يا ملحد شريف
تعيب علينا الإيمان بشيء فوق العقل ك "كيفية الخلق من العدم", و في نفس الوقت تؤمن بأزلية المادة, فهل اللانهاية تدركه العقول أم نتيجة نستنتجها من خلال أشياء (إستحالة نشوء شيء من العدم بدون مسبب) تدركها العقول ؟؟
فكل الكلام الذي قلته أنت ينطبق عليك.
عندما نقول الطاقة تتحول إلى مادة, فلماذا ننكر تحول إرادة الله بقدرته و علمه إلى مادة و حياة و كون و و ؟؟؟ يقال " من جهل شيئاً عاداه ", فأنت تجهل كيف يخلق الله المادة من عدم, فهذا لا يعني أن خلق شيء من العدم غير منطقي, بل يعني أنك تجهل هذه الكيفية بحيث لم يسبق أن جربتها, و لكن نحن وصلنا إلى هذا الاعتقاد بهداية الله لنا أولا التي حركت فينا الفطرة, و بالتفكر في أشياء تدركها عقولنا من خلال التجربة مع الواقع الذي نعيش فيه, كاستحالة الدور و تسلسل الأسباب, و فاقد الشيء لا يعطيه !!! فهل أنت تؤمن فعلا أن المواد الأولية في الكون تنظم و تبدع و تخلق حياة و إنسانا يفكر و يحب و يتعلم و يتمنى و يحس بالجمال و الطمأنينة و و و؟؟؟؟؟ إيمانك إيمان كنائسي إذن.
1) المشكلة الأولى أنه تبني إيمانك على نظريات علمية تتغير و تتطور بتغير الوسائل و تطور المعرفة.
2) المشكلة الثانية أنك تترك المسائل اللامتغيرة (الثابتة) و تقحم نفسك في النظريات, و بهذا تسيئ إلى الواقع بحيث تتجاهل السببية فإستحالة التسلسل أو الدور, النظام و الإبداع في الكون لأن الإنفجار يهدم و يفسد, و موضوعية القيم الأخلاقية. ثم تسيئ إلى العلم عندما تخلط و تجلط بين العلم و الرغبة في تشييد فلسفة للطبيعة إنطلاقا من نتائج العلم, و هذا خطأ فادح.
3) تخلط عمدا بين المادة و الكون, فالأبعاد الأربعة في النظريات الفيزيائية الحديثة هي حول الكون, فأنت في الحقيقة تضرب كلام الفيزيائين عرض الحائط, و أبرزهم Professor Stephen Hawking الذي حاضر أكثر من مرة عن بداية الزمن, و هذا مثال موجز:
http://www.hawking.org.uk/lectures/bot.html
4) أستغرب فعلا من محاولتك ربط فرضية أزلية البعد الرابع بوجود المادة, و تتجاهل إما جهلا أو قصدا الأبعاد الأخرى: الطول والعرض والارتفاع !!! طبعا هذا الكلام سوف يجعلك مظطرا أن تعود إلى عقيدة القدماء فتقول "الكون أزلي ساكن لا يتغير" و بهذا تضرب العلم مرة ثانية عرض الحائط.
أرجوك لا تسيء الى العلم و لا تخلط بين النظريات و الحقائق.
تحياتي
Bookmarks