صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23

الموضوع: لماذا وما الحكمة ؟؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Qatar
    المشاركات
    36
    المذهب أو العقيدة
    لاأدرى

    افتراضي لماذا وما الحكمة ؟؟؟

    الأخ ناصر الشريعة :
    تحياتي وبعد :

    باختصار ودون مقدمات :

    ما الحكمة من تحريف الأديان السماوية السابقة وبقاء الدين الإسلامي هو الدين الصحيح ؟؟
    ألم يكن الله قادراً على جعل الدين واحداً , وعندها يعاقب من يخالف , ويجزى من يطيع ؟؟
    لماذا تتعدد الأديان وتتعدد في الأديان المذاهب والملل والفرق والطوائف وووو ؟؟ ومعلوم أن كل فرقة تنسب لنفسها الصحة وتضع غيرها من الفرق والملل في النار ؟؟ فمن الديانات السماوية يتفرع ألف فرع وألف فرقة وألف طائفة ووووووووووو , وكلها تدعي الصحة .. فلماذا كانت مشيئة الله في التعدد والاختلاف على هذا الشكل والنحو ؟؟؟
    ما ذنب المسيحي مثلاً بعد أن يتربى على ديانة أهله منذ الصغر وينشأ ويترعرع على مبادئها وأفكارها , ويمشي وفقاً لهذا المنهاج , أن يدخل النار في الآخرة ؟؟؟ ربما يقول الكثيرون أن عليه أن يبحث ليتوصل في النهاية إلى أن الإسلام هو الدين الحق .. ولكن لماذا هو عليه أن يبحث , أما المسلم فقد رضع الإسلام منذ صغره وتربى عليه ونشأ كذلك ؟؟ لماذا على غير المسلم أن يترك دين أهله وأجداده ويتخفى سراً ليدخل بالإسلام , ويبقى محتاطاً وآخذاً حذره ومراقباً حوله لكي لا يراه أحد أنه يصلي مثلاً ؟؟؟ لماذا المسلم يصلي وهو بكامل حريته وأمام أهله ويدخل الجنة ؟؟ أما غير المسلم عليه أن يلاقي الأمرين ليدخل الجنة ؟؟؟؟ كيف يمكن أن نتداول هذه النقطة أخي ناصر ؟؟
    أرجو منك أخي ناصر شرحاً وافياً منطقياً مسايراً العقل السليم كما كانت إجاباتك السابقة في قضية صفات الله ... ولك جزيل الشكر ........

    رانيا العظم ..
    لك يا شام في فؤادي حب ما ادعى مثله محب ثان

    يا شام .. أنت الوطن لمن لا وطن له ....

  2. #2

    افتراضي

    سألت وفقك الله إلى طاعته عن أمرين :
    الأول : الحكمة من تعدد الأديان والرسل واختلاف الناس في الإيمان والكفر .

    الثاني : العدل في إيجاب البحث عن الحق على الكافر دون المسلم وترتيب العقاب على عدم البحث عن الحق .

    فملخص الجواب :
    أن الأديان واحدة والرسل متفقة ، وإنما الاختلاف في الشرائع من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد ، وذلك : لمراعاة التدرج في التشريع وحال كل عصر وأمة ، ولإكرام الله من يشاء من خلقه بالنبوة ورفع الدرجات .

    ثم ختم الله الأديان بالإسلام ، والرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم وخص الإسلام بخصائص تجعله دينا عالميا محفوظا إلى قيام الساعة كاملا لا يحتاج إلى تكميل رسول من بعده ولا نبي ، فأكمل به الرسالات ، كما أكمل دينه ، والكامل لا نقص فيه يحوج إلى تكميل وتتميم ، فكان ختم النبوة موافقا للحكمة .

    وأما الحكمة من اختلاف الناس فأمور :
    منها تحقق مقتضى أسماء الله تعالى وصفاته ، فيظهر في المؤمنين به مقتضى أسماء الرحمة والعناية بهم ونصرهم ، ويظهر في الكافرين مقتضى أسماء الله القهرية .

    ومن الحكمة الابتلاء والاختبار وما يترتب عليه من النعيم لمن أطاعه ، والعقاب لمن عصاه .

    ولو شاء الله لجعل البشر كلهم أمة واحدة على الإيمان كالملائكة ، أو على الكفر ، ولكن شاء الله أن يفضل بينهم درجات فيرفع من يستحق الرفعة فضلا من الله ونعمة ، ويخفض من يستحق الخفض عدلا من الله ، وكل ذلك منه حكمة عظيمة منزهة عن العبث والظلم ، وباب التوبة مفتوح إلى قيام الساعة لمن شاء أن يتوب .

    وأما جواب الأمر الثاني وهو العدل بين المسلم والكافر في البحث عن الحق :
    فإن البحث عن الحق واجب عليهما جميعا لا على الكافر فحسب ، فإنه لا يجوز للمسلم أن يؤمن عن تقليد حال كونه قادرا على معرفة الحق بدليله ، ولهذا يقول الملكان في القبر للميت من ربك ، وما دينك ، وما نبيك ، فإذا أجاب بالحق ، قيل له : من أين عرفت ذلك ؟ فإذا قال : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، لم ينفعه قوله وعذب في قبره ، وأما الموفق فيقول : قرأت القرآن فعرفت ذلك .

    ودليل الحق لا يقصد به الإعراض عن الوحي ، وقصره على النظر الكلامي الفلسفي الذي يدندن به المتكلمون ولا يحصلون منه إلا الضلال ، وإنما نقصد بأدلة الحق الأدلة السمعية والأخبار الصادقة ، ودلالة الفطرة السليمة ، ودلالة الحس الضرورية ، ودلالة العقل الراجح ، هذه الأدلة تدل دلالة قاطعة على وحدانية الله تعالى وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم وأن دينه الحق ، ويعرف الحق بجميعها وآحادها حسب قدرة الإنسان .

    فتبين أن على كل إنسان ما يجب على الآخر من معرفة الحق ، ولكن يتفاوت الناس في قدرتهم على ذلك وفيما يحصل لهم من الأدلة ، فإذا كان الإنسان عاجزا عن معرفة الدين الحق دون إهمال منه ولا إعراض ، فإن الله عز وجل بحكمته وقدرته يختبره يوم القيامة ببعث رسول إليه ، فيتحقق فيه علم الله أن لو كان قد أتاه الرسول في الدنيا هل كان سيؤمن أم يكفر ، فيظهر ما سيكون منه لو كان ذلك في الدنيا . ورد بذلك الآثار الصحيحة ، وهو موافق لعدل الله وحكمته ، وليس في ذلك تكليف بعد انقطاع الأعمال ، وإنما إظهار لعلم الله بما كان ممكنا لهؤلاء قبل انقطاع التكليف ، وهؤلاء يقال لهم : أهل الفترة .

    وكل إنسان قد هداه الله بعقله وفطرته وبسمعه وبصره إلى الحق ، ثم جعل تمام الحجة بالوحي ، فمن أعرض بعد ذلك باختياره استحق على إعراضه جزاء المعرضين ، ومن لم يبلغه الدين ، سبق الكلام عليه .

    فيظهر بذلك عدل الله في خلقه ، وفضله على من أنعم عليهم ممن استجاب للحق وأذعن لبراهينه .

  3. افتراضي

    الدين واحد إن الله سبحانه أرسل رسله ليبلغوا الناس شريعته الإسلامية فلم يكن هناك ما يسمى باليهودية ولا النصرانية انما النصرانية نسبتاً إلى قرية أو مدينة بفلسطين ولا يحظرني اسمها الأن .

    وكل الانبياء كانوا على التوحيد والاسلام.

    والله أعلم

    ان كـــان تابع احمـد متوهبـا... فانـا المقـر بانـني وهـابي
    انفي الشريك عن الإله فليس...لي رب سوى المتفرد الوهاب
    كــلا ولســت معـــلقا لـتميمة ...او دعـة او حـلـقـة او ناب
    كــلا ولا حـجـر ولا شجـر ولا ...قبـر لـه سـبب مـن الاسبــاب




    اللهم لك الحمد من قبل ومن بعد وصلى اللهم على الصادق الأمين محمد وعلى ال بيته الطاهرين وأصحابه البررة الميامين

  4. #4

    افتراضي

    أما تفصيل الكلام في الحكمة من تعدد الرسل والرسالات ، فتجدينه هنا :

    http://eltwhed.com/vb/showthread.php?p=97078

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلي على نبينا محمد وعلى آله كما صليت على إبراهيم وبارك على نبينا محمد وعلى آله كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد :
    اسمحوا لي أن أضيف إلى كلامكم ما يلي
    أحب أن أوضح لك أيتها الزميلة أن المسلمين كذلك يعانون بسبب صلاتهم وعباداتهم والابتلاءات لهم أكثر والفتنة أكبر وذلك بسبب أعداء الاسلام والحكومات الخاضعة لهم التي تحارب من يقول لا إله إلا الله بصدق وتحارب من يحافظ على صلاته بالمساجد ، وكذلك فإن المسلم إذا سافر إلى الدول الأجنبية فإنه كذلك مضطهد ويخاف من أن يصلي أمام الناس ويكون هنا امتحان له هل يحافظ على صلاته أم لا ؟
    والمسلم إن كان قد ولد لعائلة مسلمة فهو ممتحن هل يحافظ على دينه حبا لله أم اتباعا لمن حوله فيكون هنا الفارق في الاخلاص بالنية
    وعلينا أن نتذكر كذلك أن كل إنسان خلق الله له عقل كي يفكر به ، ولابد أنه عندما يستخدم عقله وعندما يناديه نداء الفطرة السليمة سيعرف ما هو الدين الحق الذي يجب عليه اتباعه وذلك لأن كل انسان عندما يتبنى ويتبع فكر معين سيكتشف ما به من أخطاء وتناقضات أو ما يخالف الفطرة والعقل والعلم ، فإذا ارتضى لنفسه أن يكون على فكر خاطئ فهذا لأنه لا توجد عنده قوة شخصية واحترام للعقل والفكر بل كل ما لديه هو الاستسلام خوفا من الآخرين ، الذين لن ينفعوه بعد موته ولن ينفعه عدم ايمانه مهما كانت الحجج
    الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عانى كثيرا في سبيل الدعوة ، أعتقد أن العالم بسيرته سيرى كم تم السب عليه واضطهاده من أقرب المقربين له ، وحصارهم له ومقاطعته لمدة ثلاث سنوات هو ومن آمن معه وأهله كذلك ، وكل ذلك لم يثنيه عن الدعوة وتحمل جميع الأعباء ، لقد أدموه وسبوه واتهموه بالجنون وجمعوا القبائل والأحزاب عليه ، فتحمل كل ذلك ، تخيلي أنه أتى يأمرهم بترك عبادة الأصنام التي تنتشر انتشارا رهيبا بينهم والتي يعبدونها بتعصب شديد منذ فترة طويلة وكل ذلك لم يخفه بل وكان حريصا حرصا شديدا على هدايتهم ، فإذا كان رسولنا هو أول من عانى في سبيل نشر هذا الدين ، فلماذا لا نشعر معه بجزء يسير من الذي تعرض له ، وقد تم إخراجه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من ديارهم وضربهم أهلهم فما ضعفوا ولا تراجعوا ، فنأتي نحن اليوم ونقول لماذا نتعرض للأذى عند إسلامنا متناسين من هو قدوتنا العليا ومن أوذي أكثر منا ؟؟؟؟؟!!!!!!!
    إن لم يكن النبي صادق فلماذا تحمل كل ذلك ؟؟!!!!!!!!!!!
    أغروه بكل شيء فرفض ، ماذا كان يريد إذن ؟؟؟!!!!!!!!1
    أما نحن المسلمون اليوم فإننا كذلك نعاني من استهزاء الآخرين بنا ومحاولاتهم لإبعادنا عن ديننا ، فنصبر لأننا نعلم أننا على الحق بدون تعصب وتبعية بل عن قناعة تامة ،

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Qatar
    المشاركات
    36
    المذهب أو العقيدة
    لاأدرى

    افتراضي

    أخي ناصر الشريعة :

    أعتذر عن تأخري في الرد , ولكن ضيق الوقت الذي أعانيه يقف عائقاً في وجهي دائماً ..

    أشكرك على ردك وأنتقل للتعليق :

    أن الأديان واحدة والرسل متفقة ، وإنما الاختلاف في الشرائع من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد ، وذلك : لمراعاة التدرج في التشريع وحال كل عصر وأمة ، ولإكرام الله من يشاء من خلقه بالنبوة ورفع الدرجات .
    وأنا معك في هذا , لكن السؤال هو لماذا حرفت الأديان كلها ؟؟ ولماذا بقي الإسلام هو الوحيد ؟؟؟؟ ما حكمة التحريف ؟؟؟


    وأما الحكمة من اختلاف الناس فأمور :
    منها تحقق مقتضى أسماء الله تعالى وصفاته ، فيظهر في المؤمنين به مقتضى أسماء الرحمة والعناية بهم ونصرهم ، ويظهر في الكافرين مقتضى أسماء الله القهرية .

    ومن الحكمة الابتلاء والاختبار وما يترتب عليه من النعيم لمن أطاعه ، والعقاب لمن عصاه
    لماذا نقول أخي ناصر عن غير المسلم أنه عاصي ؟؟؟ ما ذنبه هو إن كان قد تربى على دين أهله غير المسلمين ونشأ وترعرع عليه ؟؟؟ عداك عن أنه بنظره واثق كل الثقة أنه على حق وأن المسلمين على خطأ .. وأنت تعيش الواقع بيننا وترى المجتمع وشرائحه من غير المسلمين , وما أظنك إلا وتعرف أصدقاء غير مسلمين , وهم على يقين كامل أن دينهم هو الصحيح .. فكيف يمكن لهذا أن يرى في الإسلام دين الحق ؟؟؟ هل يجب عليه أن يقرأ ويبحث في الإسلام ؟؟؟؟ لا .. هو ليس مجبراً لفعل هكذا أمر ... عداك عن أن هناك آلاف وآلاف المواقع المسيحية التي تقف ضد الإسلام وتظهره لهم كدين إرهاب أو قتل أو أو أو ... فكيف يمكن أن نقول عن هذا الشخص أنه عاصي ؟؟؟؟؟ أعتقد أن هذا الجزم فيه نوع من التسرع في الحكم ...

    ولو شاء الله لجعل البشر كلهم أمة واحدة على الإيمان كالملائكة ، أو على الكفر ، ولكن شاء الله أن يفضل بينهم درجات فيرفع من يستحق الرفعة فضلا من الله ونعمة ، ويخفض من يستحق الخفض عدلا من الله
    هذا يعني أن المسلم يستحق الرفعة , وأما غير المسلم , فإنه معلوم عنه في الأزل بأنه لا يستحق الرفعة , لذلك خلقه الله في بيئة غير مسلمة !!!!!!!!!! معذرة أخي ناصر , ولكن ... لم تدخل عقلي هذه الفكرة ... أرجو أن توضح لي أكثر هذه النقطة ...


    فإن البحث عن الحق واجب عليهما جميعا لا على الكافر فحسب
    صحيح .. ولكن الفرق بين بحث المسلم وبحث الكافر كبير ... فالمسلم يعرف الحقيقة وهي موجودة أمامه ولكن عليه أن يتابع بحثه فيها لأجل التعمق لا أكثر .. أما الكافر , فالحقيقة مفقودة بالنسبة إليه .. فهي غير موجودة .. وعليه أن يبحث عنها برحلة قد تكلفه حياته في بعض الأحيان ليصل إليها .... فكيف نستطيع أن نجعل كلاً من طرفي المعادلة متوازناً ؟؟؟؟

    ودليل الحق لا يقصد به الإعراض عن الوحي ، وقصره على النظر الكلامي الفلسفي الذي يدندن به المتكلمون ولا يحصلون منه إلا الضلال ، وإنما نقصد بأدلة الحق الأدلة السمعية والأخبار الصادقة ، ودلالة الفطرة السليمة ، ودلالة الحس الضرورية ، ودلالة العقل الراجح
    برأيك كم هي نسبة المسلمين اليوم الذين يؤمنون بالإسلام كدين سماوي وبمحمد كرسول ونبي صادق , من خلال البحث العقلي والمنهجي والدليل ؟؟؟ صدقني لا تتجاوز نسبتهم 25 % .. وأما باقي ما تبقى فهم يؤمنون بالإسلام لأنهم تعرفوا عليه منذ صغرهم وتربوا أنه هو الدين الصحيح .. وتابعوا مسيرة حياتهم على هذا الأساس وهو يؤمنون حقاً وصدقاً أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. ويعترفون بها ويتمسكون بها .. ولكن لأجل أنهم تربوا على ذلك فقط ... فهم حسب النظرية الإسلامية من أهل الجنة لا شك ... بغض النظر عن المنزلة ...
    وكذلك الحال بالنسبة لغير المسلم ... فمن بحث في دينه المسيحي مثلاً , وتمعن فيه ولاحظ فيه الكثير من الأخطاء والتحريف والتهريف , ومع ذلك , أصر على كفره ورأيه الخاطئ .. فعندها من الممكن أن أتوافق معك في رأيك .... أما النسبة الكبيرة والطرف الآخر والذين هم من فئة من تربى على دينه ونشأ عليه وووووووو .. فكيف نعتبره عاصياً ... ؟؟؟
    عندي من الصديقات المسيحيات الكثير ... وكلهن يتخذن من الأخلاق لباساً لهن .. ومن الذكاء والعلم والفطنة تاجاً لهن ....... كيف يمكن أن أتخيل أنهن في النار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صدقني لا أدري ... أنا ضائعة كثيراً في هذا المجال ............. صبراً علي أخي ناصر ...

    فإذا كان الإنسان عاجزا عن معرفة الدين الحق دون إهمال منه ولا إعراض ، فإن الله عز وجل بحكمته وقدرته يختبره يوم القيامة ببعث رسول إليه ، فيتحقق فيه علم الله أن لو كان قد أتاه الرسول في الدنيا هل كان سيؤمن أم يكفر ، فيظهر ما سيكون منه لو كان ذلك في الدنيا . ورد بذلك الآثار الصحيحة ، وهو موافق لعدل الله وحكمته ، وليس في ذلك تكليف بعد انقطاع الأعمال ، وإنما إظهار لعلم الله بما كان ممكنا لهؤلاء قبل انقطاع التكليف ، وهؤلاء يقال لهم : أهل الفترة .
    كلام جميل جداً .... ولكن ما هو الحديث الذي يقول بذلك ؟؟؟ وهل يمكن أن نعتبر أن أهل الغرب عامة ممن لم يصلهم الإسلام , أو أنه قد وصلهم لكنهم لم يبحثوا ولم يطلعوا للأسباب التي ذكرتها لك آنفاً .. هل يمكن أن نعتبرهم من أهل الفترة ؟؟؟؟ فإن كان نعم ......... فدعني أضع نقطة عند هذا الموضوع ... ومن أول السطر ... أبدأ معك نقطة أخرى ........

    مشكوووووور سلفاً أخي ناصر ...


    أختك رانيا
    لك يا شام في فؤادي حب ما ادعى مثله محب ثان

    يا شام .. أنت الوطن لمن لا وطن له ....

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سين جيم


    ما الحكمة من تحريف الأديان السماوية السابقة وبقاء الدين الإسلامي هو الدين الصحيح ؟؟
    الأديان السابقة مؤقتة والدين الإسلامي دائم وأبدي . والأديان السابقة من يهودية ونصرانية ليست سماوية لأن الدين الالهي واحد منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها والإسلام دين كل انبياء الله ورسله وكل الانبياء كانوا على التوحيد والاسلام وختم الله الانبياء والرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم

    ما حكمة التحريف ؟؟؟
    قصدك ما حكمة حفظ الله القران ولم يحفظ الكتب التي قبله
    لأن القران نزل حتى نهاية الدنيا واما الكتب السابقة فمؤقتة .. فلا حكمة من وجودها وحفظها
    وبعث الله رسله الى اقوام خاصة , فلم يبعث الله رسولا الى كل البشر الا النبي محمد صلى الله عليه وسلم
    فلم يحفظ الله صحف إبراهيم لأن توراة موسى آتيه بعدها ولم يحفظ الله كل كتبه السابفة لأن كتابه القرآن الكريم آت بعدها
    ولأن القران يحوي ما حوته الكتب السابقة وزاد عليها .. فلا حكمة من وجودها وحفظها
    ولأن القرآن هو آخر الكتاب السماوية ونزل على آخر نبى هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الذى لا نبى بعده ولذلك تعهد الله بحفظه لأنه الكتاب الذى سيظل مع البشرية حتى قيام الساعة
    لماذا تتعدد الأديان ؟
    لتدخل البشر وتلاعبهم فيها ولتدخل البشر بصنعهم لبعضها
    لماذا تتعدد في الأديان المذاهب والملل والفرق والطوائف ؟
    بسبب الاجتهاد او بسبب الدس في الاصل او بسبب الدسيسة والتآمر
    وكلها تدعي الصحة !!
    البينة على المدعي
    ما ذنب المسيحي أن يدخل النار في الآخرة ؟
    لانه كافر مع ان الله وضع فيه عقله وفطرته ليهتدي إلى الحق الذي يجب عليه اتباعه ، وجعل تمام الحجة بالوحي
    لماذا هو عليه أن يبحث ؟
    لان دينه واضح انه تحريف وتخريف ولان معرفة الدين الصحيح واتباعه اهم شيء يجب ان يسعى اليه الانسان
    لماذا نقول عن غير المسلم أنه عاصي ؟؟؟
    غير المسلم عصى الله بان اتبع دين اهله وهو دين باطل ولا يجوز تقليدهم فيه وهذا جعله لا يطيع الله ولا يعبده على الطريقة الصحيحة التي يامر الله عبادته بموجبها فقط
    ما ذنبه ؟
    ذنبه انه يقلد اهله الذين انحرفوا وحرفوا له فطرته وربوه على الباطل وعلى الشرك وعلى الانحراف عن الحق والحقيقة التي جاء بها الدين الحق والحقيقي
    أنه بنظره واثق كل الثقة أنه على حق وأن المسلمين على خطأ
    هو اصلا لم ينظر في دينه ولا درس الاسلام فكيف يكون واثقا كل الثقة أنه على حق وأن المسلمين على خطأ!
    وهم على يقين كامل أن دينهم هو الصحيح ..
    ولا حتى عشر يقين .. بل مجرد عاطفة وتقليد
    فنرى ان اهل كل الاديان حين يتخلون عن العاطفة والتفليد ويدرسون الاسلام يسلمون
    ولا نرى مسلما ترك الاسلام حين نظر في ما يوجد في سائر الاديان من كتب ومن تناقضات واغلاط وانحرافات وتحريفات وتخريفات
    فكيف يمكن لهذا أن يرى في الإسلام دين الحق ؟؟؟
    باشياء كثيرة ..العفل والتفكير السليم .. الفطرة السليمة السوية .. لا يوجد في الاسلام اي تناقض .. حفظ وسلامة نصوص الاسلام وتعاليمه كما نزلت .. وغير ذلك كثير ..
    هل يجب عليه أن يقرأ ويبحث في الإسلام ؟؟؟؟ لا .. هو ليس مجبراً لفعل هكذا أمر
    بل يجب ..
    فهو يرى الاغلاط الموجود في دينه كالشرك او التناقض مع العقل والفطرة كالبنوة والتجسد والحلول والخطية الاصلية وما الى ذلك , كل هذا يدله على ان هذه اغلاط بالفعل فما ذنب نسل ادم اذا أخطأ آدم ثم ان آدم تاب وقبل الله توبته فاختاره الله نبيا
    هناك آلاف وآلاف المواقع المسيحية التي تقف ضد الإسلام وتظهره لهم كدين إرهاب أو قتل
    ولكن بدون اي دليل او حجة .. او بتزوير الحقئاق ..
    من هنا نرى الكثيرين يسلمون رغم كل ذلك , فقد بحثوا واشتروا نسخ ترجمات القران الكريم ودرسوا وتبين لهم ان كل ما يقال ضد الاسلام هو مجرد افتراءات محضة
    لماذا على غير المسلم أن يترك دين أهله وأجداده ويتخفى سراً ليدخل بالإسلام؟
    لان اهله لا يرضون له الا الكفر والبقاء عليه
    لماذا المسلم يصلي وهو بكامل حريته وأمام أهله ويدخل الجنة ؟؟ أما غير المسلم عليه أن يلاقي الأمرين ليدخل الجنة ؟
    سنة الله في الابتلاء والامتحان ليدخل الجنة من صبر وصمد منهم على الحق والطاعة .ولا ننسى انه مرت فترات ولا تزال توجد حتى الان بحيث يكون على المسلم أن يلاقي الأمرين ليدخل الجنة .
    هذا يعني أن المسلم يستحق الرفعة , وأما غير المسلم , فإنه معلوم عنه في الأزل بأنه لا يستحق الرفعة , لذلك خلقه الله في بيئة غير مسلمة
    المسلم يستحق الرفعة لانه مسلم ومؤمن .. او لانه كان كافرا فاسلم وآمن ..ولو خلقه الله في بيئة مسلمو او غير مسلمة .. المهم هو الاسلام والايمان الصحيح المقبول عند الله , فهذا الذي يرفع المسلم سواء كان عن تقليد او كان عن بحث ودراسة .
    أما الكافر , فالحقيقة مفقودة بالنسبة إليه .. فهي غير موجودة .. وعليه أن يبحث عنها برحلة قد تكلفه حياته في بعض الأحيان ليصل إليها
    الحقيقة تجلت للكافر حين تبيّن له ان ما في دينه ليس حقيقة .. فكل من يعبد بقرة او صنم او بشر يعرف ان هذا ليس حقيقة .. فالحقيقة ليست مفقودة بالنسبة إلى الكافر الذي يفكر .. طيب هو فكر ووصل الى حقيقة مهمة , هنا , وبناء على هذه الحقيقة , يجب عليه ان يبحث ابن هي الحقيقة بين كل ما امامه من اديان ومذاهب فكرية او فلسفية .. لكن لا يطول هذا البحث , فهو سيقرا ويقارن بينها , وهو عنده اشياء كثيرة تساعده على معرفة وتمييز الحق من الباطل , وهو سيسأل ايضا , وبعد ذلك لن يطول هذا البحث وسيعرف اين يوجد الحق فيما بينها .
    برأيك كم هي نسبة المسلمين اليوم الذين يؤمنون بالإسلام كدين سماوي وبمحمد كرسول ونبي صادق , من خلال البحث العقلي والمنهجي والدليل ؟؟؟ صدقني لا تتجاوز نسبتهم 25 %
    لا, فهذه النسبة غلط ..
    لو قلت عن نسبة الالتزام الكامل بتعاليمه او عن نسبة العلم الكلمل بعلومه وتشريعاته فقد تكون النسبة مقبولة , ولكن ليس بالإسلام ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم , فكل ما يدل عليه العقل والمنهجية العقلية والبحثية تدل دلالة واضحة وأكيدة على ان الإسلام دين سماوي وان محمد صلى الله عليه وسلم رسول ونبي صادق .. بل ويكفي القران الكريم المعجز ليدل على ذلك ..
    يؤمنون حقاً وصدقاً أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. ويعترفون بها ويتمسكون بها .. ولكن لأجل أنهم تربوا على ذلك فقط ...
    تربوا على ذلك , ونمّوا فيهم ذلك بالعمل . لذلك نرى المسلم يعمل بناء على ما تربى عليه وبناء على ما نمّاه عنده .. اقصد ان الاسلام عند كل المسلمين دين عملي وليس دين نظري , وهذا يدل على ان الاسلام عنده عقيدة وسلوك وطريقة حياة , حتى ان المسلم حين ينحرف عن الطريق يشعر بالندم ويشعر بحاجته الى التوبة .. لان الاسلام شيء عملي مزج به كل حياته وعقليته ونفسيته وملأها به .
    عندي من الصديقات المسيحيات الكثير ... وكلهن يتخذن من الأخلاق لباساً لهن .. ومن الذكاء والعلم والفطنة تاجاً لهن ....... كيف يمكن أن أتخيل أنهن في النار ؟؟
    الاخلاق والذكاء والعلم والفطنة ليست نافعة بدون الايمان الصحيح .. يعني لا تنجي من النار اذا لم تقد صاحبها الى الدين الحق واتباع الدين الحق .
    ثم ن هذه الاشياء دنيوية ,فاين الدينية الحقة عندهن ؟ يعني الاخلاق والذكاء والعلم والفطنة تحقق قيمة دنيوية للشخص , لكن اذا لم يربط الاخلاق بالعقيدة الصحيحة وهي التوحيد والاخلاص ولم يجعل من الذكاء والعلم والفطنة سبيلا الى معرفة لدين الحق والسعي الى الايمان الصحيح فلا يدخل الجنة طالما ظل على كفره .فالجنة اعدت للمؤمنين فقط ..
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    470
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نقلا عن موقع الإسلام سؤال وجواب
    http://www.islam-qa.com/ar/ref/10127

    لماذا يُعاقَب من وُلِد في أسرة كافرة ومات على الكفر
    نؤمن كمسلمين بالقضاء والقدر ، فإذا كان مكتوباً على الطفل أن يولد في أسرة كافرة ، فلماذا يعاقب بدخول النار إذا كبر ومات على ذلك ؟


    الحمد لله :
    نعم أخانا المكرم ، نحن نؤمن بالقضاء والقدر ، لكن قبل ذلك وبعده ، نحن نؤمن بكمال الله تعالى وعدله ، وتنزهه عن ظلم عباده ، أدنى ما يكون ذلك الظلم ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (يونس:44) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة ، بل فوق ذلك نعلم أن الله تعالى رفيق يحب الرفق في الأمر كله ، رحمن ، رحيم ، ذو رحمة واسعة هي أوسع من غضبه وانتقامه ، كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ ) رواه البخاري (7554)
    ومن أجل ذلك يحب أن يمهل عباده ويحلم عليهم ، ويعذر إليهم ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( .. لَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ ..) رواه البخاري (7416)
    فإذا استقر عندك هذا الأصل البيِّن المحكم المنير ، الذي لا يصح لأحد إيمانه إلا بالتمكن فيه ، فرُدّ إليه – رحمنا الله وإياك – كل غبش من ظلمةِ جهل ، أو شبهة هوى ، وسرعان ما تجد قلبك قد استراح ، وقد علمت أن الله تعالى أرحم بك وبسائر عباده من الوالدة بولدها ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تحلّب ثَدْيهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ) رواه البخاري (5999) ومسلم (2754)
    والله الرحمنُ الرحيم أرحم بهذا الذي تسألُ وتجادل عنه ، منك ومن نفسه ، فإما كان من أهل رحمة الله فستدركه إن شاء الله ، لا محالة .
    وإما كان من المحادين المعاندين فاشتغل بما ينفعك أنتَ وينجيك " ولا تكن للخائنين خصيماً "
    وأحذر أن تغفل عن ذلك الأصل طرفة عين ، ثم احذر أن تنظر في القدر قبل أن تُحكِمه ، واعلم أن باب القدر كالشمس ، متى آمنت به ، وسلمت ، على ما أتاك من خبر الله ووحيه ، استرحت ، واطمأنت نفسك ، كالذي يسير في وضح النار .
    وأما إذا دققت وشققت ، وتعمقت وتنطعت ، فما يستفيد المحدِّق في قرص الشمس سوى تلف عينيه ؟!
    فإذا جئنا إلى ما سألت عنه ، حتى لا تظن أن ما قدمناه لك حيدةٌ عن الجواب ، فاعلم مما يَجِبُ أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لكل إنسان ما يمكنه من معرفة الخير والشر ، قال تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) (البلد:8) ، أي عينين يبصر بهما ، (وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) (البلد:9) ، أي ولسانا ينطق به عما في ضميره وشَفَتَينِ يَسْتَعِين بهما على الكلام ، ( وهَدَيْنَاهُ النَّجدين ) البلد/10 ، قال ابن مسعود : الخير والشر، وقوله تعالى : ( إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الانسان:2-3) ، فقد بَيّن لله في الآيات السابقة أنه عز وجل وَهَبَ للإنسان الوسائل والآلات التي يُمْكِنُه معها معرفة طريق الخير والشر .
    ثم إنه سبحانه لم يجعل هذه الآلات حجة على عباده بمفردها ، بل فتح لهم باب العذر ، وأملى لهم في الحجة ، حتى يأتيهم نور الوحي من السماء ، قال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/165 ، وقال تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/ 15
    ومن أجل ذلك يوبخ الله تعالى الكفار به على ما أضاعوا من عذر الله وإمهاله ، وغفلوا عن رسله وبيناته : ( َيا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ * ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ) (الأنعام 130-131 )
    أما هذا الذي قَلّد أباه على الكفر ، ومات عليه ، فقد قال ابن القيم رحمه الله :
    " َيُفَرّق بين مُقَلّدٍ تَمَكّن من العلم ومعرفة الحق ، ومُقَلّد لم يتمكن من ذلك بِوَجْهٍ ، والقسمان واقعان في الوجود فالمُتَمَكِّن المُعْرِض ، مفرطٌ تاركٌ للواجب عليه ، لأنه لا عذر له عند الله ، وأما العاجز عن السؤال والعلم ، الذي لا يتمكن من العلم بوجه ، فهم قسمان أيضا :
    أحدهما : مُرِيدٌ للهدى مُؤْثِر له ، مُحِب له ، غير قادر عليه ، ولا على طلبه ، لعدم من يُرْشِده ، فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم يبلغه الدعوة .
    الثاني : معرض لا إِرَادة له ، ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه ، فالأول يقول : يا رب لو أعلم دينا خيرا مما أنا عليه لَدِنْتُ به وتركت ما أنا عليه ، والثاني راضٍ بما هو عليه ، لا يُؤْثِر غيره عليه ، ولا تَطْلُب نفسه سواه ، ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته ، وكلاهما عاجز ، فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يَظْفَر به ، فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عَجْزاً وجهلاً ، والثاني كمن لم يطلبه ، بل مات على شركه " أهـ . طريق الهجرتين 678 .
    وإن كان لو طلبه لعجز عنه ، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض ، فتأمل هذا الموضع ، والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل ، فهذا مقطوع به في جملة الخلق ، وأما كون إنسا معين قد قامت عليه الحجة أم لا ، فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه ، وهذا في أحكام الثواب والعقاب ، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر ، فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا ، لهم حكم أوليائهم "
    وهؤلاء الذين لم تبلغهم الدعوة ، ولم تقم عليهم حجة الله بالرسل ، أصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون في عرصات القيامة ، ويرسل إليهم هناك رسول ، فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ، كما في مسند الإمام أحمد (18566) وغيره من حديث الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا ) وفي رواية : ( فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبُ إِلَيْهَا) رواه أحمد
    والله الموفق



    الإسلام سؤال وجواب

  9. #9

    افتراضي

    سلمان الفارسي كان ابوه مجوسيا يعبد النار في بلاد فارس .. وكان زعيمهم هناك

    لكن هذا لم يمنعه عن طلب الحق
    لا اله الا الله استغفره وأتوب إليه

    اللهم أرحمنا جميعا


    { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Qatar
    المشاركات
    36
    المذهب أو العقيدة
    لاأدرى

    افتراضي

    ألف ألف شكر للأخ ناصر التوحيد على رده ..

    وأنا بانتظار إجابة أخي ناصر الشريعة .. مشكوراً سلفاً لجهده معي ..

    رانيا
    لك يا شام في فؤادي حب ما ادعى مثله محب ثان

    يا شام .. أنت الوطن لمن لا وطن له ....

  11. #11

    افتراضي

    جزى الله خيرا الإخوة على ما تفضلوا به ، وفيه الكفاية للمتدبر بفضل الله تعالى .

    ومرحبا بالزميلة رانيا في كل وقت .

    وسوف أورد تعليقي فيما بعد على ما تفضلت به من المسائل التي عدتها سبع مسائل ، وهي :
    مسألة التحريف ، والعصيان ، والأسرة والفطرة ، والبحث عن الحقيقة ، وإيمان عوام المسلمين ، وكفر غير المعاند ، والغرب وأهل الفترة .

    والله الموفق .

  12. #12

    افتراضي

    أما مسألة التحريف :

    فالحكمة منها كالحكمة من خلق الكفر والمعاصي :
    فإن تحريف الكتب المنزلة من الكفر والعصيان بحسب نوع التحريف لفظا ومعنى وحالا .

    ومن هذه الحكمة ما سبق ذكره من :
    ظهور آثار أسماء الله وصفاته القهرية في من عصاه بعد قيام الحجة عليه .
    وظهور آثار أسماء الله وصفاته المقتضية للرحمة في من آمن بالحق بعدما تبين له ولم يكذب رسله وما أنزله من كتبه .


    ثم أن تحريف الكتب المنزلة ليس تحريفا كليا :
    وإنما هو تحريف لتفسيرها كما يقع من المبتدعة في تفسير القرآن على خلاف مراد الله تعالى .
    أو تحريف لبعض الألفاظ لا لجميعها .

    ثم هذه الألفاظ التي حرفت في الكتب السابقة هي من الباطل المناقض لما لم يحرف منها ، وبطلانها في نفسها ومناقضة المبدل لغير المبدل منها أمارات ودلالات للباحث عن الحق على معرفة الهدى والبشارة بالدين الحق .

    ثم أن هذه الألفاظ التي حرفت ليست بالقليلة بحيث تكون كالمعدوم وهذا ما يثبته الواقع والشرع، ولا هي بالكثيرة بحيث لا يعرف بطلان كثير من المحرف والمبدل ولا أحقية كثير من الثابت غير المبدل ، وهذا ما يثبته أيضا الواقع والشرع .

    وقد حج الله أهل الكتاب بما في كتبهم من الدلالة على الحق ، وهذا يدل على أنه كان في كتبهم حتى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما هو حق منزل من عند الله تعالى ، وأما بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيستحيل جمع جميع النسخ بجميع الألسنة لتغييرها وتحريفها أو لمقارنتها ، وإن كان التحريف ممكنا في بعضها رائجا بين فرق النصارى .

    وإذا كان أصل تلك الكتب يعود إلى نسخ أولى قليلة في أيدي غير المعصومين ثم عنهم انتشرت فلا يؤمن في أصلها المنسوخ عنه وقوع الغلط من غير المعصوم بتعمد أو سهو أو غفلة . كما لا يؤمن بعد نسخها من وقوع الغلط في بعض النساخ عمدا أو بغير عمد ثم رواج ما وقع فيه الغلط رواجا شائعا حتى يكون هو المعتمد عند كثير منهم .

    هذا لو كانت جميع النسخ بلسان واحد ، فكيف إذا كانت بمئات الألسنة !! التي لم يتكلم بها ذلك النبي !
    فحصول الغلط والتحريف والخطأ في النسخ والترجمة أضعاف مضاعفة ، ولا يمكن إنكار ذلك لثبوته واقعا ، ولأن نفيه يقتضي العلم بجميع الألسنة والنُسخ وهذا مستحيل متعذر ، ولو قدر إمكانه لكان تكثيرا لبراهين التحريف والتبديل .

    والمقصود أن التحريف مع وقوعه في الكتب السابقة إلا أنه ليس تحريفا كليا ، ومن نظر في الكتب السابقة وجد فيما اتفقت عليه النسخ الكثيرة عند الفرق المختلفة ما يدل على بطلان بعض ما اختلفت فيه ، وعلى ثبوت بعض ما اتفقت عليه مما لا يتصور الغلط فيه أو يبعد ، لا سيما إذا كان مما جاء به القرآن الكريم وأخبر به .


    ثم أن التحريف في الكتب السابقة يختلف في نصوص الأخبار ونصوص الأمر والنهي :
    فيكون تحريف اللفظ في نصوص الأخبار أكثر منه مما في نصوص الأمر والنهي ، وذلك لأن حاجة الإنسان إلى ما يرشده في الفعل والترك أكثر من حاجته إلى ما غاب عنه في الماضي أو المستقبل ، ولهذا احتج النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود بوجود حكم الرجم في التوراة رغم إخفائهم له ومخالفتهم إياه .

    ثم التحريف في الأخبار وإن كان يقع في ألفاظها إلا أنه تحريف جزئي ، لأنه لا يتعلق غرض كبير في تحريف البشارات المستقبلية ولا الأخبار الماضية إلا ما يكون من حسد للمخبر عنهم فيغير الحاسد في الخبر ما يصرفه عن هؤلاء المحسودين وإن كان غيره يمكنه أن يكشف تغييره ويقيم الخبر على معناه الصحيح أو قريبا منه .

    ولهذا كان بعض ما في الكتب السابقة من الحق سببا في إسلام كثير من أهلها قديما وحديثا ، وكان ما فيها من الباطل سببا في بحثهم عن الحق في الإسلام والقرآن الكريم ، فلا يكون التحريف سببا لعجز الإنسان عن معرفة الحق بل سببا إضافيا للبحث عن الحق والاجتهاد في سبيله لمن لم يكن مختارا للإعراض غير مبال بالحق من الباطل .

    ولهذا فنقول :
    إن اليهودي والنصراني لو تدبر كتابه لدله ما فيه من الحق على الإسلام ، ولدله ما فيه من الباطل على حاجته إلى القرآن المهيمن على الكتب السابقة السالم من التحريف اللفظي ، المنقول تفسيره الصحيح عن خير هذه الأمة بما دلت عليه معاني القرآن أو دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

    فتبين مما سبق الحكمة من وقوع التحريف ، وأنه تحريف جزئي فلا يمنع ما فيه من الحق عن اتباع الإسلام بل هو من الإسلام ما لم يكن حكما فقهيا منسوخا وهو قليل ، وما فيه من الباطل يكون سببا إضافيا للبحث عن الحق في الإسلام لا الإعراض عنه .

    فهذا ما يتعلق بالكلام في مسألة التحريف بإيجاز ، ومن أراد التفصيل فعليه بكتاب : ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فلا تجد مثل هذا الكتاب في بيان هذه المسألة بيانا شافيا كافيا لا مزيد عليه .

    وبقية المسائل فيما يأتي بإذن الله تعالى .
    التعديل الأخير تم 08-12-2008 الساعة 03:52 PM

  13. #13

    افتراضي

    إن كان هناك تعليق على مسألة التحريف ، وإلا انتقلت لما بعدها ، فما ترين وفقك الله لهداه ؟

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Qatar
    المشاركات
    36
    المذهب أو العقيدة
    لاأدرى

    افتراضي

    أسعد الله أوقاتكم جميعاً :

    وسلام خاص لأخي الأستاذ ناصر الشريعة :


    ومن هذه الحكمة ما سبق ذكره من :
    ظهور آثار أسماء الله وصفاته القهرية في من عصاه بعد قيام الحجة عليه
    أليس من الممكن أن تظهر آثار أسماء الله وصفاته القهرية في غير هذا الأمر ؟؟؟ أقصد لو أن الناس كلهم كانوا على دين واحد مثلاً , وجاء بعدها ثلة من الناس ليتكبروا على هذا الدين وهم يعلمون أنه دين حق وصلاح .. عندها , من الممكن منطقياً أن نقول أن الله أرشدهم للحق وأرسل لهم ديناً حقاً وهم يعلمون ذلك بقرارة أنفسهم وما تركوه إلا تكبراً وجحوداً وكفراً , وبالتالي فهم يستحقون أن تطبق بحقهم بعض من صفات الله القهرية لينالوا ما اقترفت أيديهم ........ لا أدري بالضبط وجهة نظرك في هذه النقطة ..


    ثم أن تحريف الكتب المنزلة ليس تحريفا كليا :
    وإنما هو تحريف لتفسيرها كما يقع من المبتدعة في تفسير القرآن على خلاف مراد الله تعالى .
    أو تحريف لبعض الألفاظ لا لجميعها
    بغض النظر عن الكيفية .. فهو يبقى تحريفاً ... وهو الآن كتاب غير معترف به على الإطلاق .. لأننا لا نعلم أي النصوص تحرفت وأيها بقيت على حالها ...... وبالتالي فالكتاب كله باطل .. لأنه مثير للشكوك بين صحيح وخاطئ ... أليس كذلك ؟؟


    ثم هذه الألفاظ التي حرفت في الكتب السابقة هي من الباطل المناقض لما لم يحرف منها ، وبطلانها في نفسها ومناقضة المبدل لغير المبدل منها أمارات ودلالات للباحث عن الحق على معرفة الهدى والبشارة بالدين الحق
    كلامك صحيح .. أنا لم أختلف معك على تحريف الإنجيل ... بالعكس تماماً ... أنا اطلعت على الإنجيل وقرأت فيه كثيراً وعندي من الأدلة الكثير تثبت تحريفه وبطلانه ... وكلكم يعرف الداعية أحمد ديدات وما بذله من جهد يشكر عليه ليثبت للجميع ( مسلمين ومسيحيين ) أن الإنجيل ( المحرف طبعاً ) كتاب باطل وليس كلمة الله ....

    فحصول الغلط والتحريف والخطأ في النسخ والترجمة أضعاف مضاعفة ، ولا يمكن إنكار ذلك لثبوته واقعا
    كلام سليم وصحيح ...



    فلا يكون التحريف سببا لعجز الإنسان عن معرفة الحق بل سببا إضافيا للبحث عن الحق والاجتهاد في سبيله لمن لم يكن مختارا للإعراض غير مبال بالحق من الباطل
    هذه النقطة أخي ناصر ترتبط بما يليها على ما أعتقد .. وهي نقطة الأسرة والفطرة .. وأن الإنسان المتربى على دين معين يصعب عليه تركه لأسباب عدة ........ لذلك نؤجل هذه النقطة إلى وقت لاحق ريثما ننتهي من الأولى ......


    وشكري الخالص لشخصك الرفيع أخي ناصر ...


    رانيا
    لك يا شام في فؤادي حب ما ادعى مثله محب ثان

    يا شام .. أنت الوطن لمن لا وطن له ....

  15. #15

    افتراضي

    أليس من الممكن أن تظهر آثار أسماء الله وصفاته القهرية في غير هذا الأمر ؟؟؟ أقصد لو أن الناس كلهم كانوا على دين واحد مثلاً , وجاء بعدها ثلة من الناس ليتكبروا على هذا الدين وهم يعلمون أنه دين حق وصلاح .. عندها , من الممكن منطقياً أن نقول أن الله أرشدهم للحق وأرسل لهم ديناً حقاً وهم يعلمون ذلك بقرارة أنفسهم وما تركوه إلا تكبراً وجحوداً وكفراً , وبالتالي فهم يستحقون أن تطبق بحقهم بعض من صفات الله القهرية لينالوا ما اقترفت أيديهم ........ لا أدري بالضبط وجهة نظرك في هذه النقطة ..
    الصورة التي ذكرتها هي التي حصلت أول الأمر بالنسبة لأول البشر ، فآدم عليه السلام وبنوه من بعده كانوا على التوحيد والدين الحق ، حتى بعد عشرة قرون كما في الأخبار الصحيحة وقع الشرك في عبادة الصالحين من الأموات ، فأرسل الله إليهم نوحا فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، وقصته معروفة معهم وما كان من أمر الطوفان ونجاة المؤمنين مع نوح عليه السلام ، وهكذا حتى ختم الله الرسالات والنبوات بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعل لرسالته الخاتمة من الخصائص ما يغني عن رسالة أخرى ونبوة أخرى .

    ثم أن سؤالك يمكن أن يقال على وجه آخر وهو :

    هل كان من الممكن أن يوقع الله تعالى الحكمة من الخلق على غير الوجه الذي خلق الخلق عليه ؟

    والجواب :

    أن خلق الخلق على غير الوجه الذي هم عليه الآن لا يخرج عن حكمة الله تعالى ، ولكن كمال حكمة الله تعالى في تنوعها لا في مجيء نوع واحد من الحكمة دون غيره مهما اختلف الخلق ، فإذا كان للخلق أوجه كثيرة لا نهاية لها ففي كل وجه تكون هناك حكمة أخرى بل حكم كثيرة لكمال حكمة الله تعالى ، ومن يكون له في اختلاف التدابير حكم متنوعة أكمل ممن تحصر حكمته في نوع واحد مهما اختلف تصريفه وتدبيره للأمور .

    وإذا كان من الحكمة ظهور آثار أسماء الله القهرية فلا حاجة للجدل حول كيفية ذلك ، ما دام أن الكيفية في النهاية راجعة إلى هذه الحكمة التي لا جدل في إثباتها .

    ..

    بغض النظر عن الكيفية .. فهو يبقى تحريفاً ... وهو الآن كتاب غير معترف به على الإطلاق .. لأننا لا نعلم أي النصوص تحرفت وأيها بقيت على حالها ...... وبالتالي فالكتاب كله باطل .. لأنه مثير للشكوك بين صحيح وخاطئ ... أليس كذلك ؟؟
    التحريف ثابت ولكن من تلك النصوص ما يعلم أنه حق .

    وطريق معرفة ذلك :
    أن ما وافق القرآن الكريم فهو حق ، وما خالفه فهو باطل ، وما كان غير موافق ولا مخالف للقرآن الكريم فنتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه .

    ولهذا يجب أن يكون حكمنا على نصوص التوراة والإنجيل حكما مفصلا لا إجماليا ولا جزافيا ، فما كان فيها من حق أحققناه ، وما كان فيها من باطل أبطلناه ونزهنا الله عنه ونزهنا توراة موسى وإنجيل عيسى عن تحريف المحرفين ، وما كان مما يحتمل صدقه وكذبه وصوابه وخطؤه توقينا الحكم عليه بغير علم ، والخوض فيه بالجهل .

    وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع نصوص أهل الكتاب المنسوبة إلى التوراة والإنجيل ، ولهذا قال أهل العلم إن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه .

    وكون النصوص المحرفة مثيرة للشك ، فالشك هنا محمود لأنه محرض على البحث عن الحق ، وهو المطلوب .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بعض أسرار الحكمة
    بواسطة مُستفيد في المنتدى مستفيد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-11-2014, 06:49 PM
  2. الحكمة في القرآن (الحكمة ضالة المؤمن)
    بواسطة عساف في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-04-2010, 06:17 AM
  3. الحكمة من خلق المشوّه
    بواسطة Titto Divitto في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 03-09-2009, 02:21 AM
  4. ما الحكمة من هذا ؟؟؟
    بواسطة محمد علام في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-23-2006, 02:55 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء