حين سألت صديقى : ما رأيك فى حوار الأديان !؟
فالظاهر لى -والله أعلم- أنها ممارسة مثمرة مفيدة ، لأنها تتكرر وتتكاثر وتنتشر
فقال : إننا نحتاج لحوار الأديان أكثر من أى وقت مضى يا رفيق
لمواكبة كل المحاولات الجادة للتخاطب مع أمتنا الإسلامية المغيبة !

لم يدهشنى الرد ..
لأننى أعلم أن "حوار الأديان" الذى يعينه ليس إلا "ماركة" لأحدث منشط جنسى فى العالم العربى حالياً !
فنحن "نداعب" ديانة الآخرين بديننا .. وهم يحاورون "ديننا" جنسياً !
فى محاولة جادة منا ومنهم .. لإقامة "حوار" ..
يسمح باختلاط الأنساب كوسيلة للتعايش السلمى .. بين جثثنا وأسلحتهم !
فيطلبون منا بروتوكولات مشتركة ومسودات تفاهم تقرب المسافة بين "ديننا" و "دينهم" .. بدون حائل !
تزيل الحرج وتخش فى الموضوع لكى تتعانق الـ "مسائل" .. وتتوالد الثقافة الإنسانية المشتركة !
وقد رأى فقهاء عصرنا وحجة الأديان فى أوطاننا أن هذا الحوار يدخل فى باب "الغزل العفيف" !
و"عفيف" هذا كائن أسود وأبيض .. غير ملون كـ "العفيف الأخضر" على سبيل المثال
وهو -أى الأخضر- كائن غير مدرج على قائمة الحوار ولا يرتبط بهذا الغزل الحوارى لا جنسياً ولا ثقافياً ..
بل هو مجرد كاتب كهربائى مستنير يكتب أكثر ما يكتب عن علاقة الدين بالـ "مسائل" ..
ويرى بعد طول ترنحٍ بين اليسار و بير السلم .. أن الدين من مصادر تأخر المسلمين جنسياً !


لم يكذب صديقى حين اتشح بسواد الجاهلية وأعلن أن نصف الفلسفة يأتى من الحشيش ..
ونصفها الآخر يأتى من طرف اللسان حين يتزحلق عليه الزفير فيحدث نهيقاً !
ثم حين خلع السواد ولبس الصليب وارتدى الـ "ياماكاه" السوداء
تبين له أن الحكمة كلها -بنصفيها الكاملين- تأتى من الميكروفون .. !
ولأن الحكمة ضالة المسلم .. فقد طلبنا الحكمة من أهلها فوافقوا
وقدمنا المهور وعربون المحبة : براميل سوداء وسيوف من الذهب وتجفيف شامل لمنابع العبايات !!
ثم تجملنا عقائدياً .. فأفسحنا لـ "الآخر" مكاناً عظيماً فى "ولائنا" ، و"تبرأنا" من أسامة بن لادن !
ثم عطفنا الظالم على المظلوم .. والفاعل على المفعول ،
فى محاولة لفشخ الصدع ولمّ شمل القاتل على المقتول !
ثم تطورنا فتعلمنا فك شفرة الخطاب .. وهى : (****يـل) ..
وعذراً لا يمكننى نشر الكود حفاظاً على سرية العملاء !
ثم هانحن بانتظار العالم أن يفرج عنا .. ويعتقنا من ذواتنا
ويقعد معنا على طاولة واحدة .. تخدمنا شقراء واحدة .. تسقينا من كأس واحد !
أو يريحنا فيحاكمنا على جرمنا : فيخرجونا من جنتهم لأننا -بصراحة- أناس "يستهبلون" !

حين خلق التلفزيون ، معبود الحضارة ، نفسه بنفسه .. نشر اعلاناً مدفوعاً يطلب فيه عباداً مخلصين !
فجاءته الوفود من أطراف الأرض يحجون لقدسه .. حتى ترقى وتحول إلى طاغوت مستنير !
وهو الآن : لبنة أساسية فى كل بيت من بيوت المسلمين لإقامة صرح الحضارة .. ومخاطبة المسائل !
ولأننى أعلم أن بيت الوالى فيه على الأقل تلفزيون .. وبيت البطانة فيه تلفزيون وغسالة ومصنع كلام ..
وعلى الرغم من وفرة الأصنام وتعدد ماركات المعبود الجديد ، فباتت تزين كل مجلس وتنير كهوف الزمان !
إلا أنهم فيما يبدو لم يقرأوا رسالة فوكس نيوز للعالم العربى !؟
لم يفهموا طبيعة الوساخة التى يلصقونها بكرافتة الحمار الأسود أوباما ،
وكيف أنها أصابته بهستيريا بعد أن فهمها جيداً ، ويبذل الآن قصارى جهده .. لبيع الكرافتة !!
أصابوه بدرن التعاطف مع العرب .. فجاهد فى اسرائيل حق الجهاد الإعلامى
وطاردته شبهة أن يكون حصاناً "عربياً" من سلالة أصيلة .. فرفض وأصر على أنه حمار !
ثم لصقوا به المصيبة الكبرى أن يكون "مسلماً" .. !
فجمعوا له الأثافىَ بثلاثيتها ليكون نموذجاً غاية فى التطرف :
مسلم .. من أصل عربى .. ومتعاطف مع القضية الفلسطينية !!
حدث كل هذا ونحن نعد العدة لحوار "المسائل" ..
فنرجو من محاورينا -وفقهم الله- أن ينتبهوا ..
فلا يكشفوا هويتهم لمحاوريهم ، ولا يذكروا فى أى مؤتمر صحفى أنهم عرب مسلمون !
أو أنهم يناصرون القضية الفلسطينينة بالأغانى والبطاطين وشد الحصار !
ولو شك فيهم أحدٌ فليقولوا : احنا بتوع المسائل !



مفروس