- قال تعالى: ((سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا)).
- قال تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)).
من الأحاديث في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة :
- روى البخاري في صحيحه عن البراء رضي الله عنه: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى البيت ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها، صلاة العصر وصلى معه قوم. فخرج رجل ممن كان معه فَمَرَّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل مكة، فداروا، كما هو قِبَل البيت)). البخاري (4216).
- وروى مسلم عن البراء رضي الله عنه ( صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، ثم صرفنا نحو الكعبة)) .مسلم (525).
_____________
عودة إلى منكر السنة:
لما سألناه عن مفهوم القبلة الأولى والثانية في هاتين الآيتين السابقتين، وذلك لأهمية بيان ذلك، إذ ترتب عليه بنص القرآن أمر عظيم وهو معرفة من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، قال - بكل ثقة - إن القبلة الأولى هي (مكة) والثانية هي (المدينة) !!. .. وهو أثناء ذلك يُقر ويُؤكد أن: (القرآن مبين مبين مبين) - (ومنهجي واضح أن القرآن مبين ) - (اني أرى القرآن مبين وأنت تراه محتاج لعكاز يسنده ) !
ثم لما طالبناه بالدليل من القرآن على أن القبلة الثانية هي (المدينة) لأهمية بيان ذلك والحاجة الماسة إليه .. تراجع ونقض مبادئه وضرب القرآن بعضه ببعض وقال - في رده المحذوف - إن المقصود ( أي بلد) وليس شرطًا المدينة، واتهم القرآن أنه لم يبين شيئًا في هذا وأن مفاهيمه عائمة مفتوحة ولم يشبه القرآن فقط بالضرير الذي يحتاج إلى عكاز؛ بل جعله بفهمه ومنهجه ذلك متخبط في كل اتجاه آيلا للسقوط والدهس تحت الأقدام، وجائز عنده أن تكون القبلة الأولى مثلا استراليا والثانية نواكشوط هذا كله لا مانع منه في مفهومه للقبلة.
فعند منكر السنة مفهوم القبلة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم والتي ترتب عليها معرفة من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه .. أمر مبـهم غير مبين !!
منكر السنة يناقض نفسه بنفسه وهذا شأن كل من انقلب على عقبيه !
وكان موعدنا مع حلقة أخرى من حلقات الإهانة لكتاب الله تعالى عند منكري السنة واستهزائهم بالقرآن الكريم عندما سألناه عن مفهومه للمسجد الحرام .. فقال: ((مسجد حرام) دولة يحترم فيها حرية الدعوة والعقيدة) - (منطقة تجمع المعارضين يقبلون عليها من كل مكان).
ولما سألناه هل هذا يعني أن هناك عدد غير محدود من المساجد الحرام؟
قال: أن المسجد الحرام مفهوم (يعلو على التفسير الوثني والمواقع الجغرافية).
وأنه بالتالي مفهوم غير محصور ببقعة جغرافية معينة وقابل للتعدد.
وهذا يعني أن هناك عدد غير محدود من المساجد الحرام في مفهوم المنكر للسنة !
وهذا ضرب لآيات القرآن الكريم بعضها ببعض وقمة الإهانة والتمزيق !
حيث أن مفهوم المسجد الحرام في القرآن الكريم واحد غير قابل للتعدد، مفهوم مبيَّن وواضح ومعناه ظاهر ومخصوص.
لفظ (المسجد الحرام) معرف بـ(أل) وليس نكرة، و(أل) تكون للعهد والاستغراق وبيان الجنس، والذي يفيد العموم من هذه الثلاثة أنواع هي : الاستغراقية، وعلامتها أن يحل محلها "كل"، فكل "أل" يحل محلها "كل" فهي للعموم، وتسمى استغراقية، مثل قوله تعالى: ((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا))، أي كل إنسان، فإذا لم تصدق هذه الكلية على سبيل العموم علمنا أن "أل" هنا ليست للعموم.
و(أل) في لفظ (المسجد الحرام) ليست استغراقية، فهي للخصوص.
- قال تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) الإسراء 1.
العبد واحد، والإسراء واحد، الانتقال من مكان إلى مكان، وليس من مفهوم لآخر !، المكان الذي أُسري به منه مكان جغرافي واحد !، وليس متعدد غير محدود، والمكان الذي أُسري به إليه (المسجد الأقصى) مكان جغرافي واحد، وليس مفهوم استقطاب آخر !
- قال تعالى: ((لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ)) الفتح 27.
إذن المسجد الحرام مكان جغرافي يُدخل فيه على هيئة مذكورة في الآية بوضوح وهي (حلق الرأس والتقصير) فهل المفهوم السياسي ينطبق عليه ذلك؟!
- قال تعالى: ((وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) الأنفال 34.
المسجد الحرام في القرآن الكريم أولياؤه فقط هم (المتقون)، وليس منطقة استقطاب لأركان المعارضة للنظام السياسي !، فهل من دليل يثبت أن (المتقين) المعنيين في الآية هم دومًا المعارضون للنظام السياسي؟!
- قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا )) التوبة 28.
ومفهوم منكر السنة للمسجد الحرام: (دولة يحترم فيها حرية الدعوة والعقيدة)
فكيف يكون التحذير من اقتراب المشركين، طالما أنه مفهوم يحترم حرية العقيدة؟! لماذا تم اخراج المشركين من هذا المفهوم؟! طالما أن هذا المفهوم يحتمل كل التوجهات والأيدلوجيات حسب كلام منكر السنة.
- قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) الحج 25.
المسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد، وهذا يكفي لإثبات أن المفهوم واحد وليس متعدد.
وغيرها من الآيات الكثيرة التي تثبت المفهوم القرآني للمسجد الحرام : مكان جغرافي- واحد فقط وليس متعدد - منطقة استقطاب تعبدي وليس سياسي.
((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ))
((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ))
Bookmarks