1 ـ يتكلم قطب رحمه الله حول الرأسمالية في صورتها الحقيقية الإقطاعية .. فيتحدث بكل واقعية حول تأثير هذا الانقسام والاستعباد على " الشرف " و " العرض " ! فيتحدث حول تفريغ الطاقات النفسية والغرائز الجسدية في حال الفراغ الروحي والتفرغ الجسدي لدى طبقة الإقطاعيين الرأسماليين .
(( وماذا يصنع أؤلئك الفتيان المرد ، وأؤلئك الشيوخ المترهلون ، الذين تجبى إليهم ثمرات الكد والعرق والدماء ، من جهود الألوف الجياع الحفاة العراة .....
ماذا يصنعون إلا أن يفكروا في لذائذ الحس ، وشهوات الجسد ، والترف الناعم الرخيص ؟ .......
وهم يملكون قوة الإغراء .. المال .. وعلى الضفة الأخرى أؤلئك المحرومون التاعسون ، ضعفاء أمام ذلك الإغراء ، طلاب حياة وكلاب متاع كذلك ، فلا يجدون إليهما سبيلا من وجه شريف ... فالشرف آخر حرفة في مصر تدر على أصحابها الكفاف !
عندئذ ينقسم المحرومون والمحرومات فريقين : فريق السماسرة وفريق الضحايا . فريق القوادين وفريق الرقيق ـ ولا عبرة بالفريق الثالث : فريق الشرفاء الذي يأبي أن يخضع للإغراء العنيف . إنه فريق الذين لا يريدون الحياة ولا يريدون المتاع ! أو فريق الأبطال والقديسين . وما كل الناس ولا كثرتهم أبطال ولا قديسون ! ))
فانظر رحمك الله إلى الواقعية التي يتحدث بها قطب رحمه الله .. وإلى تأثير الجوع والقر على الشرف لدى الجماهير .. وقارن هذا بالنعرة الكاذبة التي تأخذ البعض بتحفز حين تعرض عليه مثل تلك الحقائق .. أهو دفن للرأس في الرمال ؟
Bookmarks