من كتاب عودة الحجاب / الشيخ د. محمد إسماعيل المقدم
بين " قاسم " و " سعد " :
قال الصحافي " مصطفى أمين " :
( كان قاسم أمين لا يفترق عن سعد زغلول وكان قاسم أمين هو الذي توسط في زواج سعد زغلول بصفية زغلول وكان سعد زغلول هو الذي وقف إلى جوار قاسم أمين عندما أصدر كتاب تحرير المرأة وهوجم بعنف وضراوة واتهم بالكفر ومنع من دخول قصر الخديوي بدعوى أنه يدعو إلى الإباحية وأقفل الناس بيوتهم في وجهه وذهب عدد من الشباب المتحمسين إلى بيته في شارع الهرم واقتحموا بيته وطالبوا قاسم أمين أن يسمح لهم بأن يجتمعوا بزوجته على انفراد تطبيقاً لدعوته إلى سفور المرأة .
عندما أقفل كبار المصريين في وجه قاسم أمين فتح سعد له بيته ودعاه هو وزوجته ليتناول الغداء والعشاء على مائدته ومائدة صفية زغلول وأصر أن يخرج في عربته مع قاسم أمين ويطوف شوارع العاصمة متحدياً للأصدقاء الذين نصحوه بأن لا يظهر مع قاسم أمين في مكان عام و إلا ضربه الناس بالطوب وعندما وضع قاسم أمين كتابه الثاني " المرأة الجديدة " متحدياً العاصفة الهوجاء ومطالباً أن تحضر المرأة مجالس الرجال وتمارس الأعمال الحرة أهدى كتابه الجديد إلى سعد زغلول صديقه الحميم ونصيره الأول ) (1) اهـ
دور سعد زغلول :
قال العقاد : ( وكان- أي "سعد زغلول" - رجلاً له رأي في المرأة وفيما ينبغي أن تكون عليه شريكة الحياة يخالف رأي السواد الغالب في تلك الأوقات وفي جميع الأوقات وحسبه من ذلك أنه هو الذي أعان قاسم أمين زميله وصديقه الحميم على إظهار كتابه في تحرير المرأة وتشجيعه على احتمال ما لقي في سبيله من سخط وعناء ) (2) اهـ
وقال الدكتور السيد أحمد فرج - حفظه الله - : ( والرأي أنه لم يكن في استطاعة قاسم أمين أن يبرز نفسه بهذه الآراء الجريئة في ذلك العصر لولا تعضيد الإمام محمد عبده وأحد تلاميذه الذي صار زعيماً للأمة سعد زغلول باشا وقد بلغ حب قاسم أمين لهما مبلغاً كبيراً فأهدى كتابه الثاني المرأة الجديدة لسعد زغلول واستشهد على صحة أقواله فيه بمباركة الشيخ محمد عبده لها وينشر كل بنود اقتراح الشيخ في شأن إصلاح قانون الأحوال الشخصية في آخره .
وسعد زغلول في الحقيقة هو الذي ضمن تنفيذ أفكار قاسم أمين تنفيذاً عملياً فقد رحل الشيخ محمد عبده سنة 1905 ورحل تلميذه قاسم أمين بعده بسنوات قليلة وكان في ميعة شبابه ثم بقى سعد زغلول وقد أهلته مواهبه الفذة أن يقود المجتمع ويكيفه كما يريد وكان قادراً خاصة وأن الظروف الاجتماعية والفورة الوطنية قد هيأتا الناس لتقبل الأفكار الجديدة ووضعها موضع التنفيذ العملي فقد ظل العقلاء كما سماهم "جرجي زيدان" يتهامسون في موضوع تحرير المرأة حتى صرح الشيخ محمد عبده بآرائه فكثر مريدوه والمؤمنون على أقواله وأول أولئك قاسم أمين (3) وسعد زغلول المنفذ الحقيقي لهذه الأفكار ) (4) اهـ .
الطفرة :
وقد كانت ثورة " 19 " أكبر طور طفر بحركة " تحرير المرأة " وقد تمثل ذلك في مشاركة المرأة في ثورة 1919 ومؤازرة " سعد زغلول " للحركة النسائية وكانت المشاركة الفعلية للمرأة بمظاهرة يوم 20مارس سنة 1919 وكانت هذه المشاركة في ذلك اليوم بمثابة جواز المرور الذي تجاوزت به المرأة الحائط القديم الذي قبعت طويلاً خلفه ولم تعد إليه أبداً بعد أن وضعت قدمها موضع قدم الرجل..) عودة الحجاب – (ج1 صـ52).
