صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 27 من 27

الموضوع: الوجه الآخر للدكتور طه حسين

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر
    شكراً أخي أبو إبراهيم
    الواجب علينا المساهمة في نشر تلك الجهود المباركة التي تصدت له ولفكره البغيض
    وللأسف أن أمثاله كثر ومنهم من تلبس برداء الدين مثل الشيخ محمد عبده
    لذالك الواجب تعرية هذه الشخصيات التي أتخذت لها مكاناً بارزاً من تاريخ أمتنا الغالية
    بعد قولك هذا حق لى ان اطمع فى مشاركتك معى سلسلتى البسيطة لكشف الشخصيات

    http://70.84.212.52/vb/forumdisplay.php?f=2
    التعديل الأخير تم 04-12-2005 الساعة 04:07 PM

  2. افتراضي

    لك ذالك أخي حازم
    وأتمنى نقل الموضوع كاملاً إلى سلسلة كشف الشخصيات

  3. افتراضي

    ( 8 - ؟ )
    في الفصل الأول من كتاب (محاكمة فكر طه حسين ) للأستاذ أنور الجندي وتحت عنوان [ منهج الدراسة الأدبية عند الدكتور طه حسين ] بين أن منهج الدراسة الأدبية عند طه حسين يتضح في عناصر أساسية أهمها :
    1- اعتماد المنهج التجريبي على الإنسانيات ودراسة الإنسان كما يدرس النبات وترتيب الشخصيات الإنسانية فيما بينها على نحو ما يصنع علماء النبات في ترتيب الفصائل النباتية المختلفة ( على النحو الذي سلكه الناقد الفرنسي سانت بيف )
    2- لا اعتبار للفرد أساساً : وإنما الفرد أثر من آثار الأمة التي نشأ فيها ومن آثار الجنس لذي نشأ فيه وأن أخلاقه وعاداته وملكاته هي نتيجة للمؤثرين الذين تخضع لهما :
    المكان وما يتصل به من حالة الإقليم والجغرافيا
    الزمان وما يستتبع من الأحداث المختلفة سياسية أو اقتصادية

    فالكاتب والشاعر من آثار الجنس أو البيئة والزمان وعن المؤثرات التي أحدثتها هذه العوامل بصدر الكاتب فيما كتب أو نظم (مفهوم الناقد الفرنسي تين )
    3- إخضاع فنون الأدب لنظريات النشوء والارتقاء والتطور خضوع الكائن الحي ( نظرية الناقد برونتر )
    يقول الدكتور سامي الدروبي : [ إن منهج الدكتور طه حسين في النقد الأدبي هو المنهج الاجتماعي :
    منهج مدرسة الاجتماع الفرنسية وإعلامها من أمثال ( دور كيم وليفي بريل) لا يغنون بالأدب إلا كمرآة تلمع ]

    وهذه الأسس التي اعتمدها طه حسين منهجاً له مدحوضة فاسدة لعدة أمور :
    الأول : إخضاع الإنسان والعلوم الإنسانية للعلم الطبيعي
    الثاني : تجاهل العناصر التي يتكون منها الكيان الإنساني وقصرها على الجوانب المادية وحدها وحجب عناصر العواطف والمعنويات والروحانيات وأثرها البالغ على تصرفات الإنسان
    الثالث إنكار إرادة الإنسان ومسئوليته الفردية وإخضاعه لجبرية جماعية لا تعفيه من المسئولية والالتزام الأخلاقي
    الرابع : إدخال الأدب والعلوم الإنسانية في دائرة الفلسفة المادية الخاضعة لمفهوم الطبيعة التي لا تعترف بالخالق ولا تخضع له
    الخامس : فصل الأدب عن الفكر ومنحه حرية مرفوضة للاندفاع نحو تصوير الغايات الشاذة والجنسية والإباحية وإنكار أخلاقيات الأدب والحياة والارتباط بالمفهوم العام الأصيل الجامع
    السادس : فتح الطريق إلى الأهواء التي يخضع لها الكاتب والناقد والتي من شأنها أن تصدر أحكاماً جائرة وفاسدة

    وقد رأى طه حسين أن مذهبه الذب نقله من الأدب الفرنسي مع استمرار الزمن لم يعد صالحاً لعدة أسباب
    1- أن التطبيق جرى في بيئة مختلفة تمام الاختلاف مع أدب له ذاتيته الخاصة التي شكلتها عقيدته وقيمه التي تختلف عن الأدب الفرنسي
    2- ولذالك فأنه كان دائماً يحاول الإضافة إليه والحذف منه في سبيل المواءمة مع النظريات المختلفة التي يطرحها العلم والفلسفة والتي يتكشف تغايرها واضطرابها لأنها ليست حقائق علمية بقدر ماهي فرضيات قابلة للصحة والخطأ
    هذا فضلاً عن الاختلاف العميق الواسع بين مفاهيم الأدب العربي الذي صنعه الإسلام الذي يتميز
    أولاً : بالربط بين القيم ويجعل الأدب جزء من الفكر الإسلامي
    ثانياً : يتميز بالتكافل الجامع بين قيم الروح والمادة والنفس والجسم والدنيا والآخرة

    وطه حسين في كل ما كتب لم يستطع أن يتخلص من الهوى ولم يستطع أن يقدم نقداً علمياً خالصاً ، ومواقفه من المعري والمتنبي في القديم وأحمد أمين ومصطفى الرافعي في الحديث تؤكد ذالك
    والأخطر من هذا كله أن طه حسين لم يكن تخصصه في الأدب وإنما هو قد درس التاريخ الروماني في باريس
    ولكنه حين كلف بتدريس الأدب العربي في الجامعة تكشف أمره عن عجز كبير ، لم يستره إلا السطو على مؤلفات المستشرقين
    ولعل أقرب الناس إليه فهماً هو تلميذه زكي مبارك الذي صحبه سنوات طويلة ين يقول :
    [ني أراه قليل ا لصلاحية للأستاذية في الأدب العربي لأن اطلاعه على الأدب ضئيل جداً ويعرف أني أشهد له بالبراعة في تأليف الحكايات
    أن من العجب في مصر بلد الأعاجيب أن يكون طه حسين أستاذ الأدب العربي في الجامعة المصرية وهو لم يقرأ غير فصول من كتاب الأغاني وفصول من سيرة ابن هشام ، أن كلية الآداب ستؤدي حسابها أمام التاريخ يوم يقول الناس أن أستاذية الأدب العربي كانت هينة إلى هذا الحد
    وطه حسين يشهد بنفسه بصدق ما أقول . أن الأستاذية في الأدب العربي عبء ثقيل لا ينهض به إلا الأقلون ، وهي تفرض الاطلاع الشامل على خير ما أبدع العرب في خمسة عشر قرناً وهي تفرض البصر الثاقب بأصول الأساليب وهي تفرض الفناء المطلق في التعرف إلى فحول الكتاب والخطباء ، وطه حسين ليس من كل أولئك في قليل أو كثير ]
    هذا رأي زكي مبارك في طه حسين وهو رأي على كل معرفة واسعة عميقة مهما صحب إعلان هذا الرأي من تفجر الخلاف بينهما
    ويقول زكي مبارك في بحث آخر بتاريخ 17 مارس سنة 1933 م في صحيفة البلاغ :
    [ لقد صحبت هذا الباحث عشر سنين كانت خير ما مر بي من طيبات الحياة وعشنا معاً أياماً فيها الحلو والمر والشهد وجمعت بيننا ذكريات لا يجحدها ألا لئيم ، لقد كتبت للبلاغ كلمة مسموعة عن الأغلاط الثلاثة التي وقعت في محاضرته عن شعر البحتري ، وأراني مع الأسف الموجع عائداً إليه اليوم ، ولقد لا حضنا أن الدكتور لم يدرس ديوان البحتري حق الدرس ، هذا الكسل خطر جداً على مركز رجل كالدكتور طه حسين ، فإن ديوان البحتري يقع في نحو ثمان مائة صفحة ولم يخرج القصائد التي عرض لنقدها على الصفحات الأولى من ذالك الديوان ، هذه الطريقة السطحية في وزن أقدار الشعراء لا تليق برجل كان رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب ، ولو تصفح الدكتور ديوان البحتري كله لكان له رأي في شعره غير رأيه الذي انتهى إليه من الوقوف عند المعاني والألفاظ
    وعذر الدكتور أنه لم يقصد من تلك المحاضرات إلى الاستقصاء وإنما هي ساعة يتحدث فيها عن شاعر فيلهي سامعيه بجولات سريعة ، ولقد ظلم الدكتور شعر البحتري ظلماً شديداً ومصدر هذا الظلم أنه وقف في نقده عند الطريقة العتيقة في النقد فأخذ يمتحن شعره بيتاً بيتاً
    وكنا نحب أن يذهب في نقد الشعر مذهب تلميذه صاحب نظرية الصور الشعرية فإن ذالك المذهب أصلح المذاهب لوزن قصائد الشعراء وهو مذهب يعتمد على نقد الغرض لا نقد المعنى ، واهم الجوانب في شعر البحتري هو الوصف ، وقد أغفل الدكتور هذا الجانب إغفالاً تاماً ولم يشر إليه بكلمة واحدة ، ولا أدري كيف يتحدث الباحث عن شعر البحتري ويغفل أهم ميزة من مميزات ذالك الشاعر ، فليت الدكتور يعود إلى البحتري فينصفه ]
    وقد أوغل الدكتور طه حسين في هذا الهوى أكثر و أكثر
    ذالك أنه ما إن كتب زكي مبارك يقول ((( الدكتور طه حسين يغلط خمس مرات فقط في محاضرة واحدة ))) حتى يعمد طه حسين إلى هذه الأغلاط فيشكلها في كتابه الذي نشرت فيه المحاضرة
    ويقول زكي مبارك له ((( كأنك لا تعبأ بأي نقد يوجه إليك فما الذي كان يمنع من تدارك هذه الأغلاط )))
    ويروي زكي مبارك حادثاً آخر يؤكد هذه الوجهة الخاطئة :
    حدث في صيف 1929 م أن أنكرت على أن اتخذ شواهد لتطور النثر الفني من رسائل عبدالحميد بن يحيى وقلت لي :
    إن عبدالحميد بن يحيى شخصية خرافية كشخصية امرئ القيس ، وكانت حجتك أن عبدالحميد ابن يحيى لم يرد أسمه في مؤلفات الجاحظ فرجعت إليك بعد أيام وأخبرتك أن الجاحظ تكلم عن عبدالحميد ابن يحيى مرات كثيرة فلم تجب بحرف واحد
    ثم ألقيت وأنا في باريس محاضرة قلت فيها :
    ( إن عبدالحميد ابن يحيى أخذ أشياء من أدب اليونان وفاتك أن ينص على أسم الرجل الذي أقنعك بأنه لم يكن شخصية خرافية )

    وهذا مغمز لآخر في افتراق طه حسين عن المنهج
    ويمضي زكي مبارك في كشف هذا الجانب من شخصية طه حسين قائلاً :
    [الرجل يعيش في أبحاثه عيش الحيران ينقض اليوم ما أبرم في الأمس ، لأنه لا يصدر في أبحاثه إلا عن المصادفات ولم يتفق له أن يشغل نفسه شغلاً جدياً بعمل مفيد ، وهو يختطف كل ما يراه في طريقه من الآراء ولا سيما الآراء التي تصله من بلد بعيد ويستطيع أن يجزم بأنه لا يتشيع لأي فكرة إلا وهو فيها تبع لشخصية يتوهم فيها أنها مستورة عن الناس ، ولكنه في هذا سئ الحظ ففي مصر رجل يعرفه كما يعرف نفسه ، وهذا الرجل صحب المستشرقين أكبر مما صحب وهو يعرف من أقوالهم أكثر مما يعرف فليس بغريب أن نرى الدكتور طه مطوقاً بتهمة السرقة الأدبية في أغلب ما ينشره من آراء .
    منذ سنين حاول أن يثبت أن العرب لم يكن لهم نثر فني أنهم لم يجيدوا الإنشاء إلا حين اتصلوا بالفرس وأن أول كاتب في اللغة العربية هو ابن المقفع الفارسي الأصل ، نشر هذا الكلام في مجلة المقتطف وسرقه من المسيو مرسيه فكشف هذه السرقة في ترفق فغضب الرجل وأسرها في نفسه
    والحق أن الدكتور طه حسين كان يأمن عواقب هذه السرقة الأدبية لأن كلام مسيو مرسيه كان قد نشر من زمان في مجلة مجهولة يندر أن يهتم بها المصريون ، وهي المجلة الإفريقية التي تصدر بالفرنسية في مدينة الجزائر ولكن الله هداني إلى تلك المجلة فكشفت بها سر سرقة ذالك الأستاذ الأمين .
    ماذا حدث بعد ذالك أخذ الدكتور يتراجع ويتقهقر في انتظام بديع وقد تنبه الدكتور طه إلى أن الشعوبية كان لهم دخل في تقديم الفرس على العرب ، ولو أنه شاء أن يفهم لعرف أن الشعوبية لا يزالون أحياء وأن لهم بقية تعيش في القرن العشرين ، ومن بقايا الشعوبية في القرن العشرين مسيو مرسيه الذي يقول :
    بأن العرب لم يكونوا يعرفون النثر في الجاهلية ولا في صدر الإسلام وأن التفكير المنظم لم يجيئهم إلا عن طريق الفرس وأن أول كاتب في اللغة العربية هو ابن المقفع الفارسي الأصل ، وأنت يا دكتور طه شعوبي مقلد ... ]

    وهكذا نجد أن الدكتور طه حسين لا يثبت أساساً على رأي ، فهو في موضع معين لإرضاء قوم معينين يثبت أن الفرس هم أصحاب الفضل على العرب ، وفي موضع ثاني يدعي أن اليونان هم أصحاب الفضل .
    المهم أن العرب عنده مدانون مقهورون ولو شاء أن يبتغي طريق الحق لعرف أولية العرب في هذه الفنون وفضلهم الذي استمدوه أساساً من القرآن الكريم .
    ويقول زكي مبارك :
    [ أن مذهب إليه مرسيه وتبعه طه حسين من جهل العرب للنثر الفني حتى ظهر عبدالحميد وابن المقفع ، هو خطا فليس صحيحاً أن العرب لم يكونوا يعرفون من النثر غير الخطب وأسجاع الكهان والأمثال ، ولقد كان العرب كلفين بروعة التعبير ولتعرفنهم في لحن القول
    ولهذا كانت معجزة النبي صلى الله وسلم من جنس ما تميزوا به وهو بلاغة المنطق وروعة التعبير وسحر البيان ، نعم كان
    القرآن الكريم هو المعجزة العظمى ، هو البيان الذي شد العرب فتطامنوا لبلاغته ، فالقرآن هو ذروة البيان العربي وقد نزل بلسان عربي مبين كما يصفه الله تعالى ]

    ولأن طه حسين لم يتشكل في ضوء بلاغة القرآن الكريم ولم يعرف أبعادها وآثارها في الأدب العربي والفكر الإسلامي أساساً
    وإنما عرف منهج الغرب في نقد الأدب العربي والفكر الإسلامي ، وهو المنهج القائم على أساس الإثبات بكل الوسائل إنهما متأثران بالفكر اليوناني والفارسي فإنه لم يستطع أن يعرف كيف يواجه التراث الإسلامي مواجهة حقيقية أصيلة
    فقد خدع بنظرية المستشرقين التي تقول :
    أن الفكر الإسلامي تأثر بالأدب اليوناني القديم فلا بأس أن يتأثر الفكر الإسلامي في الحديث بالفكر الغربي وهي مسألة خاطئة الأساس لأن المسلمين لم يقبلوا الفكر اليوناني والفارسي وكل ما يتصل بالمجوسية والفلسفة الغنوصية والتصوف الفلسفي
    كل هذا رفضه الفكر الإسلامي وقاومه وحلله ودحضه وكشف زيفه
    ولقد جاءت الدراسات في مواجهة التحدي الذي قام به طه حسين من غير تعرف على أبعاد الدعوى التي حملها بغير دليل لتكشف هذا الزيف وفي مقدمتها دراسة الشيخ مصطفى عبدالرزاق ومحمود الخضري وعلى أوسع نطاق الدكتور علي سامي النشار .
    وللدكتور طه حسين مقولة لم تلقى قبولاً وتلك هي قوله أن الشعر ظهر قبل النثر
    وكيف يقال هذا والنثر سجية والشعر صناعة
    وكذالك قوله أن أول عهد العرب بالبيان هو زمن الجاحظ وهي مقولة من ينكر على العرب بلاغتهم وبيانهم


    نكمل مع أستاذنا أنور الجندي

  4. افتراضي

    ( 9 - ؟ )

    لقد انطلق طه حسين في مصر قبل أن يذهب إلى الغرب من نظرية الجبرية التاريخية في رسالة عن أبي العلاء ، وبما سمعه من نلينو ، فلما ذهب إلى الغرب درس نظريات سانت نيف وأبيوليت سكين وحول ليمتر وهم قادة النقد في المدرسة الفرنسية وإلى جوارهم مدرسة العلوم الاجتماعية وقائدها دور كايم وزملاؤه ، ولاشك أن عرض نلينو لتاريخ الآداب العربية فيه كثير من الغمط والظلم وفيه تعصب وحقد على الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام والقرآن فقد أغفل شعراء المدينة الذين مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم مثل كعب ابن مالك وعبدالله ابن رواحه وكذالك شعراء المهاجرين والنساء الشواعر المسلمات وأهمل كثرة الشعراء في مكة والطائف
    وكل هذا يوحي بأمر واحد هو أنهم حاولوا إخضاع الأدب العربي والقرآن لمناهج الأدب الغربي وروحه الأساسية القائمة على المادية أساساً وعلى المسيحية ثانياً وعلى استعلاء الغرب المستعمر على العرب والمسلمين ، ومن هنا لابد أن يوضع أدبهم في موضع الانتقاص
    وهذا منهج سار فيه طه حسين وزكي مبارك وغيرهم بلا استثناء مع اختلاف قليل في هذه النظرية أو تلك ، ومن ذالك نظرية زكي مبارك بأن القرآن أثر جاهلي وأن العرب في الجاهلية كانت لهم نهضة علمية وأدبية وسياسية كان الإسلام تاجاً لها وهو ما دحضه فريد وجدي وغيره
    وقد حرص الدكتور طه حسين لضعف مراجعه وعدم صبره على البحث وعجزه عن فهم النصوص ، ولظروفه الخاصة أن يعتصم بمذهب قوامه الذوق بدعوى أن الذوق أصبح في العصر الحديث علماً وقد لقي هذا المذهب انتقاداً شديداً وكشف عن قصور بالغ في مجال الدراسة ووصفه العقاد بأنه مذهب لا صلاحية له
    يقول العقاد [ أن النقد الذي لا مقياس له غير ذوق صاحبه ولا غاية له إلا أن يخرج بك من الكتاب بأثر يدعيه ولا يقبل المحاسبة فيه إنما هو ثرثرة لا خير فيها وكثيراً ما ذكرتني طريقة هذه الطائفة الناقدة بخطابة جحا حين قيل له :
    كم عدد نجوم السماء ؟
    فقال لهم : عدد شعر رأسي
    فقالوا له هذا غير صحيح وعليك البرهان
    قال : لا بل صحيح وعليكم أنتم البرهان عدوا النجوم وعدوا شعر رأسي وبينوا لي الفرق بين العددين إن كنتم صادقين ]


    ولقد حاول طه حسين بادعاء عريض أن يدعي ما قدمه هو المنهج العلمي وكلمة المنهج العلمي كلمة فضفاضة مضللة لأنها لا تقوم على أساس صحيح فعلى أساسها أنكر طه حسين وجود إبراهيم وإسماعيل برغم من ذكرهما في القرآن الكريم والتوراة
    وفي مجال دعوى العلم أنكر نزول الأديان حين قال :
    إنها خرجت من الأرض كما خرجت الحياة نفسها ، والحقيقة أن هذا ليس هو العلم و إنما هذه الفلسفة المادية التي أدعى أصحابها أنهم أقاموها على أساس العلم ، بينما تغيرت المفاهيم بعد ذالك ولم تعد كلمة العلم تطلق إلا على العلم التجريبي وحده

    وقد أدعى طه حسين المنهج العلمي في رسالة أبي العلاء المعري التي أقامها على مفهوم مادي فلسفي يرى أن الإنسان أثر من أثار البيئة لا يكاد يفترق عن الحيوانات والنباتات في انتفاء الحول وانعدام الإرادة
    فهل يقر الفكر الإسلامي بتلك الجبرية الضالة وكيف يمكن أن يقوم الإنسان وهو صاحب الإرادة الحرة التي يتصرف بها ويمتلكها ويسأل عنها أن يوضع في صف الحيوانات و النبات ، الحقيقة أن هذا المذهب كان أثراً من آثار عملية النشوء والارتقاء التي حاولت النزول بالإنسان عن مكانته الحقيقية وشبهته بالحيوان ، ثم جاءت الفلسفات المادية لتجعله غير مسئول عن شيء ، ونما هو تابع للمجتمعات وواقع تحت رحمة القوى المحيطة به وأنه نتاج الوراثة والبيئة وهذا ما يرفضه الإسلام رفضاً تاماً ، وقد تحولت المذاهب عن ذالك من بعد وأعلنت أن العلوم الإنسانية لا يمكن أن تدرس بأسلوب العلوم التجريبية ، ومعنى هذا أن نظرية طه حسين سقطت سقوطاً ذريعاً وأن كل ما كتب في ضوئها من رسائل فقد طبقه على :
    ابن خلدون : طه حسين
    الأخلاق عند الغزالي : زكي مبارك
    عصر المأمون : أحمد فريد الرفاعي
    كانت قائمة على أساس باطل زائف

    والحقيقة الأخرى أن الأستاذ صادق الرافعي قد كشف في كتابه عن الأدب العربي عن علم الرواية عند العرب وأوضح حدوده ، بحيث لا يخرج المنهج الحديث في دراسة النص عنه
    وقد حمل عليهم الرافعي حملة شعواء ورماهم بالقصور والتقصير وقال أنهم تنكبوا طريق العرب في الرواية والحفظ
    وأن ما قبل من أن ديكارت قد أعلنه عن منهج الشك في طريق الأيمان وليس الشك الفلسفي الزائف قد تبين أنه مأخوذ من رسالة ( المنقذ من الضلال ) للأمام الغزالي ، وأن الأستاذ محمد فريد وجدي كشف عن زيف مذهب النشوء والارتقاء قبل أن تجئ الحفريات الأخيرة التي زيفت ما خاض فيه الماديون خلال مائة عام
    وقد تأثر بمذهب النشوء والارتقاء جورجي زيدان وشبلي سمئل والزهاوي والعقاد وأحمد أمين وسلامة موسى وكثيرون
    ومن ثم فقد كان واضحاً أن ما قدمه طه حسين تحت أسم العلم والمنهج العلمي ليس إلا الفلسفة المادية الوضيعة ، ومفاهيم مدرسة العلوم الاجتماعية التي قام عليها أصدقاؤه اليهود ( دور كايم وليفي بريل ) وأنها كانت محاولة لإخضاع الأدب العربي والفكر الإسلامي للتفسير المادي الوثني للتاريخ

    ومن ناحية أخرى فإن الدكتور طه حسين حريص على أن يعقد كل أبحاثه في مجال الأدب العربي والفكر الإسلامي على مجموعة من الأباطيل والأضاليل يرددها دائماً ويلوكها حتى تثبت في أذهان تلاميذه ومستمعيه :

    أولاً : : أن البيان العربي مكون من ثلاثة عناصر أحدهما الفارسي ( وهو الذي يمثل البلاغة والظرف في القول والهيئة ) والعنصر اليوناني المؤهل بالمعاني الخاصة من حيث دقتها والعلاقة بينها وبين الألفاظ ، والعنصر العربي أي أن البيان العربي ليس بياناً عربياً خالصاً مستمداً من القرآن

    ثانياً : الادعاء بأثر هليني واضح في الأدب والكلام وأن عبدالقادر الجرجاني هو تلميذ أرسطو

    ثالثاً : أن أرسطو هو المعلم الأول للمسلمين ليس في الفلسفة وحدها ولكنه إلى جانب ذالك معلماً في علم البيان

    وهذه الادعاءات الثلاث باطلة بطلاناً تاماً

    رابعاً : الإشادة بفضل المستشرقين على الأدب والفكر وعلى أمثاله حتى أنه ليرى أنه لم يفهم القرآن إلا من كازنوفا ، ولم يفهم الأدب إلا من نلينو


    وفي الفصل الثاني من كتاب الأستاذ أنور الجندي ( محاكمة فكر طه حسين ) وبعنوان الأدب العربي - تاريخه ونقده
    بقول :
    تولى الدكتور طه حسين تدريس الأدب العربي في كلية الآداب بالجامعة المصرية في أول إنشائها عام 1925 م وكان من قبل في الجامعة القديمة - بعد عودته من أوربا عام 1919 م يدرس تاريخ اليونان والرومان وهي المادة التي درسها في فرنسا ولذالك فقد كان العمل في ميدان الأدب جديداً عليه ولم تكن لديه الأدوات الحقيقية لهذه المادة ، ومن هنا كانت كبواته وأخطاؤه ومناقصه ، وهذا القول وأن بدأ متجهماً فإنها الحقيقة التي شهد بها كثير من تلاميذه وزملائه والدارسين في مجال الأدب العربي في الجامعة ودار العلوم والأزهر ، ومن أجل أن يفرض آراءه فإنه خاصم جماعة الأساتذة الذين كانوا قد سبقوه في هذا المجال وتمكن من أخراجهم من كلية الآداب ومنهم من ذهب إلى دار العلوم أمثال أحمد ضيف ، والدكتور العناني ، ومن ثم فقد خلا له الجو فمضى يقوم برسالته الحقيقية التي كان مكلفاً بها وهي تزييف مفهوم النقد الأدبي وخلق روح السطو وإفساد منهج الكتابة الأدبية وخلق روح من التحلل والإباحة في مدرجات كلية الآداب ( وهذا هو ما شهد به تلميذان من أقرب تلاميذه إليه وهما محمود شاكر ونجيب البهيتي )


    ونحن حين نستعرض آراءه هنا في الأدب العربي نجد ظاهرتين واضحتين :

    الأولى : هي التخبط والانتقال من رأي إلى رأي آخر حسب ما تفرض به الأهواء والظروف كالقول بأن الأدب العربي أخذ من الأدب الفارسي مرة ومن الأدب اليوناني مرة أخرى

    الثانية : الآراء المعروضة كلها مقتبسة من المستشرقين ومنقولة عن أدب آخر له ظروفه وأوضاعه ، وهو الأدب الفرنسي
    وهي نظريات سانت منيف وأبيوليت تين وجول ليمتر ، وهي نظريات تحاكم الإنسان إلى مفهوم مادي ، ولا تؤمن باستقلالية العلوم الإنسانية فهي ترى أن الإنسان خاضع للجنس ولقمة العيش ، ولا ترى له تأثير بأي قيم معنوية أو روحية كما أنه يصدر في تصوره الإنساني كله في عالم الأدب على الجبرية المادية التي خضع لها منذ أول رسالة له عن أبي العلاء فقد أعتمد المذهب المادي في تفسير حياة الرجل
    ومرجع هذا إلى دروس جويدي ونلينو وملبوي وكازنوفا وماسينون ، سواء فيما تلقاه عن بعضهم في الجامعة المصرية القديمة أم في باريس

    ثالثاً : أعطى أهمية كبرى لما أسماه تأثير الوثنية واليهودية والنصرانية على الشعر العربي ( وهو ما ركز عليه طويلاً خدمة للصهيونية العالمية ) وانتهى به إلى نتائج مضللة وهو أن للوثنية واليهودية والنصرانية تأثيراً على الشعر العربي وحاول أن يوجد فضلاً مصطنعاً لليهود على شعراء العرب

    رابعاً : عمد إلى إصدار الحكم على العصر العباسي من قراءة كتاب كالأغاني الذي لم يكن في نظر الباحثين مرجعاً أصيلاً لدراسة العصور الإسلامية ، وإنما هو كتاب ألفه شعوبي معروف جمع فيه أخبار المجان والشعراء والعشاق وأدعى في هذا الحكم على أن هذا العصر عصر فسق وفجور اعتماداً على وجود أمثال أبي نواس وبشار والضحاك ناسباً ومتجاهلاً عشرات من العلماء والحكماء وأهل الفضل

