للنهضة شروط معروفة . العدل والمعرفة والقوة
اقتضى العدل تبني فكرا حقا في أساسه ومفاهيمه . وبالتالي يكون السلطان سلطان الأمة ـ ببعة عامة ـ أي عقد رضا لولي أمر المسلمين فيسوسهم بالعدل . وهي رغم أنها تشبه الديمقراطية في الانتخاب لكنها مختلفة جوهريا عنها . والمعرفة شرط آخر في النهضة . أي الإنتاج المعرفي بشقيه : مفاهيم الاستخلاف ومفاهيم التسخير . وحذار من الدعوى بدون دليل أن زمرة تمتلك الحق فالحق يعرف بالدليل . ومن هذين الشرطين تمتلك الأمة القوة فتحمي البيضة . لقد وثق الأعداء نصوصا تكشف سبب تخلف المسلمين في مسارهم الحضاري وهي نصوص كثيرة لقد اهتممت بكتب ثلاثة صدرت كلها بعد عام 1990 م وهي كتاب نكسون ، وكتاب فوكوياما ، فنقلت اقنباسين منهما . وكتاب هنتنجون ( صدام الحضارات ) وإن كنت لم اقتبس منه فهو كناب مهم جدا . الافتباس الثالث بحث عن الإتسان المستلب اترككم مع نصوص العدو
من نصوص العدو
( كتاب نهاية التاريخ وخاتم البشر ) للأمريكي من أصل ياباني(فوكوياما) والذي بشر فيه بأن نهاية التاريخ هي الليبرالية الديمقراطية والليبرالية الاقتصادية على اعتبار أنها نقطة النهاية للتطور الأيدلوجي والصورة النهائية لنظام الحكم البشري قال حول الإسلام ما يلي : ـ
" صحيح إنَّ الإسلام يشكل أيدلوجيا منسقة ومتماسكة ، مثل الليبرالية والشيوعية ، وأنَّ له معاييره الأخلاقية الخاصة به ، ونظريته المتصلة بالعدالة السياسية والاجتماعية . كذلك فإنَّ للإسلام جاذبية يمكن أنْ تكون عالمية ، داعيا إليه البشر كافة باعتبارهم بشرا لا مجرد أعضاء في جماعة عرقية ؛ أو قومية معينة ، وقد تمكن الإسلام في الواقع من الانتصار على الديمقراطية الليبرالية في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي ، وشكل بذلك خطرا على الممارسات الليبرالية حتى في الدول التي لم يصل فيها إلى السلطة السياسية بصورة مباشرة . وقد تلا نهاية الحرب الباردة في أوروبا على الفور تحدي العراق للغرب وهو ما قيل ( عن حق أو عن غير حق ) أنَّ الإسلام كان أحد عناصره .
ويستمر قائلاً غير أنه بالرغم من القوة أبداها الإسلام في صحوته الحالية فبالإمكان القول أن هذا الدين لا يكاد يكون له جاذبية خارج المناطق التي كانت في الأصل إسلامية الحضارة وقد يبدو أن زمن المزيد من التوسع الحضاري الإسلامي قد ولى فإن كان بوسع الإسلام أن يكسب من جديد ولاء المرتدين عنه ، فهو لن يصادف هوى في قلوب شباب برلين أو طوكيو أو موسكو ورغم أن نحو بليون نسمة يدين الإسلام ( أي خمس تعداد سكان العالم ) فليس بوسعهم تحدي الديموقراطية الليبرالية في أرضها على المستوى الفكري بل أنه قد يبدو أن العالم الإسلامي أشد عرضة للتأثر بالأفكار الليبرالية على المدى الطويل من احتمال أن يحدث العكس حيث أن مثل هذه قد اجتذبت إلى نفسها أنصارا عديدين أو أقوياء لها من بين المسلمين على مدى القرن ونصف القرن الأخير والواقع أن أحد أسباب الصحوة الأصولية الراهنة هو قوة الخطر الملموس من جانب القيم الغربية الليبرالية على المجتمعات الإسلامية التقليدية " .
يقول هربرت ماركوز في كتابة ( الإنسان ذو البعد الواحد ) إن المجتمع الصناعي المتقدم لم يزف حاجات الإنسان المادية فحسب بل زيف حاجاته الفكرية ( فكره بالذات ) والفكر أصلاً عدو لدود لمجتمع السيطرة لأنه يمثل قوة العقل النقدية السالبة التي تتحرك باتجاه ما يجب أن يكون ،لا باتجاه ما هو كائن ، ويقول لم تستطع أكثر الأنظمة الديكتاتورية مغالاة أن تلغي في يوم من الأيام البعد النافي السالب ، ولكن ما عجزت عنه الديكتاتورية حققته الديمقراطية .
يقول نيكسون الجمهوري الأسبق للولايات المتحدة في كتابه الفرصة السائحة نشر عام ( 1990 ) م : " لقد سبق العالم الإسلامي العالم المسيحي على مدى خمسة قرون من ( 700 – 1200 م) وتفوق عليه في مستوى المعيشة والتسامح الديني والفلسفة والعلوم والثقافة ، وقد أدت الحروب المتتالية إلى عكس الآية " وقد قال أحد المؤرخين " لقد خسر الغرب الحروب الصليبية ولكنه كسب حرب المعتقدات لقد طرد كل محارب مسيحي من الأرض المقدسة للمسيحية واليهودية ، ولكن الإسلام وقد أسكره النصر وفرّق أوصاله المغول سقط في غياهب العصور المظلمة من الفقر والنسيان ، بينما الغرب المنهزم وقد أنضجته الأهوال فقد نسي هزيمته وتعلم من عدوه وبني كنائس تصل إلى عنان السماء وقاد سفينته في بحار المعرفة وخرج منه الفلاسفة أمثال دانتي ، وشوسير ، وفيلون ، وسار بروح عالية في عصر النهضة فهل تنضجنا الأهوال ؟ " . محمد نبي الهدى لا غيره salla2:
Bookmarks