النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: إرشاد السالك إلى حكم من سب رسول الله في مذهب إمامنا مالك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي إرشاد السالك إلى حكم من سب رسول الله في مذهب إمامنا مالك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة
    إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسولهr قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً). وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظيماً). أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدr، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



    أما بعد: فهذه هي الرسالة التاسعة من الرسائل التي نخرجها- للقراء الكرام- بعنوان (رسائل توجيهية للشباب في فقه الواقع)، أو (من بحوث العلماء الكبار والمحدثين قديماً وحديثاً). وكان موضوع الرسالة الأولى بيانَ حكم الإسلام للدخول إلى البرلمان بعنوان: (القول السديد في معالم التوحيد). والثانية بعنوان (كيف تفهم عقيدتك بدون معلم؟). والثالثة بعنوان (حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع). والخامسة بعنوان: (كتاب حرمت اللجنة طبعه فمن مؤلفه ولم؟). والسادسة بعنوان: (إعلام الخائض بجواز مس المصحف للجنب والحائض). والسابعة بعنوان: (إخبار الأولياء بمصرع أهل التجهم والإرجاء). أو (جمعية الرفق بالطواغيت). والثامنة بعنوان: (المختار من صحيح الأذكار). وموضوع رسالتنا اليوم بعنوان: (إرشاد السالك إلى حكم من سب رسول اللهr في مذهب مالك). وهذه الرسالة عبارة عن رد علمي عن صاحبة البلاوي، والشعر الغاوي، حكيمة الشاوي، وهي الرجلة المتجرئة على لعن سيد العالمين في شعرها النجس، شعر ينزف صديداً وحقداً عن سيد العالمين r، شعر ضال مضل زائغ كصاحبته، شعر وقح مراوغ بليد غبي جاهل مهاتر، زنديق، شعر مجنون حقود على الإسلام ونبي الإسلام، شعر منحرف متطرف هدام تخريبي شعر ردته سافرة لا تأويل فيها ولا أبا بكر لها، ولا مِغول عبد الله بن أم مكتوم لها، شعر نذل ساقط سقوط الذباب على جيف الكلاب، والله إني لأعجب لشويعرة كيف أباحت لشعرها أن يسبح في الكفر وفي مستنقعه الآسٍ وتسمعه للصالحين على أمواج الإذاعة المغربية، -أيها الرجلة المتذكرة –أخاطبك بلفظ التذكير لأنك لست امرأة ولست ذكراً بل أنت من الجنس الثالث رجلة ملعونة وخنثى مسعورة-: ما كل سوداء تمرة، ولا كل بيضاء شحمة، ومنذ متى كان المسك يستخلص من جيف الكلاب (اليوم العالمي للمرأة). و(حقوق النساء). أو (عقوق النساء). أو (سحق النساء). أين حقوقها-أيها الرجلة- في الشيشان؟ أين حقوقها في العراق؟ اين حقوقها في تونس؟ أين حقوقها في فلسطين؟ أين حقوقها في طاجكستان؟ أين حقوقها في البوسنة والهرسك؟ أين حقوقها في أفغانستان؟ أين حقوقها في الجزائر؟؟ فالتاريخ الصحيح أيها الرجلة الشاوي يضرب المتمرد عليه في تفضيل النفاية على النقاوة بيد قاسية تخفق لضربتها في الآفاق فتجلله إلى عار الأبد[1].
    دونكها مترعة دهاقا***كأساً زعاقاً مُزِجت زعاقا


    الحق أقول أيها الرجلة لعب في عقلك (اتحاد النسوي). فوقعت في حيص بيص، وكم تمنينا لو طوى الرجلة الثوب على غرة، ليستمر بساط التحذير بمرة لكنه أورث البحثرة بالدعاية للرجلات المتذكرات المُمَمْرَكات لهذا اليوم الذي أسموه (اليوم العالمي للمرأة) والغبطة به، وجعلوا لها يوماً واحداً، وها نحن نتصدى لكفرك والدفاع عن سيد العالمين .


    إلى الله نشكو أننا في منازل***تحكَّم في آسادهن كلاب



    مع احتراماتنا للكلاب ومع اعتذارنا لهم فهم أفضل بكثير ممن لبس الثياب من أمثال الرجلة (سفيهة الشاوي). ومن أراد أن يعرف هذا فعليه بالرجوع إلى كتاب (تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب). وكأني بالرجلة (المتذكرة). في يده قلائد الحرية الغربية يريد أن يحلي بها جيد النساء العربيات المغربيات باسم اليوم العالمي للمرأة، أو باسم حقوق النساء، أو باسم الحرية الإباحية، إنه الكفر يصبغونه صبغة إسلامية، إنه التقليد للغرب، إنه التعالي عن الشرع، إنه الإثارة وبث روح الفتنة في صفوف نساء الأمة، إنه الدفاع الحماسي على فتات الغرب الكافر النجس، ما كان أحوجك-أيها الرجلة- إلى أن تخلط العسل بالبصل وتبيعه دواء لمن به خطل لجمعية (اتحاد النسوي). وأنت أيها الرجلة منهم –بلفظ التذكير مرة ثانية لما سبق.

    أمور يضحك السفهاء منها ***ويبكي من عواقبها اللبيب

    فقد صور الرجلة اتحاد النسوي في شعره النتن بصورة الفاتح المظفر المنتصر على الإسلام، فلعب بعقل الرجلة الشيطان فسلك به كل فج من العصيان، فلعنت رسول الله من غير حياء من ربه الرحمن، فنصب الرجلة الشاوي نفسه حكماً وقاضياً بين السنة والنسوان، فجار في القضية وما حكم بالسوية، و(تلك إذن قسمة ضيزى). حيث أعماه حبه للغرب ولاتحاد النسوي (وحبك الشيء يعمي ويصم)، فالطيور على أشكالها تقع، وكل إناء بما فيه ينضح، فهذا الرجلة المتصعد سنام الشعر لقصور نظره حساً ومعنىً، فهو لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، على سفه وزندقة وجرأة وطيش فيه، يلقي بالكلام على عواهنه من غير تبصر ولا تفكر ولا تدبر فأورد نفسه المهالك، مع ما يحمل شعره-المتذكر- من حقد دفين لنبي المسلمينr، وتحريف واختلاق وتمويه وخبث الباطن فكان شعر الرجلة الذي تجرأ على رسول رب العالمينr على أمواج (الإذاعة المغربية).كفراً كله، شركاً كله، ضلالاً كله، رجساً كله، نجسة كلها، بل شعره أنجس من عذرة الكلاب،-مرة أخرى مع احتراماتنا للكلاب- يا رجلة الشاوي: (إن في المغرب رجالاً مسلمين، يموتون دون رسول اللهr، يا رجلة الشاوي: عند الصباح يحمد القوم السرى، وعند الممات يحمد القوم التقى، ويوم التغابن يجزي الله أهل اللعن والردى). وسوف يعلم الرجلة والمخنثون والمؤنثون من الرجال أصحاب الشعارات الرنانة في بلادنا: (تطوير الشريعة)، و(مرونة الشريعة لتلبية حاجات العصر). و(تقنين الشريعة). و(التدرج في تطبيق الشريعة). و(حقوق النساء). و(اليوم العالمي للمرأة). من هو أحق باللعن-أيها الرجلة- سيد العالمين ومنقذ الضالين، أم أسياد الرجلة الحداثيين المجرمين،

    أسماء مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد[2].

    والرجلة واثق بنفسه الجويهلة وكأني به يقول: (يا أرض اشتدي ما عليك أحد من الشعراء قدي). مما ذكر ني ببعض أشراط الساعة التي منها قولهr: (وينطق فيها الرويبضة). قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة). فما بالكم بمن سب نبي العامةr، ومنها أيها الرجلة: (سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من الأرض). فما بالكم بمن تأكل بثدييها، أعلم أيها الرجلة لولا أن الشبه خطافة ما تعرضت لك ولا لأمثالك من العلمانيين الملحدين، تحقيراً لشأنك وتبكيتاً لك، وإظهاراً لقبحك، لأنك أيها الرجلة عندي أتفه وأحقر وأذل من أن أضيع وقتي في الرد عليك، لأن أمثالك يحتاجون للحدود لا للردود، وشعرك أعتبره لوثة وافدة لبلادنا، ووعكة نازلة للمغاربة المجاهدين، ولكن أسلوبك في السب أسلوب مطروق قديم، نعوذ بالله من الفسوق، وعقول الرويجلات محل الخيالات دائماً، فترى أحدهم يركب قصبة ويراها فرساً سبوقاً، ويحمل خشبة يلوح بها على أنها سيف صقيل، أم تريد أيها الرجلة أن تدخل التاريخ مثلك مثل الذي بال في زمزم فلما أخذ لتضرب عنقه قيل له: ما حملك على هذا الفعل الشنيع الذي أذهب حياتك فقال: أريد أن أدخل التاريخ، أم تريد أن تشتهر بردود العلماء عليك، قال الشاعر بشار: (هجوت جريراً فأعرض عني واستصغرني ولو أجابني لكنت أشعر الناس). أم تريد أن أعلمك من أين تؤكل الكتف؟ أم تريد أن أدينك من فمك، ومما يخرج من رأسك، أم تريد أن أتعامل معك بلغة (عاشر الذئاب على أن تكون فأسك في يدك). وبلغة: (إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً). أم تريد أن أضعك في مكانك المناسب مع شعرك النتن[3]. وأخوك المرجَّل المدعو فاطمة المرنيسي العلمانية الملحدة طعنت في كثير من الثوابت كما في كتابها: (الحريم السياسي النبي والنساء). وطعنت فيمن قتل اللعين السادات، فتقول: (تلك هي كانت حجة الجماعة التي قتلت أنور الساداتـ الممثلين بأعلى درجة لأدب المتطرفين الغزير جداً). واللائحة طويلة لهذه الملعونة. وأوتيت من جهلها ، عليها بهلة الله-.

    السبب الباعث على كتابة هذه الرسالة


    كتبتها[4]لأرفَعَ الغبار والعَكُوب والنَّقْع والقَسْطَل والعِثْيَر الذي أثاره فَيْلَقٌ وفئام وشرذمة وكُرْدوس وطائفة وحزب (الحداثة). أو التحديث والتجديد والتطوير والتنوير والتقدم في الكفر والإلحاد، أو الانقطاع عن الماضي، أو الثورة عن الدين واللغة، أو التخريب الأدبي والثقافي، أو تعمد الأخطاء النحوية والصرفية والبلاغية والتاريخية، والدينية، و(الحداثة كما طُرحت في العالم العربي- يا أصحاب الفضيلة-: ليست إلا مصطلحاً مراوغاً يضم تحت ردائه نخبة من أصحاب الفكر ومحترفي الأدب الذين يتفقون فيما بينهم في قطع صلة العربي المعاصر بماضيه تماماً.. سواء كان الماضي العقيدة الإسلامية أو التاريخ، أو (التراث). اللهم ما اتفق من هذا التراث أو ذلك التاريخ من مناهجهم، سواء تمثَّل في الحركات الشعوبية أو الباطنية أو الإلحادية (الزنادقة). أو غير ذلك مما يتناقض بالضرورة مع الإسلام وتصوره الصحيح. لقد أوهمونا يا أصحاب الفضيلة في وزارة الأوقاف، وفي المجالس العلمية في المغرب-أي: أصحاب المغالطة أو الحداثة- أن الإسلام ضد التطور والتجديد والإبداع والابتكار. وتفننوا في إبلاغ هذا الوهم للناس، وبخاصة للناشئة والسذّج والذين لم يتعرفوا على الإسلام من (المسلمين!). ولكنهم تناسوا أن سر عظمة الإسلام بل إعجازه، أنه الدين الكامل، الصالح لكل زمان ومكان)[5]. والذي حملني أيضاً على كتابتها –يا أصحاب الفضيلة-واضطرني وحَرَّضَنِي وألْجَأني وحداني وحضني وحثَّني سكوتكم عن هؤلاء الملحدين في بلادنا، بلادنا يعج بهؤلاء الحداثيين يا أصحاب الفضيلة فما مهمتكم؟ إن مهمتكم أن تنصروا الإسلام وأن توقفوا الإلحاد والملحدين، لا الدعاة المخلصين، إنكم-يا أصحاب الفضيلة- لو فعلتم ذلك كانت مهمتكم تتم على أكمل الوجوه؟ أين جهودكم العلمية يا أصحاب الفضيلة؟ لماذا لا تقفون في وجه هذا التلوث الفكري يا أصحاب الفضيلة؟ عبثوا بالتراث، وخربوا اللغة واعتدوا على الدين والقيم وطعنوا في رسول اللهr بل ولعنوه باسم التحديث والتجديد وباسم الحقوق والحرية وأنتم يا أصحاب الفضيلة أنتم كما أنتم؟ إنهم رضعوا ألباناً فاسدة (مستوردة). من أميركا الأم الحنونة، وأنتم رضعتم ألبان الوظيفة؟ إنهم هُمْ هُمْ. وإنكم أنتم أنتم. إن الحرية المبتكرة والمتبناة مولود غير طبيعي لأنه ولد مشوهاً ورضع ألباناً فاسدة (مستوردة). إن لهم أقلاماً ولكم أقلاماً، وإن لهم إعلاماً وأقزاماً، ولكم إعلاماً وأَعلاماً، إعلامهم يعتني بنشر الإلحاد وألوانه، وإعلامكم ينشر (سدل يدٍ).(وكرهوا بسملة تعوذا).
    (وطلقة بائنة في التحريم * وحالف به لعرف الإقليم).
    إنها المذلة؟ فليفتح مجلس العلمي ورابطة العلماء عينيه، وليأخذ حذره من الملحدين الذين دبت عقاربهم، ونجحت في بلادنا تجاربهم، فلا يُنقذهم المسلك الذي سلكه، ينام وينخدع بهم إلى ما شاء الله وما شاء لهم أسيادهم ثم ينتبه بعد ما كانت الكائنة ولات حين جدوى لذلك الانتباه، فإلى متى لا ينتبه علماؤنا لاغتيال دينهم بأيد يحسبونها منقذة له، والذي يفتت أكباد الغيرة الدينية- يا أصحاب الفضيلة- أن الذين يريدون هدم أسُس الدين لهم أبصار ترى النجوم في النهار وأنتم نائمون، لا يكفي –يا أصحاب الفضيلة- في هذه الحادثة حادثة لعن النبيعلى أمواج الإذاعة المغربية بلسان امرأة سفيهة تدعى حكيمة شويعرة تقول:
    مَلْعُونٌ مَنْ قَالَ فِيكِ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجَ خَرَجْتِ * مَلْعُونٌ مَنْ قَالَ نَاقِصَةُ عَقْلٍ وَدِينِ أَنْتِ[6]
    لا يكفي أن يقال: إنها أول قارورة كسرت في الإسلام. بل كم لها من أذلال ونظائر في إعلامهم، فقد نشرت زنديقة أخرى مقالاً في جريدة (اتحاد اشتراكي). تقول فيه: (يجب إعادة النظر في جوهر الإسلام). وأخرى استهزأت في مسرحية (الحادكة في الميزان). بملك من ملائكة الله حيث زعموا أنه ملَكٌ اشتراكي[7]. وأخرى تقول: (نصوص القرآن والسنة يجب أن يعاد فيهما النظر لأنهما غير مسايرين للعصر)[8]. وآخر يقول: (لقد أنصف القانون الشريعة الإسلامية إذ جعلها المصدر الثالث للتشريع)[9]. وآخر يقول: (إن الأنظمة والقوانين الإلحادية التي يسنها الناس أفضل من الشريعة الإسلامية). وآخر يقول: (إن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين). وآخر يقول: (إن نظام الإسلام يجب أن يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى). وآخر يقول: (يجب علينا أن نقوم بإنحاء الشعبة الإسلامية من الكليات). وآخر يقول: (هل يصنع لنا القرآن صاروخاً). وآخر يقول: (هل يصنع لنا القرآن إبرة). وآخر يقول: (القرآن يخمر الدماغ)[10]. وأنتم –يا أصحاب الفضيلة-نائمون لا يوقظكم صوت الانكسار. إنه العار الذي سوف يكتب على جبينكم يا أصحاب الفضيلة. هل علمتم –يا أصحاب الفضيلة-أن هذا الكفر دخل لمدارسنا، يُمتحن به أولادنا اليفعون؟ هل قرأتم: (الاختبارات الموحدة للدورة الثانية في مادة: اللغة العربية). في إعدادية مولاي سليمان نيابة أنفا. الدار البيضاء مدة الإنجاز: ساعة ونصف). النص هكذا لفظه يا حراس العقيدة، بل يا حراس الحقيبة: (لا أدري لماذا يكره المتطرفون الإسلاميون المرأة، ويصرون على أن تظل مجرد دمية يعبثون بها في غرف نومهم المظلمة، ويسلبون إرادتها ولا يقبلون إلا أن تكون مجرد جارية حتى ولو حملت لقب زوجة، وعند ما فكرت الدولة في إصدار القوانين الجديدة لتصون كرامتها وتحميها من القهر والظلم، هاج أصحاب الفضيلة أعداء المرأة وكأنه لدغتهم العقارب وأشهروا في وجهها كل أسلحة التخلف والظلام، وكعادتهم فتشوا في أحكام الشريعة الغراء، فسروها حسب أهوائهم واستغلوا تعاليم الدين السمحة أسوأ استغلال، وأخرجوا من جرابهم تفسيرات أشبه بالثعابين السامة، وهي أمور لا تسيء للنساء فقط، بل تدين المجتمعات التي تخيم عليها مثل هذه الأفكار، وتصمها بالعنصرية والتخلف، لقد أظهروا شريعة إسلامية تنكل بالمرأة وتنزل بها أشد العقاب، وأسرفوا في استنباط الأحكام، واستبدلوا بشرائع إسلامية غراء أخرى مستمدة من عصور الجاهلية). من جريدة (الأحداث المغربية) (عدد 15/16/يناير 2000). فالرجلة الشاوي الحداثية تلميذة استالين العربذة العاهرة الفاجرة القذرة . فالرجلة أراها سيئة هذا الزمان. وشعرها حصيلة أرجاس ومفاسد وخبائث ومهالك ومنكرات وقبائح ورذائل وشعرها ينتقل من سيء إلى أسوأ ومن قبيح إلى أقبح، ومن فاسد إلى أفسد، ليس فيه إلا الضرار والأوضار، والسم الناقع، والجهاد في غير عدو، وتسلق نبي الإسلام بشعرها الوقح، تسلقه بوقاحة لم نتعودها من أساطين الكفر في أميركا، بله إسرائيل، والفضل في هذا يرجع إلى قاسم أمين قصم الله ظهره، وإلى هدى شعراوي وآمنة السعيد، ونوال السعداوي، وعبد الله العروي، ونزار قباني، وغيرهم كثير لا كثر الله بهم بلادنا يقول قاسم أمين في كتابه النجس (تحرير المرأة): (إن المرأة مساوية للرجل من جميع الوجوه وإن الرجل ظالم لها في حقوقها). ويحث فيه على تربية المرأة وتعليمها كما يتعلم الرجل سواء بسواء. ويقول بلزوم رفع الحجاب ووجوب الاختلاط لأن حجاب المرأة وعدم اختلاطها بالرجال مما يقيد حريتها التي منحها الله إياها ويمنع من قيامها بالعمل المكلفة به في الهيئة الاجتماعية إلى آخر ما يدعو إليه ثم يقول: (لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى افتفاء أثر الترك بل الإفرنج في (تحرير نسائهم)، وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق ذلك الحجاب، وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم، ولكن. أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس، فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن، وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي، رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا إليها بألسنة البذاءة، ثم ما وجدت زحاماً في طريق فمرت به امرأة إلا تناولتها الأيدي والألسن جميعاً). حتى وقع الفأس في الرأس يا عدو الله، ثم تعترف وتعتذر وأدركت خطر دعوتك، وتحمد الله أن خذلها، وأنت أول من نادى بتحريرها في مصر، وممن نحررها من عبوديتها لله إلى عبوديتها للشيطان والنفس الأمارة بالسوء يا عدو الله قال ابن القيم:

    هَرَبُوا من الرق الذي خُلقوا له***فَبُلُوا برق النفس والشيطان

    حررتها من دينها حتى تجرأت عن شرع ربها فقالت: (المرأة ليست نصفَ الذكر). وقالت: (الإسلام دين جاف وجامد يريد أن يجمد نصف المجتمع وهي: المرأة). وقالت: (إن نصوص القرآن والسنة يجب أن يعاد فيهما النظر لأنهما غير مسايريْن للعصر). وقالت: (يجب أن يعاد النظر في جوهر الإسلام). وقالت: (إن الذين يريدون العودة للإسلام في قضية المرأة لهم عقلية متخلفة). وقالت: (كيف تكون شهادةُ امرأة دكتورة عالمةِ الذرة نصفَ شهادة رجلٍ أمي جاهل). وقالت: (كيف تقولون: النساء ناقصات عقل ودين، والمرأة بلغت شأواً كبيراً في العلم والثقافة والحضارة-الخسارة). –وهذا أمر خَلقي من أمور الفطرة وليس فيه ما يعاب عن المرأة، ولاسيما في الحالة التي تغلب عليها العاطفة-. فهي تريد حرية تحررها من دينها، وتُعَريها في الشوارع والأسواق، وتدفعها إلى أحضان الشيطان دفعاً عن طرائق قدداً: مرة باسم (الخطة الوطنية-أو الوثنية). ومرة باسم (اليوم العالمي للمرأة). ومرة باسم (الحقوق- أو الحكوك). ومرة باسم (حقوق النساء). ومرة باسم (اتحاد النسوي). إنها ألعوبة التمدن، والتحرر والتحضر، إنها ألعوبة: (دعوها تمارس ما تشتهي). (دعوها تعاشر من تشتهي). (دعوها تطالبْكم بالحقوق.). (دعوها تشارككم في الحقوق). وكأن الشاعر المدعو إبراهيم عناهن في قوله: ( تعالت هُتافاتُهم. حرروها. تعالت هتافاتهم. أطلقوها. دعوها تمارس حقَّ الحياة، تُميطي اللثام وتُلقي الحجاب، تحطم كلَّ قيودِ القديم. تثور على كل شيء قديم. تعالت شعارات. أهل الفساد. لكي يخدعوها. فباسم التقدم. واسم التحرر. واسم التمدن. قالوا دعوها، دعوها تمارس ما تشتهي. دعوها تعاشر من تشتهي. دعوها تطالبْكم بالحقوق. دعوها تشارككم في الحقوق. دعوها دعوها ولا تمنعوها. أفيقي أخية، وقولي دعوني، دعوني فإني. أريد حيائي، أريد إبائي. دعوني دعوني فإني أبية. أنا لست ألعوبةً في يديكم. تريدون أن تعبثوا بشبابي. فأُلقي حجابي. وأََخرج ألقَى قطيعَ الذئابِ. وبعضَ الكلابِ. .. أفيقي أخية يريدون هدمَ صُروحِ الفضيلة. يريدون قتل المعاني الجميلة. يريدون وأْدَكِ والنفسُ حية. أهذي الحقوق كما تزعمون. فأفٍّ لكم ولما تدّعون. أنا لست أقبل هذا الهراء. فهيا اخرَسوا أيها الأدعياء. أنا لست أقبل غير تعاليمِ ديني. ففيها النجاة. وفيها الحياة. وفيها السعادة حتى الممات. أفيقي أخية.. أفيقي أخية). إنها الحرية الملغومة، إنها حرية إخراج المرأة من بيتها لتحتك بالرجال في الشوارع والأسواق، وفي الحافلات والحفلات، وفي المدارس والشواطئ، وفي المعامل والعمل ورحم الله من قال: (أما والله إني لأرى العالم قد حفر قبراً للمرأة ثم وأدها فيه، ثم رفع قبعته محيياً لها).-نحن المسلمين لا نريد حرية بلا شرف ولا ضمير ولا وازع ديني، أو أخلاقي أو حتى إنساني؟. ولا نريد حرية تجعل المرأة شاذة لا هوية لها!! لا هي بالشرقية، ولا هي بالغربية، ولا هي بالعربية، ولا هي بمسلمة بل خليط عجيب من ذلك كله؟. وأيضاً لا نريد حرية تجعل المرأة تأكل من ثدييها، ولا نريد حرية تجعل المرأة تتمرد عن شرع ربها- وتطلب تغييره بما يلي: (1- إعطاؤها الحق في الزواج عند ما تبلغ سن الرشد القانوني دون حاجة إلى ولي. 2- وضع الطلاق بيد القضاء والتنصيص على حق الرجل والمرأة على السواء في تقديم طلب الطلاق إلى القضاء. 3- منع تعدد الزوجات.4- إعطاؤها حق الولاية على أبنائها مثل الرجل.5- إقرار المساواة في الإرث-6—إقرار المساواة في الشهادة مطلقاً). نريد حرية الأقلامِ النظيفة المسلمة التي تقوموا أمام جنود الباطل قَومة ترد كلَّ واحد إلى حجمه الطبيعي، تقوموا في وجه هذه الضلالات الوافدة لبلادنا، نريد حريةً تعيدنا إلى ديننا ومجدنا وعزنا، نريد حرية تُصلِح آخر هذه الأمة بما صلَح به أولها، نريد حرية تحرر ديننا قبل بلداننا، تحرر أفكارنا قبل أجسادنا، تحرر أرضنا قبل (الجنس). في بلادنا، نريد حرية تحررنا من ربقةِ وتبعية الغرب الكافر، تحرر تصورَنا قبل سلوكنا، تعيننا عن حمل سلاح العلم والفهم والوعي، تقوِّم سلوكنا وتضبط عواطفنا، تحرر رقابنا من الاستعباد: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا-عمر). نريد حرية تجعلنا أحراراً أمام البشر عبيداً أمام الجبار، نريد حرية تزرع النور والأمل في أنياط قلوبنا، نريد حرية تنقلنا من الرذيلة إلى الفضيلة، نريد حرية تمنع المرأة من الترجل، والرجلَ من التخنث، حريةً لا تعرضنا للطرد من رحمة الله، لا تعرضنا لما قال أبو هريرة: (لعن النبيr المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء). وفي لفظ: (لعن رسول اللهr المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال). رواهما البخاري. وفي رواية له في التاريخ بلفظ: (ليس منا من تشبه من النساء بالرجال). قال ابن أبي مليكة-واسمه عبد الله بن عبيد الله- قيل لعائشة رضي الله عنها: (إن المرأة تلبس النعل-أي: الذي يكون خاصاً بالرجال- فقال: لعن رسول اللهr: الرجلة من النساء)[11]. والرجلة من النساء: هي المترجلة التي تتشبه بالرجال في زيهم وهيئاتهم ووظائفهم. وكذلك العكس ورحم الله من قال:

    إنْ عجِبْنا من إناث ** تمردن بكبريــــــــــــــــاء

    يطـــــــــالبن التساوي*** بالرجال اعتـــــــــــداء

    فعجيب كل عجب *** من رجال كالنســــاء

    إن للكــــــون نظـــاماً*** في الوجود وفي النَّماء

    من ذكــــــور وإنــاث*** ليس عنهن عَنـــــــــاء

    فإذا تأنثت الــرجال*** وترجلت النســــــــــاء

    فعـلى الدنيا السلام *** وعلى الجنسين العَفاء

    وقال الشنقيطي:

    وما عجب أن النساء ترجلت *** ولكن تأنيث الرجال عجاب

    فأما أن تتشبه المرأة بالرجل في العلم والرأي المحمود فنعم، لأن عائشة كانت معلمة الرجال، وكانت أم سلمة رجلة الرأي عند المشاورة، أما حديث: (شاوروهن وخالفوهن). فلا يصح. نحن لسنا أعداءَ الحرية ولا أعداءً لمن ينادي بها، ولكننا أعداءٌ لمن يسئ استعمالها، ونعتقد أن الحرية شئ (مقدس). شريطة أن تستعمل بتعقل وتفهم كاملين، أن تستعمل للبناء من خلال سيادة الأخلاق وبتوجيه من الدين الإسلامي[12]، فما وقع تمرد في العالم إلا وقع باسم (الحرية). وما وقع هدم للإسلام إلا باسم الإسلام المستنير المتحرر المعتدل، وبعبارة فكل تمرد على أحكام الشرع يتم تحت شعار (حرية التعبير). أو (حرية الرأي). أين آراء علمائنا؟ وأين تعبيرهم؟. وأين حريتهم؟ لِمَ لا يقولوا للناس –(طبعاً تحت شعار حرية التعبير)-: المسلم لا يسمح لأي أحد أن يهدِم ما هو من الدين بالضرورة باسم (حرية التعبير). أو (حرية الرأي). فليقولوا لهم: نحررها من ماذا؟ نحررها من دينها؟ أم من أوامر ربها؟ هل نحررها من قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين).؟ أم من قوله: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى).؟ هل نحررها من قوله تعالى: (يا أيها النبيء إذا طلقتم النساء).الآية. ؟ أم من قوله: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض). أم من قوله: (وللرجال عليهن درجة). ؟ أم من قوله: (وقرن في بيوتكن). ؟ أم من قوله: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).؟ أم من قوله: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع). ؟ أم من قوله: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض).؟ ففيم حريتها إذاً؟ أمن قوله r : (لاَ نِكَاحَ إلاَّ بولي)[13]. أم من قوله: (أيما امرأة أنكحت نفسها من غير إذن وليها فنكها باطل)[14]. أم من قوله: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة-في صحيح البخاري)[15]. وهاهم مؤسسوا الحرية وصانعوها يعترفون لكنها اعترافات متأخرة واحدة تقول: (أريد أن أرجع إلى أنوثتي). وأخرى تقول: (امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة). وأخرى تقول: (قروية ساذجة في حجرها طفل، أفضل للأمة وأنفع للبلاد من ألف نائبة وألف محامية، وحكمة الله فيكن أن تكنّ أمهات). وأخرى تقول: (لا تأخذي من العائلة الأوروبية مثالاً لك). وأخرى تقول: (بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك، مهمته العبث بالقلوب والعقول). وأخرى تقول: (أنا أنثى أعتز بأنوثتي، وأنا امرأة اعتز بما وهبني الله). وأخرى تقول: (أفكر كثيراً في أن أشعل النار في جميع شهاداتي التي أنستني كل العواطف). ثم تقول: (إنني أروي ذلك لكم للعبرة والعظة فقط، ولأقول: نعم، من أجل الحياة. من أجل الزواج لا، للعنوسة). وأخرى تقول: (خذوا شهادتي وأعطوني زوجاً). وأخرى تقول: (خذوا شهرتي وأعطوني بيتاً يضج بالأطفال). وأخرى تقول: (إني أتعس امرأة). وأخرى تقول: (كم كنت سافلة). نعم نحررها من أفكار الغرب، ومن تقليد الغرب، نحررها من شعر الحداثيين كشعر حكيمة الشاوي التي تسب وتلعن فيه نبي العالمين عليه الصلاة والسلام تقول: (يا سيدتي مشرقة أنت يا سيدتي كالشمس، والشمس تشرق كل يوم من عينيك، شامخة أنت أنت كسعف النخيل، والقمر تحت قدميك يزحف، والنجوم تتناسل بين يديك، ملتهبة أنت يا سيدتي كشعلة الثورة، وكل الثورات تعلمت منك، وكم من الشعراء ألهمت، كم نزار أنجبت، باهيلة أنت كقوس قزح، وقوس قزح يستمد ألوانه من وجنتيك، مَلْعُونٌ مَنْ قَالَ عنكِ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجَ خَرَجْتِ[16]، ملعون يا سيدتي من أسماك، علامة على الرضى بالصمت[17]، ملعون منذ الخليقة من قال عنك، عورة من صوتك إلى أخمص قدميك[18]، ملعون من وأد الكلام فيك...ملعون من كبل يديك بالأساوير... ملعون من حرم العشق عنك، ولم يتعلم كيف يعشقك، صامدة أنت يا سيدتي، وهذا الحاضر يشتعل بين يديك، لكي يحرق كتب الأمس ويكتب تاريخك المنسي، ملعون من يخون جنسك، وأنت من سلالة البشر والقمر والشمس).

    الحداثة القذرة قادمة لبلادنا يا أصحاب الفضيلة


    ولقد أجْزَعَنِي وأَرْمَضَنِي وأحزنني ولَعَجَنِي وأقلقني وفَدَحَني منذ فترة قريبة ما قاله أحد (الحداثيين): (إن من تمسك بالدين، أو اللغة العربية أو التاريخ، فقد تمسك بخيط العنكبوت). هكذا يلحدون في بلادنا على مرأى ومسمع، هكذا يكفرون، هكذا يطاردنا الإلحاد والملحدون، إنها (الحداثة العربية). إنها تعاليم (الشيوعية-المنكودة). تطاردنا في كل مكان وزمان، تطاردنا بالليل والنهار، تطاردنا في الشوارع والبيوت، تطاردنا حتى على أمواج الإذاعة-أبواب الردة مفتوحة في التليفزيون- وفي المدارس، إنها تعاليم ستالين اللعين تنفَّذ وتُتّبَع قال لعنه الله في سنة 1928: (يجب أن تقوم التربية في المدارس على أساس إنكار الدين وعلى أساس إنكار فكرة الله). وأضاف لهذا القول عام 1933 ما يلي: (الثقافة النافعة هي الثقافة التي تحرر عقول الناس من استبداد الدين، والتعليمُ النافع هو التعليم الذي ينشر الإلحاد، والرأيُ العام الصالح هو الرأي العام الذي لا يؤمن بأية أفكار سوى الأفكار الماركسية). وأضاف في عام 1935 قولَه: (الدين هو الذي يغرِس في نفوس الناس الأفكار والأخلاق المثالية التي لا وجود لها في الواقع، ولهذا نحارب الدين لأننا لا نريد أن تَتَغلغل في نفوس النشء آراءٌ مثالية زائفة). وفي عام 1937 قال: (يجب أن يكون مفهوماً أن الدين خرافة، وأن فكرة الله خرافة، وأن الإلحاد هو مذهبنا). وفي عام 1938 قال: (يجب على الشيوعي المخلص أن ينكر الدين، فالدين يمنع المؤمن به من التوسع بالكذب والخداع والغِش والتضليل في نشر الدعوة التي يريد نشرها، أما الشيوعي المخلص الذي ينكر الدين، ولا يؤمن به، فإنه يستطيع أن يحرر عقله من أفكار الدين المثالية، وهكذا يستطيع أن يتوسل بكل الوسائل من كذب إلى خداع إلى تضليل إلى غش، في تحقيق الأهداف الشيوعية!!. وكلما تحررنا من نفوذ الدين ازددنا اقتراباً من الواقع الاشتراكي. ولهذا يجب علينا أن نحرر عقولنا من خرافة الدين). وفي سنة 1905 قال: (الدين أفيون الشعوب. فالدين ورجل الدين يخدران أعصاب المظلومين والفقراء، ويتسببان في خضوعهم للظلم. لماذا لا نعلن في برامجنا أننا ملحدون؟ إننا نفعل ذلك لكيلا نزود خصومنا بسلاح يهاجموننا به. فعدد المؤمنين بالله لا يزال يفوق عدد الملحدين). وفي سنة 1927 قال ستالين اللعين: (إننا نقوم بالدعوة ضد الدين الآن، لأننا أقوى من أن ينال خصومنا عن طريق التشهير بإلحادنا. ولقد كنا نحرِص في الماضي على عدم إعلان إلحادنا لأننا لم نكن أقوياء. أما الآن، فإننا نعلن بصراحة أننا ملحدون، وأننا نرى في الأديان خطراً على الحضارة الإنسانية، فالأديان أفيون مخدِّر). وقال في سنة 1944: (نحن ملحدون، ونحن نؤمن أن فكرة الله خرافة، ونحن نؤمن بأن الإيمان بالدين يعرقل تقدمنا، ونحن لا نريد أن نجعل الدين مسيطِراً علينا، لأننا لا نريد أن نكون سكارى!. إن حزبنا الثوري لا يستطيع أن يقف موقفاً سلبياً من الدين، فالدين خرافة وجهل). وفي سنة 1913 قال اللعين: (ليس صحيحاً أن الله هو الذي ينظم الأكوان، وإنما الصحيح هو أن الله فكرة خرافية اختلقها الإنسان ليبررعجزه، ولهذا فإن كل شخص يدافع عن فكرة الله، إنما هو شخص جاهل عاجز). وفي سنة 1915 قال لعنه الله: (الدين مرتبط بالظلم دائماً، فحيثما يوجد الظلم يوجد الإيمان بالدين، وإذا ما تخلصنا من الظلم، وجب علينا أن نتخلص من الدين، بل إن تَخَلُّصَنا من نفوذ الدين يساعدنا على التخلص من الظلم، إن الطبقات الظالمة تلجأ دائماً إلى سلاحيْن: هما المشنقة، ورَجُل الدين، فالمشنقة تقضي على المعارضين، والدين نوع من المخدِّر الروحي الذي يتناوله الأرقاء لينسوا مشكلاتِهم). وأخذ هذه النصائح والتعاليم الشيوعية الصحافيون الأعراب وصاغوها بهذا الأسلوب أسلوب ثقافي فقالوا: (إن الحرية والديموقراطية ترى أن الدين سبب الطائفية والشقاق)[19]. إنها الحرية المزعومة، حرية التدين، هكذا يقولون: (حرية الرأي). حتى فوجئنا بمن يلعن الرسولr الأعظم –على أمواج الإذاعة-منقذ البشرية جمعاء، إنها (حكيمة الشاوي)، أو (سفيهة الشاوي). أسكتها الله، ولا رحِمَ فيها مَغْرِزَ إبرة، إنها تحاد الله ورسوله، إنها تحارب الله ورسوله، إنها وقاحة نادرة، وزندقة مبيّتة ومؤيدة، إنها مقولة لا شرقية ولا غربية، إنها نابغة في الوقاحة والكفر، إنه هجوم سافر على سيد العالمين، ويا للأسف ويا للعار يسب رسول العالمينr على مرأى ومسمع من المسؤولين ووزارة الأوقاف واقفة لتوقيف الخطباء لا لتوفيق الملحدين، إنه التحدي لرجال العلم، إنها –عليها بهلة الله- اتخذت الملاحدة قدوة وأسوة لها، بل قالت ما لم يقله كارل ماركس، ولينين، وستالين، وسلمان رشدي، إنها اكتملت الخميرة الإلحادية في بلادنا، إن مجالس العلم عندنا أصيبت بخيبة أمل يا سفيهة الشاوي بيضي واصفري، إلعني نبي ملايين من الناس؟ أين دوركم يا معشر العلماء؟ هذه قضيتكم يا أصحاب الفضيلة فما رأيكم...؟ نطق في إعلامكم الخنزير –يا أصحاب الفضيلة فما ردكم؟ إنها الغارة والثورة والحرب على الإسلام يا أصحاب الفضيلة؟ إنها عداوة شرسة وعمالة مفضوحة تفوق حتى ما أعلنه ستالين يا أصحاب الفضيلة؟ العالم يا أصحاب الفضيلة لا يشغل الدرهم باله بمقدار ما يشغله دين الله وسنة نبيه، وتوقير رسوله r؟ إن فساد العامة من فساد الخاصة يا أصحاب الفضيلة.، يقول أحد الحداثيين الملحدين المدعو عبد الوهاب البيَّاتي، العراقي الماركسي في ديوانه (كلمات لا تموت): (الله في مدينتي يبيعه اليهود، الله في مدينتي مشَرَّد طريد، أراده الغزاة أن يكون لهم أجيراً شاعراً قواد[20]. يخدع قيثاره المذهّب العباد، لكنه أصيب بالجنون، لأنه أراد أن يصون زنابق الحقول من جرادهم، أراد أن يكون). وقال محمود درويش عضو الحزب الشيوعي الفلسطيني مستهزئاً بالله تعالى: (نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير)[21]. وعبد العزيز المقالح اليماني اليساري يقول في قصيدته النتنة: (صار الله رماداً صمتاً رعباً في كفَّ الجلادين حقلاً ينبت سبحات وعمائم بين الرب الأغنية الثروة والرب القادم من هوليود... كان الله قديماً حباً كان سحابة كان نهاراً في الليل أغنية تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض)[22]. ويقول أدونيس النصيري وكان اسمه: (علي أحمد سعيد). ثم ترك النصيرية واعتنق الشيوعية، وتسمى باسم أحد أصنام الفينيقيين (أدونيس): (كاهنة الأجيال قولي لنا شيئاً عن الله الذي يولد، قولي أفي عينيه ما يعبد... مات إلهٌ كان هناك يهبط من جمجمة السماء)[23]. ويقول هذا الخبيث: (نقد الدين شرط لكل نقد). فهو يرى أن زمن النبيr وأصحابه زمن الانحصار، أما زمانه فزمن الازدهار، ويقول الحداثي آخر من نوع آخر اسمه غازي بن عبد الرحمن القصيبي العلماني وزير الصناعة والكهرباء -في مجلة (النيوزيك) الأمريكية، 17 أبريل سنة 1978م وفي مجلة (تايم) الأمريكية في 24 أبريل سنة 1978م)- : (إذا لم تأخذ في حسابك تطلعات شعبنا إلى الحياة الإنسانية عبر ثلاثة آلاف عام عاشها في حياة لا إنسانية، فإنك لا تستطيع أن تقدر مدى تلهفنا وعجلتنا للوصول إلى الحياة الإنسانية)[24] وهذا الرجل يعلن العلمنة في مقالاته وينشرها علانية وقد نشر مقالاً في (صوت الكويت). بتاريخ 20/5/1411هـ أعلن فيه العلمانية بل ودعا إليها حيث يفصل الدين عن السياسة. – وأقواله دائماً تنتقل من سيّء إلى أسوأ ومن فاسد إلى أفسد-ونصه: (نتمنى على بعض علمائنا الكرام أن يبقوا في مجالات تخصصهم، وألا يزجوا بأنفسهم في بحار السياسة، وهم لا يحسنون السباحة فيها، حتى لا يغرقوا، ويغرقوا شبابنا الحائر معهم، وقديماً قال فقيه ألمعي: (بين أصحابنا من أرجو بركته ولا أقبل شهادته). قلت: في أمور السياسة). اهـ ومن العلمنة في كلامه ما كتبه بخطه وختمه بتوقيعه 1/5/1411هـ ومما فيه: (إن أي فتوى مهما كان رأينا في رجعيتها- لا حظ رجعية الفتوى ثم واصل قراءة الفكس- إن أمور الشريعة قابلة للنقاش، وإن الفتاوي تتغير، وليست وحياً منزلاً، وإننا نتطلع إلى مرحلة يكون كل شيء فيها قابلاً للنقاش). قال الشيخ ابن باز –رحمه الله- فقد نشرت له مجلة المجتمع الكويتية (عدد 456 في 3/12/1399هـ مقالاً بعنوان: (ليست حياة المسلمين، المتمسكين بشرع الله حياة لا إنسانية): ...- أما بعد: فقد اطلعت على ما نشر في مجلة (النيوزويك) الأمريكية الصادرة في 17 أبريل 1978م وعلى ما نشر في العدد الصادر يوم 24 إبريل 1978م من مجلة (تايم) الأمريكية من الكلام الذي نسب إلى وزير الصناعة والكهرباء الدكتور غازي القصيبي وجاء فيه ترجمته: (إنك إذا لم تتذكر تطلع شعبنا إلى حياتنا أفضل بعد ثلاثة آلاف سنة من الوجود اللاإنساني فإنك لن تستطيع فهم ما يجري اليوم في السعودية). وهذا الكلام سبق نشره في مجلة النيوزويك الأمريكية الصادرة في 9 يوليو 1977م والمنقول عن مجلة (الاعتصام) المصرية. ورغم صدور هذا الكلام في الصحف الأمريكية غير ما مرة وفي مجلة الاعتصام المصرية فإننا لم نسمع تكذيباً له من الدكتور القصيبي وذلك يدل على إقراره بما جاء فيه وإلا لسارع إلى تكذيبه وتفنيده. وقائل ذلك الكلام يعتبر الفترة التي حددها بثلاثة آلاف سنة دون مستوى الإنسان وأن الناس فيها يعيشون حياة لا إنسانية، وهذه الفترة يدخل فيها زمن النبوة والخلافة الراشدة وعهد السلف الصالح ومن سار على نهجهم. ولا شك أن ذلك نوع من أنواع الردة عن الإسلام لأن كل من انتقص الإسلام أو طعن فيه أو زعم أنه لم يحصل به إسعاد الأمة ولا رقيها أو زعم أن حالة الناس اليوم أحسن من حالهم في عصر النبوة والسلف الصالح على سبيل الإطلاق فهو مرتد عن الإسلام مكذب للنصوص من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وإن لم يشعر من ذلك، وهو في الحقيقة إنكار لفضل الإسلام على الإنسانية وما حصل به لها من الرقي العظيم والسعادة والعزة التي لم يسبق لها نظير في تاريخ الأمم وهو أيضاً إنكار للإسلام ودعوته وجحود لرسالة محمد r، وفضلها على البشرية وذلك كفر صريح بإجماع المسلمين، ولقد وصف الله الذين استهزؤا برسول اللهوأصحابه بالكفر لم يقبل اعتذارهم الخ). وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رئيس المجلس (الأعلى) للقضاء أرسل له رسالة برقم 1603/1 في 17/9/1397هـ ونصها: (من عبد الله بن محمد بن حميد إلى حضرة صاحب المعالي الدكتور غازي القصيبي وزير الصناعة والكهرباء (حفظه الله). بل (لعنه الله)… وبعد تجدون برفقه قصاصة من (مجلة الاعتصام المصري) العدد 11رجب 1397هـ التي نقلت التصريح المنسوب إليكم لمجلة النيوزويك الأمريكية الصادرة في 6/ يونيو 1977م حيث قلتم في معرض الحديث عن المحاولة الجادة للملكة العربية السعودية للحاق بركب الحضارة ما يلي: (إذا لم تأخذ في حسابك تطلعات شعبنا إلى الحياة الإنسانية عبر ثلاثة آلاف عام عاشها في حياة لا إنسانية فإنك لا تستطيع أن تقدر مدى تلهفنا للوصول إلى الحياة الإنسانية)…الخ). وأيضاً ما بينه له في نص (الفاكس) الأستاذ محمد سعيد طيب يوم السبت 17/11/1990م بل قرأت في مجلة الاعتصام المصرية في عددها (11/ رجب 1297م مقالاً عجيباً بعنوان: (لا: يا حضرة صاحب المعالي حياتنا إنسانية. وليست حياة الحيوانات والديدان). وفيه: (نشرت مجلة النيوزويك الأمريكية الصادرة في 6 يوليو 1977 تحقيقاً صحفياً عن المملكة العربية السعودية جاء فيه تصريح نسب (للسيد) غازي القصيبي وزير الصناعة السعودي في معرض حديثه عن المحاولات الجادة للمملكة العربية السعودية للحاق بركب الحضارة ما يلي: (إذا لم تأخذ في حسابك تطلعات شعبنا إلى الحياة الإنسانية عبر ثلاثة آلاف عام عاشها في حياة لا إنسانية فإنك لا تستطيع أن تقدر مدى تلهفنا للوصول إلى الحياة الإنسانية). فإن صحت نسبة هذا الحديث إلى الوزير السعودي فهي كارثة لأن معنى ذلك أن الحياة التي عاشها الشعب في الجزيرة العربية منذ ظهور الإسلام – أي: منذ ألف وأربعمائة عام هي حياة لا إنسانية في نظر الوزير السعودي!! وهذا أمر جد خطير!! إذ يعتبر الوزير السعودي أن حياة ملايين المسلمين في الجزيرة العربية طوال هذه الأحقاب والأزمنة، منذ ظهور محمد عليه الصلاة والسلام إلى اليوم هي حياة الحيوانات والديدان. وأن الحياة الإنسانية هي التي يتطلع إليها هو وأمثاله من الشباب الذين تخرجوا من جامعات أمريكا وأوربا ليعيشوا نفس الحياة التي كانوا يعيشونها في أمريكا وأوربا أثناء دراستهم. وأنه ليس هناك حياة إنسانية إلا حياة الناس في أوربا وأميركا اليوم.. أما حياة المسلمين منذ ظهور الإسلام وحتى اليوم فهي في نظر الوزير السعودي الشاب الذكي المثقف حياة لا إنسانية، أو بتعبير آخر حياة الحيوانات والديدان… ولقد استطرد بعد ذلك (روبرت كريستوفر). محرر مجلة النيوزويك العالمية إلى القول: بأن في الولايات المتحدة الأمريكية الآن ما يقرب من ستة آلاف شاب سعودي يدرسون في مختلف المجالات، وإن أكثر هؤلاء الشباب سيعود بأفكار علمانية (لا دينية) وأنهم سيتولون كثيراً من المناصب الهامة عند عودتهم إلى بلادهم. ويستطرد المحرر المذكور إلى القول بأن معظم هؤلاء الشباب المثقف ثقافة عالمية في أمريكا وفي أوروبا لن يرضوا أن تبقى المملكة العربية السعودية محكومة بالأنظمة الرجعية التي تقطع يد السارق وترجم الزاني وتبقي المرأة حبيسة في الحريم…)[25]. قال القحطاني: إن جريدة (عكاظ) ذكرت: (رسمين: الأول فيه صورة لمجاهدين من أفغانستان يصبان الماء على جذع شجرة نابتة، وهذا يشير إلى بدايات الجهاد، ثم في الرسم الثاني قد كبرت الشجرة وحان قطاف الثمرة، فحدث اشتباك مسلح بين هذين المجاهدين وكل منهما ينتف شعر لحية الآخر، وكل منهما يستعد برشاشه لقتل الآخر...ومما زاد الطين بلة في هذا أنها عنونت لهذا الرسم بعنوان: (حكاية للأطفال)[26]. ويقول سعودي آخر يدعى أحمد الجار الله: (باسم الدين يوقفون سيارتك ويطلبون منك أن تثبت أن زوجتك هي زوجتك، وباسم الدين يستجوبون المرأة عن اسم آخر أبنائها وعن شكل غرفة نومها، ولون حمامها وماركة (الكلينكس) الذي تستخدمه لإثبات أنها زوجتك، ثم يلفظ أحمد الجار الله أنفاس حقده بقوله: واحد لحيته مثل التيس أوقفني وقال: لماذا تتحدث عن رجال الدين)[27]. وقال بلند الحيدري لعنه الله في قصيدة عنونها: (لو مرة نمت معي)، و(صورة الإله)، وقد جاء فيها: (يا سيدي لن نوقد الشموع كي تعودْ، لن نغسل الدروب بالدموع كي تعودْ، ولن نحب ربك الملول مثل الجوع. كي تعودْ، عد مثلما نريدْ ككل شيء كاذب يضحك ملء دارنا، ككذبة الصباح في تحيةٍ لجارنا، لأننا نريد أن نعرف في الخطيئة الإنسانْ، لأننا نريد أن نعبد فيك الله والشيطانْ). ثم يقول في مقطع آخر أكثر جرأة: (لو مرة عرفت يا إلهي الكسيح، كيف الزنا يصيرْ، كيف تصير ليلة بهوْلها، كيف أنا أصير، دمَّلة في أضلعي، وكيفأ كيف، سيدي أصيرْ، بجرحي الصغير، بليلي المصلوب عبر مخدعي، أكبر من صليبك المرمي خلف الشمس، خلف الريحْ، أكبر منك يا إلهي الكسيح، عد مرة كوجهي القبيح، كجسمي القبيح)[28]. ويقول اللعين عبد الصبور المصري زعيم الحداثيين العرب في (ديوانه): (الناس في بلادي جارحون كالصقور، غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة المطر. ويقتلون، يسرقون، يشربون، وطيبون حين يملكون قبضتي نقود، ومؤمنون بالقدر، في لجة الرعب العميق والفراغ والسكون، ما غاية الإنسان من أتعابه؟ ما غاية الحياة؟ أيها الإله، الشمس مجتلاك، والملاك مفرق الجبين، وهذه الجبال الراسيات عرشك المكين، وأنت نافذ القضاء أيها الإله. وفي الجحيم دحرجت روح فلان، يا أيها الإله كم أنت قاسٍ موحش يا أيها الإله، بالأمس قد زرت قريتي. قد مات عمي مصطفى ووسدوه في التراب، لم يبتن القلاع كان كوخه من اللبن، وسار خلف نعشه القديم من يملكون مثله جلباب كتان قديم، لم يذكروا الإله أو عزرائيل أو حروف كان فالعام عام جوع، وعند باب القبر قام صاحبي خليل حفيد عمي مصطفى، وحين مد للسماء زنده المفتول ماجت عينيه نظرة احتقار فالعام عام جوع)[29]. أكرم به من أدب وفكر، وإبداع، وشعر، ورمز للحداثة العفنة، ويقول أيضاً: (والشيطان خالقنا ليجرح قدرة الله العظيم)[30]. وله قصيدة في (ديوانه). بعنوان: (الإله الصغير)[31]. ويقول-لعنه الله-: (ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون، يدعو إله النقمة المجنون، أن يلين قلبه، ولا يلين. ينشده أبناؤه وأهله الأدنون، والوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيداً، وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها إنسٌ ولا شيطان. يدعو إله النغمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة، حتى يؤتي الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبني بحُرِّ ماله كنيسة ومسجداً وخان). يا لها من ثقافة وإبداع ومن قصيدة، وكما قالوا: (إما أن يكون المثقف حداثياً أو لا يكون مثقفاً)[32]. وعبقري آخر له قصيدة يرثي فيها مدينة السويس حين ضربها الإسرائليون، ويصف ذكرياته فيها فيقول: (عرفت هذه المدينة، سكرت في حاناتها، وزرت أوكار البغاء واللصوص، جرحت في مشاحناتها، صاحبت موسيقارها العجوز في تواشيح الغناء، رهنت فيها خاتمي لقاء وجبة عشاء، وابتعت من هيلانة السجائر المهربة). فهؤلاء العباقر لا يعرفون ما يخرج من بطونهم، ولذلك قالوا: (لا يهمنا فهم الناس أو لم يفهموا). قال صلاح عبد الصبور في ثنائه على الحلاج الزنديق: (فعند ما يخلع الحلاج خرقة الصوفية وينزل إلى الناس شاهراً الكلمة في وجه الظلم، تظل الصوفية قيداً يثقل خطواته ليظل بدوره متأرجحاً بينها وبين الواقع، وبين الكلمة والسيف، إلى أن يدهمه الواقع بالشرطة والمحاكمة الشكلية التي تصل به إلى الصلب على نحو دموي). وقال في مسرحية تحت عنوان: (مأساة الحلاج): (أظن الله كيف ونوره المصباح، وظني كوة المشكاة، وكوني بضعة منه تعود إليه، فالهيكل المهدوم بعض منه إن طهرت، وجل جلاله متفرق في الخلق أنواراً)[33]. ومن صور الاستهزاء بالله قول الماديون الملحدون: (لا إله، والكون مادة، والطبيعة تخبط خبط عشواء ولا حدّ لقدرتها على الخلق)[34]. ويقول اللعين نزار قباني-الذي تمدحه سفيهة الشاوي في شعرها- في قصيدة بعنوان: (أصهار الله): (وهل غلاء الفول والحمص والطرشي والجرجير شأن من شؤون الله؟)[35].(يا إلهي.إن تكن رباً حقيقياً فدعنا عاشقينا)[36]. يقول بدر شاكر السياب: (فنحن جميعاً أموات. أنا ومحمد والله وهذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة، عليها يكتب اسم محمد والله). ثم يقول: (وإن الله باق في قرانا ما قتلناه، ولا من جوعنا يوماً أكلناه)[37].

    وجاء دور وزارة الأوقاف، وحكاية الإجماع على قتل ساب الرسول

    يا وزارة الأوقاف انتقاص النبي وازدراؤه وسبه وشتمه ولعنه والاستهزاء به كفر أكبر مخرج من الملة، قال تعالى: (إن الذين يوذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً). والاستهزاء بالأنبياء أو بأحدهما خلق دنئء خلق أعداء الله المشركين والمنافقين، قال الله عن المنافقين واليهود: (وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) الآية. وقال: (وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزؤاً أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون). وقال: (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزؤاً أهذا الذي بعث الله رسولاً إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلاً). (فاستهزأوا بالرسولr لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسبون الأنبياء، ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون، إذا دعوهم إلى التوحيد، لما في أنفسهم من عظيم الشرك، وهكذا تجد من فيه شبه منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد استهزأ بذلك، لما عنده من الشرك)[38]. قال ابن إسحاق: (ثم إن قريشاً اشتد أمرهم للشقاء الذي أصابهم في عداوة رسول اللهr ومن أسلم معه منهم، فأغروا برسول الله سفهاءهم فكذبوه وآذوه، ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون... مر بهمr طائفاً بالبيت فغمزوه ببعض القول فعرف ذلك في وجههr ثم مر بهم ثانية فغمزوه، ثم الثالثة بمثلها فوقف ثم قال: أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح، فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع)[39]. (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). قال عبد الله بن عمر: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوماً: (ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله r فبلغ ذلك النبي r ونزل القرآن قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول اللهr تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول اللهr إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول اللهr يقول: (قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون)[40]. وفي رواية للنيسابوري أن ابن عمر قال: (رأيت عبد الله بن أبيّ يسر قدام النبيr والحجارة تَنْكُتُهُ، الحديث)[41]. قال قتادة: (بينما رسول الله r في غزوة تبوك، وبين يديه ناس من المنافقين، إذ قالوا: أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات هيهات له ذلك، فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله r: (احبسوا علي الركب)، فأتاهم فقال: (قلتم كذا وكذا). فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب. فأنزل الله تعالى هذه الآية[42]. وفي رواية: عن زيد بن أسلم، ومحمد بن كعب أنهما قالا: (قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسُناً، ولا أجبن عند اللقاء، -يعني رسول الله وأصحابه- فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول اللهr. فذهب عوف ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله r وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق، فقال: (أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن يعف عن طائفة منكم تعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين). وإن رجليه لتَنْسِفان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله r وهو متعلق بنَسْعَة رسول الله r)[43]. قال ابن إسحاق: (وقد كان جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بني عمرو بن عوف ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له بن حميّر يشيرون إلى رسول اللهr وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون أن جِلاَد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً؟ والله لكأنا بكم غداً مقرّنين في الحبال، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين، فقال مخشن بن حميّر: والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وإنا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه، وقال رسول الله r- فيما بلغني- لعمار بن ياسر: (أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا)، فانطلق إليهم عمار فقال ذلك لهم، فأتوا رسول الله r يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت-ورسول الله r واقف على راحلته، فجعل يقول-وهو آخذ بحَقَبها-: يا رسول الله؛ إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله-عز وجل-: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب). فقال مخشن بن حميّر: يا رسول اللهr قعد بي اسمي واسم أبي فكان الذي عفي عنه في هذه الآية مخشن بن حمير فتسمى عبد الرحمن، وسأل الله أن يُقتل شهيداً لا يُعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر)[44] وقال عكرمة في تفسير هذه الآية: (كان رجل ممن إن شاء الله عفا عنه يقول: اللهم إني أسمع آية وأنا أعنى بها تقسعر منها الجلود وتجَل منها القلوب، اللهم فاجعل وفاتي قتلاً في سبيلك، لا يقول أحد أنا غَسلت، أنا كفنت، أنا دفنت، قال: فأصيب يوم اليمامة، فما أحد من المسلمين إلا وقد وجد غيره). ومنه ما حدث في الطريق إلى تبوك لما ضلت ناقة رسول اللهr فقال زيد اللُّصَيْت-وكان منافقاً-: (أليس يزعم أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللهr: (إن رجلاً يقول وذكر مقالته، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها، هي في الوادي في شِعب كذا وكذا، وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها). فذهبوا فأتوه بها)[45]. فهؤلاء لم يشفع لهم مسيرهم للجهاد حين استهزأوا برسول اللهr وأصحابه الكرام بل قال لهم: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). ونقل القرطبي عن القاضي ابن العربي-وهو يشرح موقف المستهزئين في غزوة تبوك- قوله: (لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جاداً أو هزلاً، وهو كيفما كان كُفر، فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة، فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل)[46].-قال قال بعض المفسرين في قوله تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم): (وهذه آية نزلت في رجل قال: (إن كان ما جاء به محمد حقاً، لنحن أشر من الحمر). فبلغ خبره النبيr، ولما سأله عن مقولته، فحلف ما قال، فأنزل الله الآية. وقيل في سبب نزولها غير ذلك، ومهما يكن فإن الكلمة التي كفروا بسببها هي دون السب الصريح، فدل أن السب الصريح أولى بالكفر وبخروج صاحبه من دائرة الإسلام. وفي قوله: (وكفروا بعد إسلامهم)، قال الشوكاني: أي: كفروا بهذه الكلمة بعد إظهارهم للإسلام وإن كانوا كفاراً في الباطن، والمعنى: أنهم فعلوا ما يوجب كفرهم على تقدير صحة إسلامهم)[47]. وقد جعل محمد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام العشرة الاستهزاء بشيء من دين الرسولr، أو ثوابه، أو عقابه، وعقد باباً في (كتاب التوحيد) بعنوان: (باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسولr-أي: فقد كفر). (فنص –تعالى- على أن الاستهزاء بالله- أو بآياته أو برسول من رسله كفر مخرج عن الإيمان ولم يقل –تعالى- في ذلك أنى علمت أن في قلوبكم كفراً، بل جعلهم كفاراً بنفس الاستهزاء. ومن ادعى غير هذا فقد قوَّل الله –تعالى- ما لم يقل وكذب على الله تعالى)[48]. فكيف بمن يلعنه على أمواج التلفزيون على مرأى ومسمع من المسؤولين، ولم تتمعر وجوه العلماء لهذا الاستهزاء والاستخفاف واللعن لسيد العالمين من امرأة تأكل بثدييها، أين صوت اللجنة العلمية ، ورابطة علماء المغرب، وجمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية؟ أين من شم رائحة العلم ؟. فنحن نناشد العلماء المخلصين لا النفعيين من هذا المنبر: (أن يقوموا أمام جنود الباطل قومة ترد كل واحد إلى حجمه الطبيعي، يقوموا في وجه هذه الضلالات الوافدة لبلادنا، هذا دوركم يا معشر العلماء –إن أردتم حماية الإسلام-كونوا على حذر من هذه الوافدات، بصِّروا الناس بإسلامهم، اكسروا أقلام تلامذة الغرب، الأقلام المأجورة، أو المتناثرة على دروب وموائد الغرب، فكلنا معكم، كلنا نحتج على تجرء تلك اللعينة على شخص رسول اللهr، وللأسف وعلى أمواج الإذاعة المغربية، أميطوا اللثام عن أوحال الصهيونية العالقة بالأقدام، سدوا بأقلامكم أبواب الردة المفتوحة على أمواج الإذاعة المغربية، أعرضوا هذه الوافدات مع الردود عليها، وبالغوا في تكرارها حتى تستقر في أذهان الناس، ناشئهم وكبارهم على السواء.يا معشر العلماء: كل هذا التمرد على أحكام الشرع ، والاستهزاء والاستخفاف واللعن لسيد العالمين ، يتم تحت شعار (حرية التعبير). أو (حرية الرأي). أين آراؤكم أنتم؟ وأين تعبيركم أنتم؟ وأين حريتكم أنتم؟ لِمَ لا تقولوا للناس (طبعاً تحت شعار حرية التعبير): المسلم لا يسمح لأي أحد أن يهدم ما هو من الدين بالضرورة باسم (حرية التعبير). أو: (أن يلعن أعظم شخص وأفضل نبيr باسم اليوم العالمي للمرأة). ولا نريد حرية تجعل التي تأكل بثدييها- تلعن رسول الله على أمواج الإذاعة المغربية؟. أما الحرية التي يريدها الإسلام فحرية: (من بدل دينه فاقتلوه)[49]. حريةً تعيدنا إلى ديننا ومجدنا وعزنا، حرية تصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها، حرية تحرر ديننا قبل بلداننا، تحرر أفكارنا قبل أجسادنا، تحرر أرضنا قبل (الجنس). جاء دورك يا وزارة الأوقاف فما أنت صانعة مع من يلعن نبي الملايين ؟ أنسيت حكم ساب الرسولr في مذهب مالك –الذي تزعمين الانتماء إليه وإيقاف الخطباء –زعمتم- لمخالفته- اسمعي يا وزارة الأوقاف لقول القاضي عياض المالكي: (ومن سبه أو تنقصهr فقد ظهرت علامة مرض قلبه، وبرهان سر طويته وكفره)[50]. وقال القاضي عياض: (اعلم –وفقنا الله وإياك-أن جميع من سب النبيr أو عابه، أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه أو خَصلة من خصاله أو عرّض به أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب. وقال: وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بِسُخْفٍ من الكلام وهُجْر ومنكر من القول وزور، أو عيّرَه بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غَمَصَه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه، وهذا كله إجماع من الصحابة وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم وهلم جَرّا). إلى أن قال: (ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه-يعني ساب الرسولr- بين علماء الأمصار وسلف الأمة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره)[51]. وقال أيضاً: (وكذلك من أضاف إلى نبينا r تعمد الكذب فيما بلغه أو أخبر به. أو قال: إنه لم يبلغ أو استخف به أو بأحد من الأنبياء أو أزرى عليهم أو آذاهم أو قتل نبياً أو حاربه فهو كافر بالإجماع). قال شيخ الإسلام: (أن من سب النبيr من مسلم أو كافر فإنه يجب قتله، هذا مذهبٌ عليه عامة أهل العلم، قال ابن المنذر: (أجمع عوام أهل العلم على أن حدَّ من سبَّ النبيr القتلُ، وممن قال مالكٌ، والليثُ، وأحمدُ، وإسحاقُ، وهو مذهب الشافعي).. وقد حكى أبو بكر الفارسي[52] أحد أئمة الشافعي في (كتاب الإجماع). إجماعَ المسلمين على أن حدَّ من يسبَّ القتل، كما أن حد من سب غيرَه الجلدُ، وهذا الإجماع الذي حكاه هذا محمول على إجماع الصدر الأول من الصحابة والتابعين، أو أنه أراد به إجماعَهم على أن سابَّ النبيr يجب قتله إذا كان مسلماً وكذلك قيده القاضي عياض، فقال: (أجمعت الأمةُ على قتل متنقِّصِه من المسلمين وسابه). وقال الإمام إسحاق بن راهويه أحد الأئمة الأعلام: (أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسولهr، أو دفع شيئاً مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبياً من أنبياء الله عز وجل، أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله)[53]. وقال الخطابي: (لا أعلم أحداً من المسلمين اخْتَلَفَ في وجوب قتله). وقال محمد بن سُحنون[54]-أحد فقهاء المالكية-: (أجمع العلماء على أن شاتم النبيr المتنقِّص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتلُ، ومن شك في كفره وعذابه كفر)[55]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما إجماع الصحابة فلأن ذلك نقل عنهم في قضايا متعددة ينتشر مثلها ويستفيض، ولم ينكرها أحد منهم فصارت إجماعاً). وقال أيضاً: (قد اتفق نصوص العلماء من جميع الطوائف على أن التنقص له كفر مبيح للدم... ولا فرق في ذلك بين أن يقصد عيبه لكن المقصود شيء آخر حصل السب تبعاً له، أو لا يقصد شيئاً من ذلك، بل يهزل أو يمزح، أو يفعل غير ذلك)[56]. قال السبكي: (أما سب النبيr، فالإجماع منعقد على أنه كفر، والاستهزاء به كفر)[57]. قال ابن عابدين[58]. بعد أن ذكر أقوال بعض العلماء في تكفير ساب الرسولr: (وهذه نقول معتضدة بدليلها وهو الإجماع، ولا عبرة بما أشار إليه ابن حزم الظاهري من الخلاف في تكفير المستخف به[59]، فإنه شيء لا يعرف لأحد من العلماء، ومن استقرأ سير الصحابة تحقق إجماعهم على ذلك، فإنه نقل عنهم في قضايا مختلفة منتشرة يستفيض نقلها ولم ينكره أحد، وما حكي عن بعض الفقهاء من أنه إذا لم يستحل لا يكفر زلة عظيمة، وخطأ عظيم لا يثبت عن أحد من العلماء المعتبرين، ولا يقوم عليه دليل صحيح، فأما الدليل على كفره فالكتاب والسنة والإجماع والقياس)[60]. قال شيخ الإسلام: (إن سب النبيr تعلق به عدة حقوق: حق الله سبحانه من حيث كَفَر برسوله، وعادى أفضل أوليائه، وبارزه بالمحاربة، ومن حيث طعن في كتابه ودينه، فإن صحتها موقوفة على صحة الرسالة، ومن حيث طعن في ألوهيته، فإن الطعن في الرسولr طعن في المرسل وتكذيبه تكذيبٌ لله تبارك وتعالى وإنكار لكلامه وأمره وخبره وكثير من صفاته، وتعلق به حق جميع المؤمنين من هذه الأمة ومن غيرها من الأمم، فإن جميع المؤمنين مؤمنون به، خصوصاً أمته، فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به، بل عامة الخير الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بواسطته وسفارته، فالسب له أعظم عندهم من سب أنفسهم، وآبائهم، وأبنائهم، وسب جميعهم كما أنه أحب إليهم من أنفسهم، وأولادهم، وآبائهم والناس أجمعين، وتعلق به حق رسول اللهr، من حيث خصوص نفسه، فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله...فالوقيعة في عرضه قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه، وسوء الظن به ما يفسد عليهم إيمانهم، ويوجب لهم خسارة في الدنيا والآخرة)[61]. وقال أيضاً: (الطعن في الأنبياء طعن في توحيد الله وأسمائه وصفاته، وكلامه ودينه وشرائعه وأنبيائه وثوابه وعقابه وعامة الأسباب التي بينه وبين خلقه، بل يقال: إنه ليس في الأرض مملكة قائمة إلا بنبوة أو أثر نبوة، وإن كل خير في الأرض فمن آثار النبوات وليست أمة مستمسكة بالتوحيد إلا اتباع الرسول...فعلم أن سب الرسل والطعن فيهم ينبوع جميع أنواع الكفر، وجماعُ جميع الضلالات، وكل كفر ففرع منه، كما أن تصديق الرسل أصل جميع شعب الإيمان، وجميع مجموع أسباب الهدى)[62]. قال أبو حنيفة: (من كذب بأحد من الأنبياء، أو انتقص أحداً منهم أو بريء منه فهو مرتد)[63]. قال أبو يوسف: (وأيما مسلم سب رسول اللهr، أو كذبه، أو عابه، أو تنقصه فقد كفر بالله، وبانت منه امرأته)[64]. قال الإمام أحمد: (من شتم النبيr أو تنقصه مسلماً كان أو كافراً فعليه القتل)[65]. قال حنبل[66] سمعت أبا عبد الله يقول: (كل من شتم النبيr أو تنقصه -مسلما كان أو كافراً- فعليه القتل، وأرى أن يقتل ولا يستتاب). قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: (كل من نَقَضَ العهد وأحدث في الإسلام حدثاً مثل هذا رأيتُ عليه القتل، ليس على هذا أُعْطُوا العهد) والذمة). وكذلك قال أبو الصقر[67]: سألت أبا عبد الله عن رجل من أهل الذمة شتم النبيr ماذا عليه؟ قال: إذا قامت عليه البينة يقتل مَنّ شتم النبيr، مسلماً كان أو كافراً). رواهما الخلال[68]. وقال في رواية عبد الله وأبي طالب وقد سئل عمن شتم النبيr، فقال: (يُقتل، قد نقض العهد). وقال حرب: (سألت أحمد عن رجل من أهل الذمة شتم النبيr، قال: يقتل، إذا شتم النبيr). وله كلام جميل في (مسائله برواية ابنه عبد الله)[69]. قال القاضي عياض: بأن مسألة ساب النبيr أقوى لا يتصور فيها الخلاف، لأنه حقٌّ متعلق للنبيr ولأمته بسببه، لا تسقطه التوبة كسائر حقوق الآدميين)[70]. وأيضاً قال: (قال ابن القاسم عن مالك في كتاب ابن سحنون، و(المبسوط)، و(العتبية)، وحكاه مطرف عن مالك في كتاب ابن حبيب: من سب النبيr، من المسلمين قتل ولم يستتب). قال ابن القيم: (فذلك أن الحق له r، فله أن يستوفيه، وله أن يتركه، وليس لأمته ترك استيفاء حقه r)[71]. قال عبد الله بن الحكم: (من سب النبيr، من مسلم أو كافر قُتل ولم يستتب). وقال ابن عتاب: (الكتاب والسنة موجبان أن من قصد النبيr، بأذى أو نقص، معرِّضاً أو مصرّحاً، وإن قل، فقتله واجب)[72]. قال القاضي أبو يعلى في (المعتمد): (من سب الله أو رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه، أو لم يستحله)[73]. وقال المرداوي: (من سب الله أو رسوله كفر بلا نزاع...حكم من تنقص النبيr، حكم من سبه صلوات الله وسلامه عليه، على الصحيح من المذهب)[74]. قال الإمام النووي: (من قال لا أدري أكان النبيr، إنسياً أو جنياً، أو قال: إنه جن، أو صغَّر عضواً من أعضائه على طريق الإهانة كفر)[75]. وقال الشنقيطي: (اعلم أن عدم احترام النبيr، المشعر بالغض منه، أو تنقيصه r، والاستخفاف به، أو الاستهزاء ردة عن الإسلام، وكفر بالله)[76]. ويقول الدردير المالكي: (من سب نبياً مجمعاً على نبوته، أو عرَّض بسب نبي... فقد كفر)[77]. ويقول الشربيني الشافعي: (من كذّب رسولاً أو نبياً، أو سبه أو استخف به أو باسمه.. فقد كفر)[78]. ويقول مرعي بن يوسف الكرمي: (من سب رسولاً كفر)[79]. وروى سحنون عن ابن القاسم أنه قال: (من سب الأنبياء من اليهود والنصارى بغير الوجه الذي به كَفَر، ضرب عنقه، إلا أن يسلم)[80]. وقال ابن نجيم الحنفي: (ويكفر بعيبه نبياً بشيء)[81]. وكتب نصراني كتاباً يدرس في طنجة في مدرسة نصرانية يقول -عليه بهلة الله- إن محمد بن عبد الله هو ابن الزنا، وزعم أن العرب كانوا إذا جهلوا اسم أبي الغلام قالوا: (ابن عبد الله). ومن الكفر البواح ما قاله الخميني في (حكومته الإجرامية ص 52) عن الملائكة وسائر الرسل: (فإن للإمام مقاماً محمود ودرجة سامية وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم والأئمة (ع) كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله، وقد قال جبريل- كما ورد في رروايات المعراج-: لو دنوت أنملة لاحترقت. وقد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل). وقال في (ص90): (نحن نعلم أن أوامر الأئمة تختلف عن أوامر غيرهم. وعلى مذهبنا فإن جميع الأوامر الصادرة عن الإئمة في حياتهم نافذة المفعول، وواجبة الاتباع حتى بعد وفاتهم). وقال في (ص91): (نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة (ع) للفقهاء لا يزال محفوظاً لهم، لأن الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة. ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين). وقال في (ص113): (وقد قلت سابقاً: إن تعاليم الإئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر وإلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها). ومن الازدراء بالأنبياء والرسل جميعاً- بما فيهم محمدr ما زعمه الخميني من أنهم لم ينجحوا في إرساء قواعد العدالة في العالم، وإصلاح البشرية قال- لا رحمه الله ولا أحسن إليه: (لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، وتنفيذ العدالة، وتربية البشر لم ينجح في ذلك، وأن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر...فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء....إن السبب الذي أطال –سبحانه وتعالى- من أجله عمر المهدي عليه السلام وهو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاؤا من أجله. وقال أيضاً: ولو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم. فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام قد أبقي ذخراً لمثل هذا الأمر ولذلك فإن عيد ميلاده-أرواحنا فداه- أكبر أعياد المسلمين وأكبر عيد لأبناء البشرية، لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً...ولذلك يجب أن نقول: إن عيد ميلاد الإمام المهدي عليه السلام هو أكبر عيد للبشرية بأجمعها...عند ظهوره فإنه سيخرج البشرية من انحطاط، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم ويملأ الأرض عدلاً بعد ما ملئت جوراً، إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام. إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم لأنه أكبر وأرفع من ذلك، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر، ونكون مرفوعي الرأس...على جميع الأجهزة في بلادنا. ونأمل أن تتوسع في سائر الدول، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته)[82]. ويزعم الخميني لعنه الله أن الوحي لم ينقطع بموت الرسولr وأن جبريل أنزل قرآناً على فاطمة يقول: (إن فاطمة الزهراء كانت بعد وفاة والدها (75). يوماً قضتها حزينة كئيبة وكان جبريل الأمين يأتي إليها لتعزيتها وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل ويتضح من الرواية بأن جبريل خلال ال 57 يوماً كان يتردد كثيراً عليها ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام وكان الإمام (علي) يكتب هذه الأمور التي تنقل إليها من قبل جبريل ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نقلت لها. لا نعرف من الممكن أن يكون ذلك أي: أن الإمام علي كان كاتب وحي مثلما كان كاتب وحي رسول الله ويقول أحد رؤساء العرب القذافي قذفه الله في الدنيا بغدة في عنقه، وفي الآخرة في النار-فعند ما يكون حكام العرب بهذه المثابة فماذا نقول لشعوبهم: (أفضل صلاة الفرد على صلاة الجماعة، وأنا أحب أن أصلي في مكان مطلي بالسواد لكي لا يشغلني شيء عن الصلاة، الصلاة لم أعد أصليها جهراً مثلكم لأن الطبيب يوصيني بعدم إجهاد رقبتي أكثر من هذا، وربما بعضكم رآني أصلي المغرب والعشاء سراً لا أستطيع أن أصليهم كل يوم جهراً من كثرة الكلام الذي أقوله لكم)[83]. قال عن الحج: (أصبح الحج في هذا العام- يعني عام 1400هجرية- مكاء وتصدية كما كان في الجاهلية. أيُّ معنىً للحج هذا العام؟ وأي معنى للحج في الأعوام المقبلة إذا استمر الاحتلال لبيت الله الحرام، إن الذي يتجاهل هذه الحقيقة ويذهب ليؤدي الشعائر التقليدية حول الكعبة وحول الصفا والمروة وعلى جبل عرفات إنما هو يمارس عبادة ساذجة ليست هي التي أراد الله. والآن مئات الآلاف من المسلمين يؤدون شعائر الحج تحت ظلال الطائرات الأمريكية. ويعتقدون أنهم سيعودون وقد غفرت ذنوبهم، وقضيت حوائجهم، ولكن لن تغفر هذه الذنوب، ولن تقضى هذه الحوائج إلا إذا تحول الحج إلى معركة، وتحول الدعاء للغفران إلى دعوة الجهاد والقتال – إن الكعبة هذه هي آخر صنم ما زال باقياً من الأصنام- ترجمون الحجرات؟ كان يجب أن ترجم الصهاينة في فلسطين، كل واحد منا يحمل سبع حجرات ويذهب بها إلى فلسطين، هذا هو الجهاد، هذا هو رمي الجمرات. وماذا تعني ترمي سبع حجرات على تمثال؟ الذي هو نيابة عنه، هذا هو الحج الحقيقي في هذه المرحلة)[84]. وقال عن الإسراء والمعراج: (لا يوجد في القرآن حاجة اسمها المعراج إطلاقاً خاصة في مسألة الإسراء، وليس هناك أي مصدر لحكاية المعراج نعتمد عليه. ولو كانت المعراج هي وقعت بالفعل أو فيه شيء اسمه المعراج لكان القرآن ذكرها. هذه القصة الخيالية التي تسرد دائماً على ألسنة الفقهاء ليس لها ما يدعمها من مصدر وحيد للمعلومات في هذا الخصوص وهو القرآن، خاصة حكاية البراق، هذه خرافة تماماً ليس لها وجود، من هنا يجب أن ينتهي الجانب الأسطوري في الإسراء والمعراج)[85]. وقال عن الحجاب إنه عمل شيطاني: (حواء ماكانش –لم يكن –عندها ملابس بالمرة ، تفهم خير من ربنا؟ ربنا خلقنا هكي –هكذا- من الأول، هذه هي الطبيعة احنا-نحن- لولا الشيطان ما عملنا حتى ورقة التوت، الشيطان هو الذي جعلنا نرتدي هذه الملابس، أما قبل فكانت الطبيعة هكذا، الحجاب نفسه من عمل الشيطان، لأن الحجاب تعبير عن ورقة التوت، وورقة التوت هي من عمل الشيطان، بدل أن نتحرر ونمشي إلى الأمام. لا. المرأة تحتجب. تقعد في البيت. حرام. الحجاب حجاب معنوي)[86]. ويقول عن تعدد الزوجات: (الزواج باثنين أو بأربع غير موجود في القرآن. القرآن لا توجد به إلا آية واحدة بهذا الخصوص. إذا أبحتم تعدد الزوجات، فالطرف الذي يبيح تعدد الأزواج يقول: ما هو النص الذي يسمح للرجال بتعدد الزوجات، ويمنع المرأة من تعدد الأزواج؟ والمجتمع لا يقبل هذه الأشياء التي كانت موجودة في يوم ما في المجتمعات، حيث كان هناك تعدد الزوجات وتعدد الأزواج، لكن هذه الغيت بعد أن تحضر المجتمع، حيث أصبح زوج وزوجة)[87]. وقال عن الفتوحات الإسلامية: (إن كان ما حصل منذ وفاة الرسول كان عملاً مدنياً سياسياً لا علاقة له بالله أبداً، ثم من الذي قال: إن الرسول كان يريد فتح الأندلس مثلاً وإيطاليا أو قبرص أو إيران؟ ماذا استفدنا من إيران إسلامية كانت أو غير إسلامية؟ إن إغارة المسلمين على إيران وإدخالها إلى الإسلام كان عملاً مدنياً سياسياً حربياً حمل على الله وعلى النبي وعلى القرآن، وهو في الحقيقة كفر وخروج عن رسالة الإسلام نفسها، من قال لهم افتحوا إيران ودمروها وأدخلوها إلى الإسلام غصباً، وهي التي لم نستفد منها حتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة)[88]. أما موقفه عن السنة فهو الرفض ومن دعا للسنة فاسمعوا له وهو يقول: (محمد نبي ليس عنده حديث ولا شعر ولا فلسفة، بل لديه رسالة جاء يبلغها وهي القرآن. ماذا القرآن؟ اذهبوا إلى بيوتكم وتصفحوا القرآن مع أولادكم وتقيدوا بما جاء فيه فالقرآن عبارة عن أوامر ونواه، إذا أتى واحد وقال لنا: إن حديث النبي لا بد أن تقدسوه وتعملوا به مثل القرآن فهذا شرك وهذا الكلام ربما يكون غريباً، والسبب أننا في هذه المرحلة ابتعدنا كثيراً عن الإسلام ونحن في طريقنا إلى عبادة الأوثان والابتعاد عن القرآن وعن الله، ولا يوجد طريق يجعلنا نبتعد عن عبادة الأوثان، وعن الانحراف الخطير إلا طريق التمسك بالقرآن وعبادة الله فقط)[89]. ويقول: (لا نستطيع مثلما تأتي لنا بحديث وتقول: هذا الحديث رواه النبي لا نستطيع أن نعرف هل هذا الحديث اختلقه معاوية أم قاله النبي فعلاً ام اختلقه مسيلِمة أم اختلقته سجاح أم قاله أبو سفيان أم أبو لهب لا نعلم، لأن هناك آلاف الأحاديث عليها علامة الاستفهام، يا ترى أياً منها قاله النبي فعلاً[90]. ويقول: هذا كذب. هذا حديث لم يقله النبي، هذا قاله يزيد لأنه يبغي-يريد- الناس ما تمشيش-ما تذهب- إلى الكعبة وتحج إلى القدس لأن القدس تحت سيطرته[91]، ويقول: لهذا تعتبر الشريعة الإسلامية مذهباً فقهياً وضعياً شأنه شأن القانون الروماني أو قانون نابليون وكل القوانين الأخرى التي وضعها الفقهاء الفرنسيون أو الطليان أو المسلمون فالذي يدرس القوانين الرومانية يعتبر أن علماء الإسلام يحملون قانوناً وضعياً يضاهي القانون الروماني لكن لا نقول دين[92]. إن ما يسمى بالشريعة الإسلامية عبارة عن كتب وضعية واجتهادات وتأليفات قام بها بعض الناس مثل الغزالي وابن سينا والفارابي وأهل الصفا والمعتزلة كل واحد منهم ألف وجميعهم أخذوا من اليونانية[93] وقال المفروض ألا تكون هناك مذاهب في الإسلام، المسلمون أخذوا هذه المذاهب من اليهود والنصارى، قلدوهم واليهود والنصارى دخلوا الإسلام في بدايته حاولوا أن يفرقوا المسلمين ويخلقوا منهم شيعاً وأحزاباً ومدارس حتى يدمروا الدين الإسلامي[94]. ويقول: هذه الدروشة والوثنية السياسية هي التي تحرق الدين، والدين لا بد أن يرجع كما أنزل تماماً دين بلا مذاهب، لا نعرف سنة ولا شيعة ولا مالكي ولا إباضي هذه كلها ترهات جاءت بعد النبي وليس للنبي علاقة بها الله نزل لك القرآن من عند الله، وتطبق الكلام الموجود فيه فقط وتمر نظيفاً أمام الله وهذه المذاهب كفر وموجود آيات في القرآن تكفر هذا التشيع والتحزب والتمزق في الإسلام، لا يأتي واحد ويستغفلكم: أنت مالكي وأنت شافعي قل له هل هذه موجودة في القرآن؟ ما دامت ليست موجودة في القرآن لا نتبعها ولا تدخل دماغنا[95]. والقذافي يدعي أنه نبي وذلك خلال لقائه بالصحفية الإيطالية (ميريلا بيانكو). التي سألته: يا رسول الله..أكنت راعي الغنم؟ فأجاب: بلى فلم يكن هناك نبي لم يفعل ذلك[96]. القذافي لا يسئل عما يفعل فيقول: (أنا مانيش-لست- مسؤولاً أمام أحد، الذي قام بالثورة ليس مُعين، أنت لم تكلفه بالثورة هو قام بها بنفسه وضحى بنفسه وتحمل مسؤوليته بنفسه، هذا مسؤوليته أمام ضميره وليس مسؤولاً أمام أحد آخر، الله مبدع، بديع السماوات والأرض من الذي يحاسبه جاب-احضر- لنا زوابع عواصف غير الطقس جاب –احضر- يوم القيامة فجر الدنيا كلها من يسأله، الآن مافيش[97] حد[98]عينه قال له أنت إله ماتعملش فيه دربكة[99] لا يصح هذا لأنه سبحانه وتعالى هو الخالق المبدع يقول للشيء كن فيكون فعال لما يريد رحمان رحيم بديع السماوات والارض وبالتالي نحن الذين قمنا بالثورة مسؤولون أمام ضمائرنا)[100]. ويقول: (حركة اللجان الثورية هي نبي هذا العصر، عصر الجماهير، وهي بالفعل النبي نبي عصر الجماهير هو حركة اللجان الثورية لكن من الصعب أن يصدقوها)[101]. يقول محمد جبر الحربي مشبهاً ديننا الحنيف باسم الليل والظلام: (أرضنا البِيد غارقة، طوف الليل أرجاءها، وكساها بعسجده الهاشمي، فدانت لعاداته معبداً)[102]. (ومن صور الاستهزاء برسول الله r ما رسمه صلاح جاهين رسام الكاريكاتير المعروف حيث صور صورة هزلية في جريدة (الأهرام) رسم فيها رجلاً بدوياً يرمز به إلى رسول اللهr يركب حماراً في وضع مقلوب ليكون ذلك رمزاً للرجعية، وفي أرضية الصورة ديك وتسع دجاجات وعنوان هذا الرسم محمد أفندي جوز التسعة)[103]. وأخبث من هذا أن صورة الرسولr تباع عند الشيعة، وسخروا بالسند فقالوا: (حدثنا محبط عن محبط عن جاهل). وقال آخر: (حدثنا الشيخ إمام عن صالح بن عبد الحي عن سيد بن درويش عن أبيه عن جده)[104]. واستهزأوا بأبي ذر الغفاري شبهوه بهجرس نجس فقالوا: (عادل إمام مثل أبي ذر الغفاري، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة وحده)[105]. ومن هذا ما نشرته (روز اليوسف)، حيث أخرجت للناس رسماً كاريكاتيرياً تصور فيه شاباً متديناً له لحية طويلة جداً يؤذن في منارة مسجد، فبدلاً من أن يقول: (حي على الفلاح قال: حي على السلاح). ثم رسمته في وضع آخر وهناك يد خفية تدس في رأسه شريط (كاسيط). وفي فمه مسدس)[106]. وآخر يستهزيء بالمصلين ويقول: (أيها المصلون إذا ذهبتم للجنة فخذونا معكم). وآخر يستقدم عاملاً كافراً مفضلاً إياه على العامل المسلم ثم يتبجح بقوله: (لو أتينا بمسلم لأشغلنا وقطع وقتنا وعملنا بالصلاة). وتقول أمينة السعيد –وما إخالها أمينة- ضاحكة عن حجاب المرأة المسلمة: (عجبت لفتيات مثقفات يلبسن أكفان الموتى وهن على قيد الحياة). ويقول العلماني اللعين الحداثي أحمد عبد المعطي حجازي: (إن للسفور مساويء لكنها أقل –قطعاً- من مساويء الحجاب والنقاب، وشبيه بمن يدعونا للعودة إلى الحجاب من يدعونا للعودة إلى ركوب النياق والحمير والبغال...هذه هي عقلية عصور الانحطاط). أما الحداثي محمد جبر الحربي، والمشهور بدفاعه عن أمه أم جميل زوجة أبي لهب فاستمع إليه وهو يقول: (والنساء سواسية منذ تَبَّتْ، وحتى ظهور القناع تشترى لتباع، وتباع، وثانية تشترى لتباع). وأحدهم في السعودية سمى الطالبات المحجبات: (المسرحية والحراج). و(قوارير سوداء). ووصف خروجهن بالحجاب بأنه: (مسرحية مدهشة). ويصفهن بأنهن بضائع[107]. ومن الاستهزاء بسنة رسول اللهr ما قاله محمد الغزالي في حديث البخاري: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). يسخر من هذا الحديث، ويذكر أن بلقيس وفِكتوريا وأنديرا غاندى وجولدا مائير قد أفلحن بأممهم)[108]. وفي كتب القرضاوي أمثلة كثيرة في استهزائه بسنة رسول اللهr ومن أراد الاطلاع عليها فدونه كتاب (القرضاوي في الميزان). فقد ذكر فيه ما يدين القرضاوي في هذه المسألة. وآخر عرض برسول اللهr ما فحواه –كما قال العلامة أحمد محمد شاكر-: (تخرّج طه حسين في الجامعة المصرية القديمة، وكان أعمى-البصر والبصيرة- وتقرر إرساله في بعثة إلى أوربا فاستقبله السلطان حسين استقبالاً كريماً وحباه هدية كريمة المغزى والمعنى وبعد هذا الموقف خطب محمد المهدي خطبة الجمعة وكان حينذاك خطيب السلطان ويحضر خطبته العلماء والوزراء والكبراء، فمدح الخطيب السلطان مدحاً غالى فيه إلى أن قال عن السلطان: (وقد جاءه الأعمى فما عبس وما تولى). معرضاً بالنبيr، وكان من شهود هذه الخطبة الشيخ القاضي محمد شاكر فقام بعد الصلاة وقال للناس: أيها الناس أعيدوا صلاتكم فإن إمامكم قد كفر، ثم استدار وأقام الصلاة من جديد فصلى وصلى خلفه كل من في المسجد، قال الشيخ أحمد شاكر: أقسم بالله لقد رأيت محمد المهدي بعيني رأسي مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجده بالقاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار)[109]. هذا جزاء المستهزئين والمعرضين برسول اللهr وآخر استهزأ بسنة السواك[110] وآخر استهزأ بحديث – في الصحيح -: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب علم رضىً بما يصنع)[111]. وآخر استهزأ بحديث-في الصحيح -: (أبي وأبوك في النار). وحديث: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء فإنه لا يدري أين باتت يده). وحديث سقوط الذبابة في الإناء، وحديث: (دخلت المرأة في هرة). وصوروا صورة النبيr في مصر مستهزئين بشخصه r، وآخر استهزأ باللحية[112] فقال: (لو كان في اللحية خير ما نبتت في الفرج). وآخر قال: (لو كان في اللحية خير ما نبتت على التيس، وعلى الفأر وتحت الإبط، وفي الدبر). (فاللحية عندهم قذارة وأوساخ، والحجاب عندهم تخلف وظلام، والتعدد عندهم سفه ورجعية، والقميص عندهم تأخر وانحطاط، والتزام الصلاة في الجماعة عندهم فراغ وبطالة، والدعوة إلى عدم الاختلاط بين الجنسين عندهم عودة إلى أصول الظلام، والمطالبة بحفظ الأعراض عندهم انتكاس عن المدنية والتطور). واستهزأوا باللباس العربي، وبالأكل باليمين وجهلوا قولهr لمن كان يأكل بشماله: كل بيمينك فقال متكبراً: (لا أستطيع). فقالr: (لا استطعت). فلم يرفعها بعد ذللك إلى فمه، أما استهزاؤهم بأهل الحق والدين لكونهم من أهل الدين المحافظين على الصلوات، وقال شيخنا عبد الله بن الصديق في كتابه (السيف البتار لمن سب النبي الختار) (ص15): (قرأت في جريدة الأهرام المصرية خبر شاب هندي اسمه عبد القيوم، سمع الحاكم الإنجليزي للهند يشتم النبيr، فقتله. والانجليز كانوا في الهند ظلمة جبارين، فاستكثروا هذه الجرأة واستعظموها وقدموه للمحاكمة، وحكم بإعدامه، فلما سمعت أمه الحكم عليه، زغردت فرحاً، وقالت: ابني يموت شهيداً. وصدقت، فإنه مات شهيداً). وقال في (ص10): (لما كنت في لندن وجدت في كثير من شوارعها أماكن اللهو والقمار والرقص، ووجدت مكتوباً على أبوابها: مكة بالأحرف اللاتينية، اتخذوا اسم هذا البلد الذي هو قبلة المسلمين عنوان الميسر والفجور وعداوة الانجليز للإسلام أشد من غيرهم من الكفار لعنهم الله). قلت: وقد رأينا في عصرنا إشهاراً لليهود لمشروبات (كوكاكولا). فيه صورة الكعبة وفوقها راقصة ترقص، أما تصوير رسول اللهr في صورة خنزير فحدث ولا حرج، واستهزأوا بالعمامة، والقلنسوة وغير ذلك مما يصعب حصره وعده. أما كتابة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ). على عجلة السيارة، وفي كرة القدم ليضربها الشباب بأقدامهم، وكتابة آية الكرسي على التبان بالخط الكوفي فحدث ولا حرج، وفي كيس الملح كتبوا لا غالب إلا الله، قال الهيتمي: (ومنها: ما يقع في أشعار المتعجرفين في القول المتساهلين في الكلام كقول المتنبي:
    أنا في أُمة تداركها الله *** غريبٌ كصالحٍ في ثمود

    وكلام محتمل لقصده تشبيه حاله في الغربة بحال صالح عليه الصلاة والسلام فيكون من قصد الترفع أو تشبيه حال من هو فيهم بحال ثمود من المشقة وعدم الطواعية له، فيكون مستلزماً للترفع وصريحاً في سبهم وعلى كل فهو غير كافر، ونحوه قول ابن نبيه:

    في حُسْن يوسفَ إلا أنه ملكٌ*** فلا يباع ببخس النقد معدود

    ومنها: قول أبي العلاء:

    كنت موسى وافته بنت شعيب*** غير أن ليس فيكما من فقير

    ولا يستنكر كلامه هذا الدال على الإزراء والتحقير لموسى عليه الصلاة والسلام على نبينا وعليه فإنه كان زنديقاً كافراً، وقد أتى في كثير من شعره بصرائح الكفر وقد نحا نحوه في زيادة القبح والتصريح بالكفر في شعره ابن هانيء الأندلسي، ومن كلام أبي العلاء الذي ليس صريحاً في قوله:

    لولا انقطاع الوحي بعد محمد *** قلنا محمد من أبيه بديلُ

    هو مثله في الفضل إلا أنه*** لم يأته برسالة جبريلُ

    وإنما لم يكن كفراً لأن ظاهر قوله إلا إلى آخره أن الممدوح نقص لفقد ذلك فإن أراد أنه استغنى عن ذلك فلا يحتاج إليه في المماثلة كان أقرب إلى الكفر بل كفراً، ونحوه في القبح قول الآخر:

    وإذا ما رفعت راياته** صفقت بين جناحي جبرئين

    ونحوه أيضاً قول حسان الأندلسي في محمد بن عباد المعتمد ووزيره أبي بكر بن زيدون:

    كأن أبا بكر أبو بكر الرضا **وحسان حسان وأنت محمد

    ليحذر الشاعر وغيره من ارتكاب هذه القبائح الشديدة الوزر العظيمة الإثم فإنها ربما جرت إلى الكفر نعوذ بالله من ذلك، ولم يزل المتقدمون والمتأخرون ينكرون مثل هذا وقع منه، فمما أنكر على أبي نواس قوله:

    فإن يك باقي سحر فرعون فيكم*** فإن عصا موسى بكفّ خصيب

    ووجه الإنكار عليه أن عصا موسى إنما تنصرف لحقيقتها من الإضافة إليه صلى الله على نبينا وعليه وسلم، وإن كان إنما أراد بهما نجماً معروفاً فإنها اسم له وكف الخصيب بالمعجمة، قيل وبالمهملة اسم لنجم أيضاً، ومما كفر قوله في محمد الأمين أو تشبيهه إياه بالنبيr، تنازع الأحمدان الشبه فاشتبها خَلْقاً وخُلُقاً...وإن كان في غاية القبح إلا أنه لا يكون كفراً على قضية مذهبنا إلا أن قصد المشابهة المطلقة، ومما أنكر عليه قوله:

    كيف لا يدنيك من أمل*** من رسول الله من نفره

    لأن من واجب تعظيمهr أن يضاف إليه ولا يضاف. ومنها: ما نقله مالك من تأديب من عيّر بالفقر، فقال: قد رعى النبيr الغنم، لأنه عرّض بذكرهr في غير موضعه، قال مالك: ولا ينبغي لأهل الذنوب إذا عوقبوا أن يقولوا قد أخطأت الأنبياء قبلنا. ونقل سحنون: (لا ينبغي أن يصلي على النبيr عند التعجب إلا على طريق الثواب والاحتساب تعظيماً له كما أمرنا الله)[113].يقول عبد الله بن محمد الجوعي: (انظر-أيضاً- إلى قول المتنبي يفخر فخراً لا يصح ولا يليق:

    أي محل أرتقي *** أي عظيم اتقي

    وكل ما خلق الله*** وما لم يخلق

    محتقر في همّتي*** كشعرة في مفرق

    نعم بهذا الإطلاق الموهم للكفر، فإن ظاهر تلك الأبيات ازدراء واستهانة بكل ما خلق الله وما لم يخلق وهذا يشتمل كل عظيم، وظاهر جداً أنّ الرسولr ، والملائكة كلهم داخلون في هذا العموم. وتأمل قول شوقي أيضاً:

    آمنت بالله واستثنيت جنّتَه*** دمَشق روح وجنَّات وريحان

    فعلى الرغم من يقيننا بإيمان شوقي بالله واليوم الآخر، والجنة والنار إلا أننا نرى أنه زلَّ في هذا البيت بكلام ظاهره الكفر وكأن اللغة العربية عجزت عن التعبير عن مكنون ولاء الشاعر وإعجابه بدمشق إلا بصورة توهم غير معتقد الشاعر وكان في غير هذا الأسلوب مندوحة عنه، وانظر كيف استعصى تأويل هذا البيت على بعض الأدباء فكيف بالعامة، ذكر محمد المجذوب موقفاً يتعلق بهذا البيت فقال: اجتمعت مع لجنة مكوَّنة من عشرين أديباً لتدقيق أوراق امتحانات الأدب العربي وكان النص المطلوب تحليله هو نونية شوقي في وصف دمشق، فقلت: ألا نتفق على المعنى المقبول قبل توزيع العمل، فأجاب رئيس اللجنة: لا خلاف على المعاني فهي واضحة، ولكل بيت درجاته المقرَّرة، فقالت له: اسمح لي أن أسألك عما يريد شوقي بقوله:

    آمنت بالله واستثنيت جنّتَه ***دمَشق روح وجنَّات وريحان

    أفمؤمن شوقي بالجنة أم رافض؟ وانطلقت الأصوات تؤكد أن شوقي مؤمن بالله منكر للجنة!! وبصعوبة كبيرة استطعت إقناع الأكثرين بضد ما ذهبوا إليه يومئذ بعد أن عرضت من أبيات شوقي في القصيدة نفسها ما يؤكد إيمانه بالجنة، وظل رئيس اللجنة ومعه آخر مخالفين لما أقول)[114]. ونحن في هذه الأيام ينقصنا التورع عن الألفاظ الموهمة للكفر والشرك ففي كل يوم تقع عيناك على ما يمس الدين ويخدشه، وينمّ عن رقّة دين كاتبه أو قائله..قال حافظ إبراهيم:

    أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً.

    وإن كان يقصد مزلقاً لغوياً فإنا نقصد مزلقاً عقدياً..وسأضرب –أيها القاريء الكريم-مثلاً واحداً لما نسمعه من هذا الركام الهائل من كلمات الكفر وعبارات المستهزئين.. تأمل قول القائل: (أربعة ونقطتان قبلها وواحد من بعدها تكون مصدر الضلال). بأي قاموس تخرِّج تلك الألفاظ أو تؤولها؟)[115]. أين تحقيق حكم الله في المرتد؟ أين فضح المنافقين على المنابر وفي المحاضرات؟ أين تبرأ العلماء من هؤلاء المستهزئين؟ أين الانتصار لرسول اللهr؟ أين نحن من قول ابن عمر عند ما قيل له: (إن رجلاً سب النبيr فقال: لو سمعته لقتلته ما صالحناهم على سب نبينا). أو قال: (لو سمعته لقتلته، إنا لم نعطهم الذمة على أن يسبوا نبينا)؟. اين نحن من قول عمر بن عبد العزيز لعامله على الكوفة-عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب- لما قال له: إني وجدت رجلاً بالكوفة يسبك، وقامت عليه البينة، فهممت بقتله أو قطع يده، أو قطع لسانه، أو جلده ثم بدا لي أن أراجعك فيه فكتب إليه عمر بن عبد العزيز فقال: (سلام عليك، أما بعد: والذي نفسي بيده لو قتلته لقتلتك به ولو قطعته لقطعتك به، ولو جلدته لأقدته منك، فإذا جاء كتابي هذا فاخرج به إلى الكناسة، فسبه كالذي سبني، أو اعف عنه فإن ذلك أحب إلي. فإنه لا يحل قتل امريء مسلم يسب أحداً من الناس إلا رجلاً سب رسول اللهr)؟. من ثمارك عرفناك أيها الرجلة، قل لي أيها الرجلة: من يصفق لك أقول لك من أنت؟ أما تعلم أيها الرجلة: أن أول طالع فجر كذوب، أما تعلم أنه سينقلب عليكم القوس ركوة؟ وأجدادكم القدماء: (استالين، وداروين وكارل ماركس)، أفقدتهم أفكارهم توازنهم، وزلزلت كيانهم، وشوهت أفكارهم، فثقاقتكم الموروثة منهم هي في قالب: (أزمة فكرية غثائية حادة). ماذا أصاب عقولكم على وجه التحديد، حتى أصبحتم تلعنون الأنبياء وتفتون في العلم والعلماء، أما تعلمون أن القاسم بن محمد قال: (لأن يعيش الرجل جاهلاً، خير من أن يقول على الله ما لا يعلم). وقال ابن حزم: (لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون، ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون). قال الحافظ: (إذا تكلم المرء في غير فنه، أتى بهذه العجائب). وقال آخر: (لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف). يا للعار (يكون على الخبازين والطباخين محتسب، ولا يكون على الفتوى محتسب). وكان أبو حنيفة: (يرى الحَجْر على المفتي المتلاعب، ويسمونه المفتي الماجن، فيمنعه الإمام من الإفتاء). وقال بعض السلف: (والانفراد عن أهل العلم برأي في الشرع، والقول بما لم يقل به أحد فيه، ينبئان عن خلل في العقل). وقال الأميرشكيب في كتابه (لماذا تأخر المسلمون ص75): (ومن أعظم أسباب تأخر المسلمين: العلم الناقص، والذي هو أشد خطراً من الجهل البسيط، لأن الجاهل إذا قيض الله له مرشداً عالماً أطاعه ولم يتفلسف عليه، فأما صاحب العلم الناقص فهو لا يدري ولا يقتنع بأنه لا يدري، وكما قيل: (ابتلاؤكم بمجنون خير من ابتلائكم بنصف مجنون). وأقول: (ابتلاؤكم بجاهل خير من ابتلائكم بشبه عالم).

    قصص الانتصار للرسول


    القصة الاولى: قَالَ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ كُنْتُ أَقُودُ رَجُلاً أَعْمَى فَانْتَهَيْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِr وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللَّهِr وَتَسُبُّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِي فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النَّبِيَّr فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا فَأَصْبَحَتْ قَتِيلاً فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّr فَجَمَعَ النَّاسَ، وَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلاً لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إِلاَّ قَامَ فَأَقْبَلَ الأَعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ فَلَمَّا كَانَتِ الْبَارِحَةُ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِr: أَلاَ اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ)[116]. وفيه رواية: (ألا إن دم فلانة هَدَرٌ). وفي لفظ: (يتخطى الناس وهو يتزلزل). وفي رواية: (فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم). قال الخطابي: (فيه بيان أن ساب النبيr يقتل، وذلك أن السب منها لرسول اللهr ارتدادٌ عن الدين). قال شيخ الإسلام: (وهذا دليل على أنه اعتقد أنها كانت مسلمة، وليس في الحديث دليل على ذلك، بل الظاهر أنها كانت كافرة)[117]. وعَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّr، وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللهr دَمَهَا)[118]. قال شيخ الإسلام: (وهو من جملة مااستدل به الإمام احمد في رواية ابنه عبدالله، وقال: ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: كان رجل من المسلمين –اعني: اعمى-يأوي الى امرأة يهودية، فكانت تطعمه وتحسن اليه، فكانت لا تزال تشتم النبيr وتؤذيه، فلما كان ليلة من الليالي خنقها فماتت، (فلما)، أصبح ذكر ذلك للنبيr، فنشد الناس في أمرها، فقام الأعمى فذكر له أمرها، فأبطل رسول اللهr دمها. وهذا الحديث جيد, فإن الشعبي رأى علياً وروى عنه حديث شراحة الهمدانية، وكان على عهد علي قد ناهز العشرين سنة، وهوكوفي، فقد ثبت لقاؤه علياً، فيكون الحديث متصلا، ثم إن كان فيه إرسال لأن الشعبي يبعد سماعه من علي فهو حجة وفاقاً، لأن الشعبي عندهم صحيح المراسيل، لا يعرفون له مرسلا إلا صحيحاً، ثم هو من أعلم الناس بحديث علي وأعلمهم بثقات أصحابه. وله شاهد حديث ابن عباس الدي يأتي، فإن القصة إما أن تكون واحدة أو يكون المعنى واحداً، وقد عمل به عوام اهل العلم، وجاء ما يوافقه عن أصحاب رسول اللهr، ومثل هذا المرسل لم يتردد الفقهاء في الاحتجاج به)[119]. وإليكم قصة أخرى: عن جَابِرَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِr: مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَامَ مُحَمَّدُ ابْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا قَالَ: قُلْ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَالَ: وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَلاَ نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا، أَوْ وَسْقَيْنِ، وحَدَّثَنَا عَمْرٌو غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ، أَوْ: فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ فَقَالَ: أُرَى فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ فَقَالَ: نَعَمِ ارْهَنُونِي قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ، قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ فَيُقَالُ رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ الأْمَةَ، -قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي السِّلاحَ- فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ فَجَاءَهُ لَيْلا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ: لَهُ امْرَأَتُهُ أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قَالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لأَجَابَ قَالَ: وَيُدْخِلُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو قَالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ قَالَ عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ عَمْرٌو: جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ فَقَالَ: إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ وَقَالَ: مَرَّةً ثُمَّ أُشِمُّكُمْ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا أَيْ أَطْيَبَ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قَالَ: عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ قَالَ عَمْرٌو: فَقَالَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ رَأْسَكَ قَالَ: نَعَمْ، فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحَابَهُ ثُمَّ قَالَ: أَتَأْذَنُ لِي قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ: دُونَكُمْ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّr، فَأَخْبَرُوهُ)[120]. وفي رواية: (ففزعت يهود ومن معها من المشركين، فجاؤوا إلى النبيr حين أصبحوا فقالوا: قد طُرِق صاحبنا الليلة وهو سيد من ساداتنا، قُتِل غِيلة[121]، بلا جُرم ولا حَدَثٍ علمناه، فقال رسول اللهr: (إنه لو قَرَّ كَمَا قَرَّ غيرُه ممن هو على مثل رأيه ما اغتيل ولكنه نالَ منا الأذى، وهجانا بالشِّعر، ولم يفعل هذا أحدٌ منكم إلا كان السيف). ودعاهم رسول اللهr، إلى أن يكتب بينهم كتاباً ينتهون إلى ما فيه، فكتبوا بينهم وبينه، كتاباً تحت العذق[122]في دار رملة بنت الحارث[123]، فحذرت يهود، وخافت وذَلت من يوم قَتل ابن الأشرف)[124]. وكان كعب قد نقض العهد، وحرض قريشاً على قتال المسلمين بعد انتصارهم ببدر، وقال لما بلغه قتل صناديد قريش: (لئن كان محمد قتل هؤلاء، لبطن الأرض خير من ظهرها). وقد ورد أن رجلاً قال في مجلس علي: ما قُتل كعب بن الأشرف إلا غدراً, فأمر علي بضرب عنقه. قال القرطبي المالكي: (قال علماؤنا –المالكية-هذا يُقتل ولا يستتاب إن نسب الغدر للنبيr لأن ذلك زندقة)[125]. –فكيف بمن لعن النبيr -يا أصحاب الفضيلة- واحتج بهذه القصة-قصة كعب بن الأشرف اليهودي- الشافعي على أن الذمي إذا سب قُتل وبرئت منه الذمة، كذا قال الخطابي في (المعالم)[126]. وإليكم قصة أخرى: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِr إِلَى أَبي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِrوَيُعِينُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ لأَصْحَابِهِ: اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ، يَا عَبْدَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ ثُمَّ عَلَّقَ الأَغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ وَكَانَ فِي عَلالِيَّ لَهُ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ قُلْتُ: إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ لا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ فَقَالَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ؟. إِنَّ رَجُلاً فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ قَالَ: فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ ثُمَّ وَضَعْتُ ظِبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: لاَ أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ، فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ: أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: النَّجَاءَ فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيّr فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: ابْسُطْ رِجْلَكَ فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ)[127]. وإليكم قصة أخرى: قال سيف بن عمر التميمي[128] في كتاب (الردة والفتوح): (لما رفع إلى المهاجر ابن أبي أمية-وكان أميراً على اليمامة ونواحيها- أن امرأة مغنية تشتم النبيr، فقطع يدها ونزع ثنيتها، فكتب إليه الصديق t: بلغني الذي سرت به في المرأة التي تغنت وزمزمت بشتم النبيr، فلولا ما قد سبقني لأمرتك بقتلها، لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود، فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتد، أو معاهد فهو محارب غادر). روى النسائي في مواضع في سنته من كتاب تحريم الدم: (عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: تَغَيَّظَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: لَوْ أَمَرْتَنِي لَفَعَلْتُ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا كَانَتْ لِبَشَرٍ بَعْدَ مُحَمَّدr)[129]. وفي رواية لأبي داود في كتاب الحدود: (عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍtفَتَغَيَّظَ عَلَى رَجُلٍ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: تَأْذَنُ لِي يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِr، أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ: فَأَذْهَبَتْ كَلِمَتِي غَضَبَهُ فَقَامَ فَدَخَلَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: مَا الَّذِي قُلْتَ آنِفًا قُلْتُ: ائْذَنْ لِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ: أَكُنْتَ فَاعِلاً لَوْ أَمَرْتُكَ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: لاَ وَاللَّهِ مَا كَانَتْ لِبَشَرٍ بَعْدَ مُحَمَّدٍr). وفي رواية لأحمد بلفظ: (لَمْ يَكُنْ لأَبِي بَكْرٍ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً إِلاَّ بِإِحْدَى الثَّلاَثِ الَّتِي قَالَهَا رَسُولُ اللَّهr، كُفْرٌ بَعْدَ إِيمَانٍ أَوْ زِنًا بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ قَتْلُ نَفْسٍ بِغَيْرَ نَفْسٍ وَكَانَ لِلنَّبِيِّr أَنْ يَقْتُلَ)[130]. وفي رواية لأحمد أيضاً: (قَالَ: أَغْلَظَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ:: أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ، قَالَ: فَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا هِيَ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِr)[131]. وقد ذكر ابن حزم هذه الروايات وزيادة في (2312 مسألة: من سب رسول اللهr أو الله تعالى، أو نبياً من الأنبياء، أو ملكاً من الملائكة... وحدثنا حمام نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا أبو محمد حبيب البخاري-هو صاحب أبي ثور ثقة مشهور- نا محمد بن سهل سمعت علي بن المديني يقول: دخلت على أمير المؤمنين فقال لي: أتعرف حديثاً مسنداً فيمن سب النبيr فيقتل؟ قلت: نعم، فذكرت له حديث عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل عن عروة ابن محمد عن (رجل) من بلقين قال: كان رجل يشتم النبيr فقال النبيr: من يكفيني عدواً لي؟ فقال خالد بن الوليد: أنا فبعثه النبيr إليه فقتله-فقال له أمير المؤمنين: ليس هذا مسنداً، هو عن رجل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين بهذا يعرف هذا (الرجل). وهو اسمه، وقد أتى النبيr فبايعه، وهو مشهور معروف؟ قال: فأمر لي بألف دينار؟ قال أبو محمد: هذا حديث مسند صحيح، وقد رواه علي بن المديني عن عبد الرزاق كما ذكره، وهذا رجل من الصحابة معروف اسمه الذي سماه به أهله (رجل). من بلقين فصح بهذا كفر من سب النبيr)[132]. وحديث (من سب نبياً فاقتلوه، ومن سب أصحابي فاجلدوه)، ففيه مقال[133]. وعن ابن عباس قال: هجت امرأة من خطمة –وهي العصماء بنت مروان- النبيr فقال: (من لي بها). فقام رجل من قومها وهو عمير بن عدي الحطمي، فقال: أنا يا رسول الله، فنهض فقتلها، فأخبر النبيr، فقال: (لا ينتطح فيها عنزان)، قال عمير: فالتفت النبيr إلى من حوله فقال: (إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب فانظروا إلى عمير بن عدي)[134]. والذي يؤذي رسول اللهr يقتل على كل حال ولو كان في الحرم المكي وفي الأشهر الحرم، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِr دَخَلَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: اقْتُلُوهُ)[135]. والقصص في هذا كثيرة وكثيرة جداً أعرضنا عنها اختصاراً. أما القرآن ففيه الكثير الطيب ومن ذلك قوله تعالى: (ومنهم الذين يوذون النبيء ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم).الآية. وقال: (والذين يوذون رسول الله لهم عذاب أليم). إلى قوله: (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله). فإيذاء رسول اللهr محادة لله ومحادة لرسولهr وقد قالr في الذي كان يسبه: (من يكفيني عدوي)؟. وقال تعالى: (إن الذين يوذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً). وفيما ذكرنا كفاية. فقد حاولت جمع ما أظنه مهماً، فإن كان في العمر بقية فأسأل الله أن ييسر لنا ذكر المزيد منها[136]. والرسالة عبارة عن جواب طرح علينا. والله أعلم.

    نص صحيح وفهم قبيح


    وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ). وقال البخاري: (بَاب الْمُدَارَاةِ مَعَ النِّسَاءِ وَقَوْلِ النَّبِيِّ إِنَّمَا الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ). عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ). وفي رواية قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا). وفي صحيح مسلم بلفظ: (إِنَّ الْمَرْأَةَ كَالضِّلَعِ إِذَا ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَإِنْ تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ). ولمسلم أيضاً بلفظ: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا). وله بلفظ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا). وللترمذي في كتاب الطلاق واللعان بلفظ: (إِنَّ الْمَرْأَةَ كَالضِّلَعِ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَإِنْ تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا عَلَى عِوَجٍ). قَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ). ولأحمد في باقي مسند المكثرين بلفظ: (الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ فَإِنْ تَحْرِصْ عَلَى إِقَامَتِهِ تَكْسِرْهُ وَإِنْ تَتْرُكْهُ تَسْتَمْتِعْ بِهِ وَفِيهِ عِوَجٌ). وله بلفظ: (لا تَسْتَقِيمُ لَكَ الْمَرْأَةُ عَلَى خَلِيقَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَّمَا هِيَ كَالضِّلَعِ إِنْ تُقِمْهَا تَكْسِرْهَا وَإِنْ تَتْرُكْهَا تَسْتَمْتِعْ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ). وله أيضاً بلفظ: (إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ لا يَسْتَقِمْنَ عَلَى خَلِيقَةٍ إِنْ تُقِمْهَا تَكْسِرْهَا وَإِنْ تَتْرُكْهَا تَسْتَمْتِعْ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ). وله أيضاً بلفظ: (عن عَوْفٌ قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِr يَقُولُ إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا). وفي رواية قالحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فَلَمْ أَجِدْهُ وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ: هُوَ ذَاكَ فِي ضَيْعَةٍ لَهُ، فَجَاءَ يَقُودُ أَوْ يَسُوقُ بَعِيرَيْنِ قَاطِرًا أَحَدَهُمَا فِي عَجُزِ صَاحِبِهِ فِي عُنُقِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِرْبَةٌ فَوَضَعَ الْقِرْبَتَيْنِ قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ وَلا أَبْغَضَ أَنْ أَلْقَاهُ مِنْكَ قَالَ: لِلَّهِ أَبُوكَ وَمَا يَجْمَعُ هَذَا قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكُنْتُ أَرْجُو فِي لِقَائِكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّ لِي تَوْبَةً وَمَخْرَجًا وَكُنْتُ أَخْشَى فِي لِقَائِكَ أَنْ تُخْبِرَنِي أَنَّهُ لا تَوْبَةَ لِي فَقَالَ: أَفِي الْجَاهِلِيَّةِ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ثُمَّ عَاجَ بِرَأْسِهِ إِلَى الْمَرْأَةِ فَأَمَرَ لِي بِطَعَامٍ فَالْتَوَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَالْتَوَتْ عَلَيْهِ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا قَالَ: إِيهٍ دَعِينَا عَنْكِ فَإِنَّكُنَّ لَنْ تَعْدُونَ مَا قَالَ لَنَا فِيكُنَّ رَسُولُ اللَّهِr قُلْتُ: وَمَا قَالَ لَكُمْ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ r قَالَ: (الْمَرْأَةُ ضِلَعٌ فَإِنْ تَذْهَبْ تُقَوِّمُهَا تَكْسِرْهَا وَإِنْ تَدَعْهَا فَفِيهَا أَوَدٌ وَبُلْغَةٌ فَوَلَّتْ فَجَاءَتْ بِثَرِيدَةٍ كَأَنَّهَا قَطَاةٌ فَقَالَ: كُلْ وَلا أَهُولَنَّكَ إِنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَجَعَلَ يُهَذِّبُ الرُّكُوعَ وَيُخَفِّفُهُ وَرَأَيْتُهُ يَتَحَرَّى أَنْ أَشْبَعَ أَوْ أُقَارِبَ ثُمَّ جَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ مَعِي فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ فَقَالَ: مَا لَكَ فَقُلْتُ: مَنْ كُنْتُ أَخْشَى مِنَ النَّاسِ أَنْ يَكْذِبَنِي فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكْذِبَنِي قَالَ: لِلَّهِ أَبُوكَ إِنْ كَذَبْتُكَ كِذْبَةً مُنْذُ لَقِيتَنِي فَقَالَ: أَلَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّكَ صَائِمٌ ثُمَّ أَرَاكَ تَأْكُلُ قَالَ بَلَى إِنِّي صُمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ فَوَجَبَ لِي أَجْرُهُ وَحَلَّ لِيَ الطَّعَامُ مَعَكَ). قال ابن بطال عند ترجمة البخاري: (باب المداراة مع النساء): قال المهلب: (المداراة أصل الألفة واستمالة النفوس من أجل ما جبل الله عليه خلقه وطبعهم من اختلاف الأخلاق، وقد قال النبيr: (مداراة الناس صدقة)[137]. وعرّفنا في هذا الحديث أن سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام إقامة ميلهن عن الحق، فأراد تقويمهن عدم الانتفاع بهن وصحبتهن لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن أقمتها كسرتها)، ولا غنى بالإنسان عن امرأة يسكن إليه ويستعين بها على معايشه ودنياه، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام: (إن الاستمتاع بالمرأة لا يكون إلا بالصبر على عوجها)... قال المهلب: (الوصاة بالنساء يدل على أنه لا يستطاع تقويمهم على ما سلف في الحديث قبل هذا الباب، وإنما هو تنبيه منه عليه الصلاة والسلام وإعلام بترك الاشتغال بما لايستطاع، والتأنيس بالاجر بالصبر على ما يكره، وفي هذا الحديث أنه يجب أن تتقي عاقبة الكلام الجافي والمقاومة، والبلوغ إلى ما تدعو النفس إليه من ذلك إذا خشي سوء عاقبة، وإن لم يخش ذلك فله أن يبلغ غاية ما يريدمما يحل له الكلام فيه. قال الحافظ[138]: قوله: (المداراة): هو بغير همزة بمعنى المجاملة والملاينة، وأما بالهمز فمعناه المدافعة، وليس مراداً هنا... ووقع لنا بلفظ المداراة من حديث سمرة رفعه: (خلقت المرأة من ضلع، فإن تقمها تكسرها فدارها تعش بها)[139]. وقولهوفيها عوج)، بكسر العين وفتح الواو بعدها جيم للأكثر وبالفتح لبعضهم، قال أهل اللغة: العوج بالفتح في كل منتصب كالحائط والعود وشبهه، وبالكسر ما كان في بساط أو أرض أو معاش أو دين. ونقل ابن قرقول عن أهل اللغة أن الفتح في الشخص المرئي والكسر فيما ليس بمرئي. وقال القرطبي[140]: بالفتح في الأجسام وبالكسر في المعاني، وهو نحو الذي قبله. وانفرد أبوعمرو الشيباني فقال: كلاهما بالكسرومصدرهما بالفتح. قوله: (فانهن خلقن من ضلع )، بكسر الضاد المعجمة و فتح اللام وقد تسكن، وكأن فيه اشارة الى ما أخرجه ابن إسحاق في (المبتدأ). عن ابن عباس (إن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم). وكذا أخرجه ابن أبي حازم وغيره من حديث مجاهد، وأغرب النووي فعزاه للفقهاء أو بعضهم فكان المعنى أن النساء خلقن من أصل خلق من شيء معوج، وهذا لايخالف الحديث الماضي من تشبيه المرأة بالضلع، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه وأنها عوجاء مثله لكون أصلها منه، وقد تقدم شيء من ذلك في كتاب (بدء الخلق). قوله: (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه). ذكر ذلك تأكيداً لمعنى الكسر، لأن الإقامة أمرها أظهر في الجهة العليا، أو إشارة إلى أنها خلقت من أعوج أجزاء الضلع مبالغة في إثبات هذه الصفة لهن، ويحتمل أن يكون ضرب ذلك مثلا لأعلى المرأة لأن أعلاها رأسها، وفيه لسانها وهو الذي يحصل منه الأذى، واستعمل (أعوج). وإن كان من العيوب لأنه أفعل للصفة وأنه شاذ، وإنما يمتنع عند الإلتباس بالصفة فإذا تميز عنه بالقرينة جاز البناء. قوله: (فإن ذهبت تقيمه كسرته): الضمير للضلع لا لأعلى الضلع، وفي الرواية التي قبله (إن أقمتها كسرتها). والضمير أيضاً للضلع وهو يذكر ويؤنث، ويحتمل أن يكون للمرأة، ويؤيده قوله بعده: (وإن استمتعت بها)، ويحتمل أن يكون المراد بكسره الطلاق، وقد وقع ذلك صريحاً في رواية سفيان عن أبي الزناد عند مسلم: (وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها). قوله: (بالنساء خيراً): كأن فيه رمزاً إلى التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر ولا يتركه فيستمر على عوجه... فيؤخذ منه أن لا يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية بمباشرتها أو ترك الواجب، وإنما المراد أن يتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة. وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب. وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه، فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها). وللقاضي عياض والنووي والعيني وابن الجوزي كلام نفيس عن هذا الحديث أعرضنا عنه استغناء عما ذكره الحافظ آنفاً. ومن أرادها معتدلة فلا يعاشرها، (وذلك لأن مهمتها حنان وعطف، فشبهها بالضلع، والضلع معوج، واعوجاجه يجعله صالحاً لمهمته، فلو كان الضلع معتدلاً ما صلح لمهمته، لأنه خلق هكذا ليحمي قفص الصدر بما فيه من أعضاء لينة رقيقة. إذن فعوجه لأنه مؤد لمهمته. والشاوي، والسعداوي، والمرنيسي يفهمون خلقها من ضلع أعوج على أنه مسبة لها. لا. هذا مناسب لمهمتها، التي خلقت من أجلها، لأن مهمتها حنانية، حملته في بطنها، وحاطته بحنانها وهو في بطنها، فإذا أردنا أن نزن عملها في تكوين النشء نجد أنها أشقى من الرجل، لأنها تتعامل مع نوع لا يستطيع الإبانة عن آلامه، وتلك مهمة صعبة، ومهمتها أطول مهمة في نشأة الأشياء. مهمة المرأة إن أرادت أن تكون أمينة على مهمتها التي خلقها الله لها تحتاج إلى ضعف وقتها الذي تقضيه في هذه المهمة. فالمرأة تتعامل مع الطفل، والإنسان في طفولته يعتبرالمقياس الأعلى للطفولات في الكائن الحي)[141]. ونحن نعتقد ونرى

    أن النساء رياحين خُلِقن لنا *** وكلنا يشتهي شم الرياحينِ

    لكن نرى ونعتقد ذلك عند ما تصبح المرأة امرأة، والرجل رجلاً، أما عند ما تخرج عن فطرتها وطبيعتها وشخصيتها عند ما تزاحم الرجل في رجوليته وهيئته فهي حينها نعتقد فيها ما قاله الشاعر

    أن النساء شياطينٌ خُلِقن لنا *** نعوذ بالله من شر الشياطين

    ومن الأحاديث التي ظنوها سبة للمرأة حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِr، فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ- فقد بين رسول اللهr، نقصان عقلها ودينها عند ما- قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ بَلَى قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا). وهذا الوصف يراد به الصالحات، أما المترجلات من أمثال الشاوي، فوصفها بنقصان العقل والدين لا يستقيم ذلك لأنها في الحقيقة هي بلا عقل ولا دين، ورحم الله من قال: (أما أنتن فلا عقل ولا دين). وكذا من ترى البيت سجناً، والزوج سجاناً، والألاد قيداً، وانفراد زوجها بالعمل والنفقة إذلالاً لها وتحكماً فيها، فتأبى إلا الخروج والامتهان، وترضى بتحكم رئيسها وما يكلفها به من مشاق الأعمال، بينما تأنف من طاعة الزوج ولو بالمعروف[142]. هذا ما أردت كتابته وقوله فإن كان صواباً فمن الله وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه. ولم أضع لهذه الرسالة فهرساً لأسباب كثيرة أهمها أنها عبارة عن جواب مختصر. ليس إلا. هذا. وقد يقع في هذه الرسالة ما لا يخلو منه بشر من السهو والغلط ولذلك قيل عن المؤلفات، وحكم الناس عليها: (وفي هذا تتفاوت الأذهان، وتتسابق في النظر إليه مسابقة الرهان، فمن سابق بفهمه، وراشق كبد الرمية بسهمه، وآخر رمى فأشوى، وخبط في النظر خبط عشوا، وأين الدقيق من الركيك، وأين الزلال من الزعاق).



    وكتبه

    أبو الفضل عمر بن مسعود الحدوشي

    فك الله أسره
    التعديل الأخير تم 08-26-2008 الساعة 01:39 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] انظر: (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة). للشيخ بكر بن عبد الله.

    [2] انتهى من مقالين لي ***وسوف يكون خطابي في هذه الرسالة موجهاً لوزارة الأوقاف التي تدعي انتماءها لمذهب مالك وللمجالس العلمية، وأخاطبهم بأصحاب الفضيلة.

    [3] انتهى من مقال كتبته للرد على علماني طعن في حديث (لقد جيئتكم بالذبح). الصحيح –بجهل فاضح- الذي رواه أحمد في مسنده (2/212). والبيهقي في (الدلائل) (12/274). وابن إسحاق وصرح فيه بالتحديث وأشار البخاري إلى رواية ابن إسحاق هذه وقال: وصله أحمد من طريق إبراهيم بن سعد، والبزار من طريق بكر بن سليمان، كلاهما عن ابن إسحاق بهذا السند، وانظر أطرافه عند البخاري: (3856/474). وقال الهيثمي في (المجمع) (6/16): (رواه أحمد، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال أيضاً: (في الصحيح طرف منه). كما في (المجمع) (6/16/17). وقال: (رواه أبو يعلى والطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح). وصححه أحمد الغماري، وشيخنا عبد الله الغماري، وأحمد شاكر، وفؤاد عبد الباقي، والأرناؤوطي، وشيخنا المحدث محمد بن الشيخ الأثيوبي المدرس في دار الحديث، وغيرهم كثير. والعلمانيون كلهم يطعنون في هذا الحديث بجهلهم الفاضح.

    [4]وبعد كتابة هذا الجواب أخبرت أن أحد المسؤولين-الوزير- في الحكومة المغربية اعتذر لها بقوله: (إنها لم تقصد الرسول r). وهذا الجواب إن دل على شيء فإنما يدل على جهل قائله بالعقيدة الصحيحة لأن الكفر لا يقصده أحد، قال ابن تيمية: (ولا يقصد الكفر إلا من شاء الله). وساب الرسول قاصداً أو ذاهلاً أو ناسياً فهو كافر مرتد يقتل من غير استتابة في مذهب مالك، أيها الوزير الجاهل بشرع الله وعند غيره يستتاب فإن تاب قبلت توبته ثم يقتل، ثم تجري عليه أحكام المسلمين من غسل ودفن وتكفين. الخ.

    [5] انظر: (الحداثة تعود). (ص 6). د/ مصطفى حلمي.

    [6]انظر: جريدة (التجديد). (الأربعاء 25/ ذي الحجة 1421/21/ مارس 2001 العدد 155). وجريدة (التجديد). هذه لم تتبنى الرد ولذلك قالت: (اتصل بنا مواطنون يستنكرون هذا الفعل الشنيع ونكتفي فقط بنشر رسالة وردتنا في الموضوع). وهذا أسلوب نفاقي معلوم عند أهله. وهكذا تفتح أبواب الردة على أمواج الإذاعة المغربية من غير نكير من وزارة الأوقاف.

    [7] وقد كتبت حينها مقالاً في جريدة المحجة بعنوان: (إسهال العقلي في مسرحية الحادكة في الميزان).

    [8]انظر: (القول السديد في معالم التوحيد) (ص33). للمؤلف.

    [9] انظر: (القول السديد في معالم التوحيد) (ص126). للمؤلف.

    [10] انظر: (القول السديد في معالم التوحيد) (ص23/24/25). للمؤلف.

    [11] رواه أبو داود. ورجاله ثقات. غير أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه، ولكن الحديث صحيح بالشواهد المتقدمة.

    [12] انظر: (الراقصون على جراحنا).

    [13]أخرجه الحاكم وابن حبان وصححاه.

    [14] رواه الخمسة إلا النسائي.

    [15](لن). تفيد هنا النفي المؤبد، (قومٌ). نكرة عامة تشمل كل قوم، (امرأة). نكرة ثانية تشمل كل امرأة.

    [16] تشير إلى حديث في غاية الصحة يقول: (المرأة خلقت من ضلع أعوج). وهو في الصحيحين.

    [17] تشير عليها بهلة الله إلى قولهr: (الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تُستأذن في نفسها وإذنها صُماتها). رواه الجماعة إلا البخاري.

    [18] تشير إلى حديث موضوع: (صوت المرأة عورة ولو في ذكر الله). وهذا الحديث نفسه أعور. وصوت المرأة في ذاته ليس بعورة، ولا بممنوع سماعه على الرجل، فلا حرج في مخاطبة المرأة للرجل، إذا كانت متحجبة، وكان الكلام في موضوع عادي أو ضروري، كسؤال عن علم، أو في بيع والشراء ونحو هذا. الخ.

    [19] انظر: (معجم المناهي اللفظية) (ص 267).

    [20] أنقل كلام هؤلاء الأنجاس كما هو بلحنه. (الحدثة في ميزان الإسلام) و(كلمات لا تموت) (ص 526). و(الصارم) (1/219).

    [21] انظر: (الحداثة في ميزان الإسلام) (ص96). و(الصارم المسلول) (1/219).

    [22] من كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام) (ص93). و(الصارم المسلول) (1/219).

    [23] انظر: نموذجاً من شعره نقله أحمد كمال زكي في كتابه (شعراء السعودية المعاصرون) (ص144). والقرني في كتابه (الحداثة) (ص101). و(الصارم) (1/220).

    [24] انظر: (مجلة الاعتصام) (العدد 11 في رجب سنة 1397هـ ومجلة (المجتمع) الكويتية (عدد 456 في 3/12/1399هـ). والتفصيل والردود عليه تنظر في كتاب (حتى يكون الدين كله لله). للشيخ محمد بن سعيد ابن سالم القحطاني.

    [25] انتهى من كتابي (كتاب حرمت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية طبعه فمن مؤلفه؟ ولم؟). (ص 48/49/50/51/52/53). تحت عنوان: (ردة في السعودية ولا أبا بكر لها؟ وهل حياة الرسول والصحابة حياة الحيوانات والديدان؟).

    [26] انظر: (الاستهزاء بالدين وأهله) (ص 52/53). وجريدة عكاظ (عدد 9405 في 26/1412هجرية).

    [27] انظر: (الاستهزاء بالدين وأهله) (ص50/51) و(جريدة السيسة بتاريخ يوم الخميس 28/11/1991م).

    [28] انظر: (الحداثة تعود) (ص46/47/48).

    [29] انظر: (الحداثة في ميزان الإسلام) (ص104). و(ديوانه) (ص29). تحت عنوان: (الناس في بلادي).

    [30] انظر: (ديوانه) (ص38)تحت عنوان: (الناس في بلادي). و(الحداثة في الميزان) (105). و(الصارم) (1/220).

    [31] انظر: (الحداثة) (105). و(يوانه) (47).

    [32] القائل هو: الغذامي في (عكاظ) (عدد 7412/ في 10/2/1407 هجرية).

    [33] انظر: (ديوانه) (503).

    [34] انظر: (الاستهزاء بالدين وأهله) (ص32).

    [35] انظر: (مجلة الناقد عدد 13/سنة 1989م) و(الاستهزاء بالدين) (ص33).

    [36] انظر: (الأعمال الشعرية الكاملة 2/65 طبعة 1983م بيروت). و(الاستهزاء بالدين وأهله) (ص34).

    [37] انظر: ((ديوانه ص 395/399). و(الاستهزاء بالدين وأهله) (ص34).

    [38] انظر: (دقائق التفسير) (3/332). جمع د/ محمد الجليند.

    [39] انظر: (السيرة لابن هشام) (1/308/309). بتصرف.

    [40] رواه ابن أبي حاتم (4/63). الحديث رجاله رجال الصحيح إلا هشام بن سعد فلم يخرج له مسلم إلا في الشواهد كما في(الميزان). وأخرجه الطبري من طريقه (10/172). وله شاهد حسن عند ابن أبي حاتم (4/64). من حديث كعب بن مالك. انظر: (الصحيح المسند من أسباب النزول) (ص 122/123).

    [41] النيسابوري في (أسبابه) (ص 211/212). والسيوطي (ص 142). و(تسهيل الوصول) (ص 177). وفي إسناد النيسابوري إسماعيل بن داود وهو ضعيف. ذكره ابن حبان في (المجروحين) (1/129). وذكر هذا الحديث من منكراته. وعزاه في الدر (3/259). (لابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي في (الضعفاء). وأبي الشيخ وابن مردويه والخطيب في رواة مالك). وذكره الواحدي في (أسبابه) (ص256/ رقم: 513).

    [42] مرسل، انظره في (تفسير) الطبري (10/172). و(تفسير) ابن كثير (4/112). و(أسباب النزول) للواحدي (ص250/ أو: 255). وعزاه في (الدر) (3/254). لابن المنذر وابن حاتم وأبي الشيخ.

    [43] انظر: (تفسير) الطبري (10/173). و(تفسير) ابن كثير (4/111). و(أسباب النزول) للواحدي (ص 250/ أو: 255/256/ رقم: 512). بدون إسناد.

    [44] هذا مرسل. انظره في (السيرة النبوية) لابن هشاه (4/168). و(تفسير ابن كثير) (4/112).

    [45] انظر: (السيرة النبوية) لابن هشام (4/166). و(زاد المعاد) (3/533). قال الأرناؤوطيان: (ابن هشان (2/523) عن ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني الأشهل. ورجاله ثقات).

    [46] انظر: (الجامع لأحكام القرآن) (8/397). و(الاستهزاءبالدين وأهله) (ص13).

    [47] انظر: تفسير الطبري). و(تفسير القرطبي) (8/206) (5/418). و(فتح القدير) (2/383). و(مجموعة التوحيد) (ص48). و(إكفار الملحدين) (59).

    [48] انظر: (الفصل في الملل والأهواءوالنحل) (3/245). لابن حزم.

    [49] رواه البخاري (3017/6922). عن ابن عباس.

    [50] انظر: (الشفا) للقاضي عياض المالكي (2/223).

    [51] انظر: ((الشفا) (2/933/1069). و(نواقض الإيمان القولية والعملية) (ص173).

    [52] أحمد بن الحسن بن سهل الفارسي، من فقهاء الشافعية، له مصنفات كثيرة، (ت في حدود سنة 350 هجرية). كما في (طبقات الشافعية) (2/184). و(معجم المؤلفين) (1/192).

    [53] انظر: (التمهيد). لابن عبد البر (4/226). و(الصارم) (ص451).

    [54] محمد بن سحنون، من فقهاء المالكية، كان عالماً بالآثار والفقه، وله مؤلفات كثيرة، وردود على المبتدعة، وتوفي عند القيروان سنة (256 هجرية). كما في (الديباج المذهب) (2/169). و(سير أعلام النبلاء) (13/60).

    [55] انظر: (الصارم المسلول على شاتم الرسول) (2/13/14/15/16). وما بعدها. وهو أحسن ما ألف في الموضوع. وكتاب: (الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف) لابن المنذر: في كتاب الحدود (2/682/ رقم: 285/ رسالة علمية) وكتاب (الإجماع) لابن المنذر أيضاً: في كتاب (المرتد) (ص153/ رقم: 722). و(الفتح) (12/293). و(نيل الأوطار). (7/380). ومكمل كتاب (المجموع شرح المهذب) (19/427). وكتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى). (2/211/215). (القسم الرابع: في تعريف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام، والباب الأول: في بيان ما هو في حقه r سبّ أو نقص من تعريض أو نص). وصنف محمد بن سحنون رسالة بعنوان: (رسالة فيمن سب النبي r). قال محقق الصارم ولم أقف عليها.

    [56] انظر: (الصارم) (ص465/195). و(نواقض الإيمان القولية والعملية) (173).

    [57] انظر: (فتاويه) (2/573). و(نواقض الإيمان) (ص173).

    [58] محمد أمين بن عمر الدمشقي الحنفي، فقيه أصولي، له مؤلفات، توفي بدمشق (سنة 1242 هجرية). كما في أعيان القرن الثالث عشر (ص36)، و(معجم المؤلفين) (9/77).

    [59] انظر: (المحلى بالآثار) (12/431).

    [60]انظر: (تنبيه الولاة والحكام على أحكام شاتم خير الأنام) في (مجموعة رسائل ابن عابدين) (1/316).

    [61] انظر: (الصارم) (ص 293/294).

    [62] انظر: (الصارم) (ص 250/251). من (نواقض الإيمان) (ص181).

    [63] كما في (الشفا) (2/932/933).

    [64] انظر: (الخراج) (ص293/294). وأبو يوسف هو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي، صاحب أبي حنيفة، كان إماماً مجتهداً، صاحب حديث، وعبادة، وله مؤلفات، توفي سنة (182 هجرية). انظر: (تاريخ بغداد) (14/242). و(سير أعلام النبلاء) (8/535).

    [65] انظر: (المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة) (2/95). جمع عبد الإله الأحمدي.

    [66] هو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد: الإمام الحافظ المحدث الصدوق المصنف أبو علي الشيباني، ابن عم الإمام أحمد بن حنبل وتلميذه. قال الخطيب: (كان ثقة ثبتاً). وقال الذهبي: (له مسائل كثيرة عن أحمد ويتفرد ويُغرب. مات سنة ثلاث وسبعين ومئتين. راجع في ترجمته (تاريخ بغداد) (8/286). و(طبقات الحنابلة) (1/143). و(سير أعلام النبلاء) (13/51). و(تذكرة الحفاظ) (2/600). و(المقصد الأرشد) (1/365).

    [67] هو يحيى بن يَزْدَاد الوراق، أبو الصقر، وراق الإمام أحمد بن حنبل. راجع في ترجمته (طبقات الحنابلة) (1/409). و(المقصد الأرشد) (3/113). و(المنهج الأحمد) (1/339). و(حاشية الصارم المسلول) (2/17).

    [68] رواهما الخلال في (أحكام أهل الملل) في كتاب الحدود-باب فيمن شتم النبيr -الرواية الأولى: في (ق/103/ب). والرواية الثانية: في (ق/104/أ). والخلال هو أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي شيخ الحنابلة قال عنه الخطيب: (جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها). مات سنة إحدى عشرة وثلاث مئة. تنظر ترجمته في (تاريخ بغداد) (5/112). و(طبقات الحنابلة). و(سير أعلام النبلاء) (14/297). و(تذكرة الحفاظ) (3/785). و(المقصد الأرشد) (1/166). و(حاشية الصارم) (2/71).

    [69] انظر: (مسائله) (3/1292). و(الصارم) (2/19).

    [70] انظر: (الشفا). (2/255). و(الصارم) (1/213).

    [71] انظر: (زاد المعاد) (5/61).

    [72] انظر: (الشفا) (2/935/942). من (نواقض الإيمان) (ص176).

    [73] انظر: (الصارم) (ص 452).

    [74] انظر: (الإنصاف). (10/362/333). و(نواقض الإيمان) (177).

    [75] انظر: (روضة الطالبين) (10/67).

    [76] انظر: (أضواء البيان) (7/617).

    [77] انظر: (الشرح الصغير على أقرب المسالك) (6/149/150). و(حاشية الدسوقي على الشرح الكبير) (4/274). و(بلغة السالك للصاوي) (3/448). و(منح الجليل) (2/276). و(الفواكه الدواني) (2/276).

    [78] انظر: (مغني المحتاج). (4/134). و(نهاية المحتاج). للرملي. (7/395).

    [79] انظر: (غاية المنتهى) (3/335). و(شرح منتهى الإرادات) للبهوتي (3/386). و(المبدع شرح المقنع) (9/171). و(كشف القناع) (6/168). للبهوتي.

    [80] انظر: (الشفا) (2/1098). من (نواقض الإيمان) (ص182).

    [81] انظر: (البحر الرايق) (5/130).

    [82] من خطاب ألقاه الخميني في الخامس عشر من شعبان (1400 هجرية). وأذاعته الإذاعات الإيرانية والذي على إثره صدرت الفتاوى في العالم الإسلامي بكفر قائل هذه العبارات. انظر: (لماذا أفتى علماء الإسلام بكفر الخميني؟) (ص14/15/16).

    [83] انظر: (السجل القومي 11). و(الجلسة الطارئة لمؤتمر الشعب العام بطرابلس7/10/1989).

    [84] قال هذا في (خطبة عيد الأضحى بمدينة جادو 19/10/1980). وفي (افتتاح مجلس اتحاد الجامعات العربية بمدينة بنغازي 17/2/1990). وفي (الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للقيادة الشعبية العالمية بمدينة طرابلس19/3/1990).

    [85] (حديث إذاعي بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج) (24/6/1976).

    [86] كلمة أمام البرلمان التونسي (8/12/1988).

    [87] حوار مع حفظة القرآن الكريم (3/7/1978).

    [88] انظر: الملتقى الثاني للجان الثورية بالجامعات والمعاهد العليا بطرابلس (30/3/1991).

    [89]كلمة في المولد النبوي بمسجد مولاي محمد بطرابلس بتاريخ (19/2/1978).

    [90]الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي ببنغازي بتاريخ (25/9/1989).

    [91] خطابه أمام مجلس اتحاد الجامعات العربية ببنغازي بتاريخ (17/2/1990).

    [92] حوار مع حفظة القرآن الكريم بمسجد مولاي محمد بطرابلس بتاريخ (3/7/1978).

    [93] الملتقى الثاني للجان الثورية بالجامعات والمعاهد بقاعة مركز التربية العقائدية بطرابلس بتاريخ (30/3/1991).

    [94] خطبة جمعة بمدينة جادو (12/7/1980).

    [95] لقاء مع اللجان الثورية الطلابية بالخميس بتاريخ (18/3/1982).

    [96] انظر: (كتاب القذافي رسول الصحراء). للمؤلفة الإيطالية ميريلا بيانكو (ص241). قال ابن كثير في (تفسيره) (3/502): (وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله r في السنة المتواترة عنه إنه لا نبي بعده ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك ضال مضل).

    [97] لا يوجد.

    [98] أحد.

    [99] ما تعمل اضطراباً.

    [100] مداخلة في المؤتمر الشعبي بحي الأكواخ سابقاً بطرابلس بتاريخ (27/1/1990).

    [101] قاله بمدينة بنغازي بتاريخ (7/7/1990).

    [102] انظر: (مجلة اليمامة عدد 887/ وجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 15/8/1407 هجرية). و(الحداثة) (ص69). للقرني و(الاستهزاء بالدين وأهله) (ص38).

    [103] انظر: (واقعنا المعاصر) (ص358). و(الاستهزاء بالدين وأهله) (ص39).

    [104] انظر: (الحداثة في ميزان الإسلام) (ص138/71). و(الاستهزاء بالدين). (ص39). و(عكاظ عدد 7601/ومجلة الشرق عدد 362).

    [105] انظر: (مجلة المصور عدد 3507). و(الاستهزاء بالدين) (ص40).

    [106] انظر: (روز اليوسف عدد 3322). و(الاستهزاء بالدين) (ص43).

    [107] انظر: (الاستهزاء بالدين وأهله) (ص44/45). و(مجلة الدعوة عدد978). و(الولاء والبراء) (ص404). وجريدة (الأهرام بتاريخ 12/10/1412 هجرية 15/4/1992م). و(اليمامة عدد 887/1082). و(الحداثة) للقرني (ص70).

    [108] انظر (السنة النبوية) (ص50/51). و(الاستهزاء بالدين) (ص39). ومن أراد أن يعرف استهزاء محمد الغزالي بالسنة فعليه بكتاب العلامة المجاهد سلمان بن فهد العودة في كتابه (حوار هاديء مع محمد الغزالي) (ص24/49/50/51/52/53/54/55/56/57/58/59/60/61/62/63/64/65/66/67/68/69

    [109] انظر: (كلمة الحق) للعلامة أحمد شاكر (ص173).

    [110] ذكر ابن خلكان في (الوفيات). وابن كثير في (البداية والنهاية) وغيرهما من المؤرخين، فيما نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونيني قال: بلغنا أن رجلاً يدعى أبا سلمة من ناحية بصرى، كان فيه مجون-وقاحة واستهتار- فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج-أي: في الدبر- فأخذ السواك فوضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر يشكو ألم البطن والمخرج، فوضع ولداً على صفة الجرذان –نوع من الفأر- وله أربعة أنياب بارزة، وذنب طويل مثل شبر، ودبر كدبر الأرنب، ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش الرجل بعد ذلك يومين، ومات في اليوم الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي. وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذاك الحيوان وهو حي، ومنهم من شاهده بعد أن قتل. وفي هذه النادرة عبرة بالغة لمن يسخر من الشعائر الإسلامية، أو يخالفها متعمداً. (نصب الموائد) (1/16).

    [111] ذكر النووي في (البستان) بسند صحيح عن زكريا الساجي: أن ماجناً كان يمشي مع بعض المحدثين فقال كالمستهزيء: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها، فما زال عن موضعه حتى جفت رجلاه وسقط. وذكر أيضاً عن أبي داود –صاحب السنن- قال: كان في أصحاب الحديث خليع سمع بحديث: ((إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم). فجعل في نعله ورجله مسامير حديد، وقال: أريد أن أطأ أجنحة الملائكة، فأصابته الأكَلة في رجله. وفي رواية: فشلت يداه ورجلاه وسائر أعضائه.

    [112] ما حكم حلق اللحية لأجل الدعوة؟ ج : هناك شباب قلوبهم مفعمة بالإيمان يحلقون لحاهم لأجل الدعوة إلى الله، بدعوى أنهم إذا وفروها توقفت الدعوة، وما أظن الأمر كذلك، ولكن نقول: تغيير الهدي الظاهر يجوز في بعض الأحيان لمصلحة أقوىكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم). ويحرم حلقها إذا كان الأمر ليس من (باب الضرورات تبيح المحظورات)، لأن الدعوة يجب أن تقوم على الطاعة لله ولرسوله، وكذا وسائلها يجب أن تكون مشروعة، أما قاعدة: (الغاية تبرر الوسيلة) فهي قاعدة إبليس، ثم القاعدة غير مسلمة. وبعبارة فالأمر يقدر بقدره فمتى احتيج إليه جاز وإلا فلا.

    [113] انظر: (الإعلام بقواطع الإسلام) (ص85/86).

    [114] انظر: (علماء ومفكرون عرفتهم) (1/324). لمحمد المجذوب.

    [115]انظر: (الإكفار والتشهير) (ص24/25/26/27).

    [116] رواه النسائي في سننه (38-كتاب تحريم الدم) (16-باب الحكم فيمن سب النبيr). (ج7/4/113/ رقم: 4076). وأبو داود في (32-كتاب الحدود، باب الحكم فيمن سب النبيr رقم: 4361-4/116). (تحفة الأشراف: 6155). ورجاله ثقات. والدارقطني في كتاب الحدود والديات وغيره (3/112/ح 103). والحاكم في (المستدرك) (4/354). والبيهقي في (السنن الكبرى). (7/60). و(10/131). وعنده بلفظ: (المعول). بالعين المهملة في الموضعين، وهو تصحيف. والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الحاكم: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه). ووافقه الذهبي، وقال الحافظ ابن حجر في (بلوغ المرام) (ص 255/ح 1230): (رواته ثقات)، وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود) (3/824/ح 3665). قال السيوطي: قوله (المغول): (بكسر الميم وسكون الغين المعجمة، -بوزن منبر-شبه سيف قصير، يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه، وقيل: حديدة دقيقة لها حد ماضٍ وقفا وقيل: هو سوط في وسطه سيف دقيق يشده الفاتك على وسطه ليغتال به الناس). وقال بعض العلماء: – سوط في داخله حربة تسحب منه كأنها الشيش المعروف في الألعاب الرياضية-قال الخطابي في (معالم السنن) (6/199/ح 4195) عن المغول بالغين المعجمة: (شبيه المِشْمَل ونصله دقيق ماضٍ). وقال ابن الأثير في (النهاية) (غول)، والأصفهاني في (المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث) (2/487): (هو حديدة دقيقة، وقيل: هو سيف دقيق ماض له قفاً شبه مشمل، ونصله دقيق ماضٍ). وقال الزمخشري في (الفائق) (جزر): (المغول: شبه الخنجر يشده الفاتك على وسطه للاغتيال). ومثله في (لسان العرب) (6/3320)، وفي كتاب (الاشتقاق) لابن دُريد (ص188). كما في (الصارم) (2/142).

    [117] انظر: (معالم السنن) (6/199). و(الصارم المسلول) (2/144).

    [118] رواه أبو داود في (32-كتاب الحدود، باب فيمن سب النبيr 4/530/ ح4362). والبيهقي في (السنن الكبرى) (7/60). و(9/200).

    [119] انظر: (الصارم) (2/125/126). وما بعدها.

    [120] رواه البخاري في مواضع من صحيحه منها: في كتاب الرهن-باب رهن السلاح (5/169/ح 2510). وفي كتاب الجهاد- باب الكذب في الحرب (6/184/ح 3031)، وفي باب الفتك بأهل الحرب (ح3032). وفي كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف (7/390/ح 4037). ، ومسلم في كتاب الجهاد والسير باب قتل كعب بن الأشرف (3/390/1801)وأبو داود في سننه كتاب الجهاد باب العدو يؤتى على غرة ويتشبه بهم، (3/211/ح 2768). والحميدي في مسنده (2/526/ح 1250)..

    [121]أي: في خُفية واغتيال. وهو أن يخدع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد. والغِيلة: فعلة من الاغتيال. كما في (النهاية في غريب الحديث) (3/403). (غيل).

    [122]العذق بالفتح: النخلة، وبالكسر: العُرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عِذاق. كما في (النهاية) (3/199). (عذق).

    [123] هي رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن زيد الأنصارية النجارية، تكنى أم ثابت، وزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة. أسلمت رملة وبايعت رسول اللهr كما في (طبقات ابن سعد) (8/446). و(أسد الغابة) (7/115). و(الإصابة) (8/84).

    [124] انظر: (المغازي) (1/192). للواقدي. و(الصارم المسلول) (2/150/151/152).

    [125] انظر: (الجامع) (8/84).

    [126]انظر: (معالم السنن) (6/200). و(الصارم) (2/145). وما بعدها. و(الأم) (4/181).

    [127] رواه البخاري في مواضع من كتاب الجهاد والسير، وكتاب المغازي.

    [128] سيف بن عمر التميمي، كوفي الأصل، مؤرخ، جرحه جمهور المحدثين، له مؤلفات، توفي سنة (200هجرية). انظر: (تهذيب التهذيب) (4/295).

    [129] روى النسائي في (سننه) (7/109). في كتاب (تحريم الدم- باب الحكم فيمن سب النبيr وأحمد في (المسند) (1/9). و(مسائله) برواية ابنه عبد الله (3/1292/ح 1795). والحاكم في مستدركه (4/355). والبيهقي في (السنن الكبرى) (7/60). والحديث صحح إسناده الألباني في (صحيح سنن النسائي) (3/854/ح 37795).

    [130] رواه أبو داود بإسناد صحيح، في كتاب الحدود باب الحكم فيمن سب النبيr (4/530/ ح4363). وفيه لفظ: (ما كانت لبشر بعد محمدr). والنسائي في سننه (7/110/111). في كتاب تحريم الدم- باب ذكر الاختلاف على الأعمش في هذا الحديث، بنفس الطريق وبطرق أخرى أطول من هذا، والحاكم في (المستدرك) (4/354)، في كتاب الحدود عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن برزة به. والحديث صحح إسناده شيخ الإسلام وقد قال النسائي عقبه: (هذا الحديث أحسن الأحاديث وأجودها والله تعالى أعلم). وقال الحاكم: (صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي. وصحح إسناده الألباني في (صحيح سنن النسائي) (3/824/ح 3666).

    [131]رواه أحمد في (مسنده) (1/9).

    [132]انظر: (المحلى بالآثار) (12/431/432/433/434/435/436/437). وما بعدها.

    [133]رواه الطبراني في (المعجم الصغير) (1/393/ح 659). بلفظ: (من سب الأنبياء قتل، ومن سب الأصحاب جلد). وقال الهيثمي في (المجمع) (6/263). وحكم الألباني في (الضعيفة) (1/244/ح 206). عليه بأنه موضوع. انظر: (الصارم) (2/188/189).

    [134] روى هذه القصة ابن عدي في (الكامل) (6/2156). والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (13/99) مطولة، وكلاهما عن محمد بن الحجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس به. وقال ابن عدي في آخرها: (وهذا الإسناد مثل الإسناد الأول... ولم يرو عن مجالد غير محمد بن الحجاج وجميعاً مما يُتهم محمد بن الحجاج بوضعها). انظر: (العلل المتناهية) (1/175). لابن الجوزي. ومعنى لا ينتطح فيها عنزان أي: لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان، لأن النطاح من شأن التُّيوس والكِباش لا العُنوز، وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْف ونزاع. انظر: (النهاية) (5/74) (نطح).

    [135] متفق عليه.

    [136] انظر: (حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع). (ص 191). للمؤلف.

    [137]وهذا الحديث ضعيف جداً. ولمعرفة من ضعفه انظر: (السلسلة الضعيفة) رقم: (4508).

    [138] انظر: (الفتح الباري). (10/314/315/316/317).

    [139] أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني في الأوسط.

    [140] انظر: (المفهم) (4/221). للقرطبي.

    [141] انظر: (شبهات وأباطيل خصوم الإسلام والرد عليها). (ص56).

    [142] انظر كتاب: (هل هن ناقصات عقل ودين). (ص11). للأستاذ محمد سلامة. وأنصح بقراءة هذا الكتاب، وكتاب: (تحرير المرأة ممن؟ وفيم حريتها؟). (للدكتور) شوقي. تنبيه: هذه الرسالة عبارة عن محاضرتين ألقيتهما في (دار الشباب). و(مسجد السانيا).- طنجة. طلب مني بعض الإخوة طبعها لتعم الفائدة – والله من وراء القصد- كتبها طالب علم المدعو أبو الفضل عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي عفا الله عنه-


    ملحوظة: كل ما جاء في الرسالة يخص مؤلفها ولا يعني بالضرورة تبني الناقل لها أو لأسلوبها.
    التعديل الأخير تم 08-26-2008 الساعة 01:46 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  3. #3

    افتراضي

    جزاك الله خيراً

  4. #4

    افتراضي

    تسجيل مشاركة للقراءة لاحقا ان شاء الله


    جزاك الله خيرا أستاذنا فخر الدين
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  5. افتراضي

    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
    لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لو كان " الله " أمامنا.
    بواسطة سيدة القصر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-12-2012, 11:00 AM
  2. مذهب الإمام مالك وقانون نابليون
    بواسطة سبح الله تغنم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-15-2012, 10:00 PM
  3. إرشاد الأبرار بالحكمة من أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالاستغفار
    بواسطة د.ربيع أحمد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-05-2008, 02:37 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء