صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 44

الموضوع: خنفشاري ينفي عصمة النبي وعموم أحكامه بحجة أن العصمة والطاعة للرسول لا للنبي!!

  1. افتراضي

    بسم الله

    أولا : بشأن سؤال الأخ عن المقصود بالمخاطب في قولنا أن شخص النبي هو نفسه شخص الرسول هو نفسه شخص المدثر و هو نفسه شخص المزمل لكن المخاطب مختلف . و المقصود هو المخاطَب ، بفتح الطاء . أما ما أورده من أسماء حسنى فهي بشأن اختلاف المخاطِب بكسر الطاء . و اختلاف المخاطب بفتح أو المخاطب بكسر ينتج اختلافا في مؤدى الخطاب . إذ لو كان مؤدى الخطاب نفسه رغم اختلاف المخاطب بفتح أو كسر لكن هذا الاختلاف لا معنى له و لا حكمة فيه . و هو من العبث الذي يتعالى الله عنه و لا يجوز عليه لمطلق علمه . و هذه قاعدة عامة : اختلاف اللفظ يؤدي إلى اختلاف المعنى . فإن أدركنا هذا الاختلاف فبها و نعمت و إن لم ندركه فعدم إدراكنا هذا لا يقلب القاعدة . بل هو دلالة على أن المستوى العلمي الذي وصل إليه عصرنا لم يبلغ بعد درجة تأويل كل آيات الكتاب الكريم . و كتاب الله عطاؤه مستمر إلى يوم القيامة و لكل عصر عطاؤه من كتاب الله ، و لهذا فهو معجزة مستمرة و حجة دائمة . فحين يقول تعالى "نحن" فلا يقصد "أنا" بل يقصد "نحن" ، أدركنا الفرق أم لم ندركه . فإن أدركناه فلله المنة ، و إن لم ندركه فلن نبني على هذا قاعدة أخرى تقلب القاعدة . و لا حاجة للإخوة بإيراد كل آيات الكتاب علينا إثباتا لما يذهبون إليه من أن اختلاف المخاطب -بفتح أو كسر- لا ينتج اختلافا في مؤدى الخطاب . لأننا إن علمنا جواب ما يوردون أجبنا و إن لم نعلم لم يكن هذا حجة لهم علينا بل حجة لنا عليهم في أن المستوى العلمي لعصرنا لم يبلغ بعد تأويل كل الآيات و سيأتي زمان يزداد فيه العلم و يعلم الناس تأويل ما لم نعلمه . و ذلك مؤدى قوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " . و قد أوردنا مثالا يمكن القياس عليه ، حين قلنا أن المفسرين قبل عصرنا فهموا " في" في قوله تعالى " قل سيروا في الأرض " على المجاز بمعنى "على" لا على الحقيقة بمعنى "في " و هم معذورون ، فذاك أقصى ما بلغه المستوى العلمي لزمانهم ، ثم اتضح في زماننا أن الله تعالى حين قال " في الأرض " فهو يقصد في الأرض على الحقيقة ، لأن المستوى العلمي لزماننا ارتفع و زاد و أصبحنا نعلم أن الطبقة الغازية هي جزء من الأرض و أننا في الحقيقة نسير في الأرض لا عليها . و سأل الأخ عن قوله " لأصلبنكم في جذوع النخل " قائلا أن " في " هنا لا يمكن إلا أن تكون بمعنى " على " ، و رددت عليه أنه يقول هذا لأن هذا ما يتيحه لنا المستوى العلمي لزماننا ، لا لأن قوله هو الصواب . و حاله في هذا كحال المفسرين السابقين حين فسروا السير في الأرض بالسير عليها . ثم اتضح أنه سير فيها على الحقيقة . ثم قلت له بالحرف : " فلماذا لم يقل الكتاب الكريم على جذوع النخل و قال في جذوع النخل ؟ لأي حكمة ؟ عجزنا عن الجواب لا يعني أنه أراد ب"في" هنا "على" و إنما أراد ب"في" "في" و ما علينا إلا أن ننتظر يوما يتطور العلم ليشرح لنا كيف هذا و ليبين للناس مرة أخرى معجزة أخرى من معجزات الكتاب الكريم شهادة له أنه من عند الله ".
    فكان رد الأخ أن قال " عجزت عن الجواب لأنها تنقض و تفند دعواك " . و دعواي أنه تعالى حين يقول "في" لا يقصد "على" و حين يقول " يا أيها النبي " لا يقصد " يا أيها الرسول " و قس عليها . فإن جهلنا الحكمة من اختياره لفظا دون لفظ قريب منه فجهلنا هذا لا يلغي الفرق في القصد . و هذه هي دعواي التي بنيت عليها أن الخطاب بالنبوة غير الخطاب بالرسالة . كما أن "في" غير "على" علمنا الفرق أم لم نعلمه . و سأكتفي بما قلته بهذا الشأن . فمن رأى في ما قلته مقنعا فهو ذاك ، و من لم ير فيه مقنعا ، فله الحق في أن لا يقتنع و هذا شأنه .

    ثانيا : ما أورده الأخ على أنه قولنا إنما هو قول اقتبسناه عن الأخ الذي أورد علينا آية :" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ..." . إذ بعد أن أورد الأخ هذه الآية قال فيما قال : " وأنت ترى أنها مبايعة لا تلزمهم بالتوحيد ولا العفاف ... لأن المبايعة هنا كانت للنبي وليس للرسول !!!" . فرد الأخ إنما هو على كلام ليس لي . و ما قاله الأخ في شرحه للبيعة و أنها عهد لا يجوز نكثه بل هو ملزم لمن أعطاها فلا أخالفه فيه . و إنما كان موضوع النقاش بيني و بين الأخ الذي أورد آية البيعة هو الحكمة من خطابه فيها للنبي دون الرسول . و قد أجبته سابقا و لا حاجة لأن أعيد .

    ثالثا : بشأن موضوع المعروف و معانيه في الكتاب الكريم ، فأرجو أن يتاح لي الوقت لأجيب عنه في موضوع مستقل قريبا إن شاء الله .

  2. افتراضي

    رابعا : تعيد الأخت سؤالها قائلة أننا لم نجب عليه ، و سؤالها هو : " ما دليلك على هذه التفرقة بين لفظي الرسول و النبي من جهة الإلزام ؟ " و قد أوردت لها الجواب فلم يقنعها . فقلت لها إنه إن لم تقتنع فهذا حقها و لن نزيد على ما أوردناه . و سأعيد ما أوردته بأسلوب آخر : لا جدال في أننا مطالبون بطاعة الرسول و أننا ملزمون بهذه الطاعة لورود آيات كثيرة تأمرنا بهذا . و هذا دليل الإلزام الإيجابي . هذا من ناحية . من ناحية أخرى لا نجد في الكتاب الكريم أمرا صريحا يلزمنا بطاعة النبي كما هو موجود بشأن الرسول . فمن يقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما أننا ملزمون بطاعة الرسول سواء بسواء فعليه أن يأتي بدليل على هذا . فكيف نقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما نحن ملزمون بطاعة الرسول و لا يوجد أمر صريح بهذا الإلزام ؟ من جاءت هذه التسوية في الإلزام ؟ . من ناحية ثالثة ، نجد آيات في لوم النبي و عتابه صلى الله عليه و سلم و لا نجد مثلها في الرسول ، و هذا يدل على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول ، و عدم عصمته هذه أتت من كونه هو المجتهد الأول في تطبيق الرسالة الإلهية على واقعه الخاص و ظروف زمانه الخاصة . لهذا فهو يخطئ و يصيب . و لكون زمان النبي و ظروفه غير زماننا و ظروفنا فلا يمكن أن يلزمنا اجتهاده الذي يتأثر بالزمان و المكان . أما الرسول فهو حامل الرسالة مبلغها و ليس عليه بصفته رسولا إلا البلاغ . و الرسالة أبدية صالحة لكل زمان و مكان ، و علينا أن نجتهد بدورنا لتطبيقها في زمننا كما اجتهد النبي صلى الله عليه و سلم لتطبيقها في زمانه ، فنحن نستفيد من اجتهاده لكننا لا نلزم به لاختلاف الزمان و الظروف و الوقائع . لهذا ورد الأمر اللزوم بطاعة الرسول ما لم يرد مثله في النبي ، و لهذا نجد اللوم و العتاب موجها للنبي بصفته نبيا و لا نجده موجها للرسول بصفته رسولا . من ناحية رابعة : الأخت تقول أن هناك اختلافا في الدلالة اللغوية بين لفظي الرسول و النبي ، و هو ما نتفق عليه . لكنها لا ترى أن هذا الاختلاف اللغوي ينعكس في اختلاف تشريعي . و هنا مكمن الخلاف بيننا . لكن إن لم ينعكس فما جدواه ؟ . و نعيد القول أنه إن لم تقتنع الأخت بما أوردناه فهذا حقها .

    خامسا : بشأن الآية " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " فالمخاطَب هنا هو الرسول ، لأن الآية التي سبقتها تقول " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا "

    سادسا : بشأن الآية : " إلا تنصروه فقد نصره الله .." فالخطاب موجه للذين آمنوا ، لا اختصاص بالمقصود بالنصر هنا فهو للرسول و للنبي ، فالرسول منصور و النبي منصور.

    سابعا : بشأن قوله : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" فالآية بتمامها :" لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " فالآية تتحدث عن الرسول ، لكن الضمير في " أمره " عائد لله تعالى . و إن قال بعضهم أنه عائد للرسول فلا بأس ، لأن طاعة الرسول من طاعة الله .

    ثامنا : بشأن قوله تعالى : " وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " فالآية بتمامها : " قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " واضح أن المقصود هنا هو الرسول صلى الله عليه و سلم .

    تاسعا : بشأن قوله تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فالمخاطب هنا هو الرسول صلى الله عليه و سلم ، ففي نفس السورة – آل عمران – في آية قبلها يقول تعالى : " فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" و الخطاب هنا للرسول لأنه هو الذي ما عليه إلا البلاغ .

  3. افتراضي

    عاشرا : أوردت الأخت حديثا منسوبا للنبي صلى الله عليه و سلم ، ثم سألت سؤالا فتحت به موضوعا جديدا حول السنة . فأقول : لم يرد في الكتاب الكريم أمر باتباع السنة وبأنها وحي ، بل نحن مأمورون بنص الكتاب باتباع الكتاب وحده و أن نجعله حكما بيننا على ما اختلفنا فيه . و هذا ما ينفي أي سلطة تشريعية لغير كتاب الله . و من هنا لا تلزمني حجة من احتج بغير كتاب الله . و إن شاء الإخوة أن يفتحوا موضوع السنة فلا مانع لدي .

    و أخيرا : قال الأخ بشأن آية التحريض أن الخطاب هنا ليس وعظيا فحسب ، بل هو شامل لحكم تشريعي ، و هذا الحكم هو حرمة الفرار من الزحف . ثم تحدث عن وجود نسخ في العدد .
    و نقول أن الآيتان كالتالي : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ
    الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "
    ففي حالي القوة و الضعف نجد أن المؤمنين هم الغالبون . في حال القوة المرتبط بالتحريض على القتال يغلب العدد منهم عشرة أضعافه . و في حال الضعف المرتبط بالتخفيف يغلب العدد منهم ضعفه . ففي الحالين هم الغالبون . فأين ما يقوله الأخ عن الفرار من الزحف ؟ و هل يفر الغالب من المغلوب ؟
    الأمر بالتحريض على القتال صدر للنبي فهو ملزم له ، و الهدف من التحريض الوصول إلى أقصى قوة مثلتها الآية في أن عدد من المؤمنين يغلب عشرة أضعافه . و ليس هنا خطاب وعظ بل هو خطاب أمر إلهي للنبي بتحريض المؤمنين على القتال لبذل أقصى جهد ممكن. و قد يستجيب المؤمنون لهذا التحريض بكل قوتهم دون ادنى ضعف فيغلب العدد منهم عشرة أضعافه . و قد تضعف استجابتهم و تضعف و تضعف لضعف فيهم إلى أن تصل إلى حدها الأدنى و هو أن العدد منهم يغلب ضِعفه . إذن لا ذكر للفرار و لا وعيد بشأنه . و لا وجود لخطاب وعظي . و الآية إنما تتحدث عن التحريض على القتال لا عن الأمر بالقتال . فالأمر بالقتال في سبيل الله خاطب به تعالى المؤمنين مباشرة فهو ملزم لهم بهذا ، اما الأمر بالتحريض فمخاطب به النبي صلى الله عليه و سلم فهو ملزم له وحده و ليس على المؤمنين تبعا له أن يحرضوا هم أيضا على القتال . و عليهم أن يستجيبوا للتحريض ببذل أقصى الجهد و هذا هدف التحريض . لهذا اختلف العدد الوارد ، فالاستجابة بالجهد لا تتماثل بين مؤمن و آخر و بين يوم و آخر . و ليس في الآية تشريع و لا فيها نسخ .

    و بعد : فإنني أستأذن في الغياب مدة لحاجات علي قضاؤها . و لنا عودة كما أرجو إن شاء الله .

    و السلام عليكم

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميل نبيل أصبحت تكرر نفس الكلام وتجتره ولم تأتي بجديد, لكن...

    لنتفق أولاً انك تدعو صراحة إلى عصيان الله, وإليك الدليل:
    بما انك تقول (نحن ملزمون بطاعة الرسول لا النبي) هذا يعني بالضرورة انك غير ملزم بطاعة أي نبي من أنبياء الله. وبما أن الله يقول ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) إذاً نبيل غير ملزم بطاعة أي نبي سواء تكلم بوحي أم لا. النتيجة: عقيدة نبيل تحلل له عصيان الله وعدم الالتزام بكلامه الذي يجري على لسان أي نبي.. وهكذا حتى إن كان النبي يتكلم دون وحي تارة ويعاتبه الله تارة أخرى إلا انه يتكلم بوحي أيضاً بصفته نبي كما يخبرنا الله انه يوحي إليه كما أوحى للنبيين من قبله. وعدم إلتزامك بطاعته لا يعني فقط عدم إلتزامك بما عاتبه الله فيه بل هو عدم إلتزام بالوحي الذي تكلم به. وهكذا ترسخت حقيقة جهرك بعصيان الله وعدم إلتزامك بالوحي!

    الزميل مشوش يخلط بين وجوب الطاعة وبين العصمة.
    إذا كان عدم طاعة الوالدين في معروف هو أمر مستقبح, فمن باب أولى أن تستقبح عدم طاعتك لأنبياء الله في غير الوحي. ولذلك استشهدتُ بقوله تعلى (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )
    نحن هنا نتحدث عن القاضي وحاكم الواجب طاعته وهذا لا يشترط فيه علم الغيب بل كما قال المصطفى (لعل أحدكم أن يكون ألحن في حجته من صاحبه، فمن اقتطعت له من حق أخيه شيئًا فإنما أقتطع له قطعة من النار) وكذلك في الآية السابقة النبي حاكم أخذ بظاهر الأمر, الشاهد أن الله نصب النبي قاضياً وحاكماً وأنت تقول انك غير ملزم بطاعته. ولذلك سألتك ماذا قال كل شخص عند استئذانه ؟
    إذا قال (يا نبي الله إئذن لي).. فلما لم يقل له انه غير ملزم بطاعته كنبي (كما تدعي أنت) ؟ لم تجب!
    وإن قال له (يا رسلول الله إئذن لي) .. فلماذا وصفه الله بالنبي في ذلك الموقف ؟ لم تجب!
    الآية هذه حجة لنا على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول ، لأننا نقول أن النبي عوتب و ليم و هذا دليل عدم عصمة النبي و هو ما لم يقع للرسول ،
    هذه حجة ضدك -ما دمت تفرق بين شخصية النبي و شخصية الرسول - فقول الله ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ) هو عتاب وخطاب موجه للرسول الذي ذكر بتلك الصفة -أي الرسول- في تسعة آيات قبل معاتب الله له, وفي المقابل لن تجد ذكر إسم (النبي) ولو مرة واحد قبل الآية 43. ولا قبل الآية 61. وهذا دليل آخر أن معاتبة الله للنبي هي نفسها معاتبة الرسول وكذلك طاعة النبي هي نفسها طاعة الرسول.
    ولا تنسى أن ردك لا علاقة له بالشاهد الذي لم تستوعبه .. فطاعتك له كحاكم واجبة حتى إذا حكم لخصمك الألحن في حجته منك.
    ولا تنسى ان عدم التزامك بطاعته ليس مقتصرا على ما عوتب عليه .. بل أيضاً -تدعي- انك غير ملزم بكل ما يقوله بما في ذلك الوحي.
    إذ لوكان الرسول هو المستأذن - بفتح الهمزة - بدل النبي لما جاز عليه الخطأ و بالتالي العتاب .
    بنفس المنطق الفاسد أقول لك, لو كان النبي هو المستأذن لما جاز عليه الخطأ والعتاب لأنه ما سمي نبياً إلا لان الله ينبئه كما أنبأ نوح (وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) .
    ثم من أين جئت باختراعك أن معاتبة الله لنبي دليل على عدم وجوب إتباعه؟ ألم تقرأ قوله تعالى (#لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) فتوبة الله على النبي لا تعفي الصحابة من عدم إتباعه بل بالعكس الله خص بالتوبة من اتبعوا النبي . وبما انك تفرق بين الرسول والنبي في الإتباع.. المفترض ان تذكر الآية (إتباع الرسول) بدل (إتباع النبي) .. هذا مثل آخر على بطلان كلامك!

    من وسائل الهروب والمراوغة عندك:
    عندما آتيك بآية تقول أن طاعة النبي واجبة .. فلا تقل أن تلك الطاعة معلومة في آيات أخرى, بذلك تهرب إلى الأمام ودون تفكير. لم يدعي أحد انحصار الطاعة في تلك الآية بالذات حتى تخبرني عن آيات أخرى. بل الشاهد في الآية هو بطلان إدعائك انه لا توجد آية تشير إلى وجوب طاعة النبي . وعلى أساس هذا الإدعاء الكاذب حاولت ان تقنع القارئ انك غير ملزم بطاعته .

    أمثلة على مراوغتك:
    يقول الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ) الآية..
    تجيب: ((النهي عن الشرك و السرقة و الزنا و القتل والبهتان لم ترد في هذه الآية وحدها لكي يقول الأخ ما قال))
    مرة أخرى أنت تلجأ هنا إلى الإفتراء وكأني إدعيت أن ما جاء في الآية لم يرد في آيات أخرى. هذا غير صحيح بل الشاهد أن الآية دليل قاطع على وجوب طاعة النبي عموماً وطاعته في أهم أمر في الدين ألا وهو التوحيد. والعجيب أن الكبر غلبك وقلتَ أن المبايعة على التوحيد أمر غير ملزم أحياناً !!!! وذلك حتى لا تلتزم بطاعته !!!! الدليل في كلامك التالي: (( فإن لم تلزمهن هذه الآية ألزمتهن آيات اخرى كثيرة تنهى عن كل هذه الأمور ))
    هذا الكلام لا يصدر عن عاقل! كيف لا يلتزم المؤمن بالتوحيد في آية ويلتزم به في آية أخرى! يا رجل قل كلام يعقل ودعك من الكِبر. كيف تجرؤ على القول أن مبايعة النبي على عدم الشرك هو أمر غير ملزم في هذه الآية بالذات؟ ثم تتفلسف حول قوله "و لا يعصينك في معروف " وهذا أيضاً لا يغير من الشاهد الذي أراك مرعوباً منه. الشاهد أن المؤمنات بايعن النبي على أمور كثيرة من أهمها التوحيد. أجبني عن هذه الآية بالذات وعن المبايعة على عدم الشرك بالتحديد. أليس ذلك دليل قاطع على كذبك عندما أدعيتَ انه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى وجوب طاعة النبي (لا الرسول) ؟

    نفس المراوغة تتكرر :
    استشهدتُ بقوله تعلى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) حتى أرد على نفس إدعائك السابق. لكنك لجأت مرة أخرى إلى نفس أسلوبك في الهروب إذ تقول: ((فقد وردت آيات عدة تأمر المؤمنين بالقتال في سبيل الله و هو خطاب لهم من الله مباشرة ))
    وهكذا ثبت بالدليل القاطع انك فاقد لبوصلة التفكير كلياً. ولابأس أن أشرح لك مرة أخرى: لم أستشهد بالآية لأثبت أن الأمر بالقتال محصور في هذه الآية .. بل حتى أبين لك أن في القرآن آيات تثبت وجوب طاعة النبي. ومتى تبث ذلك تسقطت حجتك الوحيدة التي على أساسها ادعيت انك غير ملزم بطاعة النبي.

    لماذا تدعي أن الصحابة غير ملزمين بتحريض النبي؟
    تقول لان التحريض هنا هو فقط "رفع معنويات". وهذا خطأ فاحش لان "رفع المعنويات" ليست أحكام وتكاليف حتى تنسخ وتخفف ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ ). لكن سأسايرك جدلاً إلى حين ولنقل انك في زمن الرسول .. إذاً أنت لا ترى نفسك ملزما بالجهد الذي قام به النبي في سبيل رفع معنوياتك. أليست هذه وحدها من علامات النفاق؟ إذا بذلت والدتك جهدا يسيراً لتحضرك لك الماء ستشربه وإن لم تكن عطشان. فما بالك إذا بذل النبي جهداً كبيراً لتحريض المؤمنين واستنفارهم فمن يا ترى سيرى نفسه غير ملزم بذلك الجهد غير المنافقين ؟؟؟

    هل ذلك للتحريض من الله أم لا؟
    الله هو الذي أمر نبيه أن يحرض المؤمنين وان يكلفهم (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) والله هو الذي خفف عنهم بعد ذلك ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ ) وبالتالي سواء أدعيتَ أن الله خفف عنهم "رفع المعنويات" !!! أو خفف عنهم تكليفا ما .. فأنت في الحالتين تدعي انك غير ملزم بكلام الله الذي به حرض النبي المؤمنين.

    تخبطك في تفسير معنى التحريض.
    تقول ( إذ لو وردت بخطاب للرسول ، لكان ملزما للمؤمنين أن يستجيبوا للتحريض)
    إذاً التحريض في حد ذاته ليس مجرد رفع للمعنويات كما قلت من قبل بل هو كما تقول الآن وكما تخبرنا الآية يحوي تكليفا يمكن للمرء أن يلتزم به أو يتركه, وهذا هو الشاهد الذي نحتاجه! أنت تقول الآن انك ملزم بالطاعة إذا كان المحرض رسولاً وغير ملزم إذا كان المحرض نبياً رغم أن تحريضه في حد ذاته لم يتغير ورغم انه أمر من الله في جميع الأحوال.. مرة أخرى أثبتَ انك لا ترى نفسك ملزما بكلام الله. تلخيصاً لما سبق: حتى لو ادعيت أن النبي كان يرفع فقط معنويات الصحابة .. فقولك انك غير ملزم بجهد النبي هو نفاق باطن وقلة أدب ظاهرة مع النبي . وحقيقة الأمر أن تحريض النبي ليس مجرد رفع معنويات بل هي أوامر من الله نسخها الله في الآية التي تلتها..

    وشهد على نفسه من حيث لا يدري.
    أورد الأخ آية : " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد .. " و يربطها الأخ بآية التحريض على القتال . و لا وجه للربط هنا ، لسابق ما قلناه ، و نضيف إليه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بتحريض المؤمنين حصرا على القتال : " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال .. " و الأعراب المخلفون لم يرد لهم وصف بالإيمان . بل ما ورد في حقهم كان عكس هذا . فلا وجه للأخ فيما أورده
    من فمك أدينك..
    بما انك تقول أن التحريض موجه للمؤمنين حصراً وبما انك لا ترى نفسك ملزماً به.. هكذا أخرجت نفسك من دائرة الإيمان.
    ما يسري على بعض الأعراب يسري عليك لأنك ترى في نفسك ما تراه في الأعراب الغير معنيين بالتحريض ..
    النتيجة ان بينك وبين المنافقين قاسم مشترك: أنتم غير معنيين بذلك التحريض ولا ترون أنفسكم ملزمين به !

    فقد الرجل بوصلته من جديد:
    . أما بشأن إيعادهم بالعذاب الأليم ، فليس لعدم استجابتهم للتحريض بل لنفاقهم و ظنهم بالله ظن السوء ،
    سبحن الله كيف تفهم! .. يا عزيزي ليس الخلاف حول نفاق بعض الأعراب. بل الشاهد هو عن نتيجة نفاقهم الذي قادهم إلى تخلفهم عن تحريض الجيش و استنفاره للجهاد ... فصلك بين (عدم الاستجابة للتحريض) و بين ( النفاق او الوهن) هو تفريق ساذج أرجو ان لا تكرره حفاظا على ماء وجهك. أنظر ستناقض كلامك فوراً (( و من هنا أوعدوا بالعذاب الأليم إن تخلفوا مرة أخرى))
    إذاً الله يعذبهم عن تخلفهم .. تخلفهم عن القتال بعد سماعهم لدعوة الجهاد وبعد تحريض واستنفار الجيش.. فلماذا قلت من قبل ان الوعد بالعذاب ليس بسبب عدم استجابتهم للتحريض؟

    التشتيت لن ينفك:
    ، اما عن نفاقهم ، ففي الآية الحادية عشرة من نفس السورة - سورة الفتح - " سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا اموالنا واهلونا فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم ... " أما عن سوء ظنهم ، ففي الآية التي تليها تماما : " بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا " ثم يقول تعالى بعدها تماما : " وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا "
    هذه عينة من حشوك لكلام ليس محل خلاف أصلاً. ركز معي يا عزيزي: لا خلاف في نفاق بعض الأعراب وسوء ظنهم بالله ..
    لكن الخلاف هو في فصلك بين الاستجابة للتحريض و بين الإيمان.
    فالمسألة إذن ليست مسألة عدم استجابة للتحريض بل مسألة إيمان و كفر .
    سبحن الله على بعض العقول. وحدة وحدة ستفهم : هناك من الأعراب منافقين ... هذه سهل أكيد فهمتها.
    وبما أنهم كذلك فمن البديهي أن يتخلفوا عن أي تحريض للجهاد لظنهم مثلك أنهم غير ملزمين بطاعته .

    في الختام أكتفي بتذكيرك بنقطتين:
    1- عدم إلتزامك بطاعة النبي يعني : عدم إلتزامك بكلامه كقاضي حين يحكم بظاهر الأمر وهذا نفاق منك ! ويعني أيضاً عدم التزامك بأي كلامك تلفظ به النبي حتى وإن كان وحياً من عند الله, وهذه دعوة صريحة لعدم طاعة الله الذي قال ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) إذاً هروبك إلى معاتبة الله لأنبيائه لا يخدمك لان عدم الالتزام بطاعتهم يعني بالضرورة عدم طاعة الله فيما أوحي إليهم.
    2- بلغ بك الكبر درجة ادعيت فيها أن المبايعة على التوحيد ملزمة في بعض الآيات و غير ملزمة في آيات أخرى.. وإذا تراجعت عن ذلك تكون قد اعترفت أن مبايعة المؤمنات للنبي على أن لا يشركن بالله هو دليل قاطع على وجوب طاعة النبي .
    يا رجل دعك من هذه الصورة البشعة التي تدافع عنها.. بالله عليك هل إذا أمرك النبي بأمر.. هل ستقول له (لست ملزما بطاعتك كنبي).

    يتبع إن شاء الله ...

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  5. افتراضي

    بسم الله
    كنت قد استأذنت في الغياب مدة لحاجات , ثم وجدت أنه يمكنني المرور على النقاش هذا اليوم . و تأجيل ما أنا بصدده من سفر طويل إلى غد . و عليه أقول :

    أورد الأخ الآية : " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا " ثم قال أنني لست ملزما بطاعة أي نبي من الأنبياء سواء تكلم بوحي أم لا .
    أقول : النبي يوحى إليه و الرسول أيضا يوحى إليه . و الوحي الموحى به للنبي غير الوحي الموحى به للرسول. و ما يلزمنا هو الوحي الموحى به للرسول . فنبوة النبي صلى الله عليه و سلم غير رسالته . و كلاهما وحي . و قد ذكرت أن الخطاب للنبي غير ملزم لغير من خوطب به . و أن الخطاب للرسول ملزم إلزاما أبديا .

    سأحاول بعد قليل - بقدر ما هو متاح لي من وقت- أن أطرح ما أود طرحه اختصارا في موضوع المعروف و المقصود منه .

    و السلام عليكم

  6. افتراضي

    بسم الله

    بشأن المعروف ، و تبعا له المنكر و الحلال و الحرام .
    هناك دائرتان لا تتداخلان أبدا : دائرة الحرام و دائرة الحلال . و هما من اختصاص الله تعالى وحده لا حق فيها لغيره . فلا أحد يحرم إلا الله و لا أحد يحلل إلا هو سبحانه . لأن الحرام أبدي مطلق لا يتحول إلى حلال و الحلال أبدي مطلق لا يتحول إلى حرام مهما تطاول الزمان و تغيرت الظروف ، و لهذا فتشريعهما إنما هو من حق من له العلم المطلق ، و ليس هذا لغير الله تعالى .
    اما المنكر و المعروف فكلاهما حلال ، و هما في دائرة الحلال . إذ لا معروف و لا منكر في دائرة الحرام . و المعروف هو ما عرفه ناس في مجتمع معين و زمن معين و مكان معين من عوادئهم و تقالديهم مما ليس فيه حرام . و المنكر هو ما أنكره ناس في مجتمع معين و زمن معين و مكان معين من عوائدهم و تقالديهم مما ليس فيه حرام . فرب أمر يعرفه الناس في اليمن و مألوف لديهم ينكره الناس في المغرب لكونهم لم يألفوه .

    و المعروف و المنكر هما جزء أساسي من هوية أي مجتمع و احد الصمامات المهمة في الحفاظ على هويته و تماسكه و عدم اضطرابه .
    لهذا وجب الأمر بالمعروف و وجب النهي عن المنكر . أي وجب علينا أن ننهى من يخالف تقاليد مجتمع نحن أهله و عاداته ما دامت في دائرة الحلال للحفاظ على هوية ذلك المجتمع و تماسكه . و نامر باحترام هذه التقاليد و العادات .
    و لكون المعروف و المنكر في الناس مفتوحا لا حد له لكون عادات الناس و تقاليدها لا حد لتنوعها و تعددها . لكونها كذلك فلا يمكن حصرها في قائمة محدودة ، فلن نجد في الكتاب الكريم قائمة بالأمور المنكرة و التي تتحدد بناء عليها الأمور المعروفة ، كما هو الحال في الحرام و الحلال . فلكون المنكر و المعروف متغير بتغير الزمان و المكان بين مجتمع و آخر لم يرد له عد و حصر في كتاب الله .

    قد يأتي أخ يقول لي أن لحم الخنزير امر متعارف عليه في المجتمعات الغربية ، فهل هذا يجعله معروفا ؟ اجيبه بتذكيره أن المعروف و المنكر كلاهما حلال ، و اكل لحم الخنزير غنما هو حرام . فكونه معروفا عن مجتمع معين لا يجعله حلالا . إنما حديثي عن المعروف و المنكر في دائرة الحلال . إذ لا عبرة بهذا التصنيف و لا معنى له في دائرة الحرام .

    و السلام عليكم

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ملخص كلامكم
    النبي يوحى إليه و الرسول أيضا يوحى إليه . و الوحي الموحى به للنبي غير الوحي الموحى به للرسول. و ما يلزمنا هو الوحي الموحى به للرسول . فنبوة النبي صلى الله عليه و سلم غير رسالته . و كلاهما وحي . و قد ذكرت أن الخطاب للنبي غير ملزم لغير من خوطب به . و أن الخطاب للرسول ملزم إلزاما أبديا .
    إذاً أنت تدعي أن الوحي الخاص بالنبي غير مُلزِم لغيره. والقرآن يكذبك في هذا الإدعاء, قال تعالى:

    وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة.

    الله اصطفى طالوت ملكا, فهل طاعة النبي في هذا الأمر واجبة أم لا؟

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  8. افتراضي

    بسم الله

    قلت بالحرف الواحد ان خطاب النبوة ملزم فحسب لمن خوطب به لا لغيره . و الآية التي أوردها الأخ عن طالوت هي مثال على هذا . فهذا النبي قال لقومه أن الله بعث إليهم طالوت ملكا . فملكه عليهم ملزم لهم وحدهم لا لغيرهم . فأين وجه الإلزام لنا نحن . فأرجو من الأخ أن ينتبه إلى أن خطاب النبوة لا إلزام فيه لغير من خوطب به في عصر النبي . فهو إلزام محدود مرحلي . اما خطاب الرسالة فهو ملزم أبدي . فخطاب النبوة لا يلزمنا و خطاب الرسالة ملزم لنا . و ملزم لمن يأتي بعدنا إلى يوم القيامة . فطاعة النبي واجبة فيمن ورد لهم الخطاب لا في غيرهم . فهو ليس وجوبا عاما أبديا . أرجو أن يكون الأمر قد اتضح .

    و السلام عليكم

    و السلام عليكم

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بدأت تترنح يا عزيزي, الآن و بعد أن علمت أن في القرآن أوامر صريحة بوجوب طاعة الأنبياء وآخر الأمثلة في (247) البقرة. الآن تتراجع لتقول:
    خطاب النبوة لا إلزام فيه لغير من خوطب به
    وبما اننا نحن المخاطبون .. تراجعت مرة أخرى لتقول:
    خطاب النبوة لا إلزام فيه لغير من خوطب به في عصر النبي
    أفهم من ذلك أن كل محاولاتك السابق لإنكار إلتزام الصحابة بكلام النبي كانت محاولة تضليل منك؟
    المهم انك اعترفت أخيراً أن كل صحابي ملزم بطاعة محمد كنبي !
    نتفق على ذلك أولاً ثم ننتقل الى السؤال هل محمد ابن عبد الله هو (نبي لصحابته ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
    التعديل الأخير تم 05-18-2008 الساعة 05:57 PM

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  10. افتراضي

    بسم الله

    لا وجود فعلا في الكتاب الكريم لأمر يلزمنا بطاعة النبي كما هو موجود في طاعة الرسول ، لأن طاعة النبي ملزمة لمن خوطب بها في زمن النبي حصرا لا لغيرهم مثلنا نحن . لأن طاعة النبي غير أبدية كطاعة الرسول ، لهذا لا تلزمنا طاعته . فأين للأخ ما قاله عن ترنح ؟

    اما عن الصحابة فإن كان المر صادرا لهم بخطاب النبوة كما صدرت اوامر لنساء النبي بخطاب النبوة كونهن نساء نبي ، فهم ملزمون بهذا الأمر وحدهم دون غيرهم ممن يأتي بعدهم . و مثاله تلك الآيات التي خوطبت فيها نساء النبي بالنبوة لا بالرسالة ، و قلت حينها أن ما ورد فيها من أوامر لهن حصرا . فنعم ، الصحابي ملزم بطاعة النبي و هو في عصر النبي إن كان الخطاب موجه له باسم النبي . و لا يلزم غيره . و هو في كل الأحوال خطاب ملزم لمن خوطب به في زمن النبي لا لنا نحن ممن جاء بعده . لهذا قلت و اكرر أن خطاب النبي لا يلزمنا كما يلزمنا خطاب الرسول .

  11. افتراضي

    أما ما قاله الأخ بشأن ناقة صالح عليه السلام . فلا شأن لنا به ، لأننا إنما نتحدث عن الإلزام في رسالة محمد صلى الله عليه و سلم التي نسخت كل الرسالات ممن جاءت قبلها . فحين اقول أن خطاب الرسول ملزم ، فالمقصود هو الرسول صلى الله عليه و سلم لأن رسالته جاءت عامة للناس كلهم و أبدية إلى يوم القيامة .

    و السلام عليكم

  12. افتراضي

    خطاب النبوة لأي نبي لا يلزمنا ، و خطاب الرسالة لأي رسول دون الرسول محمد صلى الله عليه و سلم لا يلزمنا . هذا هو الأمر ببساطة

  13. افتراضي

    طاعة النبي ليست واجبة إلا لمن خوطب بها في زمن النبي .

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وجزاك الله خيراً أخي فجر الإسلام الصارخ

    عزيزي نبيل من البديهي أننا نتحدث عن علاقة النبي بمن بُعث إليهم .. فلا تحاول الرد على كلام لم يدعيه أحد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل مسلم مشاهدة المشاركة
    طاعة النبي ليست واجبة إلا لمن خوطب بها في زمن النبي .
    كلام بدون دليل بل ومناقض للقرآن .. وسأثبت لك ذلك بعد ان تجيبني على آخر سؤال في هذه المداخلة.
    تقول الآن:
    اما عن الصحابة فإن كان المر صادرا لهم بخطاب النبوة كما صدرت اوامر لنساء النبي بخطاب النبوة كونهن نساء نبي ، فهم ملزمون بهذا الأمر وحدهم دون غيرهم ممن يأتي بعدهم . و مثاله تلك الآيات التي خوطبت فيها نساء النبي بالنبوة لا بالرسالة ، و قلت حينها أن ما ورد فيها من أوامر لهن حصرا .
    ما زلت تترنح للأسف. لأنك في الأصل قلتَ أن تلك البيعة للنبي على عدم الشرك ليست ملزمة لهن في تلك الآية .. بل ملزمة لهن في آيات أخرى لها علاقة بالرسالة لا النبوة... هذا كلامك وأنت الآن تتراجع عنه.
    ، الصحابي ملزم بطاعة النبي و هو في عصر النبي إن كان الخطاب موجه له باسم النبي . و لا يلزم غيره . و هو في كل الأحوال خطاب ملزم لمن خوطب به في زمن النبي لا لنا نحن ممن جاء بعده . لهذا قلت و اكرر أن خطاب النبي لا يلزمنا كما يلزمنا خطاب الرسول .
    وهذا تراجع آخر. أنت لم تقل من قبل أن الصحابي ملزم بطاعة محمد كنبي. وإن شئت آتيك بعشرات الأسطر من كلامك تحاول فيها إنكار وجوب طاعة الصحابة للنبي . أليس هذا كلامك في المداخلة رقم 10:
    فليس هناك الزام بالاستجابة للتحريض . و لا علاقة له بالإلزام بالقتال في سبيل الله ، لهذا وردت الآية بخطاب للنبي دون الرسول ، إذ لو وردت بخطاب للرسول ، لكان ملزما للمؤمنين أن يستجيبوا للتحريض
    هنا أنت تقول أن هذا التحريض الذي هو أمر من الله و الذي خففه بعد ذلك ...
    تقول عنه أنه غير ملزم للصحابة إذا خاطبهم كنبي وملزم لهم إذا خاطبهم كرسول !!
    والآن تناقض نفسك وتقول أن كل أمر من النبي ملزم للصحابة حتى وإن خاطبهم كنبي !

    ================================================== ======

    ليس الهدف هو صناعة نصب تذكاري لتناقضاتك.. بل الهدف هو البحث عن الحق..
    المهم انك اعترفت الآن بجزء من الحق بإقرارك أن طاعة الصحابة للنبي واجبة ... ننتقل الآن إلى السؤال التالي :
    هل محمد ابن عبد الله (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
    فقط أجبني مشكوراً على ذلك حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته .. أم لا؟؟
    .

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  15. افتراضي

    أولا : بشأن آية البيعة ، أنا قلت ردا على الأخ: إن لم تلزمهن ألزمتهن آيات أخرى . و هذا يعني أن البيعة تلزمهن لكون البيعة واجبة الوفاء و من نكث بها فقد خان امانته . و قلت أن سبب ورود الخطاب هنا للنبي هو عدم عصيانهن في معروف ، و المعروف قلت أنه ما تعارف عليه المؤمنون في زمن النبي في المدينة زمن النبي . و لكونه وارد كبند من عدة بنود شكلت البيعة جاء الخطاب للنبي ، لأنه لو جاء للرسول لألزمنا نحن أيضا باتباع ما تعارف عليه أهل المدينة وقت النبي . أما باقي البنود فلا يمكن فصلها عن بند المعروف . لأنها كلها تشكل بيعة ملزمة التنفيذ إن تم إعطاؤها . لكن هذه البيعة لا تلزمنا نحن لأن فيها بندا لا يمكننا أن نتلزم به . اما باقي البنود ، فإن فهم الأخ من قولي أن خطاب النبوة لا يلزمنا و استنتج منه أن التوحيد لا يلزمنا لأنه وارد في هذه الآية ، اجبت أنه إن لم يلزمنا في هذه الآية فهو يلزمنا في غيرها .
    لكن اكرر ، الحكمة من إيراد الخطاب للنبي في الآية هو بالذات و التحديد بند المعروف لا غيره .

    اما بشأن آية التحريض ، فالخطاب فيها موجه للنبي يامره بتحريض المؤمنين ، فهو لا يلزم غيره بأن يحرض هو أيضا على القتال . هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، قلت أن الحكمة من التحريض هو بذل أقصى جهد و ، قد تلت آية التحريض آية تدل على أنه قد لا ينجح هذا التحريض لضعف في المؤمنين بطبيعتهم بشرا . فلو كان الامر بالاستجابة للتحريض ملزما لهم - و قد قلت هذا - لوجب عليهم أن يغلب العدد منهم عشرة أضعافه مهما كان . فأرجو من الآخ أن يعيد قراءة ما كتبت .
    و السلام عليكم

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على السنة النبوية
    بواسطة المستشار سالم عبد الهادي في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-06-2018, 09:44 PM
  2. حباً بحب ( من بيحب النبي كده ) فيديو لمحمد نجاتي سليمان
    بواسطة محمد نجاتي سليمان في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-19-2012, 04:29 PM
  3. حديث شريف عن السمع والطاعة في غير معصية
    بواسطة مهاجر في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-02-2008, 06:07 PM
  4. عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على السنة النبوية
    بواسطة المستشار سالم عبد الهادي في المنتدى المستشار سالم عبد الهادى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2006, 11:47 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-24-2005, 06:29 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء