حمل منهج ابن منده رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد:
فالمرجو من كل من يقف على هذه الرسالة أن يعذر صاحبها فيما أخطأ فيه ، لقلة بضاعته ، والتي حقيق أن يقال فيه : " تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه" وها هو قد نصب نفسه هدَفاً لسهام الراشقين ، وغرضاً لأسنة الطاعنين، فلقاريه غُنمه، وعلى مؤلفه غُرمه ، وهذه بضاعته تعرض عليك ، وموليته تهدى إليك ، فإن صادفت كفوءاً كريماً لها لن تعدم منه إمساكاً بمعروف أو تسريحاً بإحسان ، وإن صادفت غيره فالله تعالى المستعان ، وعليه التكلان .
وقد رضي من مهرها بدعوةٍ خالصةٍ إن وافقت قبولاً واستحساناً ، وبردٍّ جميلٍ إن كان حظها احتقاراً واستهجاناً.
والمنصف يهب خطأ المخطئ لإصابته، وسيئاته لحسناته. فهذه سنة الله في عباده جزاءً وثواباً.
ومن ذا الذي يكون قوله كله سديداً وعمله كله صواباً؟! وهل ذلك إلا المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، ونطقه وحي يوحى ، فما صح عنه فهو نقلٌ مصدّق، عن قائل معصوم ، وما جاء عن غيره فثبوت الأمرين فيه معدوم ، فإن صح النقل لم يكن القائل معصوماً ،وإن لم يصحَّ لم يكن وصوله إليه معلوماً.

الشيخ / سعد الماجد

http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=1016