هو فقط تفسير متهافت يُرجى منه هدم ذلك الصرح الشامخ المسمى "دين" ... وستصادف هذا التفسير العقيم في أغلب كتب أصحاب علم الاجتماع الديني، وأنثروبلوجيا الدين إضافة إلى فلسفة الدين ... لكن الجميل هو ذلك الإجماع الفلسفي على ضعف البشر واحتياجه لدين يمده بالأجوبة الوجودية ... وهنا انتكاسة الإلحاد وشقيقته اللا دينية .
من جهة أخرى فاحتياج الإنسان للدين هو من أعظم الأدلة على وجود الله عز وجل، فالإنسان يحتاج إلى طعام وشراب وقضاء رغبات معينة .. هذه الاحتياجات موجودة ويستطيع قضاءها، فإن جاع أكل وإن عطش شرب، وكذلك احتياجه للدين يقتضي وجود هذا الدين على أرض الواقع.. وبالتالي فإن خالق الكون أنزل دينا حقا يلبي حاجيات الناس ..
فحين تفطن أصحابنا لهذه الإشكالية أرادوا مزج حقيقة متفق عليها بباطل خيالي لكن له تطبيقات معينة على الواقع، فقالوا بان ضعف الإنسان جعله يخلق أديانا يصرف فيها حاجياته الروحية والفكرية ... وهو باطل خيالي له تطبيقات، فمثلا التحريفات كلها ترتكز على أصل دين حق يتم تحريف تعاليمه حتى يصبح باطلا جله أو كله، أما المخترعة فترتكز على مزج ديانات متعددة في دين واحد ....
طبعا هذا كله مرتبط بالحقيقة الكبرى، وهي وجود الله عز وجل، فنفيهم المتهافت لها هو ما يسهل عليهم إنشاء مثل هذه النظريات الباطلة .. لكن لا سبيل لهذه الأخيرة أن تسود مع وجود تلك الحقيقة المحبطة لكل أعمالهم .. إضافة إلى كل الإشكالات التي تصطدم بها مثل هذه النظريات وقد تطرقنا إليها في المقالات (الموجودة في المنتدى) التي ردت على فرويد ودوركايم وأصحاب المنهج التطوري في علم الإجتماع ..
مثل هذه المواضيع يجب التركيز عليها، فتجد نظرية إلحادية مترامية الأطراف مرتكزة على فكرة متهافتة، ببيان بطلانها فقط تنسف النظرية من قواعدها دون الحاجة لمناقشة دقائقها.
وفقك الله أخي حازم ...
التعديل الأخير تم 06-27-2009 الساعة 05:42 PM
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله. [ الجاحظ ]
Bookmarks