]
    ويعترف طه حسين نفسه بتأثره بالمستشرقين فيقول :
    تأثري بالمستشرقين شديدا جداً ولكن لا بآرائهم بل بمناهجهم في البحث .
    ويعلق الأستاذ أنور الجندي على هذا بقوله [ وتكشف هذه الدراسة أن طه حسين تأثر بآرائهم وتابعها بالرغم من معارضتها للحقائق التاريخية والعلمية الأصلية
    لقد تابع طه حسين ( دوركايم ) في رأيه بابن خلدون استهانة وانتقاصاً وتابع ( كازنوفا ) في مفهومه للقرآن وتفسيره
    ومن العجب أن طه حسين يقول ( إنه لم يفهم القرآن في الأزهر وفهمه في فرنسا على كازنوفا )
    ويكاد طه حسين في كل أعماله الكبرى أن يكون خاضعاً للاستشراق متأثراً به تابعاً له معلياً من قدره متحدثاً عن فضله على الأدب العربي والفكر الإسلامي )
    ويمكن القول بأن طه حسين لم يترك فرصة تمر دون أن يشيد بالمستشرقين ولا يحلو له أن يعرض لموضوع أياً كان دون أن يشير إلى الاستشراق بالتمجيد والمتابعة دون تحرج أو تحرز أو حياء من الإحساس الذي ينشأ عند قارئه إزاء تبعيته وعبوديته وولائه الشديد للفكر الوافد
    وقد سعى المستشرقون إلى إلحاق طه حسين بكل مؤتمراتهم وكانوا فرحين به لأنه كان يأخذ خططهم فينفذها ويقدم لهم من التقارير ما يرضيهم
    وعن طريق هؤلاء تشكلت في نفس طه حسين وعقله وأعماقه تلك العقيدة التي عاش متحمساً لها ومدافعاً عنها وحفياً بها وهي الوفاء للفكر الغربي ولفرنسا وللفكر اليوناني
    يقول الأب ( كمال قلته ) في رسالته عن طه حسين وأثر الثقافة الفرنسية في أدبه :
    ( أن الفكر الفرنسي بالنسبة لطه حسين أكثر من مدرسة أو من معين لقد كان جزءاً من حياته وجزءاً من إنتاجه حتى تكاد تحسب من خلال قراءة ما كتبه عن فرنسا وعن أرجاء فرنسا وعن تاريخ فرنسا ما يقنعك بأن هذا الأثر لا ينتجه إلا من كان فرنسياً فكراً وثقافة وإحساساً فعلاقته بالفكر الفرنسي ليست علاقة أخذ فقط
    البيئة الفرنسية كثقافة فيها فلسفة إنسانية هي امتداد للفلسفات اليونانية واللاتينية بل لعلها هي ميراث هاتين الفلسفتين
    هذه البيئة الفرنسية هي أهم ما أثر طه حسين الفكرية
    وفلسفته تنصب في ظني على غاية أساسية ، يخلق من مصر امتداداً لأوربا وللثقافة الغربية وفرنسا بالذات لقد كان يود من صميم قلبه أن تقوم في مصر حضارة ورقي كما في أوربا وخاصة فرنسا )

    ويقول الدكتور طه حسين نفسه ( كل شيء في فرنسا يعجبني ويرضيني خير فرنسا وشرها وحلو فرنسا ومرها نعيم فرنسا وبؤسها كل ذالك يروقني ويلذني وتطمئن إليه نفسي اطمئناناً غريباً أني لأحس نفسي تسبق القطار ، إلى باريس على سرعة القطار )

    يقول الأستاذ أنور الجندي [ولطه حسين تبعية سياسية بالنسبة للاستعمار في سوريا ولبنان كما في المغرب يصور هذا خليل تقي الدين فيشير إلى أنه بعد أن أوقعت فرنسا عدوانها على سوريا ولبنان ويوم عقدت الجامعة العربية دورتها الطارئة لمواجهة هذا الحدث أوائل يونيه سنة 1945 م وقد وفدت وفود البلدان العربية إلى مصر ومن بينها وفدان يمثلان سوريا ولبنان يحملان إلى مجلس الجامعة أماني بلدين مناضلين في سبيل استقلالهما وسيادتهما وقد خلفا وراءهما مدناً هدمتها مدافع الفرنسيين وقبور ملئت بشهداء جشع الاستعمار وإذا بالدكتور طه حسين عميد الأدب العربي الكبير يطالع العربية بمقالات كالأنهر طولاً والتواء يحاول فيها أن يدافع عن سياسة ديجول تحت ستار الأدب والفن
    وقيل لنا لا تؤاخذوه تلك أحقاد رجل أقصته السياسة عن الوظيفة وقال آخرون ما دخلت السياسة شيئاً إلا أفسدته أما نحن فلا ندري ما نقول

    ويضيف الأستاذ أنور الجندي [ أن طه حسين لم يكتب منذ احتلال الصهيونية لفلسطين مقالاً واحداً حتى أنقضى أجله .



    نكمل مع الأستاذ أنور الجندي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: الحضارة التي يتباهون بها ...!
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-18-2016, 10:43 AM
  2. زنديق لندن يصدر كتاب جديد أسماه " الفاحشة الوجه الآخر لعائشة "
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-20-2011, 02:27 PM
  3. هل الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني ؟؟؟؟
    بواسطة فتيات الحقيقة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-13-2010, 06:14 PM
  4. الويل الويل
    بواسطة متروي في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-26-2008, 10:05 PM
  5. الوجه الآخر للدكتور طه حسين
    بواسطة قاهر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 06-15-2005, 11:15 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء