نعم
وكذلك كذبهم وافتراؤهم وتزويرهم للنصوص ولويهم لها او لمعانيها واخذهم بالمكذوبات
وهذا كله في الحقيقة دلالة افلاسهم
وديننا العظيم أسمى من ان يستطيع اي قزم واي ملوث ان ينال منه
يقول سبحانه {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. فالدعوة إلى الله إذاً تكون بالحكمة وتكون بالموعظة الحسنة وتكون بالجدال بالتي هي أحسن
يقول ابن القيم - رحمه الله - : ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو:
فإنه إما أن يكون طالباً للحق محباً له، مؤثراً له على غيره إذا عرفه فهذا يدعى بالحكمة. ولا يحتاج إلى موعظة وجدال.
وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق، لكن لو عرفه آثره واتبعه. فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب.
وإما أن يكون معانداً معارضاً، فهذا يجادل بالتي هي أحسن ممن يعلم معاني الأدلة وطرق الاستدلال . فإن رجع كان بها , وإلا انتقل معه إلى الجدال إن أمكن.
يقول الله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} والمعنى أن من لديه العلم يجادل بالتي هي أحسن ويبين له طريق الصواب لعل الله أن يفتح على قلوبهم، فإن حادوا عن وجه الحق وعموا عن واضح المحجة وعاندوا وكابروا فحينئذ ينتقل من الجدال إلى الجلاد .
وفي ختام الآية فائدة عظيمة، وهي أن الله سبحانه يبين لرسوله صلى الله عليه وسلم ولأتباعه من بعده الطريقة الشرعية للدعوة، وأن الواجب عليهم سلوكها ودعوة الناس من خلالها.. وكون الناس يقبلون أو يرفضون ويعاندون هذا لا يؤثر في الدعوة وليس دليلاً على ضعفها أو قصور الطريقة الشرعية , كلا، إنما ذلك قدر سبق في علم الله وقوعه وكتب سبحانه الشقاء على من أراد الشقاء , وكتب السعادة والهداية على من أراد السعادة والهداية
" وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ". سورة النحل 19.
" لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ " .سورة النحل 23.
والذي علينا هو دعوة العباد بالطريقة التي أوضحها الله ربنا الحكيم العليم، فإن اهتدوا فهذا هو المطلوب وإن ضلوا مع بذل الوسع في سبيل دعوتهم بالطرق الشرعية فذلك أمر الله وهو نافذ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
" إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ" . سورة النحل 37.
" ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ". سورة النحل 107.
"لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ" . سورة النحل 55 و56 .
" إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ". سورة النحل 104.
"وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ * وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ". سورة النحل 61 و62.
" إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ". سورة النحل 105.
" لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ".سورة النحل 25.
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ. سورة النحل 26.
"الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ" . سورة النحل 88.
" فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ ". سورة النحل 34.
"فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ " . سورة النحل 82 و83.
"إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" . سورة النحل 128 .
للحق وجه واحد
ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
"بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"
Bookmarks