النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: واقعنا وواقعهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    470
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي واقعنا وواقعهم

    البعض, من محبي التهليل والتلميع للغرب في كل مناسبة وبدون مناسبة, يحلو له أن يقارن دائما بين المسلم العاصي والكافر الذي عنده خلق كما يدعون ويزعم أن الكافر أفضل من المسلم ولكن اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا
    فالكذب أو السرقة أو أي ذنب أخر يٌرجي أن يغفره الله ولا يخلد صاحبه في النار بعكس الشرك
    وحتى لو أصرينا أن نصفهم بما هم يتنصلون منه وافترضنا فعلا أن هؤلاء - الذين يقولون بنسبية الأخلاق - عندهم أخلاق (؟!), فهي لا تنفعهم بدون العقيدة وأصل الإيمان

    الإلتزام الأخلاقي عند الغرب في الحقيقة يحكمه النفعية المادية الخالصة فهم لا يفعلون شيئا إلا بدوافع وقناعة شخصية في وجود إستفادة دنيوية ذانية من هذا الفعل
    فإلتزامهم بالأمور الإدارية وقوانين المرور مثلا ناتج عن قناعة بأنه لو كسرها, غيره سيكسرها ثم يأتي يوم يصاب هو نفسه في حادث أو يتأخر عن عمله. وتجد إحترامهم ورعايتهم لوقت الأخر لأنهم يعرفون ومتفقون أن كل واحد يقضي وقته بين العمل ليتكسب وبين الشهوات ينهمك فيها ولن يسمح لأخر بأن يأخذ وقته منه

    إذن فالأمر ليس من باب الأخلاق الفاضلة إنما مجرد نفع متبادل وأن كل منهم يعرف تفكير صاحبه والمجتمع كله
    هناك قناعة مشتركة بين هؤلاء أنه يجب عليه المحافظة على النظام لمصلحة نفسه أولا
    ولكي يقتنع بفعل معين لابد وأن تذكر له المصلحة التي ستعود عليه وأنه مستفيد منه

    فالذي يحاول إقناعهم بترك الخمور مثلا أو الحد من الفوضى الجنسية, طبعا لا يطمح أحد أن يقنعهم بترك شهواتهم بل أقصى أحلامه هو قدر من القيد والتنظيم فقط, فلابد وأن يذكرهم بحوادث السيارات والأمراض الجنسية والأموال التي تنفق في هذه الأبواب حتى الجندي الذي يذهب للقتال يذهب أولا من أجل المال فالحروب أيضا مجال للكسب والثراء وهناك شركات متخصصة في توفير الجنود مثل Blackwater التي اتهمت قواتها بإطلاق النار على مدنيين بدون داع و CACI و Titan Corporationالمتورطتان في موضوع سجن أبو غريب

    وهكذا هناك ثقافة موحدة عند هؤلاء, المصلحة النفعية ونسبية الأخلاق, حب وتعظيم الدنيا وبالتالي حب العمل للكسب ولأن لا أحد يحمل الأخر ولا يرفق به
    صحيح أن الإنسان أصبح ترس في آلة وأصبح كالحيوان ولكن هناك إتفاق ضمني بين الكل على نمط معين للحياة ولا أحد يكسره وهذه هي صورة الإبهار التي عندهم
    فيعرف الساسة والقيادات طريقة تفكير الشعوب بهذه النظريات التي غرزوها فيهم وعلى أساسها يجيدوا ويسهل عليهم إدارتهم والتخطيط لمستقبلهم
    ولذلك هذه الأمم تحقق نجاح على أرض الواقع, في الحقيقة نجاحهم هو الفشل بعينه, ولكن نجاح بمعنى أنهم يضعون أهداف ويصلون إليها

    المشكلة في بلاد المسلمين أنه لا يوجد من يهتم بهذا الترتيب عن طريق التعليم أو الإعلام أو غيره وأن الأنماط متفاوتة تفاوتا كبيرا
    ينبغي أن يكون الدين هو المحرك الرئيسي لحياتنا كما كان من قبل لكن الأمر الواقع ليس كذلك فالناس متفاوتة في موقفها منه, البعض دوافعه وسلوكه نابع من الدين والبعض يحاول جاهدا إنبهارا بالغرب أن يحاكي سلوكيات الغرب, كثير منهم يحاكي سلوكيات العربدة فقط وبعضهم يحاول يحاكي معها سلوكيات إحترام المواعيد والقوانين ونحو ذلك ويشعر كأنه يحمل رسالة لا يوجد لها نظير عند المسلمين والبعض يختزل الإسلام كله في هذا الجزء فقط أو على الأقل يعظمه جدا على العقيدة ولب الدين

    فبلادنا أولا تغيب عنها وحدة الهدف, ثم لا يصل أي أحد إلى هدفه, فأهل الدين الذين يدعون إلى الله يواجهون معارضات وعراقيل لأن المجتمع غير متوافق معهم, والذين يريدون الرغد والنعيم والرفاهية ومحاربة الفساد لا يحققون أي من هذا حتى الذين يريدون العربدة المحضة لا يصلون أيضا إلى نفس الدرجة القصوى التي عند الغرب
    وفي النهاية لا يشعر أي فريق بالإرتياح ويشيع الإحباط بين الطوائف كلها نتيجة إختلاف الأهداف وإختلاف المناهج بعكس المجتمع الغربي الذي قام على ثقافة وأهداف معينة صيغ المجتمع كله بناء عليها وبالتالي تشعر بقدر من التناغم هناك وقد تجد فيه بعض العادات الحسنة لكن مرة أخرى لا نسرف في الإنبهار بها لأنها كما سبق حتى لو هي حسنة فعلا لا تفيد المشرك
    ما قيمة النظافة والنظام في تقييم شخصية الإنسان الذي خلقه الله ليكون عبدا لله, وبماذا يفيد الطالب تسطير وتنظيم ورقة الإجابة ثم تسليمها بيضاء أو بها إجابات خطأ وكيف يكون أفضل ممن لم ينظم ولا يلون ولكن أجاب بعض إجابات خاطئة وأخرى صحيحة, حصل على 50% ونجح


    http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=2611
    التعديل الأخير تم 11-24-2008 الساعة 09:42 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإيديولوجية الليبرالية في الفكر الغربي وأثرها على واقعنا المعاصر. كتاب
    بواسطة علي التمني في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-02-2007, 01:50 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء