بسم الله الرحمن الرحيم.
يظن الملحد أن القول بثبات الطاقة يخدمه وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. الزميل ألفا في موضوع آخر اعتبر ذلك دليلا على أزلية الكون.. وما هو في حقيقة إلا دليل على عدم تمييزه بين (ثبات كمية طاقة الكون) وبين (عدم ثبات نسبة الطاقة العاملة في الكون). لذلك أدعوه أن يقرأ هذا المقال ENTROPY: HOW "USEFUL ENERGY" IS DISAPPEARING عن الاختفاء التدريجي للطاقة الفاعلة في الكون بسبب ظاهرة الأنتروبي. ولا أظن أن هناك ملحد يجادل في حقيقة مُجمع عليها .. وإلا فليأتي باقتباس لأي فيزيائي ينفي حقيقة اختفاء الطاقة المؤثرة في الكون مع مرور الزمن.
النتيجة: لو كان الكون أزلي لتوقفت الأحداث منذ الأزل بسبب اختفاء الطاقة الفاعلة منذ الأزل.
أما الذي يقول بنظرية مرور الكون بدورات لانهائية من (إنفجارات وانهيارات) فهو ملزم بكل أركان تلك النظرية ولا يحق له ان يختار منها الجزء الذي يحلو له. وبالتالي عليه أن يقبل بازدياد نسبة الطاقة الغير فاعلة عند إنتقال الكون من دورة إلى أخرى. ولمن يطلب الدليل, هذه صورة لصفحة الكتاب عن موضوع تحت عنوان: Entropy in an Oscillating Universe
إذاً (الكون المتأرجح) لا يحل المشكلة ولا يمثل نظام دوري "أزلي" كما يأمل الملحد. لأنه لو كان الكون يعرف هذا التأرجح منذ الأزل لاختفت الطاقة الفاعلة منذ الأزل أيضاً. سبب آخر هو ازدياد حجم الكون عند كل دورة جديدة, وبالعودة بالأحداث إلى الخلف يصبح (أقصى تمدد للكون) عند كل دورة اصغر فأصغر إلى أن نصل إلى كثافة لا تقبل أي انهيار, أي حالة (“the initial singularity”) التي أدت إلى الانفجار الأول الغير مسبوق بأي انهيار.
وحتى لو أهملنا كل ما سبق تبقى مشكلة الملحد الكبرى متمثلة في عدم تفكيره في النتيجة المباشرة لما يكرره حول (ثبات مجموع الطاقة في الكون). لمعرفة ما هي تلك النتيجة المباشرة وكيف تهدم الإلحاد -دون الحاجة إلى النظريات السابقة - أبدأ بسؤال بسيط ليت الزميل "ألفا" يرد عليه.
1- ما هو أهم عامل بدونه لا يمكننا القول بثبات الطاقة؟
.
Bookmarks