    خامساً : يرى فصل الأدب عن الإسلام ( بوصفه حلاً جامعاً للقيم ) باسم حرية الأدب ودعوته إلى إطلاق الأدب والشعر والفن من قيود الفضيلة وقيم الإسلام فلا يكون على الكاتب والشاعر أو الفنان من حرج في أن يصور الرذيلة كيف يشاء ، وهو مذهب إباحي كان جزءاً من رسالته الإباحية والشعوبية عمد إلى إدخاله إلى الأدب العربي ، ومن خلاله أعلى شأن شعراء المجون والغلمة وقد عمل في هذا المجال عملين :
    1- ابتعاث الشعر الإباحي
    2- ترجمة القصص الجنسي الغربي

    ساساً : نزعته الشعوبية التي جعلته يعلي من شأن أخوان الصفا والملاحدة والشعوبيين ونشر أفكارهم

    سابعاً : دعوته إلى فصل اللغة العربية عن الإسلام بهدف تدمير رابطتها بالقرآن الكريم وإحياء العامية وتطوير النحو

    ثامناً : دعواه بأن البيان العربي نسجت خيوطه من البلاغة العربية في المادة واللغة ومن البلاغة الفارسية في الصورة والهيئة ومن البلاغة اليونانية في وجوب الملأءمة في أجزاء العبارة

    تاسعاً :دعواه إلى دراسة تاريخ الأدب كما يدرس صاحب العلم الطبيعي على الحيوان والنبات


    ومن ثم فإن المنهج الذي رسمه طه حسين لدراسة الأدب العربي يقوم على

    1- خليط من آراء انتقالية متباينة أراد بها أخراج الأدب العربي من أصالته فهو لم ينشئ في دراسة الأدب العربي ونقده ولا في دراسة تاريخه مذهباً عربياً أصيلاً ، وإنما كان تابعاً للمذاهب الغربية فأخذ من دور كايم منهجه في البحث التاريخي وطبقه على ابن خلدون ومن سانت بيف اتجاهه وأبرزه في حديث الأربعاء وأخذ من بلاشير رأيه في المتنبي

    2- أعلى من شأن الأدب اليوناني القديم والفرنسي الحديث وأذاع جوانب معينة منهما تتعلق بالأدب المكشوف والإباحية

    3- استعمل أسلوب الشك والسخرية والتهكم والتشكيك القائم على الضن والذي يعتمد على سند علمي صحيح ، وجعل
    النظرة الذاتية غالبة على النظرة العلمية

    4- هاجم صلة الأدب بالأخلاق ، وهي صلة أساسية عميقة وجذرية في الأدب العربي وفتح باب الحرية الحسية في الأدب العربي الحديث على نحو لم يكن متقبلاً منه فترجم القصص الفرنسي المكشوف وأشعار بود لير وأولى اهتمامه لشخصيات أبي نواس وبشار وغيرهما من شعراء المجون

    وللحديث بقية

  5. افتراضي

    مجهود طيب يا أخ قاهر أكمل بارك الله فيك , وإن شاء الله عند انتهائك من هذا البحث سنقوم بوضع نسخة من الموضوع فى قسم الحوار مع الملحدين .
    وما قدروا الله حق قدره

  6. افتراضي

    أخي الكريم الموحد بارك الله فيك
    كما تريد أخي الحبيب

  7. افتراضي

    ( 10 - ؟ )

    السؤال المثار دائماً :
    هل طه حسين مدرس جامعي حقيقي وهل يملك الأداة الصحيحة للتربية والتعليم ؟؟؟
    وقد أجاب على هذا السؤال الأستاذ حسن البنا في مقال مطول حين قال :
    [ إن المدرس ينظر إليه من جهات ثلاثة : من مواهبه الخاصة في المادة التي يدرسها ومن مادته التي يقدمها لتلاميذه وفي طريقة التفكير وما يثبته في نفوس طلبته من أخلاقه وطبائعه .
    والدكتور طه حسين متهم في ذالك جميعاً فهو لا يحسن الشعر ، وإن حاول ذالك أتى بالغث المتكلف الذي يمجه الطبع ويستثقله السمع على نمط لاميته التي يقول فيها :
    مـالي وما للبدر أطب رده ***** بل ما لأفلاك السماء ومالي
    إلى آخر ما قاله من هذا النظم المهلهل والنسيج المتنافر واللفظ الضئيل الغاية وهو لا يجيد أسلوب الكتابة إذا حاكمته إلى الذوق العربي والبلاغة اللغوية وقسته بما وضعه الأئمة من أوزان البيان ومقاييسه ، أما في حشو القول والاتساع به وإطالته بالتشدق والنهيق فالرجل في ذالك لا يشق له غبار واعتبر في ذالك بما كان في قضية المعلمين وقصتهم التي كتب عنها في السياسة فأعيدت القصة وذكرت القصة بضع مرات فيما لا يزيد على عشرة أسطر من أسطر الجريدة ، وما هو بالناقد الذي يحسن النقد الصحيح ، في الشعر والنثر ، وأن أحسن التهجين والتجريح والزراية على غيره من الأدباء والكتاب وأن الذي يقرأ بيت شوقي في ميميته الذي يقرض فيها كتاب الأخلاق :
    يا لطف أنت هـوى الصدى ***** من ذالك الصوت الرخـيم
    فنفهم أن الشاعر يقول أن أرسطو كان ذا صوت رخيم ويورد على ذالك أن لا هو ولا شوقي سمع هذا الصوت ، ثم لا يدرك في هذه الإشارة البليغة من عذوبة وجمال وتناسب لحري به أن يدع الثقة لأهله وأن يعلم أن دعواه فيها كدعوى الحرب في زيادة ، وبعد فليس الدكتور طه حسين متخصصاً بدراسة تاريخ العرب لم يتلقه عن أستاذ ولم يلم به في مدرسة ، وإنما علم من ذالك ما يعلق في ذهنه من مطالعة كتب الأدب لا لتدرس ولكن ليراها وما نيل الدكتور طه حسين إجازته في تاريخ اليونان أو تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده أقوى الدعائم التي يستند إليها الكاتب إذا أراد أن يكتب في الأدب العربي فمن فاتته روايته ودرايته فقد فاته أس البحث ونبراسه وسار على غير هدى
    ذالك من ناحية مواهب أستاذ الجامعة في الأدب العربي وتاريخه أما من ناحية ما يقدمه لتلاميذه فمن أفكاره ، فقد كانت باكورة ذالك كتابه ( في الشعر الجاهلي ) وقد حكم عليه عقلاء الأمة وأدباؤها بالخطأ والخطل والغثاثة وكشف المحققون الغطاء عن مغامز ومعايب فيه برأ منها العلم وأيد ذالك حكم القضاء

    أما طريقته في التفكير وما يبثه في نفوس طلبته من طبائعه وأخلاقه فما علم الناس من ذالك إلا الشك والحيرة والانسلاخ عن العقيدة والدين وتسمية ذالك منهجاً علمياً وقد برهن العالم الضليع مؤلف ( النقد التحليلي ) أن هذا الأسلوب ليس من المنهج العلمي في شيء
    فأي شيء بعد ذالك كله يسوغ بقاء أمثال هذا المدرس في منصب كبير كمنصبه الحالي

    وإن عجب فعجب دفاع الأستاذ عباس العقاد عنه وزعمه أن الدكتور نابغة الدهر ونادرة العصر ، وأنه لا يمكن أحد أن يسد فراغه أو يملأ مكانه أو يدرس الأدب كما يدرسه ، وأنه قرأ كتابه فلم يجد فيه ما يمس الدين والأخلاق
    حنانيك يا أستاذ عباس فإن الأمر هام لا يفتى فيه بالرأي ولا يؤخذ بالضن ، المسألة مسألة دليل وبرهان وحق يتبعه الجميع إنك بقولك هذا تتحدى الأمة جمعاء وتسئ إلى رجال وزارة المعارف الذين تخصصوا بدراسة هذه المادة وفيهم أساتذة الدكتور وأولياء نعمته وتطعن في تقارير تلك اللجان فحكمت عليه بالخطأ والتجهيل وأظهرت معايبه في عشرات المواضع وتحكم على الأمة بالجدب الأدبي حين تزعم أنه لا يستطيع أن يدرس الأدب فيها إلا واحد
    ولعل حكمك هذا على رجال الأدب في مصر من نوع حكمك السابق على شوقي وحافظ وهما مفخرة أدب العرب وحاملا لواء الشعر العصري ولو كان لك وجه من الحق فما تقوله عن رجل الأدب من كفاءة لهان الأمر ولكن الذي تدعيه غير مسلم وليس من الحقيقة في شيء فإن كنت لا تعتد إلا بنفسك وبالدكتور وتدعان الحق والدليل فلكما شأنكما وإن كنت تطلب الحقيقة فهي ما أسلفناه بالدليل من أن الرجل متهم في مواهبه ومادته وطريقة تفكيره وغايته جميعاً ((( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً )))

    أما قولك أن الكتاب ليس فيه ما يمس الدين والأخلاق فاسمح لي أن أصارحك بأنك لست من أهل الدين المتخصصين به ، ولقد أقر هؤلاء خلاف رأيك فإذا لم يعجبك هذا وأبيت إلا الدليل فاذكر قصة إبراهيم وإسماعيل وتكذيب المؤلف للقرآن والتوراة والإنجيل وتهوين شأن النبي صلى الله عليه وسلم ونسبته إلى التحايل بالأساطير والتهكم بالأجلاء من الصحابة ورميهم بالمخاتلة وعدم التأثر بتعاليم الدين إلا ظاهراً وتكذيب صريح الأحاديث الصحيحة وتعطيل أحكامها والخلط في الأعراض والأنساب والنتائج والأسباب
    أذكر كل ذالك وغيره وما يمس الدين والأخلاق ثم قل لنا هل اقتنعت بما تذهب إليه أم لا تزال تقدم الدكتور على الحق الصريح
    أن الأمر واضح لا يحتاج إلى بحث أو نقاش فالكتاب مبتذل ممقوت والمؤلف متهم في عقيدته ومادته والأدباء غيره كثير ، فا أعدموا الكتاب وأقصوا المؤلف عن بث بغضه على الإسلام في أبنائنا وشبابنا وأيدوا الحق وأريحوا الطلبة والأمة من هذا العبء الثقيل ]


    وفي الفصل الثالث من كتاب ( محاكمة فكر طه حسين ) بعنوان أدب المجان والجنس والإباحة
    يقول الأستاذ أنور الجندي :
    كان من أكبر أهداف طه حسين إشاعة أدب المجان والجنس والإباحة وقد قصد إلى ذالك ناحيتين

    الأولى : إحياء ما وجده في الأدب القديم من فنون الجنس عند بعض الشعراء المنبوذين من أهليهم وأمتهم ومما جمعه الشعوبي الخاطئ الأصفهاني في كتابه الأغاني

    الثانية : مما عمد إلى ترجمته من القصص الجنسي الفرنسي الداعر

    ومن الطبيعي أنه حين دعا إلى تحرير الأدب العربي من الارتباط بالفكر الإسلامي كان يهدف إلى دفعه في أو حال الشهوات والجنس والإباحية وهو هدف خطير قام عليه كتابه ( الشعر الجاهلي ) ونظريته كلها وليس أدل على خطورته مما أشار إليه المستشرق كاممفاير حين قال ( إن المحاولة الجريئة التي قام بها طه حسين ومن يشايعه في الرأي لتخليص دراسة العربية من شباك العلوم الدينية هي حركة لا يمكن تحديد أثارها على مستقبل الإسلام مهما أسرفنا في التقدير في فكرة لا تجد كلمة عنها )

    هذا هو الهدف الذي يسعى إليه التغريب :
    وهو فصل الأدب العربي عن مفهوم الإسلام الجامع الذي هو جزء منه لا ينفصل ، وهي الدعوة التي ضل طه حسين يرددها دون أن يتبين البعض مدى خطرها ، وهذا هو الهدف من عبارة ( الحرية ) التي كان يرددها دائماً
    الحرية عنده بمفهوم الماسونية وهو من أهلها وهي الانطلاق وراء الأهواء والشهوات ، وقد عمد إلى شعر المجون فأذاع به ، كما اهتم بشعر الغلمة وحاول أن يضع لأبي نواس وبشار صورة بطولة ليست لهما في الحقيقة ، فقد كان مع المجموعة من شعراء المجان الذين عني بهم طه حسين في كتابه ( حديث الأربعاء ) مجموعة من الشعوبيين الإباحيين الذين هم موضع احتقار المجتمع وامتهان المثقفين والعلماء
    ولكن طه حسين في جرأته على الله والحق والتاريخ لا يلبث أن يقول كلمته المسمومة : إن القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون وزندقة وفجور ، وانه يتخذ كنموذج لهذا العصر : أبا نواس وولبه و مسلم وأمثالهم من شعراء اللهو ، ويعتمد على كتاب الأغاني في كثير من الأحكام التي أصدرها من غير تحرج ولا احتياط على هذا العصر

    بل ذهب إلى أبعد من هذا حيث دعا شباب كلية الآداب إلى اعتبار كتاب الأغاني مرجعاً في دراسة العصر ومصدراً لرسم صورة المجتمع الإسلامي وهذا زيف بالغ الخطر وجرأة على الحق

    ولقد ووجهت أفكار طه حسين المسمومة هذه بالنقض ، ووقف له العلماء بالمرصاد ينتقضون آراءه الفجة
    ومن ذالك ما قاله الأستاذ محمد عرفه في الرد على فرية اتهام القرن الثاني الهجري بأنه عصر شك واستهتار [ ليس معنى الحكم على عصر بأنه عصر شك واستهتار أنه قد وجد فيه الشك والاستهتار إذ لا يخلو من ذالك عصر من العصور
    وإنما المعنى أن الروح العامة فيه هي الشك والاستهتار ، ولقد توصلت إلى حكمك العام على العصر الثاني باستقراء طائفة من الأدباء والشعراء والمترفين فرأيت فيهم الشاك والماجن فأخذت العصر بجريرة هؤلاء وحكمت على العصر بأنه عصر شك ومجون ، وأن تصفح طائفة ووجد أنها على صفة لا تعطي منطقياً الحكم على عصرهم جميعاً أن فيه هذه الصفة

    في العصر الحسن البصري ومحمد ابن سيرين والشعبي وعمرو ابن عبيد ومالك ابن أنس ومحمد ابن إدريس والشافعي وأبو حنيفة النعمان وأحمد ابن حنبل ومالك ابن دينار وعبدالله ابن المبارك وربيعة الرأي وعمر ابن عبدالعزيز وطائفة الفقهاء والزهاد والمحدثين هم الذين يمثلون عصرهم ويعطون صورة صحيحة عنه ،أم طائفة الشعراء والمغنين مع تقدير أثر الدين في النفوس ودور هؤلاء العلماء في تخريج الأحكام ، لقد كان هؤلاء الشعراء يرون أنفسهم غرباء بخلقهم في ذالك العصر وأنهم شذاذ منه وكانوا يسعون بما لديهم من قوة في دفع القالة عنهم

    العصر الثاني عصر يقين واحتشام لا عصر شك واستهتار وأن السبب في الحكم بغير هذا وعلى ما أضن أن القارئ ( للأغاني ) يخيل إليه من كثرة ما يذكر من مجون هؤلاء أنهم في جو يسيل فسقاً ومجوناً وإلحاداً ولكن أذا تذكرنا أن صاحبه إنما عني بتاريخ طائفة فقط من الشعراء والمغنين وليس ذالك تاريخاً لسائر العصر ، حمينا أنفسنا من التورط في ذالك الحكم ]

    ويقول الدكتور غلاب [ لقد ذهب طه حسين في هذا الكتاب بجرأة غريبة إلى أن العصر العباسي كله عصر شك ومجون وزندقة وفجور وأتخذ نموذجاً لهذا العصر أبا نواس ومسلم ابن الوليد وأمثالهم من شعراء اللهو والعبث ، واعتمد في كتاب الأغاني على كثير من الأحكام التي أصدرها من غير تحرج ولا احتياط على هذا العصر ]

    ويقول الدكتور زكي مبارك في كتابه النثر الفني [ والدكتور طه حسين وجرجي زيدان قد أساءا فهم العصر العباسي وأنهما قد تورطا في الخطأ حين وصفاه بأنه عصر إلحاد ومجون وقد رماهما من طرف واحد خفي بأن حكمهما هذا إنما قلد الأصفهاني الذي لم يرسم العصر العباسي إلا على لوحة خلق معدنها من الكذب والتمويه وصيغة مادتها من الضلال والبهتان ]

    وقال الأستاذ إسماعيل حسين [ أن كل ما ذكرته في حديث الأربعاء يرغب في معاداة القضية ويغري بارتكاب الرذيلة والإثم وينشر الإباحية
    فإنك لم تذكر للعرب سوى الزندقة والمروق والإلحاد والنساء والغزل المذكر ، ولقد كنت هداماً شنيعاً للعرب الذين لم يخلق الله نفسية أعز من نفوسهم وعزمة أشد من عزماتهم الصادقة ]

    وقد أشار الدكتور عبدالحميد سعيد إلى خطورة حديث الأربعاء في حديثه في مجلس النواب المصري عام 1933 م

    يقول أنطوان كرم في كتاب ( الأدب العربي ) في آثار الباحثين عن كتاب ( حديث الأربعاء ) إن أبرز ما عني به طه حسين هو ميله إلى جعل أبي نواس في شعر لهوه وعبثه وخمره ، ابن عصره وجعله في شعره الجدي أبن الأعصر الخوالي
    ويقول أن المؤلف اختط لنفسه أن يجمع بين الأنماط الثلاثة التاريخي والذاتي والفني وأن يحاول أن يجمع بين أسلوب سانت بوف وجول لميتر وتين ، فيجري فيها جميعاً على غير ما استيفاء للملامح ولا يتسلل إلى الدقائق فإذا به يخطي طريق المؤرخ الحق في جلاء الشك وتحري الحق الأخير ويخطئ طريقة الذاتيين في تفكيك الذات المبدعة حتى تقتصر فيها على بعض جوانب ويستند إلى الرواية بدل أن يكتشفها في الشعر ويحيي الرواية في الشعر ولا يجعل الشعر شاهداً على الرواية فتراه متحاملاً على بشار يتنكر للالتواء في نفسيته ويرد المتناقضات التي تقوم عليها الذات البشرية متجهة في منحى واحد هو منحى الشر والإثم ، ثم إنه أخطأ المنحى الفني إذ ألمع على مواطن الجمال لمعاً عاجلة يتسع مداها حتى ينطبق على غير شاعر من الشعراء يقول هذا جميل ، يسير التناول ، شديد التعقيد ، ولا يدير القول على سبيل التخصيص فيقع الحكم هاشياً عاماً خلواً من الدلالة ، ويصدف عن التحليل الفني الخاص ويشير من بعيد إلى الألفاظ الحلوة الجرس التي تملأ السمع على استساغة ولا يجاوز تلمس الخصائص ولا يقتضي التحليل
    ونح نرى أن طه حسين ليس ناقداً له باع في فهم النصوص ، وكل ما وجهه إليه الكتاب على مدار أبحاثه يدل على قصور واضح ، فهو ليس بصاحب صناعة في النقد ولا في الأدب على وجه التحقيق ولكنه مراسل من مراسلي المعاهد التبشيرية العالمية لإثارة الشبهات ووضع السموم في قلب النصوص وهو في هذه البابة داعية الأدب المكشوف الذي يحاول أن يصم القرن الثاني الهجري بأنه عصر شك ومجون اعتماداً على صورة مسمومة رسمها الأصفهاني لبعض الشعراء الماجنين المنبوذين من المجتمع الإسلامي العريق الحافل في هذه الفترة بطائفة من ألمع رجاله
    وهو في هذا ليس باحثاً متمكناً يستطيع أن يحكم عواطفه ، أو يدير أسلوب التغريب باقتدار ولكنه يكشف نفسه منذ اللحظة الأولى بأنه صاحب هوى وهو يدافع عن شبهاته بغير تحفظ ولا تحرج ولا احتباط فإذا ردت إليه واحدة بعد أخرى على أنها باطلة لم يسود وجهه ، ولكنه ذهب للبحث عن سموم أخرى هكذا عاش حياته كلها فهو قد ذهب في الشعر الجاهلي مذهبه في تزييف الحقائق ثم حين ينتقل منها إلى حديث الأربعاء يعلن في صراحة أن شعراء المجون يمثلون عصرهم أكثر من الشافعي وابن حنبل وأبي حنيفة ومن يصدقه في ذالك ، ويعتمد على الأغاني ( وصاحبه منهم في عقيدته وخلقه ، فهو من الشعوبية المارقين )
    وقد أجمعت المصادر التي أرخت له ولكتابه أنه مثل طه حسين صاحب هوى لا يوثق بروايته وأنه يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ويهوى شرب الخمر ، وربما حكى ذالك عن نفسه ومن تأمل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر
    وكان في خلقه الشخصي مسرفاً أشنع الإسراف في اللذات والشهوات وما رواه ابن شاكر في كتابه ( عيون الأخبار )
    أن الشيخ شمس الدين الذهبي قال ( رأيت شيخنا تقي الدين بن تيمية يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به ، وما ذكره تحت شيء من أوصافه :
    كان أبو الفرج الأصفهاني وسخاً قذراً )



    الدكتور زكي مبارك هو من أوائل من نبه في العصر الحديث إلى هذه الحقيقة حول الأصفهاني وكتابه الأغاني ( المقتطف م 77 – يوليو سنة 1930 م ) وقد ضم هذا البحث لكتابه النثر الفني وكان ذالك من أسباب حملة طه حسين عليه لأنه حين كان يكشف زيف الأصفهاني أمام الباحثين أنما كان يوجه خنجراً إلى قلب طه حسين الذي كان أول من أعلن في كلية الآداب اعتبار كتاب الأغاني مرجعاً في دراسات الأدب بالرغم من كل ما عرف عن شعوبيته وزندقته وفساد وجهته .
    قال زكي مبارك أن أبو الفرج قد طعن في بعض الروايات التي أوردها ، بل أريد أن أذهب إلى أبعد من ذالك فأزعم للدكتور طه حسين أن في الأغاني كثيراً من الأخبار الملفقة التي ربما تكون جازت على أبو الفرج فأوردها
    ويتسأل زكي مبارك هل يصلح الأغاني مصدراً للتاريخ ، ويجيب أنه لا يصلح أن يكون المصدر الوحيد ولا أفضل المصادر ولا الجامع المانع
    ويدافع التغريبيون أمثال جبور عبدالنور ( جامعة بيروت الأمريكية ) عن الأغاني ويتسأل : أمن الضروري إن يكون المؤرخ فاسقاً أو مسرفاً شنيع الإسراف في اللذات والشهوات أن لا يكون مؤرخاً وألا يكون صادقاً فيما روى أو يقول أو يكتب !!!
    ونقول له نعم ، فهو قد شهد بفسق صاحبه وفي منهج الفكر الإسلامي أنه زنديق ، لا يؤخذ منه وأن هذه النفس المتردية
    إلى كل هذا الفساد هل بقي فيها شيء يمكن أن يصل منه الصدق أو الحق أو الخير .
    لقد كانت هناك محاولة مستميتة للدفاع عن الكتاب من دوائر الاستشراق والتغريب ، تحاول أن تعطي الأغاني القوة للصمود في دائرة المراجع ، ولكن كل ذالك قد سقط ، وليس هناك من يقول إنه يصلح مصدراً لفهم الحياة الاجتماعية في عصره ، ولا أنه كتاب أدب أو كتاب تاريخ

    ولكن هل توقف طه حسين في دعوته إلى الزندقة والإباحية والجنس !
    لقد ذهب إلى أبعد من ذالك فكتب حياة أبي نواس في أواخر حياته ليصلها بما كتبه عنه في أوائل الشباب ( سنة 1926 م )
    وبينهما أربعة عقود
    وكان ذالك في إطار حملة تغريبية واسعة لتأكيد أبي نواس ونشره بين شباب الإسلام ( حيث كتب عنه العقاد وعبدالرحمن صدقي والدكتور النويهي وطه حسين ) ونشر ديوانه محققاً ، وإحياء أبي نواس إحياء لدعوة إلى الخمر وإلى الجنس وإلى الإباحة تذكر بعصبة المجان : بشار ومطيع وحماد عجرد والخليع ، كل هؤلاء وصفوا الخمر وغلوا في وصفها وقالوا عنها مالم يسبقوا إليه ، وكان أبو نواس إلى إسرافه في المجون والعبث شعوبياً حاقداً على الإسلام ويبطن حقده عليه بحقد ظاهر على العرب فهو مقرن في التفكير لهم والسخط عليهم وقد أتخذ أبا نواس رمزاً للاستهتار والازدراء بكل شيء وإهدار كل قيمة
    كل هذا أذاعه طه حسين وتوسع فيه ، وقال أنه لا يخاف من أثره على الشباب وإن إذاعة هذا كله لا تفسد أخلاقهم ولا ميولهم
    ونحن نتسأل : إذن فلم اهتمام طه حسين وإصراره على دراسة هذه الأشعار الخبيثة والنفس المريضة التي قالتها ، إلا أن يكون ذالك هدفاً مبيتاً يراد به إذاعتها من جديد ووضعها في يد الشباب المسلم لتحطم معنوياته ولتصرفه عن الطريق إلى
    الأصالة وإلى فهم التحديات التي تحيط بأمته ، لقد كان ذالك خطوة في طريق هدفه المبيت إلى الأدب المنحل التي سار فيها إلى النهاية وتبعها بعد ذالك بخطوتين :
    الأولى : ترجم شعر بودلير الماجن
    الثاني : ترجم القصص الفرنسي الداعر

    كتب الأستاذ إبراهيم عبدالقادر المازني في كتابه قبض الريح ص 63 وما بعدها ما يلي :
    ولقد لفتني من الدكتور طه حسين في كتابه حديث الأربعاء وهو مما وضع وقصص تمثيلية وهي ملخصة ، أن له ولعاً بتعقب الزناة والفساق والفجرة والزنادقة ، وقد يفكر القارئ أنه أدخل القصص التمثيلية في هذا الحساب ويقول أنها ليست له وأن كل ماله فيها أنه ساق خلاصة وجيزة لها ، وهو اعتراض مدفوع لأن الاختيار يدل على عقل المرء ويشئ بهواه كالإنكار سواء بسواء ، وأن يختار المرء ما يوافقه ويرضاه ويحمله عليه اتجاه فكره حتى لا يسعه أن يتخطاه ، ولست بمازح حين أنبه إلى ذالك وهاهو حديث الأربعاء : ماذا فيه ؟؟؟
    فيه كلام طويل عن العصر العباسي ، وللعصر العباسي وجوه شتى وفي وسعك أن تكتب عنه من عدة وجهات ولكن الدكتور طه حسين يدع كل جانب سوى الهزل والمجون ويروح يزعم لك أنه عصر مجون ودعارة وإباحية متغلغلة إلى كل فرع من فروع الحياة فلماذا ؟
    لأية علة يقضي على الجوانب الأخرى لذالك العهد ، بل قل لماذا لا يرى في غير الماجنين والخليعين صورة منه ، ولست أفتري عليه فإن القائل في الصفحة السابعة والعشرين من كتابه : ادرس هذا العصر درساً جيداً واقرأ بنوع خاص شعر الشعراء وما كان يجري في مجامعهم من حيث تدهشك ظاهرة غريبة ، وهي ظاهرة الإباحة والإسراف في حرية الفكر وكثرة الازدراء لكل قديم سواء كان هذا القديم ديناً أم خلقاً أم سياسة أم أدباً
    فقد ظهرت الزندقة وانتشرت انتشاراً فاحشاً اضطر الخلفاء من بني العباس أن يبطشوا بالشعراء والكتاب لأنهم اتهموا بالزندقة وظهر إزدراء الأدب العربي القديم والعادات العربية القديمة والسياسات العربية القديمة بل ظهر ازدراء الأمة العربية نفسها وتفضيل الأمة الفارسية عليها وكانت مجالس الشعراء والكتاب والوزراء مظهراً لهذا كله ، وليس يعنينا أن تكون النهضة السياسية الفارسية وحرصها على الانتقام من العرب والاستئثار دونهم بالسلطان مصدر هذا التغير
    وإنما الذي يعنينا أن هذا التغير قد وجد وقوي حتى ظهر في الشعر ظهوراً جعل إنكاره مستحيلاً
    ولم يكتف الدكتور طه حسين أن يعمد إلى طائفة معينة من شعراء العباسيين وأن يرسم من سيرتهم صورة يزعمها صورة العصر بل هو ينكر أن غير هؤلاء العلماء أو الشعراء يمثل العصر العباسي واقرأ قوله في (صفحة 50من هذا الكتاب)
    [ فقد بينا في ذالك الحديث أن هؤلاء الشعراء كانوا يمثلون عصرهم حقاً وكانوا أشد تمثيلاً وأصدق لحياته تصويراً من الفقهاء والمحدثين وأصحاب الكلام وأن هؤلاء العلماء على ارتفاع أقدارهم العلمية ومنازلهم الاجتماعية والسياسية وعلى أن كثيراً منهم كان ورعاً مخلصاً طيب السيرة لم يأمنوا أن يكون من بينهم من شك كما شك الشعراء ، ولها كما لها الشعراء واستمتع بلذات الحياة في عصره ، كما استمتع بها الشعراء في جهرهم ]

