لم يفرق الإسلام بين الناس إلا بالدين هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ولا يجوز التحزب تحت أي راية غير الدين كالنسب أو الوطن فهذه دعوى جاهلية هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بناء أمه مسلمة مترابطة كما أمر الله وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وقال وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وقال أيضا أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
فالفرقة والاختلاف والتنازع سبب لهزيمة الأمة وزوالها وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ولم يكن الصحابة كلهم من نفس الوطن ولا حتى جنس العرب فهذا سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي الأسود
كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما بال دعوى جاهلية ) ... (دعوها فإنها منتنة)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى

وهكذا بنى المسلمون دولتهم قوية ومتماسكة حتى جاء الاستعمار وقسمهم إلى هذه الدول والجنسيات ودأب الغزو الفكري على تنمية روح الفرقة بين المسلمين والتركيز على قضية الوطنية والقومية لاستقطاب كل جماعة بعيدا عن الأمة الإسلامية وتحويل ولائهم من الله ورسوله والإسلام إلى الوطنية أو الإنسانية أو غيرها من الدعاوى التي استغلتها الأقليات غير المسلمة في دول الإسلام لتوسيع نفوذهم ورددها ورائهم أعداء الإسلام من العلمانيين وغيرهم أو المخدوعين من العوام

المسلم أخو المسلم حتى وإن لم يكن من نفس الوطن بل وحتى من جنس العرب فالمسلم الأعجمي أقرب لنا من المشرك وإن كان عربيا والولاء والبراء يكون بناء على الدين والتقوى وليس الحدود الجغرافية التي رسمتها الأمم المتحدة