جريمة الزعيم :
( صحبت " صفية زغلول " زوجها " سعد زغلول " في باريس لحضور مؤتمر الصلح سنة 1920لعرض القضية المصرية وقد مكثت صفية ترتدي الحجاب إلى أن عادت مع سعد زغلول إلى مصر بعد عودته من منفاه وعلى ظهر الباخرة التي نقلتهما إلى الإسكندرية وجد سعد البحر وقد امتلئ بألوف المخدوعين يستقبلونه بالقوارب وقال سعد لصفية " ارفعي الحجاب " وتدخل " علي الشمسي " و " واصف بطرس " ! - من أعضاء الوفد - وعارضا في ذلك فقال سعد زغلول " المرأة خرجت إلى الثورة بالبرقع ومن حقها أن ترفع الحجاب اليوم " ورفعت صفية زغلول الحجاب (5) ثم وقفت إحدى صنائع الاستعمار تخطب في القاهرة في احتفال الشعب المخدوع بقدوم " الزعيم " وطلب منها رفع الحجاب وعندئذ رفعت الحاضرات الحجاب ) اهـ (6)
وجاء في جريدة الجمهورية الصادرة في 20 / 4 / 1978 في الذكرى السبعين لموت قاسم أمين تحت عنوان : " تحليل شخصية قاسم أمين " : ( ولما تولى سعد زغلول زعامة الشعب في عام 1919 اشترط على السيدات اللواتي يحضرن سماع خطبه أن يزحن النقاب عما سمح الله به من وجوههن وكانت هذه أول مرحلة عملية للسفور ) اهـ
وفي رواية : ( نفت بريطانيا " صديقها " سعد زغلول وجماعته إلى جزيرة سيسل فترة ثم أعادته إلى مصر لتوليه رئاسة الوزارة وتوقع معه معاهدة فيكون احتلال بريطانيا لمصر شيئاً رسمياً متفقاً عليه !
هيئ الجو في الإسكندرية لاستقبال سعد وأعد سرادق كبير للرجال وآخر للنساء المحجبات وأقيمت الزينات في كل مكان ونزل " سعد " من الباخرة وعلى استقبال حافل وهتافات أخذ طريقها إلى سرادق النساء - دون سرادق الرجال - فلما دخل على النساء المحجبات استقبلته " هدى شعراوي " بحجابها ...
فمد يده - يا ويله - فنزع الحجاب عن وجهها تبعاً لخطة معينة وهو يضحك ..
فصفقت هدى ....
وصفقت النساء لهذا الهتك المشين ... ونزعن الحجاب
ومن ذلك اليوم أسفرت المرأة المصرية استجابة لـ " رجل الوطنية " سعد و أصبح الحجاب نشازاً في حياة المسلمة المصرية ...
لقد فعل " سعد " بيده ما دعا إليه اليهودي القديم بلسانه فكلفه دمه(7) أما سعد .....؟! (8)
ويستنكر الشيخ " مصطفى صبري " رحمه الله هذه الجريمة التاريخية البشعة قائلاً :
( وكأني بعلماء الدين سكتوا عند وقوع تلك الحادثة احتراماً لسعد أو انتقده عليه قليل منهم من غير تصريح باسمه كما هو المعتاد عند علماء مصر في النقد ولكن النهي عن المنكر ليس بجهاد مع الهواء وإن الحق وخاطر الإسلام أكبر من سعد وألف سعد وإني تذكرت هنا سعداً الصحابي رضي الله عنه وقول النبي " فيه (9) : أتعجبون من غيرة سعد ؟ والله لأنا أغير منه والله أغير مني ) (10) اهـ
" سعد زغلول " المنفذ الفعلي لأفكار قاسم أمين :
( في ثورة سنة 1919 استطاع المصريون بقيادة سعد زغلول أن يحققوا الاستقلال عن كل من تركيا وإنجلترا وتحقق - وفي الوقت نفسه - بتعضيد من سعد زغلول ومعاونته استقلال المرأة وتحررها العملي وتحققت بذلك نبوءة " قاسم أمين " الذي كان يرى أن آراءه في المرأة لن تأخذ شكلها العملي إلا على يد سعد زغلول ومن ثم فقد أهداه كتاب " المرأة الجديدة " الذي يمثل الثورة الجذرية الفعلية للمرأة المصرية .
والذي لا يعرفه الكثيرون أن " سعد زغلول " كان لا يقل تحمساً لتحرير المرأة عن شيخه الشيخ " محمد عبده " وصديقه " قاسم أمين " إن لم يكن أكثر حماساً وفاعلية منهما فهو الرجل الذي قدر له أن يقرر تاريخ مصر طوال العقد الثالث من هذا القرن .
وكان سعد زغلول من الذين تخرجوا من الأزهر الشريف ودرسوا الحقوق واحترفوا المحاماة واتصل برجال تركيا الفتاة الذين قضوا على الخلافة الإسلامية في تركيا وكانت الأميرة " نازلي فاضل " تؤيد أفكارهم فالتقت فكرياً بسعد زغلول وعهدت إليه بالإشراف على ممتلكاتها وعن طريق منتداها بدأ نجمه يبزغ في ظل نجم الأميرة ونجم الشيخ " محمد عبده " ثم سطع نجمه عندما مثل أول أدواره السياسية بوصفه صهر " مصطفى فهمي " باشا رئيس الوزراء المصري وأحد المقربين إلى اللورد " كرومر " سنة 1907 ثم عندما أسس حزب الأمة الذي بارك اللورد كرومر تكوينه راجياً أن يحد به من نفوذ الحزب الوطني ذي النزعة الإسلامية بقيادة مصطفى كامل - ثم أسند اللورد لسعد زغلول نظارة المعارف مكافأة له على خدماته قبل أن تتغير الاتجاهات السياسية في مصر في نهاية الحرب العالمية الأولى وثورة سنة 1919 ) (11)
( وفي هذه الفترة التي قدر لسعد زغلول أن يقرر فيها تاريخ مصر قطعت مسألة تحرير المرأة شوطاً لم يكن يتحقق لها بدونه ومن ثم فقد بز دوره الشيخ محمد عبده وقاسم أمين معاً وذلك لأن سعد زغلول - كما يقول الشيخ محمد رشيد رضا - في مجلة المنار( 28 / 711و 712 ) : ( دخل في أطوار التفرنج في معيشته وأفكاره الاجتماعية وغلبت نزعة " المصرية " عنده على فكر " الجامعة الإسلامية " ولم يعد يذهب إلى المساجد " وهو خريج الأزهر الشريف " إلا في مناسبات الاحتفالات الرسمية وبعض صلوات الجمعة في زمن زعامته و أنكر عليه أهل الدين أموراً منها عمله في تجرئة النساء على السفور المتجاوز للحد الشرعي حتى لقد بدا للعيان أنه لو كان الأمر بيد "سعد زغلول " لحول مصر إلى تركيا كمالية ولكن حال دون ذلك نزوع المصريين الفطري إلى التدين والتمسك بعرى الدين وخوف سعد - إذا تمادى في تحدي مشاعر الناس الدينية - من أن يفقد شعبيته واحترام البسطاء له ) (12) اهـ .
" سعد زغلول " : أول وزير مصري في ظل الاحتلال :
لقد بدأ "الزعيم" حياته السياسية صديقاً للإنكليز وختمها كذلك صديقاً للإنكليز (13) وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنكليز عرفته مصر في تاريخ الاحتلال الإنكليزي من أوله إلى آخره وهو " مصطفى فهمي " باشا أول رئيس وزراء في مصر بعد الاحتلال.
( وقد اختار اللورد " كرومر " سعداً وزيراً للمعارف فحاول بمجرد تعيينه إحباط مشروع الجامعة المصرية وتصدى للجمعية العمومية حينما طالبت الحكومة في مارس 1907 بجعل التعليم في المدارس الأميرية باللغة العربية وكان وقتئذ بالإنكليزية وكان الاحتلال هو الذي أحل اللغة الإنكليزية محل العربية في التدريس ) (14)
( وبعد تعينه وزيراً أراد مجموعة من النساء المصريات في القاهرة أن يجتمعن به لأمر من الأمور فدخل عليهن وبهت إذ فوجئ بأنهن يسدلن الحجاب على وجوههن فرفض الدخول والاجتماع بهن إلا أن يكشفن وجوههن فأبين ذلك ولم يحصل الاجتماع ) (15)
ومن هنا فلا تعجب إذا رأيت مصطفى كامل يعلق على تصرفات الوزير سعد زغلول قائلاً : ( إن الناس قد فهموا الآن أوضح مما كانوا يفهمون من قبل لماذا اختار اللورد " كرومر " (16) لوزارة المعارف العمومية صهر رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا الأمين على وحيه الخادم لسياسته ........ ألا إن الذين كانوا يحترمون الوزير كقاض ليأسفون على حاضره كل الأسف وليخافون على مستقبله كل الخوف ويفضلون ماضيه كل التفضيل ذلك لأن الوزير قائم الآن على منحدر هائل مخيف) (17) اهـ
ولنختم هذا الفصل بما كتبه سعد زغلول عن اللورد " كرومر " قال : ( كان يجلس معي الساعة والساعتين ويحدثني في مسائل شتى كي أتنور منها في حياتي السياسية ) ، ( وكان يصفه بأن صفاته - أي كرومر- قد اتفق الكل على كمالها )
ويحكي " سعد " في مذكراته وقع خبر استعفاء كرومر من منصبه(11/4/1907)عليه فيقول : ( أما أنا فكنت كمن تقع ضربة شديدة على رأسه أو كمن وخز بآلة حادة فلم يشعر بألمها لشدة هولها ... لقد امتلأت رأسي أوهاماً وقلبي خفقاناً وصدري ضيقاً ) .
وكان سعد في مقدمة الداعين إلى إقامة حفل لتوديع اللورد كرومر الذي سب في خطاب وداعه المصريين جميعاً ولم يمدح إلا رجلاً واحداً هو " سعد زغلول " وأعلن أنه يترك مصر مستريحاً لأنه أقام فعلاً القاعدة الأساسية لاستدامة الاحتلال وصدق فقد ألف في ذلك العام "حزب الأمة" (18) وأصبح " لطفي السيد " حامل لواء "الجريدة" (19)
وعين سعد زغلول ناظراً للمعارف وقال كرومر في تعليل هذا التعيين :
( إنه يرجع أساساً إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر ) ، ( كما أن سعداً من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم " جيرونديي "(20) " الحركة الوطنية المصرية " والذي كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر الأمر الذي جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية ) (21) اهـ
_________________
الهامش:
(1)نقلاً عن جريدة المساء الخميس 4 أغسطس 1983 مقالة بعنوان ( هل انتحر محرر المرأة ؟ ) هذا وقد ذكر الصحافي مصطفى أمين في مقالته هذه أنه حدثت قطيعة بين الصديقين حتى الموت تسببت من لعب قاسم أمين بالورق " القمار " حتى خسر مبالغ طائلة أودت بثروته وأثقلته بالدين .
(2)( سعد زغلول ) تأليف عباس محمود العقاد ص 527 .
(3)" بناة النهضة العربية " لجرجي زيدان ص 105 .
(4)" المؤامرة على المرأة المسلمة " ص 64 .
(5) ويبدو أن الأمر استقر أخيراً على أن لا تخلع صفية الحجاب نزولاً على رغبة ( واصف بطرس غالي ) !! ، فقد حكت هدى شعراوي في مذكراتها قصة عودتها على نفس الباخرة التي عاد عليها سعد فقالت وقد بدأ - أي سعد - يهنئ على توفيقي في الوصول إلى رفع الحجاب وكيفية عمل الحجاب الشرعي (!) الذي أرتديه وقال : " إنه قد سر عندما رأى صورتي بهذا الزي الجديد في منفاه " ثم طلب من السيدة حرمه أن تقلدني فوعدت بذلك .. صعدت إلى ظهر الباخرة للنزول وإذا بصفية هانم تقابلني ببرقعها وملاءتها فقلت لها " أين وعدك لسعد باشا بارتداء الإزار الشرعي ؟ " فقالت :" أنا ليس لي زوج واحد .. واصف باشا غالي استحسن ألا أغير زيي حتى لا أحدث تأثيراً سيئاً في المستقبلين " فعجبت من ذلك وصافحتها ونزلت إلى اللنش الذي كان في انتظاري " اهـ من ( حواء ) العدد ( 1237 ) 7 يونيو 1980 م .
(6)( الأخوات المسلمات ) ص ( 255 ) .
(7) لعله يشير إلى ما رواه بن هشام عن محمد بن إسحاق ( وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عون ، قال : كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته في سوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهودياً وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضبت المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع ) اهـ . من " السيرة النبوية " لابن هشام مع " الروض الأنف " للسهيلي ( 3/ 137 ).واسناده مرسل معلق ، انظر : ( دفاع عن الحديث النبوي والسيرة ) للشيخ ناصر الدين الألباني ص ( 26 - 27 ) .
(8) " المرأة المسلمة " للشيخ وهبي سليمان غوجي الألباني ص ( 188 ) .
(9) متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة t قال سعد بن عبادة t : " لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح " فبلغ ذلك رسول الله " فقال : " تعجبون من غيرة سعد ؟ والله لانا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " الحديث " جامع الأصول - في أحاديث الرسول " " بتحقيق الأرناؤوط ( 8 /432 ) .
(10) " قولي في المرأة " للشيخ مصطفى صبري رحمه الله ( ص 74 - 75 ) .