    وهل يقف الدكتور عند هذا ويقنع بهذا القدر ، كلا يا سيدي ، بل يجري إلى آخر الشوط ، ويقول في ( الصفحة 39 من كتابه )
    [ خسرت الأخلاق من هذا التطور وربح الأدب ] فلم يعرف العصر عصراً كثر فيه المجون وأتقن الشعراء التصرف في فنونه وألوانه كهذا العصر ، ثم كان من كثرة المجون أو بعبارة أصح ، كان من فساد الخلق في ذالك العصر والعصور التي وليته أن ظهر فن جديد من الغزل لم يكن معروفاً في الجاهلية ولا في صدر الإسلام ولا في أيام بني أمية ، وإنما هو أثر من آثار الحضارة العباسية هو أثر أنشأته هذه الحضارة الفارسية عندما خالطت العرب أو عندما أنتقل العرب إليها فاستقر سلطانهم في بغداد وهذا الفن الجديد هو الغزل بالغلمان الذي سنحدثك عن خصائصه في غير الفصل ]

    إذا سمعت رجلاً يقول أن الأخلاق فسدت وخسرت وأن الأدب ربح من وراء ذالك أفلا ينهض لك العذر إذا قلت أن ينغم عن هذا الفساد ويسوغ هذه الخسارة ، نعم بلا ريب ، وأنت تحس من كلامه الرضى والابتهاج

    نكمل مع الأستاذ أنور الجندي ويكون عن كتاب (حديث الأربعاء ) للدكتور طه حسين

  8. افتراضي

    ( 11 - ؟ )

    حديث الأربعاء
    تحت هذا العنوان يقول الأستاذ أنور الجندي :

    يمثل كتاب حديث الأربعاء مجموعة مقالات نشرها الدكتور طه حسين في جريدة السياسة عام 1924 م تناول فيها عدداً من الشعراء الإباحيين الغزليين أمثال أبو نواس وبشار وواليه والخليع ومن إليهم
    وقد حاول الدكتور طه حسين في جمع هذه المقالات أن يفرض فرضاً باطلاً زائفاً قوامه أن القرن الثاني عشر للهجرة كان عصر شك واستهتار ومجون اعتماداً على وجود هؤلاء الشعراء فيه
    وأن هؤلاء الشعراء يمثلون عصرهم بأقوى وأعمق مما يمثله الفقهاء والعلماء والزهاد وقد اعتمد في ذالك على كتاب الأغاني الذي ليس مرجعاً صحيحاً يمثل العصر لأن صاحبه حدد هدفه وهو الحديث عن الأغاني ولا يجوز أن يحكم على المجتمع الإسلامي في العصر العباسي من قراءة كتاب الأغاني الذي ألفه صاحبه لأخبار المجان والشعراء
    وقد عمد طه حسين في هذا الكتاب إلى إشاعة الفاحشة إذ تتمثل فيه الرذيلة بأبشع مظاهرها على حد تعبير الدكتور عبدالحميد سعيد وتظهر في نفسية الرجل بما يشرحه بعناية خاصة وإطناب من قصص المجون والفجور بأسلوب جذاب وبطريقة خلابة تؤثر في الناشئ المسكين وتزين له سبيل الفساد وتحبب له الانغماس في الشهوات بعد أن شوه له الدين وتعاليمه ومثله أمامه تمثيلاً لا يرغبه فيه وأعطاه صورة مشوهة منفردة عمن قاموا بالدعوة إليه ولم يترك مسبة إلا نسبها إليهم فقد طعن في الخلفاء والعلماء من عظماء الأمة الإسلامية
    وشوه تاريخ الإسلام بحيث لم ينج من مطاعنه إنسان ولم يحظى باهتمامه في عصر الدولة العباسية الزاهر إلا هؤلاء الشذاذ من أهل المجون والفحش حيث جعلهم مرآة ذالك العصر
    أما أولئك المصلحون من أهل الفضل والرأي الذين أقاموا صروح المدنية في العالم ورفعوا أعلام الفضيلة وأقاموا معالمها في سائر الأنحاء فلم يذكرهم بخير بل خلع عليهم من المساوئ والشتائم والسباب ما أثبت التاريخ أنهم بريئون منه وما لا يصدقه فيهم إنسان حتى لو كان من أعداء الدين الألداء

    هذا هو رأيه في العصور الزاهرة للإسلام التي تفخر بها كل الفخار إن هذا الكتاب ( حديث الأربعاء ) ليموج بأمثلة الفسق والفجور والتهتك والاستهتار ويدعو إليها ويحض عليها
    وأن كان ما ذكره من قصص أبي نواس وجماعته لينفر من ذالك الأدب الذي يدعي أنه يحترمه ويحميه
    فقد جاء في ذالك الكتاب من مخالفة الآداب والحض على الفجور والفسق ما يهدم الجبال الراسيات ويقوض أركان الفضيلة ويهدم صرح الأدب
    ومن أمثلة ذالك قوله :
    [ كان أبو نواس وأصحابه على فسقهم ومجونهم يتدينون ويقيمون الصلاة ، ولكنهم يعبثون في هذا كما يعبثون في غيره ، وربما قضوا الوقت الطويل عاكفين على الفجر ( بضم الفاء ) ثم يذكرون الصلاة فيقيمونها ولعلهم أقاموا الصلاة في مثل هذه الحال يوماً وأمهم أحد الندماء فغلط وهو يقرأ ( قل هو الله أحد ) فاستحالت الصلاة من خشوع الله إلى استهزاء بهذا الإمام الجاهل ، إلى أن قال :
    وإذا أردنا مثالاً يختصر هذا العصر ويشخصه فهذا المثال هو أبو نواس الذي نتخذ من دراسته سبيلاً إلى درس هذا العصر كله]
    وقد عد مجاهرة أبي نواس بالمعصية ضرباً من الصدق وعدم الجهر بالمعاصي نوعاً من الكذب لأنه إخفاء للواقع

    الترجمة
    تحت هذا العنوان يقول الأستاذ أنور الجندي :
    يحاول طه حسين أن يثبت أن الأدب العربي في حاجة إلى مترجمات من الآداب العالمية وفي مقدمتها اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي
    وهو يذهب إلى أن يقتحم هذه الغاية فقدم أسوأ ما في الأدب الفرنسي من نتاج حيث اختار في جميع مترجماته الأدب الفرنسي المكشوف
    وهو كي يداري وجهته يدعوا إلى النقل من الآداب العالمية كلها لا الأدب الفرنسي وحده ويبدأ هذه المحاولة بأن ينشئ مقارنة بين الأدبين العربي والفرنسي فيعلن أن الأدب العربي قد أخذ من الأدب اليوناني القديم فلا بأس عليه من أن يأخذ من الأدب الغربي الحديث
    ثم يذهب خطوة أخرى فيجري مقارنة بين الأدب العربي والأدب الفرنسي فيشيد بالأدب الفرنسي والتبعية واضحة في الغاية وفي الوسيلة أيضاً

    حيث يقول طه حسين في هذه المقارنة
    [ تسألني عن الفرق بين الفرنسي و الأدب العربي ، فإني في ذالك لا أختلف من المستشرقين الذين بحثوا هذا الموضوع وهو في الواقع فرق بين العقل السامي والعقل الآري
    فالأدب العربي سطحي يقنع في بالظواهر والأدب الفرنسي عميق دائم التغلغل وفي الأدب الفرنسي وضوح وتحديد لا وجود لهما في الأدب العربي .........]

    وهو في هذا يردد ما قاله أكبر أعداء الإسلام والعرب ( رينان ) وهو ينطلق من هذه المحاولة المبطلة إلى الدعوة إلى نقل الأدب الفرنسي ، ولما كان لكل أدب أمة مميزاته وخصائصه المندمثة من حياة هذه الأمة وعقيدتها وأخلاقها فإن هذه المقارنة باطلة أساساً
    كذالك فإن طه حسين حين ينقل فإنما ينقل أسوأ ما في هذا الآداب
    ينقل ذالك اللون المكشوف الداعر الذي لا حاجة للأدب العربي به ، والذي لا يستطيع أن يعطي إلا الفساد والتحلل

    وقد حرص طه حسين من خلال برنامجه التغريبي الواسع أن يقدم في جريدة السياسة يو الأربعاء شعراء المجون وأن يقدم يوم الاثنين القصص الفرنسي المكشوف
    وقد كان هدف ذالك تقديم شحنة ضخمة من الإباحيات من التراث القديم ومن الأدب الحديث
    وقال مستر ( جب ) إن القصص الذي ترجم لم يترجم ترجمة سليمة ولم يراع في اختياره حالة مصر الاجتماعية ولا حالة الثقافة العامة ولا الذوق الأدبي للبلاد
    كما ندد بالمترجمات التي نقلت من اللغة الفرنسية ووصفها بأنها الإثارة دون المنفعة ، وأنها عملت على نقل الصور المكشوفة
    وقد لقيت هذه القصص نقداً عنيفاً من عدد من النقاد في مقدمتهم الأستاذ عبدالقادر المازني الذي يقول
    [ خذ إليك تلك القصص الفرنسية التي لخصها طه حسين من آن الآن يلهى بها كثيراً من النشء ويضل بها كثيراً ، هل ترى بينها وبين روح هذه الأمة صلة أو بينها وبين روح هذه اللغة صلة ، وإذا لم يكن فهل فيها شيء يحدو من عناصر الفضيلة والطهارة الروحية في هذه الأمة ويعينها على سبيل العزة التي تريد
    ما نضن أحد دخل تلك القصص وخرج منها وهو أقرب إلى الفضيلة والعفاف منه قبل بدئها وهذا أهون ما يمكن أن يقال عنها ولو كنا ضاربين مثلاً ( الزنبقة الحمراء ) التي ألفها أنا تول فرانس كان فيها من المعاني ما كنا نضن أن أستاذاً يستحي أن ينقله إلى الناس أو أن مجلة مثل الهلال تنشره عليهم !!!

    وللحديث بقية

  9. افتراضي

    ( 12 - ؟ )

    الدراسات الصهيونية
    تحت هذا العنوان يقول الأستاذ أنور الجندي :
    هناك عوامل متعددة تكشف عن صلة الدكتور طه بالفكر الصهيوني منذ خطواته الأولى في مجال الدراسة الجامعية في فرنسا تتمثل في اتصاله بجماعة المستشرقين اليهود المسيطرين على جامعة السربون وفي مقدمتهم المستشرق اليهودي دور كايم وتبنى آراءه في العلوم الاجتماعية وفي ابن خلدون وفي بشرية الأديان السماوية المنزلة ، كما ظهر ذالك في أكثر من موضع في كتاباته ودوركايم كان رأس مدرسة العلوم الاجتماعية التي تستمد مصادرها الرئيسية من النظرية الماركسية والتفسير المادي للتاريخ ، ومن هنا فإن وجهة نظر طه حسين يمكن أن تكون ذات شقين
    شق صهيوني وشق ماركسي ولقد خطفت أبصار الناس في التعرف على طه حسين في مطالع شهرته إنكاره وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإنكار ذهابهما إلى مكة وبناء البيت الحرام وفي عبارته الجريئة التي تقول إنه مهما ذكر ذالك القرآن وذكرته التوراة فهو لا يعترف به

    لم يكن واضحاً في تلك اللحظات أن هذه ( القنبلة ) كانت لخدمة الصهيونية وإنها هي مقولتهم التي اعتمدوا عليها في إعلان الحركة الصهيونية وخداع العالم ولكن اعتماد طه حسين على نظرية دور كايم اليهودي في علم الاجتماع ونظرية مرجليوث اليهودي في الشعر الجاهلي أعطت علامات مميزة ما لبثت أن اتضحت باستقدام طه حسين اليهودي ( إسرائيل والفونسون ) من فرنسا أعده لتقديم أطروحته المشهورة عن اليهود في جزيرة العرب ثم جاء بعد ذالك اليهودي الآخر بول كراوس

    في هذه الفترة تمت عمليات أخرى جريئة في هذا الاتجاه أبرزها زيارة طه حسين للجامعة العبرية في القدس ( وقد أشار إسحاق نوفون رئيس إسرائيل إلى هذا الحدث في كلمته التي ألقاها في مصر ونشرتها الصحف في 17/10/1980 م عندما صحب طه حسين في زيارته لبعض القرى التعاونية الإسرائيلية
    وقد تبين أن هذه هي الزيارة الثانية أما الأولى فقد أعلن عنها الدكتور حسين فوزي في مجلة أكتوبر في 28 أكتوبر عام 1979 م عندما قال إنه زار إسرائيل في عام 1944 م مع طه حسين الذي كان مديراً لجامعة القاهرة بالنيابة وطلب محمود فوزي قنصل مصر في القدس ألا يخبر أحداً من العرب أنه أتصل بأحد اليهود
    وقد زار مع حسين فوزي كلية العلوم بالذات للاستدلال على مصادر الكتب الحديثة في أمريكا وآخر مبتكرات العلم

    أما الأمر الثاني فهو تلك الزيارات المتصلة للمدارس الإسرائيلية في مصر والمحاضرات التي يريد طه حسين أن يقول فيها إنه كان لليهود حضارة تأثرت بها الجزيرة العربية في فجر الإسلام

    أما الأمر الجلل الخطر فهو توليه دار الكاتب المصري اليهودية عام 1945 م وإصدار مجلة الكاتب المصري الشهرية وعدد من المؤلفات المترجمة ذات الغرض الواضح
    فإذا أضفنا إلى هذا محاولة طه حسي ن في تبرئة عبدالله ابن سبأ اليهودي من تهمته الصريحة الواضحة في أثار الفتنة بين المسلمين مما أدى إلى مقتل الخليفة عثمان عرفنا إلى مدى ذهب طه حسين في وجهته نحو خدمة الفكر الصهيوني الحديث

    أطروحة إسرائيل والفنسون : تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
    يقول طه حسين في تقديم هذه الرسالة :
    الموضوع في نفسه قيم جليل الخطر بعيد الأثر جداً في التاريخ الأدبي والسياسي والديني للأمة العربية ، فليس من شك أن هذا المستعمرات اليهودية قد أثرت تأثيراً قوياً في الحياة العقلية والأدبية للجاهليين من أهل الحجاز وليس من شك في أن الخصومة كانت عنيفة أشد العنف بين الإسلام ويهودية هؤلاء اليهود
    وفي إنها قد استحالت من المحاجة والمجادلة إلى حرب بالسيف انتهت بإجلاء اليهود عن البلاد العربية ولم يكن تاريخ هؤلاء اليهود في بلاد العرب قبل الإسلام معروفاً على وجهه وإنما هي طائفة من الأخبار والأحاديث يرويها القصاص
    فإذا كان عالمنا الشاب ( يقصد إسرائيل والفنسون ) قد وفق إلى الخير في هذا الكتاب الذي قدمه إلى الجامعة المصرية ونال به شهادة الدكتوراه الذي أقدمه أنا إلى القراء سعيداً مغتبطاً فتوفيقه مضاعف ذالك لأنه وفق إلى أن يبسط تاريخ اليهود في البلاد العربية قبل الإسلام وإبان ظهوره بسطاً علمياً أدبياً ممتعاً في كتاب كانت اللغة العربية في حاجة إليه فأظفرها بهذه الحاجة ....................الخ
    وقد كان هذا التصريح من طه حسين مرتبطاً بآرائه التي أذاعها في الجامعة المصرية سنة 1935 م تحدث فيها عن اليهود وما حاول أن يجعل لهم أثر ، لا في الحياة العربية فقط بل في الحياة الأدبية أيضاً

    وقد كانت محاضراته أولاً في مدارس الطائفة الإسرائيلية بالإسكندرية في ديسمبر عام 1943 م عن اليهود والأدب العربي
    يتبع

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

  11. Question هذه حقيقة طه حسين وأمثاله

    نعم هذه هى حقيقة طه حسين
    ذلك الذى ادعى فى بعض كتاباته
    أ: "نه يجب علينا (يقصد عليهم هم) أنه عندما نتعامل مع القرآن أن نتعامل معه على أنه كتاب أدبى يصلح للنقد"
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم ما أصبرك
    على من كفر بك وجحدك
    يعيشون تحت سمائك ويكفرونك
    يأكلون من رزقك ويجحدونك
    إلهى ما أصبرك
    إلهى ما أحلمك

  12. Exclamation انتظروا طه حسين جديد (عمرو خالد)

    انتظروا طه حسين جديد (...)
    ذاك الداهية الإسلامى
    بينهما قاسم مشترك
    فالأول تعلم فى جامعة السربون بفرنسا
    والثانى يعمل رسالة ماجستير فى السيرة النبوية من جامعة ويلز ببريطانيا
    موضوعها كما قال بنفسه : مقارنة بين النموذج النبوي والنموذج الأوربى فى الإصلاح الاجتماعى
    شوفوا السفاهة إلى أى حد ؟
    أتوقع أن يعود الداهية الإسلامى (...) من ويلز بكارثة كالكارثة التى عاد بها طه حسين من السربون عندما نشر كتاب الشعر الجاهلى.
    الحمد لله الذى كفل حفظ دينه بنفسه
    ولولا هذا لضيعناه نحن أو لضيعه منا أعداؤنا
    الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة

    متابعة إشرافية
    مراقب 1

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: الحضارة التي يتباهون بها ...!
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-18-2016, 10:43 AM
  2. زنديق لندن يصدر كتاب جديد أسماه " الفاحشة الوجه الآخر لعائشة "
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-20-2011, 02:27 PM
  3. هل الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني ؟؟؟؟
    بواسطة فتيات الحقيقة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-13-2010, 06:14 PM
  4. الويل الويل
    بواسطة متروي في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-26-2008, 10:05 PM
  5. الوجه الآخر للدكتور طه حسين
    بواسطة قاهر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 06-15-2005, 11:15 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء