وهل وضع الاسلام علاجا لمشكلة الرق ؟
الإسلام لم يشرع الرق كما شرعته المسيحية فجعلته نظاما إلهيا إنما شرع العتق ويسر ووسع منافذ العتق وشرع الإحسان والرفق وحصر مصدر الرق في الحرب المشروعة مع الكافرين الذين يصدون دعوة الإسلام .
الإسلام لم يؤيد أو يقر الرق ولكنه في حالة الحرب تكون حالة استثنائية حيث أن الشعوب الأخرى كانت تسترق الأسرى فإذا كان الكفار يسترقون الأسرى المسلمين والحاكم المسلم ليس لديه تشريع من الدين يبيح له ذلك عند ذلك سيكون عدم المعاملة بالمثل أضعاف للموقف بالنسبة للمسلمين وإعلان الطرف المسلم قدرته أن يمارس العمل ذاته أفضل زاجر للعدو .
وقد يقول قائل الآن في الوقت الحالي لا يسترق الأسرى ولكنه حدث في العصر الحديث أن قامت القوات اليابانية عند احتلال كوريا قامت باسترقاق الكوريات ( comfort girl ) ومثال أسلحة الدمار الشامل محرمة دوليا ولكن بعض الدول تخرق الاتفاقيات وتستخدم الأسلحة المحرمة كذلك بالنسبة للأسرى قد لا يوجد الاسترقاق الآن ولكن قد يخترق هذا الشئ تحت أي ظرف مستقبلا .
وترك للدولة الإسلامية أن تعامل أسراها حسب ما تقتضيه طبيعة الموقف تبادل أسرى مقابل أسرى مسلمين أو مقابل نظر مادي لفك أسرى الحرب أو أدبي مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع أسرى غزوة بدر الكبرى تم فك أسرى الكفار مقابل تعليم أبناء المسلمين القراءة و الكتابة أو الاسترقاق لسبب انه لو أبطل استرقاق أسرى الكفار فيكون ذلك من جانب المسلمين لا من جانب الكفار فالإسلام لا يسترق الغير بنيه والعدو يستعبده بنيه وهذا يعد هوان في حق المسلم وأطماع لأعداء الإسلام في أهل الإسلام " .
والإسلام ليس مسئولا عن الانحراف عن المنهج الإسلامي ومبادئ الإسلام ولا يحسب ذلك على الإسلام الذي لم يطبق تطبيقا صحيحا قال تعالي ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات " 13 " ( إنما المؤمنين أخوة ) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى الناس م آدم وآدم من تراب ) الإسلام نادى بالأخوة الإسلامية والمساواة والعلاقة الإنسانية وشدد على العتق .
وقد حث الإسلام على عتق الرقاب وجعله قربى إلى الله سبحانه وكفارة عن الذبوب ، وقد أوجب الإسلام العتق في أربع حالات " القتل الخطأ ، الحنث باليمين ، والظهار ، والإفطار في شهر رمضان " وندب إليه فيما عدا ذلك وبين أنها من الطريق الموصلة إلى الجنة قال تعالي ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا ) سورة البلد " 11-17 ، والمكاتبة حين يطلب العبد المكاتبة من سيده ليخلص نفسه من الرق وقد جعل الإسلام المكاتبة احد مصارف الزكاة بدفع قيمة الزكاة للمكاتب لأجل تحرير العبد مصرف ( الرقاب ) من أحد مصارف الزكاة والعتق بالوصية والعتق بأمر الحاكم والولاء والأمة إذا ولدت من سيدها اعتقها ولدها وتحررت وأمر الإسلام بالإحسان إلى ملك اليمين قال تعالي ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار الجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ) النساء " 36 " .
أسباب أخرى لإسقاط حالة الرق منها إذا ادعى الإنسان انه حر ، ويسقط الرق بورود لفظ العتق من المالك ولو هازلا أو سكران وحالات أخرى يطول ذكرها وقد أمر الإسلام بالرفق والإحسان إلى الأرقاء وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " فمن كان أخوة تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم " البخاري .
بل حرص الإسلام الحنيف زيادة في حفظ مشاعرهم فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاى وفتاتي ) رواه مسلم .
وعن إبن عمر رضي الله عنه أن النبي $ قال ( من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه ) رواه مسلم
الرد على دور العرب في تجارة الرق و الكنيسة و المسيحية في العبودية و الرقيق .
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=550078
Bookmarks