إلى الذين يخافون الكفر لطرأ الشك في وجود الله عليهم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد :
فقد أبى الشيطان أن يترك الإنسان المؤمن على إيمانه ، و على طاعته لله و إحسانه ؛ و لأن الله لم يجعل للشيطان على المؤمنيين سبيلا فقال في كتابه : ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾[1] لذلك لجأ الخبيث لحيلة حقيرة ألا و هي الوسوسة[2] فيأتي هذا اللعين لكل إنسان مؤمن بالله ويوسوس له أشياء يستحي المؤمن من ذكرها كي يفسد عليه إيمانه كي يفسد عليه إحسانه كي يفسد عليه طاعته لله ،و إذا استرسل المؤمن و لم ينته وجد هذه الوساوس تزيد حتى تصير كالجبال راسخات في لبه و ،ولا يجد لوجود الله شعورا في قلبه ، ويفقد لذة طاعة ربه ، و إما يصير ملحدا[3] بعد أن كان مؤمنا و إما يصير نحيلا لاستعظام ذنبه ، وهو سبب جلبه ،و إما يستعن بالله في فك كربه فينجيه الله و يبدل الجحيم نعيما ،و المرض صحة ، ولانتشار طرأ الشك في وجود الله على المؤمنيين ،و كثرة من يريد حلا ، ولا يجد من يرشده إلى سواء السبيل عزمت باستعانة الله الجليل في كتابة هذا السفر ، وأسميته : ( إلى الذين يخافون الكفر لطرأ الشك في وجود الله عليهم ) سائلا الله التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه .
[1]- الحجرالآية42
[2]- الوسوسة: ما يلقيه الشيطان فيالقلب. وقال الراغب في مفردات القرآن : الوسوسة: الخطرة الرديئة .
[3] - الملحد هو الذي ينكر وجود الله أو بتعبير أدق هو الذي يجهل وجود الله ، والإلحاد هو جهل وجود الله لا العلم بعدم وجوده .
Bookmarks