(11)" المؤامرة على المرأة المسلمة " ص ( 19 – 20 ) .
(12)" السابق " ص ( 20 – 21 ) .
(13)بل إن مما يحتاج إلى الفحص والتدقيق ما جاء في كتاب ( الأخوات المسلمات ) نقلاً عن مجلة ( المصور ) في عددها الخاص الصادر في 23 ديسمبر 1927 بعد وفاة سعد زغلول فقد نشرت المصور صورة الجنازة تحت عنوان : ( الأمة والحكومة تشيعان الفقيد العظيم ) وتحت الصورة مباشرة كتبت العبارة التالية : ( وفد البنائين الأحرار _ الماسون – في تشييع جنازة الزعيم الكبير وكان رحمه الله قطباً من أقطاب الماسونية ) ومن قبل ذلك نشرت جريدة " المقطم " في عددها الصادر يوم الجمعة 26 أغسطس في الصفحة الأولى العبارة التالية : ( حداد الماسونية على فقيد البلاد الأعظم .. فقدت الماسونية المصرية بفقد سعد العظيم الخالد عضداً كبيراً وفضلاً كثيراً وذخراً وفيراً كانت تعتز بفضله .. وستقام حفلة جناز ماسونية للفقيد الأعظم يعلن موعدها فيما بعد ) اهـ .
(14)( مصطفى كامل ) للرافعي ص (239 ، 431 ) وانظر مواقفه ( الوطنية ) ! المماثلة في ( الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ) للدكتور " محمد محمد حسين " ( 2 /373 – 393 ) .
(15) من مقالة بقلم " فاطمة عصمت زكريا " ملحقة بكتاب ( المرأة ومكانتها في الإسلام ) لأحمد الحصين ص ( 208 ) .
(16) ذكر كرومر في تقرير سنة 1906 م ( أن في مصر جماعة صغيرة العدد آخذة في الازدياد هي الحزب الذي يمكن أن أسميه على سبيل الاختصار بأتباع المفتي الأخير " محمد عبده " ) وذكر في خصائصهم أنهم ( غير متأثرين بدعوة الجامعة الإسلامية ويتضمن برنامجهم – إن كنت قد فهمته حق الفهم – التعاون مع الأوربيين لا معارضتهم في إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم ) ثم أشار كرومر إلى أنه ( تشجيعاً لهذا الحزب – وعلى سبيل التجربة – قد اختار أحد رجاله وهو " سعد زغلول " وزيراً للمعارف ) ا هـ و انظر : " الإسلام والحضارة الغربية " للدكتور " محمد محمد حسين " ص ( 75 ) .
(17) ( مصطفى كامل ) للرافعي ص ( 422 ) .
(18) تكون " حزب الأمة " - كما يقول الشيخ محمد رشيد رضا – " من أركان أصدقاء الشيخ محمد عبده من كبار رجال الحكومة ووجهاء القطر " اهـ من ( تاريخ الإمام ) ( 1 /591 ) – مطبعة المنار سنة 1935 م .
قال الدكتور السيد أحمد فرج : ( إن حزب الأمة أنهى علاقاته بالجذور القديمة الإسلامية وصفى آثارها تماماً ليهيئ الجو للفكر العلماني الذي أطبق على البلاد بلا شريك – لأول مرة – وفرض أسلوب الغرب في الحكم والتربية والتشريع والاقتصاد ، يوضح ذلك بيان الحزب نفسه الذي صدر ليحذر بجلاء الذين يتهمون هذه الحركة الجديدة حركة حزب الأمة بأن لها مظهراً من مظاهر التعصب الديني أي الـ "pan Islamism " لأنهم يريدون بهذه التهمة أن يبعدوا بيننا وبين أحرار الأوربيين خاصة و أنهم يعلمون أن المصريين أبعد الناس عن هذه التهمة وأبرؤهم منها " اهـ " المؤامرة على المرأة المسلمة " ص ( 17 ) . وانظر : ( قصة حياتي ) أحمد لطفي السيد ص ( 44 ) .
(19) ( اتضح أن أهم أسباب إصدار " الجريدة " إظهار نوايا حزب الأمة في تطليق فكرة الإسلامية نهائياً والعمل على تغيير العادات والأفكار الاجتماعية في مصر ) اهـ من " المؤامرة على المرأة المسلمة " ص ( 17 ) .
(20) انظر " الموسوعة العربية الميسرة " ص ( 677 ) .
(21) انظر ( رجال اختلف فيهم الرأي ) لأنور الجندي ص ( 16 – 18 ) .
Bookmarks